بسم الله الرحمن الرحيم
سماحة آية الله العظمى الأخ القائد المجاهد السيد علي الخامنئي / حفظه الله
مرشد الثورة الإسلامية الإيرانية
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
يطيب لي أن أغتنم حلول الذكرى الثالثة والثلاثين لانتصار الثورة الإسلامية الإيرانية، والعيد الوطني للجمهورية الإسلامية الإيرانية، لأبعث إليكم بالأصالة عن نفسي، ونيابة عن إخواني في اللجنة المركزية لحركة فتح الانتفاضة، وعموم كوادر الحركة ومناضليها، بأطيب التحيات الأخوية وأصدق مشاعر التهاني والتبريكات بحلول هذه المناسبة العطرة.
ويسرنا أن نشارككم يا سماحة السيد، ونشارك الشعب الإيراني المسلم الصديق أفراحه واعتزازه واحتفاءه بهذه المناسبة الثورية الهامة، التي شكلت معلما بارزا في القرن العشرين، وأسست لتحول استراتيجي هام وجبار قلب موازين القوى السائدة في حينه، والتي حملت في الوقت نفسه الخير والتقدم للشعب الإيراني الصديق، وحررته من قيود الاستبداد والديكتاتورية، وأطلقت طاقاته الكبيرة في بناء إيران الحديثة التي تشهد تطورا وإنجازات علمية واقتصادية وعسكرية هائلة، جعلت من إيران قوة إقليمية مهابة، وقلعة صامدة وراسخة تستعصي على الأعداء وفي مقدمتهم الولايات المتحدة الأمريكية والكيان الصهيوني وبعض الحكام العرب الذين يدورون في فلك القوى الاستعمارية ، والذين ناصبوها العداء منذ اللحظة الأولى لانتصار الثورة.
ونرجو أن نعبر في رسالتنا هذه عن تقديرنا للمواقف المبدئية الراسخة لسماحتكم من قضايا الأمة العربية والإسلامية وعلى الأخص قضية فلسطين التي كانت وما تزال في صلب اهتمام وفكر الثورة الإسلامية التي قادها وفجرها الراحل الكبير الخالد سماحة آية الله العظمى الإمام الخميني رضوان الله عليه, مما جعل القضية الفلسطينية قضية مركزية للثورة الإسلامية وعموم المسلمين.
إن اهتمامكم بقضية فلسطين وكفاح وجهاد الشعب الفلسطيني، والتمسك بالحقوق الوطنية الفلسطينية ورفض اتفاقات الذل والاستسلام، وتأكيدكم الدائم على أن الكيان الصهيوني الغاصب لفلسطين هو غدة سرطانية لا بد من استئصالها، الأمر الذي يجعل من الثورة الإسلامية مشروع تحرير لفلسطين, ومما يؤكد على تمسككم بقيم الحرية والتحرر والعدل، ورفض الاغتصاب والاحتلال، ويؤكد على البعد الإسلامي لقضية فلسطين، ويعزز من معنويات الشعب الفلسطيني المناضل وقواه الحية المقاومة.
إننا ونحن نحييكم على هذه المواقف المبدئية، نشيد بموقفكم وموقف الجمهورية الإسلامية الإيرانية من سورية الشقيقة التي تتعرض اليوم لأشد وأعتى المؤامرات المعادية من جانب معسكر أعداء أمتنا من إمبرياليين وصهاينة ومن يدور في فلكهم، ما يؤكد على متانة العلاقة والروابط التي تجمع بين أطراف معسكر الصمود والمقاومة في أمتنا، ويؤكد على مصداقية الموقف والدور الإيراني.
سماحة السيد
يأتي حلول هذه الذكرى العطرة في أجواء أسبوع الوحدة الإسلامية التي أكدتم عليها، لتمتين أواصر العلاقة بين المسلمين، والتصدي لمؤامرة الفتنة والفرقة بين أبناء الأمة الواحدة، إن تأكيدكم على الوحدة الإسلامية خير رد على كل الأبواق التي تسعى لبعث الفتنة لخدمة مصالح الأعداء.
نبارك يا سماحة السيد جهودكم، ونتمنى لكم دوام الصحة والتوفيق، ونعرب لكم عن بالغ تحياتنا وتقديرنا.
وثورة حتى النصر