الصحافة اليوم 26-08-2013: الغرب يلوّح بالقوة وموسكو وطهران تحذران
تناولت الصحف اللبنانية الصادرة صباح اليوم الاثنين 26-08-2013 الحديث عن تطورات الازمة السورية .
السفير
تحذيرات روسية إيرانية سورية من الخيار العسكري
اللجنة الدولية تبدأ اليوم تحقيقاتها في «كيميائي» الغوطة
وكتبت صحيفة السفير تقول "يبدأ المحققون الدوليون بشأن الأسلحة الكيميائية في سوريا زيارة إلى الغوطة في ريف دمشق اليوم، لإجراء تحقيق في اتهام «الائتلاف الوطني السوري» المعارض للقوات السورية باستخدام أسلحة كيميائية في المنطقة، وذلك بعد أن أعطت الحكومة السورية، أمس، موافقتها على زيارة المفتشين الى الغوطة، في ظل حركة اتصالات دولية ضاغطة حول خيارات الرد على هذا الهجوم، فيما حذرت دمشق وموسكو وطهران من أي مغامرة عسكرية تستهدف سوريا، وأن هذا الأمر قد يؤدي إلى إشعال المنطقة.
وأعلنت الأمم المتحدة، في بيان أمس، أن خبراءها سيباشرون منذ اليوم التحقيق في التقارير حول استخدام أسلحة كيميائية في ريف دمشق.
وذكرت أن «البعثة تستعد للقيام بأنشطة تحقيق في الموقع اعتباراً من الاثنين 26 آب» الحالي. وأوضحت إن الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون «أعطى تعليمات للبعثة التي يقودها الدكتور (آكي) سلستروم والموجودة حاليا في دمشق بتركيز اهتمامها على تحديد الوقائع بشأن الحادث الذي وقع في 21 آب وإعطائه الأولوية المطلقة».
وتابع البيان أن بان كي مون «يشير إلى أن الحكومة السورية تؤكد أنها ستقدم التعاون الضروري، بما في ذلك احترام وقف الأعمال الحربية في المواقع المرتبطة بالحادث». وأضاف أن «بان كي مون يكرر مطالبته كل الأطراف تحمل مسؤولية متساوية في التعاون من اجل قيام اللجنة بعملها بشكل فعال وأن تؤمن هذه الأطراف المعلومات المطلوبة» منها.
ونقلت وكالة الأنباء السورية (سانا) عن مصدر مسؤول في وزارة الخارجية قوله «تم الاتفاق اليوم (أمس) في دمشق بين حكومة الجمهورية العربية السورية والأمم المتحدة على تفاهم مشترك يدخل حيز التنفيذ على الفور حول السماح لفريق الأمم المتحدة برئاسة البروفسور آكي سلستروم بالتحقيق في ادّعاءات استخدام الأسلحة الكيميائية» في ريف دمشق.
وأوضح أن الاتفاق تم خلال اجتماع بين ممثلة الأمم المتحدة لقضايا نزع السلاح أنجيلا كين ووزير الخارجية وليد المعلم. وأشار إلى انه سيتم «التنسيق مع الحكومة السورية حول تاريخ وساعة زيارة الفريق للأماكن التي تم الاتفاق عليها».
وقال المصدر إن المعلم أكد خلال الاجتماع «استعداد سوريا للتعاون مع فريق المحققين لكشف كذب ادّعاءات المجموعات الإرهابية باستخدام القوات السورية للأسلحة الكيميائية في الغوطة الشرقية».
تحذير من دمشق
وموسكو وطهران
وكانت دمشق حذرت الولايات المتحدة من أي عمل عسكري ضدها، مؤكدة أن ذلك سيوجد «كتلة من النار واللهب ستحرق الشرق الأوسط».
وقال وزير الإعلام السوري عمران الزعبي، في مقابلة مع قناة «الميادين» نشرتها «سانا»، «في حال حدوث أي تدخل عسكري خارجي أميركي فإن ذلك سيترك تداعيات خطيرة جداً، في مقدمتها فوضى وكتلة من النار واللهب ستحرق الشرق الأوسط برمته».
وحذرت موسكو من «خطأ مأساوي» يتمثل بعملية عسكرية محتملة في سوريا، داعية إلى العقلانية. ودعا المتحدث باسم وزارة الخارجية الروسية الكسندر لوكاشيفيتش «من يتحدثون عن إمكان شن عملية عسكرية في سوريا، عبر محاولتهم مسبقاً فرض نتائج التحقيق على خبراء الأمم المتحدة، إلى التحلي بالعقلانية وعدم ارتكاب خطأ مأساوي».
وحذر لوكاشيفيتش من تكرار «أخطاء الماضي». وقال «كل ذلك لا يمكن إلا أن يذكرنا بما حدث قبل عشرة أعوام، حين قامت الولايات المتحدة، متجاوزة الأمم المتحدة، بمغامرة يعلم الجميع بنتائجها اليوم بذريعة معلومات كاذبة عن وجود أسلحة دمار شامل في العراق». وأضاف «على شركائنا الأميركيين والأوروبيين أن يدركوا تماماً التداعيات الكارثية لهذه السياسة على المنطقة والعالم العربي وفي شكل اعم العالم الإسلامي».
ودعا المسؤول الروسي المعارضة السورية إلى السماح لمفتشي الأمم المتحدة بالتحقيق في المزاعم حول استخدام أسلحة كيميائية في ريف دمشق «في شكل آمن تماماً، وعدم ممارسة استفزازات مسلحة ضدها على غرار ما حصل مع بعثة مراقبي الأمم المتحدة في الصيف الماضي».
وحذرت طهران أيضاً من «تداعيات شديدة على البيت الأبيض» إذا تجاوزت واشنطن «الخط الأحمر» في سوريا. وقال نائب رئيس أركان القوات المسلحة الإيرانية مسعود جزائري «أميركا تعرف حدود الخط الأحمر للجبهة السورية، وأي تجاوز للخط الأحمر السوري ستكون له عواقب وخيمة بالنسبة للبيت الأبيض».
وأضاف جزائري إن «الحرب الإرهابية الحالية في سوريا دبرت في الولايات المتحدة والدول الرجعية بالمنطقة ضد جبهة المقاومة، وبرغم ذلك حققت الحكومة والشعب السوري نجاحات كبيرة». وتابع إن «الذين يصبون الزيت على النار، لن يفلتوا من انتقام الشعوب».
