الصحافة اليوم 15-08-2013: نصرالله: عملية اللبونة بداية .. ورسالة للاسرائيليين
تناولت الصحف اللبنانية الصادرة صباح اليوم الخميس 15-08-2013 عدّة مواضيع ابرزها مقابلة قناة الميادين مع الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله، كما تحدثت الصحف عن تطورات الازمة المصرية ولا سيما المواجهات الاخيرة الدامية التي حصلت أمس في ميادين وشوراع مصر.
السفير
«حكومة الأمر الواقع خطأ .. وسليمان قد يفعلها»
نصرالله: عملية اللبونة بداية .. ورسالة
وكتبت صحيفة السفير تقول "أعاد الأمين العام لـ«حزب الله» السيد حسن نصرالله تثبيت معادلة الردع البري في منطقة جنوب الليطاني، والتي كان البعض يفترض أنها أصبحت خارج الخدمة بعد حرب تموز وصدور القرار 1701، مفتتحاً من خلال كشفه عن تفاصيل «عملية اللبونة» مرحلة جديدة، وموجّهاً عبر نتائجها رسالة الى العدو تؤكد جهوزية المقاومة.
فقد أكد نصرالله أن المقاومة ستتصدى لأي خرق اسرائيلي للأراضي اللبنانية، «وسنقطع أرجل جنود الاحتلال إذا علمنا بدخولها الى أرضنا»، كاشفاً عن ان العبوات التي انفجرت بالقوة الاسرائيلية في منطقة اللبونة الحدودية زرعتها المقاومة وفجّرتها في عملية مسيطر عليها.
وقال نصرالله في مقابلة مع الزميل غسان بن جدو عبر قناة «الميادين» ليل أمس إن عبوات اللبونة جديدة وليست لغماً من مخلفات الجيش الاسرائيلي، الاولى فُجرت بالقوة الاسرائيلية الخاصة وعندما تدخلت القوة الأخرى فُجرت العبوة الثانية. وأضاف: هذه المنطقة بالتحديد كانت تحت مرأى المجاهدين في المقاومة، وكانت لدينا معلومات مسبقة أن الإسرائيليين سيمرّون من المنطقة، فتم زرع عبوات هناك وعندما جاؤوا جرى تفجيرها.
وتابع: بدأنا نشعر مؤخراً بخروقات اسرائيلية على الحدود ذات طابع عملاني قد تستهدف المقاومة والناس، وهذه العملية في اللبونة قد لا تكون الاخيرة، ونحن لن نتسامح مع الخروقات البرية لأرضنا ولن نقبل بها، وسنواجه بالطريقة المناسبة في أي مكان نعلم فيه أن الاسرائيلي دخل الى اراضينا ولن نسمح لهم بالدخول، والأقدام التي تدخل الى أرضنا سنقطعها عندما نعلم بها.
ووصف طلب الرئيس ميشال سليمان تقديم شكوى ضد خرق إسرائيل في اللبونة الى الامم المتحدة بأنه «موقف ضعيف».
وأكد أن «جزءاً كبيراً من جهوزية المقاومة في لبنان كان يعتمد على السلاح من سوريا، وكثيراً من الصواريخ التي استخدمناها في حرب تموز كانت صناعة سورية، ومنذ بداية حرب تموز فُتحت مخازن الجيش السوري للمقاومة، وسلاح الكورنيت قدّمته لنا سوريا».
وكشف عن رسالة تلقاها من الرئيس بشار الأسد خلال الحرب تؤكد استعداد سوريا للانخراط في الحرب ضد إسرائيل، «وقد أجبته ان وضعنا ممتاز ونتجه الى نصر وسيفشل الاسرائيليون في تحقيق أي من اهدافهم وانا لست قلقاً ولا اعتقد ان دمشق في دائرة الخطر، ولذلك ادعو الى التريث».
أما في موضوع الحكومة، فأوضح نصرالله أنه «عندما تمت تسمية رئيس الحكومة المكلف تمام سلام جاء ليقول إنه لا يريد حزبيين ولا مرشحين للانتخابات ولا استفزازيين، ويريد مداورة في الحقائب، وهذا يعني انه هو لا يريد تشكيل حكومة، في حين أن كل ما قاله فريقنا إننا نريد حكومة وحدة وطنية تتمثل فيها الكتل البرلمانية وفق أحجامها».
ورأى أن «الأميركيين والسعودية لا يريدون حزب الله في الحكومة»، معتبراً ان الكلام عن حكومة حياديين هو احتيال، لأنه لا وجود لحياديين في لبنان. ولكنه أكد الاستمرار في تأييد تولي سلام رئاسة الحكومة.
وتابع: يخطئون بحق البلد إذا ذهبوا الى تشكيل حكومة أمر واقع، وبحكومة كهذه يعني أنهم يشطبون نصف البلد.
وعما إذا كان يتوقع ان يوقع الرئيس ميشال سليمان على تشكيلة حكومة أمر واقع، أجاب: في السابق كنت لا أعتقد، ولكن بعد خطاباته الأخيرة ربما يفعل.
وأكد أن «حزب الله لم يخطف الطيارين التركيين ولم يكن على علم بالعملية ولا علاقة لنا بالأمر».
الى ذلك، وفي موقف لافت للانتباه أكد رئيس «كتلة الوفاء للمقاومة» النائب محمد رعد أن «إعلان بعبدا ولد ميتاً، لأن الطرف الآخر قد رمى بكل سلاحه ومسلّحيه، ومهربيه وبواخر السلاح للتدخل في الجوار، ولم يُبقِ هؤلاء من إعلان بعبدا إلا الحبر على الورق».
الحكومة
على صعيد آخر، وضع الرئيس المكلف تمام سلام، الذي زار أمس رئيس الجمهورية ميشال سليمان، حداً لكل التوقعات والسيناريوهات التي روجت لتشكيل حكومة أمر واقع خلال ساعات، وقال سلام لـ«السفير» إنه استغرب التسريبات عن قرب تشكيل حكومة أمر واقع حيادية خلال الايام القليلة المقبلة، مؤكداً انه لا يزال يتابع الاتصالات مع الرئيس سليمان ومع الجهات المعنية، ومشيراً الى ان الجو الاعلامي المثار حول الموضوع غير صحيح وغير صحي، وقد أثار بلبلة في غير محلها.
واكدت اوساط مقربة من سلام ان تشكيل الحكومة لا يمكن ان يتم وتصدر مراسيمها في غياب رئيس المجلس النيابي نبيه بري الموجود في إجازة قصيرة، وان الامر ينتظر ايضاً عودة موفدَي النائب وليد جنبلاط الوزير وائل ابوفاعور وتيمور جنبلاط من السعودية، في محاولة أخيرة على ما يبدو من جنبلاط لإقناع المسؤولين السعوديين بعدم القفز فوق موقف «الثنائي الشيعي» بتشكيل الحكومة.
المخطوفون
أما على خط قضية المخطوفين التركيين، فقد سجل حراك تركي مكثف سعياً الى الإفراج عنهما، خلافاً للبرودة والمماطلة التي اتسمت بهما حركة أنقرة لأكثر من سنة على خط معالجة ملف المخطوفين اللبنانيين في سوريا.
