في إطلالات إعلامية على قنوات الإخبارية السورية و ” قناة سما ” الفضائية الأخ أبو حازم: من يقف مع سورية يقف مع فلسطين
استضافت قناة الإخبارية السورية وقناة سما الأخ أبو حازم أمين سر اللجنة المركزية لحركة التحرير الوطني الفلسطيني فتح الانتفاضة، في لقاءان إعلاميان تناولا مستجدات القضية الفلسطينية، وما يجري من أحداث يشهدها العالم العربي، انطلاقاً مما تتعرض له الشقيقة سورية من مؤامرة كونية تستهدف دورها وموقعها، وبنية دولتها الوطنية، واستحقاقات الأزمة التي تمر بها وانعكاسها على الراهن العربي بدءاً من الحدث المصري وتجلياته المستقبلية، فقد أكد الأخ أبو حازم في معرض أجوبته على أسئلة قناة “سما” على تاريخ 30/ 6 أنه سيحمل لحظات حاسمة ومجيدة، بوصفه البداية لإسقاط نظام الإخوان على أيدي الشعب المصري الذي يمهل ولا يهمل، إذ أن الإخوان المسلمون تخلّوا عن كافة تعهداتهم في المشاركة في الحكم، ونكثوا بعهدهم مع القوى الوطنية والقومية في مصر.
وبمرور عام كامل من حكم مرسي اتضح أنه كان مخيبّاً للآمال على الصعيد الداخلي اقتصادياً واجتماعياً وسياسياً، فمصر تراجعت على مستوى الأمن، وصعدت قوى تكفيرية لا علاقة لها بالشعب المصري وبأصالته، واتضح كذلك فشل السياسات الاقتصادية التي أصبحت مضافاً إليها العامل السياسي أحد العوامل الأساسية في الحراك الجديد لإسقاط حكم محمد مرسي، الذي لم يستطع أن يعيد مصر لدورها الوطني والقومي والإسلامي مع أمتها العربية، ولم يستطع كذلك أن يلغي كامب ديفيد أو يجمده لفترة من الزمن، إن لم تكون هناك قدرة على إلغاءه بشكل كامل.
ولفت الأخ أبو حازم إلى أن حقيقة ما حصل في مصر، أن حكم محمد مرسي فتح علاقاته مع الكيان الصهيوني والولايات المتحدة الأميركية، لا سيما في قضية الغاز المصري، وتساءل: كيف يكون رئيس أكبر دولة عربية، “مصر جمال عبد الناصر، مصر العروبة”، في هذا المجال حريصاً على الصداقة مع الكيان الصهيوني، وبخطابه الأخير، أثار الشارع المصري، حينما أعلن قطع العلاقات مع سورية، بدل أن يقف مع سورية التي تتعرض لأكبر مؤامرة كونية، وأن يبقي على السفارة الصهيونية التي هاجمها المتظاهرون أكثر من مرة، أليس معيباً ذلك، وأكثر من ذلك فقد أغلق أنفاق غزة بالاتفاق مع الكيان الصهيوني، وأراد لحماس أن تكون في حلف معه، بمعنى أنه لا يريد مقاومة ولا يتبنى خط المقاومة ولهذا أعلن وبشكل غير مسبوق قطع علاقته مع الحكومة في سورية، بذريعة واهية هي أنه مع الشعب السوري، فالشعب السوري بمعظمه مع قيادته وجيشه الوطني، إذن هو مع المقاومة، وهو الذي حمل حركة حماس على مدى أكثر من 15 عاماً، لكن حماس أخذت خيارها بالاتجاه الآخر واهمة أن ما يسمى بالربيع العربي قد جاء لمشروع الأخوان المسلمين وطموحاتهم في العالم العربي في أوهام الدويلات أو “الإمارات الإسلامية”.
والمؤسف في هذا السياق أن يرفع مشعل علم الانتداب، (أليس هذا موقف سياسي؟!)، أضف لذلك ما صرح به هنية مؤخراً، أنه على سورية أن تكف يدها عن المخيمات الفلسطينية!.