وكان وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف أعلن، في اتصال هاتفي مع نظيرته الإيطالية إيما بونينو أمس الأول، «نحن على اتصال وثيق بالحكومة السورية، وأكدت لنا أنها لم تستخدم قط مثل هذه الأسلحة غير الإنسانية، وستتعاون بشكل كامل مع خبراء الأمم المتحدة في زيارة الأماكن التي تأثرت». وأضاف «يجب على المجتمع الدولي أن يبدي رداً جاداً على استخدام الإرهابيين في سوريا أسلحة كيميائية ويدين هذه الخطوة».
وكان الرئيس الإيراني حسن روحاني تحدث عن استخدام «عناصر كيميائية» في سوريا. وقال إن «الوضع السائد اليوم في سوريا ومقتل عدد من الأشخاص الأبرياء بسبب عناصر كيميائية أمر مؤلم جداً»، مضيفاً إن إيران «تدين بشدة استخدام أسلحة كيميائية».
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية عباس عراقجي «هناك أدلة على أن المجموعات الإرهابية قامت بهذا العمل». واعتبر أن «تزامن هذه الاتهامات مع وجود خبراء الامم المتحدة في دمشق يظهر ان هناك محاولة لاتهام النظام السوري باستخدام اسلحة كيميائية وإطالة أمد النزاع»."
النهار
واشنطن استعدّت عسكرياً وحدّدت أهدافاً سورية:
زيارة المفتشين لمكان الهجوم الكيميائي تأخّرت
وكتبت صحيفة النهار تقول "طغى حديث التصعيد على أي كلام آخر في ما يتعلق بسوريا. فالولايات المتحدة اعلنت اكتمال جاهزيتها العسكرية في انتظار القرار الذي سيتخذه الرئيس باراك اوباما، وقت كادت تجزم بأن النظام السوري هو من استخدم السلاح الكيميائي في الغوطة الشرقية الاربعاء الماضي مما اسفر عن مقتل المئات بالغاز السام. ولم تخفف التصعيد الاميركي موافقة دمشق على السماح لمفتشي الامم المتحدة الموجودين في سوريا بالذهاب الى المكان الذي تحدثت التقارير عن استخدام الاسلحة الكيميائية فيه اعتباراً من اليوم، بدعوى ان الموافقة جاءت متأخرة. وفي مقابل الارتفاع الواضح في اللهجة الاميركية، كان ثمة تاكيد فرنسي وبريطاني ان النظام السوري استخدم الاسلحة الكيميائية الامر الذي يستوجب رداً.
وقابل المواقف الغربية موقف سوري هدد بأن اي تدخل عسكري في سوريا سيؤدي الى اشعال المنطقة برمتها، بينما دعت موسكو الدول الغربية الى "التحلي بالعقلانية وعدم ارتكاب خطأ مأسوي". كما حذرتها من تكرار "مغامرة العراق". وقالت طهران الحليف الاقرب للرئيس السوري إن على واشنطن ألا تجتاز "الخط الاحمر" بمهاجمة سوريا. أما اسرائيل، فحضت الغرب على الاسراع في التحرك عسكرياً ضد نظام الرئيس بشار الاسد.
استعدادات اميركية
وصرح وزير الدفاع الاميركي تشاك هيغل بعد لقاء نظيره الماليزي هشام الدين حسين، في مستهل زيارة تستمر اسبوعا لجنوب شرق آسيا، بان الجيش الاميركي مستعد للقيام بتحرك ضد النظام السوري اذا تلقى الامر بذلك، الا انه اكد ان واشنطن لا تزال تقوّم الادعاءات عن هجمات بالاسلحة الكيميائية. وقال ان "الرئيس اوباما طلب من وزارة الدفاع اعداد خيارات لكل الحالات. وهذا ما فعلناه". واضاف: "مرة جديدة نحن مستعدون لاي خيار اذا قرر استخدام اي من هذه الخيارات". وذكر بان الولايات المتحدة وحلفاءها يقومون المعلومات التي تفيد ان القوات السورية شنت الاربعاء هجوما باسلحة كيميائية على معقل لمقاتلي المعارضة في ريف دمشق، و"لن اضيف اي شيء الى ان نحصل على مزيد من المعلومات المستندة الى وقائع".
ونشرت وزارة الدفاع الاميركية "البنتاغون" قوات بينها سفن حربية مزودة صواريخ في المتوسط. ونقلت شبكة "سي ان ان" الاميركية للتلفزيون عن مسؤول اميركي ان الولايات المتحدة قد حددت قائمة اهداف في سوريا.
وسارعت وانشطن الى التشكيك في موافقة سوريا على دخول مفتشي الامم المتحدة مكان الهجوم. وقال مسؤول اميركي كبير: "لو لم يكن للحكومة السورية ما تخفيه وارادت ان تثبت للعالم انها لم تستخدم اسلحة كيميائية في هذا الحادث، لكانت اوقفت هجماتها على المنطقة ومنحت الامم المتحدة وصولا فوريا اليها قبل خمسة ايام"، ورأى ان الموافقة "جاءت متأخرة الى درجة لا يمكن تصديقها لأسباب منها أن الادلة المتاحة افسدت الى حد كبير نتيجة قصف النظام المستمر وغير ذلك من الاجراءات المتعمدة طوال الايام الخمسة الاخيرة".
وكان مسؤول اميركي آخر اشار في وقت سابق الى ان استخدام قوات النظام السوري اسلحة كيميائية "شبه مؤكد". وقال انه "استنادا إلى عدد الضحايا المذكور والأعراض التي ظهرت على من قتلوا أو أصيبوا وروايات شهود عيان وحقائق أخرى جمعتها مصادر عامة وأجهزة الاستخبارات الأميركية وشركاؤها الدوليون، ما من شك يذكر في هذه المرحلة في أن النظام السوري استخدم سلاحا كيميائيا ضد المدنيين في هذه الواقعة".
