الصحافة اليوم 08-08-2013: العدو يدفع ثمن خرقه الحدود مع لبنان .. والاخير يشتكي
تناولت الصحف اللبنانية الصادرة صباح اليوم الخميس 08-08-2013 عدّة مواضيع كان أبرزها داخلياً الحدث الامني جنوباً وبالتحديد في منطقة اللبونة جنوب بلدة علما الشعب حيث انفجر لغم أرضي بدورية اسرائيلية على الحدود مع فلسطين المحتلة ما أدى الى إصابة أربعة صهاينة بحسب إعترافات العدو.
السفير
سلام لـ«السفير»: مواقف جنبلاط تخلط الأوراق دائماً
إسرائيل تدفع ثمن خرقها .. ولبنان يشتكي
وكتبت صحيفة السفير تقول "واصل النائب وليد جنبلاط، أمس، توجيه رسائله، الى الداخل والخارج، فأوضح انه ربما يميل الى دعم تشكيل حكومة أمر واقع حيادية إذا استمر التعثر في التأليف، لكنه لم يجزم بأن هذا الخيار أصبح محسوماً لديه بشكل نهائي، متعمداً ان يستخدم عبارة «قد أميل الى هذا التوجه ولا أريد أن أغامر»، في محاولة كما يبدو لزيادة الضغط على «الثنائي الشيعي»، من دون إقفال الباب أمام التوافق، لاسيما ان موفداً من جنبلاط أبلغ قبل أقل من 48 ساعة مقربين من الرئيس نبيه بري أن جنبلاط لن يدعم، في لحظة الحقيقة، تشكيل حكومة لا تحظى بموافقة حليفه وصديقه رئيس مجلس النواب.
هذه الجرعة الجنبلاطية كانت كافية لـ«إنعاش» الرئيس المكلف تمام سلام الذي قال لـ«السفير» إن موقف جنبلاط يسترعي الانتباه، رافضاً في الوقت ذاته الجزم بتشكيل حكومة أمر واقع بعد عيد الفطر مباشرة.
وبينما تنشغل معظم القوى السياسية اللبنانية بالهمّ الحكومي، يواصل العدو الإسرائيلي تحيّن الفرص لانتهاك السيادة اللبنانية وتنفيذ أعمال عدائية خلف الحدود، كما حصل بُعيد منتصف ليل أمس الاول، قبل أن يقع انفجاران أدّيا الى إصابة اربعة جنود بجروح وفضح الخرق المعادي.
وأفاد مراسل «السفير» في صور حسين سعد أن جنود الاحتلال الإسرائيلي، تحوّلوا الى فريسة للألغام التي انفجرت بهم في منطقة» اللبونة» جنوب بلدة علما الشعب في القطاع الغربي، بعدما زرعوها قبيل فرارهم من الجنوب في ايار 2000.
وقد اعتاد عناصر الاحتلال على انتهاك السيادة اللبنانية اكثر من مرة عبر اجتياز الشريط الشائك في تلك المنطقة، على مرأى من مراقبي الهدنة، الى ان كشف أمرهم انفجار الالغام، فتراجعوا على الفور الى موقعهم داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة، مخلفين وراءهم بقعاً من الدماء، كانت آثارها ما تزال واضحة، صباح أمس، على الطريق الاسفلتية التي سلكوها نحو حرج الصنوبر في المنطقة.
واستدعى الخرق الإسرائيلي الفاضح لقاء طارئاً بين مدير مخابرات الجيش اللبناني في الجنوب العميد علي شحرور، والقائد العام لقوات «اليونيفيل» الجنرال باولو سييرا الذي توجه عقب الاجتماع الى فلسطين المحتلة لنقل رسالة الاحتجاج التي حمّله إياها الجيش اللبناني.
وفي تفاصيل هذا الخرق، ان دورية راجلة للاحتلال الاسرائيلي، اجتازت بعيد منتصف ليل امس الاول، الشريط الشائك الذي يفصل الحدود اللبنانية الفلسطينية، في منطقة «اللبونة»، وتوغلت حوالي 400 متر داخل الاراضي اللبنانية، متجاوزة احدى الطرق الاسفلتية في المنطقة.
ولدى وصول افراد الدورية الى داخل المنطقة الحرجية، داسوا على الغام ارضية، كانت مزروعة في ممرات للمشاة بين اشجار الصنوبر والسنديان، ما تسبب بانفجار اثنين منها، سمع دويهما في علما الشعب والناقورة. وترافق الانفجاران مع طلقات رشاشة، أطلقها الجنود الاسرائيليون لتغطية انسحابهم.
ومع ساعات الصباح الاولى، تفقد مكان الانفجار فريق من المحققين من مخابرات الجيش و«اليونيفيل»، وعاين الحفر التي أحدثها الانفجاران وآثار الدماء، تمهيداً لرفع تقرير مفصل الى «اليونيفيل»، وذلك في ظل غياب الدوريات الاسرائيلية، عند الشريط الشائك من ناحية الاراضي الفلسطينية.
وأوضحت قيادة الجيش أن دورية إسرائيلية راجلة أقدمت منتصف ليل الثلاثاء ـ الأربعاء على خرق «الخط الأزرق» في منطقة اللبونة الحدودية لمسافة 400 متر داخل الأراضي اللبنانية، «وأثناء تسلل عناصرها حصل انفجار أدّى إلى سقوط عدد من الإصابات في صفوفهم. وعلى الاثر استنفرت وحدات الجيش المنتشرة في المنطقة واتخذت الإجراءات الميدانية المناسبة، فيما تولّت لجنة عسكرية مختصة من الجيش التحقيق في ظروف الحادث ونوع الانفجار، بالتنسيق مع اليونيفيل».
وأعلنت «اليونيفيل» ان الجيش أبلغها صباح أمس ان دورية إسرائيلية تجاوزت ليل أمس الاول «الخط الأزرق» في المحيط العام لمنطقة اللبونة «وأنه حدث انفجار في وقت لاحق في المنطقة تسبب بوقوع إصابات في صفوف بعض جنود الجيش الإسرائيلي».
