الصحافة اليوم 22-6-2013: حراك جديد لتأليف حكومة جديدة بعد طيّ الطعن
تناولت الصحف اللبنانية الصادرة صباح اليوم السبت 22-6-2013 الشأن اللبناني الداخلي ولا سيما ملفي التمديد للمجلس النيابي وتأليف الحكومة الجديدة، كما تناولت الصحف التطور الامني الذي حصل ليل أول أمس جراء محاولة اطلاق صاروخين من بلدة بلونة الكسروانية تجاه اهداف لم تعرف حتى الان ، أما دولياً فتحدثت الصحف عن تطورات الازمة السورية.
السفير
مخرج جنبلاطي لوزارة سلام ينتظر مباركة السعودية
التمديد يعبر بالأمن .. ماذا عن الحكومة؟
وكتبت صحيفة السفير تقول ".. مجددا، يثبت لبنان أنه بلد التناقضات والمفارقات.
صورتان يقدمهما هذا اللبنان في آن معا. في الأولى، قلق وخوف ورعب وفوضى ونيران وصواريخ وقطع طرق وإحراق إطارات ومسلحون ومقنعون واحتقان وتحريض حتى تكاد تشعر أن كل عناصر الحرب متوافرة ولا تحتاج سوى الى كبسة زر.
في الصورة الثانية، فرح وموسيقى وأعراس ومهرجانات صيفية في وسط العاصمة وشارع الحمراء، كما في جونيه وبيت الدين والعديد من المناطق اللبنانية.
وبين هذه الصورة وتلك، تتداخل الصور، مثل ذلك العابر، ليل أمس، من اعتصام «الحراك المدني» ضد التمديد النيابي، الى عيد الموسيقى على «الدرج الروماني» عند عتبة السرايا الكبيرة.
صورتان حقيقيتان تعكس احداهما إرادة جر أغلبية اللبنانيين الى الفتنة، فيما تدل الثانية على أن إرادة الحياة والفرح قادرة على تحدي من يريدون تعميم الفوضى والظلام وموت لبنان.
في الجانب الآخر من هذا المشهد، ربح السياسيون معركة التمديد المجلسي وربح نواب الأمة بلا عناء، وعلى حساب الشعب سبعة عشر شهرا في نعيم البرلمان. واما المجلس الدستوري فخرج من هذه المعركة منقسما على ذاته ومهشما في مكانته وسمعته.
وفي الامن، ربح العابثون حربهم على الناس، عبر التحريض والتخويف من قبل مطبخ توتير يديره محترفون داخليون وخارجيون، والاحداث الامنية المشبوهة والاستهداف المباشر والخطير للمؤسسة العسكرية وصواريخ الفتنة والترويع التي اطلقت ليل أمس الأول من بلونة في كسروان وأصابت خط توتر الكهرباء في منطقة الكحالة .
وكما بقي «مطبخ التوتير» مجهولا ـ معلوما، فان صواريخ الفتنة الجديدة، بقيت كصواريخ عيتات لقيطة من دون ان تتبناها اية جهة، برغم نجاح الجيش في توقيف مشبوهين اثنين، وعدم استعجاله في تحديد وجهة الصواريخ، خاصة بعد أن بادرت مرجعيات رسمية الى الاستعجال والقول أن المستهدف هو القصر الجمهوري وبيوت الضباط في المنطقة نفسها.
ولعل الاخطر من كل ذلك، هو تعمـُّد استهداف الجيش اللبناني بإطلاق النار من قبل مسلحين على مراكزه ودورياته في مناطق المصنع وسعدنايل وتربل وعرب الفاعور وقب الياس ومجدل عنجر في البقاع، ما ادى الى اصابة أربعة عسكريين بينهم ضابط بجروح مختلفة، بحسب بيان لمديرية التوجيه التي قالت ان الجيش تمكن من توقيف 22 عنصراً مشتبهاً بهم.
واكدت قيادة الجيش التصدي بقوة للمعتدين، الا ان هذا الاستهداف الخطير يضع القوى السياسية التي لها حضورها ونفوذها في تلك المناطق في موقع توضيح ما اذا كان هؤلاء المسلحون مجهولي الهوية ام غرباء عن تلك المناطق او أنهم يحتمون بغطاء ما أم انها فقدت زمام التحكم بقرارهم؟
وفي الأمن، ثمة حاجة الى عناية خاصة، من أعلى المراجع الرسمية والسياسية والروحية، لمنطقة البقاع الشمالي، لتفادي فتنة تتراكم وقائعها يوميا.
واما في السياسة، فقد تغلبت ارادة السياسيين على الدستور والقانون، وسرى مفعول قانون التمديد، اعتبارا من يوم امس، بعدما اقر المجلس الدستوري بفشله للمرة الرابعة في الاجتماع لاصدار حكمه بمراجعتي الطعن بقانون التمديد المقدمتين من رئيس الجمهورية ميشال سليمان و«تكتل التغيير والاصلاح».
فقد سلم «تكتل التغيير والاصلاح» بنفاذ قانون التمديد، كما سلم رئيس الجمهورية بخسارته معركة الطعن، داعيا المجلس النيابي الممدد له الى الانكباب فورا على درس وانجاز قانون جديد للانتخابات في مهلة معقولة تتيح تقصير مدة التمديد بما يسمح باجراء الانتخابات خلال بضعة شهور، ووقع مرسوم فتح الدورة الاستثنائية للمجلس وأحاله الى رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي.
واما الرئيس نبيه بري، الذي ربح مع وليد جنبلاط معركة التمديد، فوعد بتزخيم النشاط المجلسي عبر تنشيط عمل اللجان النيابية وجلسات الهيئة العامة، واولى المهام دراسة واقرار سلسلة الرتب والرواتب التي احالتها الحكومة مؤخرا الى المجلس. وعلم ان بري سيدعو في القريب العاجل الى اجتماع لهيئة مكتب المجلس النيابي للتباحث في كل الامور المجلسية والمهام الملقاة على المجلس.
ومع سريان التمديد، قال مرجع رئاسي لـ«السفير» ان عملية التأليف الحكومي وضعت على نار حامية، وسيترجم هذا التوجه بتكثيف المشاورات في الأيام المقبلة، سواء من قبل الرئيس المكلف تمام سلام الذي أكد أنه صار متحررا من خيار الحكومة الانتخابية وشروطها، أو من شريكيه الرئيس نبيه بري والنائب وليد جنبلاط الذي أوفد اليه، الوزير وائل أبو فاعور، الذي قال لـ«السفير» ان اللقاء يندرج في سياق النقاش المستمر حول تشكيل الحكومة، بعد ان تم طي صفحة الطعن بقانون التمديد لمجلس النواب.
