الصحافة اليوم 27-08-2013: "حرب" دولية على سورية بعنوان "الكيميائي"
تناولت الصحف اللبنانية الصادرة صباح اليوم الثلاثاء 27-08-2013 الحديث عن تطورات الازمة السورية بعد حديث الولايات المتحدة الاميركية وبعض الدول الغربية عن ضربة عسكرية محتملة لسورية.
السفير
واشنطن تستبق التحقيق بالاتهام .. وموسكو تساند دمشق ولن تحارب من أجلها
«حرب» دولية على سوريا بعنوان «الكيميائي»
وكتبت صحيفة السفير في إفتتاحيتها تقول "على وقع قرع دول غربية طبول الحرب ضد سوريا، وتكاثر التصريحات عن احتمال تكرار السيناريو العراقي، ولو عبر عدوان مصغَّر يتمثل بالضربات الجوية المحدودة ومن دون موافقة مجلس الأمن الدولي، وتحذير موسكو وطهران وبكين من الخيار العسكري، استهل المحققون الدوليون مهمتهم في الغوطة في ريف دمشق، على الرغم من تعرضهم لرصاص القناصة والقذائف، على أن يواصلوا عملهم اليوم.
وعلى الرغم من عدم اعلان المحققين عن أية نتائج مرتبطة بمهمتهم في الغوطة، رفعت الإدارة الأميركية من لهجتها، متهمة السلطات السورية بشكل مباشر بالوقوف وراء الهجوم الكيميائي على غوطة دمشق في 21 آب الحالي، ومحاولة إخفاء الأدلّة عبر قصف المنطقة، ما يشير الى أن الولايات المتحدة تقترب أكثر فأكثر من خيار شن عدوان على سوريا، برغم أن البيت الأبيض أعلن أن الرئيس باراك أوباما لم يتخذ قرارا بهذا الشأن بعد.
وقال المتحدث باسم البيت الابيض جاي كارني إنه «لا سبيل لإنكار استخدام اسلحة كيميائية في سوريا في انتهاك للعرف الدولي، ولا شك في عقولنا في أن الحكومة السورية مذنبة». وأضاف أن «اوباما يقيم الرد المناسب على استخدام الأسلحة الكيميائية لكنه لم يتخذ قرارا بشأن كيفية الرد». ولم يذكر كارني إطارا زمنيا لاتخاذ أوباما قراره.
في هذا الوقت، خرج الرئيس السوري بشار الأسد بتحذير قوي لواشنطن والدول الغربية، من شن عدوان على سوريا، مؤكدا أنها ستصطدم بالفشل، مثل الحروب التي خاضتها سابقا، وأنه يمكن للغربيين بدء حرب «لكن لا يمكن لهم أن يعرفوا إلى أين ستمتد أو كيف لها أن تنتهي».
ووصف الاسد الإتهامات الغربية حول استخدام القوات السورية أسلحة كيميائية بأنها «تخالف العقل والمنطق، حيث أن القوات السورية لا تبعد كثيرا عن المنطقة». وأعلن أنه طلب، بعد التنسيق مع روسيا، لجنة للتحقيق بموضوع استخدام أسلحة كيميائية في ريف حلب. واستبعد إمكانية ان تساوم موسكو مع الدول الغربية والخليجية بشأن الأزمة السورية.
وفيما تدرس واشنطن ولندن وباريس الخيارات العسكرية للرد على الهجوم المزعوم بأسلحة كيميائية، حذّرت موسكو من أن التدخل من دون موافقة الأمم المتحدة سيشكل «انتهاكا فاضحا للقانون الدولي». واعتبرت إيران الحديث عن عمل عسكري «خطرا على المنطقة» فيما أعلن العراق معارضته استخدام أجوائه في أي عمل عسكري ضد سوريا.
وقال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف «إذا اعتقد أحد أن تدمير البنية التحتية العسكرية السورية وترك ساحة المعركة مفتوحة للمعارضة لكي تنتصر سيضع نهاية للنزاع، فإنه واهم»، لكنه شدد على أن روسيا «لا تعتزم الدخول في أي حرب مع أي كان» من أجل سوريا. وأضاف أن «حملة الترهيب قد بدأت، وقد بدأت الأحداث في العراق قبل عشر سنوات وفي ليبيا مؤخرا بنفس الطريقة».
وذكر مكتب رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أبلغ كاميرون أنه لا يوجد دليل على أن القوات السورية استخدمت أسلحة كيميائية ضد المسلحين، فيما ردّ رئيس الحكومة بأنه «لا يوجد شك» في أن القوات السورية شنت هجوما بأسلحة كيميائية.
زيارة المحققين إلى معضمية الشام
وأعلن الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون أن المفتشين الدوليين تمكنوا من التحدث إلى ضحايا الهجوم في ريف دمشق رغم تعرض قافلتهم، المؤلفة من ست سيارات، لإطلاق نار قناصة. وسبق ذلك سقوط قذائف هاون قرب فندق «فور سيزنز» حيث تقيم البعثة.
وقال بان كي مون، في بيان عبر الفيديو من سيول، «رغم الظروف الخطيرة للغاية التي واجهها المحققون، إلا أنهم زاروا مستشفيين وقابلوا شهود عيان وناجين وأطباء، كما جمعوا بعض العيّنات». وأضاف «علينا الانتظار قليلا لمعرفة رأي الدكتور (اكي) سلستروم» رئيس الفريق حول العناصر التي جمعت.
وأعلن مسؤولون في الأمم المتحدة أن المستشفيات التي زارها المفتشون هي في معضمية الشام قرب دمشق، وأن الزيارة استمرت حوالى ثلاث ساعات.
وردا على ترويج عدد من المسؤولين الغربيين بأن الأدلة قد تكون اتلفت جراء منع المراقبين من زيارة المنطقة بسرعة والقصف المتواصل عليها، قال المتحدث باسم الأمم المتحدة فرحان حق إن عملية جمع المعلومات والعيّنات «كانت مثمرة، ويبدو أن الفريق راض عن عمله». وأضاف أن المحققين «يعتزمون مواصلة عملهم الثلاثاء» موضحا أن الفريق «عاد إلى قاعدته لتقييم العناصر التي جمعها اليوم (امس)».
وقال المتحدث باسم الأمم المتحدة مارتن نيسيركي إن السيارة في مقدم القافلة اصيبت «مرات عدة» بعيارات نارية، فيما كان المفتشون يحاولون الوصول الى الغوطة شرق العاصمة، موضحا أنه لم تقع بينهم أي اصابات، وأن «السيارة الاولى لمفتشي الاسلحة الكيميائية عادت بسلام الى حاجز للقوات الحكومية». وتبادلت السلطات السورية والمعارضة الاتهامات بشأن من أطلق النار على اعضاء لجنة التحقيق.