أضاف البيان إن «اليونيفيل» فتحت «على الفور تحقيقاً حول ما ذُكر عن انتهاك للقرار 1701، وينصبّ جهدنا على التأكد من وجود أي آثار لانفجار محتمل أو نشاط آخر يمكن تحديده على الأرض، وفي الوقت ذاته، طلبنا من الجيش الإسرائيلي تزويدنا بتفاصيل لأي حادث في المنطقة كما ذُكر، وإذا كان الأمر كذلك، الموقع الدقيق لهذا الحادث».
وكان متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قد أشار الى إصابة اربعة جنود خلال الليل أثناء قيامهم «بأنشطة ليلية» على الحدود، فيما اوضح ضابط في «اليونيفيل» لوكالة «فرانس برس» أن القوة الاسرائيلية التي خرقت الحدود كانت مؤلفة من أكثر من عشرة جنود، وان الجيش الاسرائيلي سحب المصابين عبر فجوات في الاسلاك الشائكة على الحدود، مطلقاً قنابل مضيئة في سماء المنطقة. واشارت الاذاعة الاسرائيلية الى ان الجنود الاربعة «ينتمون الى وحدة من وحدات النخبة في الجيش».
وتعليقاً على ما جرى، قال وزير الخارجية عدنان منصور لـ«السفير» ان اختراق جنود العدو الاسرائيلي للأراضي اللبنانية مسافة 400 متر تقريباً يكشف عن نيات عدوانية واضحة، مشيراً إلى ان ما حصل يوحي بأن القوة المعادية كانت بصدد تنفيذ مهمة عدائية في لبنان.
وإذ لفت الانتباه الى ان الحادثة وقعت بعد منتصف الليل، قال: لهم وطاويطهم ولنا ألغامنا، وإذا كان بنيامين نتنياهو يعتبر ان جنوده يحمون حدوده فإننا نعرف أيضاً كيف نحمي حدودنا.
وأكد منصور ان لبنان سيرفع شكوى ضد اسرائيل الى مجلس الامن «بعد استكمال كل المعطيات المتصلة بالخرق الذي نعتبره خرقاً فاضحاً للقرار 1701».
أما رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو فقال خلال زيارة قام بها الى النقب: جنودنا يدافعون عنا وعن حدودنا، وهكذا حدث الليلة الماضية (أمس الاول). سنواصل العمل بشكل مسؤول للدفاع عن حدود اسرائيل وضمان حماية دولتنا.
سلام: التوقيت ثانوي
على الصعيد الحكومي، قال الرئيس المكلف تمام سلام لـ«السفير» إنه يتمنى ان يشكل عيد الفطر مناسبة كي تبادر كل الاطراف السياسية الى التأمل وإجراء مراجعة لسلوكها، في اتجاه تسهيل عملية تشكيل الحكومة، حتى ننصرف جميعاً الى العمل ومعالجة الملفات المفتوحة التي تهم الناس.
ورفض ان يلتزم بتوقيت محدد للإعلان عن حكومته، قائلاً: خياراتي تُحسم وفق قناعاتي، وقناعاتي تنطلق من مبدأ تغليب المصلحة الوطنية وما يفيد البلد على أي اعتبار آخر، وهنا يصبح التوقيت ثانوياً، ولا يهم إذا وُلدت الحكومة قبل العيد او بعده.
وأكد أنه يسعى الى تشكيل حكومة تتلاءم مع مقتضيات المصلحة الوطنية، لكن غيرنا لا يماشينا في ذلك.
ورداً على سؤال عما إذا كان يعتقد أن الموقف المستجدّ للنائب وليد جنبلاط سيخلط الأوراق في وعاء التأليف الحكومي، وربما يدفعه الى تغيير حساباته، أشار الى ان ما أدلى به جنبلاط يسترعي الانتباه، وأضاف: من أول الطريق، كان لمواقفه الاثر الكبير في خلط الأوراق وإنتاج معادلة سياسية جديدة.
جنبلاط: لن أغامر
وكان جنبلاط قد أبلغ وكالة أنباء الشرق الأوسط المصرية أنه ربما يميل الى «طرح حكومة تكنوقراط حيادية للخروج من دوامة الفراغ الحالية»، لافتاً الانتباه الى انه «إذا استمرّ الفراغ وتعثر تشكيل الحكومة» فإنه سيدرس «كل الخيارات بما فيها تشكيل حكومة أمر واقع حيادية».
وأضاف: «قد أميل الى هذا التوجّه ولا أريد أن أغامر، وأن أغيّر مواقفي، كنت من أول القائلين بضرورة حكومة وحدة وطنية سماها تمام سلام حكومة مصلحة وطنية»."
النهار
توغّل إسرائيلي وشكوى لبنانية طرابلس في عهدة خطط متكرّر
وكتبت صحيفى النهار تقول "لم تغب الهواجس الامنية المتنقلة عن المشهد اللبناني عشية عيد الفطر، كما لم تقتصر على بعض الداخل، فسجّل تطور حدودي برز مع انتهاك اسرائيلي للحدود الجنوبية أدى الى جرح اربعة جنود اسرائيليين بانفجار لغم ارضي فيهم بعد توغل دورية اسرائيلية مسافة 400 متر داخل الاراضي اللبنانية.
وفيما فتحت القوة الموقتة للأمم المتحدة في لبنان "اليونيفيل" تحقيقا في الحادث، قرر لبنان تقديم شكوى الى مجلس الامن "لاحاطته بالعدوان الاسرائيلي الجديد وتفاصيله وملابساته"، على ما اعلن وزير الخارجية والمغتربين عدنان منصور. وأثار التوغل الاسرائيلي شكوكا من حيث طبيعته واهدافه في ظل الارتباك الذي طبع اعتراف اسرائيل باصابة الجنود الاربعة من دون توضيح طبيعة المهمة التي كانوا يتولونها او تبريرها. بل ان الناطق باسم الجيش الاسرائيلي لم يحدد سبب الانفجار الذي ادى الى اصابة هؤلاء واكتفى بالقول ان الجنود "كانوا يقومون بنشاطات ليلية في قطاع الحدود اللبنانية عند حصول انفجار" لم يحدد طبيعته ولا ما اذا كان حصل داخل الاراضي اللبنانية. كما ان رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو لم يكن اقل غموضا، اذ اشار الى "ان الجنود يدافعون عنا وعن حدودنا". واضاف: "سنستمر في العمل بمسؤولية من اجل حماية حدود اسرائيل".