ولفت ابو فاعور الانتباه الى ان الرئيس المكلف، وحتى هذه اللحظة، ما زال متمسكا بصيغة الـ« 8 ـ 8 ـ 8» للحكومة الجديدة. وقال ان الاحداث الامنية المتنقلة تفرض وجود حكومة تسعى لوقف هذا المسلسل الخطير الذي يضرب كل المناطق اللبنانية، فلا يجب ان يترك الجيش اللبناني وحده، بل بات من الضروري الالتفاف حوله شعبيا وسياسيا.
وقال مرجع واسع الاطلاع لـ«السفير» ان أبو فاعور وتيمور وليد جنبلاط قد يتوجهان الاثنين المقبل الى السعودية، للقاء مدير المخابرات السعودية الأمير بندر بن سلطان والرئيس سعد الحريري، وذلك على خط تسويق صيغة حكومية تعطي لـ«قوى 14 آذار» ثمانية وزراء، بالاضافة الى وزير تاسع يكون مشتركا بينها وبين حصة الوسطيين (رشيد درباس)، كما تعطي لفريق «8 آذار» ثمانية وزراء، بالاضافة الى وزير تاسع مشترك مع الوسطيين، وخاصة مع رئيس الجمهورية والرئيس المكلف والنائب جنبلاط (جان عبيد على الأرجح).
وأوضح المرجع أنه في ضوء زيارة أبو فاعور ستنجلي صورة المشهد الحكومي، فضلا عن تلقي اشارات خليجية ودولية بأن لا «فيتو» على توزير «حزب الله» أو من يقرر تسميته في الحكومة الجديدة."
النهار
الصواريخ الجوّالة ترهيب أم أهداف ضائعة؟ صفحة حكوميّة جديدة بعد طيّ الطعن
وكتبت صحيفة النهار تقول "على غرار صاروخَي عيتات اللذين اطلقا صباح الاحد 26 أيار الماضي وسقطا قرب كنيسة مار مخايل في الشياح ولم تكشف لا الجهة التي تقف وراء اطلاقهما ولا الاهداف المحددة لهذا العمل الترهيبي، قد لا تتوافر أجوبة تفصيلية عن صاروخَي بلونة اللذين كررا أمس الاستعادة الترهيبية ولو مع تغيير مكان المنصات والاهداف المحتملة.
ذلك ان جديد هذا التطور الامني هو اختيار الجهة المنفذة مكان منصتها في منطقة كسروان ذات الغالبية المسيحية لاستهداف قصر بعبدا أو وزارة الدفاع، على ما أظهرت التحقيقات الأولية عبر رسم مسار الصاروخ الذي انفجر في الكحالة والصاروخ الثاني الذي اكتشف في مكان نصب المنصة ولم ينطلق لعطل تقني. لكن مصادر مواكبة للتحقيقات في الحادث قالت ليلا لـ"النهار" انه لا يمكن تأكيد كون الصاروخين يستهدفان جهة معينة أو نفيه، لأنهما صاروخان غير دقيقين ويستعملان على راجمات ويمكن اذا انحرف الصاروخ ان يطاول هذه الجهة او تلك. لكن هذا النوع من الصواريخ لا يمكن استخدامه للتهديف الدقيق لأسباب تقنية وهندسية. ورأت ان الهدف المحتمل وراء الحادث هو توجيه رسالة او اثارة فتنة. وأشارت الى ان التحقيقات التي انطلقت امس تضمنت الاستماع الى افادات شهود، لكنها لم تكشف أي متورط ولم تنته الى توقيف أحد.
وكانت معلومات اخرى أفادت ان التحقيقات الاولية رجحت ان يكون القصر الجمهوري في بعبدا او وزارة الدفاع هدف صاروخي "الغراد" اللذين لم ينطلق الا أحدهما وسقط في واد بين الجمهور وبسوس وتسبب بقطع خطوط التوتر العالي في المنطقة. بيد ان مصادر قصر بعبدا قالت لـ"النهار" انه لم تعرف الوجهة المحددة للصاروخين.
في غضون ذلك، انحسرت حدة التوترات الامنية في البقاعين الشمالي والاوسط بعد ليل قطع الطرق، كما اتجه الوضع في صيدا الى طبيعته. وأعلنت قيادة الجيش انها "لن تتهاون في التصدي بقوة للخارجين على القانون والمعتدين على سلامة القوى العسكرية بكل الوسائل الممكنة". كما ان قائد الجيش العماد جان قهوجي حذر من ان "لبنان مهدد في وحدته للمرة الاولى منذ انتهاء الحرب الاهلية والمحاولات تزداد يوما بعد يوم لاشعال الفتنة المذهبية ونقلها من منطقة الى اخرى". وبعدما أكد ان الجيش يحاول بامكاناته البشرية والمادية الضئيلة ان يكون على قدر التحديات الجسام، أضاف "ان التهجم على الجيش لن يفيد إلا أعداء لبنان" وشدد على ان خطوات الجيش "ستتصاعد تدريجا من أجل الامساك بزمام الامور".
طي صفحة الطعن
في ظل هذه الاجواء طوى المجلس الدستوري رسميا امس صفحة الطعن في قانون التمديد لمجلس النواب بعد اخفاقه للمرة الرابعة في الاجتماع لبت الطعن. ووضع رئيس المجلس عصام سليمان محضرا بوقائع بت الطعنين اللذين قدمهما رئيس الجمهورية ميشال سليمان وكتلة "التيار الوطني الحر" خلص فيه الى "تعذر صدور قرار بسبب فقدان النصاب القانوني (...) وعدم توصل المجلس الى قرار وبالتالي اصبح القانون (المطعون فيه) نافذا". وتبلغ كل من رئيس الجمهورية ورئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي محضر المجلس الدستوري. ودعا الرئيس سليمان على الاثر مجلس النواب "مع بدء فترته الممددة الى الانكباب فورا على درس قانون جديد للانتخاب وانجازه في مهلة معقولة تتيح تقصير مدة التمديد في الشكل الذي يسمح باجراء الانتخابات في فترة لا تتجاوز بضعة اشهر". وأعلن أن دورة استثنائية للمجلس ستفتح لهذه الغاية بالتشاور مع رئيس الحكومة.
وبدا من اعلان الرئيس سليمان العزم على فتح دورة استثنائية لمجلس النواب ان ثمة اهتماما بالعمل التشريعي بعدما قضي أمر التمديد وذلك لاتاحة الفرصة للعودة الى البحث في قانون جديد للانتخاب ودرس مشروع قانون سلسلة الرتب والرواتب وتعديل سن تقاعد العسكريين بما يتيح تمديد سني خدمة قائد الجيش ورئيس الاركان تجنبا للفراغ في هذين المركزين. والموضوع الاخير يحظى بتوافق بين رئيس مجلس النواب نبيه بري وسائر القوى السياسية.
