ابوعصام عبدالهادي المدير العام
تاريخ التسجيل : 23/11/2008 عدد الرسائل : 2346
بطاقة الشخصية فتح: 50
| موضوع: وثيقة عن انسانية الثورة الكوبية وقائدها الأربعاء مارس 18, 2009 10:27 pm | |
| لا تأكل هذه الثورة أبناءها ! نالمصدر: فيدل كاسترو ، ثورة كوبا (أهم نصوص وأفكار قائد الثورة الكوبية) ، إن العلاقات التي تقوم بين الرفيق فورشومون(2) وبيننا معروفة ؛ والناس يعرفون كذلك اختلاف وجهات النظر منذ اليوم الاول. ولكنهم يعرفون ايضا كيف سارت الثورة ، وكيف تجاوزت الثورة هذا كله. وانا في الواقع كنت أحسني راضيا ، واستشهد على سبيل المثال بهذه العلاقات المتخاصمة. لأنني حين اتذكر العلاقات المتخاصمة التي كانت بيننا في الماضي ، في الجامعة ، وحين اتذكر روح المنافسة التي كانت قائمة بيننا ، بين شبان تلك الفترة ، فاني لا اذكرها لكي تشتد خصومتنا حدة ؛ وانما اذكرها كمثل ، كشيء ايجابي ومفيد ، ولست احفظ منها الا ذكرى لذيذة ، لأن تجاوز هذا كله ، ونجاحنا في ان نتوحد على اسس جادة ، يشهدان في صالحنا ؛ إنه لأمر إيجابي ان نكون قد اتحدنا بالرغم من اننا لم نكن كذلك في الماضي – وان نكون قد حللناها ، بروح مدنية ، وبروح من التبعة والتفهم. لقد انتميت انا ايضا لمنظمة. ولكن مجد هذه المنظمة هي مجد كوبا ، هو مجد الشعب ، هو مجد الجميع. واتى يوم انقطعت فيه عن الانتماء لهذه المنظمة. متى؟ اليوم الذي فهمنا فيه انه كان لنا شعب ، وحركة اكبر من الحركة التي كانت منظمتنا تمثلها ، حوالي نهاية الحرب ، بينما كان لنا جيش منتصر كان المفروض ان يكون جيش الثورة والشعب كله ، عند الانتصار ، حين انضم الشعب كله الينا وحمل لنا مساندته ، وحبه ، وقوته. واذ كنت اجتاز القرى والمدن ، رأيت رجالا كثيرين ونساء كثيرات ؛ مئات والوفا من الرجال والنساء المرتدين الثوب الأحمر والأسود الذي يرمز ((لحركة 26 تموز)) ، ولكن الوفا آخرين ، اكثر عددا ، كانوا يلبسون ثيابا ليست حمراء ولا سوداء ، ثيابا لم تكن الا قمصان عمال وفلاحين واناس عاديين من الشعب. ومنذ ذلك اليوم ، انتقلت بكل اخلاص ، ومن صميم قلبي ، من هذه الحركة التي كنا نحبها ، والتي ناضل الرفاق تحت رايتها ، الى جانب الشعب ؛ انتميت الى الشعب ، الى الثورة ، لاننا كنا قد فعلنا شيئا اكبر واعظم مما كنا. ايها السادة ، كنا بكلمتين قد صنعنا ثورة اكبر منا ، وأكثر أهمية منا ، ويجب ان نكون على مستوى هذه الثورة التي صنعناها. وهذه الامجاد تابعة للشعب ، كلها ، والشهداء كلهم للشعب. وهذه الحركة هي اكبر مما استطاع أي منا ان يكون ، وقد قمنا معا بأشياء اكبر مما فعلنا في منظماتنا التي جئنا منها ؛ لقد حاربنا معا العدو الامبريالي ؛ ونحن نفعل معا ثورة اشتراكية ، وقد هزمنا المغيرين في ((جيرون)) ، وسقط معا في الخنادق نفسها وفي الصفوف نفسها انواع مختلفة من الرجال ؛ وكنا ذات يوم مستعدين معا ، بهدوء وصلابة وشرف وشجاعة لا تموت ، ان نموت جميعا ، في ازمة اكتوبر. لننس أصولنا ، ولننس منظماتنا. والواقع ان هذه ليست هي اللغة التي سمعناها احيانا ، في اثناء هذه المحاكمة. وقد كنت اقول ذلك وأنا أتحدث عن الرفيق ((فور)) – وانا آخذ دائما هذا النموذج من الصداقة على سبيل المثال – ولقد آلمني بصراحة ان ارى انه لم يكن يفهم الخطأ الذي يرتكبه والذي أثار هذه المناقشات وهذه الامور جميعا. ولكن يجب ان نعترف أخيرا بكل انصاف ان التصريح الذي أدلى به رفاق آخرون : كان بعض الرفاق يتبنون موقفا ايجابيا ، ولم يكن