الأسد: جريمة إسرائيل البشعة ضد أسطول الحرية جزء من طبيعتها الإجرامية
“نحن مستعدون للسير في إجراءات تتخذها وتقررها تركيا حكومة وشعبا ردا على هذا الاعتداء ومنعا للعربدة الإسرائيلية”قال الرئيس بشار الأسد يوم الاثنين إن الجريمة البشعة التي ارتكبتها إسرائيل في عدوانها على أسطول الحرية جزء من طبيعة إسرائيل الإجرامية, معربا عن استعداد سورية للسير في إجراءات تتخذها وتقررها تركيا حكومة وشعبا ردا على هذا الاعتداء ومنعا للعربدة الإسرائيلية.
وقامت إسرائيل يوم الاثنين الماضي بعدوان على أسطول الحرية والمحمل بمساعدات إنسانية المتجه إلى قطاع غزة المحاصر, مما أسفر عن سقوط العشرات بين قتيل وجريح معظمهم من المتضامنين الأتراك, ثم اقتادت سفن الأسطول إلى ميناء أسدود وعلى متنها نحو 700 من المتضامنين, بينهم 4 سوريين.
وقال الرئيس الأسد, في مؤتمر صحفي مشترك عقده مع رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان, إن “ما حصل هو جريمة بشعة, هذا الكلام ليس كلام سوري أو تركي بل أن هناك شبه إجماع في العالم حول وصف ما حصل بـ “الجريمة البشعة”.
ولاقى العدوان الإسرائيلي على سفن قافلة الحرية ردود فعل عالمية واسعة حيث أدانت بعض الدول العدوان بشدة وعلى رأسها سورية وتركيا وإيران, فيما اكتفت أخرى بالأسف لوقوع ضحايا والدعوة لضبط النفس كالولايات المتحدة.
وأضاف الرئيس الأسد أن “ما حصل هو ليس مجرد جريمة وإنما هو جزء من طبيعة إسرائيل التي قامت وبنيت على دماء الفلسطينيين, وما حصل ليس هو المرة الأولى بل إن هذا الشيء بدأ تقريبا منذ قرن من الزمن, ومازال مستمرا, ما حصل ليس خطأ ارتكبه جنود أو خطأ في قرار اتخذته الحكومة الإسرائيلية أو ما يسمى المجلس المصغر للحكومة الإسرائيلية بل هو حالة تعكس غريزة موجودة لدى هذه الدولة”.
وتابع الأسد انه “إذا لم تكن هذه الجريمة حالة جديدة, فالجديد الوحيد في هذه الجريمة انه للمرة لا يمكن لإسرائيل أن تهتم هؤلاء الأبرياء, وهي دائما تقتل أبرياء, بأنهم إرهابيون, على الرغم من محاولتهم ذلك”, مشيرا إلى أن “الإسرائيليين قتلوا مواطنين أبرياء أتراك لم يكن لهم سوى هدف إنساني بحت هو مساعدة رمزية لشعب محاصر يموت, ولشعب كامل يقتل بشكل تدريجي”.
وأوضح الرئيس الأسد أن “إسرائيل قامت بعملية قتل مع سبق الإصرار والتصميم بشكل مخطط مسبقا, وهذا الشيء أثبتته التحاليل الجنائية التي تمت على جثامين الشهداء الأتراك”.
وفي نفس السياق, قال الرئيس الأسد إن “لإسرائيل عدة أهداف مما حصل وهي أن تمنع أي سفينة أو قافلة من التوجه إلى غزة لان الحديث عن حصار غزة والفلسطينيين ممنوع بالمنطق الإسرائيلي حتى قتل الفلسطيني ممنوع الحديث فيه فكان لابد من القيام بعمل إجرامي لردع الآخرين”.
