ابو ابراهيم الاحمد عميد
المزاج : غاضب من اجل فلسطين تاريخ التسجيل : 22/01/2009 الابراج : الأبراج الصينية : عدد الرسائل : 826 الموقع : https://fateh83.yoo7.com العمل/الترفيه : الرياضه
بطاقة الشخصية فتح: 50
| موضوع: خطاب نتنياهو وخيبة "المعتدلين العرب الثلاثاء يوليو 07, 2009 6:42 pm | |
| خطاب نتنياهو وخيبة "المعتدلين العرب".
|
| محمد رشاد الشريف |
قديماً، قالت العرب: "قطعت جهيزة قول كل خطيب"، ورئيس الوزراء الصهيوني بنيامين نتنياهو قطع بصفاقته المعهودة، كل حديث عن السلام والتسوية، وهو بذلك قطع رجاء أنصار التسوية. ممن يسمون بـ "المعتدلون العرب"، الذين كانوا يمنون النفس ويبنون الأحلام، حول انطلاقة جديدة لعملية التسوية مع صعود الرئيس الأمريكي باراك أوباما إلى سدة الرئاسة في
|
|
|
في الولايات المتحدة، ووعوده بالتغيير، وبإصلاح "ما أفسده الدهر"، في عهد الرئيس الأمريكي السابق جورج دبليو بوش.. فمنذ نجاح الرئيس الأمريكي أوباما في الانتخابات الرئاسية في شهر تشرين الثاني من العام الماضي 2008، وهؤلاء "المعتدلون العرب"، لا يفتؤون يتحدثون عن الفرصة التي تلوح في الأفق، لإحراز تقدم في عملية التسوية، والتوصل إلى حل للقضية الفلسطينية، وعن ضغط يمكن أن تمارسه الإدارة الأمريكية الجديدة، على الحكومة الصهيونية الحالية، المتسمة بالتطرف الشديد، لإفساح المجال لعقد هذه التسوية، التي إن لم تأت بالحقوق الفلسطينية العربية، فإنها ستأتي أقله ببعضها.. وأن على الجانب الفلسطيني والعربي أن يهيئ نفسه ويستعد لهذه العملة. وقد وصل هذا الحديث أوجهه مع خطاب أوباما في القاهرة أوائل شهر حزيران الماضي، والذي غلب عليه طابع التقرب لفظاً من العرب والمسلمين، وإن افتقر إلى التحديد والوضوح تجاه المسائل الأساسية التي تتصل بعملية التسوية، كإنهاء الاحتلال، وقضية القدس واللاجئين، وغيرها. وبعد ذلك صارت الأنظار مشدودة على ما سيقوله رئيس الوزراء الصهيوني بنيامين نتنياهو في خطابه الموعود، الذي روجت لها وسائل الإعلام الصهيونية منذ وقت طويل، والذي قيل أنه سوف يحدد فيه رؤيته السياسية، والخطوط العريضة لإستراتيجية حكومته تجاه عملية التسوية، ومختلف قضايا المنطقة، وما إذا كان سيحمل جديداً، يعبر عن الانسجام مع التوجه السياسي الأمريكي "الجديد" الذي علقت عليه الآمال. خطاب ليكودي متطرف لم يحمل جديداً:- وبالفعل جاء خطاب نتنياهو الذي ألقاه في معهد بيغن-السادات في جامعة بار إيلات يوم 14/6/2009، ليقع على رؤوس هؤلاء "المعتدلين العرب" "وقع الصاعقة في يوم صاف"، كما يقال، حيث لم يترك مجالاً لهؤلاء ليدافعوا عن رهاناتهم العقيمة حول عملية التسوية، و"الفرصة التي يجب أن لا تذهب سدى"، حين غرف من قاموس حقده الليكودي الأسود، مؤكداً المواقف المعروفة لحكومته المتطرفة، التي تضم غلاة العنصريين الصهاينة. فقد أكد نتنياهو في خطابه رفض الانسحاب من الأراضي الفلسطينية والعربية المحتلة والذي يعتبر أساس "عملية السلام"، قائلاً: "إن الزعم بأن الانسحاب يجلب السلام مع الفلسطينيين لم ينجح في اختبارات الواقع". ورفض وقف الاستيطان والبناء