الصحافة اليوم الاثنين 3/6/2013 الحراك الشعبي في تركيا يضيق الخناق على اردوغان
تدحرج الحدث التركي الى الواجهة، الصحف اللبنانية الصادرة صباح اليوم الاثنين في بيروت كان لها متابعة للتطورات في تركيا بعد ارتفاع حدة التظاهرات المنددة بالحكومة، كما كان للصحف رصد لآخر تطورات الازمة المستمرة في سوريا، وفراغ لبنان السياسي.
السفير
دول الخليج تلوّح بإجراءات ضد «حزب الله»
السباق يحتدم بين «الطعن».. والأمن
مع استمرار مرحلة انعدام الوزن على مستوى مراكز القرار في الدولة، وفيما يستعد المجلس الدستوري لدراسة الطعنين المقدمين من قصر بعبدا والرابية في قانون التمديد لمجلس النواب، بقي الأمن الفالت سيد الموقف، ليعزز حجة الذين أيّدوا التمديد، على قاعدة أن الظرف الأمني القاهر لا يسمح بإجراء الانتخابات.
وخلال الساعات الماضية، تجمّع في الأفق ضباب أمني كثيف ينذر بعواصف مقبلة ما لم يتم تداركها، إذ سقطت في طرابلس الهدنة الهشة مع تجدد الاشتباكات على محاورها، ما أدى الى سقوط عدد من الجرحى، فيما تمكن الجيش اللبناني من ضبط كميات من السلاح في إهدن. وشهدت جرود بعلبك مواجهة بين مجموعات سورية مسلحة حاولت التسلل الى المنطقة وعناصر من «حزب الله» تصدوا لها، بالتزامن مع توسع القصف الصاروخي على البقاع ليطال سرعين وأطراف النبي شيت وبريتال.
وفي سياق أمني متصل، علمت «السفير» أن قائد المجموعة الإرهابية التي هاجمت حاجز الجيش في جرود عرسال وقتلت عناصره الثلاثة، قد تمكن من الفرار الى داخل الأراضي السورية. وفي المعلومات تبين أن هذا الإرهابي حاز من أحد المشايخ في البقاع فتوى تجيز الانتقام من الجيش اللبناني، بعد مقتل شقيقه في معارك حمص، وأن الهدف كان من البداية قتل عناصر الحاجز لا خطفهم كما تردد سابقاً.
وبينما تستمر المواجهات في القصير ويتواصل سقوط الصواريخ العشوائية على البقاع، شن مجلس التعاون الخليجي في ختام اجتماعه في جدة أمس هجوماً عنيفاً على «حزب الله»، وندد في بيان صادر عنه بـ«التدخل السافر لحزب الله في سوريا وبما تضمنه خطاب أمينه العام من مغالطات باطلة وإثارة الفتن».
وفي وقت يستعد الاتحاد الأوروبي للبحث في إدراج الحزب على لائحة الإرهاب، قال الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي عبد اللطيف الزياني إن المجلس «قرر النظر في اتخاذ إجراءات ضد أي مصالح لحزب الله في دوله». وأعلن وزير الدولة للشؤون الخارجية في البحرين غانم البوعينين أن دول الخليج تعتبر «حزب الله» منظمة إرهابية وقررت النظر في اتخاذ إجراءات ضد مصالحه في أراضيها.
الطعن
أما على الصعيد الداخلي، فقد بادر رئيس الجمهورية ميشال سليمان الى الطعن في قانون التمديد لمجلس النواب، أمام المجلس الدستوري، بعد نشره في الجريدة الرسمية، فيما أنهى الوزيران شكيب قرطباوي وسليم جريصاتي والنائب إبراهيم كنعان، صوغ نص الطعن الذي سيتقدم به نواب من «التيار الوطني الحر»، اليوم. وقال جريصاتي لـ«السفير» إن الطعن متماسك وقوي بحججه الدستورية والقانونية ولايستند الى أي تحليل سياسي، بل الى نصوص ومواد دستورية وقانونية، منها ما هو مأخوذ من القانون الفرنسي. وأشار الى أن الطعن يخاطب المجلس الدستوري بعلم وموضوعية، متمنياً ألا ينقاد أعضاء المجلس الى الأهواء السياسية، ومعتبرا أنه إذا تم رد الطعن تكون هناك هرطقة دستورية وضغوط سياسية على المجلس.
وإذ أمل رئيس الجمهورية أن يتخذ المجلس الدستوري قراره بكل تجرّد وبأقصى سرعة ممكنة، داعياً الجميع الى السماح لأعضائه بأن يكونوا ناكرين لجميل السلطات التي عيّنتهم (ص 3)، اعتبرت أوساط سياسية بارزة في «8 آذار» أن الرئيس سليمان يمارس عبر مواقفه نوعاً من الضغط أو التأثير المعنوي على المجلس، مستغربة أن يفعل ما يطالب الآخرين بالامتناع عنه.
وتعبيراً عن ارتفاع منسوب التوتر بين قصر بعبدا وعين التينة، كان لافتاً للانتباه ردّ المعاون السياسي للرئيس نبيه بري الوزير علي حسن خليل على قول الرئيس ميشال سليمان، أمس الأول، أنه «كان هناك تقاعس في عقد الجلسة النيابية العامة حتى لحظة انعقاد الدورة العادية»، فأكد خليل أن رئيس مجلس النواب «كان يعمل ليلا نهارا لصدور قانون متوافق عليه، فيما كان هناك أناس لا نعرف ما هي أدوارهم للوصول الى مثل هذا التفاهم»، مبدياً أسفه لأن البعض يتحدث عن تقاعس في المجلس الذي قام ويقوم بواجباته على أفضل وجه».
وأكد البطريرك الماروني الكاردينال بشارة الراعي في عظة قداس الأحد، أن «النواب مددوا ولايتهم بمعزل عن إرادة الشعب بل رغماً عنه، ومن دون أسباب مقنعة سوى المصالح الخاصة والفشل»، مشدداً على أنه «لنا ملء الثقة في المجلس الدستوري بأن ينظر في موضوع الطعن بما تملي عليه نصوص الدستور، ومقتضيات العدالة والإنصاف». وأبدى الأسف «لعدم احترام ما طالب به مجلس المطارنة، لجهة عدم اتخاذ أي قرار تمديد، قبل أن يقر المجلس النيابي قانوناً جديداً للانتخابات».
والى حين أن يقول المجلس الدستوري كلمته، قرر الرئيس المكلف تمام سلام إبقاء محركاته هادئة نسبياً، وهو قال أمام زواره أمس انه سيكون أمام أحد خيارين، فإما العودة الى حكومة انتخابات بالمعايير التي حددها منذ تكليفه، إذا قبل المجلس الدستوري الطعن، وإما الاتجاه نحو حكومة سياسية اذا قرر المجلس الدستوري رد الطعن.
وأوضح سلام انه ناقش الاحتمالات مع رئيس الجمهورية، أمس الأول، في قصر بعبدا، ومع موفدين أبرزهم الوزير الأسبق خليل الهراوي والوزيران علي حسن خليل ووائل ابو فاعور.
