الصحافة اليوم 17-9-2013: موسكو: لا فصل سابعاً في سورية
تناولت الصحف المحلية الصادرة صباح اليوم الثلاثاء 17-9-2013 تطورات الازمة السورية مع تسلم الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون وأعضاء مجلس الأمن الدولي تقرير الامم المتحدة حول استخدام الميكيائية في سورية، وتأكيد موسكو على لسان وزير خاريجيتها سيرغي لافروف أن لا قرار دولي بشأن الترسانة الكيميائية السورية تحت "الفصل السابع".
السفير
مؤتمر إقليمي ــ دولي في نيويورك وتأكيد استخدام «السارين» في الغوطة
مسيرة «جنيف 2» السورية على نار حامية
وكتبت صحيفة السفير تقول "«جنيف 2» على نار حامية، والتحضيرات لإعادة الزخم لإيجاد حل سياسي للأزمة السورية تتكثف. وفي الوقت الذي عبّر فيه المبعوث العربي والدولي الى سوريا الأخضر الابراهيمي عن أمله بعقد «جنيف 2» في تشرين الاول المقبل، كانت موسكو تحذر من إصدار قرار دولي بشأن الترسانة الكيميائية السورية تحت «الفصل السابع»، موضحة أن هذا الأمر قد يؤدي إلى إفشال عقد مؤتمر جنيف، لأن المعارضة سترى فيه «إشارة وكأننا ننتظر منهم استفزازات جديدة».
وأعلن خبراء الأمم المتحدة بشأن استخدام الأسلحة الكيميائية في سوريا، في تقرير قدم إلى الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون وأعضاء مجلس الأمن الدولي، أنهم عثروا على «أدلّة واضحة ومقنعة على استخدام غاز السارين» في الهجوم على غوطة دمشق في 21 آب الماضي، الأمر الذي وصفه بان كي مون بأنه «جريمة حرب». وأضاف «نحن بحاجة إلى بذل قصارى جهدنا لحمل الأطراف في سوريا إلى طاولة المفاوضات». وأعلن «استعداده للدعوة إلى جنيف 2 فوراً».
وقال الإبراهيمي، في مقابلة مع قناة «روسيا اليوم»، إن «هناك أملا كبيرا في انعقاد جنيف 2 في تشرين الأول المقبل»، مؤكدا أنه «على أطراف المعارضة أن تدرك أن لا حل عسكريا في سوريا».
وأضاف الإبراهيمي أن «الدور الأميركي والروسي أساس في أية تسوية مستقبلية في سوريا»، موضحا «نأمل أن يتوحد الموقف العربي إزاء الحل السلمي للأزمة السورية». وأشار إلى أن «اللقاء المقبل في الأمم المتحدة سيكون موسعا وستشارك فيه أطراف دولية وإقليمية»، موضحا أن «المؤتمر يجب أن يعقد بمشاركة الأطراف المستعدة للحوار».
وألمح إلى أن «بيان جنيف العام 2012 قد يكون أساسا متينا وجيدا لإجراء مفاوضات بين الأطراف السورية تؤدي إلى نهاية الاقتتال ووجود حل لبناء سوريا الجديدة». وأضاف أنه «يجري اتصالات حاليا مع كل من الحكومة والمعارضة السورية، وأنه في حال عقد مؤتمرات أو إجراء لقاءات لحل النزاع السوري سيتم تكثيف تلك الاتصالات».
وكان وزيرا الخارجية الروسي سيرغي لافروف والأميركي جون كيري أعلنا عن عقد لقاء بينهما في نيويورك في 28 أيلول الحالي، على هامش الجمعية العامة للأمم المتحدة. وأعلن وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس تنظيم «لقاء دولي واسع بمشاركة الائتلاف الوطني السوري» المعارض الأسبوع المقبل في نيويورك.
وفي إطار الضغوط الغربية على سوريا، اعتبر الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند ووزيرا الخارجية الأميركي جون كيري والبريطاني وليام هيغ، في باريس، أنه «من الأساسي التوصل إلى قرار قوي وملزم» حول سوريا في مجلس الأمن.
لكن لافروف كان له رأي آخر، اذ قال إن «زملاءنا الأميركيين يرغبون بشدة أن يتم اعتماد هذا القرار بموجب الفصل السابع. لكن الوثيقة النهائية التي وافقنا عليها والتي تشكل خريطة الطريق لدينا والتزاما مشتركا، لا تتضمن مثل هذه الإشارة». وأكد أن الاتفاق الذي ابرمه مع نظيره الأميركي جون كيري، في جنيف السبت الماضي، لا ينص على أن القرار الذي يجب أن يعتمده مجلس الأمن في مرحلة أولى حول تفكيك الترسانة الكيميائية السورية سيأتي على ذكر اللجوء إلى «الفصل السابع» من ميثاق الأمم المتحدة الذي يجيز استخدام القوة ضد دمشق.
وتابع «انه أمر آخر، إن ظهرت أثناء تنفيذ القرارات حالات لعدم احترام التزامات، وإن برزت مشاكل في حفظ امن المفتشين، وإن تصرفت الحكومة أو المعارضة بشكل يهدد عمل المفتشين، أو أن استخدم احد ما، أيا يكن، أسلحة كيميائية. في هذه الحالات وكما هو متفق عليه مع زملائنا الأميركيين، سينص قرار مجلس الأمن على رفع هذه المسألة على الفور إلى مجلس الأمن. وبإمكان المجلس حينذاك، وعلى أساس الوقائع المثبتة، تبنّي قرارا جديدا يمكن أن يصدر بموجب الفصل السابع، مع كل ما يتضمنه من التدابير الملزمة». وأوضح «سيكون قرار آخر تماما».
وأضاف «إذا أراد احد ما التهديد أو البحث عن ذرائع لشن ضربات، فإنها طريق تعطي إشارة للمعارضة وكأننا ننتظر منهم استفزازات جديدة وهي أيضا طريق يمكن أن تنسف بشكل نهائي آفاق انعقاد جنيف 2». ودعا الى «اجبار» المعارضة على الجلوس حول طاولة المفاوضات.
وأشاد وزير الخارجية المصري نبيل فهمي بتوصل واشنطن وموسكو لاتفاق بشأن «الكيميائي» السوري، معربا عن الأمل في أن «يتم تنفيذ هذا الاتفاق بما يؤدي إلى تهدئة الأوضاع في سوريا والعودة بنا إلى مسار جنيف 2 لحل القضية السورية في إطار ديبلوماسي سياسي».
يشار الى ان هناك عدة خيارات تحت الفصل السابع منها المادة 41 التي تجيز اتخاذ عقوبات مثل وقف الصلات الاقتصادية وقطع العلاقات الديبلوماسية والمادة 42 التي تسمح باستخدام القوة في حال لم يتم تنفيذ القرار. وليست كل قرارات مجلس الأمن الصادرة تحت الفصل السابع متشابهة.
