الصحافة اليوم الخميس 23/5/2013 طرابلس على صفيح ساخن
رصدت الصحف اللبنانية الصادرة اليوم الخميس آخر التطورات الامنية والسياسية على الساحة اللبنانية ولا سيما الوضع في طرابلس والاشتباكات المسلحة ، كما كان هناك متابعة للحراك السياسي على خط الازمة في سوريا.
السفير
قهوجي: الجيش لن يسكت بعد اليوم
طرابلس «رهينة» .. ولا منقذ!
بقيت طرابلس «رهينة» العبث الأمني، مع تواصل الاشتباكات التي عادت الى الاحتدام ليلاً، وارتفاع عدد القتلى الى أكثر من 12 والجرحى الى أكثر من 120، من دون ظهور أي أفق لمعالجة حقيقية، بعدما ثبت عجز او تواطؤ معظم الاطراف السياسية التي يبدو أنها فقدت السيطرة على الارض الفالتة، حيث أصبحت الإمرة تعود حصراً الى من باتوا يُعرفون بـ«قادة المحاور» الذين جعلوا مصير المدينة معلقاً على نتائج اجتماعاتهم.. ومعركة القصير.
لقد أفلتت عاصمة الشمال من «جاذبية» الدولة، وباتت «مخطوفة» من المجموعات المسلحة، المتعددة المشارب، التي وجدت في ضعف الدولة وتراخي رموز المدينة فرصة للتمدد والإمساك بقرار الحرب والسلم.
وبالتزامن، كادت صيدا «الأسيرة» تُستدرج الى فتنة مذهبية، وأوشك الخلاف على جنازة ضحية سقطت في سوريا، أن يجرّ جنازات، لولا مسارعة القوى المعنية الى سحب الذرائع ومحاصرة التوتر، قبل أن يشعل حريقاً كبيراً.
أما سياسياً، فقد استمر «العلك الانتخابي» على وقع التجاذب بين الدعوة الى عقد جلسة نيابية عامة للتصويت على قانون انتخاب، وبين المطالبة بالتمديد للمجلس الحالي الى حين التوافق، فيما يستعد «تيار المستقبل» لتقديم ترشيحاته على اساس قانون الستين يوم غد الجمعة.
طرابلس
وبالعودة الى الوضع الميداني في طرابلس، عنفت عند الحادية عشرة ليلاً حدة الاشتباكات التي انطلقت من محوري البقار والريفا، ثم ما لبثت ان توسعت الى سائر المحاور، واستخدمت فيها الاسلحة الرشاشة والصاروخية، ما أدى الى سقوط قتيل في باب التبانة يدعى خضر قمر الدين وأربعة جرحى في جبل محسن، وسط مخاوف من الأسوأ بعد فشل كل الاجتماعات والاتصالات في التوصل الى تهدئة ثابتة.
وكان قد عُقد بعد صلاة المغرب اجتماع لقادة المحاور استمرّ قرابة ساعتين، لكنه لم يخرج بنتيجة إيجابية ولم يتوصل الى قرار واضح، بسبب كثرة المشاركين فيه، كما قال لـ«السفير» مصدر مطلع.
كما عقد نهاراً في التبانة لقاء ساخن بين النائب محمد كبارة يرافقه العقيد المتقاعد عميد حمود والشيخان بلال بارودي ونبيل رحيم وبين عدد من قادة المحاور الذين شكوا من قيام عدد من عناصر الجيش اللبناني بفتح النار بشكل عشوائي في اتجاه التبانة.
ووفق معلومات «السفير» استدعت قيادة المخابرات عدداً من قادة المحاور في التبانة والقبة والمنكوبين، كما أجرت اتصالات بمسؤول العلاقات السياسية في الحزب العربي الديموقراطي رفعت عيد، وطلبت من الجميع الالتزام بالتهدئة وعدم الدخول في مغامرات لا تحمد عقباها.
وأبلغ الناطق الإعلامي باسم الحزب العربي الديموقراطي عبد اللطيف صالح «السفير» ان قرار الحزب هو ضبط النفس ودعوة مناصريه الى الهدوء، وترك معالجة الأمور الى الجيش اللبناني.
وعبّر المجتمع المدني عن رفضه للاقتتال، ونفذ ثلاثة اعتصامات أمام سرايا طرابلس وعند ساحة عبد الحميد كرامي وفي طريق الميناء، وأصدرت هيئات المجتمع المدني بياناً استهجنت فيه الغياب غير المقبول للدولة عن المدينة أمنياً وإنمائياً، داعية رئيس الجمهورية الى ترؤس مجلس الدفاع الأعلى في طرابلس وإعلان حالة الطوارئ.
وليلاً، عنفت المعارك بشكل غير مسبوق، حيث طالت القذائف مختلف المحاور وصولاً إلى الزاهرية وعمق طرابلس. كما أطلقت القنابل المضيئة وأفيد عن عمليات اقتحام في محاور الأميركان والبقار وبعل الدراويش، واستخدمت مختلف أنواع الأسلحة.
ودعا أئمة المساجد في الزاهرية عبر مكبرات الصوت المواطنين للنزول إلى الطبقات السفلية بسبب اشتداد المعارك وإطلاق القذائف بشكل عشوائي. كما أفيد عن سقوط عشرات الجرحى واحتراق العديد من الممتلكات.
جنوباً، تجاوزت صيدا قطوعاً أمنياً خطيراً، على خلفية الرغبة في دفن مقاتل صيداوي من «حزب الله» - تردّد أنه قضى في القصير ويدعى صالح الصباغ - في مقبرة صيدا السنية في محلة السيروبية لكونه من ابناء الطائفة السنية. إلا أن امام مسجد بلال بن رباح الشيخ احمد الاسير ومعه عناصر من «الجماعة الاسلامية» ومجموعات سلفية ومن «المستقبل» اعترضوا على الدفن قي مقبرة المدينة مزوّدين بالعصي وغيرها، وقاموا بقطع الطريق المؤدية الى المقبرة وعمدوا الى اقفال بابها الرئيسي.
