الصحافة اليوم 16-09-2013: إتفاق روسي أميركي: الكيميائي إلى محك التنفيذ
تناولت الصحف اللبنانية الصادرة صباح اليوم الإثنين عدة مواضيع كان أبرزها الإتفاق الروسي – الأميركي حول الكيميائي السوري في جنيف، والمواقف الدولية التي تلته.
السفير
دمشق تعدّ اللائحة الكيميائية وكيري يسوّق التسوية في إسرائيل
شيطان «الفصل السابع» لا يعيق «جنيف 2»
وتحت هذا العنوان كتبت صحيفة السفير تقول "بدا أمس ان الشيطان يكمن في بعض التفاصيل. هكذا يمكن اختصار التفاهم الاميركي ــ الروسي الذي أعلنه وزيرا الخارجية جون كيري وسيرغي لافروف في جنيف، حيث ذهب كل طرف الى تفسير عبارة «الفصل السابع» وفق مفهومه الخاص، أقله في ما قيل أمام ... الاعلاميين.
ومثلما جرت العادة، فإن اسرائيل كانت الطرف الاول الذي يحرص الاميركيون على طمأنته. فقد سارع كيري الى لقاء رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو، معلنا ان التهديد باستخدام القوة لا يزال قائما، وان التفاهم مع موسكو، سيؤدي الى إزالة الترسانة الكيميائية السورية بالكامل.
وفي الوقت الذي أعلن فيه كيري ان اتفاق الأسلحة الكيميائية قد يكون «أول خطوة ملموسة» نحو تسوية نهائية، وأعرب نظيره الروسي سيرغي لافروف عن أمله أن يحضر جميع أطراف الصراع مؤتمر «جنيف 2» في تشرين الأول المقبل من دون شروط مسبقة، كان «الائتلاف الوطني السوري» يطالب «الأشقاء العرب ومجموعة أصدقاء سوريا بتعزيز قدرات المعارضة العسكرية لتتمكن من تحييد سلاح جو نظام (الرئيس بشار) الأسد ودباباته لإجبار النظام على إنهاء حملته العسكرية، وقبول حل سياسي يؤدي إلى التحول الديموقراطي في سوريا».
رئيس «المجلس العسكري للجيش السوري الحر» سليم إدريس كان أكثر وضوحا، حيث اعتبر ان الاقتراح الأميركي - الروسي يشكل «ضربة للانتفاضة»، مضيفا أن «جميع المبادرات لا تعني المعارضة، وان روسيا هي شريك للنظام في قتل الشعب السوري».
لكن التباين في تفسير مفعول «الفصل السابع»، لم يحجب مشهد التقدم الذي يقوم به كل طرف لاستكمال الخروج من مناخ الحرب الاقليمية التي لاحت بوادرها خلال الأسبوعين الماضيين. ففيما كان كيري يحرص على التأكيد أن الرئيس الاميركي باراك اوباما كان يفضل طوال الوقت الحل السياسي للأزمة، كان لافروف يشير الى ان التنسيق مع الاميركيين بشأن الترسانة الكيميائية كان يجري منذ حزيران العام 2012، وان التشاور كان يجري أيضا بين الاميركيين والسوريين أنفسهم.
ومن جهتهم، كان السوريون يعبّرون عن التزامهم بالتفاهم الاميركي ـــ الروسي، حيث أعلن وزير الإعلام السوري عمران الزعبي، لقناة «آي تي أن» البريطانية، أن السلطات السورية بدأت بإعداد لائحة بالأسلحة الكيميائية، مؤكدا أن دمشق ستلتزم بالخطة الروسية - الأميركية لإزالة ترسانتها الكيميائية ما إن توافق عليها الأمم المتحدة. وأكد أن بلاده ستسهل مهمة مفتشي الأمم المتحدة في إطار الاتفاق بين واشنطن وموسكو، مشددا على أن سوريا «تلتزم ما تقوله».
ويمهل الاتفاق دمشق أسبوعا لتسليم لائحة بأسلحتها الكيميائية، ما يمهد لتدميرها مع نهاية النصف الأول من العام 2014، بعد ان ينهي المفتشون مهمتهم الاولى مع نهاية تشرين الثاني المقبل، وذلك في ظل التهديد بإمكان إحالة الملف إلى مجلس الأمن تحت «الفصل السابع»، إذا لم تف السلطات السورية بتعهدها، وهو ما اختلف كيري ولافروف حول تفسيره.
وكانت الأمم المتحدة قد أعلنت، أمس الأول، أنها تسلمت جميع الوثائق اللازمة لانضمام سوريا إلى معاهدة حظر الأسلحة الكيميائية وأن دمشق ستخضع للمعاهدة بدءا من 14 تشرين الأول المقبل. ويتوقع أن يصدر خبراء الأمم المتحدة بشأن الهجوم الكيميائي في غوطة دمشق تقريرهم اليوم.
ونفى مسؤول سوري رفيع المستوى لمراسل «السفير» في دمشق زياد حيدر أي قلق لدى السلطات السورية من إمكانية صدور قرار تحت بند «الفصل السابع»، مؤكدا أن سوريا ملتزمة «مئة في المئة» بالاتفاق الذي توصل إليه الجانبان الروسي والأميركي. وأبدى ارتياحه لـ«الضمانات الروسية» التي قدمت لدمشق بخصوص المبادرة.
لافروف وكيري
وينص الاتفاق الروسي ـــ الأميركي الذين أعلن امس الاول، على أنه «يجب إتمام عمليتي نزع وتدمير الأسلحة الكيميائية السورية في النصف الأول من العام 2014، بعد أن تنتهي عمليات التفتيش الأولية بحلول تشرين الثاني» المقبل. ويضيف «في حال عدم احترام التعهدات، بما في ذلك حصول عمليات نقل غير مسموح بها، واستخدام أسلحة كيميائية من أي جهة كانت في سوريا، على مجلس الأمن أن يفرض تدابير بموجب الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة».