وفي هذا الإطار، قال مصدر ديبلوماسي في مجلس الأمن لمراسلة «السفير» في نيويورك رنا الفيل إن العمل جار على تعديل مشروع القرار الفرنسي الذي رفضته روسيا سابقا، مضيفا «بدأنا دمج عناصر اتفاق جنيف في مشروع القرار ولن ندخل في تفاصيل المادة 41 او 42 لكننا نريد ذكر الفصل السابع».
وأعلنت منظمة حظر الاسلحة الكيميائية، في بيان في لاهاي، «سوريا انضمت الى اتفاقية (حظر الاسلحة الكيميائية) في ظروف استثنائية. ويتوقع اذن ان يبدأ برنامج إزالة الأسلحة الكيميائية في سوريا خلال أيام»."
النهار
المفتشون جزموا باستخدام الكيميائي في الغوطتين واشنطن وباريس ولندن تنادي بالفصل السابع
هشام ملحم – علي بردى
وكتبت صحيفة النهار تقول "أكدت مهمة تقصي الحقائق في الإدعاءات ذات الصلة باستخدام الأسلحة الكيميائية في سوريا، أن ثمة "أدلة واضحة ومقنعة" على استخدام غاز السارين المحرم دولياً و"على نطاق واسع نسبياً" في قصف منطقة الغوطتين قرب دمشق في 21 آب الماضي بصواريخ أرض - أرض، مما أدى الى مقتل المئات وإصابة الآلاف، في تطور أرخى بثقله على المشاورات الجارية بين الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن وعلى خطواتها لإصدار قرار تحت الفصل السابع من ميثاق الامم المتحدة، على رغم استمرار التباينات بين الولايات المتحدة وروسيا وخصوصاً على ما إذا كان ينبغي التلويح بالقوة العسكرية ضد نظام الرئيس السوري بشار الأسد. وصدر تقرير المفتشين بعد ساعات من اعلان واشنطن وباريس ولندن تأييدها لصدور قرار عن مجلس الامن تحت الفصل السابع يدعم تنفيذ الاتفاق الاميركي - الروسي لتجريد سوريا من ترسانتها الكيميائية.
وفي تطور ميداني خطير، اسقطت مقاتلات تركية طائرة هليكوبتر سورية انتهكت الاجواء التركية من جهة اقليم هاتاي الحدودي.
ومع أن التقرير الذي أعده البروفسور الأسوجي آكي سالستروم والذي يتألف من 41 صفحة لم يشر مباشرة بأصبع الإتهام الى أي طرف، كان واضحاً من المعطيات العلمية التي وفرها أن الرؤوس الحربية الكيميائية وضعت على صواريخ حددت عياراتها بدقة، وهي أنطلقت من أحداثيات مناطق تسيطر عليها الوحدات النظامية للجيش السوري، كما رجح خبراء منظمة "هيومان رايتس واتش" الحقوقية الأميركية ووفقاً للإتهامات التي وجهها المندوبون الدائمون لدى الامم المتحدة الأميركية سامانتا باور والبريطاني السير مارك ليال غرانت والفرنسي جيرار آرو. بيد أن نظيرهم الروسي فيتالي تشوركين رأى أن لا دليل علمياً على أن القوات الحكومية وراء الهجوم وقال: "يجب ألا نقفز الى أي استنتاجات".
وقال غرانت إن حمولة الصواريخ كانت 350 ليتراً، أي أكثر 25 مرة من الكمية التي استخدمت في الهجوم على مترو الأنفاق في اليابان عام 1995، وهي أكبر أيضاً من الكمية التي استخدمها نظام الرئيس العراقي السابق صدام حسين ضد ايران. ولاحظ أن هذا لا يشير الى "صناعة في مزرعة" كما قال تشوركين.
وخلال جلسة عقدت على عجل لمجلس الأمس من أجل تسلم التقرير، بدت الصدمة واضحة على وجوه الأمين العام للأمم المتحدة بان كي – مون والمندوبين الدائمين للدول الـ15 الأعضاء وغيرهم ممن كان ينتظر في الأروقة الجانبية، على رغم الإدراك المسبق للجميع أن الأسلحة الكيميائية تستخدم في الحرب السورية.
وفي رسالة تسليم التقرير الى الأمين العام للأمم المتحدة، كتب سالستروم أن المهمة الأصلية كانت تتضمن توجه المحققين الى كل من مناطق خان العسل والشيخ مقصود وسراقب. ولكن تمّ الإتفاق بين الأمم المتحدة والسلطات السورية على اعطاء الاولوية لحوادث المعضمية في الغوطة، الغربية وعين طرما وزملكا في الغوطة الشرقية. وقال: "على أساس الدليل الذي حصلنا عليه خلال تحقيقنا في حادث الغوطة: الخلاصة هي أن الأسلحة الكيميائية استخدمت في الحرب الدائرة بين الأطراف في سوريا، وأيضاً ضد المدنيين، بما في ذلك الأطفال، على نطاق واسع نسبياً"، موضحاً أن "العينات الطبية والبيئية التي جمعناها توفر دليلاً واضحاً ومقنعاً على أن صواريخ أرض – أرض تحتوي على غاز الأعصاب السارين أستخدمت في عين طرما والمعضمية وزملكا في منطقة الغوطة الدمشقية". وأضاف أن "هذه النتيجة تبعث فينا أعمق القلق". وأفاد أن المختبرات الأربعة التي حللت العينات تقع في فنلندا وألمانيا وأسوج وسويسرا. وحملت الوثيقة تواقيع سالستروم ورئيس الفريق التابع لمنظمة حظر الأسلحة الكيميائية سكوت كيرنس ورئيس الفريق التابع لمنظمة الصحة العالمية موريتزيو باربيشكي.
واستند التقرير الى مقابلات مع ناجين وشهود آخرين وتوثيق للذخائر ومكوناتها الفرعية وعينات بيئية وتقويم لأعراض الناجين ومجموعة عينات من الدماء والشعر والبول. وأعد بناء على قواعد ومعايير دولية محكمة. وشرح أن المهمة تمكنت من جمع "إفادات أولية من أكثر 50 ناجياً بينهم مرضى وعاملون صحيون ومسعفون أوليون" أكدوا بالإضافة الى معلومات أخرى أن "صواريخ أرض – أرض" سقطت على المنطقة "في الساعات الأولى من صبيحة 21 آب". وبعدما عدد الأعراض لدى المصابين، وبينهم مسعفون وأطباء وممرضون، لفت الى أن الأحوال الجوية التي كانت سائدة فجر ذلك اليوم "تضاعف الأثر المحتمل" للسلاح الكيميائي المستخدم. وقال إن "عدداً من صواريخ أرض - أرض قادرة على نقل حمولة كيميائية كبيرة حددت وسجلت"، وأن "العينات أكدت لاحقاً أنها كانت تحتوي على السارين جمعت من غالبية الصواريخ أو شظايا الصواريخ". وأشار الى أن السارين وجد أيضاً في العينات البيئية التي جمعت. كما ظهر أثر غاز الأعصاب في أعراض الناجين.
