الصحافة اليوم 23-9-2013: الازمة السورية تحضر في نيويورك وحراك سياسي في لبنان
رصدت الصحف اللبنانية اليوم آخر تطورات الحدث السوري قبيل انطلاق اجتماعات الجمعية العامة للامم المتحدة في نيويورك، كما كان هناك متابعة لآخر التطورات السياسية على الساحة اللبنانية.
الاخبار
جنبلاط يُقصي أبو حمزة: آخر أيام محاسب
وقع «الشر» بين النائب وليد جنبلاط ومدير أعماله ومحاسبه الشيخ بهيج أبو حمزة. يتردّد كلام كثير عن ملفات مالية «خبّص» فيها الأخير، فيما القضية حول مجموعة أراضٍ اشتراها جنبلاط بمحض إرادته. أبو حمزة الغائب عن السمع ينتظر أن تعود الأمور إلى سابق عهدها، فيما يبدو المقاطعجي وليد بك مصرّاً على أن «المحاسب» صار من الماضي، من دون بديل
فراس الشوفي
لم تعد «الجرّة المكسورة» بين النائب وليد جنبلاط ومدير أعماله بهيج أبو حمزة سرّاً على أحد. طبعاً، لا يمكن الركون إلى الروايات التي يردّدها الاشتراكيون «المغرضون» عن الأسباب الكامنة خلف هذه القطيعة، ولو أن شيئاً كبيراً قد حدث قبل شهر تقريباً، فصل «البصلة عن قشرتها». في المحصّلة، الشيخ بهيج خارج الجنّة الجنبلاطية.
قصّة آل جنبلاط وآل حمزة ليست جديدة. اعتاد المشايخ إدارة أموال «البكوات» منذ قرن على الأقل. وفي التاريخ الحديث، كان الشيخ نجيب أبو حمزة يدير أموال زعامة المختارة أيام «الست» نظيرة جنبلاط، قبل أن يترك العمل نتيجة خلاف سياسي، إذ اقترب الأخير من خيارات الرئيس كميل شمعون. وفي مرحلة لاحقة، أدار الشيخ عارف أبو حمزة أموال آل جنبلاط في عصر الراحل كمال جنبلاط، قبل أن يستقر الأمر أخيراً على الشيخ بهيج في عصر وليد جنبلاط.
ماذا يمكن رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي أن يقول أكثر؟ في المرّة الأولى أصدر بياناً أعلن فيه أنه يجري «سلسلة ترتيبات تتصل بإعادة تنظيم وتوزيع المسؤوليات والمهام المتعلقة بإدارة الأملاك الخاصة والمؤسسات التابعة له، بعد أن تولى بعض هذه المهمات الشيخ بهيج أبو حمزة، الذي رافق هذه المسيرة على مدى ثلاثين عاماً متواصلة». وفي المرّة الثانية، أصدر بياناً جديداً بعد وفاة والدته مي أرسلان، عالي اللهجة نسبيّاً، أكد فيه أنه «سيستأنف متابعة ملف إعادة ترتيب وتنظيم المسؤوليات والمهام في ما يتعلق بإدارة أملاكه الخاصة والشركات التابعة له، بعد أن كان باشر بسلسلة من الخطوات في هذا الإطار، تلافياً لوقوع المزيد من الأخطاء الإدارية في مجمل القطاعات، ومنها شركة «كوجيكو»، بما قد يضر بمصلحة الشركة». من قصد بـ«المزيد من الأخطاء الإدارية؟»، وهل وصل الأمر إلى الحدّ الذي يضرّ بمصلحة «كوجيكو»؟ المسألة في مكان آخر.
من هو الشيخ بهيج؟ المهندس الخمسيني الآتي من دراسة «الكيمياء» يملك ألقاباً كثيرة، على رأسها مدير أعمال وليد جنبلاط، وممثّله في مجلس إدارة معمل سبلين للترابة وشركة كفريا لصناعة النبيذ، ورئيس مجلس إدارة شركة «كوجيكو» المعنية باستيراد النفط وبيعه، ورئيس نادي الصفاء، المحسوب على جنبلاط أيضاً. كان أبو حمزة وكيلاً في الشرق الأوسط لشركة «UP JOHN» الأميركية المعنية بالصناعات الكيميائية، ويعيش في باريس، قبل أن ينتقل إلى لبنان مطلع عام 1987 بطلب من جنبلاط، لإدارة شركة «كوجيكو»، الحديثة العهد في ذاك الوقت، والتي حظيت بدعم من النفط السوري، وكذلك العراقي في مرحلة لاحقة، ثمّ لإدارة «كفريا» في عام 1989. ومنذ عام 1991، بهيج أبو حمزة هو رئيس تجمع الشركات المستوردة للنفط في لبنان. إضافة إلى عمل «الشركات»، يدير أبو حمزة أملاك جنبلاط وعقاراته وأمواله ويشرف على استثمارها والاستفادة منها، وكذلك يعمل على تحقيق الاستقرار المالي المطلوب لآل جنبلاط، وانتظام مداخيلهم ومصادر تمويلهم الجديدة.
على الأقل، هكذا كان بهيج أبو حمزة، رفيق درب وليد جنبلاط في المال، وقرشه الأبيض في أيامه السوداء، أو حتى الرمادية، وما أكثرها. بين ليلة وضحاها، «انتبه» البك (أو نبّهه أحدهم) إلى أن ثمّة ما حيك في الخفاء، وأن «أخطاءً جسيمة في حساباته المالية» قد سبّبتها إدارة أبو حمزة. هذا في حسن النيّة.
