الصحافة اليوم 25-4-2013: مشاورات تشكيل الحكومة والحدود اللبنانية- السورية
رصدت الصحف اللبنانية الصادرة صباح اليوم الخميس 25-4-2013 مجموعة من الملفات المحلية اهمها تشكيل الحكومة وقانون الانتخابات وانعكاسات الازمة السورية على الساحة المحلية، كما كان حديث بعض الصحف في ملف النفط والغاز.
السفير
النفط يُلهب الصراع على وزارة الطاقة
لبنان يتفوّق على إسرائيل في مخزونه «الغازي»
وكتبت صحيفة السفير تقول "لم يحجب دخان الأزمات الداخلية والملفات الساخنة الحقائق النفطية والغازية التي تنبعث من عمق المياه اللبنانية، وتكتسب «الاعتراف الدولي» من شركات عالمية متخصصة.
وأغلب الظن، أن الحقول المكتَشفة ستترك ظلالها بشكل أو بآخر على مخاض تأليف الحكومة، بعدما حوّل الغاز وزارة الطاقة الى «أم الوزارات»، وجعلها مادة اشتباك سياسي مبكر بين «التيار الوطني الحر» وأطراف أخرى، تضع نصب عينيها هذه الحقيبة الغنية، تحت عنوان المداورة بالحقائب. ومن هنا، تبرز أهمية تحصين هذه الثروة وحمايتها ليس فقط من الشهية الاسرائيلية المفتوحة، وإنما ايضا من التجاذبات الداخلية التي قد تقلب النعمة الاستثنائية الى نقمة إضافية... ما لم يتم إبعاد براميل البارود عن براميل النفط.
في هذه الأثناء، أكد خبير دولي في شركة «سبكتروم» العالمية المتخصصة بالمسوحات النفطية أن احتمالات وجود مكامن غاز في المياه الاقتصادية اللبنانية، أكبر من حقلي «تمار» و«لفيتان» الاسرائيليين، عالية.
وأشار الخبير نيل هدسجون، الذي كان قد شارك في مؤتمر حول الغاز والنفط في لبنان، إلى تقديره بأن الفرصة عالية للعثور على مكامن غاز هائلة قبالة السواحل اللبنانية، بكميات أكبر من تلك الموجودة في «تمار» ولفيتان»، موضحا إنه إذا سارت الأمور على ما يرام فإن بوسع لبنان انتاج الغاز في العام 2019 أو 2020.
وقال هدسجون: في البداية اعتقدنا أن الطبقة الأساسية مقابل الساحل اللبناني مشابهة في عمرها لتلك الموجودة في «تمار» و«لفيتان»، ولكننا اكتشفنا أن هناك طبقتين، وهذه فعلاً أخبار طيبة. وأضاف: في الطبقة الأدنى مكامن أكبر للغاز الطبيعي، والأهم أن استخراج الغاز منها أسهل. وفي منطقة تفتيش تمتد على ثلاثة آلاف كيلومتر مربع، قدر هدسجون أنه بالإمكان العثور على كميات غاز تتراوح بين 30 و40 ترليون قدم مكعب. وللمقارنة فإنه يوجد في «تمار» عشرة تريليونات قدم مكعب، وفي «لفيتان» 17 ترليون قدم مكعب.
وبغية الوصول إلى الطبقة العليا، ينبغي الحفر بعمق 3,5 كيلومترات داخل البحر، أما للوصول إلى الطبقة الأدنى فيجب الحفر لعمق ستة إلى سبعة كيلومترات. ووفق هدسجون، فقد تم رسم خرائط 70 في المئة من منطقة الاكتشافات عبر استطلاعات سيمولوجية ثلاثية الأبعاد توفر صورة دقيقة.
وتنوي شركة «سبكتروم» إكمال رسم خرائط 95 في المئة من المنطقة، وفي الأسبوع المقبل ستشتري العتاد اللازم لذلك.
حقل «تمار»
في غضون ذلك، تضاربت الأنباء أمس، حول ما إذا كان ضخ الغاز من منصة «تمار» البحرية قد توقف أم لا، الأمر الذي قاد إلى خسارة أسهم الشركة حوالي اثنين في المئة. وفي حين شددت شركة «تمار» على أن الغاز لم يتوقف البارحة، أكدت وسائل الإعلام الإسرائيلية أن ضخ الغاز توقف لمدة تزيد عن 40 دقيقة جراء عطل في مضخات المنصّة.
وكانت شركة «نوبل إنرجي» قد أفادت مطلع الشهر الحالي، أن ضخ الغاز من حقل «تمار» يومياً يصل إلى 300 مليون قدم مكعب. كذلك، رفعت الشركة تقديرها لكمية الغاز في الحقل من تسعة ترليونات قدم مكعب في الماضي إلى عشرة ترليونات قدم مكعب الآن. وأضافت الشركة أنه حتى نهاية الربع الثالث من العام الحالي سيتم ضخ ما يقرب من مليار قدم مكعب من الغاز يومياً.
ولم يتم التعامل مع الخلل في منصة «تمار» على أنه أمر عادي، خصوصاً أنه لم يمض وقت طويل على بدء ضخ الغاز من الحقل. فقد أشار معلقون إلى أن الخلل يعني نقص نبضات في قلب المشروع، الذي ينظر إليه كرافعة مركزية للاقتصاد الإسرائيلي، فقد سُجل انخفاض بأكثر من 50 في المئة في وتيرة ضخ الغاز من حقل «تمار». ولكن شركة «تمار» تنفي كما سلف، في حين أن الشركة الحكومية المشغّلة لخط الغاز البري أكدت وقوع الخلل، وأن الأمور عادت إلى طبيعتها بعد 45 دقيقة من التوتر. وتجدر الإشارة إلى أن الغاز من حقل «تمار» يمر في أنبوب بحري يمتد بطول 150 كيلومتراً من الحقل إلى المنصة، وبطول 30 كيلومتراً من المنصة إلى البر. ولكن الغاز يضخ بعد ذلك من جنوب فلسطين المحتلة إلى شمالها.
وفي مقابلة مع صحيفة «غلوبس» الاقتصادية الإسرائيلية، قال مدير عام شركة «وودسايد» الأسترالية، بيتر كولمان إنه قلق من العراقيل التي توضع أمام اتخاذ الحكومة الإسرائيلية قراراً حول تصدير الغاز، ومن الأصوات الداعية لتغيير توصيات لجنة «تسيمح» بهذا الشأن.