وأحال الأمين العام للأمم المتحدة التقرير على أعضاء مجلس الأمن وبقية الدول الأعضاء في المنظمة الدولية في رسالة ندد فيها "بأقوى العبارات الممكنة" بما سماه "جريمة الحرب هذه والإنتهاك الخطير لبروتوكول عام 1925 لحظر الإستخدام الحربي للغازات الخانقة والسامة وقواعد الحرب الجرثومية في الحرب والتشريعات الأخرى المرعية في القانون الدولي". ورأى أن على المجتمع الدولي "مسؤولية أخلاقية لمحاسبة المسؤولين ولضمان ألا تعود الأسلحة الكيميائية الى الظهور كأسلوب في الحرب". ووصف انضمام سوريا الى معاهدة حظر تطوير وصنع وتخزين واستخدام الأسلحة الكيميائية وتدميرها بأنه "تطور موضع ترحيب".
وأعلنت منظمة حظر الاسلحة الكيميائية في بيان ان "سوريا انضمت الى معاهدة (حظر الاسلحة الكيميائية) في ظروف استثنائية. ويتوقع اذاً ان يبدأ برنامج ازالة الاسلحة الكيميائية في سوريا خلال ايام".
أوباما
وفي واشنطن، وصف الرئيس باراك اوباما الاتفاق الذي توصل اليه وزير الخارجية الاميركي جون كيري ونظيره الروسي سيرغي لافروف قبل ايام بانه "خطوة مهمة نحو وضع اسلحة سوريا الكيميائية تحت اشراف دولي من اجل تدميرها". وبعدما ذكر ان ذلك سيتطلب بعض الوقت، قال: "ولكن اذا تم تطبيق الاتفاق بشكل صحيح، فانه يمكن ان ينهي الخطر الذي تمثله هذه الاسلحة، ليس فقط على الشعب السوري بل على العالم". واستهل خطاباً في ذكرى مرور خمس سنوات على الازمة الاقتصادية العالمية، بأن اهتمام واشنطن اخيراً كان مركزا على الاحداث في سوريا، "والاستخدام الرهيب للاسلحة الكيميائية ضد الناس الابرياء بمن فيهم الاطفال وضرورة وجود رد حازم من المجتمع الدولي".
وصرح الناطق باسم البيت الابيض جاي كارني بأن نتائج تقرير المفتشين الدوليين تدعم الاستنتاج الذي توصل اليه العالم، أي ان نظام الاسد هو المسؤول عن استخدام السلاح الكيميائي .
إسقاط مروحية سورية
وفي تطور ميداني خطير، اسقطت مقاتلات تركية طائرة هليكوبتر سورية انتهكت الاجواء التركية من جهة اقليم هاتاي الحدودي. لكن بيانا للجيش السوري اعتبر ان "رد الفعل التركي المتسرع دليل على النيات الحقيقية لحكومة رئيس الوزراء رجب طيب اردوغان توتير الاجواء على الحدود بين البلدين".
وقال وزير الخارجية التركي أحمد داود اوغلو عقب اجتماع للبحث في القضية السورية مع نظرائه الأميركي جون كيري والبريطاني وليم هيغ والفرنسي لوران فابيوس في باريس: "لن تسمح تركيا أبداً بأي انتهاك لحدودها... سندافع عن حدودنا وعن أمن شعبنا حتى النهاية لن يجرؤ احد على انتهاك حدود تركيا في أي حال مرة أخرى"."
الاخبار
موسكو: لا فصل سابعاً في سوريا
وكتبت صحيفة الاخبار تقول "كلام الأميركيين يمحوه الروس. لعله التعبير الأدق للسجال القائم حول تفاهمات جنيف. بات واضحاً بما لا لبس فيه أنّ الاتفاق واحد، لكن التفسير اثنان. ما سعت واشنطن إلى ترويجه على أنه نصر لديبلوماسيتها أجهضته موسكو بالضربة القاضية: لا قرار تحت الفصل السابع في مجلس الأمن، بل لا اتفاق إن واصل الغرب سياسته تجاه دمشق لناحية تسليح المعارضة وتقويض الاستقرار.
صحيح أن كلام سيرغي لافروف يوم أمس حمل الكثير من التعابير الدبلوماسية، لكن صوته كان أقوى من أزيز الرصاص. بدأ حديثه، في موتمره الصحافي المشترك مع نظيره المصري نبيل فهمي في موسكو، بالقول إنه «أكيد أنّه رغم كل التصريحات الصادرة عن بعض العواصم الأوروبية، فإن الجانب الأميركي سيلتزم بدقة ما اتفق عليه كشريك جدي».
لكنه أردف قائلاً إنّه «إذا أراد أحد ما التهديد أو البحث عن ذرائع لشنّ ضربات، فإنها طريق تعطي إشارة للمعارضة وكأننا ننتظر منهم استفزازات جديدة، وهي أيضاً طريق يمكن أن تنسف بشكل نهائي آفاق انعقاد جنيف 2».
وشدد لافروف على وجوب أن «ندرك أنّه إذا أردنا حلّ مسألة إتلاف الأسلحة الكيميائية في سوريا، فإن خريطة الطريق الروسية ــ الأميركية تطرح طريقاً مهنياً وملموساً»، مشيراً إلى أن الاتفاق الذي أُبرم مع وزير الخارجية الأميركي جون كيري لا ينص على أن القرار الذي يجب أن يعتمده مجلس الأمن الدولي حول تفكيك الترسانة الكيميائية السورية سيأتي على ذكر اللجوء إلى الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة الذي يجيز استخدام القوة.
وقال إن «البعض لم يفهم ما توصلنا إليه مع وزير الخارجية الأميركي جون كيري، والبند السابع غير مطروح»، مشيراً إلى «الجاهزية للقاء كافة أفرقاء المعارضة السورية في موسكو ومناقشة كل شيء».
تصريحات لافروف، التي تزامنت مع أجواء احتفالية عكستها الصحف الروسية أمس بالانتصار الدبلوماسي في المواجهة الأخيرة مع الغرب حول سوريا، عكست امتعاضاً روسياً من محاولة واشنطن ترويج قراءتها لتفاهمات جنيف، وجاءت صدى لاجتماعات باريس التي جمعت كيري إلى نظيريه الفرنسي لوران فابيوس والبريطاني وليام هيغ. وكان الوزراء الثلاثة قد دعوا إلى صدور قرار على وجه السرعة من الأمم المتحدة يلزم سوريا بالتخلص من ترسانتها الكميائية. وقال كيري إن «روسيا وافقت على الفصل السابع في حال عدم التزام الاتفاق واستخدام الأسلحة الكيميائية في سوريا، لذا تطبيق الفصل السابع يأتي تلقائياً في حال عدم التزام الاتفاق»، مشيراً إلى أن «اتفاق جنيف سيحمي الأقليات ويأتي بنظام يحترم الآخر». وأضاف أن «السبيل الوحيد للنصر في سوريا هو عبر إعطاء الشعب السوري فرصة اختيار قائده الجديد»، مشيراً إلى أن «الأسد فقد أي شرعية تخوله أن يحكم بلاده».