أن تسأل مقرّبين لصيقين بجنبلاط عن الحال بين البك وأبو حمزة، يعني أن تسمع كلاماً منمّقاً وحصراً للمسألة في إطار «إعادة ترتيب مال وأملاك الحزب والرئيس، كل شيء عادي وطبيعي». هذا خطاب رسمي بامتياز.
أما ما يقال في أروقة الحزبيين، فيصل إلى حدّ اتهام أبو حمزة بالسرقة والاحتيال وقبض عمولات عن صفقات مالية وعقارات في أكثر من مكان. ولا يملك الاشتراكيون «مادة حقيقيّة» عن أسباب الخلاف بين جنبلاط وأبو حمزة، لكنك ستسمع معزوفة واحدة عن أن «الشيخ بهيج قبض عمولة من شرائه مبنيين في كليمنصو، وعن قطعة أرض ضخمة في منطقة الدلهمية، وكذلك قبض «خلو» عن قطعة الأرض المشيّد عليها ملعب نادي الصفاء في منطقة وطى المصيطبة».
في المقابل، يقول العارفون، إن «كل كلام يقال لا علاقة له بالحقيقة. وإن التهم التي تساق بحقّ أبو حمزة حول مبنيين في كليمنصو أو قطعة أرض في الدلهمية عارٍ من الصحّة. وبالنسبة إلى أرض ملعب الصفاء، التي اشتراها آل غيث أخيراً، فإن «الخلوّ» المطلوب لم يدفع حتى اللحظة، وإن النادي بدأ بتشييد ملعب جديد في منطقة عرمون».
ما الذي حصل إذاً؟ تؤكّد مصادر مطلعة على العلاقة بين الرجلين إن «أبو حمزة اشترى مجموعة أراض يتراوح مجموع مساحتها بين 570 ألف متر و600 ألف متر مربّع من الأرض، في التلال الواقعة فوق منطقة ملتقى النهرين، أي على مدخل الشوف الغربي، بـ40 دولاراً للمتر الواحد». وتشير المصادر أيضاً إلى أن «مجموعة الأراضي قد تمّ شراؤها من تاجر العقارات المعروف أبو علي بدير وصاحب أوتيل «كوستابرافا» الشهير، صديق جنبلاط وأبو حمزة على حدٍّ سواء».
أيام قليلة، ويكتشف النائب وليد جنبلاط، ودائماً بحسب رواية المصادر، «أن مجموعة الأراضي اشتراها بدير على مراحل، والجزء الأكبر منها قبل شهرين من تاريخ شراء أبو حمزة لها، وأن السعر الذي دفعه بدير سابقاً للحصول عليها أقل بكثير من الـ40 دولاراً للمتر الواحد. كذلك فإن هناك تفاوتاً في بعض الأجزاء بين خرائط المسح والمساحات الفعلية». وتقول المصادر إن جنبلاط اشترى الأراضي على عجل بعدما «أبلِغ معلومات عن أن حزب الله سيشتري الأراضي ليقيم عليها مجمعات سكنية، وبالتالي أوعز إلى أبو حمزة لشرائها، ومن ثمّ اكتشف أن لا علاقة لحزب الله بالموضوع، وأن بدير وأبو حمزة اتفقا على الأمر حتى يشتري جنبلاط الأرض».
وتؤكد المصادر أن «جنبلاط اتخذ قراراً متسرعاً برفع دعوى قضائية بحقّ الرجلين قبل وفاة والدته، بتهمة الاحتيال وتهم أخرى، ثمّ عاد وعدل عنها لمصلحة تشكيل لجنة تحقيق داخلية في الحزب لمراجعة حسابات الشركات والعقارات».
الاتصال بأبو حمزة متعذّر، إذ ابتعد الرجل عن الإعلام تماماً. وتؤكد مصادر مطلعة على القضية أن «ابتعاد أبو حمزة عن التصريح سببه انتظاره أن يكون الأمر غيمة صيف عابرة، وتعود الأمور إلى سابق عهدها، خصوصاً أنه يتواصل مع اللجنة المكلّفة بالتدقيق ويردّ على استيضاحاتها، وينفي أمامها أن يكون أي ممّا يقال صحيحاً، لأن السعر الذي دُفع ثمناً للأراضي منطقي للغاية». لكنّ المصادر تنسف عمليّاً آمال أبو حمزة المفترضة، بالقول «إن الأمور لن تعود إلى سابق عهدها، لأن الجرّة قد انكسرت على ما يبدو عند البك».
مسألة أخرى يجري الحديث عنها في الهمس داخل أروقة الحزب الاشتراكي ورجال الأعمال اللبنانيين المطّلعين على علاقة أبو حمزة بجنبلاط، وعلاقة جنبلاط بقريب الشيخ بهيج، وجدي أبو حمزة، تاجر النفط والعقارات ووكيل أعمال أشقاء شيخ عقل طائفة الموحدين الدروز السابق بهجت غيث، إذ تقول المصادر إن «وجدي يشعر منذ زمن طويل بأنه الشخصية التي من حقّها إدارة أملاك آل جنبلاط، كما كان جدّه عارف أيام كمال بك، وهو لا يوفّر جهداً منذ سنوات لتشويه سمعة بهيج أبو حمزة و«التنقير» عليه». وتشير المصادر إلى أن «وجدي من أشد المعارضين لحزب الله، وتربطه علاقة صداقة وثيقة بالشيخ علي زين الدين (رئيس مؤسسة العرفان التوحيدية)، وعَمِل بعد أحداث 7 أيار على دعم حركة زين الدين وبعض المشايخ لناحية توزيع مساعدات مالية». وتشير المصادر إلى أن «وجدي لا يمكن أن يكون بديلاً من الشيخ بهيج لعدّة أسباب، كما أن جنبلاط الذي وجد بديلاً بسرعة لتنفيذ الأدوار التي كان يقوم بها الوزير غازي العريضي، لم يجد بديلاً حتى الساعة من بهيج أبو حمزة».