سلام في بعبدا
الى ذلك، ينطلق قطار تأليف الحكومة اليوم مجددا بزيارة يقوم بها رئيس الوزراء المكلف تمام سلام لقصر بعبدا للتشاور مع رئيس الجمهورية في سبل تحريك مساعي التأليف. وعلمت "النهار" ان سلام سيتحدث الى الصحافيين بعد اللقاء لعرض رؤيته للمرحلة الحالية بعد انقطاع أسابيع عن مهمة التأليف بسبب انشغال مجلس النواب بموضوع التمديد وما تلاه من مرحلة انتظار للمجلس الدستوري لبت الطعن في التمديد الذي أصبح نافذا.
وأوضح متابعون لمساعي التأليف ان الاجواء تشير الى ان أمر بت التأليف هو مسألة أيام استنادا الى ما سبق لسلام ان تعهده وكذلك استنادا الى المواقف التي اتخذها أخيرا سليمان معربا عن العزم على مؤازرة سلام في مهمته، فاذا ما استجاب جميع الأفرقاء لمساعي رئيس الوزراء المكلف فسيكون ذلك هو المرتجى. أما اذا امتنع أفرقاء عن الاستجابة فعندئذ "لا حول ولا قوة الا بالله" لتنطلق الحكومة بمن استجاب.
المعارضة السورية تلقّت "أسلحة حديثة" - لجنة أممية لا تعرف من استخدم الكيميائية
تعقد المجموعة الاساسية لـ"اصدقاء الشعب السوري" اجتماعاً اليوم على مستوى وزراء الخارجية في الدوحة للبحث في تسليح المعارضة السورية التي قالت انها تلقت فعلاً في الايام الاخيرة "دفعات من الاسلحة الحديثة" التي من شأنها ان "تغير شكل" المعركة مع الجيش النظامي. ومع اقتراب هذه المجموعة من قرار بالتسليح في محاولة لقلب موازين القوى على الارض لمصلحة المعارضة، شددت موسكو لهجتها المعارضة لمد المعارضة السورية بالسلاح. وتساءل الرئيس فلاديمير بوتين "إلى أين ستنتهي (هذه الأسلحة)؟ ما الدور الذي ستضطلع به؟" وتخوّف من وصول "ارهابيين" الى السلطة في سوريا في حال رحيل الرئيس بشار الاسد كما تطلب المعارضة السورية والولايات المتحدة. ص11
وتوجه وزير الخارجية الاميركي جون كيري الى قطر في مهمة تهدف الى تنسيق الخطوات المقبلة في سوريا مع الحلفاء، فيما تدرس الولايات المتحدة الى اي حد يمكنها المضي في خطتها تزويد مقاتلي المعارضة السورية أسلحة. وقال مسؤول اميركي ان "هدف الاجتماع هو البحث في اهمية كل نوع مساعدة تقدمها مجموعة "لندن11" (اصدقاء الشعب السوري) في شكل ملموس وتنسيقها تماماً والمرور عبر الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية فقط".
ونسبت وكالة "الاسوشيتدبرس" الى مسؤولين في واشنطن، ان سجل المعارضين السوريين في التعامل مع مساعدات اميركية انسانية بعشرات ملايين الدولارات، تفترض وجود تحديات أساسية أمام أي شحنات سلاح وذخائر ترسل الى المعارضة السورية.
وقال مسؤولون ان شحنات من الغذاء والدواء وامدادات لانقاذ الحياة، واجهت في كثير من الأحيان تأخيرات طويلة بسبب المشاحنات الداخلية بين فصائل المعارضة.
واذا كان الاختلال الوظيفي ليس شيئاً جديداً بالنسبة الى المعارضة السورية، فان الأمر يستدعي من الآن فصاعداً تدقيقاً مشدداً مع قرار ادارة الرئيس باراك أوباما تزويد المعارضة مساعدات عسكرية لاطاحة الأسد.
وليس واضحاً ما ستشمله المساعدة العسكرية. وهذا أمر مقلق بالنسبة الى مؤيدي المساعدة العسكرية ومنتقديها على حد سواء.
وأعلنت واشنطن أنها ستبقي 700 جندي من قواتها التي شاركت في مناورات "الأسد المتأهب" في الاردن التي انتهت قبل يومين.
لجنة التحقيق الدولية
الى ذلك، حذر رئيس لجنة التحقيق الدولية المستقلة التابعة للأمم المتحدة القاضي باولو بينييرو، من أن ارسال اسلحة الى طرفي النزاع في سوريا يمكن ان يؤدي الى ارتكاب مزيد من جرائم الحرب.
وعلى رغم اتهامات واشنطن للنظام السوري باستخدام أسلحة كيميائية، فإن بينيرو كرر انه لا يستطيع أن يحدد في شكل مؤكد هوية الطرف الذي استخدم سلاحاً كيميائياً في هذا البلد. ورداً على اسئلة لصحافيين عن هذه الاتهامات، رفض بينيرو "التعليق على تصريحات أو قرارات حكومات"، مضيفاً: "لا نستطيع تحديد الجهة التي استخدم مواد أو أسلحة كيميائية ونحن قلقون جداً من" كيفية الحصول على هذه الأسلحة.
وفي تقريرها الأخير أمام مجلس الأمم المتحدة لحقوق الانسان، أكدت اللجنة استخدام مواد كيميائية أربع مرات على الأقل في سوريا، لكنها لم تتمكن من "تحديد طبيعة هذه المواد الكيميائية وأنظمة الأسلحة المستخدمة وهوية مستخدميها"
وأوضح بينيرو ان الدول الغربية التي تتهم النظام السوري لم تسلم معلوماتها الى اللجنة، ووحدهم خبراء الأمم المتحدة برئاسة اكي سيسلتروم يستطيعون العثور على أدلة من طريق معاينة ميدانية، الأمر الذي لم يتمكنوا من القيام به حتى الآن.
وفي نيويورك، أكد نائب الناطق باسم الأمين العام للأمم المتحدة ادواردو دل بوي صعوبة انعقاد مؤتمر "جنيف - 2 للسلام حول سوريا.
وقال إن "انعقاد المؤتمر ليس بالأمر السهل، وأن الأمم المتحدة توقعت منذ البداية صعوبة الأمر، لكنها تبذل جهودا حثيثة من أجل انعقاد المؤتمر في القريب العاجل". واضاف أن " الممثل الخاص المشترك للأمم المتحدة وجامعة الدول العربية في سوريا الأخضر الإبرهيمي سيعقد اجتماعا مع ممثلي الحكومتين الروسية والأميركية في 25 حزيران الجاري في شأن الإعداد لمؤتمر جنيف - 2، ونامل أن ينعقد قريبا"."
