الصحافة اليوم 5-10-2013: تحدّي النفط يواجه الحكومة
تناولت الصحف المحلية الصادرة صباح اليوم السبت 5-10-2013 الحديث في الشأن اللبناني الداخلي عن عدة مواضيع ولا سيما ملف النفط وتشكيل الحكومة، كما تناولت الصحف تطورات الازمة السورية سيما مقابلة الرئيس الاسد مع قناة خلق وصحيفة يورت التركيتين.
السفير
سليمان وجنبلاط لا يمانعان.. وباسيل لأولوية «البلوكات» الجنوبية
تحدي النفط: الحكومة محرجة.. والتأخير جريمة
وكتبت صحيفة السفير تقول "لا يخفى على أحد أن هناك محاولات سياسية مكشوفة للاختباء وراء مجموعة أسباب واهية للهروب من تحمل مسؤولية الدعوة إلى عقد جلسة استثنائية لمجلس الوزراء، تكون مخصصة لإصدار المرسومين المتعلقين بـ«البلوكات» النفطية البحرية.
من هذه الأسباب عدم جواز عقد الجلسة دستورياً، غير أن كل أجوبة المراجع الدستورية تقاطعت عند اعتبار أن كل ما يمكن أن تقدم عليه الحكومة في هذا الشأن لا يتجاوز لا المسؤولية الوطنية ولا المصلحة العليا للدولة اللبنانية ولا الحدود الضيقة لتصريف الأعمال.
ومن الأسباب أيضاً أن رئيس الجمهورية ميشال سليمان والرئيس نبيه بري والنائب وليد جنبلاط يرفضون الدعوة الى مثل هذه الجلسة، كل لأسبابه، وبعضها يتقاطع وإرادات خارجية من جهة، وتعليمات لبنانية من جهة ثانية، غير أن عملية رصد المواقف بيّنت عكس ذلك تماماً.
لذلك، لم يعد بمقدور أحد أن يتهرب من الدعوة إلى جلسة استثنائية لحكومة تصريف الأعمال.
ليس لأن إسرائيل لا تخفي أطماعها بالثروة النفطية والغازية اللبنانية، ولو أنها تحاول الإيحاء بالعكس، وليس لأنها سبقت لبنان بأشواط بعيدة، وليس لأنها تهدد بإشعال نوع جديد من الحروب بينها وبين لبنان.
ليس لذلك كله، بل لأن الكل يواجه اليوم اختبار المسؤولية الوطنية، عبر الإسراع في إقرار ما يلزم من قوانين ومراسيم تكفل حق لبنان باستثمار ثروته النفطية وعدم تنازله عن نقطة نفط وغاز واحدة.
ولعل الموقف الذي بادر إليه الرئيس ميشال سليمان يشكل منطلقاً لوضع الأمور على السكة الصحيحة، حيث أكدت أوساطه، ليل أمس، لـ«السفير» أنه استناداً إلى النص الدستوري القائل بأنه على رئيس الحكومة أن يطلع رئيس الجمهورية مسبقاً على جدول الأعمال، «سننتظر عودة الرئيس نجيب ميقاتي من الولايات المتحدة من أجل البحث معه في موضوع دعوة مجلس الوزراء للانعقاد استثنائياً لبت موضوع المراسيم النفطية».
وقالت أوساط ميقاتي لـ«السفير» إنه كان مستعداً للدعوة إلى هذه الجلسة منذ فترة طويلة، لكنه كان ينتظر حل بعض الأمور، مخافة أن تعطي جلسة كهذه مفاعيل سلبية، فإذا توافر الإجماع السياسي وانتفت الموانع الدستورية لا مانع من الدعوة الى جلسة كهذه، وشددت على أنه بعد عودة ميقاتي من الخارج، سيحتل هذا الأمر أولوية، ودعت في الوقت نفسه، الى الإسراع في تشكيل حكومة جديدة، حتى لا يغرق البعض لاحقاً في تفسير أية خطوة حكومية استثنائية، بأنها محاولة لإعادة تعويم الحكومة المستقيلة.
بدوره، دعا رئيس «جبهة النضال الوطني» النائب وليد جنبلاط الى الأخذ بتوصيات هيئة إدارة قطاع البترول، ونفى جنبلاط ما يردده البعض من أنه يلعب دوراً معطلاً لانعقاد مجلس الوزراء استثنائياً للبحث في موضوع النفط، وقال لـ«السفير» إن المسألة «ليست عندي، وصيغة المخرج يمكن ان توجد بين الرؤساء، ومن جهتي اذا كانت المسألة تتطلب امراً استثنائياً لحلها، فليس لدي مانع على الإطلاق، ولكن الأهم ان يؤخذ بتوصيات هيئة ادارة قطاع البترول».
أضاف جنبلاط: «لطالما ناديت بأنه لا بد من الوصول الى التلزيم في مسألة النفط كي يستفيد لبنان من هذه الثروة المدفونة، ولطالما اكدت ان التأخير في تشكيل الحكومة يؤدي الى مآزق اقتصادية ومعيشية واجتماعية ، ويحرم لبنان من امور اساسية وفي مقدمها التنقيب عن النفط والغاز».
يذكر أن الرئيس نبيه بري و«حزب الله» والعماد ميشال عون وباقي مكونات الحكومة الميقاتية، كانوا قد أعلنوا في وقت سابق موافقتهم على الدعوة الى جلسة نفطية استثنائية لحكومة تصريف الأعمال.
في هذا الوقت، اصدر وزير الطاقة والمياه جبران باسيل قراراً قضى للمرة الثانية، على التوالي، بتأجيل المزايدة من قبل الشركات المؤهلة في دورة التراخيص الأولى للتنقيب عن النفط والغاز في المياه البحرية اللبنانية، من تاريخ العاشر من كانون الأول 2013 إلى تاريخ العاشر من كانون الثاني 2014.
ورفع باسيل كتاباً الى رئيسي الجمهورية وحكومة تصريف الأعمال طالبهما فيه بالدعوة الى جلسة استثنائية للحكومة «لإصدار المرسومين المتعلقين بالبلوكات البحرية وبدفتر الشروط ونموذج عقد الاستكشاف والإنتاج، وذلك حفاظاً على الثروة النفطية وحماية لها من أي تعطيل داخلي حاصل ومن أي تعدٍ خارجي، خاصة من قبل إسرائيل بحسب ما تدل عليه المؤشرات والإجراءات العملية المتخذة من قبلها تباعاً».
ورداً على سؤال، قال باسيل لـ«السفير»: «لا علاقة للمرسومين بما يطرحه الرئيس بري»، مؤكداً أننا «لا نستطيع أبداً تلزيم «البلوكات» العشرة كلها دفعة واحدة، كما يطالب رئيس المجلس، لأننا اذا لزمناها في وقت واحد، ماذا نكون قد تركنا للشركة الوطنية»، معتبراً أن ذلك «يهدد بفشل المناقصة وتضييع ثروة لبنان باتفاقيات تفتقد الى التنافس والشفافية».