وبدا ان اوباما ورئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون أقرب الى القاء التبعة على القوات الموالية للاسد. وجاء في بيان لرئاسة الوزراء البريطانية ان الزعيمين الاميركي والبريطاني "كلاهما قلق للغاية من ... تزايد المؤشرات لكون هذا هجوما كبيرا بأسلحة كيميائية شنه النظام السوري على شعبه".
وأعلن عن اتصال تم الخميس بين وزير الخارجية الاميركي جون كيري ونظيره السوري وليد المعلم. وأوضح مسؤول في وزارة الخارجية الاميركية ان كيري ابلغ المعلم انه "لو لم يكن لدى النظام السوري شيء يخفيه كما يدعي لكان عليه ان يسمح بوصول فوري وبلا عراقيل الى موقع" الهجوم الكيميائي المفترض لمحققي الامم المتحدة.
هولاند
وتحدث الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند عن "مجموعة من الادلة" على ان الهجوم الذي حصل في 21 آب في ريف دمشق كان "ذا طبيعة كيميائية" وان "كل شيء يحمل على الاعتقاد" أن النظام السوري "مسؤول" عنه.
وأكد بعد اتصاله بالرئيس الاميركي ان "كل المعلومات تتقاطع للتأكيد أن نظام دمشق شن" هجوما كيميائيا في 21 آب. وجاء في بيان لقصر الاليزيه أن "الرئيسين توافقا على البقاء على اتصال وثيق للرد في شكل مشترك على هذا الاعتداء غير المسبوق".
وكان هولاند تشاور في وقت سابق مع كاميرون ورئيس الوزراء الاوسترالي كيفن رود في الملف السوري. وتطرق الى الموضوع عينه مع المستشارة الالمانية انغيلا ميركل.
هيغ
وقال وزير الخارجية البريطاني وليم هيغ إن الادلة على هجوم بالاسلحة الكيميائية قد تكون دمرت بالفعل قبل زيارة مفتشي الامم المتحدة للموقع. وأضاف: "يجب ان نكون واقعيين الآن في شأن ما يمكن فريق الامم المتحدة تحقيقه". ولاحظ ان "الحقيقة ان كثيرا من الأدلة ربما كان دمره ذلك القصف المدفعي وقد تكون أدلة اخرى تلاشت خلال الايام الأخيرة وأدلة اخرى ربما كان تم التلاعب بها".
الوضع الميداني
في غضون ذلك، توعدت "جبهة النصرة" بالثأر من "الهجوم الكيميائي" على ريف دمشق باستهداف القرى العلوية. وتبنت الجبهة عملية اغتيال محافظ حماه انس عبد الرزاق الناعم بسيارة مفخخة في مدينة حماه امس.
وعرض التلفزيون السوري الرسمي مشاهد لدبابات تدخل ما قال انه ضاحية جوبر شرق دمشق وهي احدى المناطق التي استخدمت فيها الغازات السامة. وقال ناشطون في المعارضة في دمشق ان الجيش يستخدم صواريخ أرض- أرض والمدفعية في المنطقة."
الاخبار
الغرب يلوّح بالقوة وموسكو وطهران تحذران
وكتبت صحيفة الاخبار تقول "تهديدات غربية واسعة بالتدخل في سوريا. ولو حصل ذلك، فكل المؤشرات وأدبيات حلفاء دمشق تدلّ على أنها ستكون حرباً شاملة في المنطقة، من دون استبعاد أن يكون هدف الرئيس الأميركي باراك أوباما ومن خلفه دفع سوريا لتقديم تنازلات سياسية، والضغط على موسكو بغية الذهاب إلى «جنيف» غربيّ الهوى.
على الأرض وفي الأروقة الغربية، كلّ الكلام يدلّ على استعداد أميركا وحلفائها لتنفيذ خيارات عسكرية. هذه الخيارات التي تشوبها عوائق عسكرية وسياسية ومالية وخلافات داخل البيت الأبيض حول فكرة التدخّل المباشر تقف اليوم في وجهها كلّ من موسكو وطهران اللتين تريان في أيّ عمل عسكري تهوّراً كبيراً سينسحب على المنطقة كلّها.
وزير الدفاع الأميركي تشاك هيغل كان قد أكد استعداد الجيش الأميركي لتنفيذ كل الخيارات في سوريا في حال صدور القرار الموافق من قبل الرئيس باراك أوباما، رافضاً تحديد ما يمكن أن تقوم به الولايات المتحدة في سوريا. وأضاف، في مؤتمر صحافي مع نظيره الماليزي في كوالالمبور، أنّ الإدارة الأميركية تدرس عوامل كثيرة، ومنها التقويم الاستخباري للهجوم في سوريا، وما سمّاه الأمور القانونية والدعم الدولي لأي ردّ عسكري.
وكان هاغل قد كشف أنّ البنتاغون يعمل حالياً على تحريك قوات في منطقة المتوسط لمنح أوباما «خيارات» في حال أمر بتنفيذ عمل عسكري ضد سوريا. وفي سياق الإعداد لأي عمل عسكري، عزّزت البحرية الأميركية حضورها في مياة البحر المتوسط بمدمرة رابعة مجهزة بصواريخ كروز.
كذلك بحث الرئيس الأميركي باراك أوباما ورئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون، في مكالمة هاتفية، في خيارات عسكرية ضد دمشق، واتفقا على أنّ الحكومة السورية استخدمت على الأرجح أسلحة كيميائية.
وأضاف بيان رئاسة الوزراء البريطانية أنّ الرئيسان أكدا أنّ «امتناع (الرئيس بشار) الأسد عن التعاون مع الأمم المتحدة يشير إلى أن النظام لديه ما يخفيه».
ونقلت إذاعة «BBC» أن كاميرون وأوباما بحثا خطة عقد اجتماع جديد لمجلس الأمن الدولي، وطرح مشروع قرار من شأنه «إعطاء الفرصة الأخيرة لنظام الرئيس بشار الأسد لنزع السلاح الكيميائي».
في سياق آخر، كشف مسؤول أميركي رفيع المستوى أنّ الولايات المتحدة تكاد تجزم الآن بأن الحكومة السورية استخدمت أسلحة كيميائية ضد مدنيين الأسبوع الماضي. وأضاف لوكالة «رويترز» «نحن مستمرون في تقويم الحقائق حتى يتمكن الرئيس من اتخاذ قرار مدروس بشأن كيفية الرد على هذا الاستخدام دون تمييز لأسلحة كيميائية». ورأى أنّ «في هذه المرحلة سيعتبر أي قرار للنظام بالسماح لفريق الأمم المتحدة بالدخول قد جاء متأخراً جداً بدرجة لا تسمح باعتبار أن له صدقية».