وعلى الإثر توتر الوضع في كل صيدا وساد القلق المدينة وسط انتشار لمناصري الأسير في عبرا، بينما تجمّع عشرات الشبان الغاضبين من أنصار «حزب الله» والمقاومة امام «مجمع السيدة الزهراء»، ما استدعى تنفيذ انتشار كثيف للجيش اللبناني على الارض.
ولاحقاً تجاوب «حزب الله» مع المساعي التي قادها مسؤول مخابرات الجيش اللبناني في الجنوب العميد علي شحرور من أجل وأد الفتنة وإخمادها، وتقرر دفن الصباغ في المقبرة الكائنة في البوابة الفوقا في المدينة.
وبعد انتهاء التشييع في المقبرة الجعفرية توتر الوضع الأمني في منطقة الفيلات، حيث حصل استنفار متبادل، وإطلاق نار، فتدخل الجيش مجدداً وعمل على ضبط الوضع.
في هذه الأثناء، اعتبر قائد الجيش العماد جان قهوجي، في «أمر اليوم» الذي وجّهه إلى العسكريين لمناسبة عيد المقاومة والتحرير، أنه «يبدو أن البعض فهم صمتنا وتغليبنا لغة الحوار ضعفاً، فحاول المسّ بوحدتنا والعزف على الوتر الطائفي». وأضاف: نرفض تحويل الجيش مطية لأهواء أطراف لبنانيين وإقليميين، مؤكداً ان «الجيش لن يسكت بعد اليوم عن استهدافه واستهداف لبنان، وستكون خطواته من الآن وصاعداً على قدر خطورة الوضع الداخلي».
وقال النائب وليد جنبلاط إنه بات مطلوباً من جميع القوى السياسيّة قاطبةً دعم الجيش اللبناني ودوره الوطني في الحفاظ على الاستقرار والسلم الأهلي. وشدد على «أن الاستهداف المباشر للجيش اللبناني يتطلبُ موقفاً حازماً لا لبس فيه بضرورة دعم المؤسسة العسكرية بكل الوسائل الممكنة ومنحها الغطاء السياسي الكامل للقيام بالمهام الموكلة إليها، لأن أي خطوة أقل من ذلك ستكون بمثابة تواطؤ على الجيش أو مؤامرة ضده».
وبينما تساءل جنبلاط: كيف تتوقع بعض القوى إجراء الانتخابات النيابيّة في هذه الأجواء المتوترة؟ أكد رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع في مقابلة مع قناة «أم تي في» ليل أمس ان الحل الطبيعي هو في ان تُعقد الهيئة العامة لمجلس النواب لإقرار القانون الانتخابي، بعد طرح «المختلط» و«الارثوذكسي» على التصويت، مشيراً الى ان «القوات» ستصوّت لـ«المختلط».
وشدّد على ان الانتخابات يجب ان تحصل في موعدها، «ونحن كلياً ضد التمديد لسنتين، واذا لم تُعقد هيئة عامة، فنحن مع تمديد تقني»، معتبراً ان «العماد ميشال عون يرتكب جريمة كبيرة بمطالبته بالعودة الى قانون الستين». وأشار الى ان «الارثوذكسي» يؤمن 64 نائباً مسيحياً «ولكن تبين لنا انه يشكل قفزاً في المجهول وخطراً على الصيغة اللبنانية»، لافتاً الانتباه الى ان «المختلط» يأتي بـ54 نائباً بأصوات المسيحيين.
في المقابل، أكد النائب آلان عون لـ«السفير» أن المراوحة لا تزال سيدة الموقف، محذراً من أن الجميع يلعب بالنار، خصوصاً أنه لم يتبق أكثر من 25 يوماً حتى موعد الانتخابات. ونبه الى «أنهم إذا بقوا على هذا المنوال غير متفقين لا على مدة التمديد ولا على الانتخابات، فنحن مقبلون على الفراغ»، لافتاً الانتباه الى أن «16 حزيران هو الموعد الوحيد المفروض على الكل ولا يحتاج إلى اتفاق». وكرر عون موقف «التيار الوطني الحر» الداعي إلى عقد جلسة للتصويت على «الأرثوذكسي» و«المختلط»، مؤكداً أنه «إذا فاز قانونهم فنسير به».
وأبدى النائب أحمد فتفت لـ«السفير» ثقته في أن موقف «الاشتراكي» المعترض على عقد جلسة عامة لا يعني أنه لن يصوّت مع «المختلط» إذا طرح. أما في شأن الخشية من إقرار «الأرثوذكسي» في إطار المزايدات التي تجري بين «القوات» و«التيار الوطني الحر»، فأكد فتفت أن ذلك «غير وارد، ولدينا ضمانات».
وأكد فتفت أن المشاورات لا تزال مستمرة في شأن شكل التمديد وأسسه الدستورية والسياسية، مشيراً إلى أن التمديد لسنتين مهدد بالطعن الدستوري من قبل رئيس الجمهورية وعدد من النواب، لذلك فالمطلوب الاتفاق على نص محصّن دستورياً يقي التمديد من أي طعن، ستكون نتيجته الفراغ حكماً.
«أصدقاء سوريا» يفخخ «جنيف ـ 2»
استبقت مجموعة «أصدقاء سوريا»، التي تضم 11 دولة بينها الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وقطر والسعودية، عقد مؤتمر «جنيف 2» برفع سقف المطالب، مستبعدة أي دور للرئيس السوري بشار الأسد، مطالبة بان تتمتع الحكومة الانتقالية بكامل الصلاحيات التي بيده حاليا، بالإضافة إلى السيطرة على الجيش وكل الاجهزة الامنية.