كيري
وقال وزير الخارجية الأميركي جون كيري، في بيان، إن كل الدول يجب أن تتخذ موقفا لأجل المحاسبة عن استخدام الأسلحة الكيمائية في سوريا.
وقال إن «أسلحة كيميائية استخدمت في سوريا، وهذا الأمر أكيد». وأضاف أن المعلومات حتى الآن، ومنها لقطات فيديو وروايات ميدانية، تبين ان «الاسلحة الكيميائية استخدمت في سوريا. وعلاوة على ذلك نعرف أن النظام السوري يواصل حيازة تلك الاسلحة الكيميائية».
واتهم كيري السلطات السورية بشكل غير مباشر باستهداف المنطقة، معتبرا ان «رفض سوريا السماح بالدخول لموقع الهجوم الكيميائي وقصفه، اشارات على ان النظام لديه شيء ليخفيه»، مضيفا ان «استخدام الاسلحة الكيميائية في سوريا كان واسع النطاق ومن دون تمييز». وأعلن ان لدى واشنطن ادلة اضافية بشأن الهجوم المزعوم وانها ستكشف عنها خلال ايام.
واضاف «ما شاهدناه الاسبوع الماضي في سوريا يصدم الضمير العالمي. انه يتحدى اي معيار اخلاقي. ان المجزرة العمياء بحق مدنيين وقتل نساء واطفال وعابرين ابرياء بواسطة اسلحة كيميائية يشكل وقاحة اخلاقية». وتابع كيري «يعتقد اوباما انه لا بد من محاسبة من استخدموا الاسلحة الاكثر وحشية ضد السكان الاكثر ضعفا في العالم»، مشددا على ان «لا شيء اكثر خطورة اليوم، ولا شيء اكثر يستحق التقصي» من استخدام الاسلحة الكيميائية.
وانسجاما مع موقف حكومته، اتهم كيري ايضا النظام السوري بأن موافقته على توجه محققي الامم المتحدة الى الغوطة جاءت «متاخرة جدا ما يجعلها تفتقر الى الصدقية» وبأنه «قصف الموقع ودمر بشكل منهجي الادلة» الميدانية. وقال «ليس هذا سلوك حكومة لا شيء لديها لتخفيه». وتابع «لا يمكن انتهاك العرف الدولي من دون ان يكون هناك عواقب» لهذا الامر.
وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية ماري هارف، بعد بيان كيري، إن ادارة اوباما لم تحدد جدولا زمنيا للرد على استخدام اسلحة كيماوية في سوريا لكن المسؤولين يعدون الخيارات لاوباما بشعور بالحاجة الملحة، من دون تحديد هذه الخيارات. واضافت «يشعر الناس بأنه يوجد احساس بالالحاح، لكن لا يوجد جدول زمني»."
النهار
واشنطن تجزم باستخدام دمشق السلاح الكيميائي
ومفتشو الأمم المتحدة أخذوا "عينات" من المعضمية
وكتبت صحيفة النهار تقول "تفقد مفتشو الامم المتحدة للاسلحة الكيميائية امس منطقة معضمية الشام قرب دمشق للتحقيق في احتمال تعرضها للقصف بأسلحة كيميائية الاسبوع الماضي، بينما استمرت الاتصالات المكثفة بين الدول الغربية للبحث في تدخل محتمل لمحت بريطانيا الى انه قد يكون من خارج مجلس الامن، وسارعت تركيا الى ابداء استعدادها للانضمام الى تحالف للرد على سوريا، بينما كان من المفترض ان يعقد رؤساء اركان الجيوش الاميركي والاردني والسعودي والقطري والتركي والكندي اجتماعاً في عمان امس للبحث في تداعيات الازمة السورية.
ووقت يمهد الغرب لتوجيه ضربة عسكرية الى النظام السوري لا يحسم المراقبون بحجمها وانعكاساتها، استهجن الرئيس السوري بشار الاسد الاتهامات الغربية معتبرا انها "تخالف العقل والمنطق". وقال ان الغربيين "يمكنهم بدء اي حرب ولكن لا يمكنهم ان يعرفوا الى اين ستمتد او كيف لها ان تنتهي". وحذرت موسكو من ان التدخل من دون موافقة الامم المتحدة سيشكل "انتهاكا فاضحا للقانون الدولي"، لكنها قالت انها لن تحارب احداً في سوريا اذا ما تعرض هذا البلد لهجوم خارجي. ورأت ايران ان الحديث عن احتمال تدخل عسكري في سوريا من شأنه زيادة "التوترات" في المنطقة. أما المملكة العربية السعودية، فناشدت المجتمع الدولي الاضطلاع بمسؤولياته حيال ما تشهده سوريا من "مجازر مروعة يرتكبها النظام".
المفتشون
وصرح الامين العام للامم المتحدة بان كي - مون ان المفتشين الدوليين تمكنوا الاثنين من التحدث مع ضحايا الهجوم المفترض باسلحة كيميائية في سوريا على رغم تعرض قافلتهم لاطلاق نار قناصة. وقال ان الامم المتحدة قدمت "شكوى قوية" الى الحكومة السورية والمعارضين السوريين في شأن هجوم القناصة. واضاف انه على رغم "الظروف الخطيرة للغاية" التي واجهها المحققون، الا انهم "زاروا مستشفيين وقابلوا شهوداً وناجين واطباء، كما جمعوا بعض العينات".
وفي واشنطن، قال وزير الخارجية الاميركي جون كيري في بيان شديد اللهجة "ان اسلحة كيميائية استخدمت في سوريا، وهذا الامر اكيد... ما شاهدناه الاسبوع الماضي في سوريا يصدم الضمير العالمي. انه يتحدى أي معيار اخلاقي. ان المجزرة العمياء في حق مدنيين وقتل نساء واطفال وعابرين ابرياء بواسطة اسلحة كيميائية يشكل وقاحة اخلاقية". وأضاف :"يعتقد الرئيس (الاميركي باراك) اوباما انه لا بد من محاسبة من استخدموا الاسلحة الاكثر وحشية ضد السكان الاكثر ضعفا في العالم"، مشدداً على ان "لا شيء اكثر خطورة اليوم ولا شيء اكثر يستحق التقصي" من استخدام الاسلحة الكيميائية.
وانسجاما مع موقف حكومته في نهاية الاسبوع، اتهم كيري ايضا النظام السوري بان موافقته على توجه مفتشي الامم المتحدة الى المنطقة التي شهدت الهجوم الكيميائي المفترض في 21 آب جاءت "متأخرة جدا مما يجعلها تفتقر الى الصدقية" وبانه "قصف" الموقع المشار اليه "ودمر في شكل منهجي الادلة" الميدانية. ورأى ان "ليس هذا سلوك حكومة لا شيء لديها لتخفيه".
وشدد على ان كل الدول يجب ان تتخذ موقفا للمحاسبة عن استخدام الاسلحة الكيميائية في سوريا. وأوضح ان المعلومات حتى الان ومنها لقطات فيديو وروايات ميدانية تبين ان "الاسلحة الكيميائية استخدمت في سوريا. وعلاوة على ذلك نعرف ان النظام السوري يواصل حيازة تلك الاسلحة الكيميائية".