بدوره، قال فابيوس: «إننا عازمون على الحصول على قرار قوي من مجلس الأمن الدولي خلال الأيام المقبلة»، معلناً تنظيم «لقاء دولي واسع حول الائتلاف الوطني السوري» المعارض الاسبوع المقبل في نيويورك. وقال: «علينا أن نجعل النظام (السوري) يدرك أنّه لا آفاق أمامه سوى طاولة المفاوضات. نعرف أنّه من أجل التفاوض على حل سياسي، يجب أن تكون هناك معارضة قوية، وبالتالي فإننا نعتزم أيضاً تعزيز دعمنا للائتلاف الوطني السوري».
أما هيغ، فقال إنّ «نظام دمشق تحت الضغط من أجل أن يطبق هذا الاتفاق بشكل تام. يجب أن يكون العالم على استعداد لاستخلاص النتائج إن لم يفعل».
كلام كرره الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند خلال استقباله لكيري وهيغ. قال إنّ «من الأساسي» التوصل إلى «قرار قوي وملزم» حول سوريا في مجلس الأمن، داعياً إلى «جدول زمني دقيق» لضبط الأسلحة الكيميائية السورية وإتلافها. وشدّد على ضرورة أن يبقي الحلفاء الثلاثة «الخط الحازم نفسه الذي سمح بإطلاق هذه العملية الدبلوماسية والتضامن»، على ما علم من محيطه.
من جهته، رأى الرئيس الأميركي، باراك أوباما، أن الاتفاق الروسي ـــ الأميركي يمكن أن يضع حداً للتهديد الكيميائي هذا لسوريا، منبهاً إلى أن الاتفاق ما زال يجب تطبيقه، مضيفاً: «إننا لم نصل بعد إلى ذلك».
وفي السياق، أعلنت منظمة حظر الأسلحة الكيميائية، أمس، أن برنامج تدمير مخزون الأسلحة في سوريا سيبدأ «خلال أيام». وأضافت، في بيان، أنّ «خبراء في منظمة تدمير الأسلحة الكيميائية بدأوا عملهم ويعدون خريطة طريق تستبق مختلف التحديات بهدف التحقق من المخزونات المعلنة في سوريا»، مشيرة إلى أنّ «المجلس التنفيذي للمنظمة سيلتئم قريباً جداً» لبحث الملف السوري. ويتوقع أن يعقد هذا الاجتماع الخميس أو الجمعة.
وكان لافتاً تأكيد المبعوث الأممي العربي إلى سوريا، الأخضر الإبراهيمي، أنّ هناك أملاً كبيراً في انعقاد مؤتمر «جنيف 2» الشهر المقبل، مؤكداً أنّ على أطراف المعارضة أن تدرك أن لا حلّ عسكرياً في سوريا. وأكد، في مقابلة مع قناة «روسيا اليوم»، أنّ الدور الأميركي والروسي أساس في أي تسوية مستقبلية في سوريا، مضيفاً: «نأمل أن يتوحد الموقف العربي إزاء الحل السلمي للأزمة السورية». وأشار إلى أن اللقاء المقبل في الأمم المتحدة سيكون موسعاً وستشارك فيه أطراف دولية وإقليمية.
الرياض ضد «الاختزال»
تمنيات الإبراهيمي بموقف عربي موحد مؤيد للحل السلمي تناقضت مع موقف لمجلس الوزراء السعودي، أمس، أكد فيه أنّ «تعنت النظام السوري» يصبّ في مصلحة المتطرفين، وطالب بتعزيز الدعم للمعارضة وبعدم «اختزال» الأزمة في «جريمة استخدام الأسلحة الكيميائية».
وأفادت وكالة الأنباء الرسمية بأنّ مجلس الوزراء برئاسة ولي العهد سلمان بن عبد العزيز «جدد الدعوة للمجتمع الدولي بضرورة اتخاذ قرارات فاعلة لوقف القتال فوراً، وتعزيز الدعم الدولي للمعارضة لتمكينها من مواجهة هجمات النظام الذي يصب تعنته في مصلحة الحركات المتطرفة».
يشار إلى أن السعودية لم تتخذ موقفاً حيال المبادرة الروسية للأسلحة الكيميائية السورية.
أنقرة تُسقط مروحية
أما الرئيس التركي عبد الله غول، فأكد «دعم بلاده لأي خطوة من شأنها القضاء تماماً على مخزون النظام السوري من الأسلحة الكيميائية». وتعليقاً على الاتفاق الروسي - الأميركي بشأن الأسلحة الكيميائية السورية، قال: «سيسرّنا ذلك؛ لأن البلد الذي يستخدم السلاح الكيميائي هو جارنا»، مشدداً على أنه «لا يمكن القوى العالمية أن تتصرّف وكأن لا شيء خطيراً يحصل في سوريا، حتى وإن لم يكن النظام قد استخدم السلاح الكيميائي ضد شعبه».
وفي تطور ميداني بالغ الدلالة، أعلنت السلطات التركية أن قواتها أسقطت أمس مروحية عسكرية سورية من طراز «ام آي 17» انتهكت أجواءها الجوية، على ما أفاد نائب رئيس الوزراء التركي بولنت أرينج.
وأوضحت هيئة أركان الجيش التركي، في بيان، أنّ «المروحية السورية رصدتها محطة المراقبة في دياربكر، فيما كانت على بعد 26 ميلاً بحرياً (48 كلم) من الحدود التركية، ووجه إليها تحذير عندما وصلت إلى بعد خمسة أميال بحرية (نحو تسعة كلم) من خط التماس». وأضافت هيئة الأركان: «رغم كل ذلك، واصلت المروحية السورية اقترابها من المجال الجوي التركي». وتابعت أنّ المروحية «سقطت في الأراضي السورية على بعد كيلومتر من الحدود بعدما استهدفتها واحدة من مقاتلتين «اف 16» وضعتا في حال استنفار في المنطقة».
ونبّه وزير الخارجية التركي أحمد داوود أوغلو إلى أنّ «كل التدابير» اتخذت لردع أي محاولة مقبلة لانتهاك المجال الجوي التركي. وأوضح، في مؤتمر صحافي في السفارة التركية في باريس، أنّه سيتم إبلاغ الحلف الاطلسي والأمين العام للأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي بتفاصيل الحادث.