وكانت «وودسايد» قد أعلنت نيتها في شراء 30 في المئة من امتياز حقل «لفيتان» بمبلغ 1,25 مليار دولار. وأكد كولمان رغبة شركته في إنجاز الاتفاق النهائي حول ذلك في الأشهر القليلة المقبلة.
الحدود البحرية
وبينما يصعد لبنان تدريجيا سلم الدول النفطية، يستمر جزء من حدوده البحرية، لاسيما مع فلسطين المحتلة، أسير الأطماع الاسرائيلية، الامر الذي يحرمه من فرصة استثمار الثروات الموجودة في المنطقة المتنازع عليها، والبالغة مساحتها 865 كلم مربعاً.
وفي سياق متصل، قال رئيس الوفد اللبناني المتابع لملف الحدود البحرية اللواء عبد الرحمن شحيتلي لـ«السفير»، إنه من المؤسف عدم مواكبة اكتشاف حقول الغاز في المياه اللبنانية واطلاق آلية المناقصات والتنقيب بالجهد السياسي المناسب لحسم الحدود البحرية، وتكريس حق لبنان في المساحة المتنازع عليها مع العدو الاسرائيلي والمقدرة بـ865 كلم مربعاً من المنطقة الاقتصادية الخالصة.
ولفت شحيتلي الانتباه الى ان الحكومة المرتقبة للرئيس تمام سلام يجب ان تركز على تحريك هذه القضية في المحافل الدولية والضغط في اتجاه إيجاد حل لإشكالية الحدود البحرية، على قاعدة تثبيت حقنا في كامل المنطقة الاقتصادية، منبها الى ان التراخي الحاصل يكاد يحول المساحة المتنازع عليها، مع مرور الوقت، الى مساحة مهملة ومنسية، بكل ما تحويه من ثروات طبيعية. ودعا الى تشكيل هيئة خاصة، قائمة بذاتها، بعيدة عن الحسابات الطائفية والسياسية، وتكون مسؤولة عن متابعة ملف الحدود البحرية.
«نصيحة» هوف
وكان السفير الأميركي الأسبق فريدريك هوف قد شدّد على أهمية أن يبادر لبنان إلى البدء بعملية التنقيب عن الغاز في المتوسط، خصوصا أن مساحة المنطقة التابعة للبنان وغير المتنازع عليها هي نحو 22000 كلم مربع، في حين أن المنطقة المتنازع عليها تبلغ فقط 865 كلم مربعاً.
واشار هوف ـ الذي تولى في المرحلة الماضية التنسيق بين لبنان واسرائيل في ملف النفط والغاز- إلى أن إسرائيل ستبدأ قريباً باستخراج الغاز في مساحة تبعد 40 كيلومتراً عن المنطقة المتنازع عليها. وأضاف في حلقة حوارية مغلقة مع عدد من الصحافيين والباحثين اللبنانيين: لا توجد صيغة حسابية أو اتفاقات دولية محددة لرسم الحدود البحرية في العالم وبالتالي لفض النزاع اللبناني ـ الإسرائيلي، ولذلك يمكن للجانب اللبناني أن يبدأ العمل في المناطق التابعة له والاستفادة من هذه الفرصة، وترك الخلافات مع إسرائيل جانباً، خصوصا أن هذه الخلافات الحدودية حول مناطق بحرية مشتركة، موجودة في دول كثيرة في العالم."
النهار
تقدّم بين سلام و"تكتل التغيير"
وجعجع يرفض حكومة سياسيين
وكتبت صحيفة النهار تقول "مع أن الحركة الكثيفة التي شهدتها أمس دارة المصيطبة استرعت انتباه القوى السياسية موحية بتزخيم جهود رئيس الوزراء المكلف تمّام سلام من أجل دفع عملية تأليف الحكومة الجديدة قدماً، ظل الوضع الناشئ على الحدود اللبنانية – السورية في صدارة الاولويات لما يثيره من أخطار على مجمل الوضع الداخلي امنياً وسياسياً.
ووسط السباق المتصاعد بين الوضع الحدودي والأزمة السياسية الداخلية، كشف مواكبون للاتصالات الداخلية والخارجية المتصلة بالوضع اللبناني لـ"النهار" ان ثمة خريطة طريق يجري رسمها للخروج من الازمة بشقيها الحكومي والانتخابي تقوم على الآتي:
1 – احترام موقف رئيس الجمهورية ميشال سليمان في التزام "حزب الله" وسائر القوى "اعلان بعبدا".
2 – تأليف حكومة مقبولة لدى كل الاطراف لاجراء الانتخابات ومواكبة إعداد قانون انتخابي جديد.
3 – اجتماع هادئ لمجلس النواب لتعديل قانون 2008/25 (قانون الستين) بحيث تصير ولاية مجلس النواب اربع سنوات وستة أشهر ريثما يجري اعداد قانون الانتخاب الجديد.
هذه العناوين تردد صداها أمس في اروقة الامم المتحدة، حيث أفاد مراسل "النهار" في نيويورك علي بردى ان واشنطن انتقدت بشدة الدور الذي يضطلع به "حزب الله" في "زعزعة" لبنان، واعتبرت ان تكليف النائب تمام سلام "خطوة أولى ايجابية" في اتجاه تأليف الحكومة.
وخلال الاحاطة الشهرية لمجلس الامن عن "الحال في الشرق الاوسط" ورأى وكيل الامين العام للمنظمة الدولية للشؤون السياسية جيفري فيلتمان ان "امتداد النزاع في سوريا لا يزال محسوساً في لبنان"، واذ عدد حوادث سقوط الصواريخ والغارات الجوية في الاراضي اللبنانية، عبّر عن اهتمام الامم المتحدة باحترام كل الاطراف سيادة لبنان وسلامة اراضيه احتراماً تاماً، واعتبر انه "من المهم ان يغتنم الزعماء اللبنانيون الفرصة لمواصلة الانخراط ايجاباً لضمان التأليف المبكر للحكومة". كما طالب الاطراف "باحترام سياسة النأي بالنفس الشجاعة والحكيمة" للرئيس ميشال سليمان. وجدد الدعوة الى "تقدم سريع لضمان التوصل الى اتفاق مبكر على القانون الانتخابي بما يتيح اجراء الانتخابات النيابية على أساس الاجماع وضمن الاطار الزمني الدستوري والقانوني".
