في وداع القائد الوطني الكبير الشهيد أبو موسى…. فتح الانتفاضة تقيم مجلس عزاء بدمشق
بات جليّاَ ان ما تركه القائد الوطني الكبير الشهيد أبو موسى من مآثر عظمة وتاريخ نضالي ناصع الصفحات, وفارق العلامات, يمثل الأسس الخالدة التي نهضت عليها ثورتنا الفلسطينية المعاصرة من ثوابت ونواظم كفاحية, صوناَ لهوية شعب وصيانة لتضحياته الكبيرة
.. أبو موسى شهيداَ, وذاكرة فلسطينية خصبة, وسيرة كفاحية ثرّة ستتألق لدى استحضارها, وشخصيته الجامعة وثوابته المعلنة وصلابته الأكيدة بثتّ الهام الأمل في وجدان وعقول أجيال فلسطين.
شخصية تاريخية بأبعاد إنسانية وأحد أبرز قادة الثورة الفلسطينية المعاصرين ورموزها الأبطال استحقت الوفاء, لتحيا روحه في عليائه, وليطمئن أن قضية لن تنسى, هي قضية حياته, ولإنها قضية الشعب الفلسطيني وأمته الحية, لذلك لن تموت أو تذهب للنسيان.
ارتبطت مآثره بفلسطين بوصفها قضية العرب المركزية التي لن تنطقاَ شعلتها ولن يهدأ جمرها.
فمن توافدوا للتعزية بالقائد الراحل بادلوه الوفاء والتحية ليحملوا أمانته وعهده وقسمه بأن تبقى فلسطين حاضرة على الدوام في القلوب والعقول والمنهج, ولن يقوى على حجبها كل أعداء الشمس…………
فعلى مدى ثلاثة أيام, استقبلت حركة التحرير الوطني الفلسطيني فتح الانتفاضة وفود المعّزين وذلك في صالة دار السعادة بدمشق.
وكان في استقبال الوفود والشخصيات الوطنية السورية والفلسطينية: الأخ أبو حازم أمين سر اللجنة المركزية لحرحة فتح الانتفاضة, والأخ أبو فاخرأمين السر المساعد, وأبو إياد زهرة, أبو لعبد, أبو عيسى, أعضاء اللجنة المركزية والرفيق أبو أحمد فؤاد عضو الكتب السياسي للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين, وعدد من أعضاء المجلس الثوري ولفيف من مناضلي وكوادر الحركة.
هذا وقد أمّ مجلس العزاء كلا من الإخوة والرفاق أحمد جبريل الأمين العام الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين/ القيادة العامة على رأس وفد قيادي من المكتب السياسي, ولفيف من أعضاء وكوادر الجبهة.
الأمين العام لجبهة النضال الشعبي الفلسطيني الرفيق خالد عبد المجيد. وأعضاء مكتب السياسي ومسؤول قيادة الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين في الخارج الرفيق ماهر الطاهر على رأس وفد قيادي من مكتب السياسي.
الأمين العام للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين الرفيق نايف حواتمة على رأس وفد من أعضاء مكتب السياسي, ووفد عن حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين. والأمين القطري الفلسطيني لحزب البعث العربي الاشتراكي والرفيق فرحان أبو الهيجاء الأمين العام لمنظمة طلائع حرب التحرير الشعبية قوات الصاعقة على رأس وفد قيادي من الصاعقة.
كما شارك في تقديم واجب العزاء الرفيق عبد الله الأحمر الأمين العام المساعد لحزب البعث العربي الاشتراكي والرفاق د.أحمد الحسن, صالح الهرماسي سامي عطاري أعضاء القيادة القومية لحزب البعث العربي الاشتراكي, كما شارك السيد محمد رضا شيباني سفير الجمهورية الإسلامية في إيران على رأس وفد من أركان السفارة. والأمين العام لحركة الاشتراكيين العرب الرفيق أحمد الأحمد. الأمين العام للحزب الشيوعي السوري الموحد الرفيق حنين نمر. ورئيس هيئة أركان جيش التحرير الفلسطيني اللواء محمد طارق الخضراء وعدد من كبار ضباط جيش التحرير الفلسطيني.