وبعد بيان كيري، صرح الناطق باسم البيت الابيض جاي كارني بان الرئيس اوباما يقوّم الرد المناسب على استخدام الاسلحة الكيميائية ، لكنه لم يتخذ قرارا في شأن طريقة الرد. ولم يذكر اطارا زمنيا لاتخاذ هذا القرار. وقال: "لا شك يذكر في عقولنا في ان الحكومة السورية مذنبة". واضاف انه لا سبيل لانكار كون الاسلحة استخدمت في ما وصفه بانه انتهاك للعرف الدولي.
كما صرحت الناطقة باسم وزارة الخارجية الاميركية ماري هارف: "يشعر الناس بأن ثمة إحساساً بالالحاح... ولكن لا جدول زمنياً" للرد على استخدام الاسلحة الكيميائية.
وأفاد مكتب رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون ان الاخير تحادث هاتفيا مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في الملف السوري، فاكد الرئيس الروسي انه "لا أدلة على ان هجوما بأسلحة كيميائية قد حصل، او من هو المسؤول عنه".
تحرّكات بريطانية
وتحدثت صحيفة "الغارديان" البريطانية عن مؤشرات لاستعدادات متقدمة في ما يمكن أن تكون قاعدة محتملة للحملة الجوية على سوريا. وقالت إن مقاتلات وناقلات عسكرية بدأت تصل الى قاعدة "أكروتيري" البريطانية لسلاح الجو في قبرص، في مؤشر لتزايد الاستعدادات لضربة عسكرية لنظام الاسد.
ونقلت عن طيارين مدنيين يقلعان دوريا من لارنكا أنهما شاهدا طائرات نقل من طراز "سي - 130” من قمرتي طائرتيهما، الى رصدهما تشكيلات صغيرة من طائرات مقاتلة على شاشات راداريهما يعتقدان أنها وصلت من أوروبا.
وروى سكان قرب القاعدة البريطانية في قبرص أنهم رصدوا في المكان نشاطات أكثر من المعتاد في الساعات الـ48 الاخيرة."
الاخبار
الأسد يحذّر: يمكنهم بدء الحرب لكن من سيحدّد رقعتها ونهــايتها
وتحت هذا العنوان كتبت صحيفة الاخبار تقول "أخذ العبر من دروس الماضي قد يكون مفيداً. فيتنام نموذجاً. رسالة مباشرة وجهها الرئيس بشار الأسد إلى الغرب الذي يقرع طبول الحرب في ظل حال من التردد والتباين في صفوفه عبّر عنها فرانسوا هولاند الذي حسم بأن القرار بشأن سوريا لم يُتخذ بعد، ولا يزال بحاجة إلى أيام لكي يتبلور.
خلال ساعات قليلة، ارتفعت وتيرة التهديدات الأميركية والغربية بتوجيه ضربة إلى سوريا بحجة استخدام جيشها السلاح الكيميائي ضد المدنيين في غوطة دمشق. ورغم أن مفتشي الامم المتحدة بدأوا أمس نشاطهم في المنطقة المذكورة، وإعلان الامم المتحدة أنهم يقدرون على تقديم نتائج حول حقيقة وجود هذا السلاح ومن استخدمه، سارعت الولايات المتحدة، بلسان البيت الابيض ووزارة الخارجية وأوساط أخرى، الى اعتبار «أن كل المؤشرات تقود الى أن النظام هو من استخدم السلاح»، والى «اعتبار مهمة المفتشين غير مضمونة لأنه جرى التلاعب بالمكان والأدلة».
على خط الاتصالات مع روسيا وإيران، لم يظهر أن هناك تقدماً جديداً. ومع أن روسيا أكدت أنها لن تغطي أي تدخل عسكري بقرار من مجلس الامن، إلا أن اجتماعات القادة العسكريين للدول المعادية للنظام في سوريا استكملت مشاوراتها وعقدت اجتماعات مكثفة، أبرزها في الاردن وتركيا، وسط توقعات بأن تحشد الولايات المتحدة مجموعة من الدول خلفها، من بينها فرنسا وبريطانيا وتركيا ودول مجلس التعاون الخليجي. وهي تسعى الى الحصول على تغطية من دول إسلامية أخرى في المنطقة والعالم.
سوريا سعت من جانبها الى توضيح سلسلة نقاط. وأعلن الرئيس بشار الأسد في مقابلة مع صحيفة «إزفستيا» الروسية «انها ليست المرة الأولى التي يلوح (فيها) الغرب بهذا الأمر، واليوم حاولوا إقناع روسيا والصين في مجلس الأمن ولكنهم فشلوا»، قائلاً: «هم يمكنهم بدء أي حرب لكن لا يمكنهم أن يعرفوا إلى أين ستمتد أو كيف لها أن تنتهي... وبالتالي وصلوا إلى اقتناع بأن كل السيناريوات التي وضعوها خرجت عن سيطرتهم في النهاية». وأشار إلى أن «العقبة الأخرى التي تقف أمام التدخل العسكري هي أنه في حال حصوله، لا يمكن القول إن ما يحصل في الداخل السوري هو ثورة الشعب حيث الإصلاحات هي المطلب»، موضحاً «في هذه الحالة، يمكن قادة الغرب القول نحن نذهب إلى سوريا من أجل دعم الإرهاب»، ومضيفاً «يمكن القوى العظمى أن تطلق العنان لحرب، ولكن هل يمكن الفوز (فيها)؟».
وتوجه الرئيس السوري إلى رؤساء دول العالم بالإشارة إلى «أنه كان يجدر بهم التعلم من دروس الخمسين سنة الماضية للانتباه إلى أن الحروب كافة منذ حرب فيتنام فشلت حتى الآن، وأن تلك الحروب لا تجلب سوى الفوضى وعدم الاستقرار في الشرق الأوسط والعالم». وأوضح «أن الإرهاب ليس ورقة رابحة في الجيب يمكن أن تأخذ بها وتستخدمها وقتما تشاء، ثم توضع على جنب مرة أخرى. الإرهاب مثل لدغة العقرب في أي وقت. وفقاً لذلك، فإنه لا يمكن أن يكون المرء مع الإرهاب في سوريا وضده في مالي. لا يمكنك دعم الإرهاب في الشيشان وشن حرب ضده في أفغانستان». وحول ما أثير من اتهام دمشق باستعمال السلاح الكيميائي في غوطة دمشق، أكد الأسد أن «هذا النوع من الاتهام سياسي بحت، والسبب يعود إلى انتصارات الجيش في بعض المناطق». وشدد الأسد على أن «الإرهابيين» المنتشرين في سوريا «تم تجنيدهم ودعمهم من قبل الولايات المتحدة والغرب عموماً بتمويل سعودي في بداية الثمانينيات من أجل محاربة الاتحاد السوفييتي في أفغانستان».