طرابلس
أمنيا، تجددت الاشتباكات مساء أمس على محاور التبانة والقبة والمنكوبين وجبل محسن في طرابلس، واستخدمت فيها الأسلحة الرشاشة والقنابل اليدوية وقذائف الـ«أر بي جي»، ونشطت أعمال القنص بكثافة.
وسبق ذلك، قيام المسلحين على كل المحاور الساخنة، بتحصين الدشم والسواتر، وتحويل بعضها الى ما يشبه الغرف الباطونية، فضلا عن السباق الى التسلح. والمفارقة التي تعبر عن الواقع المزري، تتمثل في اعتراض المجموعات المسلحة على دشمة أقامها الجيش اللبناني قبالة محور «ستاركو» حيث هددوا بإقامة دشمة مقابلة لها إذا لم يزلها!
شرارة اسطنبول تنتشر أردوغان: مخرّبون ولصوص
في اليوم الثالث للحراك، واصل المتظاهرون الأتراك أمس، الضغط على حكومة رجب طيب أردوغان، عبر «احتلال» ساحة «تقسيم» في اسطنبول، بعدما احتشد عشرات الآلاف من الأتراك مجدداً بعد فترة هدوء، وتفجرت الاضطرابات من جديد في العاصمة أنقرة، وامتدت أيضاً الى مدن أزمير وأضنة وغازي عنتاب، وهو ما هز صورة حكم حزب العدالة والتنمية ورئيس الوزراء رجب طيب اردوغان.
وتظاهر آلاف الأشخاص في الساحة التي خلت من عناصر الشرطة، بعد يومين من أعمال العنف التي أسفرت عن مئات الجرحى، وانتهت باعتقال أكثر من 1700 متظاهر في كل أنحاء تركيا، قبل إطلاق سراح القسم الأكبر منهم، بحسب ما أعلن وزير الداخلية التركي معمر غولر أمس.
وأخلى ناشطو المجتمع المدني أمس الأول، وهم رأس الحربة في أكبر حركة احتجاج شعبية على الحكومة التركية منذ توليها الحكم في العام 2002، المكان لأنصار اليسار واليسار المتطرف الذين احتفلوا بـ«انتصارهم» بعد انسحاب قوات الأمن.
وأقام المتظاهرون، في خطوة تحد لرئيس الوزراء، متاريس في الشوارع المؤدية إلى ساحة «تقسيم» كدسوا فيها كل ما دمر في المدينة وهياكل سيارات مقلوبة، وحتى بعض حافلات البلدية، بعد يومين من المواجهات مع الشرطة وليلة التعبير عن فرحهم.
ووقفت مجموعات من المتظاهرين عند المتاريس التي كتبت عليها شعارات مثل «حكومة اصطفا» (استقالة الحكومة)، استعداداً لمواجهات جديدة.
وبالرغم من أن أي حادث لم يسجل في اسطنبول برغم المواجهات في محيط مقر رئيس الوزراء في حي بشيكتاش، فإن قوات الأمن تدخلت مجدداً في أنقرة أمس، مستخدمة خراطيم المياه والغاز المسيل للدموع لتفريق آلاف الأشخاص الذين أرادوا التوجه إلى مكتب أردوغان، بالإضافة إلى اشتباكات مماثلة في إزمير وأضنة ثالث ورابع كبرى المدن التركية، كما امتدت مساء أمس إلى غازي عنتاب في جنوب شرقي تركيا، في مؤشر على استمرار التعبئة الشعبية.
وقالت نقابة الأطباء في أنقرة إن 414 مدنياً أصيبوا في هذه الصدامات، فيما تحدثت وكالة «الأناضول» عن 56 جريحاً في صفوف قوات الأمن.
ونددت المنظمات الحقوقية التركية والأجنبية بهذا القمع، متحدثة عن أكثر من ألف جريح. حتى أن «منظمة العفو الدولية» لفتت إلى مقتل شخصين، لكن أي مصدر رسمي لم يؤكد هذه الحصيلة، كما أورد غولر أمس الأول أيضاً، أرقاماً أقل بكثير، مشيراً إلى 79 مصاباً هم 53 مدنياً و29 شرطياً.
وقال أردوغان أمس الأول، «إذا كان هذا الأمر يتعلق بتنظيم التجمعات وإذا كان هذا حراكاً اجتماعياً يجمعون فيه 20، فإنني سأقوم وأجمع 200 ألف شخص. وإذا جمعوا مئة ألف فسأجمع مليوناً من حزبي». وأضاف «كل أربعة أعوام نجري انتخابات وهذه الأمة تختار، أولئك من لا يقبلون سياسات الحكومة بإمكانهم التعبير عن رأيهم في إطار القانون والديموقراطية»، واصفاً المحتجين بأنهم «بضعة لصوص».
وفي ما بدا تحدياً جديداً للمتظاهرين الذين يتهمونه بالسعي إلى «أسلمة» المجتمع التركي، أكد أردوغان أمس، أنه سيتم تشييد مسجد في الساحة، قائلاً «نعم، سنقوم أيضاً ببناء مسجد. ولن أطلب إذنا من رئيس حزب الشعب الديموقراطي (أكبر أحزاب المعارضة) أو من حفنة من المخربين للقيام بذلك. من صوتوا لنا (في الانتخابات) منحونا السلطة للقيام بهذا الأمر».
إلا أنه في مواجهة كل ذلك وتحت وطأة الانتقادات، تراجع رئيس الوزراء التركي، وأقر أن الشرطة تحركت في بعض الحالات بشكل «مفرط»، قائلاً «صحيح، لقد ارتكبت أخطاء وأعمال مفرطة في كيفية رد الشرطة».
وأضاف أن وزارة الداخلية أمرت بإجراء تحقيق، لكنه كرر أنه سينجز مشروع تطوير ساحة «تقسيم» الذي أثار الغضب الشعبي حتى النهاية.
من جهته، دعا وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو أمس، إلى إنهاء التظاهرات المناهضة للحكومة معتبراً أنها ستضر بـ«سمعة» تركيا في العالم.
وفي هذا السياق، اعتبر الرئيس التركي عبد الله غول أن مستوى المواجهة «يثير القلق»، فيما دعا نائب رئيس الوزراء بولنت أرينتش إلى الحوار «بدل إطلاق الغاز على الناس». بدورها، دعت دول حليفة لتركيا مثل الولايات المتحدة وبريطانيا والاتحاد الأوروبي إلى ضبط النفس، في الوقت الذي دعا فيه أيضاً وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس أمس، السلطات التركية إلى «التحلي بضبط النفس حيال المتظاهرين والذهاب نحو التهدئة»، موضحاً أن طلب ضبط النفس موجه إلى السلطات التركية.
الاخبار
رقعة التوتر تتسع: طرابلس تشتــعل و«النصرة» في جرود بعلبك
يوماً بعد آخر، تتسع رقعة التوتر الأمني، إما لأسباب «كبرى»، كتأثر منطقة البقاع الشمالي بالحرب الدائرة في سوريا، أو لأن الجيش أوقف أشخاصاً بهدف منعهم من خطف رجل وابتزاز اهله، فقرر رفاقهم المسلحون في طرابلس «الانتقام» بإطلاق النار على جبل محسن. ويمكن التوتر أن يكون لأسباب «أتفه»، كرفع لافتة في صيدا. ما تقدم هو في الظاهر، اما في المضمون، فالعنوان واحد: الدولة ماتت
إعلان
فيما القوى السياسية تتلهّى بما بعد التمديد للمجلس النيابي من طعون ومناوشات كلامية، تبدو البلاد من شمالها إلى جنوبها متروكة بلا أي غطاء أمني يقيها شر ما هو آت. التوتر الأمني لم يعد حكراً على طرابلس والهرمل. يوم أمس، لامس التوتر حدود مدينة بعلبك. في أقصى جرودها شرقاً، اشتباكات بين حزب الله ومجموعات المعارضة السورية المسلحة.
