وهاب بعد لقائه وفداً من حركة فتح الانتفاضة:
أي محاولة لاختبار فريقنا في لبنان سيدفع ثمنها مَن يحاول الاختبار
جدّد رئيس حزب "التوحيد العربي" الوزير وئام وهاب تأكيده أن "أي محاولة لاختبار فريقنا في لبنان سيدفع ثمنها مَن يحاول الاختبار، ناصحاً الرعاة الجدد للحلول، الذين بدأوا يستقبلون يومياً اللبنانيين - الذين كعادتهم يرغبون في زيارة السفارات ومراكز المخابرات منذ أيام القناصل - ألاّ يغامروا بالوضع اللبناني وأن يكونوا أعقل مما يحاول دفعهم إليه بعض اللبنانيين لأن الأمر سينعكس على الرعاة أولاً قبل أن ينعكس على "القطيع" الذي يحاول جرهم الى مغامرة جديدة على الساحة اللبنانية".
كلام وهاب جاء خلال استقباله وفداً من حركة فتح الانتفاضة ضمّ عضو اللجنة المركزية للحركة وأمين سر إقليم لبنان أبوإيهاب (حسن زيدان) وعضو المجلس الثوري للحركة ومسؤول الشمال أبو ياسر (خليل ذيب)، ومسؤول الإعلام في الحركة أبو نبيل (محمود صالح)، في مكتبه، في بئر حسن، موضحاً "أننا أمام قنبلة موقوتة لا أحد يدرك متى سيتم العمل عليها لإشعالها، خاصة إذا كان لدى البعض مشروع لـ "سورنة" الوضع اللبناني مع كل الطروحات التي تطرح اليوم والتي تستهدف المقاومة وسوريا وكل المشرق العربي، لافتاً الى وجود مشروع واضح لاستهداف كل المشرق العربي من العراق الى سوريا ولبنان وغدا الأردن لتكتمل عملية اغتصاب فلسطين، وها نحن نشهد بين ليلة وضحاها كيف تتحرك الأمور إن كان في العراق أو في سوريا أو في لبنان".
وتابع: "لذلك نقول إن مهمتنا كقوى وطنية لبنانية وفلسطينية وكقوى قومية في كل الوطن العربي الوقوف الى جانب سوريا، حيث هناك استهداف ومشروع آتٍ لتقسيم وتفتيت وضرب سوريا، ونحن بصدد مواجهته ولا نخجل في ذلك، مؤكّداً لبعض الذين يتحدثون من على شاشات التلفزة عن وجود تدخل من فريقنا "بأننا الى جانب سوريا وفي قلب المعركة: في قلب معركة فلسطين وسوريا والعراق وهذا طبيعي لأن هناك استهداف لسوريا"، موضحاً "أن عملية الاستهداف تلك أصيبت بنكسات والآتي أعظم إذ ستصاب بنكسات أكبر".
وأكّد وهاب بأن سوريا ستكون قوية خلال المرحلة المقبلة لأنها قادرة على حسم الكثير من المعارك التي تثار بوجهها حالياً، معتبراً بأن الهدوء في سوريا وراحتها سينعكس حتماً على لبنان، في الوقت الذي تجري فيه محاولات لزج لبنان في مشكلة كبيرة.