وحول العلاقة مع روسيا، لفت الأسد إلى أن «موقف روسيا السياسي ودعمها لسوريا هما الأساس الذي انعكس وينعكس على جوانب كثيرة في عودة الأمان وتوفير الحاجات الأساسية للمواطن السوري». وأعلن أن من الممكن أن يلتقي الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خلال الفترة المقبلة من أجل بذل كل جهد ممكن لحل الأزمة السورية، وشدد على أن «جميع عقود التسليح المبرمة مع روسيا تنفذ، وليس لأزمة ولا ضغوط من الولايات المتحدة وأوروبا ودول الخليج أن تمنع تنفيذها». أما نائب وزير الخارجية، فيصل المقداد، فقال لقناة «سي إن إن الأميركية إنّ «الحكومة السورية استجابت لكل ما طلبه فريق التحقيق التابع للأمم المتحدة المكلف التحقيق باستخدام السلاح الكيميائي، انطلاقاً من ثقتها بأن الإرهابيين هم من استخدموا هذا السلاح اللاأخلاقي».
في المقابل، وفي تصريحات تذكّر بكلام كولن باول في تلك الجلسة الشهيرة في مجلس الأمن في 2002 حول أسلحة الدمار الشامل العراقية المزعومة، رأى وزير الخارجية الأميركي جون كيري أن «النظام السوري سوف يسعى الى تزوير الحقائق للتنصل مما اقترفه في الغوطة الشرقية»، خاصة أن «الحكومة السورية لا تتعامل بإيجابية مع لجنة التحقيق» الدولية. وأضاف «إننا سنقدم كافة المعلومات لدينا بمجرد انتهاء تحقيق الأمم المتحدة»، مشيراً إلى أنه «إذا ثبت تورط النظام السوري في استعمال السلاح الكيميائي في الغوطة الشرقية، فإن ما حدث يرقى إلى جريمة ضد الإنسانية» و«الرئيس الأميركي باراك أوباما يقول إنه ينبغي أن تكون هناك عواقب على الذين يستخدمون مثل هذه الأسلحة». موقف كرره المتحدث باسم البيت الابيض جاي كارني الذي قال إنه «لا يوجد شك يذكر في عقولنا في إن الحكومة السورية مذنبة».
أما وزير الدفاع تشاك هاغل فقال إنه لن تشن أي عملية عسكرية ولن نتحدث عن تدخل عسكري قبل التأكد من أن النظام السوري استخدم السلاح الكيميائي في الغوطة. وأضاف أن الاستخبارات الأميركية تحقق بشأن استخدام تلك الأسلحة، وستعدّ تقريراً كاملاً في هذا الشأن، وأن أوباما سيحدد خارطة الطريق، وفقاً لتقرير الاستخبارات، إضافة إلى نتائج التحقيق الأممي. وجدد في الوقت نفسه التأكيد أن أي تدخل عسكري يجب أن يكون ضمن غطاء المجتمع الدولي.
لكن وزير الدفاع البريطاني وليام هيغ رأى أن هذا التدخل ممكن من دون توافر إجماع في مجلس الأمن. كذلك فعل وزير الخارجية التركي أحمد داوود أوغلو الذي أعلن أن حكومته سوف «تنضم إلى أي تحالف ضد سوريا، حتى لو لم يتسنّ التوصل إلى توافق أوسع في الآراء في مجلس الأمن». وربما جاء الموقف الأكثر وضوحاً من جانب الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند الذي أعلن أن «القرار سيتخذ خلال أيام. هناك عدة خيارات على الطاولة تتراوح بين تشديد العقوبات الدولية وشن ضربات جوية إلى تسليح المعارضة».
بوتين: لا أدلة
في المقابل، الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لا يزال عند موقفه. قالها لديفيد كاميرون بكل وضوح: لا أدلة بعد على الهجوم الكيميائي في سوريا. وزير خارجيته سيرغي لافروف كان أكثر دبلوماسية. صحيح أنه قال إن روسيا «لن تخوض حرباً مع أحد في حالة التدخل العسكري في سوريا»، لكنه كان صارماً في التحذير من «عواقب وخيمة»، في اتصاله بكيري، وحاسماً في موتمره الصحافي في التأكيد أن من يعتقد أن تدمير البنية التحتية للجيش السوري سينهي الحرب الأهلية يكون واهماً». تحذيره من عمل عسكري خارج الشرعية الدولية كان بالغ الجدية: إن «تدخل حلف شمالي الأطلسي خطير جداً، وعليه التفكير جيداً قبل ارتكاب هذا الخطأ».
كذلك كانت حال إيران التي أملت أن يتخذ البيت الأبيض «موقفاً حكيماً»، فيما جددت القيادة العراقية التعبير عن أن العراق «لا يسمح بأن تكون أرضه منطلقاً لأي اعتداء على أي دولة».
إلى ذلك، أعرب مساعد الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون السياسية جيفري فيلتمان، من طهران، عن تفاؤله بنجاح مؤتمر «جنيف 2»، وشكر إيران على مبادرتها ذات النقاط الست وتعاونها حيال الأزمة السورية، فيما أعلن «الائتلاف» المعارض رفضه المشاركة في مؤتمر «جنيف 2»، قائلاً إنه «ليس مطروحاً على الطاولة بعد الهجوم الكيميائي»."
المستقبل
موسكو لا تدخل حرباً مع أحد لأجل الأسد والثوار يقطعون إمداد قوات النظام في حلب
أوباما: لا بدّ من محاسبة من استخدم الأسلحة الأكثر وحشية
وكتبت صحيفة المستقبل تقول "أكد البيت الأبيض أمس أنه "لا شك في عقولنا أن الحكومة السورية مذنبة"، وأنه "لا سبيل لإنكار استخدام أسلحة كيميائية" في غوطتي دمشق أخيراً حيث سقط أكثر من 1300 ضحية، مع إعلان وزير خارجية واشنطن جون كيري أن الرئيس الأميركي باراك أوباما "لا يجد بداً من محاسبة من استخدموا الأسلحة الأكثر وحشية ضد السكان الأكثر ضعفاً في العالم".
وفي ما يشبه التنصل من النظام السوري مع اقتراب توجيه الغرب ضربة له، أعلنت موسكو على لسان وزير خارجيتها سيرغي لافروف أمس، أن لا نية لديها للدخول في صراع عسكري بسبب الحرب الأهلية في سوريا، محذرة واشنطن وحلفاءها من تكرار "أخطاء الماضي".
ومع قطع مقاتلي المعارضة طريق الإمداد الوحيدة لقوات النظام الى محافظة حلب شمال البلاد من خلال سيطرتهم على بلدة خناصر الاستراتيجية شرق المدينة بعد معارك أدّت الى مقتل العشرات من عناصر النظام، تفقد مفتشو الامم المتحدة حول الاسلحة الكيميائية منطقة قرب دمشق للتحقيق في تعرضها للقصف بأسلحة كيميائية الاسبوع الماضي.