وعما اذا كانت هناك جهوزية للتلزيم بدءاً من «البلوكات» الجنوبية، كما يطالب بري، أجاب باسيل: نحن حددنا «بلوكين» في الجنوب، وهذا ما ادى الى استفزاز إسرائيل، إن التلزيم في الجنوب اولوية، وحريصون على هذا التلزيم ومستعدون للتلزيم فوراً، نحن حريصون على نفط لبنان، سواء في الجنوب او الشمال او أي منطقة، ولذلك ومن منطلق الحفاظ على نفط لبنان لا نستطيع ان نلزم كل بلوكات الجنوب وكل البلوكات الاخرى».
وفي السياق نفسه، قال الخبير المتخصص في الشأن البحري الحدودي اللواء المتقاعد عبد الرحمن شحيتلي لـ«السفير»: إن على لبنان ان يصر على استثمار الحقل الجنوبي، لأن عدم الاستثمار فيه يمكن ان يؤدي الى ضياع حق لبنان، ودعا الى تلزيم «البلوكات» دفعة واحدة.
مسلحو «داعش» يقاتلون الأكراد و«الجيش الحر»
الأسد: الإرهاب كالعقرب سيلدغ أردوغان
انتهز الرئيس السوري بشار الأسد إجراء قناة تلفزيونية تركية مقابلة معه، لشن هجوم على رئيس الحكومة التركية رجب طيب اردوغان، وتحذير أنقرة من أن دعمها للإرهابيين في سوريا سيجعلها تدفع ثمنا غاليا، متوقعا أن ينقلبوا عليها قريبا.
وعلى وقع المعارك الضارية بين القوات السورية والمسلحين في ريف دمشق ودرعا وأخرى بين مقاتلين من تنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام» (داعش) ومسلحين أكراد في الحسكة و«لواء عاصفة الشمال»، التابع لـ«الجيش السوري الحر»، في اعزاز، واصل مفتشو منظمة حظر الأسلحة الكيميائية عملهم لليوم الرابع على التوالي. وأعلن المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة مارتن نسيركي أن «الفريق سيبدأ اعتبارا من الأسبوع المقبل زيارة المواقع السورية».
وأشار إلى أن سوريا قدمت إلى منظمة حظر الأسلحة الكيميائية مواد إضافية بشأن مخزونات الأسلحة الكيميائية ومنشآت إنتاجها، موضحا أن «هذه المواد الإضافية وصلت إلى السكرتارية الفنية للمنظمة وستجري دراستها قريبا».
وقال الأسد، في مقابلة مع قناة «هالك تي في» التركية المعارضة بثت أمس، ردا على سؤال حول وجود مسلحين «جهاديين» تابعين لتنظيم «القاعدة» على الحدود التركية، إن «تركيا ستدفع غالياً ثمن دعمها الإرهابيين في سوريا»، معتبراً أن «لهؤلاء الإرهابيين تأثيرا على تركيا في المستقبل القريب». وأضاف «ليس من الممكن استخدام الإرهاب كورقة لتلعب بها ثم تضعها في جيبك، لأن الإرهاب هو مثل العقرب الذي لا يتردد في لدغك عندما يحين الوقت».
وأضاف «هذه الحكومة، التي يمثلها اردوغان، مسؤولة عن دم عشرات آلاف السوريين، ومسؤولة عن تدمير البنية التحتية لسوريا، ومسؤولة أيضا عن ضرب الاستقرار في المنطقة، وليس سوريا فقط». وتابع أن «كل ما يقوله أردوغان عن سوريا وشعبها حفنة أكاذيب، فيما لا يقوم سوى بدعم الإرهابيين».
وقال «اردوغان قبل الأزمة لم يكن يذكر الإصلاحات أو الديموقراطية ولم يكن قط مهتما بمثل هذه القضايا. اردوغان كان فقط يريد أن تعود جماعة الإخوان المسلمين إلى سوريا، وكان هذا غايته وهدفه الرئيسي».
واعتبر الاسد ان الازمة السورية «ثبتت وطنية الاكراد». وقال «في المناطق البعيدة التي ربما لا توجد فيها قوات مسلحة، قامت عدة مجموعات من المواطنين السوريين بتأسيس مجموعات مسلحة للدفاع عن المدن والقرى والأحياء التي يعيشون فيها. بالنسبة للأكراد في سوريا، هم ككل المواطنين السوريين يدافعون عن أنفسهم».
واضاف ان الاكراد «أخذوا موقفا حاسما منذ البداية بوقوفهم مع الوطن ومع الدولة في وجه الإرهابيين»، معربا عن اعتقاده بأن «معظم الأكراد في تلك المناطق يقومون بهذا الواجب الوطني»، وان المسألة لا تقتصر على حزب.
وسيطر تنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام» (داعش) على بلدة اعزاز الواقعة على بعد نحو خمسة كيلومترات عن حدود تركيا الشهر الماضي، واشتبك مع «لواء عاصفة الشمال» في محاولته للتمدد والسيطرة على معبر باب السلامة مع تركيا.
في هذا الوقت، تتواصل الاشتباكات الضارية بين القوات السورية والمسلحين في مناطق مختلفة من درعا. وأفاد ناشطون عن معارك عنيفة في محيط معضمية الشام وداريا جنوب غرب العاصمة السورية، فيما تحدثت وكالة الانباء السورية (سانا) عن تقدم للجيش في جوبر.
وذكر «المرصد السوري لحقوق الإنسان»، في بيانات، «قتل 14 مقاتلاً من مقاتلي الدولة الإسلامية في العراق والشام وجبهة النصرة، في اشتباكات مع مقاتلي وحدات حماية الشعب الكردي في محيط قرية صفا القريبة من ناحية جل آغا (الجوادية) في محافظة الحسكة. كما لقي أربعة مقاتلين من وحدات حماية الشعب الكردي مصرعهم». وأوضح «بدأت اشتباكات في هذه المنطقة اثر هجوم شنه فجرا مقاتلو الدولة الإسلامية على قرية صفا». (تفاصيل ص 12)
وذكر «المرصد»، في بيان، ان الاشتباكات تواصلت بين مقاتلي «داعش» ومسلحين تابعين لـ«الجيش السوري الحر» في اعزاز قرب الحدود التركية.
وتحدثت مصادر في المعارضة عن اشتباكات بين «داعش» ووحدات حماية الشعب الكردي بريف مدينة عفرين بريف حلب. وأوضحت أن مسلحي «داعش» هاجموا حاجزا للأكراد في محيط قرية قسطل جندو، ما أدى إلى اشتباكات بين الطرفين، حيث رد الأكراد بقصف مقر لـ«داعش» بالدبابات في قرية معرين بريف اعزاز."