وكانت القوات المسلحة السورية قد أسقطت في حزيران من العام الماضي طائرة تركية مقاتلة وأصابت أخرى بعدما اخترقتا الأجواء السورية من ناحية الساحل."
المستقبل
بان كي مون يعتبر الهجوم "جريمة حرب" والغرب يصرّ على "الفصل السابع" وتركيا تسقط مروحية سورية
تقرير مفتشي الكيميائي يؤكد مسؤولية الأسد
وكتبت صحيفة المستقبل تقول "اتفقت آراء الدول الغربية التي تصرّ على صدور قرار ملزم في مجلس الأمن لإجبار سوريا على تدمير ترسانتها الكيميائية، على أن تقرير خبراء الأمم المتحدة الذين أكدوا العثور على "أدلة واضحة ومقنعة" على استخدام غاز السارين في 21 آب الماضي قرب دمشق، يشير من غير شك إلى مسؤولية بشار الأسد عن تلك الهجمات، الأمر الذي وصفه الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون بأنه "جريمة حرب".
فقد انضمت بريطانيا والولايات المتحدة أمس إلى فرنسا في إعلان أن التفاصيل التي يتضمنها تقرير أعده محققون تابعون للأمم المتحدة، تؤكد أن الحكومة السورية وليست المعارضة هي المسؤولة عن هجوم بغاز السارين في 21 آب الماضي أودى بأكثر من 1400 ضحية بينهم مئات الأطفال من أبناء غوطة دمشق.
فقد اعتبرت بريطانيا أمس أن تقرير الامم المتحدة حول الهجوم الكيميائي الذي وقع في 21 آب في سوريا يثبت في شكل "واضح للغاية" ان نظام بشار الاسد هو "المسؤول".
وقال وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ في بيان "نرحب بهذا التقرير الموضوعي الذي يؤكد استخدام اسلحة كيميائية على نطاق واسع"، معتبراً انه "استنادا الى التفاصيل التقنية الواردة في التقرير(..)، فمن الواضح للغاية ان النظام السوري وحده يمكن تحميله مسؤولية" الهجوم.
وقال وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ في بيان "نرحب بهذا التقرير الموضوعي الذي يؤكد استخدام اسلحة كيميائية على نطاق واسع"، معتبراً انه "استنادا الى التفاصيل التقنية الواردة في التقرير(..)، فمن الواضح للغاية ان النظام السوري وحده يمكن تحميله مسؤولية" الهجوم.
وقال السفير البريطاني مارك ليال غرانت للصحافيين أمس، إنه "لم يعد هناك شك في أن النظام" السوري هو المسؤول عن الهجوم الذي أدى إلى مقتل مئات الأشخاص. كذلك ذكرت السفيرة الأميركية لدى الأمم المتحدة سامنثا باور في تصريحات مماثلة،أن "التفاصيل التي سردها آك سلستروم في التقرير حول حادثة غوطة دمشق يوم 21 الماضي، تؤكد بما لا يدع مجالا للشك أن الرئيس السوري بشار الأسد هو المسؤول عن وقوع تلك الهجمات".
وأضافت باور عقب انتهاء جلسة مجلس الأمن المغلقة أمس، أن "نوع السارين المستخدم في غوطة دمشق أعلى من نظيره المستخدم أيام (الرئيس العراقي السابق) صدام حسين. وكما ذكر سلستروم في رده على سؤال تقدمت روسيا، فإن نوعية السارين المستخدم في حادثة غوطة دمشق أعلى من السارين الذي استخدمه صدام حسين في حلبجة منذ 25 عاماً".
كذلك أعلن البيت الابيض ان تقرير الامم المتحدة حول الهجوم الكيميائي الذي وقع الشهر الفائت في سوريا يثبت ان نظام الاسد مسؤول عنه. وقال المتحدث باسم الرئاسة الاميركية جاي كارني ان "المعلومات في هذا التقرير التي تتحدث عن اطلاق غاز السارين بواسطة صواريخ ارض-ارض وحده النظام (السوري) يمتلكها، تظهر بوضوح من هو المسؤول" عن هذا الهجوم.
وشدد الرئيس الأميركي باراك أوباما على أن تطبيق الاتفاق الروسي - الأميركي بشأن الأسلحة الكيميائية السورية يضع حداً لتهديدات الأسلحة الكيميائية في سوريا، منوهاً إلى أن الأسابيع القليلة الماضية شهدت اهتماماً شديداً من جانب الإدارة الأميركية بكل أفرادها وفرقها الأمنية فيما يتعلق بذلك الصدد.
وأضاف أوباما في مؤتمر صحافي نقلته قناة "سكاي نيوز"أمس، "خلال نهاية الأسبوع الماضي اتخذنا خطوات مهمة في هذا الاتجاه، لذا قررنا نقل الأسلحة الكيميائية السورية تحت الرقابة الدولية ليتم اتلافها لاحقاً. لم يتم التوصل إلى تلك الخطوة الآن، لكن في حال تم تطبيق ذلك الاتفاق من الممكن أن يضع حدا للتهديدات التي تشكلها هذه الأسلحة ليس في سوريا فحسب، بل في جميع أنحاء العالم".
وكان وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس اعتبر أمس أنالتقرير "لا يدع مجالا لأي شك" حول مصدره و"يعزز موقف من قالوا ان النظام (السوري) مذنب".
وقال فابيوس لاذاعة "ار تي ال" ان "مضمون التقرير دامغ، يؤكد استخداما مكثفا لغاز السارين".
واضاف "عندما ننظر بدقة الى المعطيات، اي كميات الغازات السامة التي استخدمت، الخليط المعقد جدا، طبيعة ومسار المقذوف، كل ذلك لا يترك على الاطلاق اي مجال للشك في مصدر الهجوم" كما "يعزز موقف الذين قالوا ان النظام مذنب".
ويتوجه فابيوس اليوم الى موسكو في محاولة لاقناع نظيره الروسي سيرغي لافروف بالموافقة على قرار ملزم يصدر عن مجلس الامن يتضمن ما تم الاتفاق عليه في جنيف بين روسيا والولايات المتحدة السبت الماضي بشأن ازالة الاسلحة الكيميائية السورية.
وقال فابيوس ايضاً "حول مصدر الهجوم سنرى ما سيقوله لافروف. منذ البداية قال ان المقاومين هم الذين قاموا بهذا العمل، وهذا لا يبدو صحيحاً على الاطلاق"، مضيفا "اذا تحلينا بحسن النية سنتوصل الى اتفاق".
ومن لندن (مراد مراد)، أكد التقرير الذي قدمه امس السويدي اكه سيلستروم رئيس بعثة المحققين الدوليين في مجازر سوريا الكيميائية الى الامين عام الامم المتحدة بان كي مون أن الاسلحة الكيميائية وتحديداً غاز السارين، استخدمت على نطاق واسع في ريف دمشق في الساعات الاولى من 21 آب الماضي.