وحذرت المندوبة الاميركية الدائمة لدى الامم المتحدة السفيرة سوزان رايس من ان "النزاع في سوريا يهدد استقرار جيرانها وتحديداً لبنان، كما تبين من الهجمات الاخيرة في الهرمل والقصر". وقالت ان "حزب الله يواصل ليس فقط زعزعة لبنان من الداخل عبر انتهاك سياسة النأي بالنفس الحكومية، لكنه يتيح بفاعلية للاسد شن حرب على الشعب السوري". واكدت دعم الولايات المتحدة لسيادة لبنان واستقلاله واستقراره. وبعدما عبرت عن "التقدير لقيادة الرئيس ميشال سليمان"، هنأت رئيس الوزراء المكلف تمام سلام قائلة ان تسميته "خطوة اولى ايجابية في اتجاه تأليف الحكومة في عملية يجب ان تبقى بقيادة لبنانية".
جعجع... و8 آذار
أما في الملف الحكومي، فبدا مساء أمس ان ثمة عقدة جديدة مرشحة للتفاعل في اطار عملية التأليف التي يجري رئيس الوزراء المكلف مشاوراته في شأنها، وهي تتمثل في طلائع اعتراض من قوى 14 آذار على حكومة سياسية، بينما يفاوض سلام قوى 8 آذار على معايير منها ان تضم الحكومة سياسيين.
وجاءت الاشارة المتقدمة الى هذا الاعتراض من رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع الذي قال لـ"النهار" في اتصال هاتفي امس عن عملية التأليف: "أيّدنا من البداية ان تكون حكومة تكنوقراط حيادية لانها حكومة انتخابات، وفي سبيل الخروج من النفق الذي يمر به لبنان، وتسهيلاً لمهمة الرئيس المكلف. لكننا نسمع هذه الايام عن تعابير لا نفهم معانيها، مثل حكومة سياسية من غير المرشحين. وهذا يُفترض ان يعني تشكيل حكومة من سياسيين. وفي هذه الحال تكون رجعت حليمة لعادتها القديمة".
واضاف: "لا اعرف ما اذا كان ممكناً في ظل هذا التوجه التوصل الى تأليف حكومة". ولاحظ ان رئيس الوزراء المكلف "يبحث على ما يبدو في عملية التأليف مع بعض الافرقاء. وفي هذا الوضع يجب ان يشمل البحث كل الافرقاء"، متمنياً على الرئيس سلام "ألا يدخل دهاليز دخلها قبله رؤساء حكومات ورأينا النتائج"، ومتمنياً له التوفيق "لان فيه توفيقاً للبنان أيضاً".
في غضون ذلك، وسّع سلام دائرة مشاوراته المباشرة فعقد بعد ظهر امس لقاءً طويلاً مع وزير الطاقة في حكومة تصريف الاعمال جبران باسيل، ووصفت أوساط سلام اللقاء بأنه كان جيداً. وأفادت أوساط قريبة من "تكتل التغيير والاصلاح" ان لقاء سلام وباسيل كان ايجابياً وكرّس مبدأ حكومة سياسية توافقية بالتشاور بين كل الاطراف. واذ أوضحت ان اللقاء تناول كل التفاصيل المتعلقة بتأليف الحكومة، وبما فيها الحقائب والاسماء، قالت إن ثمة تفاصيل لا تزال خاضعة للنقاش ولكن سجل تقدم ورغبة في تسهيل التأليف.
والتقى سلام ايضاً النائب ميشال فرعون والوزيرين السابقين "القواتيين" انطوان كرم وسليم وردة، ومن ثم الوزير مروان خير الدين والنائب السابق مروان ابو فاضل.
وفهم ان اللقاء الذي جمع قبل يومين الرئيسين سليمان وسلام مضى بعيدا في مراجعة ما توصلت اليه مشاورات رئيس الوزراء المكلف، فبعدما جرى تثبيت الاساسيات للتشكيل وهي قيام حكومة من غير المرشحين تضم 24 وزيرا يتولون حقائب بناء على مبدأ المداورة، دخل البحث في اطار توزيع القوى التي تعبر عن المكونات السياسية والطائفية، في انتظار ان تبت هذه المسألة لينطلق البحث في اختيار الاسماء التي سيرسو عليها الاتفاق لتولي الحقائب.
وشددت مصادر مواكبة لـ"النهار" على ان ما يطرح عن ثلث معطل لا أساس له من الصحة ولا أحد طرح على سلام هذا الامر من قريب أو من بعيد. وأشادت بالاجواء الايجابية التي سادت محادثات سلام مع ممثلي حركة "أمل" و"حزب الله" في الايام الاخيرة.
بوغدانوف
على صعيد آخر، علمت "النهار" ان زيارة نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف للبنان ستتخللها لقاءات مع الرؤساء الثلاثة ورئيس الوزراء المكلف وعشاء مع رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب وليد جنبلاط واجتماعات مع شخصيات وأحزاب أبرزها "حزب الله"، ثم رئيس كتلة "المستقبل" الرئيس فؤاد السنيورة. وتندرج زيارة بوغدانوف تحت ثلاثة عناوين:
الاول، تأكيد روسيا التزامها ما تعهدته من تأييد عقد مؤتمر دولي لمساعدة النازحين السوريين، اضافة الى جهدها في توفير المساعدات وآخرها ثلاث طائرات الى لبنان.
الثاني، استطلاع الرأي في الاحداث الجارية في سوريا.
الثالث، تأكيد الموقف الرسمي الروسي في الحرص على الاستقرار في لبنان ومنع امتداد تداعيات ما يجري في سوريا الى لبنان.
ويشار اخيراً الى أن ساحة الشهداء شهدت امس تظاهرة حاشدة في الذكرى الـ98 للابادة الارمنية شارك فيها ممثلون للأحزاب الارمنية وتكتلات سياسية."
الاخبار
ميشال عون: لن أصوّت إلا للأرثوذكسي ولن أقاطع الانتخابات
هيام القصيفي
وكتبت صحيفة الاخبار تقول "يختصر رئيس تكتل التغيير والاصلاح العماد ميشال عون توصيفه للوضع الراهن باستشهاده ببيت شعر لأحد أصدقائه: «نمشي بلا هدف في موكب الصدف. فعمرنا أسى وعيشنا قرف».