وتعدّدت الروايات حول نتائج الاشتباك. بعض المعلومات الإعلامية والأمنية قالت إن 22 مقاتلاً من «جبهة النصرة «سقطوا في الاشتباك، فيما نفت بعض مجموعات المعارضة السورية المسلحة سقوط أي قتيل لها، متحدثة عن تنفيذ هجوم على موقع لحزب الله في المنطقة. والمؤكد أن مقاتلاً من حزب الله استشهد، وجرح 4 آخرون.
وبغض النظر عن النتائج المباشرة لما جرى في جرود بعلبك، التي تبعد أكثر من 50 كيلومتراً عن «الجبهة المفتوحة» في القصير والهرمل شمالاً، فإن الاشتباك يشير إلى أن قوى المعارضة السورية المسلحة قررت فتح جبهة جديدة، بهدف تخفيف الضغط عن القصير. وتستعجل هذه القوى فتح هذه الجبهة، في ظل وجود تقديرات أمنية وإعلامية تشير إلى أن الجيش السوري، بعد انتهائه من المعركة القصير، سيحوّل جزءاً من قواته إلى منطقة القلمون السورية (المقابلة لمناطق عرسال وبعلبك)، وصولاً حتى الزبداني (قبالة البقاع الأوسط)، مروراً بقارة ورنكوس وجرود سرغايا وبلودان ومضايا. فالجيش السوري، مصمم، بحسب مصادر سورية رسمية، على تأمين منطقة الحدود اللبنانية الشرقية، لما تمثله من حاضنة خلفية لأي هجوم تتعرض له دمشق وضواحيها القريبة منها، فضلاً عن كونها ممراً لتهريب السلاح والمقاتلين إلى الداخل السوري من لبنان. وتُنذِر هكذا معارك، في حال اندلاعها، بانتقال التوتر من أقصى البقاع الشمالي إلى محيط مدينة بعلبك، وصولاً إلى بعض أجزاء البقاع الأوسط.
ويوم أمس، استمر سقوط الصواريخ التي يُطلقها المعارضون السوريون نحو الأراضي اللبنانية، فسقط صاروخان قرب الهرمل، بعدما شهد فجر أول من أمس سقوط نحو 14 صاروخاً على قرى جنوبي بعلبك.
في طرابلس، الوضع الأمني يعكس حالة شبه خيالية. توقيف شابين طرابلسيين في عاليه بسبب إعدادهما مع آخرين لعملية خطف شخص سوري، بهدف طلب فدية، دفع رفاق الشابين في طرابلس، إلى فتح النار على جبل محسن.
أهالي مناطق باب التبانة وجبل محسن والقبة والمنكوبين في طرابلس لم يلتقطوا أنفاسهم أكثر من يومين، حتى عادت الاشتباكات إلى مناطقهم بلا سابق إنذار، واضعة الهدنة غير المعلنة، والهشّة التي أرسيت في هذه المناطق، في مهب الريح.
فقرابة السابعة إلا ربعاً من مساء أمس، اندلعت شرارة الاشتباكات بشكل عنيف على محور الشعراني ـــ جبل محسن، قبل أن تتسع في غضون دقائق لتشتعل على كل المحاور، في باب التبانة والقبة والمنكوبين والحارة البرانية والبقار وطلعة العمري، موقعة أكثر من 10 جرحى، أغلبهم برصاص القنص.
الاشتباكات التي لامست أطراف منطقة الزاهرية المجاورة، أدّت إلى قطع الطريق الدولية التي تربط طرابلس بعكار بسبب رصاص القنص، ما أجبر عابري تلك الطريق على سلوك طرقات أخرى أكثر أماناً، كالطريق البحرية أو طريق البداوي ـــ العيرونية.
ولم تتضح أسباب تراجع حدّة الاشتباكات بعد قرابة ساعتين من انطلاق شرارتها، لتقتصر لاحقاً على رصاص القنص بشكل متقطع، وسط تساؤلات لم تلق أجوبة، وشائعات وتوقعات لم تجد من يرجّحها.
فمنذ توقف إطلاق النار ليل الخميس ـــ الجمعة على كل المحاور، بقيت النفوس مشحونة وقلقة من تجدد الاشتباكات مرة ثانية، وخصوصاً أن الجيش اللبناني الذي دخل شارع سوريا وفصل بين المتقاتلين لم ينتشر داخل الأحياء والمناطق، كما أن المتاريس والدشم لم تُزل، بل إن شاحنات نقل صغيرة ومتوسطة شوهدت خلال الهدنة الموقتة وهي تدخل المحاور الساخنة، محمّلة بأكياس الرمل وهي موضبة لتكون جاهزة كمتاريس.
ارتفاع المتاريس في الساعات الماضية أشيع أنه كان السبب في تجدد الاشتباكات من جديد، وسط تبادل اتهامات بين طرفي النزاع، وقول كل طرف إن الطرف الآخر يعمد إلى تعزيز متاريسه ودشمه، ويعمل على استفزاز خصمه. وانتشرت شائعات في المدينة تربط انفجار الوضع الأمني في طرابلس بكون بعض عناصر المجموعة التي اشتبكت مع عناصر من حزب الله فجر أمس في جرود بعلبك هم من عاصمة الشمال.
في غضون ذلك، ما كاد بعض أهالي مناطق الاشتباكات يعودون إلى بيوتهم لتفقدها بعد نحو أسبوعين من نزوحهم عنها بسبب الاشتباكات، حتى أسرعوا في النزوح من منازلهم مجدداً، بحثاً عن مناطق أخرى أكثر أمناً، كما أن سوقي الخضر والقمح اللذين فتحا أبوابهما يومي السبت والأحد بشكل خجول، ينتظر أن يقفلا قسرياً مجدداً اليوم.
وفي صيدا، لم يكن الوضع أفضل حالاً، لكن من دون تبادل إطلاق النار. فالتوتر ساد المدينة بسبب خلاف وقع بين أنصار الجماعة الإسلامية من جهة، وأنصار التنظيم الشعبي الناصري من جهة أخرى، في منطقة القياعة، على خلفية الاعتراض على لافتات ترفعها الجماعة، تحضيراً لمهرجان تقيمه يوم الأحد المقبل في ملعب صيدا البلدي «نصرة للثورة السورية وضد قتال حزب الله في القصير». وبحسب مصادر أمنية، طالبت الجماعة الإسلامية الجيش بحماية اللافتات التي رفعتها، تحت طائلة إنزال صورة للنائب السابق أسامة سعد في منطقة القياعة، في حال إنزال لافتات الجماعة. وقبيل منتصف الليل، عاد التوتر إلى المنطقة، بسبب إلصاق صور للفنان التائب فضل شاكر، الذي سيشارك في مهرجان الجماعة الأحد، قرب منزل أحد مناصري التنظيم.