اما في الداخل، وفيما كانت المعالجات تعود لتتركز على الوضع الهش في طرابلس، شهدت منطقة الليلكي معارك شوارع واشتباكات عنيفة بين عائلتي زعيتر وحجولا كانت امتدادا لصراع بينهما منذ مدة تبادل فيه الطرفان الاعمال الانتقامية. وتسببت الاشتباكات امس بسقوط اكثر من ستة جرحى وسط نزوح عائلات من المنطقة واطلاق مناشدات للجيش للتدخل. وبعد ساعات من الاشتباكات تمكنت قوة من الجيش من دخول الليلكي وتمركزت آليات في الحي واعادت الهدوء الى المنطقة.
في غضون ذلك، تركّز اجتماع مجلس الامن المركزي امس على الخطة الامنية المعدة لمدينة طرابلس وخصوصا في ظل "الشائعات الكثيرة التي اطلقت بأن الحوادث الامنية ستتجدد بعد الاعياد مما ادى الى خلق هواجس واوهام لدى اهل المدينة"، على حد قول وزير الداخلية والبلديات مروان شربل خلال الاجتماع. واعلن ان الاجهزة الامنية بحثت في تطبيق الخطة الامنية التي وضعت سابقاً في اجتماع في السرايا الحكومية "وهي كاملة ومتكاملة من اجل وضع حد للعابثين بأمن طرابلس"، معتبرا انه "لا يجوز ان يسيطر 2 او 3 في المئة على 97 او 98 في المئة من سكان طرابلس". وأكد ان الاجهزة الامنية "ستضرب بيد من حديد لانقاذ المدينة من الوضع المتردي"، و"ان كل طرابلسي سيشعر من اليوم انه محمي من الاجهزة".
الوضع الحكومي
واما على صعيد الوضع السياسي والحكومي، فلم تبرز معالم واضحة للحركة المرتقبة بعد عطلة عيد الفطر، على رغم تنامي الحديث عن مرحلة جديدة قد تشهد دفعا نحو تأليف حكومة "مستقلين" لا تضم اسماء استفزازية لأي طرف. لكن الشكوك في هذه التقديرات تنامت بدورها في ظل برودة كبيرة برزت في "لقاء الاربعاء" النيابي في عين التينة اذ لم يخف رئيس مجلس النواب نبيه بري ان محركات عملية تأليف الحكومة لا تزال مطفأة وهو الامر الذي انطوى ضمنا على تبريد للكلام عن امكان ان تشهد مرحلة ما بعد الفطر خرقا للازمة الحكومية.
على ان رئيس "جبهة النضال الوطني" النائب وليد جنبلاط مضى في تسجيل مواقف متقدمة من الدفع نحو تحريك الاستحقاق الحكومي وصرح امس في هذا الصدد بأنه مع طرح حكومة تكنوقراط حيادية للخروج من دوامة الفراغ الحالية، قائلاً انه "اذا استمر الفراغ فانه سيدرس كل الخيارات بما فيها تشكيل حكومة امر واقع حيادية". لكنه نفى ان يكون التزم تحديد هذه الخيارات بعد عيد الفطر. وقال: "قرعت جرس انذار". وأكد انه مع الطرح القائل بأن تكون الحكومة خالية من القوى السياسية. ونصح من جهة اخرى الامين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله بالانسحاب من سوريا "لأن العد العكسي للنظام السوري بدأ ولانه يستحيل على هذا النظام ان يقمع الشعب السوري"، مشيراً الى "متغيرات ميدانية" لمصلحة المعارضة حصلت في الايام الاخيرة.
وقالت مصادر مواكبة لتأليف الحكومة لـ"النهار "ان موقف النائب جنبلاط امس كان لافتا وينطوي على تحوّل لكنه لا يعني ان نتائجه قد تظهر غدا.
في هذا الوقت، دخل البعد السعودي على الخط. ففيما رأى رئيس "كتلة الوفاء للمقاومة" النائب محمد رعد في دردشة مع الـ"mtv" أن هناك "مؤشرات تؤكد أن المملكة العربية السعودية لا تريد حكومة، وكلام الرئيس المكلف تمام سلام عن تطور سيحصل بعد العيد لا يتعدى كونه رغبة سلام الشخصية، فالحكم لم يصفر بعد صفارة انطلاق التشكيلة الحكومية"، على حد تعبيره، ابرزت قناة "المستقبل" التلفزيونية معلومات تشير الى ان نتائج اللقاء الذي جمعَ الاسبوع الماضي في موسكو، رئيسَ مجلس الأمن الوطني السعودي الأمير بندر بن سلطان بن عبد العزيز والرئيسَ الروسي فلاديمير بوتين "بدأت بالظهور". وقالت ان اللقاءَ الذي استغرق اربعَ ساعات "كان أكثر من ناجح". وأشارت إلى "خطواتٍ مهمة ستظهرُ خلال الفترة القريبة".
الاخبار
جنبلاط ينقلب... لا ينقلب
وكتبت صحيفة الاخبار تقول "وسط التباين في المواقف بشأن صيغة الحكومة العتيدة والشروط التي يضعها كل فريق لإبداء موافقته عليها، برز موقف للنائب وليد جنبلاط بتأييده حكومة تكنوقراط حيادية ويلوّح بفرضها أمراً واقعاً على غرار ما يطالب به تيار المستقبل والقوات اللبنانية.