مع كلّ ما تقدّم، لا يزال كثيرون يعتقدون أن في الأمر لغزاً، إذ ليس من عادة جنبلاط أن يصدر بيانات رسمية عن أوضاع بيته الداخلية، خصوصاً أن المسألة تتعلّق بأمور مالية وببهيج أبو حمزة تحديداً، «محاسبه الدائم». يتردد بالهمس هنا وهناك، على أكثر من لسان، أن «جنبلاط يعيد ترتيب بيته بما يتناسب مع المرحلة المقبلة ربما، وهي إعداد أرضية لابنه تيمور من مجموعة من المساعدين المضموني الولاء، وأبو حمزة ليس من ضمنهم»، بينما تقول المصادر السابقة إن «الأمر لا علاقة له بالسياسة أو بتيمور. المسألة مجرّد خلاف بين صاحب مال ومحاسبه».
لم تنته الحكاية بعد. هذه ليست المرة الأولى التي يتّهم فيها جنبلاط أبو حمزة بملفات مالية، إذ فعل الأمر عينه في التسعينيات وتبيّن أنه مخطئ بعد التدقيق. قد يكون جنبلاط مخطئاً أيضاً هذه المرة، وقد لا يكون.
السفير
موسكو تستبق لقاءات نيويورك بمهاجمة ابتزاز «الفصل السابع»
لافروف: هدف الغرب في سوريا الهيمنة
استبق وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، أمس، انطلاق أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة غدا، والتي ستشهد كثافة اجتماعات على هامشها بشأن الأزمة السورية ما سيؤدي إلى زيادة الضغوط على موسكو، بشن هجوم حاد على الدول الغربية التي تطالب بإصدار قرار تحت «الفصل السابع» لضمان تطبيق دمشق التزامها إزالة ترسانتها الكيميائية.
واتهم لافروف الولايات المتحدة بالسعي لابتزاز روسيا حتى تدعم قرارا لمجلس الأمن الدولي بشأن سوريا، موضحا أن «شركاءنا يعميهم الهدف الإيديولوجي بتغيير النظام السوري». وقال لافروف بوضوح إن روسيا والصين لن تسمحا للغرب بتمرير قرار يجيز استخدام القوة ضد النظام وحماية المعارضة بما يطلق ايدي الغربيين لتحقيق سيناريوهات عسكرية، في الوقت الذي تسعى فيه موسكو الى «حل مشكلة الأسلحة الكيميائية في سوريا»، مشيرا إلى أن الدول الغربية لا تستطيع الإقرار بأن تدخلاتها العسكرية السابقة، في ليبيا والعراق، أدت إلى فوضى يموت بسببها عشرات الأشخاص يوميا.
وكانت المنظمة الدولية لحظر الأسلحة الكيميائية أعلنت، أمس الأول، أنها تسلمت من السلطات السورية جردة كاملة بما تملكه من الأسلحة الكيميائية، وذلك في تطبيق للاتفاق الروسي ـ الأميركي في جنيف قبل حوالي الأسبوع. وأصيب عناصر من القوات السورية في تفجير انتحاري في بلدة النبك قرب دمشق. كما أصيب 3 روس بسقوط قذيفة هاون في حرم السفارة الروسية وسط العاصمة السورية.
وستكون سوريا في صلب الدورة 68 للجمعية العامة للأمم المتحدة التي تبدأ أعمالها في نيويورك غدا. وسيستقبل الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون الأربعاء وزراء خارجية الدول الخمس الكبرى، وهي الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا وروسيا والصين، كما سيجمع السبت لافروف مع نظيره الأميركي جون كيري والمبعوث الدولي والعربي إلى سوريا الأخضر الإبراهيمي على أمل تحديد موعد لعقد مؤتمر «جنيف 2».
وكشفت رسالة من رئيس «الائتلاف الوطني السوري» المعارض أحمد الجربا، لمجلس الأمن، «التزام» ائتلافه بحضور مؤتمر «جنيف 2» بشرط أن يكون هدف المؤتمر تأسيس حكومة انتقالية بسلطات تنفيذية «كاملة».
لافروف
وقال لافروف، في مقابلة مع القناة الأولى الروسية، إن «»شركاءنا الأميركيين بدأوا يمارسون الابتزاز معنا، (ويقولون) انه إذا لم تدعم روسيا قرارا في مجلس الأمن على أساس الفصل السابع، فإننا سنوقف العمل في منظمة حظر الأسلحة الكيميائية». وأضاف إن «شركاءنا يعميهم الهدف الإيديولوجي بتغيير النظام» في سوريا، موضحا «كل ما يقولونه هو أن على بشار الأسد أن يرحل».