النهار
أندرسن لـ"النهار": معنيون بالجانب التقني لا السياسي
خريطة طريق من 4 مسارات لكن الدعم الأولي متواضع
سابين عويس
وكتبت صحيفة النهار تقول "لم يمض على مؤتمر دعم لبنان في نيويورك أكثر من أسبوع حتى بدأت نائبة رئيس البنك الدولي لمنطقة الشرق الاوسط وشمال افريقيا إنغر اندرسن زيارة لبيروت من أجل وضع تصور لآلية تنفيذ مقررات المؤتمر.
وبعد جولة شملت المسؤولين وسفراء الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الامن، جددت المسؤولة الدولية في لقاء مع "النهار"، الإلتزام الدولي حيال دعم لبنان وضرورة ترجمته إلى خطوات عملية لكي يستفيد من الزخم الذي وفره المؤتمر، ووعي مخاطر اللجوء السوري الى لبنان على إقتصاده وماليته العامة ومجتمعه.
في خلاصة اللقاء الذي تناول نتائج الزيارة، رسمت أندرسن خريطة طريق للمرحلة المقبلة، توصلت اليها بنتيجة لقاءاتها اللبنانية والنقاشات التي أجرتها مع المسؤولين المعنيين.
وقالت: "لقد ساهم تقرير البنك الدولي في وضع الارقام التي نحتاج الى معرفتها بين أيدينا، ونحن نهدف الى إيجاد الوسائل التي تتيح لنا تحريك الدعم الدولي من أجل إحتواء الازمة الطارئة. وقد توصلت من خلال اللقاءات التي عقدتها إلى بلورة تصور للخطوات الواجب إتباعها، ويمكن إدراجها في 4 خطوات أو مسارات اساسية تأتي تباعا أو بالتوازي في ما بينها".
وتكمن الخطوة الاولى في نظر أندرسن في البناء أولا على ما هو متاح والافادة من المساعدات التي سبق ان اقرتها الدول والمنظمات المانحة. وهذه الخطوة هي الأسهل، لكون المجتمع الدولي سبق أن إستجاب لحاجات لبنان وأقر مساعدات. اما الخطوة الثانية فتتمثل في إنشاء صندوق إئتماني لجمع الاموال. وهنا يعود الجهد إلى الدول والمنظمات المانحة لإدراج هذا الموضوع ضمن ميزانياتها للسنة المقبلة.
ورفضت اندرسن القول ان إنشاء صندوق يعني ان لبنان مصنف دولة فاشلة أو قاصرة،مشيرة إلى أن البنك الدولي يدير نحو 25 صندوقاً، وهذا لا يعني ان الدول حيث أنشئت الصناديق قاصرة او عاجزة عن إدارة أمورها". وأضافت ان الصندوق "سيكون مثل حساب في المصرف، تودع فيه الاموال المحددة وجهة استعمالها، وتسحب لتنفيذ مشاريع محددة".
ولأن الخطوتين تساهمان في تخفيف وطاة الازمة، وخصوصا انهما تتزامنان مع العلاجات القائمة في الشق الانساني من مؤسسات الامم المتحدة المعنية بهذا الجانب، فإن الخطوة الثالثة تكمن وفق اندرسن في اقرار مشاريع تنموية وبنى تحتية يؤمن تمويلها بقروض ميسرة وطويلة الاجل ( بين 15 و20 سنة) وبفائدة لا تتجاوز 1,5 في المئة.
أما الخطوة الرابعة فترمي إلى تشجيع القطاع الخاص على الإنضمام إلى المشاريع الاستثمارية المطلوب تمويلها.
وتكشف اندرسن عن توافقها مع وزيري المال والاقتصاد والتجارة وحاكم المصرف المركزي على إستكمال البحث خلال وجودهم في واشنطن للمشاركة في الاجتماعات السنوية للبنك الدولي وصندوق النقد، مشيرة إلى انها ستكون مناسبة لعقد لقاءات جانبية تقنية لمتابعة الآليات التطبيقية للمسارات الاربعة، ولا سيما إنشاء الصندوق الائتماني.
وبالحديث عن غياب الاستقرار السياسي في البلاد في غياب سلطة تنفيذية فاعلة، تؤكد أندرسن أن المانحين والمجتمع الدولي يفضلون وجود حكومة مستقرة وفاعلة، لأن من شأن ذلك أن يشجع على المضي قدما في الدعم والاستثمار.
وهل وجود "حزب الله" في الحكومة يشكل عائقا يحجب المساعدات عن لبنان، وهل من شروط تربط المساعدات بالحزب، تجيب أندرسن:" إن البنك الدولي غير معني بذلك. فنحن نعمل مع 184 دولة ولبنان من ضمنها".
وهل تعتقد أن ثمة تضخيما في الاحصاءات المتعلقة بعدد النازحين للافادة من الاموال، تشير أندرسن الى أن البنك الدولي ليس في وارد مناقشة الارقام، "وقد وضعها أصدقاؤنا في مفوضية اللاجئين، ولكن نحن نعمل على معالجة التأثير الاقتصادي على المجتمع المضيف وعلى موازنة الدولة، وخصوصا الانفاق".
وتقول إن الاموال ستخصص لمشاريع محددة، داعية الى التمييز بين الشق الانساني الذي تتولاه منظمات الامم المتحدة والذي يستجيب لحاجات النزوح الفورية، والجانب التنموي الذي يوليه البنك اهتمامه.
وعن شهية المانحين للدعم، تؤكد ان هذه المسألة ستكون محور الاهتمام اعتبارا من هذه المرحلة، علما ان ما امكن تلمسه حتى الآن هو ان هناك نيات جدية للمساعدة نظرا الى تفهم المانحين للعبء الذي يرزح تحته لبنان، "ولكن الموضوع يتطلب مسارا يبدأ بخلق الدينامية، وهذا تخطيناه، والمطلوب الآن الحفاظ على الزخم القائم".
وتختم أندرسن بوجوب عدم توقع الكثير حتى لو كان لبنان في حاجة الى الكثير، فالمساعدات المحتملة في المرحلة الاولى ستكون متواضعة في إنتظار إنشاء الصندوق الائتماني.
"داعش" تحاول إعادة ترسيم الشريط الحدودي السوري مع تركيا
لإقامة إمارتها الإسلامية من اللاذقية إلى الأنبار العراقية
يواصل تنظيم "الدولة الاسلامية في العراق والشام" معركته في شمال سوريا على جبهتين، معبر باب السلامة، والجيب الكردي، وكلتاهما على الحدود مع تركيا وتشكلان عائقين أساسيين في خطته الاوسع لاقامة إمارته الاسلامية المفترضة، وقت تسعى فصائل سلفية الى رص صفوفها لمواجهته.
يستمر خلط الاوراق في صفوف الفصائل السورية المعارضة، وبذلك يزداد الوضع تعقيدا. فمع اعلان زعيم "لواء الاسلام" زهران علوش أخيراً تكتل نحو 50 فصيلاً كانت تنشط خصوصاً حول دمشق في ما سمي"جيش الاسلام"، "يزداد تهميش "الجيش السوري الحر" في أجزاء من سوريا كانت تعتبر معقله.