ومن المرجح أن تفجر سلسلة شروط «أصدقاء سوريا»، المؤتمر الدولي الذي كانت اتفقت روسيا والولايات المتحدة على الدعوة إليه، حيث إن موسكو تتمسك برفض وضع أي شروط مسبقة على «جنيف 2» وترك الأمر إلى السوريين ليقرروا مصيرهم، وهو ما كرره وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف خلال لقائه نائب وزير الخارجية السوري فيصل المقداد في موسكو أمس.
وقالت مصادر عسكرية سورية إن المرحلة الأولى من العملية العسكرية في القصير في ريف حمص قد نجحت، وبدأت المرحلة الثانية. وتوقع رئيس الاستخبارات الألمانية غيرهارد شيندلر أن القوات السورية ستزيد مكاسبها على الأرض، وقد تستعيد المناطق في جنوب سوريا قبل نهاية العام الحالي، وذلك قبل ساعات من اجتماع وزراء خارجية الدول العربية المشاركة في اللجنة الخاصة بسوريا في القاهرة و«الائتلاف الوطني السوري» المعارض في اسطنبول لبحث مشاركتهم في «جنيف 2».
وأعلن وزراء خارجية دول الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وألمانيا وايطاليا وتركيا ومصر وقطر والسعودية والإمارات والأردن، في بيان بعد اجتماع في عمان حضره رئيس «الائتلاف الوطني السوري» بالإنابة جورج صبرا ورئيس «أركان الجيش السوري الحر» سليم إدريس، «حدد المجتمعون الأساس في الحل السياسي ليقوم على تشكيل حكومة انتقالية خلال إطار زمني يتم الاتفاق عليه لتستلم مهامها وسلطاتها الكاملة، بما في ذلك السلطات الرئاسية، بالإضافة إلى السيطرة على جميع القوات المسلحة والأجهزة الأمنية والاستخبارات وذلك من خلال اتفاق وإطار زمني لمرحلة انتقالية محددة». وأكدوا أن «الهدف النهائي للعملية الانتقالية يجب أن يضمن تبني دستور سوري جديد يضمن حقوقا متساوية لجميع المواطنين».
وأضاف البيان «شدد الوزراء على أهمية الوصول إلى حل سياسي يلبي طموحات الشعب السوري، وكما نص عليه الاتفاق المشترك الصادر عن اجتماع أبو ظبي في 13 أيار الحالي والذي يشير إلى أن الرئيس الأسد ونظامه ومساعديه المقربين والذين تلطخت أياديهم بدماء السوريين يجب ألا يكون لهم أي دور في مستقبل سوريا».
وأبدى الوزراء «دعمهم للمشاركة في «اجتماع جنيف 2» من اجل التطبيق الكامل لمخرجات «جنيف 1» لوضع حد لنزيف الدم والاستجابة للمطالب الشرعية للشعب
السوري وحفظ وحدة الأراضي السورية ودعم الوحدة الوطنية بين جميع مكونات الشعب السوري».
وأكدوا «دعمهم لجهود الولايات المتحدة وروسيا بعقد مؤتمر دولي حول سوريا لمتابعة التطبيق الكامل لإعلان جنيف من اجل وضع حد لنزيف الدماء، واستجابة للمطالب الشرعية للشعب السوري والذي يدعو إلى المحافظة على وحدة الأراضي السورية ودعم الوحدة الوطنية بين جميع مكونات الشعب السوري».
وذكر البيان «أكد الوزراء دعمهم للائتلاف الوطني السوري، مرحبين بجهود الائتلاف لتوسيع قاعدة التمثيل لتشمل جميع مكونات المجتمع السوري، وشددوا على الدور المركزي والقيادي للائتلاف في وفد المعارضة المرشح للمشاركة في المؤتمر الدولي حول سوريا».
وأضاف البيان «كما أكد الوزراء حق الشعب السوري في الدفاع عن نفسه، مبدين التزامهم بتقديم مساعدات إضافية لتعزيز دور المجلس العسكري الأعلى».
وعبر الوزراء «عن قلقهم الشديد حول التزايد الملحوظ والمتنامي للتطرف بين طرفي الصراع والعناصر الإرهابية في سوريا، إذ إن ذلك يعمق القلق بشأن مستقبل سوريا ويهدد الأمن لدول الجوار ومخاطر عدم الاستقرار في الإقليم والعالم بشكل عام. ودانوا تدخل مجموعات أجنبية في القتال الدائر في سوريا نيابة عن النظام السوري، مشيرين في هذا الإطار إلى العمليات التي يقوم بها حزب الله في القصير ومناطق أخرى».
وأكد الوزراء، في البيان، انه «في حال فشل مبادرة جنيف فان ذلك سيؤدي حتما إلى زيادة الدعم المقدم إلى المعارضة واتخاذ جميع الإجراءات الضرورية. واتفقوا على تعزيز التعاون والتنسيق في ما بينهم والشركاء الدوليين لضمان نجاح عقد المؤتمر الدولي «جنيف 2» وصولا إلى حل سياسي للازمة السورية».
وكان وزير الخارجية الأميركي جون كيري اعتبر، في مؤتمر صحافي مع نظيره الأردني ناصر جودة قبيل انطلاق اجتماع المجموعة، أن «الحرب في سوريا «في الحقيقة طعنة في ضمير العالم، لذلك نحن ملتزمون بمحاولة العمل من اجل إيجاد نهج محدد لتنفيذ جنيف 1»، مشيرا إلى أن ذلك «من شأنه أن يسمح للشعب السوري باختيار مستقبل سوريا».
واعتبر كيري انه إذا لم يكن الأسد «مستعدا للتفاوض على حل سياسي سلمي لإنهاء الحرب الأهلية فستبحث الولايات المتحدة ودول أخرى زيادة الدعم لمقاتلي المعارضة، من اجل مساعدتهم في القتال من اجل حرية بلدهم»، لكنه أكد انه لن يتم إرسال جنود أميركيين إلى سوريا.
واعتبر كيري أن المكاسب العسكرية الأخيرة التي حققتها القوات السورية «مؤقتة» وانه إذا كان الأسد يعتقد أن الهجمات المضادة ضد المسلحين ستكون حاسمة فانه بذلك «يخطئ في التقدير». ودان مشاركة «آلاف العناصر من حزب الله في المعارك في سوريا».