وقد زار نائب مدير المخابرات التركي عبد الرحمن بلجيك على رأس وفد تركي أمس وزير الداخلية مروان شربل الذي سيزور تركيا قريباً لاستكمال البحث، فيما قال مرجع أمني واسع الإطلاع لـ«السفير» إن الجهود تبذل لإنضاج صفقة تقضي بان يتم تحرير المخطوفين التركيين عبر الدولة اللبنانية، الى جانب إطلاق سراح المخطوفين اللبنانيين التسعة في أعزاز و127 معتقلة في السجون السورية، لكن العقبة التي لا تزال تؤخر طيّ هذا الملف هو أن ما يُسمى «لواء عاصفة الشمال» يرفض إطلاق سراح اللبنانيين دفعة واحدة، وإنما على مراحل، في حين تطالب الدولة اللبنانية بالإفراج عنهم جميعاً.
وزار السفير التركي في بيروت إنان أوزيلديز كلاً من الرئيس ميشال سليمان ورئيس «كتلة الوفاء للمقاومة» النائب محمد رعد والمدير العام لقوى الامن الداخلي بالوكالة العميد ابراهيم بصبوص الذي التقى ايضاً نائب مدير المخابرات التركي .
مئات القتلى والجرحى .. واستهداف ممنهج للمسيحيين .. واستقالة البرادعي
ثورة مصر أمام الامتحان الأصعب!
بحلول ليل أمس، كانت قوات الأمن المصرية قد أحكمت السيطرة على محيط مسجد رابعة العدوية في مدينة نصر وميدان النهضة في الجيزة، بعد عملية أمنية واسعة استغرقت 10 ساعات، ونجحت في تحقيق هدفها الأساس المتمثل بفض اعتصامي مؤيدي الرئيس المعزول محمد مرسي. لكن الثمن الباهظ للعملية، والمتمثل خصوصاً في مقتل وإصابة المئات من الطرفين، أثار مخاوف من نتائج عكسية، تبدّت على المستوى الأمني، ومن أبرز ملامحها الظهور غير المسبوق لمسلحي «الإخوان» في شوارع مصر، والهجمات التي تعرضت لها الكنائس والأديرة ومنشآت الدولة في أكثر من محافظة، والعودة إلى حالة «الطوارئ» و«حظر التجوال»، كما تبدّت على المستوى السياسي في الداخل، حيث برزت بداية تصدّع في «العهد الجديد» المنبثق من «ثورة 30 يونيو» بعد استقالة محمد البرادعي من منصب نائب رئيس الجمهورية للشؤون الخارجية، وفي الخارج، بعد سيل الانتقادات التي وجّهتها عواصم العالم للجيش المصري على خلفية استخدام القوة.
هكذا بدا أن السلطات المؤقتة قد قطعت شعرة معاوية، التي أصرّت على الحفاظ عليها طوال اكثر من 40 يوماً مع «الإخوان» منذ عزل رئيسهم محمد مرسي في الثالث من تموز الماضي. وبعد قرابة أسبوع على الاعلان عن وقف عملية التفاوض مع مؤيدي مرسي، غداة جولات مكوكية قام بها وسطاء أميركيون وأوروبيون وإماراتيون وقطريون، وبعد محاولات لفتح قنوات اتصال غير مباشرة تفضي إلى تسوية للأزمة، حددت وزارة الداخلية الساعة الصفر لتنفيذ التكليف الصادر من مجلس الوزراء بفض اعتصامي «رابعة» و«النهضة».
وفجر أمس، تحرّكت وحدات كبيرة من قوات الأمن والجيش، مدعومة بالجرافات، باتجاه طريق النصر المؤدي إلى مسجد رابعة العدوية في مدينة نصر وميدان نهضة مصر في الجيزة، حيث ازالت الحواجز الاسمنتية التي أقامها المعتصمون، وألقت وابلاً من القنابل المسيلة للدموع على خيام الاعتصام، قبل أن تقتحم الاعتصامين.
وتمكنت قوات الأمن من السيطرة بشكل سريع على الموقف في ميدان النهضة، وذلك بعد اشتباكات عنيفة من مؤيدي الرئيس المعزول، أسفرت عن مقتل وإصابة العشرات من المعتصمين وقوات الأمن. وبحلول ساعات بعد الظهر كان مناصرو «الإخوان» وحلفائهم في تيار الإسلام السياسي يغادرون كلياً ميدان النهضة، بعدما وفّرت قوات الأمن مخرجاً آمناً لكثيرين منهم.
لكن الحال بدت مغايرة في محيط مسجد رابعة العدوية، البؤرة الرئيسية للمحتجين الاسلاميين في القاهرة، حيث شهدت المنطقة اشتباكات عنيفة، امتدت حتى كوبري 6 اكتوبر، واستخدم فيها الاخوان بنادق رشاشة من طراز «كلاشينيكوف»، ما أدى إلى مقتل وإصابة المئات بين المتظاهرين وقوات الأمن.
وفي محاولة لتخفيف الضغط عن معتصمي «رابعة»، دعا التحالف الإسلامي المؤيد لمرسي أنصاره إلى التظاهر في كل شوارع مصر «لمنع استمرار المذبحة». وقد شهدت مناطق عدّة في القاهرة، أبرزها حي المهندسين، مسيرات «إخوانية» انتهت بوقوع صدامات مع الأهالي وقوات الأمن. وقد سجل في بعض هذه المسيرات ظهور مسلح لمؤيدي الرئيس المعزول. وكذلك كانت الحال في العديد من المدن المصرية، حيث شهدت الاسكندرية وسوهاج والمنيا والاسماعيلية والسويس اشتباكات مشابهة بين الإسلاميين والأهالي.
وقال المتحدث الإعلامي باسم «الإخوان المسلمين» جهاد الحداد إن «هذه ليست محاولة فض، هذه محاولة محو دموي لأي صوت معارض للانقلاب العسكري»، فيما اعتبر القيادي «الإخواني» عصام العريان أن ما يجري «معركة حقيقية غير متكافئة بين عزّل ﻻ يملكون شيئاً يدافعون به عن أنفسهم، وبين جيش من البوليس تدعمه قوات وطائرات تحلّق فوقنا»، مضيفاً «سيسقط مئات الشهداء وسيندحر الهجوم، وتبقى إرادتنا حرة ﻻ تنكسر أبداً تحت جنازير المدرعات لنحيا أحراراً».
في المقابل، ألقى رئيس «الحزب المصري الديموقراطي الاجتماعي» محمد أبو الغار، في حديث إلى «السفير»، بالمسؤولية على «الإخوان» بسبب رفضهم كل محاولات احتواء الأزمة بالحوار، فيما قال سكرتير عام «حزب الوفد» حسام الخولي لـ«السفير» إن «فض الاعتصام كان مواجهة لا بد أن تحدث»، بسبب العنف الذي مارسته الجماعة خلال الأسابيع الماضية.
بدوره، قال المتحدث باسم «التيار الشعبي» حسام مؤنس، في حديث إلى «السفير»، إن «ما يحدث يدل بشكل قاطع على عمالة جماعة الاخوان لصالح الولايات المتحدة في اطار مخطط لتحويل مصر إلى منطقة مشتعلة»، مشيراً إلى أن الجماعة «دخلت حرباً ضد الشعب بالوكالة عن أميركا واسرائيل».
