ابوعصام عبدالهادي المدير العام
تاريخ التسجيل : 23/11/2008 عدد الرسائل : 2346
بطاقة الشخصية فتح: 50
| موضوع: أربعون يوماً على رحيل الشهيد القائد أبو موسى الإثنين مارس 18, 2013 1:59 am | |
| أربعون يوماً على رحيل الشهيد القائد أبو موسىبقلم أبو إياد: عضواللجنة المركزية لحركة فتح الانتفاضةبسم الله الرحمن الرحيم " من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه، فنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلاُ " "صدق الله العظيم"
في هذه الأيام المصيرية التي تواجهها امتنا العربية وشعبنا الفلسطيني، التي سيترتب عليها مستقبل منطقتنا، يغيب القائد الوطني الكبير الأخ الشهيد أبو موسى أمين سر اللجنة المركزية لحركتنا فتح الانتفاضة، الذي كان عنواناً للقادة الحقيقيين في الثورة الفلسطينية، الذين قدموا كل حياتهم من أجل فلسطين قولاً وعملاً. فكان أبو موسى مقاتلاً في معارك القدس إلى جانب عبد القادر الحسيني وإبراهيم أبو ديه في مواجهة العدو الصهيوني وبعد ذلك يكمُل أبو موسى سيرته النضالية كضابط في الجيش الأردني يسهل مرور الدوريات الفدائية إلى غربي نهر الأردن ويقدم لهم التغطية بنيران المدفعية، لم يتخلى يوماً عن الثورة وعندما دعاه الواجب أن يختار بين الثورة الفلسطينية والجيش الأردني في معارك أيلول عام 1970 ترك الجيش والتحق بحركة فتح وشكل الكتيبة الأولى في قوات اليرموك على أرض سوريا الصمود وشاءت الأقدار أن أكون الى جانبه منذ البداية قائداً لإحدى سرايا الكتيبة الأولى حيث كان لهذه الكتيبة دوراً مشهوداً في الدفاع عن الثورة في الأردن ثم بقتال العدو الصهيوني عندما أخذت الكتيبة مواقعها في منطقة راشيا الوادي ، وكانت رده فعل العدو الصهيوني غارات عنيفة على مواقع الكتيبة حيث جرح الأخ أبو موسى واستشهد أبطال آخرون. كان أبو موسى يمثل القائد الصعب المؤمن بقضيتة الواعي سياسياً والقريب إلى قلوب المقاتلين. وعندما استلم الأخ أبو موسى قوات القسطل أشرف على معارك الثورة في" حرب تشرين 1973" ضد العدو الصهيوني في شمال فلسطين وسفوح جبل الشيخ، وكان الجميع في الحركة الوطنية اللبنانية والثورة الفلسطينية يعرف أبو موسى كقائد مميز في معارك الدفاع عن عروبة لبنان وهو الذي قاد معركة الدامور والسعديات وأرسل برقيته الشهيرة: من أبو موسى إلى جميع:" لقد أصبحت طريق صيدا- بيروت سالكه والى الأبد ندعوكم لزيارتنا في الدامور".وإذا كان أبو موسى قد تعرض لمحاولة اغتيال في مركز قيادته بالتنظيم، فإن ذلك لم يثنه عن مواصلة نضاله ضد العدو الصهيوني، والتواصل على الدوام مع قادة الوحدات في حركة فتح يدعوهم إلى الصمود والثبات، وتجسًد ذلك في اجتياح عام 1982 عندما كان أبو موسى وأبو وليد يديرون معركة الدفاع عن بيروت من مقر العمليات المركزية الذي تعرض للقصف أكثر من مرة، كان أبو موسى مدركاً أن معركة الدفاع عن بيروت هي معركة الدفاع عن فلسطين، فكان أبو موسى يزور المقاتلين في مواقعهم والتقيته مراراً وهو يعطي التعليمات والتوجيهات ويتعرض للمخاطر مراراً ويرفض وقف إطلاق النار على العدو كما كان يرفض الخروج من بيروت. بعد الوصول إلى سوريا التقى أبو موسى المقاتلين وحضهم على العودة الى البقاع لمواجهة العدو من جديد وليس الانسحاب الى "تونس والجزائر والسودان" وأخذ يزور المخيمات داعياً إلى الصمود واستمرار النضال مهيئا بذلك المناخات لإعلان الانتفاضة الذي جاء في التاسع من أيار عام 1983 .