وقال لافروف، خلال لقائه نائب وزير الخارجية السوري فيصل المقداد في موسكو، «نثمن رد الفعل البناء من جانب القيادة السورية على هذا المقترح» في إشارة إلى مؤتمر «جنيف 2». وأضاف «نأمل أيضا أن يتبعه رد فعل بناء من جماعات المعارضة المختلفة، لكن حتى الآن الأنباء ليست مشجعة. وعلى وجه التحديد، وحسب التقديرات الأولية، لم يتخذ خلال اجتماعات جزء من المعارضة في مدريد أي قرار بشأن المشاركة من دون شروط مسبقة».
وتابع لافروف إن «الوضع في سوريا يتطلب وقفا فوريا للعمليات القتالية والبدء بحوار سياسي، وهو ما هدف إليه اقتراح روسيا والولايات المتحدة لعقد مؤتمر دولي حول سوريا تكون غايته منح السوريين، من دون تدخل خارجي، فرصة للاتفاق على الصورة التي يحبون أن يروا فيها بلادهم مستقبلا».
بدوره، أعلن المقداد أن «سوريا تسعى إلى وقف فوري للعنف والنار». وثمن «النتائج التي تم التوصل اليها خلال الاتصالات الأخيرة لروسيا بالجانب الأميركي»، مشيرا إلى «أنها تعتبر حدا حاسما للتغلب على الصعاب التي تواجهها سوريا».
لكنه أشار إلى أن السلطات السورية تدرس حاليا موضوع المشاركة في المؤتمر الدولي، موضحا أن «القرار النهائي سيتخذ بعد عودة الوفد السوري برئاسته من موسكو إلى دمشق».
الاخبار
الجيش ينسحب من شوارع طرابلس!
لم يسبق أن شعر الجيش اللبناني بأنه يقيم فوق أرض «غير صديقة» مثلما هو هذه الأيّام في طرابلس. فالتحريض عليه تجاوز الخطوط الحمراء، ما أدى إلى انسحابه من الشوارع والكفّ عن القيام بدوريات أو الرد على مصادر النيران، مكتفياً بالبقاء في النقط الثابتة والثُّكَن العسكرية
كشف اليوم الرابع من الاشتباكات التي تشهدها طرابلس عن مخاطر جدّية تهدد المدينة، من شأنها أن تدخل عاصمة الشمال في نفق طويل ومظلم إذا لم تُتَدارك الأمور سريعاً. والأخطر أن الأوضاع كانت ليل أمس تُنذِر بالأسوأ، مع اشتداد وتيرة الاشتباكات، والتراشق بقذائف من أعيرة ثقيلة بين التبانة وجبل محسن بعد منتصف الليل، ما ادى إلى وقوع عدد كبير من الجرحى. هذه التطورات أتت بعد خطوة بالغة الخطورة، تمثلت بانسحاب الجيش اللبناني من شوارع طرابلس، من خلال توقفه عن تسيير دوريات في المدينة، مع بقائه في نقاطه الثابتة وفي ثُكَنه. وقال مصدر أمني لـ«الأخبار» إن الجيش اتخذ هذه الخطوة بعد استهداف دورياته واستشهاد وجرح عدد من أفراده في المدينة، وبعدما لم يحصل على الغطاء السياسي اللازم للرد على مصادر النيران، حتى تلك التي تستهدفه. وأضاف المصدر أن «الجيش يتعرّض لحملة تخوين من البعض في طرابلس والشمال، من دون ان يجد من يدافع عنه بجِدّ ويضع حداً لحملات التحريض التي تُنذِر بما هو أسوأ». وليل أمس، توقف الجيش عملياً عن الرد على مصادر النيران، لا في التبانة، ولا في جبل محسن، رغم وجود معلومات كانت تتحدّث عن نية الطرفين استخدام قذائف من أعيرة مرتفعة للقصف. لكن قيادة الجيش بقيت تتابع ما يجري في المدينة. وبحسب مصادر الحزب العربي الديموقراطي، تلقى رئيس الحزب رفعت عيد ليلاً اتصالاً من قائد الجيش العماد جان قهوجي، طالبه فيه بضبط النفس، وعدم الانجرار نحو معركة مفتوحة سيدفع الجميع في طرابلس ثمنها. كذلك تلقى عيد اتصالاً من مسؤول في حزب الله ينقل إليه رسالة من الأمين العام للحزب السيد حسن نصر الله، يطالبه فيها بضبط النفس، متمنياً عليه الصبر وعدم الرد على النيران التي تُطلَق باتجاه جبل محسن.
وعُقِد أمس أكثر من اجتماع لقادة المجموعات المسلحة في التبانة، حضرها عدد من رجال الدين والسياسيين، أبرزهم النائب محمد كبارة. وبحسب مصادر امنية، كان هناك أكثر من رأي بين المجتمعين. فبعضهم طالب بتوفير الغطاء اللازم لشنّ هجوم واسع وشامل على جبل محسن، بقصد دخوله بالقوة. لكن معظم الحاضرين، وخاصة كبارة وبعض رجال الدين، رفضوا هذا التوجه. وبدا من مضمون ما تسرّب من النقاشات أن عدداً لا بأس به من قادة المجموعات يربطون بين المعركة ضد جبل محسن بما يجري في القصير، ويؤكدون أن المعركة لن تتوقف في طرابلس قبل توقف القتال في القصير وانسحاب حزب الله.
هذه الجولة من الاشتباكات بدت مختلفة شكلاً ومضموناً عن جولات الاشتباكات الـ15 التي اندلعت في طرابلس منذ أحداث 7 أيار 2008. فالخسائر البشرية اقتربت من الأرقام القصوى لخسائر الجولات الماضية؛ إذ سقط حتى بعد عصر أمس 12 قتيلاً ونحو 130 جريحاً (عدد الجرحى هو الأعلى بين كلّ الجولات السابقة)، من بينهم شهيدان للجيش اللبناني و37 جريحاً، وهي خسارة لم يمنَ بها الجيش في أي جولة سابقة، وجاءت نتيجة استهدافه مباشرة بعد حملات التحريض عليه.