من جهة أخرى، طالب وزير الخارجية الأميركي جون كيري، في اتصال هاتفي مع نظيره السوري وليد المعلم، يوم الخميس الماضي، الحكومة السورية «بالسماح بوصول مفتشي الأمم المتحدة إلى موقع الهجوم الكيميائي المزعوم بدلاً من مواصلة الهجوم على المنطقة المتضررة لإعاقة الوصول وتدمير الدليل». ولفت مسؤول في وزارة الخارجية الأميركية إلى أنّ كيري تلقى تأكيدات من قادة «الجيش الحر» بأنهم سيضمنون سلامة محققي الأمم المتحدة في المناطق المستهدفة.
موسكو وطهران: التدخل خطأ مأساوي
في المقابل، دعت روسيا كل من يعلن عن إمكان استخدام القوة العسكرية ضد سوريا إلى تحكيم العقل وعدم ارتكاب أخطاء مأساوية. وأضاف المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية، ألكسندر لوكاشيفيتش، أنّه «يجب رسم السياسة إزاء النزاعات المختلفة على أساس القانون الدولي والحقائق الموثوق بها وعدم طرح الافتراضات والأفكار المختلقة كي تنسجم مع المشاريع الجيوسياسية الأحادية الجانب».
بدورها، حذرت إيران الولايات المتحدة من تجاوز «الخط الأحمر» بشأن سوريا، مشيرة إلى أن ذلك ستكون له «عواقب وخيمة». ونقلت وكالة أنباء «فارس» عن مساعد هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الإيرانية العميد مسعود جزائري ردّه على تصريحات بعض المسؤولين الغربيين حول استخدام الخيار العسكري ضد سوريا، تأكيده أن أميركا تعرف حدود الخط الأحمر على الجبهة السورية، وأن أي تجاوز لهذا الخط سيعود بتداعيات شديدة على البيت الأبيض.
وكان الرئيس الإيراني حسن روحاني قد ندّد بشدة باستخدام السلاح الكيميائي في سوريا، وأعرب في تصريح صحافي عن قلقه نتيجة الظروف التي تسود اليوم هذا البلد. من جهة أخرى، اتهم الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو الولايات المتحدة بالسعي لبدء حرب عالمية، وعارض تدخل واشنطن في الشأن السوري، معتبراً أنّ الولايات المتحدة تريد تقسيم سوريا إلى أربعة أجزاء.
وفيما أعلن الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند، خلال محادثات مع رئيس الوزراء الأوسترالي كيفن راد، أن هناك مجموعة من «الأدلة» تشير إلى أن الهجوم كان «ذا طبيعة كيميائية، وأن كل شيء يقود إلى الاعتقاد بأن النظام السوري مسؤول عنه»، اعتبر وزير الخارجية لوران فابيوس هذا الأمر «مؤكداً».
من جهته، شدّد وزير الخارجية التركي أحمد داوود أوغلو على أنّه إذا لم يسمح «النظام السوري بدخول فرق التفتيش الدولية إلى مكان الهجوم فهو يحاول طمس الأدلة»، وذلك في مؤتمر صحافي مع نظيره القطري خالد بن محمد العطية الذي رأى أنّ «النظام السوري تخطّى كافة الخطوط وليس الحمراء فقط».
ودعت جامعة الدول العربية إلى عقد «اجتماع عاجل» على مستوى المندوبين، غداً الثلاثاء، في القاهرة بهدف «تدارس الأوضاع الخطيرة في سوريا».
المحققون الأمميّون في الغوطة اليوم
وفي السياق، أعلن مصدر مسؤول في الخارجية السورية أنه «تم الاتفاق بين الحكومة السورية والأمم المتحدة على تفاهم مشترك يدخل حيّز التنفيذ على الفور بشأن السماح لفريق الأمم المتحدة برئاسة البروفسور آكي سيلستروم بالتحقيق في ادّعاءات استخدام الأسلحة الكيميائية في ريف دمشق».
من جهتها، أعلنت الأمم المتحدة أن خبراءها سيباشرون منذ اليوم الاثنين التحقيق في الموقع المزعوم.
في مقابل ذلك، طالب رئيس «الائتلاف» المعارض أحمد الجربا المجتمع الدولي، خلال مؤتمر صحافي مشترك مع «قائد أركان الجيش الحر» سليم إدريس، «بردّ دولي فوري وحاسم»، فيما أكد إدريس أنّ «الجيش الحر لا يملك أسلحة كيميائية، ولدينا إثباتات تؤكد ضلوع النظام في العمل».
من جهة ثانية، رفض رئيس «هيئة التنسيق الوطنية» في المهجر، هيثم مناع، «أي تدخل أجنبي عسكري خارجي بأي شكل وأي سقف رداً على الهجمات المزعومة بالأسلحة الكيميائية في ريف دمشق». وفي ظل التهديدات الأميركية، يعقد قادة القوات المسلحة في الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وألمانيا وكندا وإيطاليا إضافة إلى قادة جيوش كل من تركيا والسعودية وقطر اجتماعاً في الأردن هذا الأسبوع «لتقييم الأحداث الجارية في سوريا وانعكاساتها على الأمن في المنطقة بشكل عام».
وفي هذا الإطار، أوضح وزير الخارجية الأردني ناصر جودة أن «هذا الاجتماع مبرمج منذ أشهر وضمن سلسلة اجتماعات تستضيفها الدول المشاركة، ولم يأت كرد فعل على استخدام الأسلحة الكيميائية، غير أنه لن يغفل هذه المسألة وسيبحثها لأنها مهمة وطارئة».
400 طن من الأسلحة
إلى ذلك، كشفت مصادر من المعارضة السورية أن 400 طن من الأسلحة أرسلت خلال الساعات الـ24 الماضية من تركيا إلى سوريا بتمويل خليجي لتعزيز قدرات مقاتليها في مواجهة الجيش السوري.