وعندما قال كيري انه إذا لم تلتزم سوريا بالاتفاق فإنها ستواجه عواقب بموجب «الفصل السابع»، قاطعه لافروف، خلال المؤتمر الصحافي المشترك في جنيف أمس الأول، ليقول إن نص الاتفاق ينص فقط على فرض عقوبات. وقال كيري «لا تقليص للخيارات»، مشيرا إلى أن الرئيس باراك أوباما يحتفظ بحق استخدام القوة العسكرية في سوريا بموافقة أو من دون موافقة من الكونغرس أو هيئة دولية.
لكن لافروف قال إن الاتفاق «لم يذكر شيئا عن استخدام القوة ولا شيء بشأن أي عقوبات تلقائية»، لكنه أضاف أن روسيا ستؤيد عقوبات تفرضها الأمم المتحدة على من تثبت إدانته بوضوح. ونبه لافروف إلى أن موسكو ستتحقق بدقة من كل التقارير التي تتهم النظام السوري. وقال «هذا لا يعني بالطبع أننا سنصدق أي حالة انتهاك يتم رفعها إلى مجلس الأمن الدولي من دون التحقق منها». وتابع «هناك كثير من الأكاذيب والتزوير في هذا الملف اليوم في العالم، ما يستدعي حذرا كبيرا».
وقال كيري إن اتفاق الأسلحة الكيميائية قد يكون «أول خطوة ملموسة» نحو تسوية نهائية، فيما أعرب لافروف عن أمله أن يحضر جميع أطراف الصراع مؤتمرا في تشرين الأول المقبل من دون شروط مسبقة. وأعلن أن «كيري أكد اعتزام الولايات المتحدة العمل على إقناع ائتلاف المعارضة السورية بحضور مؤتمر السلام الدولي والمقرر عقده في جنيف»، موضحا أن «المؤتمر ستحضره أيضا قوى أخرى معارضة، من بينها أولئك الذين لم يغادروا أبدا سوريا ويعبرون عن احتجاجهم من داخل البلاد وليس من الخارج».
وقال لافروف، في مقابلة مع التلفزيون الروسي، إن «الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين والأميركي باراك أوباما كانا قد اتفقا في قمة مجموعة العشرين في لوس كابوس (في المكسيك في حزيران العام 2012) على تبادل التقييمات لحالة الأسلحة الكيميائية السورية عبر الأجهزة المناسبة للبلدين». وأضاف «كنا نتعامل مع السوريين مباشرة كي نفهم مستوى تأمين جميع ما فيها. إن الطرف الأميركي، ويمكن الحديث عن ذلك الآن، كان أيضا يتصل مباشرة، وغير مرة، بالحكومة السورية للحصول على توضيحات حول هذا الموضوع بالذات».
وبدأ كيري تسويق المبادرة بشأن الكيميائي على حلفاء واشنطن، حيث زار إسرائيل أمس، على أن يعقد لقاء مع نظيريه الفرنسي لوران فابيوس والبريطاني وليام هيغ في باريس اليوم، قبل لقاء مع الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند. ومن المقرر أن يقوم الوزير الفرنسي غدا بزيارة إلى موسكو للقاء لافروف.
واعتبر كيري، خلال لقائه رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو في القدس المحتلة، أن «التهديد بالقوة يبقى قائما، التهديد فعلي»، مضيفا «نحن لا نثرثر حين يتعلق الأمر بمشاكل دولية، لا تخطئوا، لم نستبعد أي خيار». وقال إن الاتفاق الأميركي ـــ الروسي يشكل «إطارا وليس اتفاقا نهائيا»، لكنه يتمتع «بقدرة كاملة على إزالة كل الأسلحة الكيميائية في سوريا». وشدد على أنه عدا نزع السلاح الكيميائي، يُنتظر من السوريين «وقف القتل واللجوء الذي يمزق سوريا وكل المنطقة». وعاد وأكد أنه «كما قلنا، لا حل عسكرياً لهذا النزاع، ونحن لا نريد خلق مزيد من المتطرفين. نريد إيجاد حل سياسي». ورأى نتنياهو، من جهته، أن تفكيك الترسانة الكيميائية السورية سيجعل المنطقة «أكثر أمانا بكثير»، مضيفا «يجب أن يواكب الديبلوماسية تهديد عسكري ذو صدقية ليكون لها فرصة للنجاح» في إشارة إلى إيران.
وأعلن هولاند، في مقابلة مع شبكة «تي اف 1»، أن الاتفاق بشأن إزالة الأسلحة الكيميائية في سوريا يمثل «مرحلة مهمة، لكنه ليس نقطة النهاية»، مشيرا إلى انه يتعين توقع «إمكان فرض عقوبات» في حال عدم تطبيقه. وقال ان قرارا للأمم المتحدة حول فرض رقابة على الترسانة الكيميائية السورية قد يتم التصويت عليه «بحلول نهاية الاسبوع» المقبل. وشدد على «وجوب بقاء الخيار العسكري، وإلا فلن يكون هناك إلزام»، داعيا ايضا الى «توقع إمكان (فرض) عقوبات في حال عدم تطبيق الاتفاق».
النهار
الكيميائي من أروقة جنيف إلى محكّ التنفيذ
أوباما أبلَغَ روحاني أن سوريا ليست إيران
وتناولت صحيفة النهار الإتفاق الروسي الأميركي وكتبت تقول "غداة اعلان وزيري الخارجية الاميركي جون كيري والروسي سيرغي لافروف عن التوصل الى اتفاق على وضع الترسانة الكيميائية السورية تحت الرقابة الدولية وتدميرها وفقاً لجدول زمني ينتهي منتصف سنة 2014، اعلن الرئيس الاميركي باراك اوباما انه تبادل رسائل مع الرئيس الايراني حسن روحاني، وحذره من ان تريث واشنطن في شن ضربة على سوريا لا يؤثر على التهديدات الاميركية باستخدام القوة لمنع ايران من تصنيع اسلحة نووية. وطمأن كيري إسرائيل الى فاعلية الاتفاق الأميركي - الروسي الذي اتخذت موقفاً حذراً منه. ورأى الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند ان الاتفاق يمثل "مرحلة مهمة، لكنه ليس نقطة النهاية"، مشيرا الى انه ينبغي توقع "امكان فرض عقوبات" في حال عدم تطبيقه.