وجاء تشكيل هذا "الجيش" بعد تمرد 11 من أقوى الفصائل الاسلامية، أكثرها في شمال شرق البلاد وتضم أيضا جماعة" لواء الإسلام"، على"الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية".
وليس خافياً أن الهدف الاساسي لـ"جيش الإسلام" هو تقوية قبضة السلفيين الجهاديين في مواجهة تنظيم "الدولة الإسلامية في العراق والشام" (داعش) الذي انتزع في الأسابيع الأخيرة السيطرة على إعزاز من "لواء عاصفة الشمال" ومناطق في شمال سوريا وشرقها والذي يركز جهوده حالياً على معبر باب السلامة الحدودي مع تركيا. وتذكر هذه الاستراتيجية بمجالس الصحوة التي أنشأتها واشنطن لمواجهة مقاتلي "القاعدة".
وعلى غرار "داعش"، تقاتل الفصائل السلفية من أجل تطبيق الشريعة الإسلامية في سوريا، غير أنها لا تشاطر الجهاديين الذين ينتمون الى "القاعدة"، وغالبيتهم أجانب، طموحهم الى الجهاد العالمي.
والى وقت قريب، كانت الجبهة الجنوبية تعد حلبة "الجيش السوري الحر" الذي سعت قيادته السياسية طوال أشهر الى تعزيز المجموعات المسلحة التابعة له في دمشق ومحافظة درعا في اطار هيكلية واضحة، وحصلت لهذه الغاية على دعم بالاسلحة والتدريب من الغرب ودول خليجية تتطلع الى اقامة سد ضد المتطرفين قرب دمشق. ولكن مع الخلط الاخير للأوراق في صفوف الفصائل المعارضة، صار السلفيون القوة الرئيسية في هذه المناطق المحررة، وبات "لواء الاسلام" أكثر نفوذا في المنطقة من كل من "الجيش السوري الحر" وميليشيات راديكالية مثل "أحرار الشام" و"جبهة النصرة".
وفي معرض تبريره تشكيل "الجيش الاسلامي"، انتقد علوش اخفاق "الائتلاف الوطني" في رص صفوف المعارضة، لكن خبراء يرون في تكتل المجموعات السلفية فرصة لمواجهة المتطرفين الآخرين المرتبطين بتنظيم "القاعدة"، مثل "النصرة" و"داعش" اللتين بدأتا تعيثان فساداً في شرق سوريا وشمالها، وذلك بالاقتتال في ما بينها، ومقاتلة مجموعات معتدلة أخرى.
ويعد "لواء الإسلام" الذي يتزعمه علوش بضعة آلاف من المقاتلين، وهو من أكبر جماعات المعارضة وأفضلها تنظيماً، ويحظى باحترام حتى بين المعارضين غير الإسلاميين لنزاهته وفاعليته.
ونسبت "رويترز" الى ديبلوماسي مقيم في الشرق الأوسط أن " لواء الإسلام وحلفاءه لم يشعروا بالارتياح لايجاد القاعدة موطئ قدم لها في الغوطة".
ويبدو واضحا أن تشكيل "جيش الإسلام" أزعج "داعش" فعلاً، إذ ان تعليقات بعض المقربين من "الدولة الإسلامية في العراق والشام" على "فايسبوك" و"تويتر" تعكس نظرة هؤلاء إلى الكيان الجديد على أنه منافس.
ومع ذلك، يبدو أن " جيش الإسلام" يرغب في تجنب القتال مع "داعش" في الوقت الحاضر، ربما نظرا الى القدرات القتالية العالية للتنظيم. فبعدما أبلغ رجل يدعى سعيد جمعة قال إنه نقيب في "جيش الإسلام"، تلفزيوناً معارضاً أن صراعاً مفتوحاً قد ينشأ مع "الدولة الإسلامية في العراق والشام" إذا واصلت ما وصفه بالفوضى، تبرأ علوش من تصريحاته في تغريدة بموقع "تويتر" الثلثاء، معتبرا أن كلامه "خطير" ويهدف الى بث الفتنة في صفوف المسلمين.
باب السلامة
وعلى الجبهة الشمالية، استمر الاقتتال بين كتائب "عاصفة الشمال" ومسلحي "داعش" الذين يحاولون السيطرة على معبر باب السلامة الاستراتيجي مع تركيا. وأحصى "المرصد السوري لحقوق الانسان" الذي يتخذ لندن مقراً له سقوط قتيل من "عاصفة الشمال" أمس.
وكان الاقتتال في إعزاز دفع أنقرة في 19 أيلول الماضي الى اقفال معبر باب السلامة الواقع على مسافة خمسة كيلومترات تقريبا والذي يمثل شريان حياة للمناطق الشمالية في سوريا، باعتباره منفذاً لعبور اللاجئين ودخول الامدادات الغذائية ومواد البناء اضافة الى المساعدات للثوار.
ومنذ سيطرتهم على إعزاز، أقام مقاتلو "داعش" حواجز حول البلدة وسيطروا على قواعد لفصائل معارضة أخرى. وفي المقابل، رص ثوار من "عاصفة الشمال" وفصائل أخرى صفوفهم عند معبر باب السلامة، على مسافة كيلومترات قليلة، وهم يستعدون لرد أي هجوم إذا تقدم الجهاديون في اتجاههم.
وفشلت على ما يبدو المحاولة الاخيرة للتوصل الى هدنة بين الجانبين. فقد دعا بيان لناشطين الخميس إلى "وقف فوري للنار" بين الجانبين، وطالبهما بنقل نزاعهما إلى محكمة شرعية في حلب على مسافة نحو 30 كيلومترا جنوباً. وقال: "نربأ بهم عن الوقوع في دماء المسلمين والمسارعة إلى وصفهم بالكفار".
ووقع البيان قادة عسكريون من حركة "أحرار الشام" و"لواء التوحيد" و"ألوية صقور الشام" و"جيش الإسلام" وأوردت صفحة "عاصفة الشمال" في موقع "فايسبوك" نسخة منه.
وقال مسؤول في فصيل "أحرار الشام" لـ"رويترز": "هذا إعلان وقعته أكبر ألوية المعارضة في سوريا. الرسالة واضحة".
وشكل صعود "داعش" في مناطق شمال سوريا وشرقها مشكلة للمعارضة السورية. فمع أن غالبية الثوار في المنطقة اسلاميون، فان هدفهم الرئيسي هو اطاحة نظام الاسد، بينما تقدم "داعش" أهدافها الجهادية وطموحها الى اقامة امارتها الاسلامية العابرة للحدود.
الأكراد
وعلى جبهة أخرى على الحدود التركية أيضاً، سقط 18 قتيلاً في اشتباكات بين مقاتلين من "داعش" و"جبهة النصرة" ومقاتلين اكراد في محافظة الحسكة بشمال شرق البلاد .