كذلك بعض الرفاق الآخرين. وانا أعتقد ان جميع الرفاق الذين تكلموا هنا كانوا يستطيعون ان يدافعوا عن أنفسهم من بعض الهجمات بكثير من الترفع وبلا هوس عاطفي. إن المرء يربح كثيرا اذا جعل العقل يتكلم حين يكون العقل في جانبه ؛ وقد عملت هنا أشياء هامة جدا ، اشياء جميلة جدا ، وقد كانت احيانا بلهجة كنا نريد او كان الشعب ينتظرها من جانب الرفاق قادة الثورة. ولكن اريد ان اقول بالمقابل إني نادرا ما تأثرت كما تأثرت يوم سمعت الرفيق سيزار اسكالانت(3) الذي دلل على ترفع عظيم ، ترفع انساني يكاد لا يصدق ، هذا القدر من الانسانية الذي يجب ان يملكه كل شيوعي ، والذي يرفضه البورجوازيون للشيوعي ، والذي تجلى ذلك اليوم لدى الرفيق سيزار ؛ لقد كانت كلماته الموحدة عادلة حين دافعت عن الشيوعيين ، وحزينة في الدفاع الذي قدمه عن رفاقه الشرفاء في المنظمة التي كان ينتمي اليها. انه لم يدافع بشكل متعصب ، بل بعدالة ، وكرامة ؛ وبهذا الصدق نفسه دافع عن أخيه انيبال اسكلانت. ولماذا بعدالة؟ لأن ما قاله كان صحيحا. ولماذا بشجاعة؟ لأنه كان على المرء ان يكون شجاعا لكي يقوم بهذا الدفاع من غير ان يخاف ان يقول الناس انه كان يتولى هذا الدفاع لأن الامر كان يتعلق بأخيه. بشجاعة ، لأنه اولا قد دحض كل ما يمكن ان ينتمي الى الجبن ، وبعد ذلك بسبب شكل ما قاله وروحه. وقد اعطانا صورة ما ينبغي ان يكونه الشيوعي ، وأرانا ما يمكن ان يكونه الشيوعي ، بانكاره لذاته وبشرفه وانسانيته وطيبته ، وكلها امور نعرف نحن ان نقدرها حق قدرها في الرجال (...) لا ادري إن كان علي ان أوضح ... إن بعض الامور ليس لها أهمية نسبية. فمثلا ، هذا الشخص (المتهم) هل كان عضوا ام لا في الحزب الاشتراكي؟ ومتى دخل اليه ومن أين؟ ليس لهذا أهمية. واذا علقنا أهمية على ذلك ، فهذا يعني اننا متعصبون ، مهما كان الشكل ، وهذه مصيبة بالنسبة لأي انسان. وقد كان الحزب الذي يصعب فيه كل الصعوبة ادخال خائن هو الحزب الاشتراكي الشعبي(4) ، لأن ملاكاته كانت اكثر تجربة ، ولأن اعضاءه كانوا من اقدم المناضلين ؛ كان من الأسهل ادخال الخائن في منظماتنا التي كانت اقل تجربة واضعف في الملاكات وكان مناضلوها معروفين اقل من سواهم. ولكن الخونة يستطيعون ايضا ان يتسللوا في صفوف حزب ماركسي ، وقد دخلوا هذه الصفوف كما تشهد حوادث التاريخ ( ... ) الواقع اني لا ادري اذا كان هؤلاء السادة ، الذين يكتبون مثلا ((إن الحقيقة لا تضر أبدا)) يتصورون الحقيقة ككيان مجرد ؛ إن الحقيقة كيان محسوس ، وبالنسبة لهدف نبيل ، لأن الحقيقة نفسها تعاقب في القانون الجزائي في ظروف محددة ؛ إن بعض الحقائق ، لأنها غير مجدية ولأنها تذم وتقدح ، يعاقب عليها القانون الجزائي بتهمة القدح والذم. ومن اللحظة التي تستعمل فيها حقيقة ما لغاية رديئة ، لا يمكن ان تظل حقيقة. انني أفهم الحقيقة بالنسبة لهدف عادل ونبيل ، وهذا حين تكون الحقيقة حقيقة فعلا. فاذا لم تخدم غاية عادلة ونبيلة وايجابية ، فان الحقيقة بصفتها كيانا مجردا ، وبصفتها فئة فلسفية ، غير موجودة في رأيي ، وبامكاننا ان نسميها اكذوبة ، اكذوبة موجودة في داخل هدف او نية. والحق اني لا أعتقد أن أخطر ما حدث في تلك الفترة هو ان بعض المنظمات قد راقبت احدها الاخرى ، وانا اقول ذلك بكل صراحة إن على احدنا بالطبع ان يملك روحا ديالكتيكيا حقيقيا. فهناك أشياء تبدو ، اذا رؤيت في فترة ما ، لامعقولة ، في حين انها ، في فترة اخرى ، كانت منطقية وطبيعية. انني اعتبر ان الحزب