أبرز هذه المخاطر تمثل في تطوّرين بارزين، سيتركان بلا شك تداعيات كبيرة على الأوضاع في طرابلس في المرحلة المقبلة، هما: أولاً استهداف الجيش والتعامل معه من قبل المسلحين على أنه طرف في الاشتباكات الدائرة، ما سيفرض معادلة وأجواءً جديدة في المرحلة المقبلة حول كيفية تعاطي الجيش مع المسلحين وإعادته الاستقرار إلى المدينة.
أما التطوّر الثاني البارز، فتمثل في الاجتماع الذي عقده قادة المحاور في باب التبانة مع النائب محمد كبارة والعميد المتقاعد عميد حمود والشيخين نبيل رحيم وبلال بارودي، وهو أول اجتماع من نوعه يُعقد في باب التبانة، جاء بعدما فرض قادة المحاور على كبارة، ومن خلفه نواب المدينة، المجيء إليهم في باب التبانة بدل ذهابهم إلى بيوتهم، في إشارة حملت أكثر من مغزى، هي أن هؤلاء القادة تمرّدوا على سياسيي المدينة ونوابها، ما جعل بعض المراقبين يردّدون أن «الغول الذي ربّاه السياسيون، وحذرناهم من تربيته، سيأكلهم قبل الآخرين».
واللافت أن بعض قادة المحاور الذين حضروا استمهلوا كبارة ساعتين (حتى السادسة مساء أمس) قبل الردّ على اقتراحه لوقف إطلاق النار، لكن الساعتين مرتا بلا صدور ردّ عن المسلحين، بالتزامن مع ارتفاع حدّة الاشتباكات ورصاص القنص بعد تراجعه نسبياً، ما أوحى أن جهود كبارة والوفد المرافق له قد باءت بالفشل.
واستمرت أمس حملة التحريض غير المسبوقة ضد الجيش، في ظل صمت نواب طرابلس وسياسييها الذين لم يكلف أحدهم نفسه عناء إصدار بيان يستنكر سقوط شهداء وجرحى للجيش خلال الاشتباكات، كما لم يقدّموا واجب العزاء لقيادته. واللافت أن أي ضابط يأتي الى المنطقة يحاول البعض معرفة اسمه وطائفته ومذهبه وميوله السياسية، بينما عندما يحاول الجيش التحري عن بعض المتهمين او المشتبه بهم، تُرسَم له الخطوط الحمر السياسية والمذهبية. حملة التحريض هذه لم تخفت، وخاصة بين مسلحي التبانة وداعميهم، رغم أن الجيش قام خلال جولة الاشتباكات الأخيرة بمصادرة أسلحة من جبل محسن وتدمير مواقع للمسلحين فيه، وإيقاف مشتبه بهم وإطلاق النار على بعضهم، ما دفع مصدراً عسكرياً للتساؤل: «هل يجب أن يقدّم الجيش جردة حساب لبعض سياسيي طرابلس بما يقوم به حتى يرضوا عنه ويسمحوا له بالقيام بواجبه؟».
في غضون ذلك، وبينما كانت البيانات والرسائل النصّية توزّع في كل اتجاه، حاملة معها كل عبارات التحريض السّياسي والمذهبي، اعتصم نشطاء مدنيون مساء أمس في ساحة عبد الحميد كرامي، معلنين رفضهم لما تشهده مدينتهم من مظاهر مسلحة غير مقبولة، واشتباكات تدمّر مقوّمات طرابلس تدريجاً، ومعلنين دعمهم للجيش.
ويبدو أن هذه التحرّكات وما تضمنته من مواقف أثارت حفيظة بعض من قادة المجموعات المسلحة في طرابلس، الذين رد عدد منهم على هيئات المجتمع المدني عبر بعض محطات التلفزيون بالقول: «نحن لسنا زعراناً، بل نقوم بالدفاع عنهم وحمايتهم!».
اللعب بالنار
هاجس الجولان يؤرق قادة الجيش الإسرائيلي. مخاوف من حرب استنزاف وشيكة. تحذيرات من اللعب بالنار. قلق من اشتعال الجبهة الشمالية. مراجعة لجدوى العدوان الأخير على دمشق، وتساؤلات عمّا حقق من مكاسب في مقابل الخسائر الاستراتيجية التي سببها. كلها قضايا تشغل بال المعنيين في تل أبيب وتملأ صفحات جرائدهم.
وكأنه مارد على وشك الخروج من قمقمه. مؤشرات ظهوره كثيرة، تبدأ بقرارات ما بعد الغارة المشؤومة ولا تنتهي بالاشتباك المحدود أول من أمس. استهداف الآلية الإسرائيلية لا شك في أنه سابقة. لكن الأبلغ منه بيان الجيش السوري حول تلك الحادثة: دمرت قواتنا المسلحة الباسلة عربة اسرائيلية بمن فيها بعد أن دخلت من الاراضي المحتلة وتجاوزت خط وقف اطلاق النار. وكأنه «البيان رقم واحد» الذي يتوقع أن تتبعه بيانات من الطراز نفسه. على الأقل هذا ما قرأته إسرائيل التي يبدو واضحاً أنها استفاقت على «همّ» جديد اسمه الجولان. بدأت تعي أن السحر انقلب على الساحر. اطمئنانها، لحظة توجيه الأوامر بقصف دمشق، من أن هذه الأخيرة مشغولة في معركتها الداخلية، بما يمنعها من التفكير بالرد على العدوان، انقلب إلى قلق مصحوب بتساؤلات عمّا جنته يداها. التقطت إشارات متعددة المصادر. التسريبات المنقولة عن الرئيس بشار الأسد. كلام الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله. وتصريحات القيادات العسكرية الإيرانية. استعادت المشهد الدمشقي الشهير، بزي عسكري هذه المرة. أدركت أن اللعب بالنار يمكن أن يحرق الأصابع. نيران بدأت شراراتها تقدح في الجولان... بانتظار الحريق الكبير.
