... تصريح مصدر مسؤول
حول تخلي الولايات المتحدة المعلن عن سياستها المتعلقة بتجميد الاستيطان
تمهيداً لإخراج عملية العودة إلى المفاوضات المباشرة بين العدو الصهيوني وسلطة رام الله...
صرح مصدر مسؤول باسم اللجنة المركزية لحركة التحرير الوطني الفلسطيني/فتح الانتفاضة بما يلي:
أثار إعلان الولايات المتحدة التخلي عن مساعيها المزعومة لإقناع حليفها الصهيوني بالتجميد المؤقت لعمليات التهويد المستمرة لما تبقى من فلسطين المحتلة، بغية تسهيل عملية إخراج عملية العودة إلى المفاوضات المباشرة بين المحتلين وسلطة رام الله، و"تعديل مقاربتها"، وفق مصطلح الخارجية الأميركية، لهذا الأمر بالدعوة إلى استئناف المفاوضات غير المباشرة قريباً في واشنطن ... أثار هذا الإعلان الحد الأدنى من ردود الأفعال الفلسطينية والعربية الأولية التي تتسم، حتى الآن على الأقل، بعدم ارتقائها إلى أبسط ما يتطلبه منها مستوى خطورة المرحلة التصفوية التي تمر بها القضية الفلسطينية راهنا، وأبعد ما تكون عن الارتقاء إلى الحد الأدنى من تحمّل المسؤولية التاريخية المستوجبة على مختلف هذه الأطراف، حيال هذه القضية.
إن الاكتفاء بانتظار اجتماع لجنة المتابعة العربية التابعة للجامعة العربية، الذي لن يتم إلا بعد وصول ميتشل إلى المنطقة، والتي لجأ إليها أوسلويو رام الله لمنحهم الغطاء المنشود للمرة الثانية لمواصلة المفاوضات غير المباشرة هذه المرة، وتبرير إرسال صائب عريقات قريباً إلى واشنطن لمواصلتها في ظل استمرار عملية التهويد المتسارعة، تعد مؤشراً خطيراً على ما وصلت إليه الحالة الرسمية العربية والفلسطينية الراهنة التي تتسم بهذا القدر المشين من الانحدار والعجز المتواطئ الذي بات يفرط بحقوق الأمة غير القابلة للتصرف في فلسطينها التاريخية، ويعطي العدو كل الأسباب المنطقية والمُسهّلة لمواصلة تهويد ما تبقى منها وارتكاب كل الفظاعات جهاراً نهاراً ضد أهلنا الصامدين على ترابها المقدس.
.. وكان الأولى بالمتباكين على ما دعوه عجز الإدارة الأميركية عن الضغط المزعوم على حليفها الكيان الصهيوني، واعتبار هذه الخطوة الأميركية تراجعاً من قبل الإدارة الأميركية عن مواقف سابقة، الكف عن تضليل أنفسهم وبالتالي تضليل جماهير شعبنا وأمتنا حول طبيعة العلاقة العضوية والإستراتيجية التي تلتقي فيها المصالح الأميركية الصهيونية، والتي لن تجعل من الولايات المتحدة في يوم من الأيام، وعلى اختلاف إداراتها، إلا مع هذا الكيان الغاصب قلباً وقالباً، تتبادل معه الأدوار، وتتوافق معه في نهاية المطاف مهما بدا من اختلافات غير جوهرية، ضد مصالح وحقوق وقضايا شعبنا وأمتنا وفي سائر الأحوال.
إن الأجدى والأصح والأسلم والأقل كلفة، والمنسجم بالضرورة مع ضمير ووجدان ومواقف ومصالح شعبنا وأمتنا، هو المسارعة إلى دفن الأوهام التسووية التصفوية نهائياً، والكف القاطع عن ترويجها واستجدائها، والانحياز الكامل إلى الخيار الوحيد، الذي ثبت أن لا خيار سواه سبيلاً لتحقيق أهداف شعبنا وأمتنا التحريرية المعيدة للحقوق، وهو المقاومة ونهج المواجهة، وبدون هذا فإن هذه الأطراف الفلسطينية والعربية، المنتظرة لوصول ميتشل للمنطقة لاتخاذ مواقفها على ضوء ما قد يحمله إليها معه، لن تبارح موضوعياً دور شاهد الزور على تصفية قضية قضايا الأمة في فلسطين.
دائرة الإعلام والدراسات
9/12/2010