وتابع لافروف «أنا مقتنع بأن البلدان الغربية عملت كل ذلك من أجل إثبات هيمنتها في الشرق الأوسط. هذا مدخل مسيّس بحت لأن ما يهمهم قبل كل شيء هو إثبات تفوقهم وليست المهمة التي نعمل من اجلها، وهي مهمة حل مشكلة الكيميائي في سوريا. لو كانوا ينطلقون من هذا المنطلق لما تصرفوا كما يتصرفون الآن في مجلس الأمن، حيث لا يريدون انتظار تنفيذ أول بند لخطتنا المشتركة التي وضعناها مع جون كيري، وهي اتخاذ اللجنة التنفيذية لمنظمة حظر السلاح الكيميائي قرارا بهذا الشأن».
وتابع «لا يرون في الاتفاق الأميركي ـ الروسي فرصة لإنقاذ العالم من كميات كبيرة من الأسلحة الكيميائية في سوريا، وإنما فرصة للقيام بما لن تسمح به روسيا والصين. تحديدا الدفع بقرار يتضمن (التهديد) باستخدام القوة ضد النظام وحماية المعارضة، ويتهم بشار الأسد ويطلق الأيدي لها لتحقيق سيناريوهات عسكرية».
وقال «لا يريدون الاعتراف بأنهم خدعوا مرة أخرى كما خدعوا في ليبيا عبر قصف البلد وتركه على شفير الفوضى، وكما خدعوا في العراق وقاموا بالأمر ذاته، عبر شن عملية برية أيضا تاركين البلد في وضع صعب للغاية حيث يموت عشرات الأشخاص كل يوم في اعتداءات». وأوضح أن «هدفهم الوحيد هو إثبات تفوقهم» بينما تهدف روسيا إلى «حل مشكلة الأسلحة الكيميائية في سوريا».
وأعلن لافروف استعداد بلاده لإرسال قوات إلى سوريا في إطار وجود دولي لحماية امن الخبراء في مواقع الأسلحة الكيميائية، لكنه شدد على ضرورة وجود مراقبين من «الدول الأعضاء في مجلس الأمن والدول العربية وتركيا».
واعتبر لافروف أن موعد تدمير الكيميائي السوري موعد واقعي، موضحا أن الأميركيين هم الذين اقترحوا «الغالبية المطلقة من المؤشرات التي تخص زمن وفترة وإطلاق العملية واختتامها». وأعلن أن «المعطيات الروسية حول سوريا تثبت وقائع سيطرة المسلحين على المناطق التي كانت تقع فيها مستودعات السلاح الكيميائي».
وحذّر لافروف، الذي تلقى اتصالا هاتفيا من كيري، من انه إذا سقط النظام السوري ووصل المسلحون إلى السلطة فانه «لن يعود هناك من دولة علمانية» في سوريا، مؤكدا أن «ما بين ثلثي وثلاثة أرباع» المسلحين هم من «الجهاديين».
وأعلن لافروف أن «الأمر الأساسي في الوضع بسوريا هو تأمين التسوية السياسية. لذلك أساس، وهو بيان جنيف الصادر في 30 حزيران العام 2012 الذي وقعه كل الأعضاء الدائمين في مجلس الأمن الدولي وجامعة الدول العربية وتركيا والاتحاد الأوروبي وهيئة الأمم المتحدة، والذي يوصف الآن بأنه الأساس الممكن الوحيد للتسوية».
شربل: المدة الزمنية رهن نجاح الأمن الوقائي
أكثر من 44 حاجزاً ثابتاً إلى الضاحية اليوم
جعفر العطار
تشهد الضاحية، اليوم، حدثاً أمنياً لافتاً، يتجلى في «استجابة الدولة للنداء الذي أطلقه «حزب الله» مراراً، بدعوتها إلى تحمل مسؤولياتها الأمنية والعسكرية»، وذلك من خلال تثبيتها حواجز أمنية هدفها منع تكرار تفجيرات مماثلة لانفجاري بئر العبد والرويس.
وإذا كانت الضاحية قد خبرت عن كثب سابقاً وجود فورة أمنية في سياق «الخطط الأمنية» المباغتة، غير أنها اليوم ستختبر حدثاً مختلفاً عن السابق، إذ للمرة الأولى تتشارك 3 أجهزة أمنية (الجيش، قوى أمن داخلي والأمن العام)، في الانتشار بأكثر من 44 حاجزاً ثابتاً.
وأثار الخبر بعض الهواجس لدى سائقي الحافلات العمومية والدراجات النارية غير المسجلة، إذ لم يكن «حزب الله» يتدخل في قانونية الدراجات أو الحافلات، بل كان يعمد إلى تفتيشها، بينما التوجس الحالي لدى المخالفين يزداد في حيرة واضحة.
وسط ذلك، يقول وزير الداخلية مروان شربل لـ«السفير» إن «همّنا الأساس هو عدم وقوع تفجيرات، وبالتالي هدفنا منع أي مخالف أو مشتبه به من المرور على الحواجز من دون تفتيش»، سائلاً: «ألم تثبت التجارب أن السيارات المفخخة تكون مسروقة أو مخالفة؟».
ويؤكد شربل أن «تعاطي قوى الأمن الداخلي مع سكان الضاحية، لن يختلف عن تعاطينا مع أي منطقة لبنانية»، معتبراً أن «استدعاء القوى الأمنية إلى هذه المنطقة سببه تعرّضها لتفجيرات سابقة، ومثلما تعاطينا مع الموضوع في طرابلس».
وتشير معلومات «السفير» إلى أن عدد عناصر قوى الأمن الداخلي والضباط، الذين سيشاركون في الخطة الأمنية يشمل 430، بالإضافة إلى مئة عنصر وضابط من الأمن العام، علماً أن عديد قوى الأمن الداخلي 260، موزعون على 5 فصائل.