ففي واشنطن قال البيت الابيض الاثنين ان لا سبيل لانكار استخدام اسلحة كيميائية في سوريا، وانه لا يوجد شك يذكر في ان الحكومة السورية استخدمتها.
وقال المتحدث باسم البيت الابيض جاي كارني ان الرئيس اوباما يقوّم الرد المناسب على استخدام الاسلحة الكيميائية، لكنه لم يتخذ قرارا بشأن كيفية الرد. ولم يذكر كارني اطاراً زمنياً لاتخاذ أوباما قراره.
وقال كارني "لا يوجد شك يذكر في عقولنا في ان الحكومة السورية مذنبة". واضاف انه لا سبيل لانكار ان الاسلحة استخدمت في ما وصفه بأنه انتهاك للعرف الدولي.
كذلك أكد وزير الخارجية الأميركي جون كيري أمس أن أسلحة كيميائية استخدمت بالفعل في سوريا الاسبوع الماضي، معتبراً ان هذا العمل "وقاحة اخلاقية" لا بد من ان يحاسب عليه من قاموا به.
وقال كيري في تصريح صحافي من واشنطن "ان اسلحة كيميائية استخدمت في سوريا، وهذا الامر اكيد".
واضاف "ما شاهدناه الاسبوع الفائت في سوريا يصدم الضمير العالمي. انه يتحدى اي معيار اخلاقي. ان المجزرة العمياء بحق مدنيين وقتل نساء واطفال وعابرين ابرياء بواسطة اسلحة كيميائية يشكل وقاحة اخلاقية".
وتابع كيري "يعتقد الرئيس (الاميركي باراك) اوباما انه لا بد من محاسبة من استخدموا الاسلحة الاكثر وحشية ضد السكان الاكثر ضعفاً في العالم"، مشدداً على ان "لا شيء اكثر خطورة اليوم ولا شيء اكثر يستحق التقصي" من استخدام الاسلحة الكيميائية.
وقال وزير الخارجية الاميركي في بيان قوي ان كل الدول يجب ان تتخذ موقفا لاجل المحاسبة عن استخدام الاسلحة الكيميائية في سوريا. واضاف ان المعلومات حتى الان ومنها لقطات فيديو وروايات ميدانية تبين ان "الاسلحة الكيميائية استخدمت في سوريا. وعلاوة على ذلك نعرف ان النظام السوري يواصل حيازة تلك الاسلحة الكيميائية".
وانسجاماً مع موقف حكومته في نهاية الاسبوع، اتهم كيري ايضا النظام السوري بان موافقته على توجه محققي الامم المتحدة الى المنطقة التي شهدت الهجوم الكيميائي في 21 اب جاءت "متاخرة جدا ما يجعلها تفتقر الى الصدقية" وبانه "قصف" الموقع المذكور "ودمر في شكل منهجي الادلة" الميدانية.
وقال "ليس هذا سلوك حكومة لا شيء لديها لتخفيه".
وبعد قليل من اصدار وزير الخارجية جون كيري بيانا قويا قال إن الادلة على وقوع هجوم كيميائي قاتل على نطاق واسع الاسبوع الماضي "لا سبيل لانكارها"، قالت وزارة الخارجية الاميركية أمس ان ادارة اوباما لم تحدد جدولاً زمنياً للرد على استخدام اسلحة كيميائية في سوريا، لكن المسؤولين يعدون الخيارات للرئيس اوباما مع شعور بالحاجة الملحة.
وقالت المتحدثة باسم الوزارة ماري هارف للصحافيين في واشنطن "يشعر الناس بأنه يوجد احساس بالالحاح... لكن لا يوجد جدول زمني".
وحذرت روسيا القوى الغربية أمس من أي تدخل عسكري في سوريا، قائلة ان استخدام القوة من دون تفويض من الأمم المتحدة سيكون انتهاكاً خطيراً للقانون الدولي.
وفي محاولة لقطع الطريق على أي عملية عسكرية ضد سوريا، ذكرت صحيفة "ديلي تليغراف" أمس أن بريطانيا تخطط لمشاركة الولايات المتحدة فيها في أيام قليلة، أبلغ الرئيس الروسي فلاديمير بوتين رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون أن لا دليل على أن قوات النظام السوري استخدمت أسلحة كيميائية.
وقال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إن موسكو ليست لديها النية للدخول في صراع عسكري بسبب الحرب الاهلية في سوريا وإن واشنطن وحلفاءها سيكررون "أخطاء الماضي" اذا تدخلوا في سوريا.
وقال في مؤتمر صحافي ناقش خلاله اتهامات المعارضة لقوات الحكومة السورية باستخدام اسلحة كيميائية "استخدام القوة بدون موافقة مجلس الامن التابع للامم المتحدة انتهاك خطير للقانون الدولي."
وقال لافروف معبراً عن قلقه بشأن بيانات تشير الى ان حلف شمال الاطلسي لديه الحق في التدخل بعد الهجوم الكيميائي من دون موافقة الامم المتحدة ان ذلك سيؤدي الى "تدهور شديد" في الوضع.
وحض الغرب على الا يسلكوا "المسار الخطير" الذي سلكوه عدة مرات من قبل واضاف "ليس لدينا نية لخوض حرب مع أحد".
وقال "اذا فكر احد ان قصف البنية الاساسية العسكرية لسوريا وتدميرها وترك ساحة المعركة لمعارضي النظام لكي يفوزوا بها سينهي كل شيء.. فهذا وهم".
ومن لندن (مراد مراد)، وجه المسؤولون الغربيون والامين العام للامم المتحدة بان كي مون امس رسالة شديدة الوضوح الى ديكتاتور دمشق من خلال عبارة استخدمت في تصريحاتهم جميعا "لا افلات من العقاب". فما كان من بشار الأسد وحلفائه الا الرد سريعا عبر قنص موكب الامم المتحدة المتجه الى الغوطة لمعاينة مكان الجريمة الكيميائية النكراء.
وحملت التصريحات البريطانية تحديدا نكهة متشددة وميالة الى الحل العسكري دون سواه، وهذا ما يمكن قراءته في كلام وزير الخارجية البريطاني ويليام هيغ امس عن وجوب التحرك بغض النظر اوافق مجلس الامن على ذلك ام لم يوافق، وحتى ايضا بغض النظر اوصل مفتشو الامم المتحدة في تحقيقهم الى ادلة تدين النظام السوري ام لم يصلوا.
وكان هيغ حازما جدا امس عندما قال في برنامج اذاعي "المساعي الديبلوماسية لإنهاء الازمة السورية فشلت. الاجماع في مجلس الامن الدولي على التدخل عسكريا ليس ضروريا والمجلس الى حد الآن فشل في تحمّل مسؤولياته تجاه الشعب السوري مع انه كان بإمكانه حل هذه الازمة منذ فترة طويلة لو لم تستخدم روسيا والصين الفيتو ضد القرارات المتعلقة بسوريا".