وأعلنت وزارة الصحة المصرية عن مقتل 235 متظاهراً في الحملة الأمنية وإصابة أكثر من ألفين، فيما أكد وزير الداخلية المصري محمد ابراهيم مقتل 43 من افراد قوات الأمن بينهم 18ضابطا.
وأكد مصدر أمني مساءً أن قوات الأمن المصرية باتت «تسيطر تماما» على منطقة رابعة العدوية، مشدداً على أن الاشتباكات «توقفت تماماً». وكانت قوات الأمن وفّرت لمعتصمي «رابعة» ممراً آمناً، وقد سجل خروج المئات منهم، من دون أن يعترض طريقهم أحد.
وسجلت اعتداءات ممنهجة على كنائس واديرة ومنشآت كنسية في القاهرة والمحافظات الأخرى. ورصدت منظمات حقوقية عشرة اعتداءات على المسيحيين في المنيا (10 هجمات)، وسوهاج (1)، والفيوم (5)، والسويس (3)، واسيوط (4)، والقاهرة (1)، وبني سويف (1)، والعريش (1).
وقال مسؤول ملف حرية الدين والمعتقد في «المبادرة المصرية للحقوق الشخصية» لـ«السفير» إن هذه الحوادث هي نتيجة للخطاب التحريضي الذي انتهجه الإسلاميون ضد المسيحيين، بعدما «تم تصوير المتظاهرين ضد مرسي وكأنهم فقط من الأقباط ومجموعات من العلمانيين»، متوقعاً أن «تتصاعد الأحداث في الساعات المقبلة».
وفي محاولة لاحتواء الانفلات الأمني، أعلنت رئاسة الجمهورية فرض حالة الطوارئ في البلاد لمدة 30 يوماً. وجاء في بيان صادر عن الرئاسة إنه «نظرا لتعرض الامن والنظام في أراضي الجمهورية للخطر بسبب أعمال التخريب المتعمدة والاعتداء على المنشآت العامة والخاصة وإزهاق أرواح المواطنين من قبل عناصر التنظيمات والجماعات المتطرفة... أصدر السيد رئيس الجمهورية - بعد موافقة مجلس الوزراء - قرارا بإعلان حالة الطوارئ في جميع أنحاء الجمهورية لمدة شهر تبدأ من الساعة الرابعة بعد ظهر الاربعاء 14 آب 2013. وقد كلف السيد رئيس الجمهورية القوات المسلحة معاونة هيئة الشرطة في اتخاذ كل ما يلزم لحفظ الامن والنظام وحماية الممتلكات العامة والخاصة وأرواح المواطنين».
كذلك اعلنت الحكومة المصرية فرض حظر للتجوال في القاهرة و11 محافظة اخرى (الجيزة، والاسكندرية، وبني سويف، والمنيا، واسيوط، وسوهاج، وقنا، والفيوم، والبحيرة، وشمال سيناء، وجنوب سيناء، والسويس، والاسماعيلية). وأوضحت الحكومة أنه «نظرا للظروف الأمنية الخطيرة التي تمر بها البلاد، يحظر التجوال من الساعة السابعة مساء (تم تعديلها لاحقاً إلى التاسعة مساءً) وحتى السادسة صباحاً وحتى اشعار اخر».
وفي تطوّر لافت، أعلن نائب رئيس الجمهورية للشؤون الخارجية محمد البرادعي استقالته من منصبه. وجاء في رسالة الاستقالة: «كنت أرى أن هناك بدائل سلمية لفض هذا الاشتباك المجتمعي، وكانت هناك حلول مطروحة ومقبولة لبدايات تقودنا إلى التوافق الوطني، ولكن الأمور سارت إلى ما سارت إليه. ومن واقع التجارب المماثلة، فإن المصالحة ستأتي في النهاية ولكن بعد تكبدنا ثمناً غالياً كان من الممكن ــ في رأيي ــ تجنبه»، مضيفاً، «لقد أصبح من الصعب عليّ أن أستمر في حمل مسؤولية قرارات لا أتفق معها وأخشى عواقبها».
وقال وكيل مؤسسي «حزب الدستور» والقيادي في «جبهة الانقاذ الوطني» أحمد دراج، إن استقالة البرادعي هى بمثابة طعنة في ظهر الدولة المصرية، مشيراً إلى أن البرادعي لم يخبر أحداً بهذا القرار، وأنه ضحى بنفسه من دون سبب معلوم.
وأضاف دراج في حديث إلى «السفير»: «لقد استقلت من حزب الدستور اعتراضا على قرار البرادعي، ولا أقبل أن أكون داخل كيان يوجد فيه البرادعي بعدما خذل الوطن في معركته الحاسمة ضد الارهاب، ووضعه فى مرمى نيران الأعداء في الدخل والخارج».
من جهته، قال مؤسس حملة «تمرد» محمود بدر لـ«السفير» إن «استقالة الدكتور محمد البرادعي في هذه اللحظات التاريخية ليس لها تفسير سوى الهروب من المسؤولية». وأضاف «كنا نتمنى أن يقوم (البرادعي) بدوره لإيضاح الصورة للرأي العام العالمي والمجتمع الدولي، وشرح أن مصر تواجه إرهاباً منظماً خطورته كبيرة على الأمن القومي المصري». وتابع «أرسلت الى البرادعي رسالة قلت له فيها إن استقالتك هروب من المسؤولية التاريخية والوطنية، وللأسف، آثرت أن تجمّل صورتك الخارجية أمام أصدقائك في العالم على حساب صورتك الداخلية أمام الشعب المصري وعلى حساب دورك الوطني».
وفيما قوبل فض الاعتصام بمواقف دولية تفاوتت بين التنديد باستخدام العنف والدعوة إلى ضبط النفس، حث وزير الخارجية الاميركي جون كيري الجيش المصري على اجراء انتخابات، معتبراً أن فض الاعتصام شكّل «ضربة خطيرة للمصالحة ولآمال الشعب المصري في انتقال ديموقراطي». وندد البيت الأبيض بالتصدي العنيف للمحتجين، معارضاً خطوة اعلان حالة الطوارئ، في حين ذكرت مصادر في البنتاغون أن قرارا ً اتخذ بالغاء المناورات المشتركة بين الجيشين المصري والأميركي، والمعروفة بـ«مناورات النجم الساطع»."
النهار
نصرالله في الذكرى السابعة لحرب 2006: فجّرنا عبوات بالإسرائيليين في اللبونة ولن نتسامح مع الخروق
عباس الصباغ
وكتبت صحيفة النهار تقول "كشف الأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله، بعض تفاصيل ما جرى في اللبونة الاسبوع الفائت على الحدود، مشيراً الى "ان المقاومة زرعت العبوات للاسرائيليين بعد علمها أن جنوداً سيعبرون بالمنطقة وأن هناك عدداً غير محدد من القتلى في صفوفهم".
أضاف في مقابلة مع الاعلامي غسان بن جدو عبر قناة "الميادين" ان اشتباكاً عن بعد جرى مع الاسرائيليين، وان تل أبيب عتّمت على الأمر.
