ابو ابراهيم الاحمد عميد
المزاج : غاضب من اجل فلسطين تاريخ التسجيل : 22/01/2009 الابراج : الأبراج الصينية : عدد الرسائل : 826 الموقع : https://fateh83.yoo7.com العمل/الترفيه : الرياضه
بطاقة الشخصية فتح: 50
| موضوع: ماذا وراء التهديدات الصهيونية للبنان؟؟ الجمعة سبتمبر 04, 2009 6:12 am | |
| ماذا وراء التهديدات الصهيونية للبنان؟؟
|
| محمد رشاد الشريف |
تصاعدت في الشهرين الأخيرين التهديدات الصهيونية ضد لبنان، وتزامنت هذه التهديدات مع حلول الذكرى الثالثة لحرب تموز التي شنها العدو الصهيوني ضد هذا البلد العربي لعام 2006، والسؤال الذي يطرح نفسه بقوة هنا في ضوء اهتمام وسائل الإعلام بهذه التهديدات، هو: ما مدى جدية هذه التهديدات الصهيونية، وهل هناك حقاً احتمال أن تشهد المنطقة حرباً
|
|
|
أخرى في نهاية الصيف الجاري كما يزعم البعض، وماذا وراء هذا التصعيد الصهيوني في هذه الفترة؟؟. توتر على حدود لبنان الجنوبية...!! وكانت التهديدات الصهيونية تصاعدت في أواخر شهر تموز الماضي، بعد حديث في وسائل الإعلام عن توتر على الحدود الشمالية لفلسطين المحتلة، وعن حالة تأهب في الجيش الصهيوني، وتوقعات بتسخين الجبهة الشمالية، وعن رسائل شديدة اللهجة بعثت بها الحكومة الصهيونية عبر قنوات عديدة، تحمل الحكومة اللبنانية مسؤولية أي فعل ينطلق من أراضيها. وقد تحدثت وسائل الإعلام الصهيونية عن اجتياز مسيرة شعبية لبنانية "للحدود" قرب مزارع شبعا، وما أسمته إقدام "حزب الله" على "إدخال أسلحة تخل بالتوازن". ثم تحدثت عن تحركات عسكرية صهيونية جرت على طول الحدود اللبنانية من المطلة إلى مستعمرة سكاف عام، وتحليق مروحيات يوم 28 تموز الماضي، مع توجيه تهديد مباشر في رسالة من وزارة الخارجية الصهيونية إلى الأمم المتحدة بشن الحرب على لبنان، بذريعة "استمرار حزب الله في تسلحه وخرقه القرار 1701" وأنه في حال عدم اتخاذ قوات اليونيفيل إجراءات أشد حزماً، ضد ما زعمت أنه انتهاكات للقرار 1701 من جانب "حزب الله"، فإن "إسرائيل لن تبقى مكتوفة الأيدي... وأن حكومة بيروت ستتحمل المسؤولية عن أي عملية تنطلق من أراضيها ضد الأراضي "الإسرائيلية". وأن "ضبط النفس الذي تعامل به الجيش الإسرائيلي مع المسيرة التي نظمها حزب الله عند سفوح جبل روس في مزارع شبعا لن يتكرر، وسيتم اللجوء بشكل ملموس إلى ممارسة القوة ضد أي انتهاك". وقد حاولت وسائل الإعلام الصهيونية بث مزاعم تقول بأن حزب الله بصدد القيام بفعاليات وتحركات على الحدود الجنوبية وخاصة عند مزارع شبعا، على شكل انتفاضة شعبية. وقد طرح وزير الحرب الصهيوني ايهود باراك هذا التوتر على الحدود مع لبنان، مع وزير الدفاع الأمريكي روبرت غيتس خلال لقائه به يوم 27 تموز الماضي زاعماً أن "حزب الله يشعر بالقلق بعد انفجار مستودع ذخيرة في خربة سلم، وبعد تجاوب مجلس الأمن مع الطلب الإسرائيلي ببحث القضية في جلسة خاصة". وأن "إسرائيل قلقة من إدخال الحزب أسلحة متطورة إلى لبنان بشكل يخل بالتوازن القائم". وقد تحدثت بعض الصحف الصهيونية عن أن "حزب الله يعزز قوته على الحدود الشمالية، وأنه بات قادراً على إطلاق 500-600 صاروخ يومياً". وقال بن كسبيت مراسل معاريف: "إن حزب الله يواصل تعزيز قواته وتخزين وسائل قتالية، وإعداد مقاتلين مدربين. وأن هدفه هو الوصول