الاخبار
«الدستوري» يقرّ التمديد للمجلس النيابي
وكتبت صحيفة الاخبار تقول "بات تمديد ولاية المجلس النيابي سارياً بعدما فشل المجلس الدستوري في الاجتماع في آخر محاولة له أمس. وأرسل رئيس المجلس نسخة عن المحاضر إلى الرؤساء ميشال سليمان ونبيه بري ونجيب ميقاتي ووزارة الداخلية والبلديات، والى التيار الوطني الحر، بوقائع هذه المحاولات والنتيجة التي أفضت إليها.
على صعيد آخر، طلب سليمان من وزير العدل في حكومة تصريف الأعمال شكيب قرطباوي، اتخاذ الإجراءات اللازمة بحق النائب عاصم قانصوه، على خلفية اتهام الرئيس بالخيانة العظمى.
وبعد تسلمه نسخته من المجلس الدستوري، أصدر المكتب الإعلامي لسليمان بياناً دعا المجلس النيابي «مع بداية فترته الممددة إلى الانكباب فوراً على درس وإنجاز قانون جديد للانتخاب في مهلة معقولة تتيح تقصير مدة التمديد بالشكل الذي يسمح بإجراء الانتخابات في فترة لا تتجاوز بضعة شهور».
بدوره، رأى أمين سر تكتل التغيير والإصلاح النائب إبراهيم كنعان، بعد تسلمه المحضر، أن «التمديد غير دستوري وغير قانوني، ويجب اليوم بحث قانون الانتخاب وإصلاح قانون المجلس الدستوري نسبة إلى نصابه وانعقاده، فالمقاطعة بالمجلس الدستوري غير مقبولة». وأكد «اننا مستعدون للاستقالة إذا كانت استقالتنا تؤدي إلى انتخابات».
وبرز موقف لافت للسفيرة الأميركية في لبنان مورا كونيللي، بعد لقائها رئيس تكتل التغيير والإصلاح النائب ميشال عون؛ إذ شددت على «أن القضية الأساسية لأي ديموقراطية هي أن يكون القادة والمسؤولون عرضة للمساءلة أمام الشعب، وأن يكون هناك احترام والتزام بسيادة القانون من ضمنه السماح للمؤسسات الديموقراطية بالعمل». وأكدت «أن عدم القدرة على القيام بذلك يقوض الثقة الدولية بلبنان، وستكون له تداعيات أبعد من الساحة السياسية».
ميقاتي: الدولة أقوى من حزب الله
من جهة أخرى، قال ميقاتي في حديث تلفزيوني إن «أكثر ما يقلقني في الصراع السوري باستمرار تدفق اللاجئين. لدينا الآن 550 ألف لاجئ من المسجلين فقط في لبنان، إلى جانب نحو 750 ألف آخرين موجودين داخل البلاد، وهذه الأعداد تفوق قدراتنا، وعليه ندعو المجتمع الدولي إلى مساعدة لبنان». وأكد «أن الدولة اللبنانية أقوى من حزب الله»، مؤكداً رفضه التدخل في سوريا لمصلحة أي طرف.
وفي سياق متصل، أبدى وزير الدفاع فايز غصن تخوفه من أمر ما يُعَدّ في الخفاء للبنان، «وهو ما يفسر التوترات التي شهدتها البلاد في الساعات الماضية». وقال: «يبدو أنه لم يعد بإمكاننا التحدث عن فتنة ما زالت نائمة، بل عن أيادٍ أيقظت الفتنة وبدأت العمل على إشعالها في كل لبنان».
وإذ نوّه بالمهمات الكبيرة التي ينفذها الجيش، أكد أن «التعاطي بحكمة لا يعني عدم قدرة»، مجدداً القول إن «كل ما تقوم به المؤسسة العسكرية ينطلق من المصلحة الوطنية، والسلم الأهلي، وعدم إعطاء الذرائع لأيٍّ كان لجرّ البلاد إلى حيث يريد أعداء لبنان».
من جهته، حذر قائد الجيش العماد جان قهوجي، خلال لقائه وفداً كبيراً من مشايخ طائفة الموحدين الدروز، من أن «الفتنة أكبر من الجميع ولم تعد محصورة بحوادث متنقلة، والتهجم على الجيش لن يفيد إلا أعداء لبنان». ودعا «جميع المرجعيات السياسية والروحية والقضائية والإعلامية إلى توحيد جهودها لدعم الجيش في مهماته، بدل استهدافه يومياً». ولفت إلى أن الجيش «حاول أن يتعامل مع الأوضاع الأمنية بالحكمة والتروي أحياناً، والرد على النار بالنار أحيانا أخرى، وستتصاعد خطواته تدريجاً من أجل الإمساك بزمام الأمور».
في غضون ذلك، اعتبر نائب الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم أنه «يوجد مطبخ إقليمي محلي للتحريض على الفتنة، ما يتطلب وعياً وتحمل مسؤولية من جميع الأطراف لمواجهة هذه الفتنة»، معلناً أن «حزب الله سيستمر بالعمل مع الشرفاء والمخلصين لوأد الفتنة».
إلى ذلك، رأى رئيس كتلة «المستقبل» النائب فؤاد السنيورة أنه «إن كان هناك لبنانيون ينتهكون القوانين في الدول العربية، فمن حق كل دولة عربية أن تحمي مواطنيها وأمنها الداخلي، أما أن يصار إلى اتخاذ إجراءات ضد اللبنانيين لكونهم لبنانيين، فالسلطات في الدول الخليجية لن تلجأ إلى هذا الأمر».
بوتين: الأسد يواجه الأجانب لا الشعب الســوري
الخشية على مستقبل سوريا الغامض يؤرق موسكو، في ظل عدم اليقين من تسلم الجماعات الإرهابية السلطة في دمشق في حال سقوط النظام. الأزمة السورية التي لا تغيب عن القادة الروس، اعلنت موسكو مجدداً لاءاتها فيها: لا لحظر الطيران، ولا للتسليح، ولا للقرارات الأحادية الجانب، وتحذير من دفع الوضع في الشرق الأوسط إلى الخروج عن السيطرة.
اعرب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أمس عن قلق بلاده من حدوث فراغ سياسي في سوريا يشغله المتشددون، إذا ترك بشار الأسد السلطة الآن، مؤكداً أن الرئيس السوري يواجه مقاتلين اجانب لا الشعب السوري، وفيما شددت قمة الدول «الثماني» على ضرورة الحل السياسي، سيكون تسليح المعارضة السورية حاضراً اليوم على جدول اعمال قمة «اصدقاء سوريا» في الدوحة.
وشدد بوتين، في مؤتمر صحافي مشترك مع المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، على أنه «لا أحد يريد أن تحل المجموعات الإرهابية محل حكومة الأسد، لكن لا جواب عن السؤال aحول كيفية تجنب ذلك».