وسيشارك 130 عنصراً من أصل الـ260، فيما تم استدعاء 300 عنصر من وحدات مختلفة في قوى الأمن الداخلي، سيتوزعون جميعاً على 44 حاجزاً ثابتاً، يترأسهم قائد سرية الدرك في الضاحية المقدم محمد ضامن، بالتعاون مع آمر مجموعة الحواجز المقدم محمد عبود.
وفيما يبقى 130 عنصراً وضابطاً مهمتهم متابعة الشؤون الأمنية في الضاحية التي تضم أكثر من 800 ألف نسمة، يوضح مصدر أمني لـ«السفير» أن «استدعاء الاحتياط سيساعدنا في الاستمرار بمهماتنا الأمنية، علماً أن متابعة أمور السير ستنحصر بالشرطة البلدية، أي أننا لن نشارك في أعمال تنظيم المرور في الوقت الراهن».
وعن المدة الزمنية التي ستلازم الحواجز الأمنية الثابتة في الضاحية، يقول شربل إن «التجربة ستبدأ اليوم، وبالتالي فإننا لا نعرف ما هو الوقت المطلوب»، مطالباً «السياسيين بالكف عن توجيه اتهامات من هنا وهناك، فنحن نمر في مرحلة دقيقة».
المستقبل
الأمن الشرعي يجرّب "حضوره" في الضاحية... ومكاري يعتبر أن التمديد يليق بسليمان
أسبوع لبنان في نيويورك: "إعلان بعبدا" والنازحون
سيكون لبنان حاضراً بقوة في مطلع الأسبوع الحالي في نيويورك التي وصلها رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان على رأس وفد للمشاركة في أعمال الدورة الثامنة والستين للجمعية العمومية للأمم المتحدة، حيث يلقي رئيس الجمهورية كلمة لبنان يوم غد الثلاثاء عند الخامسة بتوقيت نيويورك، الثانية عشرة ليلاً بتوقيت بيروت. كما من المقرر أن تكون للرئيس سليمان لقاءات عدة أبرزها مع الرئيس الأميركي باراك أوباما، والرئيس الإيراني حسن روحاني، والملك الأردني عبد الله الثاني وأمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني والأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، إلى جانب ترؤسه اجتماع "مجموعة الدعم الدولية للبنان" حيث من المتوقع أن يحصل لبنان على تأييد دولي لإعلان بعبدا إلى جانب تعهدات مالية لدعم اقتصاده ومساعدته على الايفاء بواجباته الانسانية والمالية لمعالجة ملف النازحين السوريين الذين بات وجودهم يشكّل أزمة كبيرة وعبئاً لا يمكن للبنان الذي يحتضن العدد الأكبر منهم بين دول المنطقة، تحمّله بمفرده.
وفي موقف لافت من حيث توقيته ومضمونه، أعلن نائب رئيس مجلس النواب فريد مكاري أنه في حال وجدت قوى "14 آذار" نفسها أمام خيار التمديد الذي يرفضه الرئيس سليمان، فإن "التمديد مع الرئيس سليمان ليس خسارة للبنان" مشدّداً أن الرئيس سليمان "أعاد للرئاسة وهجها وجسّد تماماً مشروع الاستقلال والسيادة والدولة، وكل أدائه صبّ في هذا الإطار".
إلى ذلك، من المقرر أن تبدأ وحدات من الجيش اللبناني وقوى الأمن الداخلي والأمن العام بالانتشار في الضاحية الجنوبية لتلغي ظاهرة "الأمن الذاتي" الذي كان "حزب الله" شرع بتنفيذه منذ التفجيرين الارهابيين اللذين طالا محلتي بئر العبد والرويس، والذي كان تسبب بإشكالات عدة طاولت صحافيين ومواطنين أعربوا عن تذمّرهم من هذه الظاهرة التي أعادت إلى الأذهان ذكرى الحرب الأهلية غير المأسوف عليها.
مكاري
وشدد مكاري على أن "كل فريق 14 آذار لم يعد مستعداً للقبول إطلاقاً بثلاثية الشعب والجيش والمقاومة، فهذه الثلاثية لا يمكن ان تمر بعد اليوم بالنسبة إلى 14 آذار"، مؤكداً أن "ما يضمن مصلحة لبنان هو الحياد واعلان بعبدا"، مشيراً إلى أن "تورط حزب الله في سوريا هو حصان طروادة، لأن الفتنة اختبأت داخل هذا التورط ودخلت إلى لبنان، في حين أن اعلان بعبدا يحمي لبنان".
واعتبر أنه "حسناً فعل الرئيس بري انه بادر، وليختر رئيس الجمهورية البنود التي يراها مناسبة. الرئيس بري، كعادته، حرك المياه الراكدة، والجميع صار يعرف أنه مخترع الحلول، وأنه دائم الحركة بحثاً عن أمل، ويفتش عن ثغرة تخرج البلد من الأزمة، ولكن، نحن ننظر إلى أي مبادرة، سواء أكانت مبادرة الرئيس بري أو غيرها، من منطلق مدى انسجامها مع الدستور، ومهما كانت المبادرة نابعة من حسن نية ومن دوافع وطنية، تفقد قيمتها إذا تجاوزت الدستور".