كلام نصرالله جاء في الذكرى السابعة لحرب 2006، واستهله بالقول: "ما دامت المقاومة ملتزمة قضايا الامة وحماية لبنان والدفاع عنه، فلن يحلوا عنها (…) والمشكلة ليست داخلية، بل المشكلة الحقيقة أننا مقاومة". وتحدث عن "عروض أميركية وفرنسية وأوروبية لابقاء سلاح المقاومة مع التزام ضمني بعدم المقاومة، وعن عرض قدمه (نائب الرئيس الاميركي الاسبق) ديك تشيني بعد 11 أيلول 2001، تضمن اغراءات منها بقاء السلاح معنا بشرط الالتزام شفوياً وفي غرفة مغلقة بالتخلي عن المقاومة. وحمل هذه الرسالة شخص أميركي من أصل لبناني، أتى على أساس أنه صحافي، لكنه قال إنه مبعوث من تشيني. يريدون أن تمتلئ الدول العربية بالسلاح للقتال الداخلي وليس لقتال اسرائيل. نحن نرفض هذه العروض لأن المقاومة قضية ايمان ومبدأ".
ووصف ما جرى في اللبونة قرب الناقورة"بأنه "خرق اسرائيلي من خلال مجموعتين عسكريتين. الأولى كانت ذات مهمة معينة ودخلت الأراضي اللبنانية، وبقيت الثانية لحمايتها. وما جرى كان تحت مراقبة المجاهدين، وكانت لدينا معلومات مسبقة ان الاسرائيليين سيمرون بتلك المنطقة. جاؤوا في ليلة مظلمة، وتم تفجيرهم بعبوات جديدة، ليست من مخلفات الحروب القديمة. وعندما تم تفجير العبوة الثانية لم يعرف عدد القتلى، ولكن كانت هناك اصابات. والعبوة لم تكن لغما أرضياً".
ورفض "الكشف عن المهمة التي أتى من اجلها هؤلاء الجنود الاسرائيليون"، مشيرا الى انه "ليس الخرق الأول، لكنه الاول بهذه النوعية".
ووصف الشكوى للامم المتحدة في شأن خرق اللبونة بأنه "مضحك"، مشيراً الى "خروق" اسرائيلية على الحدود ذات طابع عملاني لعمليات قد تستهدف المقاومة والناس. وتابع: "العملية في اللبونة قد لا تكون الاخيرة ولن نتسامح مع الخروق البرية لأرضنا، سنواجه بالطريقة المناسبة في أي مكان نعلم بأن الاسرائيلي دخل الى اراضينا ولن نقبل بهذه الخروق البرية.
ولم يستغرب "صمت الطبقة السياسية اللبنانية"، وقال ان "بعض القوى في لبنان لا يعتبر اسرائيل عدوا".
ووصف موضوع طلب الرئيس ميشال سليمان تقديم شكوى الى الامم المتحدة ضد خرق اسرائيل في اللبونة بأنه "موقف ضعيف"، لكنه أضاف: "نقبل بأن يساوي المجتمع الدولي بين الضحية والجلاد، ونقبل ان يدين اسرائيل ويديننا. من حقنا الا نسكت عن اي خرق لأرضنا، هذه الخروق الاسرائيلية ذات طابع عملاتي ولها اهداف عملاتية وهذا امر لا يمكن السكوت عنه". ورأى في عملية اللبونة أن "الاسرائيلي فوجئ كما كان واضحا بمقدار ما تسرب من معلومات".
وأعاد الى الأذهان أنه "بعد 25 أيار العام 2000 احتفل الناس بالتحرير ونحن منذ اليوم الثاني اعتبرنا اننا يجب ان نتهيأ لحرب تشنها اسرائيل على لبنان".
وأضاف أن "المقاومة في لبنان ألحقت هزيمة استراتيجية تاريخية باسرائيل في العام 2000 وهذا باجماع اسرائيلي. فالاسرائيلي له ثأر تاريخي مع المقاومة في لبنان". وذكر بـ"الاستراتيجية التي اتبعتها المقاومة خلال عدوان تموز والتي مكنتها من الانتصار".
النهاية الدامية للاعتصامَين تُعيد مصر إلى الطوارئ "الإخوان" ردوا بهجمات على مبان رسمية وكنائس
في يوم هو الاكثر دموية في مصر منذ إطاحة الرئيس المصري السابق حسني مبارك في 11 شباط 2011 وعزل الرئيس محمد مرسي الذي ينتمي الى جماعة "الاخوان المسلمين" في 3 تموز 2013، قتل المئات وجرح الالاف عندما فضّ الجيش والشرطة بالقوة اعتصامي "الاخوان" في ميداني رابعة العدوية والنهضة بالقاهرة واللذين مضى عليهما اكثر من ستة اسابيع، مما ادى الى مواجهات في العاصمة ومحافظات اخرى وشن هجمات على مواقع للشرطة ومبان حكومية وكنائس.
واعلنت الحكومة الموقتة حال الطوارئ لمدة شهر ومنع تجول ليليا في القاهرة و13 محافظة اخرى. واثار استخدام القوة لفض الاعتصامين رد فعل داخليا تمثل في تقديم نائب الرئيس الموقت محمد البرادعي الحائز جائزة نوبل للسلام استقالته، بينما نددت واشنطن بقوة باقتحام الاعتصامين. ودعت انقرة الى وقف "المجزرة"، واستنكرت قطر "الحل الامني"، وتخوفت ايران من انزلاق مصر الى "حرب اهلية".
وافاد مصدر امني ليلا ان "الوضع في رابعة العدوية بات الان تحت السيطرة الكاملة. لم تعد هناك مواجهات". وبدأت العملية بمحاصرة قوات الامن منطقتي رابعة العدوية في شرق القاهرة والنهضة جنوب العاصمة. وقال شهود ان الشرطة القت وابلا من قنابل الغاز المسيل للدموع على خيام الاعتصام قبل ان تدخل ميدان رابعة العدوية، فأثارت الهلع بين مئات المعتصمين. وهرع رجال يضعون اقنعة واقية من الغازات الى التقاط القنابل والقائها في حاويات من الماء بينما ارتفعت من المنصة التي اقيمت بالقرب من مسجد المخيم اناشيد اسلامية وهتف المعتصمون "الله اكبر". وبحلول المساء غادر مئات من انصار مرسي ميدان رابعة بعدما فتحت لهم قوات الامن ممرا امنا.
خسائر الشرطة
وصرح وزير الداخلية المصري محمد ابرهيم خلال مؤتمر صحافي بأن قوات الامن لن تسمح بأي اعتصامات اخرى في اي ميدان في البلاد. وأضاف:"بلغ عدد شهداء الشرطة 43 بينهم 18 ضابطا اثنان منهم برتبة لواء واثنان برتبة عقيد...كما اصيب 211 بجروح بينهم 55 ضابطا وبعضهم في حال حرجة". واوضح انه "تم اقتحام 21 مركزا للشرطة والتعدي على سبع كنائس بعضها اتلف والبعض الاخر احرق، كما اقتحموا الدور الارضي من وزارة المال وقاموا بسرقة 14 سيارة نقل اموال".