اما دمشق فقالت ان الاتفاق يمثل "انتصاراً" بعدما جنبها الحرب ص11، واعلنت انها باشرت اعداد لائحة بمخزونها الكيميائي وفقاً لما نص عليه الاتفاق. وطالب "الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية" المجتمع الدولي بتوسيع حظر استخدام الأسلحة الكيميائية، ليشمل منع استخدام القوة الجوية للنظام وصواريخه الباليستية. وأعتبرت القيادة المشتركة لـ"الجيش السوري الحر" و"قوى الحراك الثوري" أن الاتفاق الأميركي - الروسي يمثل "طعنة" في ظهر الشعب السوري.
أوباما
وفي مقابلة مع شبكة " إي بي سي نيوز" الاميركية للتلفزيون سجلت الجمعة عشية اعلان اتفاق جنيف، سئل اوباما هل اتصل بروحاني، فأجاب: "لقد فعلت. هو ايضا اتصل بي. لقد تواصلنا مباشرة".
وسئل هل كان التواصل عبر رسائل، فأجاب: "نعم". وحرص على التمييز بين سلوك الولايات المتحدة حيال مسألة الاسلحة الكيميائية السورية وتجميدها ضربتها العسكرية لمصلحة اتفاق مع روسيا على تأمين هذه الترسانة، ومقاربة واشنطن لملف ايران عند بلوغ طهران مرحلة متقدمة من برنامجها النووي. وقال: "اعتقد ان ما يفهمه الايرانيون هو ان المسألة النووية اكبر بكثير بالنسبة الينا من مسألة الاسلحة الكيميائية". وأوضح ان "التهديد الذي تواجهه اسرائيل من جراء ايران نووية، اقرب بكثير الى صلب مصالحنا"، ذلك ان "التسابق على الاسلحة النووية في المنطقة من شأنه زعزعة الاستقرار الى حد كبير". وأضاف: "احسب ان الايرانيين يعرفون ان عليهم الا يستخلصوا درساً - باننا ان لم نهاجم (سوريا) فتالياً لن نهاجم ايران". واشار في المقابل الى ان العبرة المستخلصة من ازمة الأسلحة الكيميائية السورية يجب ان تكون انه "في الامكان حل هذه المسائل ديبلوماسيا".
وأجاب اوباما عن سؤال آخر: "اهنئه (الرئيس الروسي فلاديمير بوتين) بانه تدخل. اهنئه لقوله "اتحمل مسؤولية دفع زبوني، نظام الاسد، الى التصرف في الاسلحة الكيميائية... انها ليست الحرب الباردة. ليست هناك منافسة بين الولايات المتحدة وروسيا". وذكر ان العلاقات بين البلدين كان يحكمها دوماً مبدأ الرئيس سابقاً رونالد ريغان "ثقة مع اليقظة". واكد ان الهدف "هو التأكد من عدم وقوع اسلحة هي الاسوأ اما في ايدي نظام مجرم واما في ايدي بعض افراد المعارضة المناهضين للولايات المتحدة كما للاسد".
وفي نيويورك، اعلن رئيس مجلس الامن لهذا الشهر المندوب الاوسترالي الدائم لدى الامم المتحدة السفير غاري كوينلان ان المجلس سيعقد جلسة اليوم للاستماع الى ايجاز من الأمين العام للمنظمة الدولية بان كي – مون عن تقرير رئيس مهمة تقصي الحقائق في الإدعاءات عن استخدام الأسلحة الكيميائية في سوريا آكي سالستروم، الذي وصل الى نيويورك لهذه الغاية.
هولاند
وفي باريس، صرح هولاند في مقابلة مع شبكة "تي اف 1" الفرنسية للتلفزيون بان قرارا للامم المتحدة حول فرض رقابة على الترسانة الكيميائية السورية، وهو مبدأ توافقت عليه الولايات المتحدة وروسيا السبت، قد يتم التصويت عليه "بحلول نهاية الاسبوع" المقبل. وقال: "اعتبر (الاتفاق) مرحلة مهمة لكنه ليس نقطة النهاية".
وأعلن انه سيستقبل اليوم كيري ونظيره البريطاني وليم هيغ في حضور وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس و"سنبحث في مضمون القرار المقبل لمجلس الامن" المتعلق بالاتفاق الاميركي - الروسي. وشدد على "وجوب بقاء الخيار العسكري، والا فلن يكون هناك الزام"، داعيا ايضا الى "توقع امكان (فرض) عقوبات في حال عدم تنفيذ الاتفاق".
وسئل عن مستقبل سوريا، فجدد التزامه التوصل "الى حل سياسي"، داعيا ايضا الى "التاكد من ان الاشخاص الذين سيكلفون المرحلة الانتقالية هم ديموقراطيون حقيقيون". وقال: "فلننتبه الى عدم قيام اشخاص نعتبر انهم بمثل خطورة (الرئيس السوري) بشار الاسد (بتولي المسؤولية)، ما دام بشار الاسد والجهاديون قد ارتكبوا مجازر".
وفي انتقاد ضمني لمن يرى ان فرنسا تدور في فلك الولايات المتحدة في ما يتعلق بالملف السوري، قال: "فرنسا امة سيدة، وانا لست تابعا لأي بلد، سواء في مالي او في سوريا. الزم فرنسا او لا الزمها حين ارى ان مصالحنا الاساسية على المحك".