وعن طاولة الحوار، شدّد نائب رئيس مجلس النواب على أن قوى الرابع عشر من آذار تترك القرار في شأن الدعوة إلى الحوار لفخامة الرئيس "وسنلبي الدعوة في أي ظرف كان"، مشيراً الى أنه "من غير الجائز ربط تأليف الحكومة بهيئة الحوار لأن في ذلك إخلالاً بصلاحيات رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة، ولئلا يصبح تأليف الحكومة بحاجة في كل مرة إلى طاولة حوار".
الضاحية
وأكّد وزير الداخلية والبلديات العميد مروان شربل أن "الخطة التي سيتم تنفيذها في الضاحية الجنوبية تريح المواطن والدولة معاً، وهي تمّت بالتنسيق مع كل القوى السياسية، وأتت استباقية لأي عمل تخريبي"، مشيراً إلى أن "800 عنصر من الأجهزة الأمنية سينتشرون في الضاحية ومهمتهم الأساسية هي تفتيش السيارات المشبوهة والأشخاص المشبوهين، إذ علينا كدولة التحسّب، وضمن الامكانيات، القيام بعملية استباقية قبل حصول الجريمة" لافتاً إلى أن "هذه الحواجز ستبقى حتى انتفاء الأسباب".
فتفت
واعتبر عضو كتلة "المستقبل" النائب أحمد فتفت أن "ما يجري الحديث عنه من قوة خاصة مؤلفة من جيش وأمن عام وأمن داخلي تدخل الى الضاحية هو الاخطر". وقال: "كأننا أصبحنا نخصص منطقة معينة بتوجه معين، وهذا يعني ان حزب الله سيكون لديه الخيار في انتقاء الضباط والجنود والعناصر التي ستدخل الى الضاحية".
أضاف: "اذا كان هذا الموضوع فعلياً كما وردت الاخبار، فهذا يعني اننا امام شيء خطير لأنه سيعني العودة الى منطق تقسيم الجيش اللبناني والقوى الامنية، اي الى منطق اللواء السادس واللواء الثاني واللواء الثامن". وتمنّى على رئيسَي الجمهورية والحكومة أن "يعيا مخاطر ان تكون هناك قوى أمنية لأي حزب او اي طرف سياسي يمكنه ان يعطي رأياً سياسياً او يضع فيتو على اي مشاركة"، معتبراً أن "المفروض ان يسمح حزب الله لأي قوى أمنية لبنانية بأن تدخل كما هي، لا أن نؤلف قوى خاصة".
"حزب الله"
إلى ذلك، نعى "حزب الله" أحد قادته الميدانيين الذي قتل في المعارك الدائرة في سوريا ويُدعى حسين عصام شبلي من بلدة كونين الجنوبيّة قضاء بنت جبيل، وهو نجل رئيس البلدية، وقد شيّع أمس.
النهار
الضاحية تختبر أمن الشرعية مجدّداً "المستقبل" عن برّي : يعطّل عمل المجلس
عين على نيويورك، وعين على الضاحية الجنوبية لبيروت، مع فارق كبير في الاستحقاق، بين اجتماع اممي يوفر الدعم السياسي والمالي والعسكري للبنان الدولة في مواجهة المشكلات التي تستعصي من حيث قدرة لبنان على مواجهة اعباء اللاجئين السوريين، وتعزيز وجود قوى الشرعية في الضاحية لتسلم الامن من "حزب الله" الذي أقام امنه الذاتي منذ منتصف آب الماضي، ملغيا كل مظاهر الدولة عبر اجراءات وحواجز ازعجت المواطنين اكثر مما وفرت لهم أمناً.
اما ساحة النجمة، فلن تسلط عليها الاضواء اليوم اذ لن تلبي الكتل النيابية دعوة رئيس مجلس النواب نبيه بري الى جلسة عامة كما في مرات سابقة لخلاف ظاهره جدول الاعمال، واساسه مجموعة من نقاط الاختلاف والاشتباك تداخلت فيها الحسابات الداخلية والاقليمية.
أمن الضاحية
في الثامنة والنصف مساء اليوم، يطل الامين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله ويسبقه بنصف ساعة تعزيز القوى الامنية في الضاحية الجنوبية لبيروت. وقد رحب الرئيس بري بالخطة الامنية، وقال لـ "النهار" إن "هذه الخطة هي محل ترحيب عند حركة "أمل" و"حزب الله" وسيتجاوب معها ابناء الضاحية. وهي محل فعل ايمان لدى ابناء هذه البيئة الذين لن يتخلوا عن التمسك بالشرعية والمؤسسات الامنية الرسمية". وتساءل: "من قال ان اهلنا في الضاحية لن يقبلوا بهذه الخطة؟ إن جميع الاحياء والازقة ستكون مشرعة امام القوى الامنية واهلا وسهلا بها".
ميدانياً، تبدأ القوى الامنية التي تضم عناصر من الجيش اللبناني وقوى الامن الداخلي والامن العام تنفيذ الخطة الامنية للضاحية الجنوبية وسط ترحيب من الاهالي بعد التفجيرين اللذين ضربا المنطقة خلال الشهرين الفائتين في بئر العبد (9 تموز) والرويس (15 آب)، واعلن عدد من نواب "حزب الله" ترحيبهم بالخطة.
ولفت وزير الداخلية والبلديات في حكومة تصريف الاعمال مروان شربل الى أن "عديد قوى الأمن الداخلي في الخطة الأمنية للضاحية الجنوبية يختلف بحسب المهمات التي ستطرأ في تنفيذها، والعدد قابل للتناقص أو للزيادة، وابتداء من اليوم ستدرس عملية الإنتشار".