ووفد من الحزب الاجتماعي القومي السوري برئاسة د. نذير العظمة رئيس المكتب السياسي في الشام وعدد من الأعضاء المكتب السياسي, وعن الصندوق القومي الفلسطيني الدكتور مصطفى الأبيض, مدير مؤسة أبناء الأخ أبو توفيق حاملاَ رسالة من السيد محمود عباس رئيس منظمة التحرير الفلسطينية , ووفد عن حركة فتح _ اقليم سورية برئاسة عضو المجلس الثوري د.سمير رفاعي, ومن الدائرة السياسية بمنظمة التحرير السفير الأخ أنور عبد الهادي, كما أمّ العزاء وفد حزب الله برئاسة الأخ نور الدين. ووزير الداخلية السوري الأسبق اللواء بسام عبد المجيد. ومحافظ القنيطرة د.مالك محمد علي, وأمين فرع الحزب في القنيطرة. والأستاذ عمر أوسو عضو مجلس الشعب السوري, والإعلامي ناصر قنديل رئيس شبكة توب نيوز الإعلامية ووفد عن اتحاد الكتاب العرب برئاسة د.حسين جمعة رئيس الاتحاد د.نزار بني المرجه عضو المكتب التنفيذي, ووفد عن الاتحاد العام للكتاب والصحفيين الفلسطينيين مثّله الأستاذ حمزة برقاوي وعدد من أعضاء الأمانة العامة للاتحاد. ووفد جمعية الصداقة الايرانية الفلسطينية ممثلاَ بالأخ عبد الكريم سْرقي
ووفود عربية وفلسطينية منها وفد حركة شباب العودة الفلسطينية/الأخ فادي الملاح، وفد عن الفعاليات الوطنية والشعبية السورية والإعلامية ضم الإخوة: صفاء هلال، صهيب شعيب، طلال نبهان، وأبو عادل من بني معروف، يوسف الأشهب، ومن لبان سماحة الشيخ عبد السلام الحراشّ، والأستاذ جورج جبور المستشار في رئاسة الجمهورية العربية السورية.
والقاضي رشيد موعد رئيس محكمة الاستئناف الأسبق، ود.غسان السهلي عن اتحاد أطباء فلسطين.
ووفود شعبية فلسطينية ونقابية تمثل مخيمات شعبنا الفلسطيني في الوطن والشتات.
وقد ألقيت في مشاركة العزاء عدة كلمات أشادت بمناقبه الراحل الكبير الأخ أبو موسى: فقد أكد الشيخ عبد السلام الحواش في كلمة على مكانة وريادة الأخ ابو موسى كقائد فلسطيني بامتياز, واختياره الطريق الصعب طريق المناضلين المحفوفة بالمكاره, وليس طريق المتسولين إلى ضلالهم السياسي, وقال:
رهاننا أن نحمي إنجازاته مع رفاقه, لطالما كان شعاره ثورة حتى النصر لنردد من أرض المقاومة وإنها لثورة حتى النصر. كما ألقى السيد أبو عادل من بني معروف كلمة شّدد فيها على أن ما أخذ بالسيف لا يعود إلا بالسيف وأعرب عن ثقته بالانتصار على درب القائد أبو موسى المناضل من نوع أخر, والذي افترش أرض الشام والتحف سمائها ولم يرضى بديلاً عنها مضمخاً بعبق ياسمينها, وأكد الخطباء على أن الراحل لم تلوثّ يده, يوم تلوثت يد البعض بالدرهم والدينار, ورأى أن الشام هي قدس الأرض كما هي فلسطين التي ظلت في قلبه ووجدانه حتى اللحظة الأخيرة, لتقبله شهيداَ. لها
.. وألقى الرفيق أبو أحمد فؤاد كلمة باسم إلى الشهيد شكر فيها كل من واسى وشارك سواء داخل فلسطين أو خارجها, وقال: أود أن أقول أن عائلتنا قد أقامت عزاء في سلوان في القدس تقديراَ واعتزازاً بمكانة أبي موسى بين أبناء شعبنا الفلسطيني, كذلك في عمان كرمّ وهو يستحق ذلك
رحم الله الأخ الشهيد أبو موسى, وعهداً أن نبقى جمعياً على طريقه وأن نتمسك بالمبادئ والثوابت التي لم يحد عنها الأخ الشهيد أبو موسى قيد أنملة,فقد رسخّ مكانه منظمة التحرير الفلسطينية وناضل تحت رايتها كممثل شرعي للشعب الفلسطيني ورغم الذين اختلفوا معه, فقد ظلّ متمسكاّ بالثوابت وبالمقاومة, والإسهام بالدم لتبقى المنظمة بمبادئها وثوابتها, على طريق حرية واستقلال وعودة الشعب الفلسطيني إلى فلسطين وعاصمتها القدس الشريف.