دمشق
وفي لندن، نقلت شبكة "آي تي ان" البريطانية للتلفزيون عن وزير الاعلام السوري عمران الزعبي ان "سوريا ملتزمة كل ما يصدر عن الامم المتحدة. نوافق على الخطة الروسية للتخلص من اسلحتنا الكيميائية. الواقع اننا باشرنا اعداد لائحتنا". واضاف: "اننا نقوم بتوثيق اوراقنا وقد بدأنا القيام بعملنا. اننا لا نضيع الوقت". واوضح ان سوريا ستطبق الخطة الروسية- الاميركية "حين تصبح امرا ملموسا اكثر" في ضوء قرار يصدره مجلس الامن. واكد ان بلاده ستسهل مهمة مفتشي الامم المتحدة في اطار الاتفاق بين واشنطن وموسكو، مشددا على ان سوريا "تلتزم ما تقوله".
الأخبار
لقاءات في الأردن وتركيا تنبئ بتصعيد داخلي: اتفاق جنيف يفتح الطريق نحو تسوية مع... إيران!
صحيفة الأخبار تناولت اتفاق جنيف وكتبت تقول "... وفي اليوم الثالث كان الاتفاق المفاجأة: تفاهم الروس والأميركيون على آلية لنزع السلاح الكيميائي وفق صيغة حملت في ثناياها بنوداً صادمة، من مثل حق تفتيش أي موقع في سوريا، وتهديد بقرار دولي تحت الفصل السابع إذا أخلّت دمشق بأي من ملزمات هذا الاتفاق. صيغة متوازنة، تظهر من حال الإرباك في إسرائيل، حيث عُدّ الاتفاق مقبولاً في مجمله لكن «العبرة في التنفيذ».
في الأصل، نزع السلاح الكيميائي السوري مطلب تاريخي إسرائيلي، باعتباره السلاح الموازن للترسانة النووية التي تمتلكها تل أبيب. وبناءً عليه فإن ثغور الإسرائيليين كان لا بد أن تكون باسمة، لولا حمل الاتفاق في أصله أيضاً بعدين فهمتهما القيادة العبرية جيداً: الأول، أنه أقر ضمناً ببقاء نظام الرئيس بشار الأسد، بغض النظر عما صدر على لسان المسؤولين الأميركيين. وثانياً، أنه يعطي الأميركيين فرصة استغلاله وتوظيفه في خيار دبلوماسي في وجه إيران، مع ما يتضمنه ذلك من اتجاه نحو تسوية شاملة سقفها الأدنى الاعتراف بالجمهورية الإسلامية قوة نووية، ومع ما يعنيه ذلك من تهديد وجودي بالنسبة إلى إسرائيل. واقع عززه الرئيس باراك أوباما بإعلانه عن اتصالات أميركية إيرانية شبه مباشرة على مستوى الرئاستين، وأعطى زيارة جون كيري إلى الدولة العبرية مضمونها الحقيقي: تسويق اتفاق جنيف وطمأنة القيادة الإسرائيلية حول ما يمكن أن تراه من سلبيات فيه، وفي الوقت نفسه إبلاغها انفتاح الأفق نحو طهران.
لكن الحساب الإقليمي ـــ الدولي قد لا يتطابق مع الحساب الميداني الداخلي في سوريا، حيث يتوقع البعض تسعير الاقتتال الداخلي، من قبل المعارضة، وتصعيد العمليات العسكرية التي يُعدّ لها النظام، وذلك على خلفية اجتماعات استخبارية جرت في تركيا والأردن على مدى الأيام الثلاثة الماضية شملت أيضا الاستخبارات السعودية وأثيرت فيها قائمة المطالب التقليدية للمعارضة المسلحة السورية حول تزويدها بأسلحة نوعية.
ويفترض، حسبما هو معلن، أن يعقد وزراء خارجية فرنسا لوران فابيوس وبريطانيا وليام هيث والولايات المتحدة جون كيري اجتماعا في باريس، يفترض أن ينضم اليه وزير الخارجية التركي أحمد داوود أوغلو، الذي وجه إليه الدعوة نظيره الأميركي، كما يفترض أن يلتقي الوزراء الثلاثة الرئيس فرانسوا هولاند، الذي توقع أن «يجري التصويت على قرار مجلس الأمن بشأن سوريا في نهاية الأسبوع الجاري»، مشيراً الى أن «الاتفاق حول السلاح الكيميائي السوري مرحلة مهمة، لكنه ليس الحل الأخير».
وكان أوباما قد أشاد، في مقابلة تلفزيونية بثّت أمس، بما قام به نظيره الروسي فلاديمير بوتين، وتحمله مسؤولية دفع الرئيس بشار الأسد إلى تفكيك أسلحته الكيميائية. ورفض أوباما ما قاله بوتين من أن مقاتلي المعارضة السورية مسؤولون عن الهجوم الكيميائي، الذي وقع في 21 آب. ودافع أوباما عن طريقة تعامله مع الأزمة السورية قائلا إن «الخطوات التي اتخذها دفعت الأسد إلى الاعتراف بامتلاكه أسلحة كيميائية، ودفعت حليفه الرئيسي روسيا إلى الضغط على سوريا للتخلي عن تلك الأسلحة». وتابع «إنها ليست الحرب الباردة. ليس هناك منافسة بين الولايات المتحدة وروسيا»، موضحاً أن «العلاقات بين البلدين كان يحكمها دائما مبدأ الرئيس الأسبق رونالد ريغن: ثقة (لكن) مع اليقظة». وأكد أن الهدف «هو التأكد من عدم وقوع أسلحة هي الأسوأ إما في أيدي نظام مجرم، أو في أيدي بعض افراد المعارضة المناهضين للولايات المتحدة كما للأسد».
وجرى تسجيل المقابلة مع قناة «ايه بي سي» قبل اعلان الاتفاق الأميركي ــ الروسي. وأكد أوباما، في بيان له بعد الاتفاق، أنه إذا لم تلتزم دمشق ببنوده، فإن «الولايات المتحدة تبقى مستعدة للتحرك».