وتساءل هيغ "هل من الممكن الرد على الاسلحة الكيميائية دون اجماع كامل في مجلس الامن الدولي التابع للامم المتحدة؟ انا اقول نعم، والا فمن غير الممكن التصدي لمثل هذه الجرائم المثيرة للغضب ولا اعتقد ان الواضع الراهن في سوريا مقبول اطلاقا".
وتابع الوزير البريطاني "بالإمكان التحرك بناء على واجباتنا الانسانية بعد النظر الى المعطيات والارقام وحجم المأساة وبإمكاننا القيام بذلك من خلال العديد من السيناريوات. لكن اي شيء نقترح القيام به بالقوة يحتاج الى نصيحة قانونية والتأكد من انه لا ينتهك القوانين الدولية".
وعن واجب استشارة البرلمان في حال اتخاذ قرار الضربة العسكرية اوضح هيغ "بالطبع نحن لدينا (حزب المحافظين) سجل يشهد لنا بإستشارة البرلمان قبل القيام بخطوات عسكرية ولكن هذا الامر يتأثر ايضا بطبيعة التدخل المقترح تنفيذه والتوقيت للقيام بذلك".
ويستشف من هذا الكلام ان الحكومة البريطانية قد تدخل المعركة دون اللجوء الى البرلمان. وهذا ايضا ما لمح اليه ناطق بإسم مكتب رئيس الوزراء دايفيد كاميرون امس عندما استوضحه صحافيون عما اذا كان كاميرون سيدعو البرلمان الى قطع الاجازة الصيفية وعقد جلسة استثنائية فكان جوابه "ان هذا امر محتمل ولكن رئيس الوزراء ايضا يحفظ حقه بإتخاذ القرارات بنفسه في حال كان الامر طارئا ويتطلب تدخلا سريعا".
وعن مدى يقين بريطانيا بأن الاسد ونظامه ارتكبا المجزرة الكيميائية، قال هيغ "ان القاء الشبهات واللوم على الثوار هو امر غير منطقي بتاتا، لأن الاشتباه بأن احدا غير النظام هو من قام بذلك يعني ان علينا ان نصدق بان المعارضة السورية تستخدم اسلحة كيميائية على نطاق واسع لا دليل لدينا على انها بحوزتها من خلال صواريخ وسلاح جوي نحن نعلم جيدا انها لا تملكها بغرض قتل مئات الاشخاص الذين يعيشون في المناطق التي تسيطر عليها. ان هذا منطق لا يقبله عقل".
وتناقلت وسائل الاعلام المرئية والمسموعة والمكتوبة في بريطانيا امس ان البلاد قد تكون متوجهة الى الحرب في سوريا خلال الايام القليلة المقبلة. ونشرت صحيفة التايمز خارطة لسوريا تتضمن قواعد السلاح الجوي ومصانع الاسلحة الكيميائية ومخازن تلك الاسلحة على انها مواقع مرجحة للاستهداف من صواريخ التوماهوك الاميركية والبريطانية كما تضمنت الصورة اسماء القطع الحربية البحرية الاميركية والبريطانية التي قد تطلق الشرارة الاولى للإطاحة بالأسد
وقطع كاميرون اجازته الصيفية أمس عائداً الى لندن لإدارة كيفية التعامل مع مستجدات الوضع السوري، وسيزاول عمله رسميا امس على ان يرأس اجتماعا طارئا استثنائيا لمجلس الامن القومي البريطاني غدا الاربعاء. وكان كاميرون اجرى خلال عطلته في مصيف كورنوال المحلي اتصالات هاتفية عدة ابرزها بالرئيسين الاميركي باراك اوباما والفرنسي فرنسوا هولاند ورئيس الوزراء الكندي ستيفن هاربر.
وتعليقا على خيارات رد المجتمع الدولي، قال وزير الخارجية لا أود الخوض في تلك الخيارات الآن لأسباب وجيهة، ونحن نناقشها مع الولايات المتحدة ودول أخرى. من الضروري أن نتصرف وفق القانون الدولي، وأن نحشد بالطبع تأييدا دوليا لضمان عدم إمكان استخدام الأسلحة الكيميائية بحصانة من المحاسبة. لكننا سوف نناقش الخيارات في الساعات القادمة.
وذكرت صحيفة "ديلي تليغراف" أمس، أن بريطانيا تخطط للانضمام إلى الولايات المتحدة لشن عمل عسكري ضد سوريا في غضون أيام قليلة، رداً على الهجوم المزعوم بالغاز السام الذي يُعتقد أن نظام بشار الأسد شنه في ريف دمشق الأسبوع الماضي.
وقالت الصحيفة، إن سفناً تابعة للبحرية الملكية البريطانية جرى اعدادها للمشاركة في سلسلة محتملة من الضربات بصواريخ كروز إلى جانب الولايات المتحدة، مع قيام القادة العسكريين من البلدين بوضع اللمسات الأخيرة على لائحة الأهداف المحتملة.
واضافت أن مصادر في الحكومة البريطانية أكدت أن رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون، سيواصل التشاور مع القادة الدوليين، بمن فيهم الرئيس الأميركي باراك أوباما، بشأن العمل العسكري ضد النظام السوري، والذي تم الإتفاق على إمكان أن يبدأ قريبا.
ونسبت الصحيفة إلى مصدر في الحكومة البريطانية، قوله نحتاج من فريق المفتشين إلى ما يقنعنا بأن الهجوم ليس من فعل النظام حتى ولو زار موقعه، لأننا نعتقد أن كل شيء يشير إلى حقيقة أنه يقف وراءه .
وأعلن وزير الخارجية التركية أحمد داود أوغلو أمس أن بلاده ستشارك في أي تحالف دولي ضد سوريا حتى وإن فشل مجلس الأمن بالخروج بقرار للتحرّك.
ونقلت وسائل إعلام تركية عن داود أوغلو قوله إننا نعطي أولوية للتحرّك معاً مع المجتمع الدولي وفقاً لقرارات الأمم المتحدة. وفي حال فشل مجلس الأمن في التوصل إلى مثل قرار كهذا فإن خيارات أخرى تطرح هذه الأيام وتناقشها 36 إلى 37 دولة . وأضاف أنه في حال تشكيل تحالف ضد سوريا فإن تركيا ستشارك في هذا التحالف .
وناشدت السعودية المجتمع الدولي أمس الاضطلاع بمسؤولياته تجاه ما تشهده سوريا من "مجازر مروعة يرتكبها النظام".
