ابو ابراهيم الاحمد عميد
المزاج : غاضب من اجل فلسطين تاريخ التسجيل : 22/01/2009 الابراج : الأبراج الصينية : عدد الرسائل : 826 الموقع : https://fateh83.yoo7.com العمل/الترفيه : الرياضه
بطاقة الشخصية فتح: 50
| موضوع: عادل إمام ضد عادل إمام الجمعة مارس 13, 2009 1:40 am | |
| عادل إمام ضد عادل إمام
|
| عادل الجوجري
|
|
انقشع غبار معركة الفنان الكوميدي عادل إمام مع معارضيه السياسيين على عدة حقائق، وهي معركة تفجرت على وقع القنابل الاجرامية الصهيونية ضد شعبنا في غزة ،إذ حمل الفنان حركة حماس مسؤولية العدوان وتحامل عليها بعبارات اثارت الغضب منه وعليه، وإنحاز إلى الموقف الآخر الرامي الى تنشيط المفاوضات بدلا من المقاومة،وكانت آراء إمام السياسية سببا
|
|
في صدور فتوى "إرهابية" من قائد تنظيم القاعدة في الجزائر باهدار دم الفنان ،كما ان امام لم يسكت بل فتح النار بقوة على الجماعات الدينية المسلحة وبخاصة في غزة،وهي ليست الفتوى الاولى من نوعها،وربما لن تكون الاخيرة. لماذا؟ أولا :أن الفنان صاحب وجهة النظر أو الموقف السياسي يعارض سياسات أهل الحكم ،لكن إمام يعارض المعارضة،والفنان يعارض الاستعمار الصهيوني لكن إمام يعارض حماس ،ويسخر منها ،وهي ظاهرة نادرة،لانه من غير الطبيعي ان يتطابق موقف الفنان مع السلطة،فالفن بطبيعته وتكوينه هو عمل معارض ،لأنه سابق للعصر والرأي والاجتهادات،والفنان الذي يتواكب مع رغبة اهل الحكم يذهب الى طي النسيان ،وتدخل اعماله المتحف . والواقع أن عادل إمام فنان عبقري إعتمد على السخرية السوداء أسلوبًا لنقد الواقع المصريّ والعربيّ والعالميّ، سخرية فيها كثير من الصّدق الذي يدفع إلى البكاء من خلال جرأته على كشف المسكوت عنه في المعيش اليوميّ،لكنه لم يكن موفقا في القاء اللوم على حماس وهي أبرز حركاتِ المقاومة الفلسطينيّة "كما أنها تمثّل الشعب الفلسطينيّ من خلال نتائج صناديق الاقتراع ،كما راح الفنان الكبير يسخر صواريخ المقاومة سواء في لبنان أو حزب الله.ان الكيان الصهيوني لم يهزم الا في لبنان وفلسطين على يد المقاومة الشعبية. ثانيا: إن عادل امام كفنان يناقض عادل امام السياسي، فقد انتقد حالة الخمول التي تعاني منها مصر في فيلم أكثر من رائع بعنوان "النوم في العسل" ونبه فيه الى خطورة حالة الاسترخاء وليس الرخاء التي يعيشها المصريون،ولفت الانظار الى الربط بين القدرة الجنسية والانجاز العملي والحضاري،وقد وردت عبارات من هذا النوع –ايضا –في فيلم "التجربة الدنماركية"لكنه ينتقد مقاومة حزب الله ،وصمود حماس رغم أنهما أنبل ظاهرة عربية ليس عندي فقط وانما عند ملايين المسلمين من ماليزيا واندونيسيا الى موريتانيا،وهو هنا يضع نفسه في مواجهة مشاعر الملايين الذين اعجبوا بفنه،واحبوه. ثالثا: أن عادل إمام –حسب تصريحاته- تربى ثقافيا في المرحلة الناصرية ،وهي عندي أزهى العصور القومية،والثقافة الناصرية هي في مجملها ثقافة مقاومة بدون الدخول في حسابات معقدة،فلو كان عبد الناصر دخل في لعبة الحسابات ماأمم قناة السويس ولا واجه العدوان الثلاثي ولا أعاد بناء القوات المسلحة ولا ساعد ثورة اليمن ولا أقام الوحدة مع سوريا ،ففي الحياة -كما في السياسة -هناك مساحة للمغامرة لابد أن تخوضها الشعوب بدون حسابات تصرفها عن روح المغامرة،وقد غامر إمام نفسه ببطولة أفلام لم يفهمها أو يستطعمها الجمهور،كما غامر يوسف شاهين وصلاح أبو سيف الذي باع مجوهرات زوجته وأثاث بيته بما في ذلك غرفة نومه من أجل فيلم "الزوجة الثانية" الذي خسر فيه أموالا طائلة بسبب عزوف الجمهور لكن في زمن لاحق اعتبره الجمهور والنقاد واحدا من أجمل 30فيلما انتجتها السينما العربية. وأخيرا،نحن نحب عادل إمام الفنان ،وهناك إجماع عليه،والناس تختلف حول فنه وليس على فنه ،بينما يختلفون الى حد إصدار فتاوى ضده اذا تحدث في السياسة،لذلك ننصحه بأن يبقى في المساحة التي يجمع عليه الناس ،ولايختلفون لأن اختلافهم حوله ليس رحمة.
|
|
| |
|