لكن عون يستطرد بأنّ «لديّ هدفاً وأعرف ماذا أريد وعندي مناعة ضد القرف».
أهداف عون كثيرة، ولكننا نبدأ الحوار معه حول قانون الانتخاب، ومصير الانتخابات بعد تعليق أعمال لجنة التواصل. ويقول: «عملياً لدينا قانون يعطي الحقوق لكل الطوائف وللأقليات فيها والأكثرية وهو ميثاقي ويحترم الدستور ووثيقة الوفاق الوطني، خلافاً لكل ما قالوه عنه. فهذا المشروع الوحيد الذي نال الأكثرية، وليس الإجماع، (بل الإجماع المسيحي) فيما انقسمت الآراء في شكل حاد حول بقية المشاريع. وبعد إقراره في اللجان النيابية المشتركة، بدأنا نسمع أن الدروز والسنّة سيغيبون، وأنه يخالف الميثاقية. الميثاقية يحددها كل شيء متفق عليه ودخل في صلب التشريع والدستور، أي إعطاء 64 نائباً للمسيحيين و64 نائباً للمسلمين، وحتى تظل الميثاقية قائمة يجب أن يتمكن المسيحيون من انتخاب نوابهم وكذلك المسلمون.
ومن ثم قالوا إنه يمس بالعيش المشترك. واريد ان اوضح هنا للجميع، ان كل القتل والذبح والتشريد الذي حصل في الجبل لم يتمكن من افساد العيش المشترك، بل عدم العدالة بين اللبنانيين هو الذي يُفسد العيش المشترك. لذلك لم يعد سكان الشوف ومناطق التهجير اليها سكانها بسبب اللاعدالة. فالدوائر المحتجزة، الرسمية خالية من المسيحيين، بما فيها قوى الامن وشركات المياه. اذاً ليس المشروع الأرثوذكسي هو ما يمسّ العيش المشترك، بل الشعور بأن الذين يمثلوننا لا يمثلوننا فعلياً، لذلك تأتي الاكثريات المسيحية في المناطق السنية والدرزية بأقلية مسيحية.
■ عملياً هناك مهلة 15 أيار، فهل سيدعو الرئيس نبيه بري الى عقد جلسة عامة لطرح الأرثوذكسي وغيره على التصويت؟
ـــ نحن نتمنى على الرئيس نبيه بري ان يدعو الهيئة العامة في اول فرصة تسمح له او اي تاريخ يريده. ونحن نريد التصويت على الأرثوذكسي، فهو مشروعنا وبالأقدمية يستحق ان يطرح أولاً، ولأنه نال الاكثرية ومرّ في اللجان المشتركة. وليقدم الآخرون الرافضون مشاريع اخرى للتصويت، واذا سقط مشروعنا، وليربح المشروع الذي ينال الأكثرية في مجلس النواب، ونحن سنرضخ للأكثرية في المجلس النيابي.
■ يعني اذا سقط الارثوذكسي في التصويت فهل ستشاركون في الانتخابات، ولو على اساس قانون الستين؟
ـــ نعم، سنشارك حتى لو كان قانون الستين. ليمشي القانون وفق ارادة مجلس النواب، واذا رضيت به الاكثرية فأنا أقبل به. ولكن انا لن اصوت الا على الأرثوذكسي، وليتوقف المدعون عن القول انه غير دستوري. اذا اقر مشروعنا يرسل الى رئيس الجمهورية، واذا رده يصوت عليه بالنصف زائداً واحداً فيه، ومن ثم إذا أراد فيقدر على الطعن به، ولكن ان يُطعن به قبل اقراره والضغط على الاحزاب فهذا غير شرعي.
■ إذا افترضنا أن الرئيس ميشال سليمان والنائب وليد جنبلاط والمستقبل يريدون قانون الستين، والرئيس نبيه بري لا يبدو منزعجاً منه، يعني أنه سيقرّ خلافاً لرأي الموارنة الذين دفنوه في بكركي؟
ــ من يرد ان يلحس امضاءه فليفعل ذلك. اما انا فلن اصوت الا على الأرثوذكسي، مهما كانت القوانين الاخرى. فهو مشروعي، والجميع رفض قانون الستين، وهم يحتالون لأنهم يريدون حصة من النواب المسيحيين كي يعملوا اكثرية لهم. لماذا أُطيل الخطاب حول حيلة كي يأخذوا مقاعدنا وتحقيق مكاسب على حساب حقوق المسيحيين. ومن ثم يحملونني مسؤولية لأني اريد حقي. انا لا افاوض لان عندي الاكثرية، وحين تتركني الأكثرية اترك. انا ديموقراطي، واذا طرحوا الستين وصوتوا عليه.
■ من سيصوت معك على الأرثوذكسي من المسيحيين؟
ـ لا احد يحجز حرية احد. وكل واحد يتخذ موقفه وفقاً لضميره، وانسجامه مع ارادة الناخبين، ومن يخرج عن
الصفة التمثيلية ويعارضها يتحمل مسؤولية الخروج من الصف.
■ هل بحثتم مشاريع انتخابية أخرى؟
ـ كل المشاريع درسناها، وكلها مموهة للعودة الى المشاريع الاكثرية وهي مرفوضة كلها.
■ هل قدمت لك صيغة مختلط واحدة للنقاش حولها؟
ـ ليسوا متفقين مع بعضهم، كل واحد يريد ان يناقشني بمشاريع سبق ان درسناها، وهم يضعون النسبة التي تناسبهم ليحتفظوا بالمقاعد لأنفسهم. مسيحياً رفضنا كلنا قانون الستين، ورفضه ايضا المسلمون، فهل نعود الى الستين مموهاً، هذا ضحك على الذقون.
■ هل سيدعو بري الى الهيئة العامة؟
ـ لا مهرب منها؛ اذ لا يمكن تعطيل مجلس النواب.
■ ولكن بري كان قد وعد بالجلسة قبل استقالة حكومة الرئيس نجيب ميقاتي؟
ـ انا لا اعطي مواقف مسبقة، وله الحق بالمناورة قدر ما يريد. كل الوعود لا قيمة لها الا بالتصويت.
■ هل ستوافق على تمديد ولاية المجلس اذا تعذر حالياً إجراء الانتخابات؟
ـ كلا. لا اوافق الا اذا كان ذلك ضرورياً لمدة قصيرة لإجراء الانتخابات، اي ان نحدد موعدها ومن ثم نمدد ولكن بعد اقرار قانون الانتخاب.