الطوق يشتدّ على القصير
في ظلّ التقدم الملموس للجيش السوري في مدينة القصير وريفها، تتواصل المبادرات لإجلاء المدنيين من المدينة المحاصرة. الجيش وصل إلى مشارف حيّ التركمان المتاخم للحي الشمالي في المدينة، إضافة إلى ملاحقته المسلحين في البساتين المحيطة بالجوادية. وذكر مصدر عسكري لوكالة «سانا» أنه تم إيقاع أعداد من قتلى في قرية البويضة الشرقية بريف القصير، كما تواصل القصف والاشتباكات في قرية الضبعة.
في موازاة ذلك، لا جديد على صعيد المبادرة التي يقودها باسم وجهاء منطقة الهرمل الدكتور علي زعيتر، مع مقاتلي المجلس العسكري للمعارضة السورية وكتائب الفاروق، فلا تزال المفاوضات جارية من دون التوصل إلى أي ترتيبات.
المعروف أن هذه المفاوضات، التي بدأت قبل بدء معركة القصير بعشرين يوماً، عادت إلى الواجهة يوم الأربعاء الماضي، حسبما أفاد زعيتر «الأخبار» أمس، مؤكداً استئناف الحوار مع لجنة تشكلت حديثاً ضمت قائد كتيبة الفاروق موفق أبو السوس وأحد قادة الكتيبة الرائد بشير المصري، ومن المجلس المدني لمدينة القصير أبو صخر محيي الدين، وقاسم الزين وهاني المصري، ورئيس المجلس العسكري أبو عرب الزين.
وتضمنت المفاوضات عرض مصالحة مع الدولة وتسليم السلاح لها تقدم به زعيتر لممثلي المسلحين، لكنه أكد أن «لا تجاوب حتى الآن»، مشيراً إلى اقتراح قدّمه يقضي بتسليم أسلحتهم من دون توقيفهم، وببقائهم في القصير، إضافة إلى نقل الجرحى بطرق آمنة إلى مستشفيات لبنان المتعاقدة مع الأمم المتحدة، وعلى ضرورة إخراج المدنيين.
ويضيف زعيتر إنّ اللجنة ردت بالقول «دعنا نُخرج الجرحى وبعد ذلك نرى»، مشيرين إلى وجود نحو 200 جريح.
ولفت المفاوض اللبناني إلى أن سقوط قرية الضبعة، المتوقّع قريباً، سيصعّب عملية إخراج الجرحى، متوقعاً وجود نحو 10 آلاف مدني في القصير الآن، بينما يقول المسلحون إن هناك ما بين 15 و20 ألف مدني.
ويوضح زعيتر أنّ الدولة السورية تغض النظر عمن يخرج من المنطقة، لكنها تشدد إجراءاتها إزاء من يدخلها.
ويضيف زعيتر إن هناك بين 400 وألف مقاتل أجنبي غير سوري «نحن غير مسؤولين عنهم في هذه المفاوضات، فليخرجوا مثلما دخلوا»، مؤكداً أن المفاوضات مستمرة مع لجنة المسلحين «لنحاول إقناعهم بالتوصل إلى حل».
في هذا الوقت، أعلن وزير الخارجية السوري وليد المعلم، أن السلطات السورية ستسمح للصليب الأحمر بالتعاون مع الهلال الأحمر السوري بالدخول إلى مدينة القصير فور انتهاء العمليات العسكرية فيها. وبحث المعلم في اتصال هاتفي مع الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، أمس، الوضع في مدينة القصير. ودعا بان، من ناحيته، المتقاتلين في القصير إلى بذل أقصى جهدهم لتفادي الخسائر في صفوف المدنيين والسماح لهم بمغادرة المدينة، في وقت أفادت فيه وكالة «إنترفاكس» بأنّ روسيا حالت دون إصدار بيان لمجلس الأمن الدولي يدين القوات الحكومية السورية وحزب الله، بسبب الحصار المفروض على بلدة القصير، وذلك في جلسة للمجلس عقدت أول من أمس.
من ناحيتها، دعت المفوضة العليا للسياسة الخارجية والأمن في الاتحاد الأوروبي كاثرين آشتون، في بيان، أطراف النزاع في سوريا إلى السماح للمنظمات المختصة بالدخول إلى القصير لتولي إجلاء المصابين والمدنيين. وشددت آشتون في بيان على ضرورة الحل السياسي للنزاع، مؤكدة أن الاتحاد الأوروبي سيبذل كل الجهود للمساعدة في خلق ظروف مناسبة لعقد مؤتمر السلام حول سوريا بنجاح.
المستقبل
أكثر من 1700 متظاهر اعتقلوا وأخلي سبيل معظمهم
اردوغان يتهم المعارضة بإذكاء الاحتجاجات ضد الحكومة
اتهم رئيس الوزراء التركي طيب اردوغان حزب المعارضة الرئيسي في تركيا بإذكاء موجة من الاحتجاجات المناهضة للحكومة، في الوقت الذي احتشد فيه عشرات الآلاف في اسطنبول وأنقرة، واشتبكوا مع عناصر الشرطة التي ألقت الغاز المسيل للدموع عليهم لتفريقهم. هذه الاشتباكات كانت محدودة نسبيا مقارنة بأعمال العنف التي شهدتها أكبر مدينتين على مدى اليومين الماضيين، اعتقل خلالها اكثر من 1700 متظاهر اعتقال واخلي سبيل معظمهم بحسب وزير الداخلية.
اردوغان الذي وصف المحتجين بأنهم "بضعة لصوص"، أكد إنه سيمضي قدما في مشروع إعادة تطوير ميدان تقسيم في اسطنبول الذي أشعل شرارة الاحتجاجات، منتقداً اردوغان بصورة خاصة حزب الشعب الجمهوري، الذي أسسه مصطفى كمال أتاتورك مؤسس الدولة التركية الحديثة، بسبب خلاف وصفه بالفكري.
وقال اردوغان عبر التلفزيون التركي: "نعتقد أن حزب المعارضة الرئيسي الذي يطلق دعوات للمقاومة في كل الشوارع يثير هذه الاحتجاجات".
واندلعت الاحتجاجات المناوئة للحكومة والأعنف في تركيا منذ سنوات عندما تم قطع أشجار في متنزه في ميدان تقسيم في إطار خطط حكومية رامية إلى بناء مسجد جديد وإعادة بناء ثكنة عثمانية.
وقال اردوغان الذي أثارت رؤيته المحافظة للبلاد غضب الأتراك الليبراليين "لم يعد رد الفعل هذا يتعلق بقطع 12 شجرة بل يحركه (الخلاف) الأيديولوجي".
وفي معرض إشارته إلى المسجد المقرر بناؤه قال رئيس الوزراء: "بالطبع لن أطلب تصريحا للقيام بذلك من رئيس حزب الشعب الجمهوري أو من بضعة لصوص".
وتجمع عشرات الآلاف امس، بعد ليلة أكثر هدوءا في ميدان تقسيم الذي شهد اشتباكات استمرت يومين بين المحتجين وشرطة مكافحة الشغب المدعومة بمركبات مدرعة وطائرات هليكوبتر.