وأضاف الأسد أن “هناك جانبا آخر يخص تركيا وكان لابد لها أن تدفع ثمنه, إذ كان مطلوب منها أن تدفع ثمن تعلقها بالسلام, وثمن عملها الجدي والصادق من اجل تحقيق السلام في الشرق الأوسط”, لافتا إلى أن “المبادرة التركية والدور التركي والاستجابة المباشرة السريعة والمباشرة للمبادرة من جانب سورية فضح إسرائيل أمام العالم وظهر للجميع بأنها هي من يعرقل السلام وليس الطرف السوري والعربي, وكان مطلوب من رئيس الوزراء التركي أن يقول في نهاية المفاوضات إن الطرف العربي وليس الهجوم الإسرائيلي على غزة هو الذي عرقل السلام”.
وأضاف الأسد أن “المشكلة مع الوساطة التركية هي أن إسرائيل أدمنت على الوساطات المنحازة والإدمان على الوساطات المنحازة كالإدمان على المخدرات, عندما نسحب المخدرات من المدمن يصاب بحالة هياج ويمكن أن يقوم بأي عمل والوساطة التركية النزيهة كانت بمثابة سحب لهذا المخدر من هذا المدمن”, موضحا انه “كان لابد أن تدفع تركيا عودة المنطقة إلى وضعها الطبيعي لأنه عندما كنا نتخندق ضد بعضنا البعض كانت إسرائيل شاذة ونحن الدول منها سورية وتركيا كانت شاذة وعندما عادت العلاقات إلى طبيعتها وكما ترون الدولاب يسير باتجاه الأمام والعلاقات تتطور بين هذه الدول أصبحنا نحن الطبيعيون وظهر بشكل واضح شذوذ إسرائيل”.
وأشار الرئيس الأسد إلى أن “ما حدث في دافوس لم يكن موجها ضد الرئيس أردوغان وإنما كان موجها ضد الشعب التركي ضد مواقفه من حرب العراق عندما رفض أن تكون الأراضي التركية أن تكون منطلقا لغزو غير شرعي, وكان الهدف منها الإساءة للشعب التركي الداعم لغزة ومحاولته الدائمة لرفع الحصار, وكان الهدف منه الإساءة لموقف الشعب التركي الداعم لحكومته في دورها في عملية السلام”, لافتا إلى انه “لابد لإسرائيل أنا تعرف أنه طالما أنها تحتل أراضي فأنها ستبقى عدوة لأصحاب هذه الأراضي وطالما أنها ستبقى ضد السلام فستبقى عدوة لكل مناصري السلام”.
واتخذت الحكومة التركية في السنوات الأخيرة, وخاصة مع وصول حزب العدالة والتنمية إلى الحكم في تشرين الثاني عام 2002, مواقف كبيرة, منها عدم السماح بفتح جبهتها الشمالية في الغزو الأمريكي للعراق عام 2003, وأدنت إسرائيل في حربيها ضد لبنان وغزة, ودعت مرارا لرفع الحصار عن قطاع غزة.
وأوضح الرئيس الأسد “نحن في سورية لسنا من أنصار الكلام نحن في سورية نعمل, وابلغنا الأخ الرئيس أردوغان ورئيس الجمهورية عبد الله غل عن استعدادنا للسير في أي إجراءات تتخذها وتقررها تركيا حكومة وشعبا ردا على هذا الاعتداء ومنعا للعربدة الإسرائيلية, وبالحد الأدنى لجنة التحقيق التي تطالبها تركيا بالإضافة إلى كسر الحصار, فإذا كانت هذه الدماء هدرت منت اجل هدف فليتحقق هذا الهدف ولا بد أن نستمر بالعمل في هذا الاتجاه”.
وطالبت تركيا بتشكيل لجنة تحقيق مستقلة في العدوان الإسرائيلي على أسطول الحرية
.
وكان الرئيس بشار الأسد بدأ زيارة رسمية إلى تركيا وأجرى مباحثات مع الرئيس التركي عبد الله غول ورئيس الوزراء أردوغان.
يشار إلى أن زيارة الرئيس الأسد إلى تركيا هي الثانية له في غضون شهر, حيث بحث في 8 أيار الماضي مع نظيره التركي العلاقات الثنائية والمستجدات على الساحتين الإقليمية والدولية, ثم شارك في لقاء ثلاثي ضم أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني, ورئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان.
نقلاً عن سيريانيوز