■ هل بات اجراء الانتخابات متعذراً في موعده؟
ـ أعتقد ذلك. ووزير الداخلية يقول انه لا يمكن في الوقت الباقي إجراؤها.
■ واذا لم تجرِ أيضاً بعد ارجائها، فهل تقبل التمديد؟
ـ لا تمديد ولا تجديد، بل نريد انتخابات للمجلس والرئاسة. يجب ان تجرى الانتخابات. فهل هذا المجلس هو الذي سينتخب رئيس الجمهورية؟ لماذا وعلى اي اساس؟
ستة وزراء للتكتل
■ بالانتقال الى الحكومة، اراد الرئيس المكلف حكومة تكنوقراط، وانتم اصررتم على حكومة سياسية، اليوم ما هي شروط العماد عون للحكومة؟
ـ لا يمكن الرئيس المكلف ان يأتي بأفكار مسبقة، ويقول إنه يريد هذا الأمر او ذاك. اقول بصراحة إن هذا مخالف للدستور ولكل التقاليد البرلمانية. الحكومة لا تأتي الا نتيجة مشاورات مع وجود اغلبيات وكتل نيابية، وحينها يتقرر شكل الحكومة. فهل يمكن ان يُفرض علينا اشخاص لا نعرفهم لنعطيهم الثقة؟ اضافة الى ان هناك قرارات مهمة يجب اتخاذها في هذه المرحلة، ونحن نشاهد ما يجري على الحدود ولا نعرف الى أين تصل الأوضاع. إذاً يجب ان تكون الحكومة سياسية مئة في المئة، وحينها لا يعود مهماً من يمثلها. نحن الذين طرحنا مشروعاً لفصل النيابة عن الوزارة، لكنهم انتقدونا ووضعوا القانون في الأدراج. والآن «طلع على بالهم» أن ينفذوه، من دون تشريع. نحن رب التشريع، ولكن لا احد يستطيع ان يتخذ قراراً فردياً أو جماعياً بالنيابة عنا ضد الدستور. انا لا اجمع بين النيابة والوزارة، ولكن هذه مسؤوليتي. ولا احد يحق له ان يفرض عليّ، ومن يقبل فليعيّن وزراءه. لا احد يمثلني في الحكومة إن لم اكن اريده ان يمثلني. يريدون تكرار تجربة عام 2005، لكنهم لن يستطيعوا.
■ من يريد ان يكررها؟ الرئيس المكلف أم رئيس الجمهورية؟
ـ لا اعرف. ليخلعوا أقنعتهم ويتكلموا. ولا احد يعتقد انه اذا تكلم اولا، فنحن مجبرون على اللحاق به.
■ هل ستقبلون المداورة في الحقائب؟
ـ لم يقبلوا بالمداورة حين كان ثمة مجال لها، اي مع انتخاب المجلس النيابي، ما سيعطي اي وزير مجالاً طويلاً للممارسة عمله. اما اليوم فهل نقبل بها، وعمر الحكومة ثلاثة اشهر؟ وكيف يمكن الوزير في هذه المهلة القصيرة متابعة كل المشاريع في هذا الوقت القصير؟ اعتقد انه حتى بداية العهد الرئاسي الجديد يجب ألا تحدث تغييرات في المداورة. قد نترك وزارة واحدة ولكن ليس كل الوزارات التي فيها مشاريع. الجميع يتحدث عن الاتصالات والطاقة. هذا الكلام هو فتح الباب امام الصراعات والنار علينا. سابقاً، فتحوا النار على جبران باسيل كي لا يتسلم الاتصالات، وكانوا في المرة الاولى يسترضوننا لنأخذها، وحين اصبحت وزارة حقيقية رفضوا اعطاءها لنا مرة ثانية. ومع وزارة الطاقة حصل الأمر نفسه، الكل حذرونا منها وأن النار فيها ستحرقنا، لكننا اصلحنا الكهرباء واقمنا السدود وبدأ اكتشاف النفط، اهم ثروة وطنية، فصاروا يريدون الوزارة. هم اورثونا 7 مليارات دولار دين ونحن قدمنا برنامجاً متكاملاً للكهرباء والمياه والنفط، واصبحوا يريدون الوزارة.
■ اليوم شرطك للحكومة، وزارتا الطاقة والاتصالات والوزير جبران باسيل؟
_ لن نتحدث عن الاسماء. اريد الوزارات أولاً حتى اعرف من نعيّن فيها.
■ اي وزارات؟
ـ سأتحدث مع الرئيس المكلف عنها، وليس عبر الصحف. انا اليوم اتحدث فقط عن رفض المداورة لفترات قصيرة لأنها تعطل سير العمل.
■ انتم كفريق وحلفاء هل تريدون الثلث المعطل؟
ـ لم نتكلم فيه بعد.
■ اذا اي حصة تريدون؟
ـ كتتل، اريد توزيع المقاعد على حجم الكتل النيابية. وأنا تبت عن اعطاء مقاعد لاحد. البعض انتقل من ضفة الى اخرى وحاول اسقاط مشاريعي. اليس هذا تخلفاً سياسياً. ألم يحاول رئيس الجمهورية انشاء كتلة سياسية وسطية وسقطت في الانتخابات واراد منا دفع الثمن.
■ كم وزيراً تريدون في حكومة ثلاثينية؟
للتكتل ستة وزراء، اما لحلفائنا فستة وزراء ايضاً، هذه الحصة للتكتلين الشيعي والمسيحي، ولكن هناك أيضاً الحزب القومي.
■ لماذا لم يعطِ رئيس الجمهورية موعداً لقوى 8 آذار؟
ـ تكتل التغيير والاصلاح وحزب الله وامل، راجعوا الرئيس المكلف، وطلبوا موعداً للقائه لإطلاعه على مشاوراتهم، لكنه لم يحب الاطلاع، وقد يكون يطلع بالواسطة. وله حق التقدير ان يستقبلهم أو لا. نحن نقوم بواجبنا وهو يقرر.