وقال "المرصد السوري لحقوق الانسان": "تأكد مقتل 14 مقاتلاً من مقاتلي الدولة الإسلامية في العراق والشام وجبهة النصرة، في اشتباكات مع مقاتلي وحدات حماية الشعب الكردي في محيط قرية صفا القريبة من ناحية جل آغا (الجوادية) في محافظة الحسكة. كما لقي اربعة مقاتلين من وحدات حماية الشعب الكردي حتفهم".
ومنذ منتصف تموز، تدور اشتباكات عنيفة احيانا وتتراجع حدتها احيانا اخرى بين مقاتلين اسلاميين متطرفين وأكراد في مناطق عدة من الحسكة ومحافظة الرقة.
... في باب السلامة كما في الحسكة، تسعى "الدولة الاسلامية" الى تحقيق أجندة مختلفة لا تمت بصلة الى الاهداف الحقيقية للثورة السورية، ولا مكان فيها لاطاحة نظام الرئيس بشار الاسد. هناك، تحاول "داعش" رسم إمارتها العابرة للحدود السورية، مستغلة تزايد سيطرتها على منطقة تمتد من ريف اللاذقية في الغرب حتى الحدود مع العراق شرقاً وصولا الى الانبار."
الاخبار
فاسدون ومأجرون يقبرون النفط
وكتبت صحيفة الاخبار تقول "في غياب النشاط السياسي وجمود ملف تأليف الحكومة، خطت معظم القوى السياسية خطوة إلى الأمام، نحو تحقيق هدفها بمنع لبنان من التنقيب عن نفطه. لا جلسة لمجلس الوزراء تتيح بدء مزايدة التنقيب عن النفط.
رغم البؤس الاقتصادي (والسياسي والاجتماعي والثقافي) الذي يغرق فيه لبنان يوماً بعد آخر، قرر النظام الحاكم إضاعة فرصة الاستفادة من ثروة النفط والغاز، وتركها مدفونة تحت قعر البحر. تتواطأ معظم القوى السياسية على هذا الامر. بعضها لا يريد إخراج النفط إلّا بعد ضمان حصته منه. وبعض آخر لأن أسياده في دول الخليج لا يريدون للبنان أي نوع من الاستقلال الاقتصادي والمالي، الذي ربما يؤمن شيئاً من الاستقلال السياسي. وجزء ثالث لا يريد استخراج النفط نكاية... بوزير الطاقة جبران باسيل والتيار الوطني الحر، ومنعاً لتسجيل هذا الانجاز في خانة إنجازات العونيين. وربما، في مكان ما، يريد جزء رابع من السياسيين اللبنانيين تأخير استفادة لبنان من نفطه وغازه، لكي تتمكن اسرائيل من سرقته. لا يمكن استبعاد الاحتمال الأخير. في المحصلة، لبنان ممنوع من الاستفادة من نفطه. فيوم امس، أرجأ وزير الطاقة جبران باسيل المزايدة بين الشركات المؤهلة في دورة التراخيص الأولى للتنقيب عن النفط والغاز في المياه البحرية لمدة عام، لأن مجلس الوزراء لم يضع دفتر الشروط ونموذج عقد الاستكشاف والإنتاج.
وأشار القرار الذي أصدره باسيل أمس وحمل الرقم 6 إلى تأجيل المزايدة من العاشر من كانون الأول المقبل إلى العاشر من كانون الثاني 2014. ووجه باسيل رسالة إلى كل من رئيس الجمهورية ميشال سليمان ورئيس الحكومة نجيب ميقاتي يبلغهما فيها القرار ويطالبهما بـ «الدعوة إلى جلسة إستثنائية لمجلس الوزراء لإصدار المرسومين المتعلقين بالبلوكات البحرية وبدفتر الشروط ونموذج عقد الاستكشاف والإنتاج، وذلك حفاظا على الثروة النفطية، وحماية لها من أي تعطيل داخلي حاصل، ومن أي تعد خارجي، وخصوصا من قبل إسرائيل بحسب ما تدل عليه المؤشرات والإجراءات العملية المتخذة من قبلها تباعا».
وقال باسيل لـ «الأخبار» إن القضية ليست خسارة شهر، لانها يمكن ان تؤدي مع الوقت إلى انهيار المزايدة، لان بعض الشركات الكبرى لن تنتظرنا بسبب الموارد المالية والبشرية التي ترصدها للمشاركة في المزايدة في لبنان. وأضاف باسيل إن هذه المماطلة في لبنان تمنح وقتاً إضافياً لإسرائيل لتتمكن من تطبيع الاجراءات التي اتخذتها في المناطق القريبة من الحدود البحرية اللبنانية، وتتيح لها أن تسبقنا إلى الأسواق العالمية.
وحمّل باسيل مسؤولية التأخير في لبنان لـ«الجميع، باستثناء من استفاقوا أخيراً، لكن استفاقتهم لن تكون كافية إذا لم تتحول إلى جهد مركّز يرمي إلى عقد جلسة لمجلس الوزراء لإقرار المرسومين الكفيلين بفتح المزايدة». وأمل باسيل أن «تنسحب هذه الاستفاقة على رئيسي الجمهورية ميشال سليمان والحكومة نجيب ميقاتي، لأن بيدهما قرار الدعوة إلى جلس لمجلس الوزراء. وإذا عُقِدت الجلسة، فستتكشف مواقف الجميع».
ولفت باسيل إلى ان البلوكات المعروضة للمزايدة تتضمن «بلوكين» في الجنوب، لافتاً إلى أن القرار النهائي للتلزيم يبقى بيد مجلس الوزراء، الذي عليه ان ينعقد بعد صدور نتائج المزايدة لاتخاذ القرارات اللازمة للتلزيم.
وفي الإطار عينه، أكّد رئيس مجلس النواب نبيه بري امام زواره أمس أن « سبب الخوف من تأجيل التنقيب عن النفط هو استغلال إسرائيل للوقت والبدء بسرقة النفط اللبناني، وإن كنا حريصين على السيادة فعلينا بدء التنقيب من الجنوب». وأكد بري أنه إذا دعا الرئيس نجيب ميقاتي إلى جلسة لمجلس الوزراء، «فسنصر على تلزيم التنقيب في البلوكات العشرة في الوقت نفسه، لأنه أمر مبدئي».