وينصّ الاتفاق الذي جرى التوصل إليه بعد محادثات استمرت ثلاثة أيام في جنيف بين كيري ونظيره الروسي سيرغي لافروف، على أن تسلم دمشق «قائمة وافية» بمخزوناته من الأسلحة الكيميائية خلال أسبوع، بهدف ازالتها بحلول النصف الأول من عام 2014. ويلحظ الاتفاق امكان اصدار قرار دولي تحت الفصل السابع، يجيز استخدام القوة إذا لم يفِ النظام السوري بالتزاماته. ويتعيّن على سوريا ضمان حق تفتيش أي من المواقع وكل المواقع في سوريا على الفور ودون قيود.
وقال لافروف، في مؤتمر صحافي مشترك مع كيري، إن «النجاح في تنفيذ هذا الاتفاق سيكون له معنى ليس فقط من زاوية الهدف المشترك لإزالة ترسانة الأسلحة الكيميائية، لكن أيضاً لتجنب السيناريو العسكري الذي سيكون كارثياً لهذه المنطقة وللعلاقات الدولية ككل».
وأقرّ كيري بأنه ليس مضموناً إحراز المزيد من النجاح، وقال «الطريق شاق لتنفيذ هذا الإطار، الذي يتطلب يقظة ودعم المجتمع الدولي والمحاسبة الكاملة لنظام الأسد». وأضاف «ما من تقليص للخيارات»، مشيراً إلى أنّ أوباما يحتفظ بحق استخدام القوة العسكرية في سوريا بموافقة أو دون موافقة من الكونغرس أو هيئة دولية.
وقال متحدث باسم الوزارة الدفاع «إنه ما من تغيير في مواقع القوات». وأضاف «التهديد الجاد باستخدام القوة العسكرية كان السبب الرئيسي في إحراز تقدم دبلوماسي»، لكن لافروف قال إن الاتفاق «لم يذكر شيئاً عن استخدام القوة، ولا شيء بشأن أي عقوبات تلقائية».
ومن المرجح أن تبدأ جولة أخرى حول من المسؤول عن هجوم 21 آب بالأسلحة الكيميائية في الأيام المقبلة، بعد أن يسلم مفتشو الأمم المتحدة تقريرهم.
وسيجتمع كيري ولافروف بعد أسبوعين مع مندوب سوريا لدى الأمم المتحدة بشار الجعفري، عندما تبدأ اجتماعات الجمعية العامة لبحث إمكان المضي قدما في عقد مؤتمر دولي للسلام لبحث إمكان إنهاء الحرب السورية. وقال كيري أمس إن اتفاق الأسلحة الكيميائية قد يكون «أول خطوة ملموسة» نحو تسوية نهائية، فيما قال لافروف إنه يأمل أن تحضر جميع أطراف الصراع مؤتمراً في تشرين الأول دون شروط مسبقة.
اللواء
صفقة الكيماوي: تحفّظ عربي وترحيب إقليمي
كيري: لا تُخطِئوا، لم نستبعد خَيَار القوة
كما تناولت صحيفة اللواء الموضوع نفسه وكتبت تقول "طغت المواقف من الاتفاق الروسي الاميركي الذي يجرد النظام السوري من ترسانته الكيماوية والذي جنبه في الوقت نفسه الضربة العسكرية الاميركية ،على التطورات الميدانية في سوريا ،والتي شهدت تصعيدا عسكريا غير مسبوق من القوات النظامية عكس ارتياح الرئيس بشار الاسد لابتعاد شبح الحرب الاميركية عن النظام.
فقد رحبت سوريا بالاتفاق واعتبرته «انتصاراً»لها اتاح «تجنب الحرب»، في حين أكدت واشنطن ان هذا الاتفاق يجرد النظام السوري تماما من ترسانته الكيماوية مجدداً التلويح بالضربة العسكرية في حال لم يلتزم نظام الاسد تماما بكل تفاصيل الاتفاق.
بالمقابل، كررت المعارضة السورية التعبير عن استيائها من الاتفاق مطالبة بان يشمل ايضا حظر استخدام القوات النظامية للنظام وصواريخه البالستية.
كيري
وغداة التوقيع على الاتفاق مع نظيره الروسي سيرغي لافروف في جنيف، طمأن وزير الخارجية الأميركي جون كيري إسرائيل علنا امس بأن الاتفاق قادر على إزالة تلك الأسلحة، معتبراً ان التهديد بشن عمل عسكري اميركي في سوريا يبقى «فعليا».
وقال كيري للصحفيين في القدس المحتلة بعد أن أطلع رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو على التفاصيل إن الاتفاق «قادر تماما على نزع جميع الأسلحة الكيماوية من سوريا». وأضاف كيري ان روسيا قالت ان نظام الأسد وافق على تقديم إحصاء بترسانته الكيماوية في غضون أسبوع. وقال ان «التهديد بالقوة يبقى قائما، التهديد فعلي» مضيفا «نحن لا نثرثر حين يتعلق الامر بمشاكل دولية (...) «لا تخطئوا، لم نستبعد اي خيار».
من جهته، قال نتنياهو ان تفكيك الترسانة الكيميائية السورية سيجعل المنطقة «اكثر امانا بكثير». وقال «على العالم ان يتاكد من ان الانظمة المتطرفة لا تملك اسلحة دمار شامل لان هذه الانظمة اذا امتلكت اسلحة مماثلة فستستخدمها، وقد اعطت سوريا مثالا على ذلك».
في هذا الوقت، اشاد الرئيس الاميركي باراك اوباما بما قام به نظيره الروسي فلاديمير بوتين وتحمله مسؤولية دفع الاسد الى تفكيك اسلحته الكيميائية. غير ان الرئيس الأميركي رفض ما قاله بوتين من أن مقاتلي المعارضة السورية مسؤولون عن الهجوم الكيماوي .