وبرغم ان التقرير لا يتهم أي طرف في الصراع مباشرة بارتكاب الجريمة، الا انه تضمن اشارت واضحة لا تحمل الشك في مسؤولية نظام بشار الأسد عن هذه الجرائم ضد الانسانية عبر تقدير مصدر اطلاق الصواريخ ومناطق سقوطها ونوعية الصواريخ التي حملت المواد الكيميائية الى اهدافها مع الاشارة الى الوقت الضيق الذي منحه النظام للمحققين لدى ادائهم عملهم في المناطق المستهدفة.
وكما قال بان في مؤتمره الصحافي امس فإن "التفاصيل المقدمة في التقرير تتحدث عن نفسها" فيما يتعلق بما يمكن استنتاجه عن هوية الطرف المذنب.
ووصف الامين العام للامم المتحدة استخدام الأسلحة الكيميائية في سوريا الذي اكده تقرير خبراء، بانه "جريمة حرب"، وفقا لما افاد ديبلوماسيون.
وطالب بان الذي كان يتحدث امام مجلس الامن الدولي عارضا تقرير المفتشين حول استخدم السلاح الكيميائي في سوريا، بأن "يلقى المسؤولون" عن الهجوم حسابهم وطلب من مجلس الامن النظر في فرض عقوبات اذا لم تحترم دمشق خطة تفكيك ترسانتها الكيميائية.
وقال بان "اطلب بإلحاح من المجلس(...) قرارا واضحا". واذ اشار الى الاتفاق الاميركي - الروسي حول تفكيك الترسانة الكيميائية السورية الذي تم بلوغه السبت، ذكر بان هذا الاتفاق يلحظ انه "في حال لم تحترم (دمشق التزاماتها) فعلى مجلس الامن ان يطبق اجراءات ضمن الفصل السابع من ميثاق الامم المتحدة". ويلحظ هذا الفصل عقوبات تصل الى حد استخدام القوة.
واضاف بان "اوافق على وجوب ان تكون هناك عواقب (على دمشق) في حال عدم احترامها" الاتفاق.
ويتضمن تقرير المفتشين الدوليين ستة ملاحق (ابنديكس) يعتبر ابرزها لجهة معرفة الجناة الملحق رقم 5 الذي يشرح بالتفصيل ادوات الجريمة الصواريخ التي حملت السارين ومن اي جهة اتت والى اي وجهة صوبت وما نوعية هذه الصواريخ مع الكتابة التي عثرت على اجزائها التي لم تتحطم نظرا لأنها لم تنفجر بالشكل التقليدي كونها مفرغة من العبوات الناسفة ومعبأة بالمواد الكيميائية.
ويسرد الملحق تفاصيل التحقيق الذي اجراه فريق المفتشين في المعضمية والزملكا وعين ترما حيث تم التقاط بقايا الصواريخ والذخائر التي استخدمت في الاعتداءات.
واغلب القطع التي تم العثور عليها لها المواصفات التالية: اللون رمادي فاتح.العلامات: كتابات بالخط الاسود وتحديدا الرقمان 179-97 وحفر على اسفل دائرة محرك الصاروخ احرف باللغة الروسية يمكن رؤيتها في الصور بالاضافة الى ارقام 197- 7 6 - 25 4. القياسات: الطول 630 مليمترا والعرض 140مليمترا. ويحتوي محرك الصاروخ على 10 فوهات مع صفيحة اتصال معدنية كهربائية.
وهذا جزء بسيط من التفاصيل التي يقدمها التقرير الذي يشير ايضا في هذا الملحق الخامس الى ان هجومين على موقعين تمكن الفريق الاممي من تحديد كيفية اطلاق الصواريخ وانهما اطلقا من الشمال الغربي الى مواقع في الشرق والجنوب الشرقي.
وبالنظر الى خارطة المواقع العسكرية وهنا نتكلم خارج التقرير، يتبين ان الجهة المطلقة هي منطقة يسيطر عليها النظام والمناطق المستهدفة هي مناطق تسيطر عليها المعارضة.
وقدر المحققون ان كمية المواد الكيميائية السائلة التي احتواها الرأس الصاروخي الواحد تبلغ نحو 56 ليترا مع احتمال ستة ليترات بالناقص او بالزائد.
ويشتكي سلستروم في تقريره من الصعوبة التي واجهها فريقه ليس فقط من المتاعب الامنية بل ايضا من الوقت القصير جدا الذي قيدته به دمشق بالسماح بساعات محددة فقط خلال اليوم الواحد وهي 5 ساعات يفرض فيها وقف اطلاق النار تحديدا في الايام الاربعة بين 26 و29 آب الماضي.
واشار التقرير الى ظروف الطقس ودرجات الحرارة في الساعات التي وقعت فيها الهجمات بين الثانية والخامسة صباحا بالتوقيت المحلي حيث ان الهواء كان في ذلك الوقت يتجه من اعلى الى اسفل اي من السماء باتجاه الارض وليس العكس، وهذا ما يفسر سقوط عدد كبير من الضحايا الذين بالطبع لجأوا الى المخابئ في أسفل المباني، لكن الهواء المتجه الى اسفل مشبعاً بالغازات السامة طاردهم حتى مرقدهم الاخير.
وفي باريس اتفقت فرنسا والولايات المتحدة وبريطانيا امس على ضرورة طرح قرار قوي وملزم قادر على إجبار نظام الأسد على الالتزام تماما بمحتوى خطة العمل التي وضعها الاميركيون والروس في جنيف السبت الماضي.
وبعد لقاء في الاليزيه مع الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند، انتقل وزراء خارجية الولايات المتحدة جون كيري وبريطانيا ويليام هيغ وفرنسا لوران فابيوس الى مبنى وزارة الخارجية حيث اجتمعوا بنظيرهم التركي احمد داود اوغلو قبل ان يعقدوا اجتماعا ثلاثيا مغلقا خرجوا بعده الى مؤتمر صحافي مشترك أعلنوا خلاله نيتهم وضع مشروع قرار قوي اللهجة امام مجلس الامن الدولي للتصويت عليه نهاية الاسبوع.