وفيما يتعلق بمخيم اليرموك وما حصل فيه أكد الأخ أبو حازم أن المسلحين رفضوا الحوار مع الهيئة الوطنية التي شكلتها الفصائل الفلسطينية، وما حصل أن المسلحون هم من دخل المخيم وعاثوا فيه فساداً، وبهذا المعنى فإن حماس انحازت لهم عملياً حينما قالت على لسان قادتها ارفعوا أيديكم عن المخيمات.
وبعد اجتماع الجامعة العربية جرى الحديث عن تبادل الأراضي والسؤال من كلفهم بذلك؟! ومن هنا انخرطت حركة حماس في مشروع ليس في صالح القضية والأمة. وحينما يتم تبادل للأراضي يعني ذلك أن يهودية الدولة أصبحت في دائرة الاعتراف الرسمي ويعني ذلك أن يهجر الشعب الفلسطيني من أرضه إلى أرضه، أو إلى أرض سيناء والآن ربطاً بما يجري ثمة انتفاضة جديدة لجماهير مصر وتونس ضد الإخوان المسلمين. الذين ينفذون سياسات الولايات المتحدة واعتقدوا أن “الربيع العربي” هو في صالحهم، هذه هي ملامح الفوضى “الخلاقة” في صعود التيارات التكفيرية ومن يعملون لصالح المشروع الأميركي في المنطقة، واستهدافها لسورية بوصفها مركز المقاومة، إن صمود سورية وتقدم الجيش السوري كان مقدمة لكل التحولات الجارية، ومنها الانتصار القريب للشعب العربي المصري لإنهاء حكم الإخوان المسلمين، للشعب الذي نزل الساحات بحركة تمرد لتعود مصر إلى دورها القومي والعربي، على الرغم مما فعله مرسي بقطعه العلاقات مع سورية وهروبه من استحقاق الأزمة مع أثيوبيا.
وأعرب الأخ أبو حازم عن ثقته بفشل المؤامرة المحاكة ضد سورية التي كان قدرها دائماً حمل هموم القضايا القومية والإسلامية، وأن أعدائها لم يدركوا طبيعتها ونظامها الديمقراطي القادر على إعطاء المزيد من الحقوق للشعب، الذي التفّ حول قيادته وجيشه لمواجهة المؤامرة..
وأشار في سياق رده على أسئلة حول المخيمات الفلسطينية وكيفية التعاطي معها أنه تم الاتفاق على تجنيب المخيمات الصراع وذلك ما يتناغم مع رؤية الدولة السورية، فهي من أرادت أن لا يزج بالمخيمات في أتون ذلك الصراع وتم الاتفاق في الفصائل الفلسطينية على القيام بالضغط على المسلحين من أجل إخراجهم من المخيمات، ونحن في فتح الانتفاضة هوجمت معسكراتنا في غوطة دمشق منذ الأيام الأولى واستشهد لنا ضباط وعسكريون، في غير مكان في مواجهة مع المسلحين، ونحن لسنا حياديون بالسياسة فقد قلنا نحن إلى جانب سورية الدولة وإلى جانب الشعب السوري، إلى جانب قيادة الرئيس بشار الأسد وما حصل أن كل المحاولات بإخراج المسلحين والضغط عليهم من قبل شعبنا والهيئة الوطنية التي تم تشكيلها قد فشلت ولا بد من الحسم لاستعادة المخيم، وفتح تشارك في الدفاع عن المخيمات، وادعوا الفصائل أن تشكل غرفة عمليات مشتركة لمواجهة هذه الاستحقاق، ويتم إخراج المسلحين من مخيماتنا، فمن المعيب أن يهدد هؤلاء شعبنا، ومخيماتنا، إننا جزء من المقاومة العربية والإسلامية التي تقف إلى جانب سورية لدحر هذه الموجة التكفيرية، و سوف تتكسر على صخرة صمودها، وسوف تخرج سورية من هذه الأزمة، بالتزامن مع انجازات الجيش العربي السوري المستمرة.