في سياق آخر، اغتيل محافظ حماة أنس عبد الرزاق الناعم، أمس، بانفجار سيارة مفخخة استهدف موكبه أثناء مروره في حي الجراجمة، في وقت يواصل فيه الجيش السوري عملياته الواسعة في غوطة دمشق وريفها، وسيطر على عقدة زملكا المرورية، وضبط نفقاً في القابون."
المستقبل
أميركا وفرنسا تؤكدان استعمال الأسد للكيميائي والأطلسي يحدّد أهدافه بانتظار إشارة أوباما
واشنطن: موافقة دمشق على التفتيش متأخرة وردّ دولي منسق مع باريس
وكتبت صحيفة المستقبل تقول "أعلن البيت الأبيض أمس أن الرئيس الأميركي باراك أوباما بحث مع نظيره الفرنسي فرانسوا هولاند إمكانية القيام بردّ دولي منسق بعد الهجمات الكيميائية أخيراً على غوطتي دمشق، قابله إعلان الإليزيه أن الرئيس الفرنسي شدد لنظيره الأميركي في اتصال هاتفي بينهما على أن "كل المعلومات تتقاطع لتأكيد أن نظام دمشق شن" تلك الهجمات.
ومع تأكيد مسؤول أميركي كبير أنه ما من شك في أن قوات بشار الأسد هي التي قامت باستخدام السلاح الكيميائي ضد المدنيين أخيراً، اعتبر هذا المسؤول أن موافقة الحكومة السورية على السماح للأمم المتحدة بتفتيش الموقع الذي تعرض للهجوم بدءاً من اليوم، "تأخرت كثيراً حتى فقدت أيّ صدقية".
ومن لندن (مراد مراد)، لم تهدأ الاتصالات في الساعات والأيام القليلة التي تلت مجزرة الغوطة. لكن ما ميز المكالمات الاخيرة بين الزعماء الغربيين أنها ربما للمرة الاولى منذ اندلاع الثورة السورية حملت طابعا عسكريا وليس ديبلوماسيا، فالعنوان العريض لمكالمة أخيراً بين أوباما ورئيس الوزراء البريطاني دايفيد كاميرون هو الاتفاق على "رد جدي".
وأكدت مصادر حكومية وعسكرية واعلامية غربية على نطاق واسع امس، ان الاهداف التي سيتم ضربها داخل سوريا حددت بانتظار اشارة ساعة الرئيس الاميركي الى الرقم صفر.
ومن الواضح ان استخدام نظام بشار الأسد للكيميائي وضع المجتمع الدولي امام سيف ذي حدين، اما المماطلة اكثر في التعامل مع الوضع السوري وبالتالي السماح بالمزيد من الهجمات الكيميائية والمجازر، او التحرك جديا والتدخل عسكريا لحماية ارواح السوريين بمباركة مجلس الامن الدولي او بدونها مع ما تتضمنه هذه الخطوة من خطر على امن جيران سوريا ولا سيما اسرائيل في ظل تهديد ايراني متصاعد لأي تحرك من هذا القبيل.
"ان قرار توجيه الضربة لم يتخذ بعد" يؤكد ناطق باسم رئاسة الحكومة البريطانية، لكن على ضوء المعلومات والمعطيات فإن سيناريو الضربة العسكرية يقترب وما نعلم منه حتى الآن التالي؛ المكان: سوريا..الزمان: في اي لحظة..ذريعة الهجوم: انسانية بحتة ضمن اطار القوانين الدولية حتى وان لم يصدر قرار في مجلس الامن..منفذ الهجوم: السلاحان الجوي والبحري لقوات حلف شمال الاطلسي ناتو.
وبالنظر الى الخطوط الهاتفية التي اضيئت بالاحمر في العواصم الكبرى حول العالم، نصل الى حقيقة مفادها ان حلف شمال الاطلسي (ناتو) سيسدد ديون الاسرة الدولية للشعب السوري بتوجيه ضربة عسكرية مرتقبة الى مواقع محددة داخل الاراضي السورية تستهدف العمود الفقري للمنظومة العسكرية الاسدية بما فيها طبعا السلاح الجوي وترسانات الصواريخ وربما ايضا بعض المواقع التي تنتشر فيها مجموعات مرتبطة بتنظيم القاعدة.
الاتصال مساء السبت الذي استمر 40 دقيقة بين اوباما ورئيس الوزراء البريطاني دايفيد كاميرون وتلاه اتصال آخر بين كاميرون ورئيس الوزراء الكندي ستيفن هاربر، مؤشران يؤكدان ان منفذ الضربة العسكرية سيكون الناتو فهذه الدول الثلاث هي نواة الحلف، وما يعزز اكثر هذه الحقيقة هو الاتصال الذي جمع ايضا في الليلة نفسها الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند مع رئيس الوزراء الاسترالي كيفن رود رغم ان استراليا ليست عضوا في الحلف لكنها من شركائه الرسميين عالميا، يضاف إلى ذلك الاتصال بين الرئيسين الأميركي والفرنسي الذي أكد لواشنطن ان "كل المعلومات تتقاطع للتأكيد ان نظام دمشق قام بشن" الهجمات الكيميائية في 21 اب وفق ما اعلنت الرئاسة الفرنسية.
وقالت الرئاسة الفرنسية في بيان ان "رئيس الدولة دان استخدام الاسلحة الكيميائية في سوريا واوضح ان كل المعلومات تتقاطع للتأكيد ان نظام دمشق قام بشن هذه الهجمات غير المقبولة". واضافت ان "الرئيسين توافقا على البقاء على اتصال وثيق للرد في شكل مشترك على هذا الاعتداء غير المسبوق".
واعتبر رئيس الحكومة الفرنسية جان مارك ايرولت في حديث الى القناة الفرنسية الثانية بشأن الهجوم الكيميائي المفترض في سوريا، ان "المجتمع الدولي لا يمكنه ان يسكت عن هذه الجريمة ضد الانسانية"، مستبعدا أمس في الوقت نفسه ضمنا اي عمل فوري من قبل فرنسا.