وافادت وكالة الانباء السعودية ان مجلس الوزراء جدد "مناشدة المجتمع الدولي ممثلا بمجلس الامن الاضطلاع بمسؤولياته الانسانية تجاه ما يشهده الشعب السوري من مآس ومجازر مروعة يرتكبها النظام ضد شعبه وبمختلف أنواع الاسلحة بما فيها السلاح الكيميائي المحرم دوليا".
وبخصوص زيارة المفتشين الدوليين لمواقع القصف الكيميائي قرب دمشق (فادي الداهوك)، متوجسين من أن يلمسوا القذيفة. يقيسون طولها وعرضها مع مسافة أمان بينها وبين جهاز القياس. هكذا بدا فريق المحققين الدوليين التابع للأمم المتحدة المكلف في التحقق من آثار استخدام النظام للسلاح الكيميائي في غوطتي دمشق، الذي زار معضمية الشام يوم أمس، لكن، لمَ معضمية الشام فقط؟، هناك دوما وعربين وحمورية وسقبا وجوبر وجسرين وعين ترما وكفربطنا مناطق تتداخل أراضيها في ما بينها في الغوطة الشرقية والأدلة ستكون أكبر والشهود أكثر كما أن زيارة تلك المناطق تكون بمثابة استثمارٍ للوقت.
يقول ناشطون، إن فريق المحققين الدوليين قام بمراوغة النظام ودخل إلى معضمية الشام بعد أن أبلغ السلطات السورية أن الوفد سيزور مناطق الغوطة الشرقية، إلا أن هذا الاحتيال الذي قام به فريق المحققين قابله النظام بعرقلة عملهم.
وقرابة الحادية عشرة من صباح أمس الاثنين، تحركت سبع سيارات تابعة للمحققين الدوليين من ناحية فندق الميريديان، ووصلت الى ساحة الأمويين في الحادية عشرة وعشرين دقيقة، وسط إغلاق كامل لكل الطرق التي كان يمر منها فريق المحققين ومماطلة في تأخير تحركه على الحواجز العسكرية والأمنية المنتشرة في المنطقة.
عند أطلال المعضمية، تعرض الفريق لإطلاق نار، يقول ناشطون إنه أصاب سيارتين وسط حرص بعدم قتل من بداخلهما. ويؤكدون أن مصدره كان حاجزاً للمخابرات الجوية واللجان الشعبية المتمركزة في الحي الشرقي، إلا أن فريق المحققين أصر على الدخول، واتخذ من أجهزة تحديد المواقع الجغرافية طريقة لإرشاده إلى المنطقة التي سقطت فيها الصواريخ، بعد محاولة النظام إدخالهم إلى الحي الشرقي الذي يتمركز فيه الشبيحة وحاجز للمخابرات الجوية.
الثانية عشرة وخمس دقائق، دخل فريق المحققين إلى المعضمية، وصل إلى المركز الطبي وقابل الأطباء واستمع إليهم، ثم عاين المصابين وتحدث إلى أهالي الشهداء، وطلب الفريق من الناشطين الإعلاميين عدم تصويرهم وتسجيل لقاءاتهم أثناء جمع الشهادات ومعاينة الحالات، إلا أن الناشطين اختلسوا بعض الصور لهم أثناء قيام الفريق بجمع الشهادات ومعاينة المنطقة، ثم انتقل إلى جامع الروضة وعاين بعض الإصابات الموجودة في الجامع، ليتوجه بعدها إلى المقابر التي دفنت فيها جثث الشهداء حيث أخذ عينات من التربة وعينات من الجثث.
وقال المركز الإعلامي في معضمية الشام ان فريق المحققين لم يزر سوى موقعين من أصل سبعة مواقع كان أعلن نيته زيارتها بعد إنذارها من قبل النظام الذي أطلق قذيفة مدفعية على المدينة سارع فريق المحققين على إثرها بالمغادرة.
ومع انسحاب آخر سيارة من سيارات المحققين من معضمية الشام، وكان ذلك في تمام الخامسة مساءً بحسب ما ذكر الناشطون، بدأت القذائف تنهال على المدينة مجدداً مخلفةً عدداً من الجرحى ودماراً كبيراً في الأحياء السكنية وشهيدين، وسط اشتباكات عنيفة بين الجيش الحر وقوات النظام على امتداد اوتستراد الأربعين والجهة الغربية.
ميدانياً، قطع مقاتلو المعارضة السورية طريق الامداد الوحيدة للقوات النظامية الى محافظة حلب في شمال البلاد، بسيطرتهم أمس على بلدة خناصر الاستراتيجية شرق حلب، بعد معارك ادت الى مقتل 53 عنصرا نظاميا، بحسب المرصد السوري.
وقال المرصد "سيطر مقاتلو الكتائب المقاتلة على بلدة خناصر الاستراتيجية، عقب اشتباكات عنيفة مع القوات النظامية استمرت منذ مساء أمس"، مشيرا الى ان البلدة تقع على الطريق بين مدينة السلمية في محافظة حماة (وسط) وحلب "وهي الطريق الوحيدة(..) تصل منها الإمدادات العسكرية والغذائية" الى المحافظة.
وبعد ظهر أمس، قال المرصد ان المعارك ادت الى "مقتل ما لا يقل عن 53 عنصرا من القوات النظامية وقوات الدفاع الوطني الموالية لها(..) وما لا يقل عن 16 مقاتلا من الكتائب المقاتلة".
واوضح انه "بهذه السيطرة تكون القوات النظامية محاصرة برياً بمحافظة حلب"، موضحا ان المقاتلين سيطروا في الايام الاخيرة على عدد من القرى في محافظة حلب، قبل التقدم نحو خناصر.
واعترفت صحيفة "الوطن" السورية القريبة من نظام الاسد بأن المقاتلين "قطعوا طريق الاغاثة الوحيد الذي يربط حلب بباقي المحافظات السورية والمعروف بطريق خناصر - اثريا".
وشكل هذا الطريق المنفذ الوحيد للامداد نحو المحافظة، اذ إن مطار حلب الدولي مقفل منذ كانون الثاني الماضي جراء المعارك في المناطق المحيطة به، كما ان طريق دمشق حلب مقطوع عند مدينة معرة النعمان في محافظة ادلب (شمال غرب) التي يسيطر عليها المعارضون، اضافة الى طريق اللاذقية (غرب) حلب.
واشارت "الوطن" الى ان قطع الطريق اتى بعد سيطرة المقاتلين على "عدد من القرى الواقعة عليه بعدما استقدموا اكثر من الفي مسلح منهم الكثير من غير السوريين". واشارت الى ان المقاتلين يعمدون "إلى زرع ألغام على طول الطريق في المناطق التي يتسللون إليها وإطلاق وابل نيرانهم وقذائفهم على شاحنات الإغاثة وصهاريج الوقود والحافلات التي تقل الركاب"."