واضاف ان قوات الشرطة "فوجئت بقيام اعداد من المعتصمين باطلاق العيارات النارية والخرطوش في اتجاه قوات الشرطة التي اصرت على اعتماد اقصى درجات ضبط النفس، وتمكنت من فض اعتصام النهضة من دون خسائر وضبطت أسلحة نارية بينها عشر بنادق الية و29 بندقية خرطوش وست قنابل يدوية". واتهم "عناصر اخوانية بالتحصن في بعض المباني المرتفعة في رابعة العدوية واطلاق النار بكثافة على القوات التي تمكنت بعدها من تضييق الطوق الامني عليهم واقتحام المباني واعتقالهم وضبط كميات من الاسلحة في حوزتهم". واشار الى ان "عمليات التمشيط في رابعة العدوية لا تزال جارية بعد اخلاء الميدان تماما من المعتصمين". ونفى ان يكون القياديان في "الاخوان المسلمين" محمد البلتاجي وعصام العريان قد اعتقلا.
وبينما اكد مسؤولون امنيون عودة الهدوء الى كل انحاء مصر في وقت متقدم من الليل، برر رئيس الحكومة المصرية الموقتة حازم الببلاوي تدخل قوات الامن بضرورة "ضمان اجراء انتخابات" واعدا باحترام التزامه في ما يتعلق بخريطة الطريق التي حددها الجيش بعد عزل مرسي والتي تنص خصوصا على اجراء انتخابات مطلع السنة المقبلة.
ونأى شيخ الازهر احمد الطيب بنفسه عن الازمة، قائلا في كلمة بثها التلفزيون العام انه "ايضاحا للحقائق للمصريين جميعا، لم يكن (الازهر) يعلم باجراءات فض الاعتصام الا من طريق وسائل الاعلام".
وتحدثت جماعة "الاخوان المسلمين" عن سقوط اكثر من الفي قتيل وعشرة آلاف جريح في ارقام يستحيل تأكيدها من مصادر مستقلة. واعلنت الجماعة ان ابنة البلتاجي قتلت بالرصاص الاربعاء في عملية فض اعتصام رابعة.
ودعا "الاخوان المسلمون" المصريين "للنزول الى الشوارع لمنع استمرار المذبحة". وكتب الناطق باسم "الاخوان" جهاد الحداد في حسابه بموقع "تويتر" للتواصل الاجتماعي ان "هذه ليست محاولة فض، هذه محاولة محو دموي لأي صوت معارض للانقلاب العسكري".
والى مقتل 43 شرطياً، قال الناطق باسم وزارة الصحة المصرية محمد فتح الله ان عدد القتلى من المدنيين بلغ 235 شخصاً و2001 جريح.
وخسرت الاسهم في البورصة المصرية 5.8 مليارات جنيه من قيمتها السوقية خلال معاملات امس.وأعلنت بورصة مصر تعطيل التداول اليوم، كما قال مصدر في المصرف المركزي إن المصرف قرر وقف العمل في المصارف المصرية اليوم.
ويعيد اعلان حال الطوارىء مصر الى الحكم العرفي الفعلي الذي كان سائداً في عهد مبارك الذي اطاحته "ثورة 25 يناير" 2011.
الموقف الاميركي
وفي واشنطن، ندد وزير الخارجية جون كيري بقوة باعمال العنف واعتبرها ضربة جدية لفرص الوفاق السياسي في مصر ولاهداف المصريين بعملية انتقالية الى نظام ديموقراطي يضم مختلف القوى السياسية.
قال في كلمة ألقاها فور عودته من رحلة الى اميركا اللاتينية ان احداث الاربعاء "مشينة لانها تتعارض مع تطلعات المصريين الى السلام والديموقراطية الصحيحة... ونحن ندين بقوة العودة الى فرض قانون الطوارىء وندعو الحكومة المصرية الى احترام الحقوق الانسانية الاساسية بما فيها حق التجمع السلمي وسلطة القانون... ونحن نؤمن بأن حال الطوارىء يجب ان تنتهي في اسرع وقت ممكن”. وكشف ان الولايات المتحدة وغيرها من الدول حضت السلطات المصرية في الايام الاخيرة على احترام حق التظاهر السلمي وحرية التعبير.
واتصل كيري قبل كلمته هاتفياً بنظيره المصري نبيل فهمي وبالبرادعي.
وأعلن مسؤول اميركي ان الولايات المتحدة تدرس إلغاء مناورات "النجم الساطع" العسكرية مع مصر بعد احداث أمس.
الامم المتحدة
وفي نيويورك ندد الامين العام للامم المتحدة بان كي – مون "بأشد العبارات" بأعمال العنف التي وقعت في القاهرة، ملقيا تبعة الاحداث الدموية على قوى الامن المصرية لاستخدامها القوة لتخليص القاهرة من الاعتصامات والتظاهرات.
باريس
وفي باريس، جاء في بيان صادر عن وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس ان "فرنسا تدين بحزم كبير أعمال العنف الدامية التي وقعت في مصر وتطالب بوقف فوري للقمع". واعلن انه طلب "من الامين العام للامم المتحدة بان كي – مون ومن شركائنا الاساسيين اتخاذ موقف دولي عاجل في هذا الاتجاه".
وطالبت الممثلة العليا للاتحاد الاوروبي للشؤون الخارجية والسياسة الامنية كاثرين اشتون برفع حال الطوارىء التي اعلنت في مصر "في أسرع وقت"."
الاخبار
نصرالله: سنقطع أرجل الإسرائيليين كـلما خرقوا أرضنا
وكتبت صحيفة الاخبار تقول "أطلق الأمين العام لحزب الله تحذيراً جديداً لإسرائيل، مؤكداً أن المقاومة ستمنع اي خرق بري للحدود بالطرق المناسبة، عارضاً ملابسات خرق اللبونة والتصدي له، وكشف أسراراً من حرب تموز تتعلق بسير العمليات العسكرية والمفاوضات بشأن القرار 1701.
أعلن الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله ان تفجير اللبونة بقوة إسرائيلية ليس ناتجاً من لغم قديم، بل من عبوتين زرعتهما المقاومة، وهما جديدتان. وأكد قائلاً «إننا لن نتسامح مع أي خرق بري لأرضنا». وأسهب خلال مقابلة مع قناة «الميادين» مساء أمس بالحديث عن حرب تموز عسكرياً وسياسياً وإنسانياً، وقال: «كنا مستعدين لمعركة طويلة ليس لأقل من ستة أشهر».
وعن الخرق الإسرائيلي في اللبونة، اعلن السيد نصرالله أن «المقاومة زرعت عبوات جديدة قبل دخول القوة التي هي من لواء النخبة (غولاني)، ولم يكن التفجير ناتجاً من لغم من مخلفات الاحتلال عام 1948 كما تردد». واضاف: «العبوة الأولى فجرت في القوة الاسرائيلية الخاصة، وعندما تدخلت القوة الثانية فجرت العبوة الأخرى». وتكتم عن أهداف الخرق.
ولفت الى أن «خرق اللبونة ليس الأول الذي يقوم به جيش الاحتلال الاسرائيلي، ومن المضحك أنه بعد 65 سنة من التجربة مع الاسرائيلي يطلب أحد في لبنان من الامم المتحدة ان تردع اسرائيل».
وتابع: «بدأنا نشعر أخيراً بخروق اسرائيلية على الحدود ذات طابع عملاني لعمليات قد تستهدف المقاومة والناس، وهذه العملية في اللبونة قد لا تكون الاخيرة»، معلناً أنه «لن نتسامح مع الخروق البرية لأرضنا، سنواجه بالطريقة المناسبة في أي مكان نعلم فيه أن الاسرائيلي دخل الى اراضينا، فأي مكان يدخل اليه الاسرائيليون سنقطع أرجلهم».