فيما لا تزال محركات رئيس المجلس النيابي نبيه بري الحكومية مطفأة، وهو غير متفائل بقرب تشكيل الحكومة، مؤكداً أن التفاهم ثابت مع رئيس جبهة النضال الوطني النائب وليد جنبلاط، أطلق الأخير مواقف حكومية لافتة في الموضوع الحكومي، قافزاً فوق مواقفه السابقة من هذا الاستحقاق.
فبعدما كان جنبلاط مصراً على تشكيل حكومة وحدة وطنية جامعة، أعلن أمس أنه «مع حكومة تكنوقراط حيادية للخروج من دوامة الفراغ الحالية»، مؤكداً أنه «إذا استمر الفراغ وتعثر تشكيل الحكومة فإنه سيدرس كل الخيارات بما فيها تشكيل حكومة أمر واقع حيادية».
وأشار إلى أن «بعض التحليلات السياسية تقول حكومة حيادية تلتقي مع القرار الأوروبي الذي صنف الجناح العسكري لحزب الله ضمن لائحة المنظمات الإرهابية»، مبدياً اتفاقه «مع الطرح القائل بأن تكون الحكومة خالية من القوى السياسية مثل حزب الله وتيار المستقبل والحزب التقدمي الاشتراكي وغيرها».
من جهة أخرى، نصح جنبلاط في حديث إلى وكالة أنباء الشرق الأوسط المصرية، الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله، بالانسحاب من سوريا؛ «لأن العد العكسي للنظام السوري بدأ، ولأنه يستحيل على هذا النظام أن يقمع الشعب السوري»، مشيراً إلى أن هناك تغيرات ميدانية «حيث استولت المعارضة على مطار استراتيجي في حلب، وكذلك على مخازن ذخيرة في منطقة استراتيجية للجيش السوري».
وتعليقاً على مواقف جنبلاط، رأت مصادر سياسية وسطية وأخرى من فريق 8 آذار أن الغاية منها جسّ نبض الأطراف السياسية من جهة، ومن جهة أخرى استدراج عروض سياسية لمصلحته، مشيرة إلى أن طرح جنبلاط ليس جديداً، ويهدف إلى الضغط على حزب الله، ربطاً بـ«معطيات غير دقيقة في حوزة جنبلاط بشأن الوضع الميداني في سوريا». وينتظر أن يتكثف الحراك السياسي على الخط الحكومي بعد عطلة عيد الفطر التي تبدأ اليوم، وقد أشار رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد إلى «مؤشرات على أنّ السعودية لا تريد حكومة بعد»، قائلاً: «الحكم لم يصفّر بعد صفارة الانطلاق للتأليف الحكومي».
قلق المطارنة
في غضون ذلك، أعرب المطارنة الموارنة عقب اجتماعهم الشهري عن «قلقهم من الشلل السياسي الذي يضرب المؤسسات الدستورية ويعرقل عملها بسبب الانقسام العمودي الحاد في الطبقة السياسية بين جبهتين متقابلتين ومتناقضتين تسعى كل واحدة منهما إلى الاستئثار بالقرار السياسي وفرض رؤيتها على الفريق الآخر وعلى كلّ المجتمع اللبناني».
وإذ رأى المطارنة أنّ هذا الواقع الخطير يقتضي من كلّ المسؤولين الجلوس إلى طاولة الحوار بروح المصارحة والمصالحة والمسؤولية الوطنية والتاريخية، دعوا جميع المسؤولين إلى الإسراع في تشكيل حكومة جديدة فاعلة وقادرة على النهوض بالمهمات الوطنية.
ترتيب لقاء بين عون وفرنجية؟
على صعيد آخر، تستمر الاتصالات بعيداً من الأضواء لترطيب العلاقة بين التيار الوطني الحر وتيار المردة. وفي السياق، أعلن وزير الدولة سليم كرم أنه «حسب ما سمعته، قد يكون هناك لقاء بين النائبين ميشال عون وسليمان فرنجية، وتتم الآن تهيئة الصورة كي يجتمعا على أساسها، حول الحكومة وقانون الانتخابات وغيرها من المواضيع، قبل أن يجلسا معاً إلى طاولة حوار».
من جهة أخرى، رأى عضو كتلة التنمية والتحرير النائب ميشال موسى، أن اجتماع الرئيس بري ورئيس الحكومة المستقيل نجيب ميقاتي أول من أمس كان لا بدّ منه «لتبديد الخلاف في وجهات النظر التي اتخذت منحى غير واقعي، والتهيئة لمرحلة ما بعد الأعياد، ولا سيما في إطار تفعيل عمل مجلس النواب وتشكيل الحكومة».
ووسط الأجواء الداخلية الملبدة، ضمّت السفيرة الأميركية مورا كونيللي صوتها إلى الحملة التحريضية على حزب الله، فرأت أن «تورطه» في سوريا يعرّض لبنان للخطر.
وكانت كونيللي قد تابعت جولاتها الوداعية على المسؤولين، والتقت في هذا الإطار بري وميقاتي ورئيس الحكومة المكلف تمام سلام ووزير الخارجية والمغتربين عدنان منصور. وشجعت «جميع الأفرقاء اللبنانيين على التزام سياسة النأي بالنفس و«إعلان بعبدا»، والعمل على تشكيل حكومة ووضع قانون انتخاب جديد يُعيد لبنان إلى سكة المسار الديموقراطي».
خطة طرابلس
على الصعيد الأمني، عقد مجلس الأمن المركزي اجتماعاً استثنائياً حدد فيه مهمات القوى الأمنية التي ستبدأ باتخاذ الإجراءات اللازمة والقيام بدوريات على مختلف الأراضي اللبنانية. وأعلن وزير الداخلية والبلديات مروان شربل وضع خطة أمنية لوقف العبث بأمن طرابلس التي وصف وضعها بالمستقر، لكن غير المريح، مشيراً إلى أن المدينة أصبحت أشبه بمدينة الأشباح عند المغيب بسبب فرض خوات على المحال التجارية والظهور المسلح والمشاكل الأمنية. ونفى أي خصخصة أمنية في الضاحية الجنوبية، لافتاً إلى وجود مربعات أمنية في غيرها من المناطق. وأشار إلى أنّ من غير الجائز أن نركز على جهة واحدة، «فالخصخصة الأمنية هي حصراً للأجهزة الأمنية في طرابلس وغير طرابلس».