ولاحظ أن "الأمن الذاتي يقابله أمن ذاتي في منطقة ثانية ومنطقة ثالثة وتصبح هناك مشاكل في غير مكانها في الوقت الحاضر".
وعلمت "النهار" ان عناصر قوى الامن الداخلي (نحو 420) ستقيم حواجز عند 44 مدخلاً وطريقا في الضاحية، فيما يتولى الجيش (قرابة 300 رجل) المداخل الاخرى، علماً ان عدد مداخل الضاحية الاساسية والفرعية بعد الاجراءات الاخيرة لـ"حزب الله" يناهز الـ60.
مجلس النواب
في ساحة النجمة، تقاطع كتل "المتقبل" و"التيار الوطني الحر" و "القوات اللبنانية" الجلسة العامة، وصرح عضو كتلة "المستقبل" وعضو هيئة مكتب مجلس النواب النائب احمد فتفت لـ"النهار" بان الكتلة ستقاطع مجددا جلسة مجلس النواب اليوم انطلاقا من موقفها "الرافض للتشريع الفضفاض في غياب الحكومة ومع الاستعداد للتشريع في قضايا مهمة ووطنية بعد الاتفاق السياسي في هيئة مكتب المجلس على جدول الاعمال". واستغرب موقف رئيس مجلس النواب "الذي يصرّ على تكرار الدعوة الى جلسة عامة وفق جدول اعمال غير متفق عليه مما يعكس تصرفا سياسيا وليس تصرف رجل دولة". ورأى ان للتبرير الذي يتمسك به الرئيس بري "منطلقات خاطئة". واوضح ان الامر يعود الى ان بري قال "إن رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي مستعد لحضور جلسة نيابية وفق جدول الاعمال الفضفاض، ثم تبيّن ان ميقاتي غير موافق. لذا كان على الرئيس دعوة هيئة مكتب المجلس لتصحيح الخطأ لكنه لم يفعل. وهكذا فان ما بنيّ على خطأ هو خطأ". ورجح فتفت ان يكون بري في تصرفه يعطّل عمل المجلس منسجما مع "حزب الله" الذي يفرّغ المؤسسات من ادوارها.
أما نواب "التيار الوطني الحر" فلم يتغيّر شيء يدفعهم الى المشاركة، على ما قال النائب ابرهيم كنعان لـ"النهار": "إن هذه العقدة في حاجة الى حدث سياسي لمعالجتها، فكل واحد وضع نفسه في مكان وأصبح أسير موقفه. فالرئيس بري لا يريد التراجع عن جدول أعماله، كما ان كتلة "المستقبل" تعتبر انه من دون رئيس حكومة فعلي لا نستطيع التشريع، ورئيس حكومة تصريف الاعمال لن يحضر الجلسات حفاظاً على موقع رئاسة الحكومة، ونحن موقفنا لم يتغير ونقول إن جدول أعمال جلسات مجلس النواب يجب ان يكون استثنائياً وان ثمة اموراً أساسية في البلد يجب ان تشرّع، وبالتالي لم يحصل تطور معين".
وتساءل كنعان: "لماذا لا تتم حلحلة هذا الوضع ومعالجته مباشرة إما بتأليف حكومة جديدة وإما بإجراء عملية تفاهم على جلسة تشريعية يتناسب جدول أعمالها مع المرحلة الحالية أي مرحلة تصريف الأعمال ومقتضياتها، التي تفرض نمطاً آخر ونوعاً من عقد جلسات تشريعية واقرار مشاريع واقتراحات قوانين تكون استثنائية وتعتبر اولوية في هذه المرحلة؟ يعني ما ينطبق على الحكومة ينطبق على مجلس النواب في تصريف الاعمال، وفي هذه المعالجة لا "كسر" لأحد أو تشبّث بموقف".
وأضاف: "نحن لن نحضر الجلسة النيابية علماً اننا نرفض الانتقاص من صلاحيات رئيس مجلس النواب، وهو موقع دستوري مثل موقعي رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة. كما ان اختلافنا على الجلسة التشريعية لا يرقى الى مستوى الخلافات السابقة التي هي عملية التمديد لمجلس النواب والتمديدات الاخرى بل اختلاف على عملية تطبيق النظام".
اللواء
سلام يؤكِّد من بعبدا عدم التخلّي عن مهمته
واستمرار السعي لتجاوز العقبات لتأليف الحكومة
أكد الرئيس المكلف تشكيل الحكومة تمام سلام انه لن يتخلى عن مهمته وسيستمر في السعي لتجاوز كل العقبات المتصلة بتأليف الحكومة. ولفت الى خيارات عدة امامه واقواها تشكيل الحكومة متمنيا الا يطول ذلك وان تواكبه كل القوى السياسية في عملية التأليف.
زار الرئيس سلام السبت الفائت رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان في قصر بعبدا عشية سفره الى نيويورك، وتشاورا في الاتصالات الجارية بشأن تشكيل الحكومة . وقال: «لقائي مع الرئيس سليمان يأتي في اطار التواصل في مهمتي في السعي لتأليف الحكومة. وادرك بأن هناك ظروفاً وتطورات ترافق هذه المسؤولية والامانة وجزء منها غير مريح ولا يساعد كثيراً، لكن في الوقت نفسه قلت في السابق وما زلت على موقفي بأنني متمسك بهذه الامانة والمسؤولية مع شعوري بأن ما يطالب به الرأي العام والشعب اللبناني وبإلحاح هو تأليف حكومة وممارسة مهامها. ما استطيع قوله انه تجاه هذه المطالبة العزيزة عندي والتي لها الحصة الاكبر في مسعاي لن اتخلى عن هذه المهمة وسأستمر في السعي في محاولات حثيثة لتجاوز كل العقبات».