وأوضح الأخ أبو حازم أن علاقة حركة فتح الانتفاضة بحركة حماس كانت بوصف حماس جزء من التحالف، لكن حماس خرجت عن التحالفـ، ولا توجد أية علاقة أو اتصالات معها. فقد استغل بعض من حسبوا عليها المناخ السائد ليشاركوا المسلحين في القتال ضد سورية.
وجدد تأكيده بالاستعداد للدفاع عن سورية، وعن شعبنا الفلسطيني ومخيماته، لافتاً إلى أنه ليس هناك فصيل فلسطيني أعطى قرار المشاركة ضد النظام في سورية.
وبالعودة إلى الحدث المصري أشار الأخ أبو حازم إلى أن مرسي ينفذ ما يريده الإخوان المسلمون أي أنه أداة مشروعهم في المنطقة، لكن الإخوان لا يمثلون الأغلبية في مصر، وعندما وصلوا للحكم خانوا من أعطاهم أصواتهم. بل فعّلوا العلاقات مع الكيان الصهيوني، ومعروف ذلك بالرسالة البائسة التي أرسلها لصديقه الإرهابي الصهيوني بيريز.
وفي هذا السياق جاء خطابه الأخير الذي عكس خوفه من يوم 30/6 واستحقاقه التاريخي ، إن يوم 30/6 هو يوم تاريخي لمصر، لأنه نواة لإسقاط نظام المرشد، وهو البداية لإعادة مصر لحضنها العربي.
نظام الإخوان المسلمين المتحالف مع الولايات المتحدة أسوأ من ما سبقه، وواقع الأمر أن الشعب العربي والأمة الإسلامية كشفوا حقيقة مشروع الإخوان المسلمين الذي لا يعطي حقوقاً ولا يشارك ويلغي كافة الأطراف السياسية الشريكة في الحياة السياسية بمصر. هذا المشروع الذي يتناغم مع ما تريده الولايات المتحدة ليقف ضد محور المقاومة المتمثل بسورية وإيران وحزب الله والمقاومة الفلسطينية واللبنانية وجماهير شعبنا العربي التي تقف مع خط المقاومة.
لقد وقعت القوى المصرية على وثيقة حركة تمرد التي أثبتت مواقفها ووطنيتها ووعيها السياسي العالي وعندما ينتصر الشعب المصري، فإنه سيكون حتماً إلى جانب سورية التي تعرضت وعلى مدى عامين وأكثر لأخطر مؤامرة كونية، ونحن نعلم مدى العلاقة المتميزة بين الشعبين المصري والسوري، وهي العلاقة التي حملت هم القضية الفلسطينية، قضية الأمة المركزية وكثيراً ما ذهب شهداء من سورية ومصر من أجلها ومن أجل الأمن القومي العربي. فالمؤامرة تشارف على الانتهاء ونحن فعلاً في نهايتها، لنكون على أبواب تحرير فلسطين بعد الفشل الذريع للولايات المتحدة في العراق وأفغانستان ولبنان، ونأمل أن يحدث في تركيا ما حدث في مصر، وعكس وعي الشعب المصري ورغبته بالعيش بكرامة ونيله لحقوقه.
وشدد الأخ أبو حازم على أن موقف حركة فتح الانتفاضة بالقول: إن من يقف الآن مع سورية هو حتماً سيكون مع فلسطين ومن يقف ضد سورية سيكون ضد فلسطين، وإن شعبنا الفلسطيني مصمم على استعادة حقوقه، ويراهن على أمته العربية وخط ومحور المقاومة وستسقط أوهام التعايش مع الكيان الصهيوني، ولن يتمكن ذلك الكيان من الدخول في نسيج أمتنا العربية، وما حصل من انجازات على يد الجيش العربي السوري سوف تعيد البوصلة إلى القضية الفلسطينية وستفشل رهانات أعدائها..