الحريري يردّ على الأسير
وتوازياً، رفض الأمين العام لتيار المستقبل أحمد الحريري الحديث الأخير للشيخ أحمد الأسير الذي اتهم الرئيس سعد الحريري والنائبة بهية الحريري بالتواطؤ ضده. وقال الحريري: «هناك مسؤولون عن الاعتداء على الجيش يجب تسليمهم». في مجال آخر، لا تزال قضية دار الفتوى تتفاعل وتنذر بتطورات دراماتيكية.
وفي هذا السياق، أعلن الأمين العام للمجلس الشرعي الإسلامي الأعلى، الشيخ خلدون عريمط أنّ ثمة «خطوات ستُتّخذ بعد عطلة عيد الفطر في شأن مسألة عزل المفتي الشيخ محمد رشيد قباني». وأشار إلى أنه في حال رفض قباني قرار العزل «يُعتبر وجوده غير شرعي وغير قانوني ومثله مثل أي مربّع أمني خارج عن سلطة الدولة»."
المستقبل
انفجار الحدود على طريق الاستيعاب .. وجنبلاط ينعى نظام الأسد ويدعو "حزب الله" إلى الانسحاب من سوريا
الحريري يجدّد الدعوة الى تسهيل تشكيل الحكومة
وكتبت صحيفة المستقبل تقول "عشية احتفال لبنان والعالمين العربي والإسلامي بعيد الفطر المبارك الذي يحلّ اليوم كما أعلنت دار الفتوى، وعلى الرغم من انشغال اللبنانيين بالتوترات الأمنية الداخلية المتنقلة بين المناطق، إلا أن التطور الأمني الأبرز الذي أثار قلقهم أمس كان على الحدود الجنوبية التي نادراً ما شهدت أحداثاً تثير القلق منذ العام 2006، حيث انفجر لغم أرضي بدورية إسرائيلية راجلة تخطت الخط الأزرق وأدى إلى إصابة أربعة جنود إسرائيليين بجروح، ما استدعى استنفاراً عالياً من الجيش اللبناني وقوات الطوارئ الدولية التي أعلنت في بيان أنها "فتحت تحقيقاً في ما ذكر أنه معلومات عن انتهاك للقرار 1701 من قبل إسرائيل".
بالتزامن، وفيما جدّد الرئيس سعد الحريري الأمل بأن يكون عيد الفطر السعيد "مناسبة مباركة للتقريب بين اللبنانيين، ولتسهيل الخطى المطلوبة لتشكيل الحكومة الجديدة، تمهيداً للانطلاق بلبنان نحو مشروع الدولة الذي يتطلع إليه كل مواطن، لأنه يشكل الضمانة الوحيدة لتكريس وحدة الوطن وصيغة العيش المشترك بين جميع مكوناته، ويثبت الأمن والاستقرار في ربوع لبنان، ويبعد كل المخاطر والتحديات التي تعصف به من كل الجوانب"، استكمل رئيس جبهة "النضال الوطني" النائب وليد جنبلاط حملة تحريك المياه الراكدة التي تقبع فيها الأزمة الحكومية، وفجّر ما اعتبرته بعض الأوساط المتابعة "قنبلة" سياسية من خلال إعلانه بوضوح إنه "مع طرح حكومة تكنوقراط حيادية في لبنان للخروج من دوامة الفراغ الحالية"، مؤكدا أنه "إذا استمر الفراغ وتعثر تشكيل الحكومة فسيدرس كل الخيارات بما فيها تشكيل حكومة أمر واقع حيادية"، داعياً "حزب الله" إلى الانسحاب من سوريا لأن "العد العكسي للنظام السوري قد بدأ".
وفي هذا الإطار، أكّدت مصادر الرئيس المكلّف تمام سلام، أن "الإتصالات لتأليف الحكومة لن تنقطع خلال عطلة عيد الفطر وبعده، وستكون التهنئة بالعيد فرصة للتشاور مع مختلف الأطراف للوصول إلى حل لتأليف حكومة ترضي الجميع".
وقال جنبلاط في حديث لوكالة أنباء "الشرق الأوسط" المصرية عما إذا كان مع توجه رئيس الحكومة المكلف تمام سلام الى تأليف حكومة أمر واقع "قد أميل الى هذا التوجه ولا أريد أن أغامر، وأن أغير مواقفي، كنت من أول القائلين بضرورة حكومة وحدة وطنية سماها تمام سلام حكومة مصلحة وطنية، وأكد أنه الضمان إذا لاحظ أن هناك خطراً وجودياً على حزب الله، وقال "سأستقيل"، ماذا يريدون أكثر من هذا؟ وأنا أثق بوطنية تمام سلام".
وعن الخيارات التي تحدث عنها للخروج من المأزق، وهل هي تأليف حكومة أمر واقع بعد العيد أكّد جنبلاط "لم أقل بعد العيد، ولكن قرعت جرس إنذار ووضعت الأصبع على الجروح الاقتصادية والمعيشية. آن الآوان أن نهتم بهذه الامور وأن نترك الأمور الكبرى للحوار الوطني".
وعن المخاوف من ردّ يقوم به "حزب الله" على غرار 7 أيار 2008، اعتبر أن "ما حدث في 7 آيار أضر بحزب الله بشكل هائل، وهذا ليس في مصلحة الحزب، فلنتعقل ونخرج من الدوامة ونهتم بمشكلات المواطن أولاً"، وطالب بـ "الخروج من نظرية التآمر"، لافتاً إلى أن "بعض التحليلات السياسية يقول حكومة حيادية تلتقي مع القرار الأوروبي الذي صنف الجناح العسكري لحزب الله ضمن لائحة المنظمات الإرهابية".
وأيد الطرح القائل بأن تكون الحكومة خالية من القوى السياسية مثل "حزب الله" و"تيار المستقبل" والحزب "التقدمي" وغيرها، موضحاً أن الرئيس سعد الحريري "وافق على الحوار حول القضايا سواء قبل تأليف الحكومة او بعده، أي استجاب لدعوة رئيس الجمهورية ميشال سليمان".
