ببسم الله الرحمن الرحيم
كلمة عضو اللجنة المركزية لحركة التحرير الوطني الفلسطيني فتح الانتفاضة
أمين سر اقليم لبنان الأخ حسن زيدان أبو إيهاب
في العام الثامن والاربعين من انطلاقتك يا فتح نتذكر مواكب الشهداء الذين آمنوا بفلسطين من النهر الى البحر وطناً لكل أبنائه...
نتذكر معاناة شعبنا وظلم الأنظمة التي دعمت الكيان الصهيوني وحمته من جماهر أمتنا العربية ولعبت دور الجلاد لجماهيرها لتحول بينهم وبين من سرق البسمة من شفاه أطفال فلسطين...
نتذكرك وانت تصنعين مع إخوتك من أردنيين وفلسطينين نصر معركة الكرامة عام 1968
في ذكرى الانطلاقة الثامنة والاربعون نقف مع محطة تاريخية من مسيرة شعبنا المظفرة نقف مع غزة وانتصارها وشهداءَها التي تستكمل بأنتصارها النوعي انتصار المقاومة الاسلامية في لبنان الذي أطاح بمنظومة الدفاع والردع الصهيونية وجعل من المستحيل على العدو مجرد التفكير بعدوان جديد على لبنان دون أن يلقى الرد الفوري الرادع. فتحية لمجاهدي غزة ولشعب غزة ولشهدائها، تحية لمجاهدي حزب الله ومقاومته وشهدائه وسيد المقاومة وثقتنا بالنصر تكبر مع شموخكم واصراركم على نهج المقاومة لتغيير معادلة الصراع في المنطقة.
نتذكركِ يا فتح ونحن أشد ما نكون شوقاً إليكِ وأنتِ ترفعين لواء الكفاح المسلح كأسلوب وحيد لحسم التناقض مع العدو الاسرائيلي.
نتذكركِ وقد شرعت أبوابك لأفواج المجاهدين من كل حدب وصوب فكنت النموذج الوحدوي الذي قال فيه الراحل عبد الناصر، هذه الثورة وُجدت لتبقى...
نتذكرك يا فتح يوم ضاقت بك الأرض العربية على سعتها فلجأت الى سوريا العربية فكان لكِ ما أروتِ وكانت البداية الحقيقة للثورة المعاصرة... سوريا هذه أيها الأخوة والأخوات التي أحتضنت الثورة الفلسطينية منذ انطلاقتها ووفرت الأمن والأمان لمجاهدي شعبنا وقياداتهم تُستهدف اليوم في وحدة أرضها وشعبها وجيشها... يريدونها إسماً بلا مسمى تغيب عن العروبة بكل مفرداتها... يريدونها دولة ممزقة لا حول لها ولا قوة تميل مع الرياح الاميركية كيفما مالت، تنفذ مشيئتهما وتعلن براءتها من كل اشكال المقاومة وطنية كانت او اسلامية وتنتظر لقمة عيش أبنائها من فئات موائدهم ومما تجود عليها بنوكهم المفلسة من قروضٍ تحاصرها الى سنين طويلة أسوة بما هو قائم مع العديد من البلدان العربية اليوم الدائرة في الفلك الغربي والأميركي.
الفلسطينيون الذين يُقدرون لسوريا دورها القومي ويدينون لها بالعرفان لما قدمته لفلسطين وشعب فلسطين يتألمون لمعاناة السوريين وجرحهم النازف ويدعون لاستعجال الحل الذي يضمن لسوريا آمنها ووحدتها ودورها العربي ويُناشدون كل الحريصين على عروبة وحرية سوريا الخروج من دائرة الوهم المراهنة على التدخل الأجنبي خفاظأعلى سلامة أرضها وسلامة أبنائها وحقهم في العيش الكريم...
الفلسطينيون الذين أجمعوا على تحييد مخيماتهم في سوريا عما يجري حولها من أحداث، يجيدون أنفسهم اليوم في موقف لا يحُسَدون عليه... أكبر تجمعات شعبنا في سوريا يجتاحه المسلحون بذريعة مواجهة النظام والآلاف من أهلنا يهجرون المخيم ويهيمون على وجوههم طلباً للأمن والأمان... فيما الامم المتحدة، راعية اللاجئين ومخيماتهم والجامعة العربية، تلوذان بصمت القبور وتبتلعان السنتهما التي لم تتوقف وطوال سنتين عن النيل والتحريض على التقاتل في سوريا.
أيها الأخوة، أيتها الاخوات، مسؤولية الفصائل الفلسطينية جسيمة في معالجة محنة مخيم اليرموك وإعادة النازحين من أهلنا إليه واي تقاعس في هذا الشأن سيجعل من المخيم ومن كل مخيماتنا ساحة قتال تذهب بالمخيمات وبسكانها وتعييد مشاهد فلسطينيي العراق الذين لم يجدوا مأوى لهم سوى المنافي.
وفي هذا السياق فإننا نطالب الحكومة اللبنانية والأنروا والفصائل الفلسطينية والمؤسسات على اختلاف اسمائها بالمزيد من التقديمات الاجتماعية والمادية للنازحين من أهلنا وننوه بالتسهيلات التي تقدمها الدولة اللبنانية للنازحين من خلال الأمن العام اللبناني والوزارات المعنية بهذا الشأن ونؤكد مجدداً على أهمية التعاطي الأخوي والانساني بعيداً عن الخطابات العنصرية مع ملف النازحين الطارئ والملف الفلسطينين في لبنان عموماً بما يخدم استمرار التعاون والتفاهم القائم بين الدولة والقوى الفلسطينية بكل أطيافها الوطنية والاسلامية.
في ذكرى انطلاقة فتح الـ 48 تحية لأهلنا في فلسطين كل فلسطين من النهر الى البحر تحية لأسرانا البواسل في سجون الاحتلال تحية لكم يا أبناء مخيم شاتيلا ومخيمات بيروت المجد لشهداء ثورتنا وامتنا وكل عام وانتم بخير وانها لثورة حتى النصر.