في غضون ذلك، قال الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند ان الاتفاق بشان ازالة الاسلحة الكيميائية في سوريا يمثل «مرحلة مهمة، لكنه ليس نقطة النهاية»، مشيرا الى انه يتعين توقع «امكانية فرض عقوبات» في حال عدم تطبيقه. واضاف هولاند في مقابلة مع شبكة تلفزيون «تي اف 1»، ان قرارا من الامم المتحدة قد يتم التصويت عليه «بحلول نهاية الاسبوع» المقبل. واعتبر ان «الخيار العسكري يجب ان يبقى قائما والا لن يكون هناك الزام». وقال هولاند ان أفضل سبيل لابعاد الاسد عن السلطة ان يؤدي الاتفاق الاميركي - الروسي الى تسوية سياسية اوسع.
وكانت الرئاسة الفرنسية أعلنت في بيان ان هولاند سيستقبل صباح اليوم في قصر الاليزيه الوزير كيري ونظيره البريطاني وليام هيغ ليبحث معهما الملف السوري وذلك
في حضور وزير الخارجيةالفرنسي لوران فابيوس الذي سيستقبل لاحقا الضيفين الاميركي والبريطاني .
دمشق: انتصار
في هذا الوقت، رحبت سوريا بالاتفاق الاميركي-الروسي معتبرة انه اتاح «تجنب الحرب» وانه يشكل «انتصارا لسوريا»، كما قال وزير المصالحة الوطنية السوري علي حيدر. وقال حيدر في مقابلة مع وكالة ريا نوفوستي الروسية «نحن نرحب بهذا الاتفاق. فمن جهة انه يساعد السوريين على الخروج من الازمة ومن جهة ثانية اتاح تجنب الحرب ضد سوريا بعدما حرم هؤلاء الذين كانوا يريدون شنها من حجتهم». واضاف «انه انتصار لسوريا تم تحقيقه بفضل اصدقائنا الروس».
كما اعلن وزير الاعلام السوري عمران الزعبي ان دمشق ستلتزم الخطة الروسية الاميركية ما ان توافق عليها الامم المتحدة، لافتا الى ان النظام بدأ باعداد لائحة بهذه الاسلحة.
بدوره، اعتبر مسؤول سوري كبير ان الاتفاق الروسي الاميركي يرضي دمشق الراغبة في التوصل الى حل سياسي للازمة التي تعصف بالبلاد . وقال المسؤول «سوريا اعتبرت دائما ان الاتفاق الجيد هو اتفاق يمكن الجميع ان يكون راضيا عنه. هذه هي الحال مع اتفاق جنيف» .
المعارضة السورية
بالمقابل، طالبت المعارضة السورية المجتمع الدولي بتوسيع حظر استخدام ترسانة الاسلحة الكيميائية التابعة لنظام الاسد واتلافها، ليشمل منع استخدام القوة الجوية للنظام وصواريخه البالستية. وقال الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة في بيان انه «يصر (...) انه على حظر استخدام الاسلحة الكيميائية التي ادت الى خسائر في الارواح بأكثر من 1400 مدني سوري، ان تمتد الى حظر استخدام القوة الجوية والاسلحة البالستية ضد المراكز السكنية».
واعتبر الائتلاف في بيانه ان «الاقتراحات الروسية تشجع النظام على الاستمرار في سلوكه العدواني داخل سوريا، وتعطيه الحيز السياسي الذي يحتاجه لتصعيد حملته العسكرية».
الى ذلك تواصلت ردود الفعل على اتفاق جنيف، فرحبت ايران بانضمام سوريا الى الاتفاقية حول الاسلحة الكيميائية، طالبة ان تنضم اسرائيل الى الاتفاقية نفسها.
ورحبت تركيا بالاتفاق، الا انها شككت في امكان نجاحه مؤكدة ضرورة عدم السماح للنظام السوري «باستغلاله».
المستقبل
كيري: لا تخطئوا.. التهديد بالقوة يبقى قائماً
صحيفة المستقبل كتبت تقول "اعتبر وزير الخارجية الاميركي جون كيري، أمس الاحد، غداة التوصل الى اتفاق مع روسيا بشأن تفكيك الاسلحة الكيميائية السورية، ان التهديد بشن عمل عسكري اميركي في سوريا يبقى "فعليا". فيما طالبت المعارضة السورية المجتمع الدولي بتوسيع حظر استخدام ترسانة الاسلحة الكيميائية ليشمل منع استخدام القوة الجوية للنظام وصواريخه البالستية. وقال كيري في مؤتمر صحافي مشترك مع رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو في القدس المحتلة ان "التهديد بالقوة يبقى قائما، التهديد فعلي". واضاف: "نحن لا نثرثر حين يتعلق الامر بمشكلات دولية".
وكان كيري يتحدث اثر مشاورات استمرت اربع ساعات مع نتنياهو تطرقا خلالها الى الاتفاق الاميركي ـ الروسي في شأن الترسانة الكيميائية السورية ومفاوضات السلام الحالية بين اسرائيل والفلسطينيين. ونبه كيري قائلا: "لا تخطئوا، لم نستبعد اي خيار"، وذلك بعدما ادى الاتفاق الذي أعلن أول من أمس السبت في جنيف الى استبعاد ضربة عسكرية اميركية فورية تطاول سوريا ردا على هجوم كيميائي مفترض في 21 اب الماضي قرب دمشق، اتهمت واشنطن وحلفاؤها النظام السوري بتنفيذه.
والاتفاق الذي اعلنه كيري ونظيره الروسي سيرغي لافروف في جنيف اول من أمس يحدد جداول زمنية حيث يعطي دمشق مهلة اسبوع لتقديم لائحة باسلحتها الكيميائية على ان تتلف هذه الاسلحة بحلول نهاية الفصل الاول من العام 2014. ونص الاتفاق على انه في حال لم تف السلطات السورية بالتزاماتها فسيتم استصدار قرار من الامم المتحدة يسمح باللجوء الى القوة ضد النظام السوري. لكن الغموض يبقى يلف هذه النقطة. وأكد الوزير الاميركي أن "هناك دولة استخدمت اسلحة دمار شامل ضد شعبها، انها جريمة ضد الانسانية، وهذا الامر لا يمكن قبوله".