وافتتح فابيوس المؤتمر الصحافي قائلا "لقد اجتمعنا اليوم (امس) مع الرئيس فرنسوا هولاند لمناقشة المسألة السورية والقرارات التي يجب اتخاذها خلال الايام المقبلة. ان اتفاق جنيف كما ذكرت في السابق هو خطوة مهمة ومنذ مجزرة 21 آب موقفنا واضح وثابت وألخصه بكلمتي عقوبات وردع. المهم الآن ان يتم تطبيق هذا الاتفاق سريعاً من اجل ازالة التهديد الكيميائي الذي تمثله ترسانة النظام السوري على السوريين وعلى جيران سوريا. نريد رؤية خطوات ملموسة يمكن التحقق منها مع الابقاء على جميع الخيارات متاحة على الطاولة في حال لم تتطابق تصريحات النظام مع افعاله ميدانيا. ولضمان هذه النتيجة نريد نحن الدول الثلاث الدائمة العضوية في مجلس الامن استصدار قرار قوي في المجلس الدولي خلال الايام القليلة المقبلة . قرار مدعوم بشكل تام من المجلس يفرض تطبيق خطة العمل لاازلة الاسلحة الكميائية. وهو قرار يتوعد بعواقب للنظام في حال لم يقم بتطبيقه، وهو قرار يتضمن ايضا ان مرتكبي المجازر يجب ان يعاقبوا على جرائمهم وسنعمل على وضع هذا المشروع في نيويورك خلال الايام القليلة المقبلة ثم نعمل على صياغة قرار توافق عليه جميع الدول في مجلس الامن".
وقال "نحن نعلم انه لبلوغ حل سياسي تفاوضي يجب ان تكون المعارضة السورية قوية ولهذه الغاية سنزيد من دعمنا للائتلاف الوطني السوري وستشهد نيويورك خلال اجتماع الجمعية العامة للامم المتحدة التفافا دوليا كبيرا حول الائتلاف الوطني السوري".
وقال وزير الخارجية البريطاني ويليام هيغ "لقد قررنا التدابير التي يجب اتخاذها بشكل طارئ من اجل ضمان تطبيق خطة التخلص من الاسلحة الكيميائية في سوريا. ونحن متفقون على وجوب محاسبة المجرمين على جرائمهم وسنبحث في الفترة القليلة المقبلة كيفية وضع هذه المحاسبة قيد التطبيق بناء على تقرير المحققين الدوليين المرتقب صدوره".
اما وزير الخارجية الاميركي جون كيري فقال "منذ اسبوع لم يكن النظام السوري معترفا بوجود ترسانة كميائية لديه واليوم رضي هذا النظام بحسب تصريحات بعض كوادره وتصريحات الروس انه يلتزم باتلاف هذه الترسانة والتوقيع على معاهدة حظر انتشار الاسلحة الكيميائية . لكن بالطبع لا يمكننا الاتكال على الكلام فحسب ولهذا اجتمعنا اليوم من اجل تحريك الاسرة الدولية لاعتماد قرار في مجلس الامن الدولي يلزم النظام السوري بتطبيق ما تعهد به .ومن المهم جدا اننا اليوم ثلاث دول دائمة العضوية في مجلس الامن متفقون تماما بشأن اهدافنا ومتفقون تماما بشأن الخطوات التالية التي يجب اتخاذها".
أضاف "ما نحتاجه الآن هو تبني قرار في مجلس الامن الدولي، قرار قوي وملزم كي يتم تطبيق خطة العمل بشكل شفاف وواقعي".
اضاف "اتكلم باسمي واسم جميع الموجودين هنا وباسم الرؤساء ورئيس الوزراء بأننا لن نتسامح مع اي مماطلة من قبل النظام في تطبيق خطة العمل في اطرها الزمنية المحددة وبالتأكد من صدقية جميع الخطوات التي يقوم بها. وفي حال لم يلتزم النظام بما ورد في الخطة فإن واشنطن وموسكو وافقتا على وجوب حصول تداعيات لهكذا مخالفات تحت الفصل السابع".
وعن ادراج الفصل السابع في القرار، اوضح كيري "علينا التحقق من تطبيق هذه الخطة ولهذا يجب اصدار قرار قوي وملزم، والروس وافقوا في جنيف على اللجوء الى الفصل السابع في حال لم يلتزم النظام بتطبيق الخطة او في حال حصول استخدام جديد للكيميائي في سوريا من اي طرف كان. اذاً الفصل السابع ينبغي ان يذكر في القرار". وأعلنت منظمة حظر الاسلحة الكيميائية أمس ان برنامج تدمير مخزون الاسلحة الكيميائية في سوريا سيبدأ"خلال ايام".
وقالت المنظمة في بيان ان "سوريا انضمت الى اتفاقية (حظر الاسلحة الكيميائية) في ظروف استثنائية. ويتوقع اذن ان يبدأ برنامج ازالة الاسلحة الكيميائية في سوريا خلال ايام".
واضاف المصدر نفسه ان "خبراء في منظمة تدمير الاسلحة الكيميائية بدأوا عملهم ويعدون خارطة طريق تستبق مختلف التحديات بهدف التحقق من المخزونات المعلنة في سوريا"، لافتا الى ان "المجلس التنفيذي لمنظمة حظر الاسلحة الكيميائية سيلتئم قريبا جدا" لبحث الملف السوري.
ويتوقع ان يعقد هذا الاجتماع خلال أيام.
وقالت تركيا أمس إن طائراتها الحربية أسقطت طائرة هليكوبتر سورية أمس بعدما انتهكت المجال الجوي التركي وحذرت الحكومة من أنها اتخذت كل الاجراءات اللازمة للتصدي لأي انتهاكات أخرى.
وقال الجيش التركي في بيان إن تركيا أرسلت طائرتين إف-16 إلى الحدود بين إقليم هاتاي الجنوبي وسوريا بعد تحذير الهليكوبتر وهي من طراز مي-17 من أنها تقترب من المجال الجوي التركي.
وقال بولنت ارينتش نائب رئيس الوزراء التركي إن طائرة حربية أسقطت الطائرة الهليكوبتر بعدما دخلت لمسافة كيلومترين في تركيا قرب بلدة يايلاداجي الحدودية.
وقال "وجهت عناصر دفاعنا الجوي تحذيرات لها أكثر من مرة."
وقال وزير الخارجية التركي أحمد داود اوغلو للصحافيين في باريس "لن تسمح تركيا أبدا بأي انتهاك لحدودها.. سندافع عن حدودنا وعن أمن شعبنا للنهاية". وأضاف "لن يجرؤ احد على انتهاك حدود تركيا بأي حال مرة أخرى"."
اللواء
أوباما يتهم الأسد بعد تقرير مفتشي الكيماوي
بان: السارين جريمة حرب - الغرب لقرار أممي خلال أسبوع وموسكو تعارض
وكتبت صحيفة اللواء تقول " اعلن خبراء الامم المتحدة الذين حققوا في سوريا انهم عثروا على «ادلة واضحة ومقنعة» على استخدام غاز السارين في 21 اب قرب دمشق، الامر الذي وصفه الامين العام للامم المتحدة ب»جريمة حرب»،فيما سارع البيت الابيض للاعلان ان التقرير يثبت ان نظام الرئيس بشار الاسد مسؤول عن مجزرة الغوطة.
وقال المتحدث باسم الرئاسة الاميركية جاي كارني ان «المعلومات في هذا التقرير التي تتحدث عن اطلاق غاز السارين بواسطة صواريخ ارض-ارض وحده النظام (السوري) يملكها، تظهر بوضوح من هو المسؤول» عن هذا الهجوم.
