ابو ابراهيم الاحمد عميد
المزاج : غاضب من اجل فلسطين تاريخ التسجيل : 22/01/2009 الابراج : الأبراج الصينية : عدد الرسائل : 826 الموقع : https://fateh83.yoo7.com العمل/الترفيه : الرياضه
بطاقة الشخصية فتح: 50
| موضوع: المفكر العربي فهمي هويدي لـ"فتح": الثلاثاء مارس 09, 2010 10:15 pm | |
| المفكر العربي فهمي هويدي لـ"فتح":
|
| حوار:عفاف المنيري |
*الشعب العربي سيهدم الجدار في أقرب فرصة *لا علاقة للأمن القومي المصري ببناء جدار العار *منذ صلاح الدين الأيوبي إلى عبد الناصر لم يفكر حاكم مصري في بناء جدار مع فلسطين لأن أمن مصر يبدأ من فلسطين. فهمي هويدي كاتب من طراز خاص فهو يجمع في مقالاته وكتبه بين القومية والإسلام، لذا
|
|
|
يصفه البعض بأنه رمز للتيار الديني المستنير، ويراه البعض الآخر عروبيا في لغة إسلامية، وفي كل الأحيان هو رجل صادق لم يهادن في الحق ولم يتراجع خطوة عن ما يعتقد أنه الحق، ومن هنا تأتي اهمية الحوار الذي أجرته مجلة "فتح" معه في بيته بـ"الماظة" في ضاحية مصر الجديدة " حول الجدار الفولاذي العازل الذي تشيده حكومة مصر حاليا عند رفح، ووصفه فهمي هويدي ومن بعده المصريون بـ"جدار العار" المصريون أو السد الواطي مقارنة بالسد العالي الذي بناه الزعيم جمال عبد الناصر في ستينات القرن الماضي وحمى مصر من خطر الفيضان، وهنا نص الحوار:- *أستاذ فهمي ..هل تعتقد ان لهذا الجدار مستقبلاً ؟ - الغريب إننا في زمن تتهدم فيه كل الأسوار التي تفصل بين البشر، وقد تهدم سور برلين ومن بعده سور بلفاست وعشرات الأسوار لم يعد لها معنى، كيف تبني سورا في زمن الفضاء المفتوح، ولمن تبني هذا السور؟ ممن تريد ان تحمي مصر؟ الواقع ان هذا الجدار تحيطه لعنات المسلمين ولا يمكن ان يكون له مستقبل ،وعندما تتغير الرؤية السائدة حاليا ويتغير النظام ستعود الأمور الى طبيعتها. *السلطة تقول ان هناك متفجرات وقنابل تتسلل الى مصر عن طريق الأنفاق؟ - هناك مليون وسيلة لمنع تسلل المتفجرات الى مصر ،وأنا لا ادخل في هذا النوع من الجدل فهذه ادعاءات أمنية لها حلول من النوع نفسه علما بأنه حسب علمي لم تثر في أي وقت خلال اللقاءات التي تمت في القاهرة بين ممثلي حماس وبين الأجهزة الأمنية المصرية التي تدير الملف. بل على العكس فالمسؤولون في بلادنا يعرفون جيدا أن الأنفاق استخدمت في تلبية احتياجات قطاع غزة المعيشية، من لبن الأطفال الى الأدوية والغذاء، وقد شاهدنا على شاشات التليفزيون كيف يدخل إخواننا الفلسطينيون كل شيء حتى المواشى من الأنفاق، ومعنى ذلك انه لا توجد اسلحة ولا متفجرات عن طريق الأنفاق، وقوات الأمن المصرية التي تلاحق المهربين عبر الأنفاق لم تضبط سلاحا في أي مرة. لكن الشرطة تحدثت عن ضبط مواد غذائية وأقمشة في مدينة «الشيخ زويد» كانت معدة للتهريب عبر رفح، كما تحدث عن ضبط كميات من الأسمنت بإحدى المزارع في رفح قبل تهريبها عبر الأنفاق للاستعانة بها في ترميم البنايات المدمرة. والثابت أن هناك مصريين استفادوا من عمليات