وغلبت الأجواء الاحتفالية على المكان وهتف البعض بشعارات تنادي باستقالة اردوغان بينما قام آخرون بالغناء والرقص. ولم يكن هناك انتشار واضح للشرطة.
ورغم ذلك استخدمت الشرطة الغاز المسيل للدموع في حي كيزيلاي وسط أنقرة بعد أن هتف آلاف من المتظاهرين بشعارات مناهضة للحكومة وعرقلوا حركة المرور.
ويبدو أن الأمطار ساهمت امس في إبعاد المحتجين عن ميدان تقسيم في بادئ الأمر، ولكنها لم تطفئ حماسة المتظاهرين الذين زادت أعدادهم في وقت لاحق.
وقال مسؤولون إنه كان هناك أكثر من 90 مظاهرة منفصلة في أنحاء البلاد يومي الجمعة والسبت. ويقول مسعفون إن أكثر من 1000 شخص أصيبوا في اسطنبول وأصيب مئات في أنقرة.
وصدمت ضراوة رد فعل الشرطة في اسطنبول الأتراك بالاضافة إلى السائحين الذين فوجئوا بالاضطرابات في واحدة من أكثر المناطق التي يزورها سائحون في العالم. وقوبل ذلك بانتقاد من الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي وجماعات حقوقية دولية.
وأطلقت طائرات هليكوبتر عبوات الغاز المسيل للدموع في أحياء سكنية واستخدمت الشرطة الغاز المسيل للدموع في محاولة لإجبار محتجين على الخروج من بعض المباني. وأظهرت صورة على موقع "يوتيوب" شاحنة شرطة مدرعة تصدم محتجا لدى اقتحامها حاجزا.
وشهدت تركيا تحولا منذ تولي اردوغان السلطة قبل عشر سنوات حيث قام بتحويل اقتصادها من اقتصاد يعاني من أزمات إلى أسرع الاقتصادات نموا في أوروبا.
وخاطب اردوغان المعارضين الذين وصفوه بأنه "دكتاتور"، وقال لهم: "إننا نقلنا تركيا إلى عهد جديد... وإذا كانوا يصفون شخصا خادما لبلده (بذلك) فليس لدي ما أقوله لهم".
ولا يزال اردوغان إلى حد كبير هو أكثر السياسيين شعبية بين الأتراك بصورة عامة إلا أن معارضيه يشيرون إلى ما يصفونه بتسلطه وتدخله كشخصية محافظة دينيا في الحياة الخاصة للناس في الجمهورية العلمانية.
وأدى تشديد القيود على بيع الخمور وتحذيرات من إظهار مشاعر الحب علنا في الأسابيع الأخيرة إلى إثارة احتجاجات. واندلعت احتجاجات سلمية أيضا بسبب مخاوف من أن تؤدي سياسة الحكومة إلى جر تركيا إلى الصراع في سوريا.
الى ذلك، اعلن وزير الداخلية التركي معمر غولر حسب ما نقلت عنه وكالة الاناضول امس: "اغلبية الذين اعتقلوا تم اخلاء سبيلهم بعد التعرف عليهم واستجوابهم"، موضحاً ايضا ان 58 مدنيا و115 شرطيا اصيبوا في حركة الاحتجاج هذه وهو رقم ادنى بكثير من رقم الالف جريح الذي اشارت اليه منظمات حقوق الانسان الاهلية.
واضاف ان نحو مائة سيارة شرطة وعشرات من السيارات الخاصة والعديد من المتاجر تعرضت لاضرار مقدرا كلفة الخسائر باكثر من 20 مليون ليرة تركية.
هذا ودعا وزير الخارجية التركي احمد داود اوغلو الى انهاء التظاهرات، معتبرا انها ستضر بـ"سمعة" تركيا في العالم.
وقال الوزير التركي في حسابه على موقع "تويتر" ان "استمرار هذه التظاهرات لن يؤدي الى اي مكسب، بل على العكس سيضر بسمعة بلادنا التي تحظى بالاعجاب في المنطقة والعالم".
واسف لكون هذه الاحداث طغت على التقدم الذي احرزته الحكومة الاسلامية المحافظة على صعيد حرية التعبير منذ تسلمها الحكم العام 2002، وقال "هذا ليس عادلا"، لكنه اعتبر ان "تركيا تتمتع بما يكفي من القوة والنضج لتجاوز هذا الامتحان".
وحضت الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا الحكومة التركية على ضبط النفس في مواجهة الحركة الاحتجاجية.
النهار
محاور الاشتباك السوري اشتعلت دفعة واحدة
وفتور سياسي على طريق بعبدا - عين التينة
"حزب الله" اتخذ تدابير احترازية واجراءات في الضاحية والبقاع والجنوب
مصير الطعن في أيدي العضوين السنيّين بعدما باتت مواقف المسيحيين مرجحة
احتدمت على الجبهة الشرقية بين "حزب الله" ومعارضين سوريين، فاشتعلت الجبهة الشمالية فجأة ومن دون مقدمات، على رغم الهدنة التي فرضها الجيش "بالتراضي" قبل أيام على محور التبانة – جبل محسن. وبدت الجبهتان وثيقتي الارتباط بتطورات الأزمة السورية المفتوحة الارتدادات على لبنان.
والتطوّر اللافت امس كان لجوء المعارضة السورية الى تنفيذ بعض تهديداتها للبنان التي اطلقتها الاسبوع الماضي رداً على مشاركة "حزب الله" في معارك القصير. وقد حددت لها موعداً خلال عطلة نهاية الاسبوع، فيما بلغت الصواريخ قرى قضاء بعلبك للمرة الأولى.
وكان "حزب الله" أعلن عبر مصادره ان المعارضة السورية عملت على نصب قواعد صواريخ في تلال مطلة على قرى لبنانية، مما استدعى مواجهات معها ليل السبت – الاحد. والحزب، استناداً الى مصادر قريبة منه، اتخذ، بعد التهديدات، اجراءات مشددة، بينما كان يستعد خلال الاسبوع الجاري لإعادة مقاتليه من القصير السورية حيث سقط له وفق مصادر أمنية مئات القتلى الذين يعلن عنهم تباعاً.
والتهديدات حملته على اعتماد خطط بديلة تقضي بإعادة توزيع مقاتليه لمراقبة المعابر والهضاب والجبال المشرفة على مناطق البقاع تحديداً حيث الوجود الشيعي الكثيف لمنع إطلاق الصواريخ من الجانب السوري عليها.
وقد حصلت اشتباكات ليل السبت – الاحد بين مقاتلين من "حزب الله" تقدموا من منطقة بعلبك، ومجموعة من "الجيش السوري الحر" في منطقة سورية حدودة محاذية. ونقلت "وكالة الصحافة الفرنسية" عن مصدر أمني لبناني "ان عنصراً من الحزب قتل، الى عدد من المسلحين من الجانب السوري لم يعرف"، وقت أفادت مصادر قريبة من الحزب "ان المجموعة السورية التي تضم في عدادها مقاتلين من "جبهة النصرة" كانت تتسلل الى مرتفعات لبنانية لتثبيت منصات صواريخ وانه تم قتل ما بين 17 و20 فرداً منها".