نتنياهو اعتبر ان تفكيك الترسانة الكيميائية السورية سيجعل المنطقة "اكثر امانا بكثير". وقال: "على العالم ان يتأكد من ان الانظمة المتطرفة لا تملك اسلحة دمار شامل لان هذه الانظمة اذا امتلكت اسلحة مماثلة فستستخدمها، وقد اعطت سوريا مثالا على ذلك". اضاف "يجب ان يواكب الديبلوماسية تهديد عسكري ذو صدقية ليكون لها فرصة للنجاح". واعتبر كيري ان الاتفاق الاميركي الروسي في جنيف يشكل "اطارا وليس اتفاقا نهائيا"، لكنه يتمتع "بقدرة تامة على ازالة كل الاسلحة الكيميائية في سوريا". وشدد على ضرورة ان يطبق بالكامل، لافتا الى ان "سحب الاسلحة الكيميائية هو مرحلة نحو ازالة هذا السلاح من ترسانة لشخص كان عازما على استخدامه ضد شعبه للاحتفاظ بالسلطة".
رئيس الوزراء الاسرائيلي اعتبر ان تفكيك الترسانة الكيميائية السورية سيجعل المنطقة "اكثر امانا بكثير". وقال نتنياهو: "على العالم ان يتأكد من ان الانظمة المتطرفة لا تملك اسلحة دمار شامل لأن هذه الانظمة اذا امتلكت اسلحة مماثلة فستستخدمها، وقد اعطت سوريا مثالا على ذلك". ورأى أنه "يجب ان يواكب الديبلوماسية تهديد عسكري ذو صدقية ليكون لها فرصة للنجاح"، في اشارة الى ايران التي تتهمها اسرائيل والدول الغربية بالسعي الى حيازة سلاح نووي تحت ستار برنامج مدني، الامر الذي تنفيه طهران. أضاف نتنياهو: "على ايران ان تفهم تداعيات تحديها المستمر للمجتمع الدولي عبر مواصلة برنامجها النووي.. ما يصح على سوريا يصح ايضا على ايران".
اوباما
اشاد الرئيس الاميركي باراك اوباما في مقابلة بثت أمس الاحد بما قام به نظيره الروسي فلاديمير بوتين وتحمله مسؤولية دفع الاسد الى تفكيك اسلحته الكيميائية. وقال اوباما في مقابلة مع شبكة "ايه بي سي نيوز" سجلت الجمعة، أي قبل اعلان الاتفاق الأميركي ـ الروسي: "اهنئه (بوتين) على انه تدخل. اهنئه على قوله: اتحمل مسؤولية دفع زبوني، نظام الاسد، الى التصرف في الاسلحة الكيميائية". اضاف: "بوتين وانا لدينا خلافات كبيرة حول مجموعة من المشكلات، لكنني استطيع التحدث اليه. لقد عملنا معا على قضايا مهمة مثل العمليات ضد الارهاب.. انها ليست الحرب الباردة. ليس هناك منافسة بين الولايات المتحدة وروسيا"، موضحا ان العلاقات بين البلدين كان يحكمها دائما مبدأ الرئيس الاسبق رونالد ريغن "ثقة (لكن) مع اليقظة". وأكد ان الهدف "هو التأكد من عدم وقوع اسلحة هي الاسوأ اما في ايدي نظام مجرم واما في ايدي بعض افراد المعارضة المناهضين للولايات المتحدة كما للاسد".
بكين ـ باريس
ورحبت عدة عواصم اوروبية بالاتفاق الأميركي ـ الروسي الذي نال أمس دعم الصين حيث اعتبر وزير خارجيتها وانغ يي في بكين اثناء لقاء مع نظيره الفرنسي لوران فابيوس انه "يسمح بفتح افق لتسوية ازمة سوريا بالسبل السلمية". وقال وزير الخارجية الصيني "ان الصين ترحب بالاتفاق ـ الاطار الذي تم التوصل اليه بين الولايات المتحدة وروسيا"، مضيفا ان هذا الاتفاق "سيخفف التوتر في سوريا". ومنذ اكثر من سنتين تعارض بكين مع موسكو الدعوات الدولية لممارسة مزيد من الضغوط على نظام بشار الاسد، كما استخدمتا حق النقض (الفيتو) في مجلس الامن الدولي بشأن هذه المسألة.
فابيوس، الذي وصل الى بكين صباح أمس، كرر القول ان الاتفاق الاميركي ـ الروسي يشكل "تقدما كبيرا". وقال فابيوس: "بالتأكيد ذلك لن يحل كل شيء، فهناك عدد معين من الاجراءات يجب النظر فيها" لكن "يجب التقدم على اساس مشروع الاتفاق ـ الاطار هذا". واكد ان اتفاق جنيف ليس سوى "خطوة اولى". وقال فابيوس"انه تقدم مهم، لكنه ليس الا خطوة اولى".
وسيجتمع فابيوس مع نظيريه الاميركي جون كيري والبريطاني وليام هيغ اليوم الاثنين في باريس لبحث بنود الاتفاق الروسي الاميركي وكذلك شروط تنفيذه. كما من المقرر ان يقوم الوزير الفرنسي غدا الثلاثاء بزيارة قصيرة الى موسكو للقاء نظيره الروسي. وكان الوزير الفرنسي اكد أول من أمس "ان فرنسا ستأخذ بالاعتبار تقرير محققي الامم المتحدة (...) حول مجزرة دمشق لتحديد موقفها" من هذا الاتفاق.