وفي الوضع الفلسطيني أكّد وهاب على أهمية هذا اللقاء الذي جاء "في ذكرى النكبة، في ذكرى اغتصاب فلسطين، خاصة وأن فلسطين تتعرض للاغتصاب اليومي ليس فقط على يد الصهاينة، ولكن أيضاً على يد مَن كان يُفترض أن يكونوا نصيراً لفلسطين، بعض العرب الذين يتآمرون على هذه القضية ونحن اليوم في موسم بيع وشراء في هذا الوطن العربي، ولكن هذا الزمن لن يستمر، إنها غيمة صيف وستنقشع وسنعود الى القضية الأساس التي تجمع ولا تفرق عندما ابتعدنا عن فلسطين تفرّقنا وعندما نقترب منها نتجمع أكثر ونتوحد لأنها القضية الأساس"، لافتاً الى "الوضع في المخيمات التي يصر الأخوة في حركة فتح على أن تبقى تحت سقف القانون اللبناني وأن تبقى متفاعلة مع الواقع اللبناني، وأن لا يُدخل أحد المخيمات في أية مغامرة لبنانية وهم حتماً كما قالوا لنا سيعملون لذلك، وهم مستعدون لمنع أية مغامرة من قبل أي أحد في المخيمات في الوقائع اللبنانية التفصيلية، لافتاً الى أنه على الدولة اللبنانية التي تنسى هذه المخيمات طويلاً وتعود إليها في المواسم، لأنها ليست قادرة على تأمين شيء للبنانيين فكيف للمخيمات؟ يجب أن تعرف بأن هذه المخيمات ورغم كل الجهود التي يقوم بها الأخوة في فتح الانتفاضة وفي فصائل أخرى، قد تتحول الى بؤر مضرة بالأمن اللبناني طالما استمر هذا الإهمال الحالي، من إهمال اجتماعي واقتصادي وفي الخدمات الصحية، مخيمات حتى لا يستطيع الإنسان العيش بها لأنها تفتقد لأدنى مقومات الكرامة والحقوق الإنسانية"،
وتابع وهاب: "هذه مسؤولية الدولة، التي لا تتذكر المخيمات إلا من باب السلاح، ولكن الآن لأن هناك تجارة في الموضوع السوري الكل يتحدث عن النازحين من الأخوة السوريين، ونحن مع الاهتمام بهم، ولكن هناك أخوة نازحين منذ ستين عاماً مقيمين في لبنان، وهم يطمحون للعودة الى فلسطين، وتهملهم الدولة والمنظمات الدولية، وفوق ذلك ممنوعون من العمل في لبنان،
من جهته أشار عضو اللجنة المركزية لحركة فتح الانتفاضة، أمين سر إقليم لبنان أبو إيهاب (حسن زيدان) الى أن هذا اللقاء مع الوزير وئام وهاب أتى في إطار اللقاءات المستمرة مع الإخوة في حزب "التوحيد العربي"، ومن الطبيعي التداول في "كل ما يهمنا كقوميين وعروبيين"، كما استعرضنا الوضع في فلسطين وفي القدس خصوصاً مع ما يجري من محاولات تهويد لهذه المدينة، وعزلها عن محيطها الفلسطيني، إضافة الى مؤامرة ما يسمى بالجامعة العربية التي تمثل اليوم قمة التآمر على القضية الفلسطينية، والتي تتلخص بما يسمى بتبادل الآراء وانعكاسات ذلك على مستقبل الفلسطينيين وعلى حق عودة شعبنا الى أرضه.
كما تناول اللقاء الوضع في سوريا، "حيث كان هناك اطمئنان لمجريات الأحداث على الأرض"، وأشدنا "بالموقف السوري الأخير والرد الاستراتيجي لسوريا العروبة على العدوان الإسرائيلي الذي تمثل بفتح جبهة الجولان"، مؤكّداً استعداد حركة فتح الانتفاضة للقيام بأي عمل مقاوم انطلاقاً من جبهة الجولان وبالتنسيق مع كل القوى المقاومة".
وختم أبو إيهاب بالقول: "هذا اللقاء لن يكون الأول ولا الأخير، والعلاقات مع حزب "التوحيد العربي" تتعزز باستمرار وهذا ليس غريباً على مَن ينتهج اليوم نهج المقاومة والعروبة، ومَن يُدرك أن هناك مؤامرة تستهدفه انطلاقاً من استهداف سوريا، هذه المؤامرة التي هي اليوم تلفظ أنفاسها ونحن ننتظر نصراً قريباً تعلنه سوريا ويفرح به الجميع".
في هذا الإطار قال أبو ياسر (خليل ذيب)، عضو المجلس الثوري في حركة فتح ومسؤول الشمال: "جئنا الى هذا البيت الوطني العريق، ولمعالي الوزير وئام وهاب، في ذكرى هي من أهم ذكريات الشعب الفلسطيني، ذكرى اغتصاب فلسطين عندما حُوّل الشعب الفلسطيني من شعب الى لاجئ ومن ثم الى مهجّر، لنؤكد أن شعب فلسطين لازال متمسكاً بحقه وبكل حبة تراب من أرضه، ومتمسكاً بعروبة القدس وفلسطين، وعندما نأتي لنتشاور مع معالي الوزير، إنما ندرك أن بوصلة الوزير لازالت وستبقى فلسطين، وهو أحد أهم الداعمين لهذه القضية الفلسطينية قولاً وعملاً، وهذه البوصلة التي نسترشد بها تجعلنا نقف في خندق واحد الى جانب الوطنيين اللبنانيين والى جانب سوريا التي تتعرض اليوم لمؤامرة كونية كبرى، مؤكّداً من مقر حزب "التوحيد العربي" بأن "فلسطين باقية في قلوبنا وعقولنا ونبذل الدماء من أجلها، وكلنا ثقة بإخواننا الوطنيين اللبنانيين وعلى رأسهم معالي الوزير وهاب".
بيروت في 14/5/2013