قريباً إلى وضع يكون قادراً فيه على إطلاق 1000 صاروخ يومياً، وأنه بات قريباً من تحقيق هذا الهدف. وأن غالبية الصواريخ لديه ثقيلة، ودقيقة الإصابة، وبعيدة المدى، مقارنة مع ما كان لديه وقت الحرب. وأن الحزب لديه منظومة دفاعية شاملة ومحكمة، تحوي مدفعية وصواريخ مضادة للدبابات، واستخبارات، وقدرة على نشر قوات خاصة، والقيام بعمليات انتحارية داخل إسرائيل". وقال: "على الرغم أن الجبهة هادئة إلا أن أي حادث ولو بالمصادفة يمكن أن يؤدي إلى اشتعال الجبهة". وفي الوقت نفسه فقد قام الجيش اللبناني بإعلان حالة استنفار قصوى في منطقة تلال كفر شوبا، وأرسلت وزارة الخارجية والمغتربين اللبنانية رداً على التحركات الصهيونية، رسالة إلى الأمين العام للأمم المتحدة قالت فيها: "أنه لا تغيير في الوضع على الحدود في الجانب اللبناني، ولا تهريب للأسلحة، وأن ما حدث في خربة سلم، هو حريق في بيت مهجور يحوي ذخائر من مختلف الجيش الصهيوني في حرب تموز، ومن مخلفات ميليشيا لحد قبل عام 2000، وإن ادعاءات إسرائيل يقصد منها تبرير استهداف المدنيين في المستقبل بشكل متعمد". ورفضت "أي تغيير في قواعد الاشتباك في جنوب لبنان". ويمكن القول أن هذا التصعيد الصهيوني قد جاء في سياق حالة متواصلة من التوتر الذي يجري افتعاله بالتناغم مع التطورات الداخلية والخارجية في الكيان الصهيوني والمنطقة، للتأثير في هذه التطورات، فحين جرت الانتخابات اللبنانية في حزيران الماضي، قام القادة الصهاينة بتوجيه التهديدات إلى لبنان للتأثير علة هذه الانتخابات. وفي هذا السياق حذر ايهود باراك وزير الحرب الصهيوني من "مغبة التصويت لحزب الله" قبل توجهه إلى واشنطن في 28 أيار الماضي ".. وقال "إذا فاز حزب الله بأصوات كثيرة في الانتخابات فإن لبنان سيعرض نفسه لجبروت الجيش الإسرائيلي أكثر من أي وقت مضى، وإن ذلك سوف يمنحنا حرية عمل لم نكن نملكها في تموز 2006". وبدوره حذر سيلفان شالوم نائب رئيس الحكومة الصهيونية في نيويورك، بعد لقائه الأمين العام للأمم المتحدة في أوائل حزيران الماضي، من "عواقب فوز حزب الله في الانتخابات اللبنانية". ووصل به الأمر إلى القول: "إن ذلك سيشكل خطراً على استقرار المنطقة والعالم". وكان الجيش "الإسرائيلي" قد قام في ذلك الحين (أوائل حزيران الماضي) مناورات واسعة لم يسبق لها مثيل في تاريخ الكيان الصهيوني، سميت "تحول 3" تقوم على افتراض حرب صاروخية شاملة وعمليات عسكرية داخل الأراضي السورية، وذلك لرفع جاهزية هذا الجيش استناداً إلى دروس حرب تموز 2006، وحرب غزة 2009 من جانب، ولخلق أجواء توتر عام في المنطقة تتناغم مع المواقف والسياسات الصهيونية المتطرفة من جانب آخر، وتتوازى مع الهجوم الاستيطاني المسعور في القدس والضفة الغربية المحتلة، والذي يريد خلق الوقائع، وتوجيه الأمور في الاتجاه الذي تريده حكومة نتنياهو التي ترى تراكم للوقائع في المنطقة والعالم، لا يأتي وفق الرياح الصهيونية، كتعزيز مواقع المقاومة اللبنانية، والاتجاه لسحب القوات الأمريكية من العراق، والضربات التي تتلقاها هذه القوات مع قوات حلف الناتو في أفغانستان، وإحلال لغة الحوار بدل لغة التهديدات مع إيران من قبل الإدارة الأمريكية الجديدة، ومطالبة هذه الإدارة للكيان الصهيوني بوقف الاستيطان، والحديث عن خطة لدفع عملية السلام في