■ كيف ترى إمكان تشكيل حكومة واجراء انتخابات ربطاً بالتطورات السورية؟
_ ذهنياً ربطوا الوضع اللبناني بسوريا منذ عامين. فلماذا اوقفنا إنماء تشريعنا وعملنا في انتظار أحداث سوريا إلا اذا كان احد يعتقد ان نظام لبنان سيتغير معها، وهذا ليس وارداً في ذهننا. هل كان يمكن ان ننتظر مثلاً احداث سوريا لننقب عن النفط؟
■ هناك شعور بالانتصار لدى قوى 8 آذار في سوريا بعد معركة القصير. هل تتصرفون بالسياسة على هذا الاساس؟
_ لم الاحظ ذلك، سابقاً دفشوا حزب الله على سبعة أيار ثم اتهموهم بها ولم نر نتائج 7 ايار في السياسة.
■ رأيناها في الدوحة.
ـ انا تنازلت عن رئاسة الجمهورية وعملت تنازلات كثيرة عن قانون النسبية وقالوا انني قبلت الستين.
■ قد تكون انت دفعت الثمن ولكن ليس حزب الله. واليوم يقال أيضاً ان الحزب اراد منك تسمية سلام رئيساً مكلفاً.
_ انا لدي تعهدات لا اقولها واشياء مفروض نحترمها جميعاً. طبعاً عدم احترامها يعني اشياء اخرى، وهي ليست للتداول في الشارع."
المستقبل
الطفيلي يكشف عن سقوط 138 مقاتلاً للحزب في المعارك ويحمّل إيران المسؤولية
رفْض لبناني ودولي لتورّط "حزب الله" في سوريا
وكتبت صحيفة المستقبل تقول "تواصلت ردود الفعل الشاجبة داخلياً وخارجياً لاستمرار تورّط "حزب الله" في القتال الدائر في سوريا ووقوفه إلى جانب النظام الأسدي، وللدعوات التي أطلقت للجهاد في سوريا، فبرزت مروحة من المواقف التي تلاقت مع موقف الرئيس سعد الحريري، وفي مقدمها موقف رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان الذي دعا إلى "عدم السماح بإرسال أسلحة او مقاتلين الى سوريا، كما وعدم السماح بإقامة قواعد تدريب داخل لبنان"، لافتاً الى أن "ذلك ليس فقط إلتزاماً وتطبيقاً لإعلان بعبدا وسياسة عدم التدخل في الشأن السوري، ولكن أيضاً لتحصين الوحدة الوطنية اللبنانية وتجنيب العيش المشترك أي إهتزاز او اضطراب". فيما انتقد الأمين العام السابق لـ "حزب الله" الشيخ صبحي الطفيلي، بشدة تدخّل الحزب في النزاع الدائر في سوريا، كشف النقاب في حديث إلى قناة "المستقبل" مساء عن "سقوط 138 قتيلاً للحزب في معارك سوريا التي جاء تدخله فيها بناءً لأوامر مباشرة من إيران".
إلى ذلك، سجّل رئيس جبهة "النضال الوطني" النائب وليد جنبلاط موقفاً لافتاً من الدعوات إلى الجهاد في سوريا، فأعلن أنه "يتلاقى في هذا المجال مع الموقف المهم الذي أعلنه الرئيس سعد الحريري، ذلك أن هذه الدعوات وذاك القتال من شأنهما تأجيج الاحتقان الداخلي اللبناني دون إحداث تغيير يُذكر في الداخل السوري". واعتبر إن هذه الدعوات "تصب في خدمة النظام السوري الذي لطالما إمتهن إستخدام ما يسمّى "القاعدة" لتبرير حربه على شعبه وإنقضاضه عليه كما هو حاصل منذ إنطلاق الثورة".
غير أن جنبلاط تمنّى على المقاومة "التي قدمت المئات من الشهداء في سبيل تحرير الجنوب من الاحتلال الاسرائيلي وحققت إنتصاراً تاريخياً في هذا المجال بتحقيق الانسحاب العسكري الاسرائيلي دون قيد أو شرط في سابقة لم تسجل من قبل، أن تعيد تصويب بندقيتها في هذا الاتجاه دون سواه"، معتبراً أن "انغماس بندقيّة المقاومة في غير محلها، وفي دعم نظام قام بكل ما قام به من مجازر بحق المدنيين والأبرياء وقصف للمدن والقرى وسجن مئات الآلاف من المعتقلين، من شأنه أن يشوّه المسيرة النضاليّة لهذه المقاومة وأن يبدد كل الرصيد السياسي والشعبي الذي راكمته خلال السنوات المنصرمة وأن يفرّغ كل منجزاتها التاريخيّة من محتواها في سبيل تقديم العون لنظام مصيره الحتمي الزوال عاجلاً أم آجلاً".
وأكّد أن "الشعب السوري ليس في حاجةٍ لجهاديين من لبنان أو الخارج لدعم نضاله الملحمي الذي يواصله بإصرار كبير منذ ما يزيد عن عامين في سبيل نيل حقوقه الوطنية المشروعة المتمثلة بالحرية والكرامة والديمقراطية، بل كل ما يحتاجه هو خروج المجتمع الدولي من حالة التخاذل وقيامه بتقديم الدعم المطلوب للمعارضة لتغيير الواقع الميداني على الأرض بدل الاكتفاء بالبيانات والخطابات والاجتماعات غير المنتجة، وبدل التلطي خلف مساعدات "غير قاتلة" من هنا أو هناك".
وكان للدعوات الجهادية رد من الجيش "السوري الحر" المعني الأول والأخير بهذا الموضوع، فرفض المنسق السياسي والإعلامي للجيش لؤي المقداد دعوة الشيخين أحمد الأسير وسالم الرافعي مشدّداً أن "القيادة المشتركة العليا للجيش الحر ترفض أي دعوة للجهاد في سوريا وترفض أي وجود للمقاتلين الأجانب من أي مكان أتوا".
أضاف المقداد "قلنا مراراً أن ما ينقصنا في سوريا هو السلاح وليس الرجال".
من جهته، طالب القيادي السوري المعارض احمد معاذ الخطيب الأمين العام لـ "حزب الله" السيد حسن نصرالله بسحب جميع "مقاتليه من سوريا لضمان عدم تحوّل النزاع إلى حرب طائفية".
وقال في رسالة نشرها على صفحته على موقع التواصل الاجتماعي إن "تدخّل حزب الله اللبناني في سوريا قد عقّد المسألة كثيراً، وكنت أتوقع منكم شخصياً بما لكم من ثقل سياسي واجتماعي أن تكونوا عاملاً إيجابياً لحقن دماء أبناء وبنات شعبنا".