ونصح جنبلاط الأمين العام لـ "حزب الله" السيد حسن نصرالله بـ "الانسحاب من سوريا لأن العد العكسي للنظام السوري قد بدأ، ويستحيل على هذا النظام أن يقمع الشعب السوري"، مشيراً إلى أن "هناك تغيرات ميدانية وقعت أمس (الاول) بحيث استولت المعارضة على مطار استراتيجي في حلب وكذلك على مخازن ذخيرة في منطقة استراتيجية للجيش العربي السوري".
لغم جنوبي
وكان مصدر مسؤول في القوات الدولية أبلغ "المستقبل" أن "اليونيفيل ما تزال تجري تحقيقاتها في ملابسات الحادث الذي وقع فجر أمس عند الخط الأزرق جنوب الناقورة، مؤكداً أن "فريق التحقيق الدولي يعمل بالتنسيق مع الجيش اللبناني، على أن يبلّغ الأمم المتحدة في نيويورك بنتائجه في وقت كان يعمل فريق من الجيش اللبناني على التحقيق بهذه الحادثة".
وفيما يبدو أن الجانب الإسرائيلي يعمل على امتصاص ما جرى وعدم تصعيد الوضع الحدودي مع لبنان، أشار المتحدث الرسمي باسم "اليونيفيل" أندريا تينينتي مساء إلى أن فريق تحقيق من اليونيفيل "يعمل حالياً في الموقع المشار إليه مع القوات المسلحة اللبنانية ويبذل الجهد للتأكد مما إذا كان يمكن تحديد أي آثار لانفجار محتمل أو أي نشاط آخر على الأرض" لافتاً إلى أن "في هذه المنطقة مرتفعات شديدة الانحدار مع غطاء نباتي كثيف".
واضاف "في الوقت نفسه طلبنا من الجيش الإسرائيلي أن يقدّم لنا تفاصيل عن أي حادث في المنطقة كما يدّعي وإذا الأمر كذلك، تحديد الموقع بدقة".
شربل
إلى ذلك، أكّد وزير الداخلية العميد مروان شربل أن "الاجهزة الامنية ستضرب بيد من حديد لانقاذ مدينة طرابلس من الوضع المتردي". وأوضح خلال ترؤسه اجتماعاً استثنائياً لمجلس الامن المركزي للبحث في الاوضاع الامنية في طرابلس، أن "كل الاجهزة الامنية وفي مقدمها الجيش لن تسمح بخروق أمنية، وهي ستتصدى لأي محاولة من شأنها الاخلال بالامن"، مشيراً الى أن "خطة أمنية متكاملة وضعت للحد من العابثين بأمن طرابلس". ولفت الى ان "كل طرابلسي سيشعر بأنه محمي من الاجهزة الامنية"، مشدداً على أن "الخصخصة الامنية هي حصراً للاجهزة الامنية في طرابلس وكل المناطق".
وأوضح ان "الوضع الامني في طرابلس مستقر لكنه ليس مريحاً"، معتبراً ان "الهدوء النسبي الذي شهده شهر رمضان تخللته اشكالات وخلافات وصراعات بين العائلات في باب التبانة أخطر مما كان يحصل سابقاً، خصوصاً انها تركت تداعيات سلبية على الوضع في طرابلس أكثر من من الاشتباكات الماضية ولا سيما على المستوى الاقتصادي، بحيث أصبحت المدينة أشبه بمدينة الاشباح بعد غياب الشمس بسبب فرض الخوات على المحال التجارية والظهور المسلح والمشكلات الامنية المتنقلة".
ولفت الى ان "كل طرابلسي سيشعر اعتباراً من اليوم بأنه محمي من الاجهزة الامنية"، مؤكداً ان "لا خصخصة أمن في الضاحية الجنوبية والاجهزة الامنية موجودة هناك، والحماية الامنية الحزبية موجودة عند كل الاحزاب وليس في الضاحية فقط، ولا يجوز ان نركز على جهة واحدة، الخصخصة الامنية هي حصراً للاجهزة الامنية في طرابلس وغيرها".
المطارنة الموارنة
وأعرب المطارنة الموارنة عقب اجتماعهم الشهري برئاسة البطريرك مار بشارة بطرس الراعي وبحضور الكاردينال مار نصرالله بطرس صفير، عن قلقهم من "الشلل السياسي الذي يضرب المؤسسات الدستورية ويعرقل عملها، بسبب الانقسام العمودي الحاد بين جبهتين متقابلتين ومتناقضتين، تسعى كل واحدة منهما الى الإستئثار بالقرار السياسي"، لافتين الى ان "الواقع الخطر يقتضي من كل المسؤولين الجلوس إلى طاولة الحوار بروح المصارحة والمصالحة، والمسؤولية الوطنية والتاريخية". وطالبوا بالإسراع في تشكيل حكومة جديدة فاعلة وقادرة على النهوض بالمهمّات الوطنيّة.
وتوقفوا عند تكرار الأحداث الأمنية، وتنقلها من منطقة الى أخرى، والحملات التي تشن على مؤسسة الجيش اللبناني الذي "يتصدى لتلك الأحداث بشجاعة وحزم، ويدفع كل مرة ثمن قيامه بواجبه الوطني من دم شهدائه الأبرار من ضباط ورتباء وأفراد"."
اللواء
«لغم الدورية الإسرائيلية»: شكوى لبنانية ونتنياهو يتعّهد بعمليات مماثلة
جنبلاط يدعم الحكومة الحيادية وينصح نصر الله بالإنسحاب من سوريا
وكتبت صحيفة اللواء تقول "مع دخول البلاد عطلة عيد الفطر السعيد، تركزت الأنظار على ملفات ثلاثة:
1- تجنيب طرابلس أية محاولة جديدة لجرها إلى توتير أمني، بعد هدنة رمضان المبارك، في ظل تأكيد قيادات المدينة، وفي مقدمها النائب محمد عبد اللطيف كبارة لـ «اللواء» بأن الفلتان في عاصمة الشمال ممنوع، بموجب قرار كبير.