نعاهده أن نستمر بالمقاومة حتى تحرير فلسطين كل فلسطين.
وألقى الأخ أبو حازم أمين السر المساعد لحركة التحرير الوطني الفلسطيني فتح الانتفاضة, كلمة استعادية استذكر فيها محطات هامة من حياة الأخ الشهيد أبو موسى, وتجربته الكفاحية المديدة, التي لا يمكن لكمات قليلة أن تفيه حقه, فهو صاحب مسيرة كفاحية كبيرة.
استذكر من خلالها ومن خلال معايشته للراحل الكبير محطات بارزة منها منذ أن عرفه عام 1964وسمع عن نضاله وجهاده المقدس, وحمله البندقية منذ يفاعته.
وأكدّ الأخ أبو حازم أن الراحل الكبير هو صاحب المواقف الكثيرة التي لا تحصى كان عزيز اللسان, وان اختلف مع الآخرين, لم ينطق سوى كلمة الحق في مكانها وموقعها, شخصيته جامعة وبوصلته الدفاع عن فلسطين وقضايا الأمة العربية, وقال الأخ أبو حازم. أتذكره في جنوب لبنان عام 1973 وحتى انتقاله من الكتيبة الأولى, حتى أصبح قائداً لقوات الثورة في الجنوب كان على الدوام إلى جانب شعبه في المخيمات وفي مواقع الكفاح, فمن هو أقرب إلى فلسطين, هو أقرب إلى أبو موسى.
عام 1972 في القاطع الشرقي أصرّ الأخ أبو موسى على رفع العالم الفلسطيني في قيادة القوات ووضعه على سارية, كان ذلك تَحدّ للعدو الصهيوني, الذي حاول اغتياله أكثر من مرة, فهو من خطط لعملية صفد الشهيرة في القاطع الشرقي, وفي حصار بيروت عام 1982, كان نائباَ لمدير العمليات المركزية, خاض مع إخوانه القتال من بيروت إلى الجنوب, وانتفض عام 1983 مع إخوانه, عندما ذهبت قوات الثورة إلى المنافي البعيدة, كان همه قتال العدو وليس يناء تنظيم شخصي, عاش مع المقاتلين, متقشف في حياته, واثر موقفه في انتفاضة فتح تعرضّ لهجمة كبيرة, كان القصد منها ضرب الفكرة, أن لا تستمر الفكرة.
فقد استمرت فتح وتعرضت لهّزات لم يتعرّض لها تنظيم أو حزب. صبر أبو موسى واستمر مع إخوته وأحبائه, واستمرت الحركة من أجل الحفاظ على الثوابت الوطنية الفلسطينية.