وقال ايرولت "نشدد على ضرورة ان تتمكن بعثة الامم المتحدة من القيام بتحقيقاتها بشكل كامل وحر وسريع لكشف حقيقة" ما جرى، مذكرا بان الرئيس فرنسوا هولاند تحادث هاتفيا خلال النهار مع نظيره الاميركي باراك اوباما ورئيس الحكومة البريطانية ديفيد كاميرون ورئيس الحكومة الاسترالية كيفن راد والمستشارة الالمانية انغيلا ميركل.
واضاف المسؤول الفرنسي "يبدو من المؤكد عمليا ان نظام بشار الاسد استخدم السلاح الكيميائي ضد شعبه". وتابع "بعد انتهاء هذا التحقيق نتوقع من المجتمع الدولي موقفا حازما وواضحا. على مجلس الامن ان يجتمع. والمجتمع الدولي لا يمكن ان يسكت عن هذه الجريمة ضد الانسانية".
وفي القدس، اعتبر وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس أمس ان الهجوم بالسلاح الكيميائي قرب دمشق هو امر "مؤكد" وكذلك "مسؤولية" النظام السوري عن هذا الهجوم.
ونقلت مجلة "لو جورنال دو ديمانش" الفرنسية أمس، عن احد الباحثين ان عينات اخذت الاربعاء من ريف دمشق هي في طريقها الى عواصم غربية عدة بينها باريس حيث سيقوم مختبر متخصص تابع لوزارة الدفاع الفرنسية بتحليلها.
وقال البيت الأبيض أمس، إن الرئيس الأميركي باراك أوباما بحث مع نظيره الفرنسي فرانسوا هولاند امكانية القيام برد دولي منسق بعد الانباء التي تحدثت عن استخدام اسلحة كيميائية ضد المدنيين في سوريا.
وأضاف البيت الأبيض في بيان "بحث الرئيس أوباما والرئيس هولاند الردود المحتملة للمجتمع الدولي واتفقا على مواصلة التشاور عن كثب."
وقال البيت الأبيض ان الرئيسين عبرا عن قلقهما البالغ من الانباء التي تحدثت عن استخدام قوات الرئيس السوري بشار الأسد أسلحة كيماوية ضد المدنيين قرب دمشق يوم الاربعاء.
واعتبرت الولايات المتحدة أمس ان استخدام قوات النظام السوري لاسلحة كيميائية ضد مدنيين هو امر "شبه مؤكد"، منتقدة موافقة النظام السوري "المتأخرة" على ان تقوم الامم المتحدة بتفتيش الموقع الذي شهد هجوما كيميائيا قبل ايام في ريف دمشق.
وهذه التصريحات تمثل تصعيدا في الموقف الاميركي اثر الهجوم الذي شهدته منطقة الغوطة الشرقية بريف دمشق الاربعاء واسفر عن 1300 قتيل بحسب الائتلاف السوري المعارض، في ظل تأكيد واشنطن استعدادها للاحتمالات كافة بما فيها العسكرية للتعامل مع النزاع السوري.
وقال مسؤول اميركي طالبا عدم كشف اسمه انه استنادا الى التقارير الواردة بشأن اعداد الضحايا والعوارض التي ظهرت لديهم، كما الى المعلومات الاستخبارية الاميركية والاجنبية، "بات من شبه المؤكد في هذه المرحلة انه تم استخدام اسلحة كيميائية من جانب النظام السوري ضد مدنيين في هذه الحادثة".
واشار المسؤول الى ان واشنطن اخذت علما بالموافقة السورية على السماح لمفتشي الامم المتحدة بمعاينة موقع الهجوم المفترض في ريف دمشق، الا انه اعتبر ان هذا الموقف جاء متأخرا للغاية ومفتقدا للصدقية. واضاف المسؤول الاميركي "لو لم يكن للحكومة السورية ما تخفيه ولو ارادت ان تثبت للعالم انها لم تستخدم اسلحة كيميائية في هذا الحادث، لكانت اوقفت هجماتها على المنطقة وسمحت للامم المتحدة بان تصل فورا اليها قبل خمسة ايام".
وتابع "انطلاقا من هنا، فان القرار المتأخر من جانب النظام لجهة السماح بوصول بعثة الامم المتحدة جاء متأخرا جدا لدرجة لا يمكن تصديقه، وكذلك لان الادلة المتوافرة لا يمكن الركون اليها بشكل كبير نتيجة القصف المستمر من جانب النظام واعمال متعمدة اخرى خلال الايام الخمسة.
وأعلن وزير الدفاع الاميركي تشاك هيغل أمس ان القوات الاميركية مستعدة للتحرك ضد النظام السوري عند الضرورة وقال "لقد اعددنا كل الخيارات اذا قرر (اوباما) اعتماد احدها".
وأعرب وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ أمس عن خشيته من ان تكون الادلة على شن النظام السوري هجوما مفترضا باسلحة كيميائية قد اتلفت بالفعل.
وقال هيغ في مؤتمر صحافي بعد ساعات من موافقة دمشق على السماح للمفتشين الدوليين بالتوجه الى موقع الهجوم في ريف دمشق "الحقيقة ان معظم الادلة قد تكون اتلفت جراء القصف المدفعي".
واضاف ان "ادلة اخرى قد تكون تضررت في الايام الاخيرة" لافتا الى ان "ادلة اخرى (ايضا) ربما تم تهريبها".
وعلى غرار ما سبق ان اعلنته واشنطن، ابدى الوزير البريطاني اسفه لتأخر النظام السوري في السماح لمفتشي الامم المتحدة بالتوجه الى مكان الهجوم، الامر الذي يتيح ازالة الادلة.
وتابع هيغ "علينا ان نكون واقعيين حيال ما يستطيع فريق (خبراء) الامم المتحدة الحصول عليه" الان.
وكرر اقتناعه بمسؤولية النظام السوري عن الهجوم الكيميائي قائلا "هناك ادلة كثيرة (على هذا الامر) تصب كلها في الاتجاه نفسه".
أما البلدان الاخرى مثل المانيا وهولندا فلا تزال صواريخ الباتريوت التي ارسلتها الى تركيا منتشرة على الحدود السورية الشمالية جاهزة لصد اي اعتداء يائس قد يلجأ اليه جيش الأسد وحلفائه على الاراضي التركية.