2- ضرورة استثمار التطورات السياسية، إن لجهة المواقف أو الخيارات، أو لجهة الحاجة القصوى باتجاه تأليف حكومة تعمل على تصريف أعمال الناس، وملء الفراغ في الإدارات والمؤسسات، وإعداد الموازنة للعام المقبل، بعدما صار من المتعذر الاستمرار في الصرف على القاعدة الاثني عشرية.
3- متابعة مسار التحقيقات والشكوى ضد الخرق الاسرائيلي للقرار 1701 والذي تمثل بتسلل دورية راجلة من جنود الاحتلال الاسرائيلي إلى عمق 400 متر في منطقة اللبونة عند رأس الناقورة، انفجر بها لغم أرضي، وفق تقدير مصادر أمنية، مع الإشارة إلى أن قوات الاحتلال اعتادت منذ انتهاء حرب تموز 2006 القيام بخروقات في هذه المنطقة بالذات.
وتتفق مراجع سياسية، مع مصادر أمنية على أن الدولة قررت مواجهة الأوضاع الشاذة، والخروج من حالة التآكل والهريان، الى مرحلة جديدة من التعامل الجدي مع الاستحقاقات ومواجهة أية مخاطر أمنية من شأنها أن تضع الاستقرار قاب قوسين أو أدنى من دائرة الخطر.
ولاحظت هذه المصادر أن الخطة الأمنية التي وضعت لمدينة طرابلس، أو سرعة التحقيقات في فكفكة خلايا داريا، أو التصدي بحزم للانفلات الأمني في الليلكي، وهو أحد أحياء الضاحية الجنوبية، يعطي انطباعاً أن زمن التهاون مع عمليات الأمن غير الشرعي قد ولّت.
وعكست الاجراءات الاستثنائية التي اتخذها مجلس الأمن المركزي، أمس، هذا التوجه نحو الحزم في مواجهة الانفلات الأمني، حيث أعلن وزير الداخلية مروان شربل عن خطة أمنية لوقف ما أسماه بالعبث بأمن طرابلس، والتي وصف وضعها بالمستقر ولكن غير المريح، مؤكداً أن الأجهزة الأمنية ستضرب بيد من حديد لإنقاذ المدينة من الوضع المتردي وجعلها مدينة الفيحاء، كما كانت، بالتعاون مع المواطنين والسياسيين تحديداً الذين أعربوا عن دعمهم لهذه الاجراءات الهادفة إلى حفظ الاستقرار.
كبارة: ممنوع الفلتان
وبحسب كلام نائب طرابلس محمد عبد اللطيف كبارة لـ «اللواء» فإن الأمور في المدينة تغيّرت، وأن كل ما يقال عن تخوف من تجدد الاشتباكات في المحور التقليدي بين التبانة وجبل محسن، هو مجرد شائعات، مستنداً في ذلك إلى الخطوات الاستباقية التي قام بها بالتعاون مع الرئيس نجيب ميقاتي ووزير الداخلية وقائد الجيش.
وقال إن الجهد الذي بذلته الدولة مع الأجهزة الأمنية، خلال الأيام الثلاثة الماضية، أكد على أن الفلتان الأمني في طرابلس ممنوع، وأن المدينة ستلحظ جدية الاجراءات التي اتخذها الجيش والقوى الأمنية، لافتاً في هذا الصدد إلى أن الحركة الاحتجاجية التي حصلت ضد الأحكام التي صدرت بحق الشيخ طارق مرعي وآخرين كان يمكن أن تأخذ أشكالاً أخرى، لولا سرعة تدخل الجيش والقوى الأمنية التي ضبطت الأمور بقوة، مشيراً إلى أن الرئيس ميقاتي لعب دوراً مهماً في هذا الصدد، وكذلك العماد جان قهوجي الذي تجاوب بجدّية.
وهزأ النائب كبارة في حديثه لـ «اللواء» عما يقال بالنسبة لقادة المحاور في التبانة، مشيراً إلى أن هؤلاء كانوا صنيعة أجهزة ومعروف من حماهم ومن كان يمولهم، لكن الأمور انتهت الآن.
اللبونة
في غضون ذلك، برز تطور حدودي جنوبي تمثل بإصابة أربعة جنود اسرائيليين في انفجار على الحدود مع لبنان، أثناء قيامهم بالتسلل في منطقة اللبونة اللبنانية، وتحدثت بعض المعلومات عن أن الجنود أصيبوا بانفجار لغم أرضي أثناء مشاركتهم في دورية مشاة دخلت الأراضي اللبنانية.
لكن مصدراً كبيراً أبلغ تلفزيون M.T.V أن الجنود الإسرائيليين كانوا في لباس مدني، ما يعني أن العملية التي كانوا يقومون بها كانت بغاية السرية، فيما أشار وزير الدفاع الإسرائيلي موشيه يعلون إلى ان الجنود الأربعة الذين اصيبوا داسوا على لغم أدى لانفجاره، وقال أن قيادته تجري تحقيقاً في الحادث من أجل فهم ما اذا كانت هذه عبوة ناسفة قديمة أم جديدة، مضيفاً بأن الجنود كانوا ينفذون نشاطاً عسكرياً غايته ضمان الهدوء لبلدات شمال إسرائيل، مشدداً على ان هذه الأنشطة ستستمر.
ومن جهته، اعتبر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أن الجنود الإسرائيليين كانوا يدافعون عن الحدود، مؤكداً استمرار العمل لضمان أمن حدود إسرائيل.
وفيما أشار بيان لقوات «اليونيفل» بأنها تجري تحقيقاً بالحادث، أعلنت قيادة الجيش أن دورية راجلة تابعة للعدو الإسرائيلي أقدمت بُعيد منتصف الليل الماضي على خرق الخط الأزرق في منطقة اللبونة الحدودية لمسافة 400 متر داخل الأراضي اللبنانية، ووقع انفجار أثناء تسلل عناصر الدورية ما أدى إلى سقوط اصابات، وأكدت استنفار وحدات الجيش واتخاذ الإجراءات الميدانية المناسبة.