كان هذا القرار: قراراً صائباً وشجاعاً من جميع القادة الذين اخذوا على عاتقهم التمسك بمواقعهم في البقاع والحفاظ على سلاحهم في مواجهة العدو والتصدي لنهج التسوية في الساحة الفلسطينية، فقاد أبو موسى الانتفاضة في فتح وانضم إلى جانبه ألاف المقاتلين والكوادر من أبناء الحركة وكذلك بعض التنظيمات الفلسطينية الشريفة وهكذا أعاد أبو موسى ومن معه الصفحة المجيدة لفتح الانطلاقة، فتح الكرامة ثم فتح الانتفاضة، كان أبو موسى مؤمناً بخيار الكفاح المسلح ومقاومة المحتلين وهكذا أعاد الدوريات القتالية ضد العدو الصهيوني على امتداد القطاع الشرقي والجنوب اللبناني.وقف أبو موسى مواقف الرجال الى جانب الحركة الوطنية اللبنانية حيث أسهمت قواتنا في تحرير الجبل وقرى شرقي صيدا والدخول الى مخيمات صيدا.كان أبو موسى حريصاً على أهلنا في المخيمات وخاصة في لبنان، وعندما تعرضت مخيماتهم للاعتداءات أعطى أبو موسى أوامره لحماية أبناء شعبنا والقتال الى جانبهم فكانت برقيته إلينا من أبو موسى الى قائد قوات اليرموك:" لارضوخ إلا لإرادة الشعب، قدموا الدعم للمخيمات حين يطلب منكم ذلك".وهو الذي وقف مرة أخرى مدافعاً عن مواقع فتح الانتفاضة في بيروت قائلاً:أن علينا الحفاظ على شعلة فتح الانتفاضة مضيئة حتى تحرير فلسطين. أمامنا مهام صعبه وعلينا دعم المقاومة الوطنية اللبنانية والإسلامية بكل ما نملك" .لهذا قدمت حركتنا فتح الذخائر والصواريخ والأسلحة للأخوة في حزب الله سواء في معركة عناقيد الغضب او تصيفة الحساب، وعاش أبو موسى أيام الانتصار للأخوة في حزب الله عام 2000م. الأخ الكبير أبو موسى كان صادقاُ في توحيد الساحة الفلسطينية من التحالف الوطني إلى حيثُ جبهة انقاذ الفلسطينية الى تحالف القوى الفلسطينية الى الفصائل العشرة، وكان صادقاً في إقامة التحالفات مع المقاومة اللبنانية وعلى رأسها حزب الله وكان صادقاً في توئيق العلاقة بين الثورة الفلسطينية وسوريا وكذلك الثورة الإسلامية في إيران كان قائداً استراتيجياً مدركاً أن تحرير فلسطين هو واجب وطني وقومي وديني وإنساني في الأيام الأخيرة لأبو موسى، التقيتُ به مع عدد من قادة الحركة وكان يشعر بالأسى لأن الأمور تزداد تعقيداً حول قضية فلسطين ولأن هجمة الأعداء تزداد شراسة فقال لنا: أحفظوا وصايا الشهداء ولا تنسوا أن أمريكا هي العدو وهي سبب البلاء".نعم أيها الأخ الكبير أيها الثائر الصادق الوفي، سنحفظ وصاياك بأن تبقى فلسطين في قلوبنا وسنستمر في النضال لأجل تحريرها من النهر إلى البحر لن نتنازل عنها أونساوم عليها ستبقى حركة فتح طليعة المناضلين وسيبقى إخوانك في الحركة على نهجك الشجاع، ستبقى فينا أخاً وقائداً وملهماً.و ستبقى حياً في قلوب كل الثوار على امتداد أرض الوطن.المجد والخلود للشهداء وثورة حتى النصر | |
|