المنطقة. وفي هذا السياق أيضاً، تأتي التهديدات التي يوجهها الكيان الصهيوني بتوجيه ضربة إلى المنشآت النووية الإيرانية، في عملية ضد ومواجهة استباقية لهذه المتغيرات والضغوط التي قد يتعرض لها الكيان الصهيوني في هذه الظروف. والبعض يقول إن التوتر في جنوب لبنان هو رسائل توجهها حكومة نتنياهو إلى الإدارة الأمريكية، كي لا تتجاوز المصالح الصهيونية في أية طروحات أمريكية جديدة تخص المنطقة، سواء للقضية الفلسطينية، أم للبرنامج النووي الإيراني. ما وراء التهديدات الصهيونية؟:- وقد تحدث السيد حسن نصر الله أمين عام حزب الله في احتفال الذكرى الثالثة للانتصار في حرب تموز 2006، وحدد بدقة المرامي والغايات "الإسرائيلية" من وراء توتير الوضع في جنوب لبنان، وقال: إن من يبثها "إعاقة تشكيل الحكومة اللبنانية الجديدة، والقول أنه إذا أشركتم حزب الله في الحكومة فإن على لبنان أن يتحمل تدمير البنى التحتية، وتطبيق إستراتيجية الضاحية فيه". وكذلك: "إعادة السجال الداخلي إلى الساحة اللبنانية حول سلاح المقاومة، وحول الاشتباك، لتصبح مهمات قوات متعددة الجنسيات، ومنع تسلح المقاومة، والقول إن هذا التسلح يضع المنطقة على شفير حرب". وقال السيد حسن نصر الله: "إن الرد على ذلك في عالم تحكمه شريعة الغاب، ويذبح فيه الضعيف، وتزور الوقائع، وتنتهك فيه المقدسات، ويقتل الملايين... لا بقاء إلا لشعب قوي، ووطن قوي، وأمة قوية... وأن من يظن أنه يحمي نفسه بالتحالفات والعلاقات الدولية سوف يباع في سوق النخاسة الدولية...". وقال السيد: "إن هذا التوتر يأتي في نطاق الحرب النفسية" التي يقوم بها العدو الصهيوني ضد لبنان والأمة العربية، وأنها "حرب فاشلة أدت إلى عكس ما قصده الصهاينة منها لأننا شعب لا يتأثر بالحرب النفسية، لكنها أثرت على المستوطنين الصهاينة، وعلى السياحة في الكيان الصهيوني، أكثر مما أثرت على لبنان". وأكد أن هذا الضجيج، وهذه التهديدات لا تدل على أن هناك حرباً قريبة ستشن على لبنان، لأن كثرة التهديد لا تخيف والذي ينوي الضرب لا يهدد، ولكن حين لا يهددون، ويلبدون فيجب أن نكون حذرين". وبالفعل فقد تراجع الصهاينة عن هذه التهديدات، وأكد أثر من قائد صهيوني أن رياح الحرب لا تهب من لبنان، وقد قال رئيس الأركان الصهيوني غابي أشكنازي خلال جولة له في قاعدة تل هشومي "شمال تل أبيب في أوائل آب الماضي: "إننا لا نتوقع انتهاك الهدوء في المنطقة... وأنا لا أعلم عن وجود رياح حرب في المنطقة". وذهب وزير الحرب الصهيوني ايهود باراك المذهب نفسه بعد أيام، حين نفى أن يكون هناك أجواء حرب في لبنان. ومع أن العدو الصهيوني لا يؤتمن جانبه أبداً، ولا يتوقع أن يكف عن استفزازاته، وخلقه لأجواء التوتر في جنوب لبنان، إلا أنه من المستبعد أن يقوم بشن الحرب، وتفجير الأوضاع في المنطقة خلال الصيف الحالي أو في هذه المرحلة، في ظل الأوضاع الإقليمية والدولية الحالية، واتجاه الإدارة الأمريكية الجديدة للخروج من الورطة الأمريكية في المنطقة التي سببتها الإدارة السابقة بقيادة جورج بوش الابن، ومحاولتها خلق أجواء انفراج في المنطقة والعالم. والأهم من ذلك كله أن قوة الردع التي تشكلها المقاومة في لبنان بقيادة "حزب الله"، تجعله يفكر أكثر من مرة قبل الإقدام على أي عدوان على لبنان، الآن وفي المستقبل أيضاً |
|
| |
|