وأضاف بوتين أن «جميع زعماء مجموعة الثماني يشتركون في فكرة سليمة واحدة وهي إرغام كافة الأطراف المتصارعة على الجلوس إلى طاولة المفاوضات». وكرر بوتين موقف بلاده المتلخص بأن مصير الأسد والمستقبل السياسي لسوريا ينبغي ألّا يقررهما الخارج، محذراً من أن «الخطوات غير المحسوبة جيداً من قبل القوى الخارجية قد تدفع بالوضع في الشرق الأوسط إلى الخروج عن السيطرة»، مثلما هو الوضع في منطقة الحدود الباكستانية ـــ الأفغانية.
ولفت إلى أنه يعارض من يقول أن الاسد يقاتل شعبه، فـ«ليس الشعب السوري هو من يحارب ضد الأسد، بل المقاتلون الذين جرى تسليحهم من الخارج»، معلناً أن 600 مسلح على الاقل انطلقوا من روسيا واوروبا موجودون حالياً في سوريا.
وأشار بوتين إلى أن المجتمع الدولي اعترف بأن «نواة هذه المعارضة المسلحة، منظمات إرهابية مرتبطة بتنظيم (القاعدة)».
ودافع بوتين عن إمداد الأسد بأسلحة روسية، وقال إن على الغرب ألا يرسل أسلحة إلى مقاتلي المعارضة لأن من بينهم جماعات «إرهابية».
بدوره، شدد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف على أن الأحاديث عن إقامة منطقة حظر جوي في سوريا، والقرارات الأحادية الجانب لا تساعد على تهيئة الاجواء الضرورية لعقد مؤتمر «جنيف 2».
وأضاف لافروف، في تصريح لوكالتي «بلومبرغ» و«اسوشييتد برس»، أن تغيير موزاين القوى على الارض لمصلحة الجيش السوري دفع القوى الغربية إلى قبول فكرة عقد المؤتمر، بعدما كانت قد رفضته عندما «كان الكثيرون على قناعة بأن المعارضة ستستولي على دمشق قريباً»، محذراً من أن الرهان مجدداً على «استعادة الميزان العسكري على الارض اولاً، والذهاب إلى المؤتمر بعد ذلك فقط، سيكون كارثة بالنسبة إلى كافة الجهود الدبلوماسية، لأن ذلك (النزاع) لن ينتهي ابداً» في مثل هذه الحال. واكد أن جبهة «النصرة» لن تحضر مؤتمر «جنيف 2» ولن توجَّه الدعوة اليها.
ورداً على سؤال هل تبحث روسيا مع بريطانيا والولايات المتحدة مسألة توريد السلاح إلى المعارضة السورية، اكد لافروف أن توريد الأسلحة من الولايات المتحدة وغيرها من الدول الغربية إلى المعارضة السورية عمل غير شرعي، «ولن نضفي الشرعية عليه عن طريق الدخول في مناقشة شروط ما لتبرير هذه التوريدات».
تسليح المعارضة السورية سيكون حاضراً على جدول أعمال وزراء خارجية دول «اصدقاء سوريا» اليوم في اجتماعهم في الدوحة، لبحث المساعدات العسكرية وسواها التي يريدون تقديمها إلى المقاتلين المسلحين.
وصرح دبلوماسي فرنسي بأن الاجتماع سيناقش على نحو «مشترك ومنسق ومتكامل» القضايا التي اثارها رئيس اركان الجيش السوري الحر سليم ادريس خلال اجتماع سابق لـ «اصدقاء سوريا» في انقرة الجمعة الماضي.
وسيتناول الاجتماع، الذي يشارك فيه وزراء خارجية بريطانيا وفرنسا والولايات المتحدة المانيا وايطاليا والاردن والسعودية وقطر والامارات وتركيا ومصر، اقتراح عقد لقاء بين الرئيس السوري بشار الاسد والمعارضة من اجل وضع حد للنزاع المستمر.
وأوضح وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس «سنحاول في الدوحة أن نستعرض الوضع على الارض، وأن نرى كيف يمكننا مساعدة المعارضة والتوصل إلى حل سياسي».
بدوره، كشف مسؤول اميركي أن «هدف الاجتماع هو بحث اهمية كل نوع مساعدة تقدمها مجموعة (اصدقاء سوريا) في شكل ملموس، وأن يجري تنسيقها على نحو كامل والمرور عبر (الائتلاف) المعارض فقط»، موضحاً أن «كل هذا يأتي دعماً لتنشيط وتفعيل قيادة (الائتلاف) من اجل العمل على اختيار قيادته».
في اطار آخر، ستحضر الازمة السورية في اجتماعات وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي الاثنين القادم وتنظيم مؤتمر «جنيف 2» وعملية السلام في الشرق الأوسط في إطار المبادرة الأميركية.
كذلك، اعلنت متحدثة باسم الامم المتحدة، كورين مومال فانيان، أن مسؤولين كباراً من الولايات المتحدة وروسيا سيجتمعون مع الوسيط الدولي بشأن سوريا الاخضر الابراهيمي في جنيف الثلاثاء المقبل.
في موازاة ذلك، أعلن رئيس اللجنة الدولية للتحقيق بشأن سوريا، باولو بينهيرو، أن اللجنة لا تستطيع تأكيد استخدام أسلحة كيميائية في سوريا «بسبب عدم دخولنا سوريا، ولا يمكننا أن نتحدث عن الاسلحة ومن هي الجهة التي استخدمتها».
وأكد بينهيرو خلال اجتماع تشاوريّ مغلق مع أعضاء مجلس الأمن الدولي، أمس، أنه «لا حل سوى بعقد (جنيف 2) واجراء المفاوضات ولا حل عسكرياً للأزمة»، مشيراً إلى أن «هذا الموضوع بحاجة إلى المزيد من التفاصيل لتقويم الامور».
في اطار آخر، ومع تزايد الحديث عن تسليح المعارضة السورية، طرح أعضاء في مجلس الشيوخ الأميركي مشروع قانون يمنع الرئيس باراك اوباما من تقديم دعم عسكري إلى المعارضة السورية، من دون المساس بالمساعدات الإنسانية. وأعرب الأعضاء وهم أربعة، الديمقراطيان توم اودال وكريس ميرفي، والجمهوريان مايك لي وراند بول، عن شكوكهم في قدرة واشنطن على ضمان عدم وقوع الأسلحة في أيدي جهات غير مرغوب فيها. وقال بول في بيان له «قرار الرئيس الأحادي الجانب بتسليح المعارضة السورية المسلحة مزعج للغاية بالنظر إلى قلة ما نعرفه بشأن من سنسلحهم».