في المستوطنات والذي يعتبر مطلباً أولياً لبدء المفاوضات، وتطالبه به الإدارة الأمريكية والرئيس أوباما، حيث قال: "ثمة حاجة للسكان (في المستوطنات) للعيش عيشة طبيعية، والسماح لهم بتنشئة أبنائهم.. والمستوطنون ليسوا أعداء السلام، وهم إخواننا وأخواتنا، وخم جمهور طلائعي وصهيوني قيمي". هذا فضلاً عن رفضه عودة اللاجئين الفلسطينيين التي تعتبر جوهر القضية الفلسطينية منذ تشريدهم عام 1948، حيث يريد نتنياهو حل مشكلتهم: "خارج حدود دولة إسرائيل". أي توطينهم في بلدان اللجوء، أو نفيهم إلى أربع رياح الأرض؛ لأن مطلب عودتهم إلى "داخل إسرائيل مطلب يضعضع استمرار دولة إسرائيل كدولة للشعب اليهودي" حسب قوله. كما رفض الانسحاب من القدس التي قال: "إنها ستبقى موحدة عاصمة لدولة إسرائيل" هو سيتفضل ويمنح "حرية العبادة لكل الأديان". وقد أرفق نتنياهو "لاءاته" هذه، التي تنسف عملية السلام "من أساسها حسب قول أنصار التسوية أنفسهم، بالمطلب الصهيوني الغريب الذي طلع به الصهاينة في السنوات الأخيرة، وهو مطلب الاعتراف بالكيان الصهيوني كدولة يهودية" معتبراً: أن الشرط الأساسي لإنهاء النزاع هو الإقرار العلني والملزم والصادق بإسرائيل كدولة قومية للشعب اليهودي". وهذا المطلب غريب ليس فقط مطلب عنصري تمييزي وحسب، بل لأنه لم يسبق لكيان أو دولة في العالم أن طلب من الآخرين الاعتراف بطبيعته الدينية أو القومية التي حددها لنفسه، لكن الغرابة والاستغراب، يزولان كون الكيان الصهيوني غريباً وشاذاً في وجوده وتكوينه وطبيعته، وهو على خلاف كل الكيانات الأخرى في العالم يساوي بين الدين والقومية، على الرغم من أن السنهدرين اليهودي الذي كان جمعه نابليون عام 1807 أي قبل قرنين من الزمن أجمع على أن "اليهودية دين وليست قومية". وهو يريد مساواة الدين بالقومية ليخلق جامعاً بين مكوناته من المهاجرين المستوطنين، المستجلبين من عشرات القوميات والأمم. وهذا المطلب عدواني خطير، لأنه يعني إسقاط حق الشعب الفلسطيني في أرض وطنه، إسقاط حق أكثر من خمسة ملايين فلسطيني من العودة إلى ديارهم وممتلكاتهم التي شردوا منها على يد القوات الصهيونية عام 1948، وتهديد وجود مليون ونصف عربي فلسطين الذين بقوا متشبثين بأرضهم، في الأرض المحتلة عام 1948، بفقدان حقهم في المواطنة، وتعريضهم لخطر التهجير والترحيل، وينفي حق الفلسطينيين في إقامة دولتهم المستقلة كاملة السيادة على الأرض الفلسطينية من خلال "الاعتراف" بأن هذه الأرض تخص اليهود فقط، حيث يقول نتنياهو في خطابه " إن الفلسطينيين يعيشون في قلب الوطن اليهودي"، وهو يتحدث عن الضفة الغربية على أنها "يهودا والسامرة" على حد تعبيره، ويزعم بأن "صلة الشعب اليهودي بأرض إسرائيل تمتد إلى 3500 عام" ويقول: "ويهودا والسامرة الأرض التي مشى فيها إبراهيم وإسحق، ويعقوب، وسليمان، ويشعياهو، ويرمياهو، هذه ليست أرضاً غريبة فهي أرض آبائنا".. أي أنه لم يترك للشعب الفلسطيني أي جزء من أرض فلسطين التي اعتبرها أرض آبائه. ومن هنا فإن العرض السخيف الذي تقدم به، لا معنى له ولا محتوى، والذي قال فيه: "إنه على استعداد لاتفاق سلام