المستقبل
14 آذار: تفجير طرابلس مرتبط بمعركة القصير
رأت الامانة العامة لـ"14 آذار"، أن "هناك رابطاً سببياً بين تجديد الانفجار الأمني في طرابلس والأحداث السورية، لا سيما تورّط "حزب الله" في القصير". ونبّهت اهل طرابلس الى أن "كابوس الاقتتال بين الجماعات الأهلية هو حلم النظام الأسدي، وفرصته لتبرير التطهير العرقي الذي بدأه في بانياس ومستمر به بتؤدة ضد الشعب السوري".
وقالت الأمانة العامة في بيان أصدرته بعد إجتماعها الدوري في مقرها في الأشرفية أمس: "إن الحرب غير المبررة التي يخوضها "حزب الله" هي ضد سيادة الدولة اللبنانية وإرادة الشعب اللبناني، ليست إلا بنداً في مشروعه لإفراغ الدولة ومؤسساتها من قدراتها. وليس أدلّ على ذلك من تعليمات وزير الخارجية في حكومة تصريف الاعمال عدنان منصور إلى سفير لبنان لدى جامعة الدول العربية بتبنّي موقف "حزب الله" من القتال في سوريا".
وفي ملف الانتخابات النيابية، طالبت الأمانة العامة "نواب الأمة، وخاصة نواب "14" آذار، بـ"الضغط في اتجاه عقد جلسة عامة للمجلس النيابي والتصويت على قانون انتخابي جديد يؤمّن مصالح اللباننيين"، مشيرة الى ان "الالتزام بالمهل الدستورية والاستحقاقات الانتخابية كان ولا يزال في صلب الحياة السياسية ومن غير المقبول التخلّي عنه في لحظة تمسُّكِ المنطقة به". وفي الموضوع الحكومي، كرّرت الأمانة العامة "دعوة الرئيس المكلف تمام سلام للسير قدماً في تشكيل حكومة قادرة على الفصل الواضح بين أحداث سوريا والوضع الداخلي اللبناني"، مشددة على ان "المطلوب اليوم حكومة من طبيعة "وطنية" تضع حدّاً لاستخدام لبنان أرض انطلاق لدعم النظام السوري". وسألت عن "مصلحة لبنان في الاعتداء على المصالح التركية من قبل بعض اللبنانيين حتى لو كانوا يحملون قضية حق، وهي المطالبة بالافراج عن ما سمّي بقضية "مخطوفي أعزاز"، لافتة الى ان "العلاقات التي تربط البلدين يجب ان تشكّل حاجزاً امام الاصطياد بالماء العكر من قبل أيٍ كان"، مستغربة "اعتداء وزير الثقافة في الحكومة المستقيلة غابي ليون على لوحة تخليد ذكرى جلاء الجيش السوري عن لبنان بحجة وجود شعار حزبي عليها"، متمنية على "الوزير الحريص أن يبادر الى وضع لوحة بديلة وفق الصيغة الوطنية التي يراها مناسبة لتخليد هذه الذكرى".
وفي سياق ما سبق جددت الأمانة العامة مطالبتها رئيس الجمهورية ميشال سليمان، بـ"التوجّه برسالة واضحة إلى مجلس النواب، يضع فيها نواب الأمة أمام مسؤولياتهم ويطلب من الجميع من دون اي استثناء الابتعاد عن نار الحرب في الداخل السوري فوراً". ودعت حكومة تصريف الأعمال، الى "أخذ التدابير التي تهدف إلى نشر الجيش اللبناني على طول الحدود اللبنانية السورية بمؤازرة القوات الدولية وفقاً للقرار 1701". وحضت "القوى الاستقلالية والحريصة على استقرار لبنان التوجّه إلى جامعة الدول العربية والأمم المتحدة برسالة واضحة تكشف أن لبنان وطنٌ أسيرٌ للسياسات الإقليمية الايرانية، وتضع المجتمعين العربي والدولي أمام مسؤولياتهما في الحفاظ على لبنان". وختمت الأمانة العامة لـ"14 آذار" بيانها بالقول: "إن تجاهل دوائر القرار العربية والدولية للشأن اللبناني، هو بمثابة التخلّي عن وطن أعطى العالم تجارب غنيّة بالعيش المشترك والتلاقي الانساني".
اللواء
مؤتمر أصدقاء سوريا: دعوة إيران وحزب الله للإنسحاب فوراً
المعارضة تحشد في القصير.. وتوافُق أميركي - أوروبي - عربي على حكومة بلا الأسد
فيما بقي السباق على أشده، بين الحملة العسكرية الواسعة لقوات النظامية السورية، المدعومة بمقاتلي حزب الله لتحقيق انجاز ميداني وخاصة في مدينة القصير التي بقيت صامدة لليوم الخامس على التوالي والتحركات السياسية الهادفة الى وضع اسس حل سياسي للازمة السورية طالبت مجموعة «أصدقاء سوريا» التي عقدت مؤتمرا لها في الأردن أمس في البيان الختامي «حزب الله وإيران بسحب مقاتليهما فوراً من سوريا»، مشيرةً الى أن «أي حكومة إنتقالية في سوريا يجب ان تمتلك سلطات الرئيس السوري بشار الأسد».
وقبيل إنطلاق المؤتمر دعت بلدان عدة بينها الولايات المتحدة الرئيس السوري بشار الاسد الى الالتزام باحلال السلام في بلاده وترك السلطة.
وقبل بدء الاجتماع الذي شارك فيه ممثلون للمعارضة السورية، دعا وزير الخارجية الاميركي جون كيري الاسد الى «إظهار الالتزام من اجل احلال السلام في بلاده».