غير أن السفير البريطاني في لبنان توم فليتشر أشار في تغريدة على موقع "تويتر" إلى أنه "من المؤسف أن يرسل البعض لبنانيين للموت في سوريا وهذا فعل متهوّر وليس في مصلحة لبنان الوطنية والحياد هو الخيار الشجاع"، وذلك في إدانة واضحة لدعوات الجهاد لكنها تشمل في الوقت نفسه السبب المباشر لهذه الدعوات وهي انخراط "حزب الله" في القتال إلى جانب النظام السوري.
وكذلك فعلت واشنطن حين أشار نائب المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية باتريك فنتريل إلى "قلق أميركا الشديد من دور حزب الله الشائن في سوريا"، معبراً عن دعم واشنطن "سيادة لبنان واستقلاله واستقراره، ومخاوفنا من تمدّد ما يحصل في سوريا إلى لبنان ونحن ندينه بشدة"."
اللواء
سليمان يرفض الجهاد في سوريا .. وجنبلاط يؤيّد موقف الحريري
الثلث المعطّل يعطّل التأليف!
وكتبت صحيفة اللواء تقول "السؤال: هل تعكس الاجواء الايجابية التي رشحت من عين التينة، وتتولى قوى 8 آذار عبر نوابها واعلامها ضخها في البلاد، حقيقة حصول تقدم في فكفكة العقد والانتقال الى رسم خارطة صالحة للتطبيق، بمعنى اسقاط الاسماء على الحقائب، ام ان هناك سيناريوهات تحضر في «المطابخ» بين لاعبين اقليميين ودوليين، وان بدا ان «مطبخ» تأليف الحكومة هو لبناني فقط؟
المعلومات التي توافرت لـ«اللواء» ليل امس من مصادر ثقة تفيد ان تأليف الحكومة في مهب التعقيد مجدداً، بسبب مطالبة مكونات 8 آذار بالتناوب والمداورة، بالثلث المعطل في الحكومة.
وأكدت المعلومات الخاصة بـ«اللواء» ان الصيغة التي اعدها الرئيس المكلف تمام سلام على النحو التالي: 7 وزراء لـ8 آذار، 7 وزراء لـ14 آذار، و10 وزراء للكتلة الوسطية تضم الرئيس ميشال سليمان والنائب وليد جنبلاط وفريق الرئيس المكلف، من دون ان يكون هناك وزراء دولة.
ووفقاً للمعلومات نفسها فإن قوى 8 آذار رفضت هذه الصيغة مما اعاد الامور الى نقطة الصفر.
واعتبرت مصادر واسعة الاطلاع ان فريق 8 آذار يسعى الى كسب الوقت والايحاء بأنه يقدم التسهيلات، في حين انه سمع الرئيس المكلف من الوزير جبران باسيل ما يشبه الاصرار على وزارتي الطاقة والاتصالات مع الفريق العوني، وان تكون الحصة المسيحية الكبرى له في الحكومة ولو كان على حساب رئيس الجمهورية، الامر الذي يتناقض مع ما يوحى من تقديم تسهيلات.
ومع ذلك يمضي الرئيس المكلف تمام سلام بحثاً عن تكوين صورة بانورامية للتأليف الحكومي من الجوانب كافة، فهو التقى مساء امس من السادسة الى السابعة والنصف المفاوض العوني وزير الطاقة في الحكومة المستقيلة جبران باسيل، وفقاً لما كانت اشارت اليه «اللواء» امس، حيث جرى بحث في الافكار التي طرحت من قبل الجانبين حول عدد اعضاء الحكومة والحقائب والتوازنات وما يطلبه التيار العوني، في ضوء اتجاه الرئيس المكلف احداث مداورة في الحقائب السيادية والخدماتية.
المصادر العليمة قالت ان الاجواء كانت مريحة، وان اتفاقاً حصل على مواصلة المحادثات، مشيرة الى ان اللقاء، وهو الاول الذي يتم بينهما على انفراد اذ انه سبق لباسيل ان حضر الى المصيطبة من ضمن الوفد الخماسي في الاسبوع الماضي، اتسم بالصراحة والواقعية، وان الطرفين كانا صريحين، ولم يكن ثمة من تشنج، لكنها استدركت بأنه كانت هناك نقاط سهلة في المعالجة، وهناك نقاط تحتاج الى اجوبة من فريقه مجتمعاً.
واستناداً الى ذلك، توقعت المصادر ان يعود فريق 8 آذار الى المصيطبة مجدداً، بعدما كان جاء مجتمعاً، ومن ثم فرادى، لافتة الى ان المحادثات تناولت عدد اعضاء الحكومة العتيدة والتوازنات داخلها، ولم يكن هناك من اختلاف الا من نواحي تتعلق بالجانب السياسي والترشيحات، على اعتبار ان هذا الامر يفترض ان يتم من ضمن سلة واحدة.
وقالت المصادر ان الجو كان جيداً، ولم يكن هناك سوى رغبة مشتركة بتوسيع مساحة التفاهم، لكن الموضوع لم ينته ويحتاج إلى متابعة.
ونفت المصادر أن يكون البحث تناول الأسماء أو الحجم والتمثيل، لأن هذا الأمر متروك لوقت لاحق يفترض أن يشمل التيار العوني والفريق الذي معه.
وإذا كان الرئيس المكلف التقى أيضاً وفداً من «القوات اللبنانية» ضم الوزيرين السابقين سليم وردة وانطوان كرم، فان مشاوراته مع ممثلي الكتل السياسية تركزت بشكل رئيسي على فريق 8 آذار الذي ينقل تباعاً مطالب جديدة يخشى ان تتحوّل إلى عقبة.
وبالتزامن، التقى الرئيس المكلف أيضاً وفداً من الحزب الديمقراطي اللبناني، ضم الوزير في حكومة تصريف الأعمال مروان خيرالدين والنائب السابق مروان أبو فاضل موفدين من النائب طلال أرسلان.
وكشف أبو فاضل لـ «اللواء» أن وفد الحزب الديمقراطي طالب بتمثيل الحزب في الحكومة، وأن تتألف من 30 وزيراً وبتمثيل سياسي، اما مرشّح الحزب فيسميه ارسلان لاحقاً عندما يطلب الرئيس المكلف.