الشيوعي كان حزبا معوزلا وممنوعا ، واعتقد ان الحزب الماركسي في مجتمع بورجوازي يجب ان يستعمل دائما عدة خطط لحماية نفسه ، ولهذا كان التعصب غالبا ما يستولي ، بسبب ذلك على فكر عدد من الشيوعيين الذين يجب عليهم ان يحموا أنفسهم ، ويدافعوا عن نشاطاتهم ويحصلوا على المعلومات. إني لا أقصد انه يجب استعمال الوشاية. على الاطلاق ! وأعتقد ان من الواضح هنا ان ثمة وسائل وخططا لا تستعمل قط. واذا طلب منا ان نحكم على الشبيبة الاشتراكية تجاه ((المجلس الاستشاري الثوري)) ، اذا حاولت الشبيبة الاشتراكية في ذلك العهد دس رجل في داخل المجلس الاستشاري ، فأقول إن ذلك يكون خطأ سياسيا كبيرا. لماذا؟ لأن بامكان ذلك ان يسمم علاقتها بمنظمة مناضلة كان لها نفوذها في الجامعة ، وقد كان ذلك يكون خطأ سياسيا فادحا. اما انا ، فلا استنتج من كل ما ظهر هنا أن الأمر قد وقع ، ولكني اقول إن منظمات ذلك العهد كانت تتمنى كلها ان تحصل على جميع المعلومات الممكنة عن بعضها البعض ، ولم تكن اية منظمة اذا حصلت على معلومات عن منظمة اخرى تسارع لإبلاغها أن احدا قد اخبرها بها ؛ كانوا بالاجمال يشكرون هذا ((الأحد)) ... ونعتقد ان توضيح هذه الوقائع توضيحا قانونيا وسياسيا يجب ان يعطي نتائج ايجابية ، وان يقنعنا بأن علينا ان نكون نشيطين حذرين ؛ اننا لا نستطيع ان ننام على غارنا ، ويجب ان نعي ان النظام أساسي للثورة ؛ إن النظام مبدأ أساسي للثوري ، للماركسي ، ولكن الثورة طبعا هي رحيمة وستظل رحيمة. غير ان من حقها ان تطلب من الرجال ان يتصرفوا بنضج ، وبروح المسؤولية ؛ ومن حقها في هذا العام السادس من الثورة ان تطلب ذلك اكثر مما طلبته في عامها الاول ، لأن هذه الاعوام لا يمكن ان تكون قد انقضت عبثا ، لأن الشعب قد تعلم كثيرا ، وتطور كثيرا. إن لنا اليوم شعبا اكثر ثورية وتوحدا ومسؤولية ، وله عين اشد تبصرا وأحد نظرا ، وهو قادر على التفكير والفهم والحكم. وينبغي ان يخدمنا هذا كدرس ، ولنفهم أهمية النظام وروح المسؤولية وليعرف الناس اننا نفهم ان هناك بعد صراعا قاسيا جدا بين ايديولوجية الطبقة العاملة والايديولوجية التي تمثل مصالح المستغلين ، بين الماركسية اللينينية وايديولوجية المستغلين ، ايديولوجية البورجوازيين التي لا تتورع عن محاربة ايديولوجية البروليتاريا باسم الماركسية اللينينية. إن العدو يغير خطته ويغير كاموفلاجه ويغير تكنيكه ، ويجب ان نكون متنبهين لهذا. إن علينا ان نعرف ان لنا الحق بأن نتصرف كرجال اكثر مسؤولية ونضجا ؛ ويجب ان نعرف جميعا اننا يجب ، في كل شيء ، ان نطبق المبدأ التالي : يجب ان نعمل ؛ إن المهمة الاساسية هي الانتاج والعمل ؛ وحين سيبدأ ابطال العمل ينبثقون من كل مكان ، فسيختفي الطفيليون الذين ما يزالون ينغلون ، والذين يعيشون غالبا على حساب الدولة ، وعلى حساب رينالدو كاسترو ، افضل قاطع لقصب السكر ، وعلى حساب عمال الطليعة ؛ الطفيليون الذين ما يزالون يعيشون على حساب عرق العمال ، والذين يدفعون لبث الدس واللؤم والثورة المضادة. وليفهموا ان عهد الاستغلال والطفيلية قد انتهي في وطننا ( ... ) اكرر اننا فعلنا شيئا اكبر منا. اننا بسبيل ان نصنع ثورة اكبر منا بكثير وأعظم اهمية ؛ اننا نعمل شيئا سيصمد لامتحان الزمن ، وسيصمد لجميع الهجمات ، وسيصمد لكل شيء ؛ شيئا خالدا وازليا في الزمان. ليست القضية هي قضيتنا نحن الذين لسنا شيئا بدون الشعب ، وليست لنا قوة بدون قوة الشعب. ولهذا يجب ان نتصرف بشكل مسؤول[/size]
| |
|