ورأى أن صمت الطبقة السياسية اللبنانية عن الخرق «ليس مستغرباً، وبعض القوى في لبنان لا تعتبر إسرائيل عدواً». ووصف طلب رئيس الجمهورية ميشال سليمان تقديم شكوى ضد اسرائيل الى الامم المتحدة بأنه «موقف ضعيف»، موضحاً أنه «نقبل ان يساوي المجتمع الدولي بين الضحية والجلاد ونقبل ان يدين اسرائيل ويديننا. فمن حقنا الا نسكت عن اي خرق لأرضنا».
ولفت الى أنه «عندما حصل أسر الجنديين الاسرائيليين كنا جاهزين لمواجهة أي حرب وكنا ننتظرها سابقاً ونعتقد أنها تأخرت حتى عام 2006، والمقاومة لم تكن مرتبكة وقلقة بل كان لديها وضوح في المعركة؛ لأن هذا كان محضر مسبقاً».
واستطرد قائلاً: «في حرب تموز 2006 كان الهدف الاصلي الحاق القدر الاكبر من الخسائر في العدو، وفي بعض الاماكن تركنا للأخوة حرية التقدير، والاخوة قرروا ان يصمدوا حتى آخر نفس في مارون الراس. في عيتا كان لدينا عدد كبير من الاخوة وقد مرت فترة انقطع الاتصال معهم وعشنا في جو استشهادهم، وعندما عاد الاتصال معهم تكلم معي الحاج عماد مغنية وقلت له: «لا تلزمهم البقاء في المكان للقتال» ولكن الاخوة اخذوا قراراً بالبقاء حتى آخر لحظة. أما في بنت جبيل، فكان القرار بالبقاء والقتال حتى النهاية ومنع الاسرائيلي من الدخول اليها، ومن اليوم الاول كان حسابنا ان الحرب بالحد الادنى ستبقى لشهور وكنا جاهزين لذلك».
وأوضح انه «تمّ اعتقال عدد من العملاء خلال الحرب وتم تسليمهم للأجهزة الامنية اللبنانية ولم نصفّهم». ولفت الى أن «أحد أسباب فشل الاسرائيلي في الحرب هو ضعف المعلومات. فعندما قام بإنزال في مستشفى دار الحكمة في بعلبك ظن أن الاسيرين الاسرائيليين موجودان فيها» مؤكداً أنهما «لم يؤخذا الى بعلبك وبالتالي معطيات الاسرائيلي كانت خاطئة».
وأكد ان «الذي حمى بيروت خلال حرب تموز هو المقاومة وليس القرار السياسي، والاسرائيلي لا يسأل عن أي ضغط سياسي، فذهبنا الى معادلة الضاحية مقابل تل أبيب، كان لدينا القدرة على قصفها». وتحدث عن قصف البارجة الاسرائيلية الذي كان اولى المفاجآت وصواريخ «كورنيت» التي دمرت 200 دبابة ميركافا وملالات اسرائيلية «ولو استمرت الحرب اكثر من 33 يوماً لكنا دمرنا مئات الدبابات»، معلناً أن المقاومة حصلت على هذه الصواريخ قبل الحرب بمدة طويلة. وأوضح رداً على سؤال أنه «حصلنا على سلاح بشكل مباشر من سوريا، قبل حرب تموز»، لافتاً الى أن «جزءاً كبيراً من جاهزية المقاومة في لبنان كان يعتمد على السلاح من سوريا، وكثير من الصواريخ التي استخدمناها في حرب تموز كانت بصناعة سورية. ففي أثناء حرب تموز ومنذ بدايتها فُتحت مخازن الجيش السوري للمقاومة». وتابع: «سلاح الكورنيت قدمته لنا سوريا ونحن أخذنا سلاحاً من سوريا خلال الحرب للاحتياط لأننا افترضنا ان الحرب ستطول».
وكشف انه في أثناء الحرب حصل اتصال مع الرئيس السوري بشار الأسد بالقناة المختصة ونُقلت رسالة من الاسد إليه تؤكد استعداد سوريا للانخراط في الحرب ضد اسرائيل، وهو كان يرى ان «الهجمة اقليمية ودولية على المقاومة مع تواطؤ داخلي وانه لو تم القضاء على المقاومة فالمعركة ستستمر الى سوريا، وكان يفترض ان القوات الاسرائيلية قد تكمل من حاصبيا نحو المصنع ودمشق، وكانت القيادة السورية تدرس إمكان ان تبادر الى ادخال قوات سورية نحو حاصبيا لمواجهة القوات الاسرائيلية. وقلت للأسد إن وضعنا ممتاز ونتجه الى نصر وسيفشلون في تحقيق اي اهدافهم وانا لست قلقاً ولا اعتقد ان دمشق في دائرة الخطر ولذلك ادعو الى التريث وان لا تقدموا على اي خطوة، وقلت لا نريد ان تحصل حرب اقليمية في المنطقة وقادرون على ان ننتصر بهذه المعركة». وأوضح أنه «لم ننقل سلاحاً خلال حرب تموز من ايران لأننا لم نكن بحاجة اليه».
وأوضح ردا على سؤال، أنه «منذ بداية حرب تموز كان التركيز كله على موضوع سلاح المقاومة اي المقاومة، وعندما ذهبوا الى الحوار جاؤوا على قاعدة كيف سيحلون سلاح المقاومة والهدف الحقيقي لـ14 آذار أصلاً هو «اعطونا سلاحكم» وهمهم التخلص من المقاومة».
وأضاف: «موقف 14 آذار في الحرب كان معروفاً، ولكن رئيس الحكومة آنذاك فؤاد السنيورة ومن وراءه تبنوا اهداف الآخرين خلال الحرب».
وأشار الى أنه «حصل اتصال بنا من هذا الفريق خلال الحرب وعرضوا علينا شروطاً منها تسليم سلاح المقاومة والقبول بقوات متعددة الجنسيات لتنتشر في الجنوب وعلى طول الحدود مع فلسطين وسوريا، وتسليم الاسيرين، ولكننا رفضنا ذلك».
وتابع: «لم نشعر خلال الحرب بأن هناك رئيس حكومة او فريقاً سياسياً آخر يتعاطف معنا ولو إنسانياً، والسنيورة هو من قام بتأخير الحل في آخر الحرب، كان يجب على الحكومة أن تعطي قراراً للأمم المتحدة أننا قبلنا بالقرار 1701، ولكن بقي يومان او ثلاثة من دون ابلاغ القرار».
وقال: «فيما كانت إسرائيل تعترف بهزيمتها كان فريق السنيورة يأخذ قراراً بضرب أهم سلاح ساهم في انتصارنا، وفي 5 أيار 2008 وبعد إعلان لجنة فينوغراد أن أهم عوامل نصرنا كانت الاتصالات، أراد السنيورة وفريقه ضرب هذا السلاح».
وحول موقف رئيس تكتل التغيير والإصلاح النائب ميشال عون في حرب تموز، أوضح السيد نصرالله أنه «لم أُفاجأ بموقف العماد عون الداعم لنا»، لافتاً إلى ان من ميزات عون «ان ما في داخله يقوله لك، الموقف الذي كنا نتباحث به قبل الحرب ورؤيته للمقاومة والدفاع عن لبنان فهو كان حاسماً لخياراته». ووصف موقف عون خلال حرب تموز بأنه «تاريخي»، وهو حسم خياراته.