ولفت سلام: «الحديث يدور كثيراً هذه الايام حول ما نقرأه ونسمعه من طروحات وافكار، آمل في ان تغني عملية التأليف لا ان تعرقلها وآمل في ان تصب في ما وعدنا به المواطن والبلد لجهة تأمين حكومة تنهض بالكثير من التحديات والاستحقاقات الماثلة امامنا».
واوضح: «اعرف انه مضى خمسة اشهر وما يزيد على هذا الامر. وقلت منذ البداية ان هناك عدة خيارات، ما زلت اضع امامي هذه الخيارات ولكن الخيار الاقوى هو تشكيل الحكومة. البعض كان ينتظر ان يتم هذا الاسبوع تشكيل الحكومة لكن اقول كنت اتمنى ان يكون التشكيل الاسبوع الذي سبق.. لكن الظروف حالت الى الآن دون تأليف الحكومة ولكن آمل في ان لا يطول التأليف وان نستطيع الايفاء بوعدنا للشعب الطيب وان نصل الى تأليف الحكومة».
وردا على سؤال هل لا يزال مطلب الثلث المعطل هو الذي يعرقل تأليف الحكومة؟ قال: «كثيرة هي المطالب واحدها هذا المطلب. لكن برأيي ان المطلب الاساسي هو مطلب الناس لكي نؤلف الحكومة. وهذا يجب ان يتجاوز كل العقد والعراقيل التي تواجهنا وهذا ما نرسمل فيه الى ابعد حد واعتز فيه واعتبر ان هذه الامانة هي امانة تجاه هذا الشعب وتجاه المواطن بالدرجة الاولى، مستندة طبعاً الى كل خلفيتها الدستورية والميثاقية المتمثلة بالصلاحيات المنوطة بالرئيس المكلف لتشكيل الحكومة بالاتفاق مع الرئيس سليمان وتالياً نعم انا امارس هذا الدور واعطيه حقه كاملاً وآمل في ان تواكبني جميع القوى السياسية بشكل يحافظ على دستورية العمل في اطارها الصحيح ولا تفتح المجال امام خلل في التعاطي مع نصوص دستورية واضحة في هذا الامر».
وهل من الممكن ان نشهد تشكيلة حكومية بعد عودة الرئيس سليمان من نيويورك وبعد بلورة مبادرة الرئيس بري الحوارية؟ قال: «كنا نأمل في ان نرى تشكيلة حكومية قبل سفر الرئيس سليمان الى نيويورك ولكن نعم هناك بعض العوائق التي حالت دون ذلك. ومن المؤكد نتمنى انه بعد عودة الرئيس سليمان بالسلامة من هذه الرحلة المهمة جداً الى نيويورك والتي فيها همّ لبناني كبير الى جانب موضوع تأليف الحكومة والذي يتعلق بمواجهة الاوضاع الحياتية والاجتماعية الناجمة من النزوح السوري الكبير والذي على لبنان الاستعانة بكل دول العالم لمواجهتها. هناك جدول اعمال كبير لهذه الرحلة اتمنى للرئيس النجاح في هذا المجال بتدعيم واقع مأساوي يتطور ويتفاعل وبحاجة الى عناية خاصة وبعد ذلك سيعود الرئيس وسيتابع وان شاء الله يكون هناك شيء جيد».
واكد ان «موضوع تشكيل الحكومة هو من صلاحيات الرئيس المكلف دستورياً بالتعاون مع رئيس الجمهورية يصدر المرسوم اليوم او غداً او الاسبوع المقبل سيصدر في وقت ما. وتالياً نسعى لذلك ونأمل خيراً».
وردا على سؤال اين الخط الاحمر الذي تضعونه امام المطالب التي تطرح؟ قال: «آمل في الا يكون هناك خطوط حمر لكن نعم هناك ضغط والحاح ملموس بشكل واضح عند الجميع، وتالياً صحيح ان الوقت مرَّ ولكن علينا ان لا ننسى انه تخلل الاشهر الخمسة المنصرمة كثير من الظروف منها الداخلي ومنها الخارجي التي لم تساعدنا كثيراً ولكن خياراتنا وخياراتي بالذات لا تزال مفتوحة وموجودة وسألجأ اليها في الوقت المناسب. اما ان احدد ذلك بيوم او يومين او بتاريخ معين فأكون غير واقعي. الواقع يتطلب ان نأخذ كل الامور بالاعتبار في الوقت المناسب لكي نستطيع الافراج عن شيء يفرج عن بلدنا وعن اهل بلدنا وطموحاتهم».
وهل العرقلة من الجانبين او من طرف واحد؟ قال: «العراقيل عديدة وسمعتم بها وقرأتم عنها وتابعها الناس وشاهدوها بأشكال وصيغ مختلفة. ولكن عملية تأليف الحكومات بحد ذاتها ليست عملية سهلة وكيف اذا كانت في جو مثقل بوضع داخلي غير مريح ومتشنج وتراكمت فيه على مدى طويل النزاعات والتباينات والاختلافات بين القوى السياسية، هذا امر لا يساعد ابدا لكن ايماننا ببلدنا وبربنا وبالشعب الطيب هو المعوّل الاساسي لنا للتوصل الى شيء يرضي ضميرنا واهلنا وبلدنا».