وأشار الأخ أبو حازم إلى أن الراحل الكبير ظلّ حتى اللحظة الأخيرة متمسكاَ بتثبيت الفهم الحقيقي والبرنامج الحقيقي للكفاح المسلح, بالكلمة وبالموقف, كلمة واضحة وثوابت لا يساوم عليها, كما لا يساوم على قضية شعبه وأمته حينما أخلى مخيماَ في لبنان تحسباً لعدوان صهيوني, وحينما لم تمنعه الصخرة التي وقعت عليه اثر قصف صهيوني, من أن يستمر بالنضال, تدفع الصخرة لتنفتح أفاق قضية شعبه الحية, هّمه اليومي والحقيقي. وأشار الأخ أبو حازم إلى مواقف الراحل الكبير حينما بدأت المؤامرة الكونية على سورية فقد قال حينها أن سورية تتعرض لهجمة كونية من أجل تجزئتها وتقسيمها وإنهاء دورها, وأرسل رسالة إلى قائد المقاومة السيد الرئيس بشار الأسد يقول فيها: نحن نضع أنفسنا في خدمة سورية دفاعاَ عنها, لأن الدفاع عن سورية هو دفاع عن فلسطين)) وهذا ثابت من الثوابت الكبرى التي حملها الشهيد أبو موسى.
وشددّ الأخ أبو حازم على أن إخوان أبو موسى سيستمرون على ذات العهد والقسم, يحملون البندقية باتجاه العدو, ولن يساوموا على ذرة من تراب فلسطين, ولا يقبلون بأن تدمّر سورية واستعدادهم للقتال مع سورية هو من أجل فلسطين:
وأشار الأخ أبو حازم لما حدث في مخيم اليرموك منذ أن حوصرت الخالصة من الذين كانوا ضد فلسطين, والعروبة وضد الأمن القومي العربي, مستعيداَ ما قاله الراحل الكبير من توجيهات بصدد ما حدث, وبضرورة الخروج من الحسابات الضيقة من أجل موقف فلسطين موحد, يقضي بتحييد المخيمات, لكن ذلك لا يعني حياداَ مع سورية وقيادتها, لسنا حياديين في السياسة مع قيادة الرئيس بشار الأسد.
نحن إلى جانب سورية لأنها مع فلسطين, وعاهد الشهيد أبو موسى قائلاَ أعاهدك مع أخواتي في اللجنة المركزية والمجلس الثوري وقواعد الحركة بأن روحك ستبقى معنا في رحلتنا وسنستمر متمسكين بالمبادئ والثوابت التي أمنت بها وعملت عليها واستشهدت من أجلها.
كلمة د.حسين جمعه.
وكان د.حسين جمعه رئيس اتحاد الكتاب العرب في سورية قد ألقى كلمة أشار فيها إلى مكانه ودور الشهيد أبو موسى في مسيرة الكفاح والمقاومة, مشيداَ برسالته التي قضى من أجلها ومشدداَ على الدور الذي يجب أن يلعبه المثقفون الحقيقيون في ترسيخ ثقافة المقاومة وإملاء كلمتها, وأن الراحل الأخ أبو موسى كان نموذجاً, للمقاوم العربي الفلسطيني الذي رأى في سورية مرتكزاً أساسياً لثقافة المقاومة والتمسك في الحقوق.
كلمة الشيخ كتمتّو…..
وألقى الشيخ كتمتّو كلمة وجدانية استذكر فيها مآثر الشهيد أبو موسى ومواقفه لاسيما عندما حاول الشباب الفلسطيني في الذكرى النكبة العبور إلى فلسطين إذ خاطبهم بالقول: إذا أردتم أن تبقى فلسطين وقضيتها مستمرة ابدأوا من هنا, ففلسطين لا تعود إلا بالجيل الجديد..
وبعد…
حقاَ لقد مثل الشهيد أبو موسى في ذاكرة عارفيه ورفاق دربه الطويلة ذكرى لا تنمحي كما هي فلسطين الباقية بحقيقتها العربية وإسلامية والفلسطينية والكونية, ضمير الأحرار, وديدن الشرفاء الذين كانت وما تزال فلسطين بوصلتهم, برمزية شهدائها الكبار وقدسية وعدالة قضيتهم الكبرى وحتمية الانتصار على الغزوة الصهيونية الاحلالية التوسعية, كواحدة من حقائق التاريخ العنيدة.
لقطات من مجلس العزاء بدمشق ( تصوير علاء علي )