وأكد "المرصد السوري لحقوق الانسان" الذي يتخذ لندن مقراً له حصول الاشتباكات في المنطقة المحاذية لريف الزبداني ويبرود في ريف دمشق من الجهة السورية وجرود بعلبك اللبنانية.
وسبق الاشتباك الليلي سقوط صواريخ عدة على بلدات في قضاء بعلبك، وهي المرة الأولى تطاول الصواريخ قرى في بعلبك، بعدما كانت تركزت في منطقة الهرمل.
وقبيل منتصف ليل امس، أفيد عن اشتباك جديد بين مقاتلي "حزب الله" وآخرين مسلحين كانوا يعبرون معبر جوسية باتجاه الاراضي السورية، وأدى الاشتباك الى مقتل ثلاثة من المسلحين اللبنانيين.
وأوضحت المصادر القريبة من "حزب الله" ان الحزب أخذ التهديدات على محمل الجد منذ الاربعاء الماضي، وقبل ذلك بمدة طويلة، واتخذ اجراءات عدة شملت معظم المناطق، وخصوصاً في الضاحية الجنوبية لبيروت، فعمد الى تفتيش شمل معظم التجمعات التي يقيم فيها عمال سوريون، وكذلك منازل عدد من اللاجئين، وأقام عدداً من نقاط المراقبة على الطرق المؤدية الى احياء الضاحية. واتخذ الحزب اجراءات مماثلة في قرى بقاعية وجنوبية له وجود فاعل فيها.
واتخذ الحزب اجراءات مراقبة في التلال المحيطة بالعاصمة والمشرفة على الضاحية بعد اطلاق صاروخي "غراد" صباح الاحد الماضي، "على رغم توصل الحزب الى نتائج دقيقة في شأن هوية مطلقي الصاروخين".
طرابلس
أما في آخر تطورات الوضع في مدينة طرابلس، فقد تسابق كل من الطرفين المتقاتلين في تحميل الآخر مسؤولية بدء الاشتباكات واعمال القصف والقنص، على رغم الهدنة التي امتدت جزئياً اياماً، وهي الهدنة التي وصفتها "النهار" قبل أيام بأنها هدنة محارب. وافاد مندوب "النهار" ان نحو 14 جريحاً نقلوا الى مستشفيات طرابلس وزغرتا نتيجة عمليات القنص وتساقط قذائف الهاون المتفرقة على احياء المدينة منذ السابعة والنصف مساء.
وتوجس أهالي طرابلس شراً مما يحضّر للمدينة بعدما لوحظ بناء الطرفين المتقاتلين تحصينات ودشماً من الباطون المسلح على امتداد محاور القتال في شارع سوريا وصولا الى طلعة العمري وساحة الاميركان. وبلغ الرصاص الطائش شوارع المئتين والزاهرية والثقافة وابي سمرا.
وأشار مندوب "النهار" الى ان طرفي النزاع يتبادلان الاتهامات بالعودة الى القتال، لكن بناء التحصينات وحركة النزوح الكثيفة التي شهدتها المناطق المتاخمة لمحاور القتال اظهرا بوضوح ان ثمة ما يدبر لطرابلس وان ثمة ارادة للعودة الى أعمال العنف. واشار الى ان استعمال قذائف الهاون منذ اللحظات الاولى للاشتباك قد يكون مؤشراً سلبياً لما ينتظر طرابلس من وضع أمني مترد.
الطعن في التمديد
سياسياً، وفيما يعاود رئيس الوزراء المكلف تمّام سلام مشاوراته الرسمية غداً، يستأثر موضوع الطعن في التمديد لمجلس النواب بالحركة في الايام المقبلة، وسط توتر على خط بعبدا – عين التينة، اذ رد الرئيس نبيه بري أمس على انتقاد رئيس الجمهورية ميشال سليمان لمجلس النواب، فأوكل الى معاونه السياسي الوزير علي حسن خليل المهمة. وقال الاخير: "نأسف ان يتحدث البعض عن تقاعس في مجلس النواب"، وانتقد "ايحاء وتاثيراً معنويين على اعضاء المجلس الدستوري".
الى ذلك، أثار البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي موضوع التمديد منتقداً اياه بقسوة واعتبر "ان قرار التمديد اسقط ثقة الشعب بالنواب الذين مددوا رغماً عنه. ولنا ملء الثقة بالمجلس الدستوري".
وتخوفت مصادر من ان يؤدي موقف البطريرك الماروني، مع الضغط السياسي الذي يمارسه "التيار الوطني الحر" الذي يتقدم بطلب الطعن الدستوري اليوم، الى التأثير في مواقف الاعضاء المسيحيين الخمسة في المجلس. وترى المصادر أنه اذا مضى العضوان السنيان في قبول الطعن، تتوافر له سبعة اعضاء من عشرة.
جائزة سمير قصير
وأمس كانت الذكرى الثامنة لاغتيال الزميل سمير قصير، وقد وزعت الجائزة التي تحمل اسمه "جائزة سمير قصير لحرية الصحافة"، وكانت من نصيب الصحافية والمصورة السورية ضحى حسن في فئة مقال الرأي عن مقالها "حين قالت لي معلمتي: حافظ الاسد كما الله لا يموت". اما فئة التحقيق الاستقصائي ففاز بها المراسل المصري احمد ابو دراع عن مقاله "عصابات تهريب الافارقة تحوّل سيناء الى ارض التعذيب". وفازت لونا صفوان الكاتبة في "نهار الشباب" عن مشروعها الجامعي عن اقبال التلامذة على العلم في عرسال بجائزة التحقيق السمعي البصري المبتكرة هذه السنة.
أردوغان متحدياً مزيداً من الاحتجاجات:
لست ديكتاتوراً ولن أذعن للصوص
واصل محتجون أتراك تحديهم حكومة رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان لليوم الثالث توالياً، فاحتلوا ساحة تقسيم بوسط اسطنبول وساحات أخرى في أنقرة، وهتفوا: "ايها الديكتاتور استقل"، تعبيراً عن استيائهم من سياسة حكومة "تحتكر كل السلطات" منذ عشر سنين.
وبعد فترة هدوء، تفجرت الاضطرابات مجددا في أنقرة بين المتظاهرين والشرطة التي استخدمت قنابل الغاز المسيل للدموع لتفريق مجموعة من الف محتج كانوا يتجهون الى مكتب أردوغان في انقرة، في اليوم الثالث لحركة الاحتجاج على الحكومة التركية. (راجع العرب والعالم)
واتهم أردوغان في خطاب القاه أمام مجموعة تمثل مهاجرين من البلقان، حزب الشعب الجمهوري المعارض بإذكاء موجة الاحتجاجات المناهضة للحكومة. وقال عبر التلفزيون التركي: "نعتقد أن حزب المعارضة الرئيسي الذي يطلق دعوات الى المقاومة في كل الشوارع يثير هذه الاحتجاجات... لم يعد رد الفعل هذا يتعلق بقطع 12 شجرة بل يحركه (الخلاف) الأيديولوجي".
