ابو ابراهيم الاحمد عميد
المزاج : غاضب من اجل فلسطين تاريخ التسجيل : 22/01/2009 الابراج : الأبراج الصينية : عدد الرسائل : 826 الموقع : https://fateh83.yoo7.com العمل/الترفيه : الرياضه
بطاقة الشخصية فتح: 50
| موضوع: مناقشة "المادة "الإسرائيلية" في الصحافة العربية" الإثنين فبراير 15, 2010 1:51 am | |
| مناقشة "المادة "الإسرائيلية" في الصحافة العربية"
يجب التوقف عن الترجمة الاعتباطية |
| مأمون كيوان |
|
طرح الأستاذ جهاد الزين في "قضايا النهار" في22 كانون الثاني 2010، تحت عنوان "المادة"الإسرائيلية" في الصحافة العربية واللبنانية: التحدي المهني - السياسي الجديد"، قضية حيوية ومهمة جديرة بالنقاش. وربما تتمثل محاور النقاش المنشود في رزمة أسئلة مثل: لماذا نقرأ صحافة العدو؟! وكيف نقرأها؟ وكيف تعمل؟ وهي أسئلة مشتقة بطبيعة الحال من السؤال الرئيس
|
|
التالي: ماذا يريد الآخر سواء كان عدوا أم صديقا؟ وإذا بدا سؤال من طراز لماذا نقرأ صحافة العدو؟! ساذجا بالنسبة للبعض، لأن قراءتها هي من باب اعرف عدوك، أو بدا سؤالا مكررا أو قديما بالنسبة لآخرين، فإنه في نظر البعض قراءة صحافة العدو شر مستطير وفي الوقت نفسه بوابة من بوابات التطبيع. ثمة جدوى كبيرة في قراءة صحافة العدو لمواجهة ودحض أساطير الإعلام الصهيوني. وفي المقابل يغالي البعض في الاستهزاء والتقليل من قدرات وأساليب الدعاية والإعلان والإعلام الصهيونية ، وبالتالي فلا حاجة لنا لقراءة الصحافة الصهيونية وكأنه ينبغي النوم على سرير الاقتناع بأن الحق إلى جانبنا دون أي جهد للدفاع عن هذا الحق وإقناع الآخرين/ الأصدقاء، وزعزعة قناعات الآخرين / الأعداء. وما بين التهويل والتهوين في رؤيتنا للإعلام الصهيوني هناك منطقة وسطى، شعارها الواقعية والمواجهة، أو معرفة الآخر (العدو)، تدخلها وسائل الإعلام العربية، من وكالات أنباء ومحطات تلفزة أرضية وفضائية وإذاعية وصحافة وغيرها، بأسلحة إعلامية بدائية، إن لم تكن متخلفة بسياساتها. فغالبا ما تكون السياسة غائبة أو أحادية الجانب لا تستند في أسسها إلى قراءة موضوعية ودقيقة لخريطة القوى الإعلامية ولا تستند إلى استراتيجية محددة المعالم لشرح القضايا العربية المصيرية. فإزاء الصراع في المنطقة تغيب الحدود بين السياسات الاستراتيجية أو المتوسطة واليومية التي على أساسها يمكن تحريك الآلة الإعلامية العربية تجاهها. وأحيانا، إن لم يكن غالبا، تؤدي السياسات الإعلامية الخاطئة إلى نتائج سلبية تتناقض مع النتائج المرجوة والمنشودة. وهذا الأمر يتمثل أحيانا في الصحافة العربية المهاجرة أو المقيمة التي شهدنا في السنوات الأخيرة اهتمامها الملحوظ بالشؤون الإسرائيلية من طريق الترجمة والنشر اليوميين لفيض من المقالات المنشورة في عدد محدود من الصحف الصهيونية دون أي تمييز ودون أي جهد معرفي، سوى جهد الترجمة عن العبرية. وحتى هذا الجهد تشوبه أخطاء معرفية في بعض الأحيان تنم إما عن عدم احاطة المترجم باللغة العبرية احاطة تامة، أو جهله الأساسي بالواقع الصهيوني وتركيبته السياسية والاجتماعية و الاقتصادية، وآليات عمل منظومته الإعلامية وارتباطاتها بقوانين السوق وخضوعها لنظام رقابي عسكري. وهنا يقود جهل المترجم إلى تسويقه مصطلحات زائفة. الاكتفاء بترجمة مقالات أو دراسات حفنة من الصحافيين أو الباحثين الصهاينة والركون إلى أفكارهم دون فهم آليات العمل الإعلامي الصهيوني يعطي هؤلاء الصحافيين والباحثين صدقية لدى القارىء العربي، وأحيانا لدى الباحث العربي في الشؤون الصهيونية. وهذه الصدقية التي يسبغها عليهم الإعلام العربي، سواء بقصد أو دون قصد، يظهرهم على أنهم أعداء للصهيونية، وهم ليسوا كذلك، أو محبون للسلام وهم في حقيقة الأمر دعاة حرب. ما سبق قوله لا يعني التوقف عن ترجمة ما يبثه الإعلام الصهيوني ، بل التوقف عن النشر الاعتباطي لأعمال مصدر إعلامي صهيوني محدد مثل الصحافة اليومية التي تعكس بالدرجة الأولى الواقع الصهيوني ومتطلبات القارىء الصهيوني. المطلوب من وسائل الإعلام العربية توسيع رقعة الترجمة عن العبرية لمعرفة تفاصيل الواقع الصهيوني وذلك لوضع معطياته في سياق خطط إعلامية وسياسية مؤثرة تأثيرا فاعلا في الواقع الصهيوني. و تتمثل الخطوة الأولى في إنتاج مطبوعات عربية متخصصة تصدر بأكثر من لغة ومنها العبرية، تعنى بتقديم صورة دقيقة للواقع الصهيوني ، شريطة أن تكون هذه المطبوعات أو الجهود الإعلامية بصورها المتعددة نتاج عمل مؤسسي جماعي وليست عملا فرديا. فالعمل الفردي رغم انه يستحق التقدير والثناء إلا أن فاعليته تبقى محدودة وقدرته ضئيلة. كما أن عملا مؤسسياً بحثيا جاداً يستند إلى قدرات وتقنيات إعلامية معاصرة، مشفوعا بإرادة سياسية سيكون قادرا على تحقيق نتائج عملية مؤثرة وكابحة للنفوذ الإعلامي الصهيوني في حال تجاوز العمل الجماعي العربي اخطاء تجارب مؤسسية سابقة، إضافة إلى تواصله مع نتائج وخبرات سابقة لجهة الارتقاء بعملية المواجهة الإعلامية التي أصبحت ضرورية وملحة في عالم اليوم، في ظل ثورة تكنولوجية هائلة تجتاح العالم متزامنة مع ظاهرة "عولمة إعلامية" تهدد المجتمعات والقيم البشرية والهويات الوطنية.
|
|
| |
|