وقال أبو فاضل أن الرئيس المكلف لم يوافق على طرح الموفد بأن يكون الحجم التمثيلي في الحكومة العتيدة على قاعدة نسبة التمثيل في المجلس النيابي، أي 52 بالمائة لـ14 آذار و48 بالمائة لـ 8 آذار، لكن الوفد لمس منه تفهماً لأن تكون الحكومة سياسية، بدل أن تكون تكنوقراط، ولكن بشروط وبمواصفات معينة للوزراء السياسيين، ومنها ألا يكونوا حزبيين او مرشحين للانتخابات.
وأكّد ان الرئيس سلام ليس مع التأخير في التأليف، ولكنه ليس مع الاستعجال.
ولم تستبعد مصادر مطلعة أن يزور المصيطبة اليوم الوزير السابق يوسف سعادة موفداً من النائب سليمان فرنجية، ووفد من حزب الطاشناق أيضاً لتكتمل بذلك حلقة المشاورات مع 8 آذار.
القانون الانتخابي
في هذا الوقت، بقي موضوع القانون الانتخابي معلقاً على حبال الاتصالات، إذ اسف الرئيس نبيه برّي لتعليق عمل لجنة التواصل النيابية، مؤكداً «انه سيجري اتصالات ثنائية لتقرير الخطوة التالية، من دون أن يحزم عمّا اذا كان يعتزم الدعوة الى جلسة مبكرة، أي قبل 15 أيار المقبل، مع انه يميل إلى إبقاء الجلسة في موعدها، مشدداً على وجوب عدم استنفاد المساعي والجهود للوصول الى قانون توافقي».
وعن تداعيات فرط لجنة التواصل النيابية قال النائب بطرس حرب لـ «اللواء»: بعد فشل اللجنة تكون الخيارات قد ضاقت لدى الأطراف، ونحن أمام استحقاق داهم لا مفر منه، وهو إجراء الانتخابات النيابية، حيث بات هناك استحالة مادية لاجرائها في الموعد المقرر لها أساساً، ما يستدعي حتماً تأجيلاً يفرض تمديداً ما لوجود هذا المجلس، إلا أن القضية المطروحة، أي نوع من التمديد سيعمد إليه القيّمون، تمديد تقني يسمح باجراء الانتخابات على أساس قانون جديد تم الاتفاق عليه، أم تمديد سياسي على أساس تفادي الفراغ بسبب الخلاف على قانون الانتخاب الجديد، ومثل هذا التمديد ينطوي على مخاطر وانعكاسات سياسية على النظام الديمقراطي، مما يستوجب على القوى السياسية، ولا سيما قوى 8 آذار التي رفضت الاشتراك بالحوار الذي كان يجري في مجلس النواب ضمن إطار لجنة التواصل أن تثبت حسن نيتها ورغبتها اجراء انتخابات، لأن عدم اجرائها يوقع البلاد في الفراغ الدستوري للوصول الى فرض مطالب ما طالب به السيد حسن نصر الله بإنشاء هيئة تأسيسية بإعادة النظر بالنظام السياسي، وهذا ما نحذر منه، في هذه الظروف الخطيرة.
ورداً على تشكيل الحكومة، قال حرب: السؤال المطروح هو إذا شكلت الحكومة أم لم تشكل، وإذا نالت الثقة أولم تنلها، لأن لكل من هذه الحالات نتائج مختلفة عن الأخرى، في ظل الاستحقاقات الخطيرة التي تمر بها البلاد، وإني آمل أن ينجح الرئيس المكلف في تشكيل حكومته بسرعة، لأن الحكومة التي ينوي تشكيلها قادرة على منح البلاد بعض المناعة لمواجهة كل المخططات والاحتمالات الناتجة عن عدم تشكيل الحكومة، مثل توريط البلاد في أحداث سوريا وتحول لبنان إلى ساحة للصراع السوري والاقليمي.
تورط حزب الله
واستناداً إلى موقف حرب، بدا أن تورط «حزب الله» في القتال في سوريا، يتفاعل محلياً، خصوصاً وأنه تزامن مع دعوات مقابلة للجهاد وصدرت عن رجال دين سنّة، الأمر الذي دفع رئيس الجمهورية ميشال سليمان إلى إعلان دعوة صريحة إلى عدم السماح بإرسال أسلحة أو مقاتلين إلى سوريا، كما وعدم السماح بإقامة قواعد تدريب داخل لبنان، لافتاً إلى أن ذلك ليس فقط التزاماً وتطبيقاً لإعلان بعبدا، وسياسة عدم التدخل في الشأن السوري، ولكن أيضاً لتحصين الوحدة الوطنية اللبنانية وتجنيب العيش المشترك أي اهتزاز أو اضطراب.
وجاراه في هذا الموقف، رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي
النائب وليد جنبلاط الذي أعلن تأييده للموقف المهم الذي أعلنه الرئيس سعد الحريري بالنسبة للدعوات المقابلة للجهاد في سوريا التي وصفها بأنها مستنكرة ومرفوضة، معتبراً ان هذه الدعوات، وكذلك انغماس المقاومة في دعم النظام السوري، من شأنهما تأجيج الاحتقان الداخلي اللبناني دون إحداث تغيير يذكر في الداخل السوري.
وإذ أكد أن الشعب السوري ليس في حاجة إلى جهاديين من لبنان أو الخارج لدعم نضاله الملحمي. اعتبر ان انغماس بندقية المقاومة هو في غير محلها، متمنياً على المقاومة أن تعيد تصويب بندقيتها في اتجاه تحرير الجنوب من الاحتلال الاسرائيلي، بعدما حققت انتصاراً تاريخياً في هذا المجال، مشدداً على ضرورة اعادة الاعتبار الى سياسة النأي بالنفس، مشيداً بالرئيس نجيب ميقاتي الذي أكد انه سيبقى رمزاً من رموز العمل الوطني اللبناني.
ومساء تلقى رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع اتصالا من رئيس الائتلاف الوطني السوري جورج صبرا، طرح فيه الاخير مسألة التدخل العسكري لوحدات قتالية من حزب الله في سوريا ومدى انعكاس هذا الامر على الشعبين اللبناني والسوري.
وقد أبدى جعجع تفهمه التام لهذا الموقف وأبلغ صبرا ان القوات اللبنانية ترفض أي تدخل من جانب اي مجموعة لبنانية في الشأن السوري، سواء امنيا او عسكريا، وقال رئيس القوات لصبرا انه « دعا السلطات اللبنانية الرسمية الى اتخاذ الموقف المناسب والسريع في هذا الشأن»."