ووجه تحذيرا شديد اللهجة الى زعيم حزب الشعب كمال كليتشدار اوغلو، قائلاً: "اذا كنت قادرا على حشد مئة الف، فأنا لدي القدرة على حشد مليون شخص". واتهم البعض بالعمل للعودة الى زمن الانقلابات في تركيا.
وكانت الاحتجاجات المناوئة للحكومة والأعنف في تركيا منذ سنوات، انفجرت عندما قطعت أشجار في متنزه بساحة تقسيم، في إطار خطط حكومية رامية إلى بناء مسجد جديد وإعادة بناء ثكنة عثمانية.
وفي معرض إشارته إلى المسجد المقرر بناؤه، تمسك رئيس الوزراء بنبرة التحدي، قال: "بالطبع لن أطلب تصريحا للقيام بذلك من رئيس حزب الشعب الجمهوري أو من بضعة لصوص". ورفض الاتهامات له بأنه زعيم مستبد، مشدداً على انه: "نقلنا تركيا إلى عهد جديد... إذا كانوا يعتبرون شخصا خدم بلاده ديكتاتورا، ليس عندي ما أقوله... همي الوحيد كان خدمة بلادي".
وفي خطاب ألقاه بعد ذلك بساعة، قال أردوغان:"لست سيد الشعب... الديكتاتورية لا تسري في دمي ولا في شخصيتي... أنا خادم للشعب".
واعلن وزير الداخلية معمر غولر اعتقال اكثر من 1700 شخص خلال التظاهرات والافراج عن العدد الاكبر منهم.
وفي دمشق، دعت وزارة الخارجية السورية مواطنيها الى عدم التوجه الى تركيا "حفاظا على سلامتهم وامنهم وذلك بسبب تردي الاوضاع الامنية في بعض المدن والعنف الذي مارسته حكومة اردوغان في حق المتظاهرين السلميين من ابناء الشعب التركي".
اللواء
مخاوف من تجاذب داخل المجلس الدستوري بعد الطعن الرئاسي والعوني .. وبري يردّ على سليمان
مجلس التعاون: «حزب الله» «منظمة إرهابية» .. وإجراءات عملية ضد مصالحه
كمين «عين الجوزة»: 12 قتيلاً بين سوري ولبناني .. وتجدّد الإشتباكات في طرابلس
قبل أن يستجمع نشطاء المجتمع المدني اللبناني حركتهم في العاصمة والمحافظات، احتجاجاً على ما آلت إليه الأوضاع في البلاد: من تمديد إلى تورّط ذهب بعيداً في الحرب السورية، وارتدّ إلى اشتباكات بين «حزب الله» و«جبهة النصرة» شرقي بعلبك، وعاد وأشعل جبهة طرابلس (باب التبانة وجبل محسن)، استبق مجلس التعاون الخليجي قرار الاتحاد الأوروبي، وأعلن في ختام الاجتماع الدوري لدول الخليج، «حزب الله» منظمة إرهابية، مهدّداً باتخاذ اجراءات ضد مصالحه، إلا أنه امتنع عن وضعه على لوائح الحركات الإرهابية بذريعة المزيد من الدراسة.
وجاء في البيان الرسمي «إن المجلس الوزاري دان التدخل السافر لحزب الله في سوريا، وما تضمنه خطاب أمينه العام من مغالطات باطلة وإثارة الفتن»، مستنكراً وعده «بتغيير المعادلة في المنطقة ومحاولة جرّها إلى آتون الأزمة السورية»، وطالب الحكومة اللبنانية «بتحييد لبنان عن القتال في سوريا»، معلناً مباركته اختيار الرئيس تمام سلام لرئاسة الحكومة، مشدداً على «أهمية التزام لبنان سياسة النأي عن النفس حيال الأزمة في سوريا».
وقال وزير الدولة للشؤون الخارجية في البحرين غانم البوعينين الذي أذاع البيان، إن دول الخليج تعتبر حزب الله منظمة إرهابية، وقررت النظر في اتخاذ اجراءات ضد مصالحه في أراضيها، مشيراً إلى أن لا أحد يستطيع التغطية على ممارسات الحزب، فهو منظمة إرهابية وهذا تصوّر دول الخليج له، ملاحظاً بأن هناك إجماعاً على توصيف التدخل السافر لحزب الله في سوريا بأنه إرهاب، موضحاً بأن إدراج الحزب كمنظمة إرهابية تفصيل فني وقانوني يستدعي المزيد من الدراسة.
ولم تقتصر تداعيات الحدث السوري على توتر العلاقات السياسية والإقليمية، بل تعدّتها إلى المخاوف من عمل اسرائيلي ما، في ضوء حركة الاستطلاع الواسعة التي نفذتها الطائرات الحربية الاسرائيلية فوق الأراضي اللبنانية من الجنوب إلى الشمال فالبقاع، مروراً فوق العاصمة، الأمر الذي دفع الرئيس ميشال سليمان إلى الطلب من وزير الخارجية عدنان منصور تقديم شكوى لبنانية عاجلة إلى الأمم المتحدة.
إلا أن كل هذه التطورات والمخاوف لم تصرف كبار المسؤولين والقوى السياسية من الانشغال بالأزمة السياسية الكبرى التي تمر بها البلاد، بعد التمديد للمجلس وقبله، وتداعيات ذلك على الشلل في تأليف حكومة جديدة، وانتظام الحياة السياسية في البلاد، وإعادة الهيبة، ولو على نطاق ضيّق، للدولة.
وعلى هذا الأساس دافع الرئيس سليمان في رسالة وجهها إلى اللبنانيين عن قراره بالطعن بالتمديد بعد صدوره في الجريدة الرسمية، واعتبر في رسالته أنه لم يكن أمامه خيار «بين التمديد الطويل أو الفراغ أو إجراء انتخابات متسرعة» سوى أن يوقّع القانون ويطعن به، داعياً المجلس الدستوري أن يتخذ قراره بتجرّد وسرعة للإتاحة للمجلس النيابي أن يعيد النظر في مهلة التمديد، ويناقش قوانين الانتخاب، ويقرّ واحداً منها، وإجراء الانتخابات قبل انتهاء مدة الولاية الممددة الخ..
ولم يتأخر ردّ الرئيس نبيه بري على ما اعتبره غمزاً من قناة تلكؤ المجلس في إقرار قانون الانتخاب، الذي ورد في متن الرسالة الرئاسية، وذلك على لسان وزير الصحة في حكومة تصريف الأعمال علي حسن خليل، معتبراً أن رئيس مجلس النواب «عمل جهده لصدور قانون متوافق عليه».
ولاحظ خليل أن هناك إيحاءً وتأثيراً معنوياً على أعضاء المجلس الدستوري لصدور قرار عنه يتضمن سيناريوهات ما بعد الطعن، على حدّ تعبيره، رافضاً القول أن «المجلس تقاعس عن القيام بواجباته».
ولوحظ أن دوائر قصر بعبدا، امتنعت عن نشر نص مراجعة الرئيس سليمان إلى المجلس الدستوري، حتى لا يفسر ذلك بأنه محاولة للضغط على المجلس، مشيرة إلى أن المراجعة قُدّمت فور توقيع القانون ونشره في الجريدة الرسمية.
