القاعدة تعرقن سوريا
يأس المعارضة المسلّحة في تحقيق أهدافها
التفجيرات المتنقلة في المدن السورية هي جرائم بحق الإنسانية، وأن سوريا مستهدفة بقدر ما هي الأمة مستهدفة في صمودها في وجه العدوان الصهيوني الغاشم، والعدوان مهما بلغ من الشدة لن يثني سوريا عن موقفها المبدئي في مواجهة الإجرام وفي الدفاع عن كرامتها القومية، وأن من أقدم على تنفيذ هذا العمل الإرهابي، هو عدو لسوريا وشعبها، لأنه يبغي من وراء ذلك إحداث المزيد من القتل والخراب والتدمير لتفتيت سوريا وإدخالها في نفق الحرب الأهلية والطائفية، وتدويل أزمتها وإخراجها من معادلة المقاومة للمشروع الأميركي – الصهيوني، وهذه التفجيرات الدموية المدانة تؤشر الى مخطط هدفه إفشال مهمة أنان والمراقبين الدوليين، وهي مقدمة لهدف اكبر وهو ضرب المقاومة في لبنان وتدمير المواقع النووية الإيرانية، وكذلك، تبغي هذه التفجيرات زعزعة الاستقرار وضرب وحدة سوريا وعروبتها والدفع باتجاه إحداث فوضى تقسيمية شاملة، وهذا الإجرام يصب في طاحونة المشاريع التفتيتية لسوريا والقضاء على فرص الحل السياسي ووأد الفتنة.
والتفجيرات المروعة التي ضربت المدن السورية، هي حدث بالغ الخطورة في حجمه وتوقيته واستهدافاته، وتحمل هذه المرة بصمات جهة تحاول أن تنتزع المبادرة، والسؤال هنا من هو المستفيد من تلك العمليات الدموية؟ وبالتأكيد العدو الصهيوني هو صاحب المصلحة في إشعال النيران وإدامتها وهناك الأدوات ذاتها وهي تؤشر باليقين الى تنظيم كبير يتلقى قراراته من أفغانستان أو باكستان، وأراد أن يقدم أوراق اعتماده في ممارسة القتل والإجرام، وهناك تنظيم القاعدة الذي تلقى أوامره من رئيسه أيمن الظواهري، والمشهد يذكرنا بالانفجارات، التي كانت تقع في العراق بعد الغزو الأميركي لهذا البلد في العام 2003 لإثارة الحرب الأهلية وخدمة الاحتلال، وهي عمليات تخريب لـ "عرقنة سوريا".
التفجيرات محاولات يائسة
مسلسل التفجيرات السابقة والأخيرة يلفظ أنفاسه الأخيرة، بعد أن توغل بالوحشية والقتل الأعمى، وهي بمثابة محاولات يائسة لكسر إرادة الشعب السوري، وهي تعبر عن الخواء الروحي والفكري، للمخططين والمنفذين والداعمين وتشير الى حجم الهجمة التي تتعرض لها سوريا بسبب مواقفها المبدئية لأنها أصبحت قلب المقاومة في مواجهة المشاريع المعادية التي تستهدف تاريخ وحاضر ومسقبل الأمة، وهذه الهجمة الإرهابية تقودها تنظيمات تتلقى دعماً مالياً وتسليحياً من جهات أعلنت تأييدها لهذه الجرائم والتشجيع على ارتكابها، كما تقف خلفها أجهزة إعلامية تحريضية تدعو الى اقتراف المزيد وتبررها وتقدم لها الدعم الإعلامي، وفي هذا الشأن أكد المندوب السوري الدائم لدى الأمم المتحدة بشار الجعفري: "أن هناك زيادة في حجم وتواتر الأنشطة والعمليات الإرهابية في سوريا"، وأن بعض الدول العربية والإقليمية والدولية تقوم بإرسال المقاتلين والأموال والأسلحة الى جماعات إرهابية في سوريا.
هدف التفجيرات إفشال مهمة المراقبين الدوليين
حمّلت روسيا بعض الشركاء الأجانب مسؤولية تصاعد التفجيرات الدموية في سوريا، وأكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف "أن موقف روسيا والصين من الأزمة السورية لن يتغير" وهو يكمن في ضرورة وقف العنف بكل أشكاله، ومهما كان مصدره، بالإضافة الى الخطة التي اقترحها أنان" وقال لافروف: "بعض الدول التي لها تأثير كبير على المعارضة السورية، تحرض الجماعات المسلحة، كي لا توافق على حلول وسط واتفاقيات، وتدفعها للاعتقاد أن العنف سيؤدي في نهاية المطاف الى حتمية التدخل الخارجي".
واعتبرت موسكو، في تصريح لنائب وزير الخارجية الروسي غينادي غاتيلوف "أن تنظيم "القاعدة" ومجموعات متحالفة معه يقفون وراء الاعتداءات التي تشهدها سوريا".
وبدوره وزير الدفاع الأميركي ليون بانيتا قال: "إن التفجيرين في دمشق يحملان بصمات "القاعدة" ومسؤولاً كبيراً (رود لارسن) في الأمم المتحدة، قال إن لديه من المعلومات والتحليلات ما يجعله يعتقد أن الشرق الأوسط سيتحول "مسرحاً لرقصة الموت".
ومن جانبه، أطلق رئيس بعثة المراقبين الدوليين في سوريا الجنرال روبرت مود نداء للمساعدة على وقف أعمال العنف في سوريا، وقال بعد تفقده مواقع التفجيرات: "أدعو الجميع الى المساعدة على وقف أعمال العنف هذه، فهذه التفجيرات تسبب المعاناة للسوريين، وتوجّه الى مَن يدعم ويقف وراء تلك التفجيرات، أن يتوقفوا عن ذلك، وإعطاء فرصة للسوريين للتقدم باتجاه حل سلمي".
من المؤكّد أن مثل هذه التفجيرات الدموية تستهدف زعزعة الاستقرار وتخدم مخططات معادية هدفها إضعاف سوريا واستهداف منظومة المقاومة في أمتنا بأكملها، لكن التجارب أثبتت أن جبهة المقاومة قوية وراسخة وستتحطّم على صخرتها كل مخططات الأعداء، وستظل سوريا قلب المقاومة كما هي قلب العروبة الحقيقية.
أدهم محمود