واضاف «هناك حاجة ملحة لوقف سفك الدماء الذي اودى بحياة عشرات الالاف، وهذا سبب اجتماعنا اليوم».
واوضح كيري انه في حال لم يوافق الاسد على التفاوض «فإننا سوف نتحدث أيضا عن استمرار دعمنا للمعارضة لتمكينها من مواصلة الكفاح من أجل بلدها».
وأوضح أنه «علينا مساعدة المعارضة السورية للوصول الى طاولة المفاوضات بوضع قوي».
ولفت الى أنه «في الآونة الأخيرة شعرنا بإتجاه العنف من جهة النظام السوري»، موضحا أن «المذابح التي ارتكبت في البيضا وبانياس يجب ان تتوقف. وبات لزاما علينا ان نتصرف ونتوجه الى الحكومة الإنتقالية، ونريد ان تكون هذه الحكومة الإنتقالية من دون بشار الأسد».
وكان كيري دعا الرئيس السوري الى الالتزام بالسلام في بلاده.
وقال في مؤتمر صحافي مشترك مع جودة «ندعو الرئيس الأسد إلى إظهار نفس الالتزام من اجل احلال السلام في بلاده».
وقال الوزير الأميركي إن حزب الله لديه آلاف المقاتلين في سوريا، وإنه مدان في الجرائم التي ترتكب هناك.
من جانبها، دعت قطر وبريطانيا الى رحيل الاسد. وربط وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ أي حل للنزاع الدامي في سوريا برحيل الاسد عن السلطة.
وقال في مؤتمر صحافي ان «موقف المملكة المتحدة منذ امد بعيد ان الاسد يجب ان يرحل وانه ليس بإمكاننا رؤية اي حل ينطوي على بقائه».
واضاف «إذا كان النظام (السوري) يعتقد ان بامكانه تحقيق انتصار عسكري والعودة إلى الوضع السابق، فانا أعتقد أنه يرتكب خطأ فادحا، خطأ كارثيا»، مشيرا الى انه «ينبغي أن يكون هناك حل سياسي، بغض النظر عن الوضع على الارض».
من جانبه، قال رئيس الوزراء القطري الشيخ حمد بن جاسم ال ثاني «نحن امام مسؤولية تاريخية وامام شعب عريق يستحق ان يكون هناك وقفة واضحة لتحريره من القتل».
واضاف «نأمل ان يكون مؤتمر جنيف فاتحة خير وان يكون هناك حل سياسي يحرر الشعب السوري من هذا الوضع الذي يقاسي منه».
من جانبه، اكد وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس ان على الاسد ان يتخلى عن صلاحياته في حال التوصل الى اتفاق بشأن تشكيل حكومة انتقالية في سوريا اثناء «مؤتمر جنيف 2».
وشارك في الاجتماع وزراء خارجية 11 دولة، تمثل المجموعة الاساسية لـ «اصدقاء سوريا» وهي الاردن والسعودية والامارات وقطر ومصر والولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وتركيا والمانيا وايطاليا الى جانب الائتلاف السوري لقوى المعارضة الذي تمثل برئيسه بالانابة جورج صبرة .
من جهة ثانية أفادت قناة «العربية» أن «دبلوماسيين رجحوا رفع حظر الأسلحة عن المعارضة السورية الاثنين المقبل». كما أفادت أن «الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند يؤيد ممارسة ضغط عسكري على النظام السوري».
وقد اعلن هولاند ورئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون ان باريس ولندن ستحاولان اقناع الاوروبيين برفع الحظر على الاسلحة الى المعارضة السورية.
ميدانياً ولليوم الخامس على التوالي تواصل الهجوم الكبير الذي شنته القوات النظامية السورية وحزب الله على مدينة القصير الاستراتيجية في ريف حمص. فيما طالب الائتلاف الوطني المعارض كافة الكتائب في سوريا بإرسال المقاتلين والسلاح للقصير «حالا».
وأعلن الجيش الحر أنه تصدى لأحدث محاولات لاقتحام المدينة وأنه لا يزال يسيطر على القصير.
النهار
ارتفاع حصيلة القتال في طرابلس الى 11 قتيلاً و139 جريحاً
تحت جنح الكتمان الذي يلف عين التينة منذ الاجتماع الاخير للجنة التواصل النيابية الاثنين الماضي وعلى وقع الهاجس الامني المتعاظم في ظل الوضع المتفجر في طرابلس والذي تمددت بعض ذيوله امس الى صيدا، واجه خيار التمديد لمجلس النواب مرحلة بالغة التعقيد من شأنها ان تدفع بالبلاد قدما نحو فصول جديدة من الاخطار، وفي مقدمها خطر الفراغ ان لم تشهد الايام القريبة ما يكفل إحداث ثغرة في جدار الانسداد.
وفيما يبدو ان يوم غد قد يشكل نقطة الانطلاق لعدد كبير من القوى السياسية والحزبية للاقبال على تسجيل الترشيحات للانتخابات النيابية على أساس قانون الـ60 النافذ، شكل توزيع النائب نقولا فتوش نص اقتراح القانون المعجل المكرر الذي وضعه للتمديد للمجلس سنتين، الرسالة الاكثر وضوحا عن الاتجاه الذي يجري العمل عليه من اجل صفقة سياسية شاملة ولكن من غير ان يعني ذلك ان طريق الوصول الى اقرارها باتت سالكة. ذلك ان المعلومات المتوافرة لدى "النهار" في هذا السياق تشير الى ان خيار التمديد وان يكن خيارا حتميا لا يملك اي طرف بديلا منه مع استحالة التوصل الى توافق على قانون انتخاب جديد واستحالة مماثلة لاجراء الانتخابات بموجب قانون الـ60 وفي موعدها بات بدوره محاصرا بحرب المقايضات والشروط العلنية والخفية. وتضيف المعلومات ان المشاورات البعيدة عن الاضواء التي يجريها رئيس مجلس النواب نبيه بري مع مختلف الاطراف لم تتوصل بعد الى المعادلة التي تضمن تمرير التمديد ما بين ستة اشهر حدا ادنى وسنتين حدا اقصى لان دون التفاهم على هذه المعادلة شروطا من العماد ميشال عون لا تفاهم عليها بينه وبين حلفائه في قوى 8 آذار وكذلك عدم تسليم من قوى 14 آذار بعد بالتمديد .