أما مراجعة «التيار الوطني الحر» فمن المتوقع أن تقدّم اليوم، بعدما تم وضع اللمسات الأخيرة عليها من قبل وزيري العدل شكيب قرطباوي والعمل سليم جريصاتي والنائب ابراهيم كنعان، في اجتماع عقده الثلاثة أمس.
وأوضح رئيس المجلس الدستوري القاضي عصام سليمان، أنه سيعيّن اليوم مقرراً لتقديم تقريره عن الطعن في خلال عشرة أيام،
مشيراً إلى انه أمام المجلس مهلة شهر لوضع قراره، آملاً أن لا يحتاجها كلها.
إلا ان مصادر مطلعة تخوفت من احتمال أن يتعرض المجلس إلى تجاذبات سياسية تحول دون تمكن أعضائه العشرة من اتخاذ قرار بالإجمال، علماً ان هذا القرار يحتاج إلى موافقة 7 أعضاء فقط لتوفير قبول الطعن أو رده.
ورجحت انه في حال قبول الطعن، فإن الرئيس سليمان أمام خيار فتح دورة استثنائية لمجلس النواب، اعتباراً من أول حزيران من أجل إقرار قانون انتخاب واجراء انتخابات في غضون شهرين. لكن الموضوع خاضع لجدل دستوري، انطلاقاً من المادة 65 من الدستور التي تقول بأن مجلس النواب في حال انعقاد استثنائي عند استقالة الحكومة، وإلى حين تأليف حكومة جديدة ونيلها الثقة.
محركات الحكومة
ومهما كان من أمر الطعن فإن نتائجه لا بد وان تطاول جهود تأليف الحكومة الجديدة، إذ أشار الرئيس المكلف تمام سلام إلى انه سينتظر ما سيؤول إليه الطعن بالتمديد ليحدد صيغة الحكومة العتيدة، وهل هي حكومة انتخابات أم حكومة سياسية، مشيراً في حديث إلى تلفزيون «المستقبل» إلى ان لديه مسلمات لتشكيل الحكومة، وهي أن تكون من وجوه مقبولة ولو كانت تنتمي إلى جهات سياسية، مؤكداً التزامه بالثوابت التي وضعها عند تكليفه تأليف الحكومة، وانه سيواصل اتصالاته من أجل تشكيل الحكومة قائلاً انه لا مبرر لتأخير عملية التأليف. ومعرباً عن الأمل في أن يتوصل إلى تشكيل حكومة تشكل فريق عمل متجانساً يخدم المصلحة الوطنية.
وقالت مصادر متابعة لعملية التأليف بأن هناك امكانية لأن تبصر الحكومة النور، خلال عشرة أيام، أي بعد صدور نتائج الطعن بالتمديد.
وكان الرئيس سلام زار السبت الرئيس سليمان في بعبدا ووضعه في أجواء استعداداته لإعادة تحريك مشاورات تأليف الحكومة اعتباراً من غد الثلاثاء.
من جهته رد «حزب الله» على رفض تيار «المستقبل» مشاركة الحزب في أي حكومة، وانه يفضل البقاء خارجها فيما لو أصر الحزب على المشاركة فيها، مؤكداً على لسان عضو كتلة الوفاء للمقاومة النائب حسن فضل الله، بأن الحزب هو الذي يقرر كيف تكون مشاركته في أي حكومة، وبأي صيغة ووفق أي نسب، مشيراً إلى ان لبنان يحتاج إلى حكومة وحدة وطنية قادرة على مواجهة التحديات الأمنية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية.
وإذ لاحظ أن الحكومة بعد التمديد لم تعد حكومة انتخابات. قال ان هذا يفترض بحسب رؤيتنا أن تكون الحكومة سياسية ووحدة وطنية، وان المشاركة فيها هي مشاركة فعلية من قبل الكتل، وفق أحجامها وأوزانها، علماً أننا متفقون وحلفاؤنا على هذه المشاركة، وقد قمنا بتحديدها للرئيس المكلف الذي ينبغي عليه أن يتجاوز شروط 14 آذار المعرقلة للتشكيل، وأن هذا الموضوع هو في عهدتهم، وعليهم أن يسهلوا له هذه التشكيلة.
ونقل تلفزيون «المنار» عن مصادر في 8 آذار قولها أن هذه القوى متمسكة بمطالبها بالنسبة لتمثيل الكتل، حسب أحجامها في الحكومة، ولفتت إلى أمور تغيّرت ومنها الالتزام بعدم وجود مرشحين، بعدما أصبحت الحكومة سياسية.
كمين عين الجوزة
في غضون ذلك، عاد الوضع الأمني إلى الواجهة في ضوء تجدد الاشتباكات مساء أمس في جرود الهرمل بين مقاتلين من «حزب الله» ومسلحين من المعارضة السورية الذين كانوا يعتزمون شن هجمات داخل الأراضي اللبنانية رداً على مساندة الحزب لهجوم قوات النظام السوري على مدينة القصير السورية.
وكان مقاتلون من الحزب قد خاضوا، بحسب ما نقلت وكالة «رويترز» عن مصادر أمنية، معركة دامية مع مسلحي المعارضة السورية، في ساعة مبكرة من يوم أمس الأحد، قرب عين الجوزة، وهو لسان من الأراضي اللبنانية يمتد داخل سوريا، في أحدث تطور يظهر انتقال الصراع السوري الى الأراضي اللبنانية.
وقالت هذه المصادر أن 12 شخصاً على الأقل قتلوا في الاشتباك شرقي مدينة بعلبك، إلا أن العدد الفعلي لن يتضح إلا بعد انتشال الجثث من المنطقة الحدودية النائية والوعرة، وأضافت أن أحد مقاتلي حزب الله قُتل.
ونقلت الوكالة عن المصادر أن كميناً ربما يكون قد نُصب للمعارضة أثناء إقامة منصة لإطلاق صواريخ على مناطق بعلبك والهرمل حيث كانت هذه المناطق قد تعرضت لرشقات صاروخية من الداخل السوري، وتساقط ما يقرب من 16 صاروخاً على المنطقة الممتدة من خراج بلدتي يحفوفا والنبي شيت الى سرعين التحتا وجرود عرسال، فأشعلت حرائق في المناطق الحرجية، من دون تسجيل إصابات.
.. وفي طرابلس
تزامناً، تجددت الاشتباكات مساء أمس في طرابلس، ولا سيما على المحاور الساخنة في القبة والمنكوبين وجبل محسن والتبانة، بعد توتر على خلفية بناء دشمة عند طلعة العمري في التبانة واستعملت في هذه الاشتباكات القذائف الصاروخية والقنابل اليدوية والأسلحة الرشاشة، وحصدت حتى ساعة متأخرة من الليل أكثر من20 جريحاً.
وأدت أعمال القنص والاشتباكات إلى محاصرة عدد من العائلات في محوري الشعراني ومشروع الحريري، كما أدت الى نزوح كثيف لعشرات العائلات من المحاور الساخنة وقطعت الطريق الدولية عند مستديرة نهر أبو علي، فضلاً عن إقفال الطرق المؤدية إلى مناطق الزاهرية وباب الحديد والملولة.
وطاول رصاص القنص شوارع المئتين والزاهرية والثقافة وأبي سمراء حيث أصيب فتى من آل عثمان برصاصة طائشة.