على صعيد آخر، توقّف برّي عند مسألة «الجهود الدولية لمساعدة لبنان على إغاثة النازحين السوريين إليه»، ولا سيما خلال استقباله أمس مديرة الشرق الأوسط وأفريقيا وغرب آسيا في البنك الدولي انغر اندرسن، التي سلمته تقريراً عن الانعكاسات الاقتصادية للأزمة السورية على لبنان. وقال بري لأنغر: لسنا بحاجة إليكم. لا نريد أن نستدين لإغاثة النازحين السوريين. أهم مساعدة للبنان تكون بعقد مؤتمر جنيف 2 وإعلان وقف إطلاق النار، ولو شكلياً، لأن أعداد النازحين السوريين في تزايد مستمر، ولا يمكن ألا يساعدهم لبنان، لأنهم إخوتنا وأهلنا واستضافونا يوم هجرنا من بيوتنا». وقال إن «على الدول الغربية ان تفي بالتزاماتها تجاه لبنان، لأن المساعدات التي تقدم إلى لبنان لا تذكر، إذ إن الأرقام المقدمة بسيطة جداً، كمساعدة الـ7 ملايين دولار أميركي التي قدمها الأميركيون، إذ يمكن أن يتبرع بها أي ثري لبناني. نحن بحاجة إلى أن تدفع الدول الهبات التي قالت إنها ستدفعها». وتساءل: «إن كان المجتمع الدولي يريد مساعدة لبنان فعلاً، فلماذا الحصار الاقتصادي المفروض علينا في السياحة والتجارة والقطاع المصرفي؟»، كما سأل: «لماذا يضعون حظراً على ايداع السوريين أموالاً في لبنان، ومسموح به في الأردن وتركيا وغيرهما من الدول؟».
كذلك بحث برّي مع سفيرة الاتحاد الأوروبي في لبنان أنجيلينا ايخهورست مسألة المبادرة الحوارية التي يعمل عليها. وأكدت إيخهورست دعمها للمبادرة، وكررت موقف الاتحاد الأوروبي بضرورة تأليف حكومة.
الاسد: لا يمكن أن تكون سوريا مشتعلة وتركيا مرتاحة
«لا يمكن أن تكون سوريا مشتعلة وتركيا باردة مرتاحة»، عبارة تلخّص مقابلة الرئيس السوري بشار الأسد مع قناة وصحيفة تركيتين، أمس. إذن هي «نار ستمتدّ نحو تركيا»، مصدرها «الارهاب الذي تدعمه حكومة رجب طيب أردوغان، الذي لا يهمه سوى الإخوان المسلمين».
استحوذت تركيا وحكّامها على مساحة كبيرة من لقاء الرئيس السوري بشار الأسد، الذي عرض أمس، مع قناة «خلق» وصحيفة «يورت» التركيتين. الأسد رأى أنّ أنقرة ستدفع ثمناً غالياً لدعمها مقاتلي المعارضة، متهماً إياها بإيواء «إرهابيين» على طول حدودها، وتوقع أنهم سينقلبون عليها قريباً.
وأضاف الأسد موجهاً حديثه إلى الحكّام الأتراك: «لا يمكن وضع الارهاب كبطاقة في الجيب واستخدامها وقت الحاجة، لأنّ الارهاب كالعقرب الذي سيلدغ في أول فرصة تتاح له».
وأوضح «لا شك في أن هذا الفكر إذا نظرنا إليه كنار تحرق المجتمع، فلا بد لهذه النار أن تمتد. لا يمكن أن تكون سوريا مشتعلة وتركيا باردة مرتاحة، هذا مستحيل، وانتم بدأتم تشعرون الآن في تركيا بتداعيات الأزمة السورية عليكم، نفس الشيء بالنسبة إلى العراق، نفس الشيء... لاحظ لبنان والأردن وكل الدول المجاورة».
تركيا... «تركِيتان»
ورأى الأسد أنّه «اليوم تحديداً نستطيع أن نقول إنّ هناك «تركيتين». الأولى وهي الأساس، أي الشعب التركي الذي تمكن ببراعة من أن يقفز فوق كل أكاذيب (رئيس الوزراء رجب طيب) أردوغان وحكومته، وتمكن من معرفة الوضع في سوريا منذ الأشهر الأولى، أو ربما خلال العام الأول. والجانب الآخر وهو الجانب الأصغر، هو جانب أردوغان وبعض أعضاء حكومته، الذين تورطوا حتى رؤوسهم في الدماء السورية. هذه الحكومة الآن تتحمل مسؤولية دماء عشرات الآلاف من السوريين. تتحمل مسؤولية تدمير البنية التحتية في سوريا. تتحمل مسؤولية ضرب الاستقرار في المنطقة لا في سوريا فقط. فالمعروف أنهم تدخلوا في مصر وفي ليبيا وفي تونس وفي دول عديدة من المنطقة، وورطوا تركيا الدولة والشعب في أشياء وسياسات وحروب ضد مصلحة الشعب التركي».
أردوغان لا يرى سوى «الإخوان»
وتحدّث الأسد عن أردوغان، الذي «لم يعنِه موضوع الإصلاح أو الديمقراطية، إذ كان لديه هدف وحيد وهو عودة الإخوان المسلمين إلى سوريا. هذا كان أول هدف بالنسبة إلى أردوغان من خلال علاقته مع سوريا. كان يسعى على نحو مستمر مرة للتصالح معهم /أي سوريا والإخوان/. ومرة لإعادة البعض منهم إلى سوريا..
لم يكن يرى أي شيء آخر. عندما بدأت الأحداث أراد أن يستثمر نفس الموضوع، لكن تحت عنوان الإصلاح، وعندما يتحدث مثلاً عن المساجين الذين أخرجوا في بداية الأزمة كان همّ أردوغان كم من الإخوان المسلمين أفرج عنهم. ولا يعنيه العدد الآخر. هذا هو عقل أردوغان. عقل مغلق. عقل متعصب. لذلك كل ما قاله هو وداوود أوغلو عبارة عن أكاذيب».
وردّاً على سؤال عن إسقاط المروحية السورية على الحدود، قال الأسد إنّ «هذه المروحية الاستطلاعية تحركت باتجاه الحدود التركية بعدما وصلت معلومات بمجيء مجموعات كبيرة من الإرهابيين. ما حصل، وأعلنا ذلك بكل وضوح أنّ هذه الحوامة دخلت الأجواء التركية لمسافة تقدر بنحو 1 كم أو أقل، وعندما اتصل بها برج المراقبة من سوريا استدار قائد الحوامة وقرر العودة إلى داخل الأجواء السورية. وفوجئنا بأن إسقاط الحوامة جرى بعدما عادت إلى الأجواء السورية. والدليل أن الإرهابيين داخل سوريا هم من قبضوا على الطيارَين وذبحوهما على نحو وحشي. الإسقاط دليل على أن أردوغان يسعى منذ البداية إلى استغلال هذه الحادثة وأيضاً حادثة الطائرة التركية لكي يوحي للشعب التركي بأن سوريا وتركيا عدوّتان. يريد أن يظهر وحشاً أمام الشعب التركي كي يخاف، وبالتالي يتوحد الشعب التركي خلف سياسة أردوغان».
الصورة ستكون أوضح خلال 5 أشهر
ورأى الرئيس السوري أنّه لم يقرر بعد ما إذا كان سيشارك في انتخابات الرئاسة المقررة العام المقبل «لأنّ الوضع على الأرض يتغير بسرعة كبيرة». وأضاف أنّه لن يتقدم إلا إذا كان السوريون يريدونه، مشيراً إلى أنّ الصورة ستكون أوضح خلال أربعة إلى خمسة أشهر.
