قطر وإسرائيل ..ملف العلاقات السرية
ثمة توافق واتفاق تام بين قطر وإسرائيل على أن الهدف الأساس من التحركات القطرية وما تقوم به الدوحة من تمويل للمؤامرات الإسرائيلية والغربية وعلى رأسها الولايات المتحدة الأميركية هو تصفية القضية الفلسطينية
والعمل على تقسيم دول المنطقة بالشكل الذي يصب في صالح إسرائيل ومساعدتها على تمرير برامجها ضد الفلسطينيين والعرب بالتعاون والتنسيق مع الأتراك وحكام آل سعود الذين يقيمون أفضل العلاقات السرية مع الكيان الإسرائيلي تمتد جذورها إلى ما قبل إنشاء هذا الكيان بسنوات عديدة .
المؤامرة القطرية على سورية تتوالى فصولاً وقناة الجزيرة ما زالت تحرض ضد سورية ولا تكترث للدماء التي تسيل , لا , بل إنها تتاجر بها مدعية أنها معنية بدماء المواطن السوري كذباً وزوراً, وهي غير معنية إلا بتنفيذ أجندات قطر التي صرفت مئات الملايين من الدولارات , لكنها لم تتوقع أن تصمد سورية كل هذه المدة من الزمن .
وفي هذا السياق , تشير مصادر استخبارية غير عربية إلى التنسيق المتصاعد على مختلف المستويات بين الدوحة وتل أبيب مؤكدة أن الاتصالات الهاتفية واللقاءات المباشرة بين وزير خارجية قطر حمد بن جاسم والمسؤولين الإسرائيليين لم تتوقف .
وضمن هذا السياق جرى لقاء بين حمد بن جاسم ورئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان بحضور وزير خارجيته داوود اوغلو منسق العلاقات التركية – الإسرائيلية في أنقرة , وذلك في الثالث والعشرين من تشرين الثاني الماضي , ترافق ذلك مع وصول مبعوث إسرائيلي رفيع المستوى الى تركيا , تبعه بعد أقل من ساعة مستشار الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي .
حمد بن جاسم الذي يتقن دوره في سفك الدم السوري عرض على الأتراك تعهداً قطرياُ بتمويل أي خطوة عسكرية تنطلق من أراضيهم ضد سورية.
وفي ذات الوقت كانت قطر وإسرائيل تدرسان معاً إمكانية تمرير الوطن البديل على حساب الأردن وان لقاءات عدة لهذا الغرض عقدت بين مسؤولين قطريين وإسرائيليين بعلم ومباركة جهات سعودية وتركية .
وقتذاك أبلغ قادة قطر وإسرائيل المجتمعين أن الفوضى والتخريب في سورية سيمهدان الطريق إلى إشاعة عدم الاستقرار في الساحتين الأردنية والفلسطينية , واتخاذ ترتيبات تصب في المصلحة الإسرائيلية بالتعاون والتنسيق مع جهات محلية لها ارتباطات بشكل او بأخر مع الدوحة .
في كتابه « قطر وإسرائيل – ملف العلاقات السرية » اختار الدبلوماسي الأمني الإسرائيلي سامي ريفيل الولوج إلى أسرار العلاقات القطرية من بوابة القواعد الأميركية الموجودة في قطر والتي تعد عاصمة القواعد الأميركية على مستوى العالم, جرى ذلك بعد انقلاب حمد على أبيه.
وفي هذا الكتاب يستشهد ريفيل بالتصريح الذي أدلى الأمير حمد لقناة « ام بي سي» بعد ثلاثة أشهر من توليه الحكم بالقول إن هناك خطة لمشروع غاز بين قطر وإسرائيل والأردن .
وطالب الأمير بإلغاء الحصار الاقتصادي المفروض من جانب العرب على اسرائيل, ومن هنا كان المدخل لعلاقات سرية بين قطر وإسرائيل .
وفيما انبرى الحمدان باتجاه اسرائيل بعلاقة مفتوحة على كل المستويات اقتصادياً وسياسياً وأمنياً كانت دول الخليج بشكل عام والسعودية بشكل خاص تخشى من تسريب أي خبر عن لقاء مسؤولين اسرائيليين وأي شكل من أشكال التعاون والتنسيق مع الصهاينة.
ويؤكد سامي ريفيل الذي شارك بنسج العلاقات بين البلدين أنه لولا حماسة حمد بن جاسم لما توصلنا إلى هذه النتيجة .
ويكشف الكاتب أن التوترات التي شهدتها العلاقات المصرية القطرية تعود إلى الضغوط التي مارستها مصر لكبح جماح قطر في علاقاتها المتسارعة مع إسرائيل حتى لا يؤثر ذلك على مكانة مصر الإقليمية من الناحية السياسية وخوفاً من أن تفوز الدوحة بصفقة توريد الغاز إلى إسرائيل بدلاً من مصر.
ويكشف ريفيل عن الدور الكبير الذي لعبته قطر في المغرب العربي وتشجيع دوله على الانفتاح نحو إسرائيل تحت عناوين اقتصادية علنية وأمنية سرية.
وفي هذا الإطار يتحدث الكاتب عن تحريض قطري على السعودية والإمارات مستشهداً بالاتفاق القطري الإسرائيلي لإقامة مزرعة حديثة تضم مصنعاً لإنتاج الألبان والاجبان اعتماداً على أبحاث علمية تم تطويرها في مزارع إسرائيلية في وادي عربة لأجل منافسة منتجات السعودية والإمارات .
وانطلاقاً من هذه المعطيات التي يقدمها الكتاب تظهر حقيقة الدور القذر الذي يقدمه الحمدان خدمة للكيان الصهيوني دون رتوش خصوصاً أن هذه الحقيقة جاءت عارية على لسان سامي ريفيل الذي لعب دوراً بارزاً في الموساد الإسرائيلي لسنين طويلة.