حقيقي، للوصول إلى حل دولة فلسطينية منزوعة السلاح إلى جانب الدولة اليهودية". فهذا العرض حسب الشروط التي حددها ليست دولة ولا كياناً، ولا شيئاً. قد يكون إدارة مدنية للسكان في المعازل التي يفرضها عليهم، ولا مانع لديه أن يكون لها علم ونشيد وطني، وأن تسمى دولة، والأساس أن تكون موظفة في خدمة الأمن والمصالح الصهيونية، وأن يعمل سكانها لصالح الاقتصاد الصهيونية، وأن تكون مدخلاً للعبور الاقتصادي الصهيوني إلى الوطن العربي، حيث تحدث عن خطوط النفط والغاز والمواصلات.. إلخ. وعن "السلام الاقتصادي والازدهار، الذي يمكن أن يتحقق للشعبين!!". وبالطبع وقبل كل شيء وضع نتنياهو في مقدمة خطوطه الإستراتيجية محاربة إيران، وما أسماه "الخطر الإيراني" الذي اعتبره التحدي الأول الذي يواجه كيانه الصهيوني، وبعده وضع تحدي "الأزمة الاقتصادية"، ثم أخيراً مسألة "تحقيق السلام " ولم ينسَ التعبئة والتحريض للحرب على ما أسماه "الإرهاب" وعلى "حماس" و"حزب الله". وطالب بالتطبيع مع العرب أولاً من خلال إعلانه الاستعداد الفوري للاجتماع بالزعماء العرب في عواصمهم أو في القدس. ماذا بعد خطاب نتنياهو؟:- إذا كان هذا الخطاب ليس غريباً على نتنياهو، ولا على الكيان الصهيوني الذي قام على العدوان والتطرف وتزييف الحقائق، فإن الغريب هو موقف الرئيس الأمريكي أوباما الذي علقت عليه الآمال، والذي اعتبر هذا الخطاب "مهماً، وخطوة إلى الأمام". وموقف مبعوثه جورج ميتشل الذي قال: إنه "لا يتناقض بين الدولة الفلسطينية منزوعة السلاح، والدولة الفلسطينية القابلة للحياة التي تحدث عنها، الرئيس أوباما"، فهذا الموقف الذي صدر عن الإدارة الأمريكية، ومواقف الدول الأوروبية، هي أكثر تخييباً لآمال "المعتدلين العرب" من خاطب نتنياهو نفسه، الذي لم يجدوا فيه ما يستحق غير الشجب والاستنكار. وهو يظهر أن الحديث عن ضغط، أو عن أزمة قد تحدث بين الولايات المتحدة والكيان الصهيوني لا محل له من الإعراب. والسؤال الذي يطرح نفسه هنا، ويطرح دائماً، هو: هل سيظل العرب، ويظل الفلسطينيون "المعتدلون" يركضون وراء سراب التسوية، ويتطلعون إلى أن يأتيهم "من دار العدوين طبيب"، ويراكمون الخيبات فوق الخيبات، فيما الاستيطان يلتهم الأرض، والجدار الفاصل يقطعها، والحصار القاتل يخنق شعبنا في الداخل، والإحباط يجثم فوق الصدور في الخارج؟؟. أم أن الوقت قد حان لوقفة جدية، وللعمل دون تأخير أو إبطاء من أجل توحيد الصفوف على أرضية تصعيد المقاومة، بكل أشكالها وصورها ضد الاحتلال الصهيوني، وإعادة بناء منظمة التحرير الفلسطينية، على أساس ميثاقها الوطني الفلسطيني، لتعود الإطار الجامع والشامل، لكل أبناء شعبنا الفلسطيني في الداخل والخارج، ولصياغة إستراتيجية كفاحية وطنية موحدة، تكفل تعبئة طاقات شعبنا، وتؤمن الدعم القومي العربي والأساسي والإنساني، لنضالنا الوطني الفلسطيني، حتى دحر الاحتلال عن الأرض الفلسطينية والعربية، وعودة اللاجئين الفلسطينيين إلى أرضهم وديارهم، وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة كاملة السيادة وعاصمتها القدس فوق التراب الوطني الفلسطيني.
|
|
| |
|