تهريب البضائع، التي قدرت قيمتها بنصف مليار دولار سنويا، وكان عشرات من الأهالي في الشيخ زويد قد ثاروا وأحرقوا إطارات السيارات، حين صادرت الشرطة المواد الغذائية والأقمشة التي كان مزمعا تهريبها عبر الأنفاق والتي صارت مصدرا للرزق لمصريين، والمشكلة تكمن في ان آلاف التجار من أبناء العريش سوف يتضررون من الجدار، كما إننا نضع الشعب الفلسطيني في مأزق رهيب، لأنهم لم يلجأوا الى الأنفاق إلا لتوفير المواد الغذائية والدواء، وحتى ان حصلوا على السلاح فهذا حقهم، فهم حركة مقاومة وتحرر وطني ومصر لها دور تاريخي في دعم حركات التحرر ولا يمكن ان تتنصل من تاريخها بتغير النظام الحاكم. *تقصد مصر عبد الناصر؟ - مصر عبد الناصر أو مصر محمد علي أو أي نظام حتى الملك فاروق دخل حرب 48 وهو يدرك أن مصر لا يمكن أن تتخلى عن دورها في المنطقة، وإذا كانت الحكومة تصدعنا في الخطاب الرسمي يوميا عن قضية العرب المركزية، ودورها في المصالحة فكان عليها ان تسأل حماس وباقي الفصائل قبل بناء الجدار، إما ان تشرع وحدها ومن تلقاء نفسها ببنائه ثم تتحدث عن دور مصر في دعم الشعب الفلسطيني فهذا تناقض كبير وغير مفهوم. الجدار فكرة صهيو-أميركية ----------------------- * تقول الحكومة المصرية على لسان وزير الخارجية أبو الغيط، انه تم تهريب مصريين عبر هذه الأنفاق وجرى تدريبهم من خلال منظمات إسلامية فلسطينية داخل قطاع غزة وهؤلاء شنوا هجمات إرهابية في سيناء وقتلوا وأصابوا عشرات السياح ؟ - هذا موضوع ليس له علاقة بالأنفاق لأن عمليات التسلل تتم عن طريق الصحراء، وليس عن طريق الأنفاق، وكما هو معروف هناك مئات وربما آلاف الأفارقة والصينيين وغيرهم من الجنسيات تسللوا عبر الحدود ودخلوا الى الكيان الصهيوني عن طريق الصحراء المصرية، بدليل أن الكيان الصهيوني يبني الآن سورا مكهربا لوقف تدفق المهاجرين عبر سيناء، أما ما يثار عن تدريب متطرفين مصريين في غزة للقيام بهجمات إرهابية في سيناء، فهو ادعاء أمني لم يثبت، لكنه يساق الآن لتبرير إغلاق الأنفاق، وبناء الجدار، فوقف عمليات تدريب الإرهابيين يكون بالتنسيق مع حماس ومع الأخوة الفلسطينيين فهم لا يمكن أن يقبلوا أن تصاب بلادنا بمكروه، وأنا أثق في كل فلسطيني عربي يحب مصر ويخاف عليها ،وهذا موضوع لا علاقة له بالجدار على أي نحو. *هل تعتقد ان بناء الجدار هو فكرة أميركية صهيونية وليست وليدة العقل الرسمي المصري؟ - طبعا، بناء الجدار فكرة طرأت على القيادة المصرية بناء على ضغوط أميركية وصهيونية بزعم ان حركة حماس تهدد امن الكيان الصهيوني من جهة وتهدد أمن مصر من جهة اخرى، وهي فكرة وجود إمارة إسلامية على حدود مصر والمدهش ان القيادة المصرية عندها قلق من حماس أكثر من قلقها من الكيان الصهيوني،هذا أمر غريب ويصعب فهمه، لأن بناء هذا الجدار تم العمل فيه بناء علي اتفاقية أميركية صهيونية جرت في آخر يوم للرئيس الأميركي السابق بوش في السلطة وقال المسؤولون في مصر وقتها أن مصر خارج هذه الاتفاقية، لكن الأيام أثبتت ان حكومة مصر ضالعة فيها. قضية حزب الله والجدار ------------------- *هناك تسريبات حكومية بأن هل حزب الله اللبناني قام بعمل شبكة عسكرية في مصر تقوم بتهريب السلاح عبر الأنفاق بدون أخطار الجهات الرسمية المصرية.. هل هناك علاقة بخلية حزب الله التي القي القبض عليها بقصة الجدار؟ - الحكومة المصرية تقول كلاما كثيرا في هذا الموضوع وتزعم ان حزب الله أقام شبكة لإمداد حماس بالسلاح وأنها حصلت على هذه المعلومات بعد القبض على الخلية في القضية المنظورة أمام القضاء، والشيء الوحيد الثابت في القضية أن أحد أعضاء حزب الله جاء إلى مصر لدراسة كيفية تقديم العون للمقاومة في غزة، والشيء الوحيد الذي قاله السيد حسن نصر الله هو أن احد الأشخاص المقبوض عليهم ينتمي الى حزب الله. وحزب الله لا يريد سوءا بمصر، لا يصدق عاقل واحد ان حزب الله لديه مخططات ضد أمن مصر، وإنما الحزب كان يريد مساعدة المقاومة وهذا أمر مشروع قوميا وقد مارسته مصر عندما دعمت الجزائر واليمن وأمدت الثوار في كل مكان بالسلاح والرجال. لكن المشكلة أن بعض العرب لم ينتبهوا إلى أن السياسة الجديدة في مصر صارت تقبض على من يدعم المقاومة وتتهمه بالإرهاب، هذا هو تأثير الارتباط العضوي بين النظام والولايات المتحدة، وما يحث هو إحدى ثمار كامب ديفيد، اقصد أن الجدار هو ثمرة من ثمار معاهدة الصلح مع العدو الصهيوني.. والجدار في اعتقادي ليس له علاقة بالأمن القومي المصري وإلا كان بناه كل الحكام الذين تقلبوا على حكم مصر من محمد علي الى جمال عبد الناصر، لم يفكر حاكم مصري واحد في بناء جدار يفصلنا عن الشعب الفلسطيني لأن أمن مصر موجود في فلسطين ،هذه قاعدة أمنية عريقة منذ صلاح الدين الأيوبي الى اليوم بل قبل صلاح الدين الأيوبي. *وكيف تفسر هذه الحماسة في بناء الجدار بينما الانتهاكات الصهيونية لحدود مصر مستمرة ومتصاعدة وقد قتلوا أكثر من عشرين جنديا مصريا ولم يدفعوا مليما واحدا كتعويضات؟ -نعم هناك نوع من العنترية والغيرة على السيادة المصرية من جهة حماس وعندما قتل جندي مصري وأشاعوا ان قناصا من حماس قتله انقلبت الدنيا واشتغلت الماكينة الإعلامية في حملة لتشويه حماس، ووصلت الى حد التهديد بإجراء عسكري ضد حماس، وكان ذلك نوعا من التهور، خاصة إذا قارنا هذه العنترية بذلك الصمت المريب إزاء الاعتداءات، التي يمارسها الكيان الصهيوني على تلك السيادة أسبوعيا على الحدود مع غزة بدعوى تدمير الأنفاق،فالطائرات الصهيونية تخترق الأجواء المصرية لضرب الأنفاق، وهناك أكثر من استجواب في البرلمان حول هذه القضية، أنني افهم ان تكون الغيرة على سيادة مصر تجاه العدو الصهيوني الغاصب وليس شعبنا المحاصر في غزة، ان الله سوف يسأل حكامنا يوم القيامة ماذا فعلوا لرفع الظلم والحصار والجوع والمرض عن الشعب الفلسطيني . *تتحدث عن يوم الحساب بينما شيوخ الأزهر يسوغون بناء الجدار ويصدرون بيانا حضرتك شككت فيه خلال مقال لك في صحيفة" الشروق"؟ -لقد كتبت كلمتي في هذا الموضوع وهو انه تم استدراج شيوخ كبار وعلماء أفاضل للتوقيع على بيان لم يناقشوه، بل لم يطلعوا عليه بشأن الجدار،وقد فوجئوا بشيخ الأزهر يستخرج ورقةً، وقرأ منها البيان الخاص بتأييد إقامة الجدار وتأثيم معارضيه، وكانت تلك محاولة من النظام لتغطية موقفه بعدما تعرَّض لحملة استياء وغضب عمَّت الشارع العربي والإسلامي، ثم الرد على إعلان الدكتور يوسف القرضاوي (رئيس "الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين") حرمة إقامة الجدار الذي يُحكم الحصار حول الفلسطينيين في غزة. والواقع ان الشعب المصري ونخبته المثقفة رفضت بناء الجدار لذلك هو جدار غير شرعي، وليس له أي مصداقية، وبدلا من بناء الجدار فلتفتح الحكومة معبر رفح وقتها سوف تنتهي تلقائيا كل الأنفاق التي ترفع أسعار السلع على الفلسطينيين الغلابة عشرات الأضعاف، يجب ألا ننسي بأن من يجاورنا هم عرب مسلمون ودولتهم محتلة فيجب علينا مساندهم بالأكل والشرب والدواء وليس حصارهم، ولا يجب علينا أن نزيد المسافات بين العرب، فالشارع العربي كله يعرف أن هذا الجدار هدفه الأول هو أحكام حصار غزة على نحو عام وحركة حماس بشكل خاص والكلام الذي يقال عن حماية الأمن المصري، لا أساس له من الصحة، فأمن مصر يأتي من إقامة الدولة الفلسطينية لا من إقامة جدار عازل عن فلسطين، أما ما يجري حاليا فهو يؤكد ان مصر متمثلة في الحكومة فقدت البوصلة فأصبحت تهتم بإرضاء أميركا والكيان الصهيوني بأي شكل، وكان آخر ما وقعت فيه الحكومة هو منع قافلة شريان الحياة التي ستذهب لغزة، و مصر تورطت في الصراع بين سلطة محمود عباس "أبو مازن" وحماس وهي مؤيدة لعباس، واستمرار بناء هذا الجدار يرجع إلى تورط مصر في محور إقليمي يسمى بمحور الاعتدال وهو ضد المقاومة على طول الخط. *وكيف تم توظيف الإعلام الحكومي في الترويج للجدار ؟ -مشكلة الإعلام الحكومي وليس القومي هي انه صار يتبنى شعار« من ليس مع الحكومة فالإعلام ضده » وكأنه ينتمي للحزب الجمهوري في ظل فترة حكم غير المأسوف عليه جورج بوش، ومع تزايد حملة نقد المواقف المصرية إزاء الجدار والحصار. فإن الأبواق والمنابر الرسمية اختارت أن تصنف كل من تبنى رأيا مخالفا باعتباره عدوا ومثيرا للفتنة وشريكا في حملة الكراهية ضد مصر. لكن إخواننا هؤلاء وهم يعممون الاتهامات على الناقدين ويوزعون الأوصاف الجارحة والمهينة عليهم، لا يستندون إلا الى قاموس الشتائم التي يطلقونها في الفضاء، فتفضح ما أصابهم من انفعال وتوتر. أسوأ ما في الحملة التي تطلقها الأبواق الإعلامية أنها، وهي تبرر المواقف المصرية الأخيرة، أصرت على وصف فلسطينيي القطاع بأنهم أعداء خطرون ومخربون، يهددون أمن مصر ويسعون إلى إشاعة الفوضى والإرهاب على أراضيها. وهذه الفكرة حاولت بعض الصحف الترويج لها من خلال سرد قائمة من المعلومات التي تحدثت عن تهريب أسلحة ومتفجرات وأحزمة ناسفة، ومخططات لضرب السياحة في سيناء والقيام بعمليات التخريب في بعض المدن، وكلها أمور ليس للفلسطينيين علاقة بها، بل هي أمور مصرية داخلية.
|
|
| |
|