وفهم ان العماد عون يشترط على حلفائه ان يتعهدوا عدم التمديد لرئيس الجمهورية ميشال سليمان وكذلك لقائد الجيش العماد جان قهوجي، في حين فسر تلويحه بالذهاب الى انتخابات على أساس قانون الـ 60 في نهاية المطاف بأنه بمثابة ضغط على حلفائه ولا سيما منهم الثنائي الشيعي الذي يرغب بقوة في التمديد سنتين للمجلس. أما قوى 14 آذار عموما ومثلها الرئيس سليمان فلا يماشون خيار التمديد سنتين وان يكن الاعتقاد السائد انهم قد يضطرون الى القبول بتمديد ستة اشهر. وعلمت "النهار" في هذا السياق ان رئيس الجمهورية أبلغ الوزير علي حسن خليل الذي أوفده اليه الرئيس بري انه ضد تمديد طويل المدى وانه يؤيد فقط تمديدا محدودا ومشروطا باجراء الانتخابات ولا يرى مانعا من اجراء الانتخابات في مواعيدها باستثناء الخلاف السياسي الذي يعطي صورة سيئة عن البلد. واكد انه سيطعن في التمديد الطويل ولو كان ضد مبدأ الفراغ.
14 آذار
وعلمت "النهار" ان الرئيس فؤاد السنيورة عقد مساء اول من امس اجتماعا لجميع مكونات قوى 14 آذار من "القوات اللبنانية" وحزب الكتائب والمسيحيين المستقلين والشخصيات المستقلة، تخلله عرض لآخر المستجدات. وعلم ان المجتمعين وجدوا ان موضوع تأليف الحكومة لا يزال متأخرا فيما لا يزال الموقف على حاله في مجلس النواب وسط استمرار 14 آذار في تأييد تمديد تقني لولاية المجلس في مقابل معرفة القانون الذي سيعتمد لتبرير هذا التمديد. لذلك ستتواصل المشاورات لمتابعة ما ستنتهي اليه محاولات ايجاد حل عبر الهيئة العامة لمجلس النواب.
وجدد رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع أمس المطالبة بطرح المشروعين "الارثوذكسي " والمختلط على التصويت في جلسة عامة للمجلس مؤكدا "اننا سنصوت مع المختلط ". وشرح عبر محطة "ام تي في" في سياق رده على العماد عون ظروف التوافق المسيحي على "الارثوذكسي" ومن ثم الوصول الى المشروع المختلط "بعدما ظهرت معارضة كبيرة للارثوذكسي". وذكر بمواقف سابقة لعون اعتبر فيها "الارثوذكسي" مسا بالميثاق واتهمه "بتحضير لعبة على المستوى الاعلامي لاستعادة شعبيته". واكد ان البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي "كان دوما في جو المفاوضات" مبديا أسفه "لقول احد المطارنة (سمير مظلوم) ان بكركي لم تكن في الجو"، معلنا أنه سيثير الموضوع مع البطريرك لدى عودته. واعتبر ان عون "يرتكب جريمة كبيرة بقوله فلنعد الى قانون الـ60". ولاحظ ان المشروع المختلط "يؤمن على الاقل 15 نائبا مسيحيا اضافيا عن قانون الـ60" الذي رفض العودة اليه رفضا باتاً.
أما رئيس الوزراء المكلف تمام سلام، فلم يشأ امام زواره امس الدخول في تفاصيل الخيارات التي قال انه سيلجأ اليها، مكررا انه لا يزال يراقب ما ستنتهي اليه الجهود في مجلس النواب لحسم الموقف من قانون الانتخاب ومدة تمديد ولاية المجلس. وفيما سمع من زواره ان الرأي العام سيدعمه اذا اختار اعلان تشكيلته التي يراها مناسبة وتنسجم مع المبادئ التي لا يزال يتمسك بها، أوضح انه لا يريد تجاوز المرحلة الجارية في مجلس النواب ليبنى على الشيء مقتضاه.
طرابلس
على الصعيد الامني، أخفقت كل الجهود السياسية والامنية في وضع حد للجولة الاخيرة من الاشتباكات في طرابلس والتي بلغت حصيلتها كما علمت "النهار" 11 قتيلا و139 جريحا بينهم شهيدان للجيش و31 جريحا عسكريا. وتجدد القتال ليل امس بين بعل محسن وباب التبانة عقب فشل محاولة لعقد اجتماع في منزل النائب محمد كبارة يضم "قادة المحاور" وفاعليات طرابلس. وعزي ذلك الى رفض قادة المحاور الحضور "احتجاجا على السياسيين وعلى الجيش الذي لا يمارس العدالة في الرد على النار فيركز رده على باب التبانة فقط".
في غضون ذلك، كادت صيدا بدورها ان تواجه قطوعا امنيا امس بسبب عمليات قطع الطرق والتجمع التي واكبت تشييع عنصر من "حزب الله" سقط في معارك القصير بسوريا. ورفضت الجماعات الاسلامية والسلفية دفنه في مقبرة صيدا الجديدة وسط صخب واسع، مما أدى الى دفنه في المقبرة الشيعية في المدينة.
وفي كلمة وجهها قائد الجيش العماد قهوجي في ذكرى تحرير الجنوب في 25 ايار، رفض "تحوبل الجيش مطية لاهواء اطراف لبنانيين واقليميين"، مضيفا: "اننا نضعهم امام مسؤولياتهم في ما آلت اليه التطورات الاخيرة واشعال النار في الساحة الداخلية ووضع الجيش في مواجهة مع ابناء الوطن".