أما في موضوع الحكومة، فرأى «أن الكلام على حكومة حياديين هو احتيال، والظرف في البلد يفترض حكومة وحدة وطنية حقيقية»، وأكد أن «ما زلنا مع الرئيس تمام سلام ونؤيده كرئيس حكومة».
أما عن قول رئيس الجمهورية ميشال سليمان أنه «تم تشكيل حكومة من فريق واحد سابقاً ولم يكن فيها مشكلة»، فرأى السيد نصرالله أن «فيه مغالطة لأنه يوم كُلف رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي، فالأغلبية التي سمته قبلت بأن يشارك الفريق الآخر وميقاتي أخذ وقته للتفاوض». واستطرد «يخطئون بحق البلد اذا ذهبوا لتشكيل حكومة أمر واقع، وبهكذا حكومة يعني انهم يشطبون نصف البلد»، لافتاً الى أن «حلفاءنا لا يشاركون من دوننا بالحكومة ونحن كذلك».
ولفت إلى ان إقتراح الرئيس سعد الحريري بخروج تياره المستقبل وحزب الله من الحكومة هو مطلب أميركي. وعما اذا كان يتوقع ان يوقّع سليمان على تشكيلة حكومة أمر واقع، أجاب: «في السابق كنت لا اعتقد ولكن بعد خطاباته الاخيرة ربما يفعل».
و عن اتهام حزب الله بقصف الصواريخ على اليرزة رداً على موقف سليمان، وصف الأمر بـ«السخافة». وأعلن أن هناك خيوطاً واعدة في التحقيق الجاري بشأن متفجرة بئر العبد. واشار الى أن «السعودية تمارس عداوة مع حزب الله في السياسة والأمن والإعلام وكل شيء». ونفى أن يكون حزب الله قد خطف الطيارين التركيين أو كان على علم بالعملية.
السنيورة كان ليقطع رؤوسنا
أوضح الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله، أنه فوّض إلى رئيس مجلس النواب نبيه بري، التفاوض خلال حرب تموز وليس رئيس الجمهورية آنذاك إميل لحود، ليس لكون بري شيعياً، بل لأن الخارج قاطع لحود بسبب تمديد ولايته الرئاسية. وقال: «لم أكن لأفوض (رئيس الحكومة آنذاك) فؤاد السنيورة لأنه لم يكن موثوقاً به في هذا الملف، ومعركة التفاوض السياسي كانت مع السنيورة وفريقه السياسي قبل أن تكون مع الأميركي والأوروبي، ولو أعطيناهم رقابنا لقصوها». وأشار إلى أنه يأتمن الرئيسين سليم الحص وعمر كرامي «على دمائنا وأنفسنا وقضيتنا، والمسألة ليست طائفية أو مذهبية، بل سياسية».
جولة في بيروت
أعلن الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله، أنه خلال حرب تموز 2006 تجول برفقة الشهيد عماد مغنية «وعدد من الأخوة» في بيروت «ولاحظنا الفرق بين الحياة الهادئة والسهرات والأعراس في العاصمة وبين مظلومية الضاحية». وتابع: «سرنا في الشوارع ليلاً وأكلنا سندويشات وبوظة ثم عدنا إلى الضاحية». وقال نصرالله: «شعرنا بأننا نعيش في دولتين مختلفتين، لكن ذلك أراحنا؛ لأن هدفنا كان حماية بيروت وأهلها من العدوان، وهذا شكّل لنا حافزاً إضافياً قبل إرساء معادلة بيروت مقابل تل أبيب».
مصر: عشرات القتلى في اشتباكات بين مؤيدي مرسي والشرطة
باشرت الشرطة وقوات الأمن المصرية، اليوم، عمليات فض الاعتصامين المؤيدين للرئيس المعزول محمد مرسي في ميداني النهضة ورابعة العدوية، وحصلت مواجهات بين الطرفين أدت إلى وقوع عشرات القتلى ومئات الجرحى، ما اضطر الرئيس المصري المؤقت المستشار عدلي منصور إلى إعلان حالة الطوارئ في البلاد لمدة شهر كامل.
قتل 124 متظاهراً، على الأقل، من أنصار الرئيس المعزول محمد مرسي، اليوم، بحسب وكالة فرانس برس، وتم اعتقال حوالي 200 آخرين بينهم مسلحون في ميدان النهضة، وذلك لدى تدخل قوات الأمن المصرية، مدعومة بالجرافات، لفض اعتصامي رابعة العدوية وميدان النهضة.
من جهتها، أعلنت وزارة الصحة المصرية عن ارتفاع حصيلة ضحايا الاشتباكات الناجمة عن فض اعتصامي رابعة العدوية والنهضة في القاهرة إلى 95 قتيلاً و526 جريحاً على الأقل في عموم مصر، وهذا خلافاً لتصريحات أنصار مرسي الذين تحدثوا عن سقوط مئات الضحايا.
من ناحيةٍ أخرى، أعلنت شبكة «سكاي نيوز البريطانية» مقتل مصورها مايك دين بعد إصابته بطلق ناري أثناء تغطيته لأحداث العنف التي تلت فض اعتصامات المؤيدين لجماعة الإخوان المسلمين في القاهرة، اليوم.
كذلك، نفت وزارة الداخلية المصرية استخدام الرصاص الحي ضد المعتصمين، ورفضت ما نقلته بعض القنوات ووسائل الإعلام بشأن سقوط ضحايا نتيجة إطلاق الرصاص من قبل الشرطة. وشددت الداخلية، في بيان رسمي لها، على أن قواتها لم تستخدم إلا القنابل المسيلة للدموع خلال المواجهات في الميدانين، بالرغم من تعرض رجال الأمن لإطلاق نيران كثيف. وأكدت سقوط 5 قتلى و40 جريحاً للشرطة.
وكانت وسائل إعلام قد نقلت عن جماعة الإخوان المسلمين اتهامها قوات الأمن باستخدام الرصاص الحي، وإلقاء قنابل حارقة على المستشفى الميداني بواسطة المروحيات، وبإضرام النار في الخيم المنصوبة في رابعة العدوية، ما أدى الى إصابة عدد كبير من الأطفال والنساء بحروق. وقال مدير الإدارة العامة للإعلام بوزارة الداخلية عبد الفتاح عثمان إنه جرى ضبط أسلحة داخل اعتصام النهضة وإحكام السيطرة على المنطقة بالكامل. وأضاف إن قوات الأمن تستكمل الآن مهمّاتها في محيط ميدان النهضة، وتتولّى تمشيط المنطقة المحيطة بها.
وقال مصدر أمني مسؤول إن أجهزة الأمن تمكنت أيضاً من إلقاء القبض على 150 شخصاً من الإخوان المسلمين في اعتصام ميدان النهضة بالجيزة، بحوزتهم أسلحة نارية وبيضاء، مؤكداً أنه اتُخذت كافة الإجراءات القانونية اللازمة حيال المذكورين، وأُخطرت النيابة العامة لمباشرة التحقيق.