وفي حال مرور القرار فإنه سيمنع وزارة الدفاع ووكالة الاستخبارات الأميركية من استخدام أي أموال لدعم عمليات عسكرية أو شبه عسكرية أو سرية في سوريا مباشرة أو على نحو غير مباشر.
من جهة ثانية، حذّرت مفوضة المساعدات الإنسانية والحماية الأمنية في الاتحاد الأوروبي، كريستالينا جورجييفا، في تصريحات لصحيفة «ديلي تليغراف»، المجتمع الدولي من «مواجهة أكبر أزمة لاجئين في سوريا من أي وقت مضى»، محذّرة من أنها «ستصبح قريباً أكبر أزمة من نوعها في حياتنا، ما لم يتحرك المجتمع الدولي لإنهائها».
واضافت «أن قرار الولايات المتحدة تسليح الجماعات المتمردة في سوريا يُعد بمثابة البديل السيّئ لصياغة خطة سلام تحظى بدعم مجلس الأمن الدولي التابع للأمم المتحدة».
إلى ذلك، اتفقت الحكومة النمساوية والامم المتحدة على حل وسط يقضي بارجاء سحب القوات النمساوية من مرتفعات الجولان السوري حتّى شهر تموز المقبل."
المستقبل
سليمان يطلب "اتخاذ الإجراءات اللازمة" بحق قانصوه.. وسلام يبحث عن صيغة جديدة لحكومته
رسالة كسروان ـ بعبدا الصاروخية ممّن ولمن؟
وكتبت صحيفة المستقبل تقول "الفلتان الأمني الدوّار من منطقة الى منطقة، توّجته منصّة الصاروخين في بلّونة الكسروانية وانطلاق أحدهما لينفجر في خط التوتر العالي في منطقة الكحالة.. وهو الأمر الذي أطلق سلسلة من التكهنات في شأن الأخير وأسئلة كبيرة في شأن تزامن هذه "الرسالة الصاروخية" وترافقها مع الحملة السياسية والإعلامية الشرسة التي شنّتها قوى 8 آذار وأبواق نظام بشار الأسد ضد رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان بسبب مواقفه السيادية الأخيرة وخصوصاً إبلاغه الأمم المتحدة والجامعة العربية عن الاعتداءات السورية التي طاولت اللبنانيين في المناطق الحدودية شمالاً وبقاعاً.
وما دفع ويدفع بتلك الأسئلة الى الواجهة هو أن المنطقة التي وضعت فيها منصّة الصاروخين في بلونة تطلّ على الكحالة والقصر الجمهوري في بعبدا ووزارة الدفاع في اليرزة. الأمر الذي استدعى مشاركة الحرس الجمهوري في الكشف والمعاينة والتحقيق الذي اشتمل على إجراء قياسات فنية عسكرية لتحديد الجهة التي كان يستهدفها الصاروخ الذي انطلق، قبل ارتطامه بخط التوتر العالي في الكحالة.
وكان عدد من سكان بلّونة أفادوا عن سماعهم دوياً قوياً ليل الخميس الجمعة، ما دفع بالجيش والأجهزة الأمنية الى تمشيط المنطقة بدقة، حيث تم العثور على منصّة لصاروخي "غراد" يعملان لاسلكياً بجهاز إطلاق كهربائي وفي نقطة تبعد 15 متراً عن الطريق و300 متر عن المنازل ما يشير الى أن الفاعلين أرادوا الهرب بسرعة.
على أي حال، فإن ما حصل لم يعدّل في برنامج عمل رئيس الجمهورية ولا في سياسته. وعلمت "المستقبل" من مصادر بعبدا أن العماد سليمان طلب من وزير العدل في حكومة تصريف الأعمال شكيب قرطباوي "اتخاذ القرارات اللازمة بحق النائب عاصم قانصوه على خلفية اتهام الرئيس بالخيانة العظمى، باعتبار أن ذلك ليس رأياً أو انتقاداً من قانصوه الى الرئيس سليمان، بل هو اتهام مباشر بالخروج عن القسم والدستور، وهذا أمر غير مقبول ولا يمكن السكوت عنه".
ولفتت المصادر "الى أن الفريق القانوني لرئيس الجمهورية أعدّ الإجراءات القانونية اللازمة وعلى هيئة مكتب مجلس النواب القيام بدورها في هذا الإطار، "لأن التمادي والتطاول ليس فقط على شخص رئيس الجمهورية بل أيضاً على مقام الرئاسة التي هي أحد أهم المؤسسات الدستورية الباقية في البلد، خصوصاً في ظل التمديد لمجلس النواب الذي لم يتم البتّ في دستوريته، كما أن الحكومة الحالية هي حكومة تصريف أعمال".
وشددت المصادر "على أن خطوة قانصوه هي محاولة لضرب رئيس الجمهورية وكسر هيبته، بعدما عجزوا عن ثنيه عن القيام بواجباته الدستورية، لكن فاتهم أن هدم المؤسسات هو محاولة لهدم ما تبقى من الدولة اللبنانية أيضاً".
المجلس الدستوري
وكما كان متوقعاً، فقد أخفق المجلس الدستوري في البتّ بالطعنين المقدمين من رئيس الجمهورية وتكتل "التغيير والإصلاح". ضد قانون التمديد للمجلس النيابي، الأمر الذي جعل القانون المطعون فيه نافذاً أو ساري المفعول اعتباراً من اليوم.
وأبلغ أحد أعضاء المجلس الدستوري لـ"المستقبل" أن المجلس أخفق في عقد أي جلسة للنظر في الطعون، و"أن المهلة المعطاة له بحسب القانون انتهت اليوم (أمس). وهو ما جعل قانون التمديد للمجلس نافذاً أو ساري المفعول".
وأوضح عضو المجلس الدستوري الذي رفض ذكر اسمه أن الأعضاء السبعة "الذين داوموا على الحضور، أعدوا محضراً بالوقائع التي حصلت"، و"أسباب تعطيل المجلس وإفشاله. وهذا المحضر رُفع الى رئيس الجمهورية ورئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس مجلس الوزراء المستقيل نجيب ميقاتي للاطلاع عليه وأخذ العلم"، لافتاً الى أن "المحضر تضمن الإشارة الى أن قانون التمديد بات نافذاً".
ورداً على سؤال عما إذا كان الأعضاء الثلاثة الذين تغيبوا باتوا مستقيلين، أشار الى أن نظام المجلس الدستوري ينص على أن العضو الذي يتغيّب لثلاث مرات من دون عذر يُعدّ مستقيلاً، إلا أنه يشترط موافقة سبعة من أعضاء المجلس على إقالة هذا العضو، وهذا أمر متعذر اتخاذه أو تسجيل سابقة في هذا الخصوص".