اللواء
ضربة صاروخية متوقَّعة ضد النظام السوري
موسكو لن تنجر إلى الحرب ..واتصالات دولية مع إيران لعدم التدخل
وكتبت صحيفة اللواء تقول "تكثفت الجهود الدولية على نحو متسارع لاتخاذ قرار بالتحرك عسكريا ضد النظام السوري خارج إجماع مجلس الأمن للرد على استخدام هذا النظام أسلحة كيمياوية في قصف على الغوطة بريف دمشق الأسبوع الماضي أودى بحياة المئات .
وفي حين بدا ان مجمل عوامل الضربة العسكريةالصاروخية المدمرة، شبه المؤكدة لنظام الرئيس السوري بشارالاسد،باتت متوافرة ،تلاحقت الأحداث على نحوٍ متسارع في سوريا نفسها مع بدء مفتشي الأمم المتحدة مهمتهم التي قد تمتد لعدة أيام للتحقق من استخدام الأسلحة الكيمياوية ،وسط بداية تراجع في الموقف الروسي الداعم كلياً لدمشق بقولها انها لن تدخل حربا ضد أحد، بالرغم من استمرار رفض موسكو روسيا للتهديدات الغربية التي واجهتها دمشق وحليفتها طهران بسيل من الوعيد في وقت نشطت الاتصالات الدولية مع ايران لثنيها عن التدخل في اي مواجهة .
وعلى وقع طبول الحرب ،اكد وزير الخارجية الاميركي جون كيري ان اسلحة كيميائية استخدمت بالفعل في سوريا معتبرا ان هذا العمل يعتبر «وقاحة اخلاقية»لا بد من ان يحاسب عليه من قاموا به.
واكد كيري ان نظام الاسد استخدم الاسلحة الكيماوية وقال ان الرئيس باراك اوبامايقول إنه يجب أن يكون هناك محاسبة لمن استخدم أسلحة محظورة.
واضاف:النظام السوري عرقل وصول المفتشين إلى أماكن تعرضت للكيميائي
وقال ايضا» كانت هناك محاولات شريرة لطمس معالم جريمة استخدام الكيميائي
معتبراً ان القتل العشوائي للمدنيين أمر مشين وغير مقبول والعالم اتفق على عدم استخدام الأسلحة الكيميائية.
وفي آخر التطورات السياسية، قال مصدر حكومي في لندن إن رئيس الوزراء البريطاني ديفد كاميرون سيقطع عطلته ليترأس اجتماعا لمجلس الأمن الوطني البريطاني لبحث كيفية الرد على دمشق.
كما أعلن الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند أن واشنطن وحلفاءها سيقررون في غضون أيام القرار الذي سيتخذونه تجاه سوريا.
وقال وزير الدفاع الاميركي تشاك هيغل ان «الحكومة تفكر في خياراتها للرد بالتشاور مع شركائنا الدوليين».
غير ان وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ قال إن هناك إمكانية للرد على الهجوم بالأسلحة الكيمياوية دون أن يكون هناك إجماع على ذلك في مجلس الأمن في حال لم تُجدِ الضغوط الدبلوماسية نفعاً مع الحكومة السورية.
من جانبها، أعربت تركيا عن استعدادها للمشاركة في تحالف عسكري دولي بغية التصدي لنظام الأسد.
بالمقابل،حذرت روسيا الولايات المتحدة من التدخل العسكري في النزاع السوري، لكن وزير الخارجية سيرغي لافروف شدد على أن روسيا لن تدخل حربا مع أحد في سوريا.
وقال لافروف في مكالمة هاتفية مع نظيره الأميركي جون كيري، إن التدخل سيدمر مساعي السلام.
وطالب لافروف الولايات المتحدة في البيان الذي نشر امس بشأن فحوى المكالمة بعدم الانزلاق إلى «استفزازات»، مضيفا أن الاستخدام المحتمل لغازات سامة بالقرب من دمشق قد يكون مدبراً من ثوار.
وأكد أن احتمال حدوث تدخل عسكري في سوريا سيكون له عواقب وخيمة بالنسبة للشرق الأوسط.
كما حذرت إيران من أي تدخل دولي في سوريا.أما الصين فقالت إنها تؤيد إجراء تحقيق دولي مستقل وموضوعي في استخدام أسلحة كيمياوية في سوريا.
وفي دمشق،اكد مصدر امني ان دمشق مستعدة «للتعامل مع كل السيناريوهات» .
كما حذر الرئيس السوري من ان اي تدخل عسكري ضد نظامه سيكون مصيره «الفشل» .
واستهجن الاسد الاتهامات الغربية الموجهة الى نظامه بشن هجوم بالاسلحة الكيميائية معتبرا انها «تخالف العقل والمنطق». وقال ان الولايات المتحدة «ستصطدم بما اصطدمت به بكل حروبها من فيتنام حتى الان، بالفشل».
ولفت الى «الحصاد المر والنتائج السلبية لما جرى في ليبيا ومصر» مشيرا الى ان الغربيين «يمكنهم بدء اي حرب لكن لا يمكن لهم ان يعرفوا الى اين ستمتد او كيف لها ان تنتهي».
المحققون
ووسط هذه الاجواء الضاغطة ،وعلى وقع رصاصات القنص التي استهدفت موكبهم واصابته أثناء توجهه إلى المناطق التي تعرضت للهجوم الكيمياوي،أنهى المحققون الدوليون امس أول يوم من التحقيقات في المعضمية بريف دمشق بحثا عن أدلة حول استخدام الأسلحة الكيمياوية التي استخدمت في قصف هذه المنطقة الأربعاءالماضي ، حيث قاموا بإجراء فحوصات وسحب عينات من الضحايا .
وقال الامين العام للامم المتحدة بان كي مون ان المفتشين تمكنوا امس من التحدث الى ضحايا الهجوم رغم تعرض قافلتهم لاطلاق نار قناصة.
وصرح كي مون ان الامم المتحدة تقدمت ب»شكوى قوية» الى الحكومة السورية والمعارضين بشأن هجوم القناصة.
وقال انه رغم «الظروف الخطيرة للغاية» التي واجهها المحققون الا انهم «زاروا مستشفيين وقابلوا شهود عيان وناجين واطباء، كما جمعوا بعض العينات». وطبقا لمسؤولين في الامم المتحدة فان المستشفيات التي زارها المفتشون هي في معضمية الشام .
وفي وقت سابق قال متحدث باسم الامم المتحدة ان قناصة اطلقوا النار على الخبراء بينما كانوا يتوجهون الى موقع الهجوم الكيميائي قرب دمشق.
وقال مسؤولون في الامم المتحدة انه بعد ان انسحب الفريق لفترة وجيزة، توجه المحققون الى مستشفى ميداني حيث يعالج ضحايا الهجوم الكيميائي .
وقال بان كي مون انه امر مبعوثته لنزع الاسلحة انغيلا كاين الموجودة في دمشق «بتقديم شكوى قوية للحكومة السورية وسلطات قوات المعارضة» اللتين تبادلتا الاتهامات بالمسؤولية عن الاعتداء."