"اليونيفيل" سمحت بمرور باخرة الاسلحة أو تغافلت عنها
مصدر أمني رفيع ادخالها الى طرابلس مخطط له منذ مدّة طويلة
لا يختلف اثنان في الدوائر الأمنية الرسمية في لبنان على وصف ضبط الجيش لـ "سفينة لطف الله 2 " بالانجاز الأمني من جهة ولكن بالتطوّر الخطير من جهة أخرى، اذ فيه من الجرأة ما يشير الى أنّ المخطّط لشمال لبنان وعاصمته طرابلس تحديدا قد تخطّى المتوقّع .
عناصر مسلحة تابعة للأقلية تخطف مصورا لإحدى الفضائيات العربية في طرابلس لمدة يوم
هذا التوصيف شرح المقصود منه مصدر أمني رفيع بالقول منذ انتهاء الحرب الأهلية اللبنانية لم تصل الى لبنان شحنات أسلحة بهذا الحجم ".
وكشف المصدر الأمني أنّ "إدخال باخرة الأسلحة الى ميناء طرابلس كان يخطّط له منذ مدّة طويلة "، مؤكّدا أنّ "اليونيفيل سمحت بمرور السفينة أو تغافلت عنها "، وهو لفت الى أنّ "أي حديث عن أنّ اليونيفيل تمسك بزمام الأمور بحرا بشكل كامل هو كلام غير واقعي أو دقيق".
وفيما ترك المصدر الأمني مهمّة الكشف عن الجهة التي تقف وراء ارسال هذا السلاح والجهة التي ستتلقاه للتحقيق، أشار الى أنّ "وجهته الأولى كانت طرابلس" ، وهذا ما يفتح باب التساؤلات حول ما اذا كانت طرابلس الوجهة الأولى والنهائية لهذا السلاح أم أنّها مجرّد محطّة أوّلية أو ممرّ قبل أن يتّخذ وجهته باتجاه المعابر الحدودية الشمالية ومنها الى سوريا.
وهنا ، ربطت مصادر طرابلسية بين ما يجري وما يقوم به منذ فترة أنصار الأقلّيّة و حزب المستقبل على وجه الخصوص ، فهي قالت انّ "المسؤول العسكري لحزب المستقبل في الشمال المعروف باسم"العميد حمّود" قد سافر الى مصر وليبيا ولم يعد الى لبنان الا منذ أسبوع"، وتحدّثت عن "حركة غريبة شهدها الكورنيش البحري لمدينة طرابلس وتحديدا ليل الخميس الجمعة ،حيث سيّرت مجموعات مسلّحة تابعة للأقلية دوريّات على الكورنيش ، وقد أقدمت هذه المجموعات على توقيف مصوّر يعمل في فضائية عربية كان يلتقط بعض المشاهد في تلك المنطقة ، وقد صادرت آلة التصوير الخاصّة به واحتجزته لمدّة يوم ثمّ أطلقت سراحه".
وفي انتظار نتائج التحقيق، وضعت المصادر الامنية ما جرى في خانة " حرب الجيش الدائمة على كلّ ما يستهدف الأمن القومي اللبناني وما يمسّ الاستقرار والسلم الأهلي".
الصور من الموقع الرسمي للجيش اللبناني على الانترنت
بيان الجيش عن الحادثة:
في إطار مراقبة المياه الإقليمية اللبنانية والتثبت من شرعية حركة الملاحة فيها،
اعترضت قوة من الجيش يوم أمس قبالة الشاطئ الشمالي السفينة التجارية "لطف الله 2" التي تحمل علم دولة سيراليون،
وقامت بتفتيشها بالاشتراك مع الأجهزة المختصة،
حيث ضبطت بداخلها ثلاثة مستوعبات تحتوي على كمية كبيرة من الأسلحة والذخائر الثقيلة والمتوسطة والخفيفة، بالإضافة إلى كمية من الأعتدة الحربية المتنوعة.
تم توقيف الباخرة مع طاقمها المؤلف من 11 شخصاً،
ينتمون إلى جنسيات عربية وأجنبية مختلفة، فيما باشرت الشرطة العسكرية التحقيق بالموضوع بإشراف القضاء المختص.
28-04-2012