قالت تركيا اليوم الثلاثاء إنها توصلت إلى اتفاق تبيع بموجبه خمسين مليون متر مكعب من المياه سنويا إلى إسرائيل لمدة عشرين عاما.
وتعد تركيا أقرب حلفاء إسرائيل في العالم الإسلامي، حيث وقعت الدولتان اتفاقات تعاون عسكرية عام 1996 أجرتا بموجبها تدريبات عسكرية مشتركة، وتعاونتا في مشروعات دفاعية أثارت انتقادات شديدة من الدول العربية وإيران.
وقالت وزارة الخارجية التركية في بيان: "اتفق الجانبان على ان تشتري إسرائيل خمسين مليون متر مكعب سنويا لمدة عشرين عاما."
وأضاف البيان أن وزير الطاقة زكي جاكان اجتمع مع رئيس الوزراء الإسرائيلي ارييل شارون واتفقا على الصفقة أثناء زيارة رسمية قام بها لإسرائيل استغرقت يومين.
وقال البيان إن الجانبين شكلا لجنة مشتركة لمناقشة نقل المياه من تركيا إلى إسرائيل، مضيفا أن اللجنة ستعقد أول اجتماعاتها في العاصمة التركية أنقرة، لكنه لم يحدد موعد الاجتماع.
وتسعى إسرائيل، التي تعاني من أزمة مياه، لشراء مياه الشرب من تركيا لتخفيف النقص الحاد في إمدادات المياه الذي تعاني منه.
ويمكن لتركيا تصدير 180 مليون متر مكعب من المياه سنويا من نهر ماناوجات باستخدام سفن شحن عملاقة.
تحلية المياه
يذكر أن نقص المياه يعد مشكلة استراتيجية في منطقة الشرق الأوسط. وتعد تركيا واحدة من الدول القليلة في المنطقة التي تتمتع بمخزون كبير من المياه. وقد يؤدي تصديرها للمياه إلى تعزيز موقفها كقوة إقليمية وحصولها على عشرات الملايين من الدولارات التي يحتاجها اقتصادها بشدة.
وكانت أنقرة والدولة اليهودية تناقشان منذ ثلاث سنوات تقريبا احتمال شراء إسرائيل مياه من تركيا، ووقعتا بالفعل اتفاقا في يونيو حزيران عام 2000 على أن يبدأ تصدير المياه التركية إلى إسرائيل في صيف عام 2001.
إلا أن وزارة المالية الإسرائيلية قالت في يونيو حزيران الماضي إنها تفكر في إلغاء الصفقة بسبب ارتفاع تكاليفها التي قد تصل إلى أكثر من مليار دولار خلال العشرين عاما المتفق عليها، وفقا لصحيفة ها ارتس الإسرائيلية.
ونقلت وكالة اسوشيتدبرس عن رعنان جيسين المتحدث باسم رئيس الوزراء الإسرائيلي إن مسألتي نقل المياه وتكلفة شرائها كانتا حجر عثرة في طريق المفاوضات. وأضاف أن الجانبين ناقشا كذلك اتفاقا عسكريا تشتري تركيا بموجبه دبابات إسرائيلية وتكنولوجيا جوية.
وقال جيسين إن تركيا ربطت بين مسألتي تصدير المياه لإسرائيل وتنفيذها للاتفاق العسكري، لكنه نفى تقارير إعلامية قالت إن أنقرة هددت بإلغاء الاتفاق العسكري إذا لم تمض إسرائيل قدما في شراء المياه منها.
وتابع قائلا إن إسرائيل وافقت في النهاية على شراء المياه التركية بتكلفة أكبر من تكلفة تحلية مياه البحر، مضيفا أن إسرائيل لن تتمكن من بناء منشآت لتحلية المياه قبل خمس سنوات على الأقل.
نهر منافجات الذي تريد تركيا تصدير مياهه