الحكومة
الى ذلك، باشر الرئيس المكلف تمام سلام جولة مشاورات جديدة قالت عنها أوساطه إنها لاستكشاف كل المواقف أملاً بالوصول الى صيغة جديدة للحكومة العتيدة ترضي جميع اللبنانيين وتحقق المصلحة الوطنية التي وضعها سلام عنواناً لحكومته.
وسلام بدأ مشاوراته هذه ليل الخميس الجمعة الماضي باستقباله الوزير وائل أبو فاعور حيث تداول معه في مجمل الأجواء السائدة لتأليف الحكومة، من دون أن يُعرف ما إذا كان أبو فاعور قد حمل أي صيغة حكومية وعرضها على سلام.
وأوضح زوار سلام "أن الوقت ضاغط ومن المفروض الوصول الى صيغة توافقية ترضي جميع الأطراف السياسية في البلد تحت سقف الثوابت التي أعلنها سلام وهي رفض الثلث المعطل، والتمسك بالمداورة بالحقائب، وإلا فإنّ الرئيس المكلف سيلجأ إلى خيارات يدرسها في الوقت المناسب من دون أي تأخير".
موسكو
وفي موسكو، التقى رئيس كتلة "المستقبل" النيابية فؤاد السنيورة وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف على هامش المنتدى الاقتصادي العالمي المنعقد في مدينة سان بطرسبرغ وعرض له على مدى ساعة وجهة نظر "تيار المستقبل" وقوى 14 آذار إزاء التطورات في لبنان والمنطقة والمخاطر والتداعيات الممكنة لمشاركة "حزب الله" في القتال في سوريا، وخطورة انعكاس هذه المشاركة على لبنان، والتي تخلق جواً من الشحن والتوتر يهدد الاستقرار في لبنان، وضرورة أن يسحب "حزب الله" مقاتليه من الأراضي السورية، وأهمية نشر الجيش اللبناني على الحدود لمنع نقل السلاح من وإلى لبنان وسوريا عبر الحدود وإمكان مشاركة القوات الدولية في المساعدة في ضبط الحدود تنفيذاً للقرار 1701.
من جهته، أكد الوزير لافروف تمسك روسيا باستقلال لبنان وبسيادته على أرضه، وضرورة التمسك بسياسة النأي بالنفس وتطبيق "إعلان بعبدا" وتجنيب لبنان أي انزلاق إلى أزمات المنطقة.
على المستوى الأمني، سجّل أمس تراجع في التوتر الذي لفّ مناطق البقاع أول من أمس على خلفية الوضع المحيط ببلدة عرسال البقاعية، كما شهدت صيدا حركة طبيعية عشية بدء الامتحانات الرسمية.
وأملت النائب السيدة بهية الحريري "أن تكون الغيمة التي مرّت على صيدا قد انتهت بإرادة كل أهلها وكل الفاعليات التي تحرص دائماً على أمن المدينة واستقرارها حرصها على ثوابت السلم الأهلي والعيش المشترك".
وبدوره، حمّل الأمين العام لـ"تيّار المستقبل" أحمد الحريري "حزب الله" وشبّيحته في صيدا مسؤولية الأحداث الأخيرة في عبرا، لافتاً أن ما حصل "كان نتيجة للاستفزازات التي قاموا بها في الفترة الماضية"، واصفاً المنتمين إلى سرايا حزب الله من أبناء المدينة بأنهم "خونة لصيدا وأهلها".
ورأى "أن بعض الرموز في صيدا اليوم وعلى رأسهم اسامة سعد يحاول بيع كرامة المدينة، وأن معروف سعد رحمه الله لم يبع المدينة ولم يرتهن للمال النظيف الذي يوزعه حسن نصرالله"، وقال: "هذه المدينة لا تُباع ولا تُشترى".
وشدّد في لقاء موسع مع كوادر وقطاعات ومكاتب وهيئات ولجان "تيار المستقبل" في منسقية صيدا والجنوب على رفضه "استخدام السلاح في المدينة من أي جهة كانت"، مؤكداً "ان تيار المستقبل لا يؤمن بالسلاح وليس في وارد تسليح الناس أو إنشاء تنظيم مسلح في صيدا"."
اللواء
العناية الإلهية تتدخل للمرة الثانية خلال شهر لإنقاذ القصر الجمهوري ووزارة الدفاع
سقوط صاروخ غراد في الكحالة والعثور على ثانٍ في بلونة مع قاعدته
وكتبت صحيفة اللواء تقول "في حادث هو الثاني من نوعه، في غضون اقل من شهر، بعد صاروخي الضاحية الجنوبية اللذين سقطا في مار مخايل ومارون مسك في 26 ايار الماضي، أخطأ صاروخ هدفه نتيجة ارتطامه بخط التوتر العالي وانفجر في منطقة الكحالة - وادي بسوس، وترك دوياً كبيراً، فيما عثر على صاروخ ثانٍ كان معداً للاطلاق من بلدة بلونة في كسروان.
وبحسب مصادر امنية، فإن مسار الصاروخين وقوتهما يشيران الى انهما كانا يستهدفان وزارة الدفاع او القصر الجمهوري في بعبدا، اي آخر حصنين للشرعية اللبنانية، وانه لو لم يرتطم الصاروخ بخط التوتر العالي لكان سقط قرب القصر الجمهوري او وزارة الدفاع.
وبقي انفجار الصاروخ في منطقة الكحالة - وادي بسوس غامضاً، حتى ظهر امس، حيث تم العثورعلى قاعدة صواريخ في بلدة بلونة - كسروان، تبيّن لاحقاً ان خط التوتر العالي في بسوس – الكحالة أصيب بصاروخ أطلق من المنصة المذكورة، وعُثر أيضا على صاروخ ثانٍ معدّ للإطلاق، لكن ذلك لم يحصل نتيجة عطل طارئ. كما عاين مفوض الحكومة لدى المحكمة العسكرية القاضي صقر صقر منصتي الصاروخين وكلف الشرطة العسكرية والمخابرات والادلة الجنائية الكشف على مكان انطلاق الصاروخ في بلونة ورفع البصمات ومراقبة مضمون الكاميرات، وقال «: لم ننته من رفع الادلة ولا جديد فعملية البحث عن الادلة ما زالت مستمرة».