سبب قوي آخر لشن الضربة تحت راية الناتو هو الكلفة المالية الضخمة التي حذر منها رئيس الاركان الاميركي الجنرال مارتن ديمبسي والتي تبلغ مليارات الدولارات، فلإسكات هذا التحذير ولعدم اثارة الشارع الاميركي لا بد وان يلجأ اوباما الى شركائه في حلف الاطلسي لتحمل نفقات الحرب، كما ان التحرك باسم الحلف يريح ايضا زعماء آخرين مثل كاميرون الذي واجه معارضة شديدة في مجلس العموم البريطاني لفكرة تسليح الثوار السوريين دفعته الى تقديم وعد للنواب بالتصويت على قرار التسليح قبل اتخاذه، ولكن الآن مع خطة عسكرية للناتو فبحسب ما اكده مصدر في 10 داوننغ ستريت لصحيفة "الصانداي تايمز" امس توجيه مثل هذه الضربة المحددة الاهداف في اطار الناتو لا تستدعي تصويتا للنواب البريطانيين وموافقة البرلمان عليها.
وعلت نبرة ايران في الساعات الاخيرة مهددة الغرب عموما والولايات المتحدة خصوصا ومحذرة هؤلاء من تخطي "الخطوط الحمراء" في سوريا اي من استخدام القوة ضد الاسد. لكن التصريح الناري الرسمي نفسه حمل ايضا شقا فيه رجاء واستجداء عندما اكدت طهران ان نظام الاسد وافق على دخول المفتشين الدوليين الى الغوطة وكأنها تقول سنفعل كل ما تطلبون لكن رجاء لا تتدخلوا عسكريا.
وفي العبارات الايرانية الاخيرة نقرأ بوضوح ما بين السطور ونشعر بالسخونة التي تشعر بها طهران تجاه ما يمكن ان تحمله الايام والاسابيع المقبلة لمشروعها في الشرق الاوسط، فهي تدرك الآن ان ساعة اليقظة قد حانت وان الكابوس الذي فرضته على شعوب المنطقة خلال السنوات العشر الاخيرة قد شارف على الانتهاء.
ولكن هذا الموقف ايضا لا يشمل الطبقة السياسية الايرانية كاملة فالرئيس الجديد حسن روحاني شدد على ان ايران لا ترضى باستخدام الكيميائي لا بل ذهب ايضا الى ابعد من ذلك داعيا المجتمع الدولي الى التصدي لمستخدمي تلك الاسلحة وخاصة في سوريا. وبغض النظر عن الدعاية التي يروج لها النظام الايراني بان الثوار هم من استخدم الكيميائي الا ان تصريحات روحاني قد تحمل في ثناياها ان طهران قد رفعت الغطاء عن بشار الأسد بانتظار ما ستثمر عنه زيارة نائب امين عام الامم المتحدة جيفري فيلتمان الى ايران.
واضطر الأسد مرغما امس للسماح لفريق مفتشي الامم المتحدة دخول منطقة الغوطة حيث جرى الهجوم الكيمائي الاخير وذلك بإيعاز من ايران تحت وطأة مهلة الـ24 ساعة التي طلبها الغرب من اجل السماح بانتشار فريق المفتشين للتحقيق في الكيميائي.
ميدانياً، قالت مصادر المعارضة السورية أمس إن داعميها أرسلوا 400 طن من الأسلحة إلى مقاتليها في سوريا في واحدة من أكبر الشحنات التي وصلتهم منذ بدء الانتفاضة المناوئة للأسد قبل أكثر من عامين.
وأضافت المصادر أن الشحنة ومعظمها ذخائر للأسلحة التي تحمل على الكتف والمدافع المضادة للطائرات دخلت إلى سوريا في الساعات الأربع والعشرين الأخيرة ويجري توزيعها بالفعل.
وقال ضابط في قوات المعارضة لرويترز إن تدفق الأسلحة المرسلة إلى المعارضين زاد بعد اتهام جماعات المعارضة للحكومة بشن هجمات بأسلحة كيماوية في دمشق يوم الأربعاء أسفرت عن سقوط كثير من القتلى.
وأبلغ المعارض محمد سلام رويترز أنه رأى مرور الأسلحة عبر الحدود وقال إن 20 شاحنة كبيرة عبرت ويجري توزيعها على مستودعات الأسلحة التابعة لعدد من الكتائب.
وأطلقت القوات النظامية السورية صواريخ على الغوطة الشرقية في ريف دمشق، فيما قتل محافظ حماة أنس الناعم في تفجير سيارة مفخخة في مدينة حماة."
اللواء
المحقّقون بالغوطة اليوم .. وموسكو تخشى تكرار تجربة العراق
غيوم الضربة الدولية تتجمع فوق سوريا: واشنطن تحشد بالمتوسط
وكتبت صحيفة اللواء تقول "بقايا سيارات محترقة في موقع سقوط صواريخ في منطقة برج الروس في ريف دمشق أمس الأول
بدأت نذر توجيه ضربات عسكرية غربية للنظام السوري تتجمع في أجواء البلاد،بعدما تأكد للدول الغربية مسؤولية هذا النظام عن المذبحة المروعة ،التي خلفها هجومه الكيمياوي على الغوطة بريف دمشق الأسبوع الماضي ،وراح ضحيتها مئات القتلى وآلاف المصابين.
وفي حين يستعد محققو الامم المتحدة للتوجه الى مسرح المذبحة في الغوطة اليوم ،بناء على اتفاق بين المنظمة الدولية وحكومة دمشق؛كان لافتاً الاجتماعات المتلاحقة التي تعقد في البيت الابيض لبحث خيارات التحرك الاميركي في سوريا وتعزيز واشنطن لقواتها في المتوسط بعد إعلان البنتاغون استعداده للتحرك،بالتزامن اجتماع مرتقب يعقد اليوم لقادة جيوش غربية وعربية بالأردن، وتشاور الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند هاتفيا مع الرئيس الاميركي باراك اوباما في تطورات الازمة ،وابلاغه ان «كل المعلومات تتقاطع للتاكيد ان نظام دمشق قام بشن» الهجمات الكيميائية .
بالمقابل،حذرت دمشق وموسكو وطهران من حريق قد يشعل المنطقة في حال مهاجمة سوريا.
فقدأعلنت الأمم المتحدة أن خبراءها سيباشرون اليوم التحقيق في التقارير حول استخدام أسلحة كيمياوية في الغوطة بـريف دمشق، بعد بضع ساعات من موافقة الحكومة السورية على ذلك.