وفي بيان آخر، أكدت وزارة الداخلية أن «عناصر مسلحة من المعتصمين في ميدان رابعة العدوية تحصّنوا في مستشفى رابعة العدوية، وأطلقوا النيران بكثافة من أسلحة متنوعة على القوات، ما أدى إلى مقتل مجند من قوات الأمن المركزي»، فيما تحدثت الصفحة الرسمية للمستشفى الميداني على موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك» عن إخلاء تام للمشفى، وعن إعادة مزاولة العمل بعد فترة وجيزة «جرى إخلاء المستشفى الميداني بعد الهجوم عليه من قبل قوات الجيش والشرطة بالرصاص الحي والغاز، ونحن الان نمارس عملنا من جديد».
ودعت جماعة الاخوان المسلمين المصريين «إلى النزول إلى الشوارع لمنع المذبحة من الاستمرار».
وكتب الناطق باسم الاخوان جهاد الحداد على حسابه على «تويتر» أن «هذه ليست محاولة فض، هذه محاولة محو دموي لأي صوت معارض للانقلاب العسكري».
وفي تغريدة منفصلة، كتب حداد «أن 250 شخصاً، على الأقل، قتلوا وجرح خمسة آلاف آخرون في عملية فض الاعتصام». ولم يجرِ تأكيد هذه الحصيلة رسمياً.
واعتبر القيادي بجماعة الإخوان الدكتور عصام العريان أن فض اعتصامي ميداني النهضة ورابعة العدوية «معركة غير متكافئة بين عزل لا يملكون أسلحة وقوات من الجيش، والشرطة تستخدم جميع الأسلحة ضد المعتصمين»، مؤكداً أن فض الاعتصام جاء بطريقة «إجرامية ستكون نهاية الانقلابيين».
وقال إن «الهجوم الإجرامي على اعتصام رابعة العدوية سينتهي وتبقى إرادتنا حرة ﻻ تنكسر أبداً تحت جنازير المدرعات لنحيا أحراراً في وطن حر».
وأضاف العريان في صفحته على «فايسبوك» أنه «لا توجد حتى الآن إحصائية بالشهداء أو المصابين»، مشيراً إلى أن «الهجوم من كل مداخل الميادين ولم يترك المنقلبون منفذاً للخروج لأي من المعتصمين».
وتابع العريان أن «الغاز يخنق الجميع، والدخان اﻷسود يغطى الساحة، معركة حقيقية غير متكافئة بين عزل ﻻ يملكون شيئا يدافعون به عن أنفسهم وجيش من البوليس تدعمه قوات وطائرات تحلق فوقنا».
في سياقٍ آخر، اعلنت «وكالة أنباء الشرق الأوسط» المصرية أن أنصاراً للرئيس المصري المعزول محمد مرسي احرقوا، اليوم، كنيسة قبطية في سوهاج بوسط مصر، رداً على الأحداث في القاهرة. وألقى المهاجمون زجاجات حارقة على كنيسة مار جرجس الواقعة في المدينة التي تعد مجموعة قبطية كبيرة، بحسب الوكالة، كما نقلت قناة «الميادين» عن إصابة 12 من رجال الشرطة خلال محاولة أنصار مرسي اقتحام قسم شرطة حلوان، إضافة إلى اقتحام ديوان محافظ السويس ومقر محافظة الإسكندرية.
كذلك هاجم العشرات من أنصار جماعة الإخوان المسلمين شارع الهرم، بحسب موقع «اليوم السابع»، وحطموا العديد من المحالّ التجارية. وأفاد شهود عيان للموقع أن من نفذوا عمليات التخريب هاربون من ميدان النهضة وبحوزتهم «شوم» وعصى.
واندلعت اشتباكات في عدة مناطق من القاهرة بين الأمن وأنصار الرئيس المعزول، بعدما توجه الآلاف إلى ميدان رابعة العدوية، تلبية لدعوة التحالف لدعم الشرعية للتجمع في الميدان. ووصلت مدرعات تابعة للأمن المركزي إلى ميدان مصطفى محمود، لصد أنصار الرئيس المعزول، وسط إطلاق كثيف للقنابل المسيلة للدموع، كما تبادلت قوات الشرطة إطلاق النيران مع أنصار جماعة الإخوان المسلمين، المتجمهرين في شارع جامعة الدول العربية، فيما وصلت سيارات الإسعاف إلى المكان. هذا وأغلقت السلطات طريق القاهرة الفيوم الصحراوي، ومنعت حركة السيارات التي تقل الركاب من محافظة الفيوم إلى القاهرة، كما أوقفت وزارة الداخلية بالتنسيق مع وزارة النقل حركة القطارات في بعض محافظات الوجه القبلي فى إطار خطة الوزارة لتأمين فض اعتصامي رابعة العدوية والنهضة. وأوقفت الوزارة حركة سير قطارات الوجه البحري إلى القاهرة، حيث يُنزَل الركاب في محطة سكك حديد بنها كآخر محطة."
المستقبل
"الإخوان" يهاجمون مراكز الحكومة والأمن والكنائس وواشنطن ترفض إعلان حال الطوارئ
فض اعتصامي رابعة والنهضة يطوي صفحة حكم مرسي
وكتبت صحيفة المستقبل تقول "طوت مصر أمس أحد أكثر أيام تاريخها الحديث حساسية، حيث أوشكت البلاد على الدخول في حرب أهلية إثر استحكام اعتصامي "الإخوان المسلمين" في رابعة العدوية ونهضة مصر في الجيزة بالمتاريس، وأظهرت لقطات مصورة عدداً من أعضاء الجماعة يحملون السلاح الحربي ويطلقون النار، مع قيام قوات الأمن باقتحام اعتصامي المؤيدين للرئيس المعزول محمد مرسي، حيث سقط عدد من القتلى والجرحى من الجانبين.
من القاهرة (حسن شاهين)، أنه بعد فشل الجهود الديبلوماسية والوساطات الدولية كان من الواضح أنه لم يعد هناك من خيار سوى الحل الأمني الذي أتى بتكلفة عالية كما توقعت مصادر وزارة الداخلية المصرية قبل أيام في تصريحات صحافية.
وجاء الحل الأمني سريعاً وحاسماً بعد أن كانت التوقعات والمعلومات المسربة تشير إلى أن عملية الفض ستكون متدرجة وقد تمتد لأيام ولأسابيع وحتى لأشهر. وجاءت استقالة نائب رئيس الجمهورية محمد البرادعي لتعطي انطباعاً بأن القرار اتخذته حلقة ضيقة تمسك بالقرار السياسي والأمني في البلاد.
وبدأ كل شيء في تمام الساعة السادسة صباحاً بتوقيت القاهرة، حين اقتحمت قوات الأمن المصرية موقع الاعتصامين بشكل متزامن، تحت ستار كثيف من قنابل الغاز المسيل للدموع، ونجحت في فض اعتصام نهضة مصر خلال ساعتين تقريباً عكس ما كان متوقعاً.
وكانت المهمة الأصعب في التعامل مع اعتصام رابعة العدوية، الأكبر من حيث عدد المتظاهرين والمساحة، واستغرقت عملية فضه نحو 12 ساعة، واتبعت قوات الأمن تكتيكاً خاصاً لفض اعتصام رابعة، حيث قامت بإحاطته ك