رئيس تيار المردة النائب اللبناني سليمان فرنجية أن “الذي ركّب التهمة على سوريا هو ذاته الذي أعاد تركيب هذه التهمة على حزب الله، وغيرهارد ليمان هو الذي يدير اللعبة كلها”. واستطرد في السياق ذاته، “إذا اتهم القرار الظني حزب الله بقتل الحريري فهناك حرب في لبنان، واليوم الجو يتحضر بانتظار الشرارة وعندما تنطلق هذه الشرارة يعني ذلك أن قرار الحرب في لبنان اتخذ دوليا وهذا ما يجب أن نعيه”. واعاد الى الأذهان أن “حرب العام 1975 إندلعت من دون معرفة أحد بكيفية اندلاعها وسيناريو الحرب المقبلة وهو الفتنة السنية- الشيعية، وكل ما نستطيع تداركه هو قبل قرار الفتنة في لبنان، وعندما يؤخذ القرار لا أعرف كيف نستطيع تداركه”.
واعتبر فرنجية في حديث تلفزيوني امس الخميس أن “التسوية ضرورية لأنه بعد الأزمة والصراع ستحصل تسوية ولكن على ظهرنا” متسائلا “إذا كانت المحكمة الدولية قرار فتنة في لبنان فلماذا لا تلغى؟”.
ورفض الكلام المشير الى أن “حزب الله مشترك بقتل رفيق الحريري وعدم قبوله”، معتبرا أن ما قيل عن عناصر غير منضبطة بدعة، “وعندما نقوم بمعركة في الداخل نكون قد فتحنا بابا للخارج للتدخل”.
وأكد فرنجية أنه كان الى جانب رئيس تكتل التغيير والإصلاح النائب العماد ميشال عون في رسالته الموجهة الى السينودس من اجل الشرق الأوسط، لسببين:” أولا، أهمية الكلام والثوابت التي أعلنها، وثانيا، لأن أشخاص كثيرون يتكلمون عن خلاف أو تباين في ما بيننا”.
واشار فرنجية الى ان رئيس الحكومة سعد الحريري اتصل به الليلة، موضحا انه “لشكره على مواقفه في الفترة الآخيرة والتي اعتبرها ايجابية وهي قناعتي”.
ورأى النائب فرنجية أنه “في النتيجة ستحصل تسوية في البلد على كل شيء، وأنا قلتها لأن لدي معلومات وليس من خلال قراءة غير صحيحة”، موضحا الفرق بين “تسوية داخلية وتسوية خارجية، ولكن سنجعلها تسوية لبنانية – لبنانية، وقد تكون بين الحريري وحزب الله والمعارضة، ونستطيع أن تكون بين سوريا وأميركا وايران ومصر، ولكن على أرضنا”.
وأشار فرنجية الى “وجود إنقسام على المحكمة الدولية ولجنة التحقيق الدولية”، لافتا الى أن المعارضة كانت تسير كلها في جرف معيّن، وما حصل أننا بقينا 4 سنوات في محكمة تتهم سوريا وهناك شهود زور اعترف بهم كل العالم، وهناك أيضا اتصالات من المنيه تحدث عنها قاضي التحقيق الدولي ديتليف ميليس، ولكن اليوم هناك انقسام حولها وهناك من يعتبرها قانونية وشرعية وهناك من يعتبرها مسيسة وقد انشئت لغرض سياسي معين. وكما حدث ضغط على سوريا في ما مضى نشهد الضغط ذاته يمارس على حزب الله اليوم”.
ولفت فرنجية الى أن “الحريري ذهب الى أمين عام حزب الله السيد حسن نصر الله كما أحد الضباط وأوضحا له أن التهمة بمقتل رفيق الحريري سوف تلصق بعناصر غير منضبطة في حزب الله”، كاشفا أن “غيرهارد ليمان أتى إليه في العام 2005 وأوضح لي أن المتهم ليس الرئيس بشار الأسد بل جناح في سوريا وهو رستم غزالة وعناصر غير منضبطة بحزب الله”، موضحا ان “هذه المعلومات نضعها بين أيدي الإعلام للمرة الأولى اليوم، وما هو غريب أن السيناريو ذاته الذي رسم لسوريا مرسوم اليوم لحزب الله، والحريري مقتنع بوجهة النظر التي يقدمها اليه فريقه وهي وجهة أن حزب الله قتل رفيق الحريري”.
وأوضح أن “المحكمة الدولية أخذت معلوماتها من الأجهزة اللبنانية ومن فرع المعلومات بالذات”، كاشفا أن العقيد وسام الحسن أتى اليه شخصيا وقال له أنه “منذ العام 2006 عندي اتصالات وكل الجو متوافر. لن نصنع نحن شهود الزور بل لجنة التحقيق الدولية، وأنا لدي المعلومات منذ العام 2006 وقد ذهبت الى السيد نصر الله وأريته المعلومات، وقلت له أنني سأسلم هذه المعلومات للجنة التحقيق الدولية”، موضحا ان “هذه المعلومات نامت منذ العام 2006 حتى العام 2009 لأنه كان المطلوب حينها اتهام سوريا باغتيال الحريري”.
واشار النائب فرنجية الى ان “أحداث العديسة ليست إثبات على أن الجيش اللبناني قادر على المواجهة، هو القوى الشرعية التي تحمي لبنان في النهاية، ولكن إذا أردت أن أنتزع سلاح حزب الله يجب أن أدخل في سلام عادل وشامل”، موضحا أن “كل شخص ليحمي مصالحه يجد أحدا في الخارج لديه المصالح ذاتها فيدعمه، وربح فريق على آخر لن يحصل، وفي لبنان لا تحصل تسويات لمصلحة فريق على حساب الآخر”.
وأوضح أن “حل مشكلة سلاح حزب الله والتوطين والدولة يجب ان ياتي من مكان واحد وهو السلام العادل والشامل. وبعدها لا يعود هناك حاجة لسلاح المقاومة”، معلنا أنه “مع إعطاء حقوق تنفيذية للفلسطينيين ولكن ضد إعطائهم حقوقا قانونية، إذ إن كل حق قانوني يحصلون عليه يريح اسرائيل من مطلب “حق العودة”.
وأبدى النائب فرنجية خوفه على المسيحيين “لأنهم دائما يراهنون”، موضحا انه “عندما زرت البطريرك الماروني نصرالله بطرس صفير، تمحور الكلام في ما بيننا حول لماذا يكون المسيحيون رأس حربة في مشروع ليس مشروعهم. لا أحد في لبنان ليس مشروعه الدولة وأنا لا أخدم مشروع دولة شيعية بل دولة لبنانية، والمسيحيين إذا راهنوا على مشروع سني أو شيعي سيكونون بالنتيجة خاروف العيد وسيهجرون. المسيحيون يستطيعون تحييد أنفسهم، ولدي معلومات بوجود تسلح بين الأحزاب المسسيحية وأقول لهم أن “المسيحيين يحميهم السياسية وليس السلاح”.
ورأى النائب فرنجية أن سياسة سعد الحريري سياسة جبانة، معتبرا أن “الشخص إذا لم يكن مقتنعا بشيء لا يسير به، وإذا كان الحريري مقتنع بأن هؤلاء شهود زور وضللوا التحقيق وأساؤوا للحريري فليذهب للآخر، وإذا كان ليس مقتنعا فليعلن ذلك أيضا”. ولفت في السياق ذاته الى أن “الحريري قال اكثر من مرة للأسد أن شهود الزور ضللونا فقال له سمعتها منك أكثر من مرة فقلها في الإعلام فقالها الحريري ل” الشرق الأوسط”.