وسيصدر خبراء الامم المتحدة الذين حققوا بشأن هجوم 21 اب الذي اوقع مئات القتلى تقريرهم اليوم الاثنين. واكد الامين العام للامم المتحدة بان كي مون ان هذا التقرير "سيخلص بشكل دامغ" الى استخدام اسلحة كيميائية في سوريا. ولا يملك المحققون تفويضا بتحديد المسؤولين عن ذلك الهجوم الذي حمل الغربيون مسؤوليته لنظام دمشق. وتعليقا على ذلك قال فابيوس أمس: "حتى قبل بضعة ايام كانت سوريا تنكر ان لديها اسلحة كيميائية وانها استخدمتها".
واوضح مسؤول اميركي ان الولايات المتحدة تقدر عدد المواقع المرتبطة ببرنامج الاسلحة الكيميائية في سوريا بحوالى 45 كما انها تقدر مع روسيا المخزون من هذه الاسلحة بالف طن. واضافة الى مسألة الاسلحة الكيميائية يأمل الاميركيون والروس ايضا في ان تفضي العملية الى اتفاق اكثر طموحا بهدف وضع حد لحرب اهلية خلفت حتى الان أكثر 110 الاف قتيل. والسبت وافقت الامم المتحدة رسميا على طلب سوريا الانضمام الى معاهدة حظر الاسلحة الكيميائية الموقعة في 1993، كما اعلنت متحدثة باسم المنظمة الدولية.
المعارضة السورية
وطالبت المعارضة السورية أمس المجتمع الدولي بتوسيع حظر استخدام ترسانة الاسلحة الكيميائية التابعة لنظام الرئيس بشار الاسد واتلافها، ليشمل منع استخدام القوة الجوية للنظام وصواريخه البالستية. وقال الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة في بيان انه "يصر (...) انه على حظر استخدام الاسلحة الكيميائية التي ادت الى خسائر في الارواح بأكثر من 1400 مدني سوري، ان تمتد الى حظر استخدام القوة الجوية والاسلحة البالستية ضد المراكز السكنية".
النظام السوري
اعتبر وزير المصالحة الوطنية السوري علي حيدر أمس ان الاتفاق الاميركي ـ الروسي انتصار لدمشق حققته حليفتها روسيا وأبعد ذريعة شن حرب على سوريا. وقال حيدر لوكالة الاعلام الروسية للأنباء إن هذا الاتفاق انجاز للدبلوماسيين الروس والقيادة الروسية وانتصار لسوريا حصلت عليه بفضل أصدقائها الروس. ولم يتضح ما إذا كانت تصريحات حيدر، وهو ليس من دائرة صنع القرار المقربين من الاسد، تعكس وجهة نظر الأسد.
واعتبر مسؤول سوري كبير أمس ان الاتفاق الروسي ـ الاميركي يرضي دمشق. وقال المسؤول لوكالة "فرانس برس" إن دمشق اعتبرت دائما ان الاتفاق الجيد هو اتفاق يمكن الجميع ان يكون راضيا عنه. هذه هي الحال مع اتفاق جنيف" بين وزيري الخارجية الاميركي جون كيري ونظيره الروسي سيرغي لافروف. اضاف: "من يرفضون هذه المبادرة هم (السناتوران الاميركيان) جون ماكين وليندسي غراهام، اسرائيل، الحكومة التركية، وبندر (بن سلطان، رئيس الاستخبارات السعودية)"، معتبرا ان "هذه المجموعة هي نفسها التي تبحث منذ اليوم الاول عن تدمير سوريا، في حين ان روسيا والصين والحكومة السورية تريد حلا سياسيا".
واعتبر المسؤول الكبير ان الاتفاق "هو الخطوة الاولى تجاه حل سياسي يمر عبر انتخابات ديموقراطية تسمح للشعب باختيار مستقبل بلاده". واعرب المسؤول عن "سعادة بشراكتنا مع روسيا التي قالت منذ بداية الازمة، كما الصين، انها لا تدعم الحكومة السورية بل السلام في سوريا، وهذا ما اثبته البلدان".
طهران
وفي طهران، اعلنت مرضية افخم المتحدثة باسم وزارة الخارجية الايرانية ان "ايران ترحب بانضمام سوريا الى الاتفاقية حول الاسلحة الكيميائية"، معتبرة من جهة اخرى ان "من المثير للقلق ان يبقى النظام الصهيوني الوحيد في منطقة الشرق الاوسط الذي لا ينتمي الى اي اتفاقية حول اسلحة الدمار الشامل".
وطلبت مسؤولة العمليات الانسانية في الامم المتحدة فاليري اموس، أمس، من ايران استخدام نفوذها لدى النظام السوري لكي تتمكن المنظمة الدولية من الوصول الى عدد اكبر من السكان، وذلك في ختام زيارتها الى طهران. وقالت اموس في مؤتمر صحافي: "طلبت من وزير الخارجية (محمد جواد ظريف) ان تستخدم ايران نفوذها لدى الحكومة (السورية) وتواصل الضغط من اجل فتح الباب بصورة اوسع امام المنظمات الانسانية للوصول" الى الشعب السوري. واوضحت ان ايران، ابرز حليف لنظام الاسد، هي احدى دول المنطقة "التي لها دور كبير في مجال العلاقات مع الحكومة والتي يمكنها الحصول من اجلنا على الاذن الذي نحتاجه للدخول".
الجامعة العربية
ورحب الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي، أمس، بالاتفاق الأميركى ـ الروسي كخطوة تيسر التحرك نحو الاتفاق على التسوية السياسية. واعتبر العربي في بيان أن هذا الاتفاق يسهم في توفير ظروف أفضل للذهاب إلى مؤتمر "جنيف 2" لتحقيق التسوية السياسية للأزمة السورية.
ودعا العربي كافة الأطراف القادرة والمؤثرة إلى القيام بدورها عبر مجلس الأمن لتأمين وقف إطلاق نار شامل على الأراضي السورية بغية إنجاح هذا الاتفاق، وتهيئة أفضل الظروف لتوفير المساعدات الإنسانية والطبية الضرورية للشعب السوري وللذهاب إلى المفاوضات في جنيف لتحقيق التسوية السلمية للأزمة السورية.