وكان عدد من سكان بلونة قد افادوا عن سماعهم دويا قويا قرابة الاولى من فجر امس، قام الجيش والاجهزة الامنية بتمشيط المنطقة بدقة، وسرعان ما عثروا على منصتين تبين أنهما لصاروخي غراد متطورين ويعملان لاسلكياً بجهاز اطلاق كهربائي، في نقطة تبعد 15 متراً عن الطريق العام ونحو 300 متر عن المنازل ، ففرض طوق أمني محكم عند هذه النقطة وبوشرت التحقيقات،واجريت عملية مسح شاملة لمنطقة البلونة وتبين أن المنصتين وضعتا في مكان قريب من الطريق العام ما يشير الى ان الفاعلين ارادوا الهروب بسرعة. وذكرت المعلومات أن المنطقة مطلة على المتن والكحالة والقصر الجمهوري ووزارة الدفاع. كما تبين أن صاروخ «الكحالة» ارتطم بالناقل الكهربائي عن طريق الخطأ، ما أعاق وصوله الى هدفه الاساسي.
ولاحقاً، افادت معلومات عن توقيف ثلاثة اشخاص لضلوعهم في صاروخي بلونة، بينهم سوريان، واخضعوا للتحقيق ما اذا كانوا على علاقة بأي تنظيم لبناني.
وافيد ان منصتي اطلاق الصواريخ في بلونة هما مصنوعتان من الحديد وان الصاروخين تم تزويدهما بلوح إلكتروني للاطلاق عن بعد.
من جهته , كشف مصدر أمني للـ «أ.ف.ب» ان الصاروخين من طراز غراد عيار 122 ملم ويبلغ مدى كل منها نحو 40 كيلومترا , مشيراً إلى ان المكان المستهدف غير واضح ومن نصب صواريخ مماثلة هدفه ترهيبي.
وزير الدفاع
أبدى وزير الدفاع في حكومة تصريف الأعمال فايز غصن، تخوفه من «أمر ما يحضر في الخفاء للبنان، معتبرا أن هذا ما يفسر التوترات التي شهدتها البلاد في الساعات الماضية، والتي تمثلت بظهور مسلح وقطع طرق في عدد من المناطق اللبنانية، والتعرض لمراكز تابعة للجيش اللبناني.
وأشار غصن في بيان الى أن الأمر لم يقف عند هذا الحد، بل تعداه إلى قيام أيادي الشر بزرع منصات صواريخ في منطقة لبنانية لاطلاقها على منطقة أخرى، «مما يرفع مجددا المتاريس بين ابناء الوطن الواحد، ويوحي بأن كل منطقة تترصد الأخرى وتستهدفها».
وإذ نوه غصن بـ«المهام الكبيرة التي ينفذها الجيش في كل المناطق على مدار الساعة»، أكد أن «التعاطي بحكمة لا يعني عدم قدرة ودعا إلى «تكريس الخطاب السياسي والاعلامي لجمع اللبنانيين لا لتقسيمهم»، مشيرا إلى «أن مسؤولية اللبنانيين المخلصين تكمن في وعي دقة المرحلة، وعدم الاستماع الى أصوات الفتنة أو الانصياع وراء دعوات التفرقة، والتمسك بالعيش المشترك كخيار أوحد».
وجدد غصن التأكيد أن الجيش لن يقف مكتوف الأيدي، وسيستخدم القوة متى دعت الحاجة للحفاظ على الأمن والاستقرار الداخليين.
قيادة الجيش
ووزعت قيادة الجيش مديرية التوجيه بيانا حول الحادثة جاء فيه أن دورية عثرت ظهر اليوم (امس) في حرش مار الياس في منطقة بلونة – كسروان، على منصة مجهزة بصاروخ نوع غراد عيار 122 ملم معد للإطلاق على توقيت، ومنصة أخرى تبين بنتيجة التحقيقات أنه قد تم استخدامها ليل أمس الاول لاطلاق صاروخ من النوع نفسه، سقط في أحد الأودية بين محلتي الجمهور وبسوس، وأدى إلى قطع خطوط التوتر العالي في المنطقة. وقد حضر الخبير العسكري إلى المكان وقام بتعطيل الصاروخ المجهز، فيما بوشر التحقيق بإشراف القضاء المختص لكشف هوية الفاعلين وتوقيفهم.
قضائياً كلف مفوض الحكومة لدى المحكمة العسكرية القاضي صقر صقر الشرطة العسكرية والاجهزة الامنية والادلة الجنائية الكشف على مكان قاعدتي الصواريخ في منطقة بلونة ورفع البصمات عن قاعدة الصاروخ الذي لم ينطلق ومسح المنطقة لمعرفة اذا كانت هناك كاميرات تصوير تمهيدا لملاحقة الفاعلين وكشف الملابسات، وذلك بعدما عاين مكان القاعدتين.
كهرباء لبنان
من جهتها، اعلنت مؤسسة كهرباء لبنان في بيان أنه، «عند حوالى الساعة الاولى من فجر اليوم (امس ) الجمعة الواقع فيه21 /6/2013، تعرض أحد نواقل خط الجية - بصاليم 150 ك.ف. للسقوط في وادي المونتيفردي. وبعد أن قامت الفرق الفنية في المؤسسة منذ الصباح الباكر بعملية مسح ميداني في موقع الحادث، تبين أن السبب هو اصطدام جسم معدني بالناقل أو دخول هذا الجسم ضمن الحقل الكهرومغناطيسي للخط، الأمر الذي أحدث انفجارا مدويا وأدى إلى سقوط الناقل وتضرر النواقل المجاورة.
واضاف البيان «أن الحادث المذكور تسبب بأضرار على شبكة النقل من دون أن يؤثر على التغذية بالتيار الكهربائي في أي من المناطق اللبنانية نظرا لوجود خط رديف قيد الخدمة».
ردود فعل
إستنكر النائب السابق فريد هيكل الخازن إطلاق الصواريخ من بلدة بلونة، ورأى فيها «محاولات كبيرة لخلق أزمة وإشكال أمني كبير في البلد يزج لبنان برمته في صراع سياسي يدور في المنطقة». ورأى أن «المعالجة على عاتق القوى الامنية والجيش والمخابرات وكل الاجهزة الامنية التي تعمل لضبط الامن في البلد».
وإذ أشار الى ان «ما يجري مسألة سياسية بحتة»، قال: «أناشد من هنا من موقع الحادثة كل القوى السياسية أن تتوافق على قرار سياسي واحد هو تحييد لبنان، كل لبنان، كون الاشكالات الامنية بدأت تطال كسروان في هذه الايام والعديد من المناطق الاخرى».
واعتبر ان «كسروان ينبغي ان تكون في منأى عن كل ما يحصل في المنطقة»، داعيا «القوى السياسية دون استثناء للاتفاق على ما يخدم مصحلة لبنان أقله المصلحة الامنية».
وردا على سؤال حول إطلاق الصاروخ من بلدة بلونة، قال: «لأنها المنطقة الوحيدة، اي كسروان، حيث لا يوجد فيها اختلاط مذهبي ولا طائفي، بل تهدف بصورة واضحة الى زج المسيحيين بما يحصل في الصراع السني- الشيعي الموجود في المنطقة اليوم»."