وأعلن وزير الخارجية عدنان منصور أن لبنان سيتقدم بشكوى إلى مجلس الأمن لاحاطته علماً بالعدوان الإسرائيلي وتفاصيله وملابساته.
قنبلة جنبلاط
اما في السياسة، التي يُفترض أن تدخل في مدار عطلة العيد من الآن وحتى مطلع الأسبوع المقبل، فقد برز موقف جديد لرئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب وليد جنبلاط ، هو الأوّل من نوعه لجهة وضوحه في طرح حكومة تكنوقراط حيادية للخروج من دوّامة الفراغ الحالية إذا ما استمر تعثر تشكيل الحكومة، مؤكداً أن هذا الطرح هو احد الخيارات التي سيدرسها.
ونصح جنبلاط ، في حديثه إلى وكالة «انباء الشرق الاوسط» المصرية، الأمين العام لحزب الله السيّد حسن نصرالله بالانسحاب من سوريا، لأن العد العكسي للنظام السوري بدأ، ولأنه يستحيل على هذا النظام أن يقمع الشعب السوري.
وحول إمكانية تكرار 7 أيار 2008 في حال تطبيق حكومة أمر واقع، قال جنبلاط : «ما حدث في 7 أيار أضر بحزب الله في شكل هائل، وهذا ليس في صالح الحزب فلنتعقل ونخرج من الدوامة ونهتم بمشاكل المواطن أولاً».
واعتبرت مصادر مطلعة أن مجمل هذه المواقف، مقرونة بمواقف سابقة للرئيس ميشال سليمان والرئيس سعد الحريري الذي استجاب لدعوة سليمان إلى الحوار، يؤشر بوضوح إلى مرحلة جديدة من التعاطي في ملف تشكيل الحكومة، بعدما كان زعيم المختارة، حتى الأمس القريب، متمسكاً بحكومة سياسية تضم الجميع، وثابتاً في التفاهم على هذا الأمر مع الرئيس نبيه بري الذي ما زال ملتزماً الصمت بعدما أطفأ محركاته، وهو صارح نواب لقاء الاربعاء بأنه غير متفائل بقرب ولادة الحكومة، وهم نقلوا عنه قوله ان العلاقة مع جنبلاط ثابتة، وان التفاهم القائم بينهما لم يتغيّر.
واللافت، في هذا السياق، أن سبحة تأييد فكرة الحكومة «الحيادية» بدأت تتسع، إذ كشف عضو تيّار «المردة» الوزير سليم كرم بأن تياره يطالب بحكومة حيادية لا تكون تابعة لأي طرف في هذا الظرف. وقال: «ليضع الرئيس المكلف ما يراه مناسباً، ونحن لا نريد أن نعرقل، فالمهم الآن تأليف الحكومة.
وكشف هذا الموقف «للمردة» أن الهوّة بينه وبين زعيم «التيار الوطني الحر» ميشال عون تكبر، في ظل القطيعة القائمة بينه وبين النائب سليمان فرنجية، وإن حاول الوزير كرم التقليل من أهمية التباين بين الرجلين، على أساس أنه لا خلاف على المبادئ، فهناك صورة سياسية تجمعهما.
في المقابل، بقي «حزب الله» متجاهلاً هذه التطورات في الملف الحكومي، مصرّاً على أن التعطيل ناجم عن إرادة خارجية، لكن مصادر قريبة من الحزب، قالت إن أي كلام عن حكومة حيادية أو تكنوقراط أو غير حزبية لا يعنينا، ولن نسير به، كما لن يسير به جنبلاط لأنه يعني استبعاد حزب الله وعزله، كما يحتاج هذا الطرح إلى ترجمة عملية، وهو ليس متوفراً وعبارة عن «شيك بلا رصيد».
ورداً على دعوة جنبلاط للحزب بالانسحاب من سوريا، اعتبرت المصادر أن هذا الأمر ليس جديداً، لأنه يكرر الموقف نفسه منذ اليوم الأول لإعلان الحزب تدخله في سوريا، مشيرة الى أن الخلاف حول الملف السوري ليس مع جنبلاط وحده، بل مع حركة «حماس» و«التيار الوطني الحر»، والقوات ما تزال مفتوحة والعلاقات مستمرة.
دعم أميركي
تجدر الإشارة إلى أن الملف الحكومي لقى دعماً أميركياً متجدداً أمس، من خلال زيارة السفيرة الأميركية مورا كونيللي للرئيس تمام سلام، من ضمن الزيارات الوداعية للمسؤولين اللبنانيين، وكان آخرهم أمس الرئيسين بري ونجيب ميقاتي الذي غادر بيروت في إجازة عائلية تستمر أسبوعاً.
وأعربت السفيرة كونيللي عن دعمها لجهود رئيس الوزراء المكلف سلام لتشكيل الحكومة، مشيرة الى وجهة النظر الاميركية بأن لبنان سيكون في وضع أفضل لمواجهة التحديات الإقليمية والمحلية الحالية مع حكومة ممكَّنة تتمتع بسلطات كاملة. وكما هو الحال دائما، تعتقد الولايات المتحدة الاميركية بأن تشكيل الحكومة يجب أن يكون عملية لبنانية، وأن الشعب اللبناني يستحق حكومة تعكس تطلعاته وتعزز استقرار وسيادة لبنان واستقلاله فيما تفي بالتزاماتها الدولية. كما جددت السفيرة كونيلي التزام الولايات المتحدة بلبنان مستقر وسيد ومستقل.
وفي كلمة لها بعد لقائها الرئيس ميقاتي، أوضحت انها «تباحثت وميقاتي بودية حول الوضع الحالي في لبنان. وفي الاجتماع، كررت دعم الولايات المتحدة للجيش اللبناني وقوى الأمن الداخلي الذين يعملون بالتنسيق مع القادة اللبنانيين للحفاظ على أمن واستقرار لبنان»."