وفي سؤال عن ربط مسألة تسليم السلاح الكيميائي في عملية تسريع مسار «جنيف 2»، رأى أنّه لا يرى أي علاقة بين المسارين «إلا إذا افترض الأميركيون أن قرار مجلس الأمن الأخير هو محطة باتجاه جنيف 2، أو إذا استخدموه مبرراً سياسياً للوصول إلى جنيف 2، لكن عمليا ما من علاقة بين الموضوعين. فموضوع جنيف مرتبط بالعملية السياسية الداخلية من جانب، ومرتبط بايقاف تدفق الإرهابيين من قبل الدول المجاورة ودعمهم».
وعن أعداد المسلحين التكفيريين في بلده، رأى الرئيس السوري «أنّه لا أحد لديه رقم دقيق حول أعدادهم. لكن التقدير المؤكد أنهم الآن بضعة عشرات من الآلاف».
الأكراد يدافعون عن قراهم
وعن مسألة الأكراد ووضعهم في سوريا، رأى الأسد أنّه «نتيجة الهجوم المكثف من قبل الإرهابيين، كان لا بد من أن تكون هناك حرب على المستوى الشعبي، وخاصة في المناطق البعيدة التي ربما ما من قوات مسلحة فيها. وبالنسبة إلى الأكراد في سوريا هم كانوا ككل المواطنين السوريين يدافعون عن أنفسهم. لذلك من الصعب أن نربط ما يحصل بحزب فقط. هو أكثر من قضية حزب، هناك حالة شعبية الآن لدى الأكراد، كما هي موجودة لدى شرائح أخرى من المجتمع السوري تقوم بنفس العمل. هذا لا يعني أن سوريا تريد أن تعود بالعجلة إلى الخلف، لكي ترى أبرياء من الأتراك يسقطون بسبب الصراع الكردي مع الجيش التركي».
وعن حزب الله والحديث عن وجوده في سوريا، قال الأسد: «لنفترض أن كل حزب الله يريد أن يأتي إلى سوريا. ما حجم حزب الله بالنسبة إلى البنان، وما حجم لبنان بالنسبة إلى سوريا. هو حضور على الحدود اللبنانية من جهة حمص، عندما قام الإرهابيون بالاعتداء عليه داخل الأراضي اللبنانية لأنهم رأوا أن هذا الحزب يقف مع سوريا، أو أن لديه أتباعاً في المنطقة يقفون مع سوريا. أما العلاقة العسكرية بيننا وبين الحزب، أو أحياناً يطرح الموضوع مع إيران، فهي علاقة قديمة وما من شيء جديد، وهذا طبيعي لأن العدو بالنسبة إلينا واحد هو إسرائيل»."
المستقبل
الناجون من عبّارة الموت الإندونيسية يعودون غداً.. وسليمان يحذّر من تكرار تجربة الفراغ الرئاسي
"أوجيرو" تفنّد ادعاءات صحناوي: إصلاحكم خرّب القطاع
وكتبت صحيفة المستقبل تقول "في وقت لاحت بارقة أمل تهدئ من روع المصيبة التي حلّت على أهالي بلدة قبعيت العكارية بالإعلان عن وصول الناجين من عبّارة الموت الإندونيسية غداً إلى بيروت، جاء الرد المحكم الذي أصدرته هيئة "أوجيرو" على المؤتمر الصحافي الذي عقده وزير الاتصالات نقولا صحناوي، ليضع النقاط على الحروف، وبحيث لم يعد جائزاً بعد اليوم الاختباء وراء "أصبع" التغيير والإصلاح المزعوم، للمضي في تنفيذ سياسة "عوجاء" دمّرت ما تمكنت حكومات ما بعد الطائف من إنجازه لوضع لبنان على خارطة الدول المتقدّمة في قطاع الاتصالات والبنية التحتية المتعلقة بهذا القطاع الحيوي.
فقد حمّلت "أوجيرو" المسؤولية كاملة لصحناوي في الإخفاقات التي تحصل على الشبكة الهاتفية الثابتة، وأعلنت للرأي العام أنها ماضية في تأمين الخدمات الهاتفية وصيانتها على الرغم من كل العراقيل والصعوبات التي "يبتدعها" صحناوي لتعطيل عمل الهيئة وفرقها المتخصصة.
وقالت "أوجيرو" إن صحناوي "تناسى أن وزراء الإصلاح والتغيير ألغوا منذ العام 2010 العقود الموقعة بين الوزارة وأوجيرو منذ 13/07/2013 وأنه لا يوجد منذ ذلك التاريخ أي صفة تعاقدية تربط الهيئة بوزارة الاتصالات، في حين أن المفارقة التي لا يفهم غورها إلا من أقامها، تبدو الوزارة حريصة كل الحرص على على تجديد العقود مع شركتي الخلوي قبل انتهاء مهلة هذه العقود، وذلك بذريعة عدم التسبب بفراغ تعاقدي، على الرغم من أن الحكومة هي حكومة مستقيلة وهي في فترة تصريف أعمال".
أضافت: "إنه من باب أولي القيام بتجديد عقود الصيانة والتوصيلات مع هيئة أوجيرو حتى تتمكن من تعريف علب التوزيع وتوصيل المشتركين الجدد" مشيرة إلى أن "مدّعي الحرص على دولة القانون والمؤسسات هو من خالف المراسيم والقوانين الصادرة عن دولة المؤسسات والقانون ممثلة بمجلس الوزراء الذي هو أحد أفرادها".
وأشارت إلى أن "من يدّعي التكلّم عن الاقتصاد الرقمي والاحصاءات والدراسات، يعلم علم اليقين أن أحد العوامل الأساسية والفارقة في عودة لبنان بقوة إلى الخارطة العالمية هو مشروع الكابل البحري الذي قامت الهيئة بإطلاقه في عهد حكومة الرئيس فؤاد السنيورة، وأن وزراء التغيير والإصلاح هم الذين أخّروا وضعه في الخدمة لمدة تزيد على السنة والنصف، وهم من منعوا حفل التدشين الذي كان مقرراً عقده في لبنان ليحولوا دون افتتاحه من قبل الرئيس سعد الحريري في حينه، وهم من وضعوا العراقيل حول استكمال الخطة الاستراتيجية التي كانت معدّة بهدف جعل لبنان في مصاف الدول المتقدمة في الاقتصادات الرقمية".
وحمّلت الهيئة "الوزير المستقيل نقولا صحناوي المسؤولية الكاملة وراء كل الاخفاقات التي تحصل على الشبكة الثابتة، آملة وضع حد لممارسات الوزير المستقيل التي يرتكبها بحق لبنان واللبنانيين".
سليمان
إلى ذلك، أكد رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان، أن"التورط اللبناني في سوريا انعكس توتراً بين الطوائف والمذاهب اللبنانية"، وشدّد على "إبقاء الساحة الداخلية في منأى عن صراعات الآخرين، وعدم التورط فيها"، داعياً الى "العودة إلى الحوار واستئناف البحث في الاستراتيجيا الوطنية للدفاع والإفادة من قدرات المقاومة لمواجهة أي عدوان اسرائيلي والدفاع حصراً عن لبنان".
