قطر الشيخ حمد: لماذا كل هذا الدور والأداة
والتفاني في خدمة الأعداء؟
رئيس الوزراء القطري الشيخ حمد بن جبر آل ثاني، بات
اليوم حديث الناس في عالمنا العربي وربما في العالم بأسره، هذه الشخصية المثيرة
للجدل لدى البعض والواضحة تماماً لدى بعضهم الآخر، و"الرجل" كما يبدو
ذاع صيته في أرجاء المعمورة، لا لأنه امتلك براءة اختراع جديدة ولا نجح في امتلاك
ناصية المجد لدى أبناء جلدته في أرض "العروبة" لا سمح الله، ولا لأنه
قال كلمة حق عند سلطان جائر"، ولا لأنه تبرع لأهل الصومال المنكوبين بالمجاعة
وفقدان المعيل "العروبي" من آل ثاني، و"الرجل" كما يبدو حقق
أرقاماً قياسية لم يصل إليها أحد من قبله في تفانيه في خدمة المشروع الأميركي
وتنفيذ إملاءاته، وهو أول من فتح أبواب قطر للصهيوني تحت عنوان التطبيع، بدأ في
ظلمة الليل يضع الخطط لتهديم كل ما تمّ إنجازه في دنيا العرب والمسلمين خلال عقود
طويلة من الزمن، وذهب أكثر من ذلك بعد أن جعل من قطر المعروفة بمساحتها قاعدة
أميركية أو قواعد أطلسية متعددة ومستودعات ذخائر متنوعة.
وفي الآونة الأخيرة، اتّضحت معالم "الرجل"
الغيور إلا من حرصه على عروبته ليصبح موفداً من قبل الأميركيين يصول ويجول في طول
الأرض وعرضها، حيث وجدناه يساهم في تدمير ليبيا مسخراً أموال نفطه وطائراته في قتل
الليبيين وتسهيل مهمة حلف "الناتو" الطامع بثروات ليبيا وكل ثورات
"العرب"، وهو الذي ساعد في طلب التدخل الدولي وتأمين التغطية اللازمة من
جامعة "العرب" الأشاوس ومن مكتبها السياسي "مجلس التعاون
الخليجي" الذي يشرعن التلطي بالأجنبي والانصياع الى كل طلباته لدرجة
العبودية.
لقد تحوّلت قطر الى أداة طيعة في تخريب وتدمير العالم
العربي، وهنا أهمية الشهرة التي نالها "الرجل" الشيخ حمد بن جبر آل
ثاني.
وفي 26 تشرين الأول الماضي، خاطب الرئيس بشار الأسد رئيس
وزراء قطر الشيخ حمد بأنه ينفّذ إملاءات أميركية، وقال: "لو أنكم جئتم الى
دمشق كوفد جامعة الدول العربية فأهلاً بكم، أما إذا كنتم موفدين من قبل الأميركيين
فمن الأفضل ألا نناقش شيئاً"، وردّ المسؤول القطري قائلاً: "لو كنت
أميركياً فسوف ألتزم الصمت"، وبالفعل إلتزم الشيخ حمد الصمت ثم راحت الأجواء
تترطب شيئاً فشيئاً وانتهى اللقاء بخطة عربية لإنهاء الأزمة.
كانت دمشق تشعر منذ البداية في التحرك العربي دوراً
مشبوهاً" وسعت للالتفاف عليه من خلال القبول بالمبادرة العربية، ثم عادت دمشق
تفتح أبوابها للجنة، لا بل وتقبل بأن يكون الشيخ حمد هو رئيس الوفد الزائر.
وتقول المصادر السورية: "إنهم شعروا أن فخاً كان
ينصب"، ولكن العلاقة القوية مع موسكو فرضت قبولاً بشروط عربية لم تكن دمشق
لترفضها في ظروف أخرى، وأرادت دمشق بعث رسالة واضحة لموسكو مفادها، أن هذه القيادة
منفتحة على الحوار وعلى كل المبادرات العربية، فهذا وحده كفيل بتقوية دائمة للموقف
الروسي في مجلس الأمن بغية الوقوف في وجه المساعي الأميركية والفرنسية والأوروبية
لإتخاذ مواقف صارمة أو لتشريع التدخل الدولي.
كان بند "سحب المسلحين" هو الأكثر خطورة على
القيادة السورية، فكيف لها أن تسحب الجيش من مناطق (باتت مسرحاً لحرب أهلية).
ومنذ ذاك اللقاء بات واضحاً أن قطر تستكمل هجومها على
سوريا، الذي كانت قد بدأته عبر قناة "الجزيرة" وعبر التحرك حيال
المعارضة والإخوان المسلمين وبالتعاون مع عواصم قرار غربية، وكان ذلك واضحاً في
لقاء اللجنة العربية مع الرئيس الأسد، والضغط القطري على الوزير السوداني دفع
بالأخير الى القول: "إن التفاوض مع الغرب هو الطريق الأسلم للخروج من
أزماتنا"، فقال أحد أعضاء الوفد السوري: "إن التفاوض أدى الى اقتطاع
جنوب السودان ورفع الأعلام الإسرائيلية فيه".
قطر تحولت الى أداة طيعة بيد الأميركي ومخططاته في
المنطقة والشيخ حمد جعل من قطر رأس حربة في تنفيذ تلك الأجندات، وسوريا اليوم
أصبحت في مواجهة الدول الخارجية التي قررت اللعب على المكشوف وهو يحصد الفشل يوماً
بعد يوم، وهذا الفشل يوازي فشل الإمساك الأميركي بالعراق، وأن مهمة إسقاط النظام
باتت توازي إسقاط الاحتلال الأميركي، ويتصرّف الخارج بعربه وغربه على أساس، أن
بقاء الأنظمة الموالية لأميركا في المنطقة صار يحتاج الى التخلص من محور مقابل،
وما صدر عن الجامعة العربية ليس إلا جزء يسير وأولي من حزمة القرارات المفترض
صدورها خلال وقت قريب.
إنه السيناريو الذي يستهدف تغيير النظام في سوريا ويشمل
دور سوريا وموقعها في المنطقة، ويستهدف تغيير سياساتها العامة الداخلية والخارجية.
والمهمة المركزية لدى "عرب" أميركا هي احتلال
سوريا بأي طريقة ممكنة ولو على حساب دماء السوريين، وتحقيق أهداف أميركية
وصهيونية.
أدهم محمود