وفي الوقت الذي طالبت الدول الغربية بقرار «ملزم» عن المنظمة الدولية لاجبار سوريا على تدمير ترسانتها الكيميائية؛ رفضت روسيا في الوقت الحاضر صدور قرار عن مجلس الامن يهدد النظام السوري ب»تداعيات» في حال لم يلتزم بالاتفاق حول تدمير السلاح الكيميائي السوري الذي توصلت اليه روسيا مع الولايات المتحدة السبت في جنيف.
وخلال تقديمه تقرير مفتشي المنظمة الدولية حول نتائج التحاليل التي قاموا بها على عينات اخذت من منطقة الغوطة قرب دمشق ،القى بان كي مون كلمة امام مجلس الامن وصف فيها استخدام الاسلحة الكيميائية في سوريا ب»جريمة حرب» .
ومن دون ان يوجه اصابع الاتهام لاي طرف دعا كي مون الى «محاسبة» المسؤولين عن استخدام هذا السلاح وطالب مجلس الامن بالاستعداد لفرض عقوبات في حال لم يقم النظام بتفكيك ترسانته الكيميائية.
واكد تقرير المفتشين الذين نشر امس ان هناك «ادلة دامغة ومقنعة» على استخدام السلاح الكيميائي في الحادي والعشرين من آب الماضي قرب دمشق ما ادى الى مقتل نحو 1400 شخص.
وجاء في التقرير ان اسلحة كيميائية استخدمت «على نطاق واسع نسبيا في النزاع المستمر بين الاطراف في الجمهورية العربية السورية ... ضد مدنيين بينهم اطفال».
وجاء أيضاً ان «العينات البيئية والكيميائية والطبية التي جمعناها تقدم ادلة واضحة ومقنعة على ان صواريخ ارض-ارض مجهزة بغاز السارين استخدمت في عين ترما والمعضمية وزملكا والغوطة» جنوب وغرب دمشق في 21 اب. واضاف ان «هذه النتيجة تثير قلقا كبيرا».
وخلال تحقيقهم الميداني في سوريا، جمع الخبراء العديد من العينات (دم وبول وشظايا قذائف) التي تم تحليلها في اربعة مختبرات اوروبية.
وكان كي مون اعتبر منذ الجمعة ان التقرير سيؤكد «بشكل دامغ» استخدام اسلحة كيميائية. لكن التقرير لا يحدد بشكل مباشر المسؤولين عن استخدام الاسلحة الكيميائية لان مهمة المحققين لا تتضمن هذا الامر. الا ان دبلوماسيين في الامم المتحدة اعتبروا ان الكشف عن التقرير سيتيح تحديد الطرف الذي يقف وراء الهجوم الكيميائي.
وهذا ما سارع الى استنتاجه وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس عندما اعتبر ان هذا التقرير «لا يترك مجالا لاي شك حول مصدر الهجوم» الكيميائي في اشارة الى النظام السوري.
لقاء باريس ورد موسكو
وفي اطار الضغوط الغربية على سوريا، اعتبر الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند ووزيرا الخارجية الاميركي جون كيري والبريطاني وليام هيغ انه «من الاساسي» التوصل الى «قرار قوي وملزم» حول سوريا في مجلس الامن.
وافادت الرئاسة الفرنسية ان المسؤولين الثلاثة دعوا خلال لقاء في باريس شارك فيه ايضا وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس الى «جدول زمني دقيق» لضبط الاسلحة الكيميائية السورية واتلافها.
وشدد هولاند على ضرورة ان يبقي الحلفاء الثلاثة «الخط الحازم نفسه الذي سمح باطلاق هذه العملية الدبلوماسية والتضامن» .
واضافت المصادر نفسها ان الحلفاء الثلاثة يريدون العمل على قرار في مجلس الامن الدولي «في غضون اسبوع»، معتبرين ان تقرير مفتشي الامم المتحدة شكل «بلا شك فرصة مؤاتية لاحراز تقدم في هذا الموضوع».
الا ان وزير خارجية روسيا سيرغي لافروف كان له راي اخر. وقال في رد مباشر على اجتماع باريس بعد لقائه نظيره المصري نبيل فهمي في موسكو «في ما يتعلق بتصريحات بعض شركائنا حول ضرورة اعتماد (قرار) بصورة عاجلة، سمعت حتى قبل نهاية الاسبوع عن قرار تحت الفصل السابع، ذلك يدل اولا على عدم فهم ما اتفقنا عليه مع جون كيري، وحتى رفض قراءة هذه الوثيقة».
وتابع لافروف «ان زملاءنا الاميركيين يرغبون بشدة ان يتم اعتماد هذا القرار بموجب الفصل السابع. لكن الوثيقة النهائية التي وافقنا عليها والتي تشكل خارطة الطريق لدينا والتزاما مشتركا، لا تتضمن مثل هذه الاشارة».
وكان فابيوس حذر دمشق بانها ستتحمل «عواقب خطيرة» في حال عدم احترام التزاماتها حول الاسلحة الكيميائية، معلنا عن تعزيز الدعم للمعارضة السورية.
وقال خلال مؤتمر صحافي مشترك مع كيري وهيغ «اننا عازمون على الحصول على قرار قوي من مجلس الامن الدولي خلال الايام المقبلة».
واكد كيري «اذا لم يطبق الاسد الاتفاق حول الاسلحة ستكون هناك عواقب». واضاف «سنبذل كل ما في وسعنا لمساعدة الشعب السوري على الخروج من الفوضى والعنف» مؤكدا «التزامنا حيال المعارضة» السورية. وقال ان الاسد «فقد اي شرعية تخوله ان يحكم بلاده».
ميدانياً وفي تطور لافت، اسقطت تركيا امس مروحية عسكرية سورية انتهكت اجواءها الجوية، وفق ما اعلن نائب رئيس الوزراء التركي بولنت ارينج.
وكان المرصد السوري لحقوق الانسان اعلن في وقت سابق إن الثوار أصابوا مروحية كانت تلقي براميل متفجرة على مناطق بجبل الأكراد، حيث سقطت بمنطقة واقعة بين ريف جسر الشغور وريف اللاذقية.
وتواصلت المعارك الضارية على اكثر من جبهة وخصوصاً في العاصمة دمشق التي شهدت قصفاً وقتالا بمناطق عدة.ودارت معارك بأحياء جوبر والقابون وبرزة، وسط قصف مدفعي عنيف من جانب قوات النظام التي شنت هجوماً مكثفا على داريا والمعضمية بهدف اقتحامهما، وترافق ذلك مع قصف كثيف بالمدفعية الثقيلة والدبابات المتمركزة بجبل قاسيون، في حين تمكن الجيش الحر من صد الهجوم."