وطالب سليمان في حديث إلى مجلة "الأمن العام" التي تصدر في عددها الأول اليوم بـ"حكومة جامعة تضم الجميع على قاعدة التساوي"، محذّراً من "تكرار تجربة الفراغ الرئاسي وتعطيل النصاب القانوني لانتخاب الرئيس".
بري
من جهته، نوّه رئيس مجلس النواب نبيه بري بُعيد استقباله مديرة الشرق الاوسط وأفريقيا وغرب آسيا في البنك الدولي أنغر أندرسن ومدير الادارة للبنك في الشرق الاوسط فريد بلحاج، بـ"تضافر الجهود الدولية للحفاظ على استقرار لبنان وكيفية مساعدته في إغاثة النازحين السوريين". ورأى أن "هذه الجهود غير كافية، وان المطلوب العمل من أجل انعقاد مؤتمر جنيف- 2 لتحقيق الحل السياسي للأزمة السورية لما يوفره من نتائج جمة ومنها المساعدة على عودة النازحين".
الناجون
وكان وزير الدولة في حكومة تصريف الأعمال أحمد كرامي أعلن في العاصمة الإندونيسية جاكرتا أن "18 شخصاً سيعودون إلى بيروت غداً، أما الإخوان الذين يحضرون المؤتمر الصحافي فسيغادرون معنا الاثنين المقبل", مشيراً إلى أنه بالنسبة الى الجثامين، فالكل يعرف أن المسألة يلزمها وقت لمعرفة ما إذا كانت فحوص الحمض النووي متطابقة، وعند معرفة النتائج سترحّل كل الجثامين، ولكن لا يمكننا التحكم بالتوقيت الآن".
وكانت البعثة اللبنانية أنجزت الإجراءات القانونية والضرورية لعودة اللبنانيين الـ18 الناجين من حادث العبّارة الاندونيسية، وعملت على تأمين بطاقات السفر لهؤلاء الناجين على أن تكون العودة الى لبنان مساء اليوم السبت، ليصلوا الى بيروت صباح غد الأحد."
اللواء
راجمات على ريف دمشق ودير الزور .. والأسد يتحفّظ على ترشحه للرئاسة
الجربا وإدريس يرفضان الشروط الروسية للمشاركة بجنيف-2
وكتبت صحيفة اللواء تقول "واصلت قوات النظام السوري تصعيدها العسكري العنيف ضد المدن والارياف الواقعة تحت سيطرة المعارضة؛ فيما توعد الرئيس السوري بشار الاسد تركيا بدفع ثمن باهظ لقاء دعمها ما أسماه بالإرهابيين في سوريا.
وفي يوم دام جديد عاشته سوريا امس، واصلت القوات النظامية قصفها براجمات الصواريخ والمدفعية الثقيلة على الأحياء «المحررة» بمدينة دير الزور، وسط مواجهات بين عناصر النظام والجيش السوري الحر.
وقالت شبكة شام الإخبارية إن قصفا عنيفا بالمدفعية الثقيلة هزّ أحياء مخيم اليرموك والتضامن وبرزة، بالتزامن مع اشتباكات بين الجيش الحر وقوات النظام، على محور شارع نسرين، ودوار البطيخة.
وفي ريف دمشق قصفت راجمات الصواريخ والمدفعية الثقيلة مدن وبلدات رنكوس والزبداني ومعضمية الشام وداريا، وعلى عدة محاور بالغوطة الشرقية، وسط وقوع اشتباكات في محيط الفوج 81، وإدارة الدفاع الجوي، في محيط بلدة المليحة من جهة المتحلق الجنوبي.
من جهة ثانية، قتل 18 مقاتلا في اشتباكات بين مقاتلين اسلاميين متطرفين مدعومين من بعض الكتائب الاخرى المقاتلة ضد النظام ومقاتلين اكراد في محافظة الحسكة .
وبعد معضمية الشام ومدينة حمص، اطلق الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية «نداء عاجلا الى المجتمع الدولي حذر فيه من قيام نظام الأسد بارتكاب مجازر في منطقة الحولة بريف حمص، بالإضافة إلى وقوع كارثة إنسانية فيها نتيجة الحصار المضروب عليها، في ظل محاولات النظام المستمرة منذ أسبوع لاحتلال قريتي برج قاعي والسمعليل الاستراتيجيتين» في المنطقة.
في غضون ذلك، التقي رئيس الائتلاف الوطني السوري المعارض أحمد الجربا مع اللواء سليم ادريس، رئيس هيئة الأركان في الجيش الحر، وأعضاء المجلس العسكري الأعلى وقيادة الأركان في الجيش الحر في اسطنبول.
و قالت مصادر مقربة من الاجتماع إن اللقاء تطرق إلى عدة أولويات منها «الوضع في الداخل وما يجري من تطورات بين دولة الشام والعراق (داعش) والجيش الحر، وملف مؤتمر جنيف 2 ، وموضوع الحكومة الموقتة».
وأشارت المصادر إلى «أن المعارضة السياسية والعسكرية تحتاج اليوم إلى تركيز قواها في ظل الأوضاع على الأرض».
ورفضت المصادر بشدة «الطرح الروسي بحضور أربعة وفود من المعارضة السورية إلى جنيف 2 «، وقالت «اننا نحتاج إلى وفد موحد بشروط موحدة»، معتبرة الطرح الروسي بمثابة «شق صفوف المعارضة السورية».
الاسد يتوعد تركيا
في غضون ذلك، اعتبر الرئيس السوري بشار الاسد في مقابلة مع محطة تلفزيون تركية بثت امس ان تركيا ستدفع غاليا ثمن دعمها «الارهابيين» الذين يحاربون من اجل الاطاحة بالنظام السوري، معتبراً أن» لهؤلاء الإرهابيين تأثيرا على تركيا في المستقبل القريب».
في المقابل، دعا ناشطون سوريون معارضون للنظام عبر صفحات التواصل الاجتماعي على شبكة الانترنت الى التظاهر امس تحت شعار «شكرا تركيا».
في هذه الاثناء، قالت منظمة هيومن رايتس ووتش المعنية بحقوق الإنسان إن عشرات الآلاف من المحتجين السلميين على حكم الأسد أودعوا السجون في سوريا ويتعرضون لتعذيب ممنهج فيما يبدو.
وأضافت إن المحتجزين تعرضوا للاغتصاب ولانتهاكات تضمنت الصدمات الكهربائية على مناطق حساسة والضرب بالعصي والأسلاك والقضبان المعدنية.
وقال جو ستورك نائب قسم الشرق الأوسط وشمال افريقيا في هيومن رايتس ووتش «وراء الوحشية المروعة للقتال في سوريا تختفي انتهاكات يتعرض لها المحتجزون السياسيون إذ يعتقلون ويعذبون بل ويقتلون لمجرد انتقاد الحكومة سلميا أو لمساعدة محتاجين»."