وكانت الحكومة السورية أعلنت امس أنه تم الاتفاق بين دمشق والأمم المتحدة على السماح لفريق الأمم المتحدة الموجود في سوريا برئاسة البروفسور آكي سيلستروم بإجراء التحقيق.
ونقلت وكالة الانباء السورية الرسمية «سانا»عن مصدر مسؤول في الخارجيةالسورية قوله انه الاتفاق تم خلال اجتماع بين ممثلة الامم المتحدة لقضايا نزع السلاح انجيلا كين ووزير الخارجيةالسوري وليد المعلم .
لكن واشنطن التي اعتبرت أن استخدام الأسلحة الكيمياوية بات «شبه مؤكد» انتقدت القرار السوري، وقالت إنه «متأخر ويفتقد للمصداقية».
وقال وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ ان الادلة على هجوم بالاسلحة الكيماوية في ضواحي دمشق قد تكون دمرت بالفعل قبل زيارة مفتشي الامم المتحدة للموقع.بسبب القصف المدفعي من جانب القوات النظامية للموقع.
وقال وزير الدفاع الأميركي تشاك هيغل إن (البنتاغون) مستعد للخيار العسكري بسوريا إذا تلقى أمرا من الرئيس باراك أوباما بذلك.
وأضاف هيغل إن أوباما طلب من وزارة الدفاع إعداد خيارات لجميع الحالات الطارئة، مضيفا أن الوزارة أعدت تلك الخيارات، وأنها مستعدة للقيام بأي خيار إذا قرر الرئيس الأميركي ذلك.
وترافقت تصريحات هيغل مع تأكيدات لمسؤول في البنتاغون تشير إلى تعزيز الولايات المتحدة لقطعها البحرية في البحر المتوسط بمدمرة رابعة مجهزة بصواريخ «كروز»، وذلك بسبب تطورات الأوضاع في سوريا.
وكان مسؤول كبير في الإدارة الأميركية قال إن الولايات المتحدة تكاد تجزم الآن بأن الحكومة السورية استخدمت أسلحة كيمياوية في الغوطة الشرقية .
وقال أوباما إن الوقت يقترب بشأن اتخاذ رد محدد على «الأعمال الوحشية» من قبل النظام السوري.
وأظهرت اتصالات أوباما مع رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون وقادة آخرين، فضلا عن تعزيز الأسطول الحربي الأميركي في البحر المتوسط، مؤشراً على عمل عسكري محتمل ضد سوريا.
وأشارت مصادر إلى أن واشنطن تبدو جادة هذه المرة بسبب بشاعة ما حدث في سوريا، ولأن مصداقية أوباما على المحك بعدما قال مرارا من قبل إن استخدام السلاح الكيمياوي في سوريا خط أحمر.»
وفي هذا الخصوص، قالت صحيفة ذي إندبندنت أوف صنداي البريطانية إن تدخلا عسكريا دوليا ضد نظام بشار الأسد بدأ يلوح في الأفق، وإن أوباما وكاميرون تباحثا على الهاتف أربعين دقيقة البارحة (...)، وأكدت أن الخيار العسكري الدولي صار على الطاولة.
وتحدث الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند عن «مجموعة من الادلة» تفيد ان الهجوم الذي وقع في 21 اب في ريف دمشق كان «ذا طبيعة كيميائية» وان «كل شيء يقود الى الاعتقاد» بان النظام السوري «مسؤول» عنه.
وعاد هولاند مساء امس ليؤكد بعد اتصاله بنظيره الاميركي ان «كل المعلومات تتقاطع للتأكيد بان نظام دمشق قام بشن» هجوم كيميائي في 21 آب، كما اعلن بيان الاليزيه ان «الرئيسين توافقا على البقاء على اتصال وثيق للرد في شكل مشترك على هذا الاعتداء غير المسبوق».
وشهدت الساعات الماضية حركة دبلوماسية ناشطة تناولت كيفية التعامل مع المسالة. واعلن عن اتصال تم الخميس بين وزير الخارجية الاميركي جون كيري والمعلم.
وقال مسؤول في الخارجية الاميركية ان كيري ابلغ المعلم انه «لو لم يكن لدى النظام السوري شيء يخفيه كما يزعم لكان عليه ان يسمح بوصول فوري وبلا عراقيل الى موقع» الهجوم الكيميائي المفترض لمحققي الامم المتحدة.
في المقابل، حذر المتحدث باسم الخارجية الروسية الكسندر لوكاشيفيتش «من يتحدثون عن امكان شن عملية عسكرية في سوريا عبر محاولتهم مسبقا فرض نتائج التحقيق على خبراء الامم المتحدة، الى التحلي بالعقلانية وعدم ارتكاب خطأ مأسوي».
وحذر المتحدث من أن «حربا غير شرعية» على سوريا ستكون مدمرة لأمن المنطقة، ودعا إلى عدم تكرار ما سماه «المغامرة» التي خاضتها الدول الغربية ضد العراق في سوريا هذه المرة.
كما حذرت إيران من أي تدخل دولي في سوريا، وقال الجنرال مسعود جزائري نائب رئيس أركان القوات المسلحة الإيرانية إن «أميركا تعلم حد الخط الأحمر للجبهة السورية»، مضيفا أن أي تجاوز لهذا الخط من قبل واشنطن «ستكون له عواقب وخيمة على البيت الأبيض».
وكانت سوريا حذرت امس من أن مهاجمتها بحجة استخدام السلاح الكيمياوي ضد شعبها «ستحرق المنطقة».
وقال وزير الإعلام السوري عمران الزعبي إن تدخلا عسكريا أميركيا محتملا في بلاده سيترك تداعيات خطيرة في مقدمتها «فوضى وكتلة من النار واللهب ستحرق الشرق الأوسط برمته».
وأضاف أن الاعتداء على سوريا لن يكون نزهة لأي طرف في ظل التوازنات الإقليمية والمعطيات الحقيقية على الأرض.
وفي أقوى شهادة حتى الان قالت منظمة اطباء بلا حدود ان ثلاثة مستشفيات قرب دمشق ابلغت عن 355 حالة وفاة في ثلاث ساعات من بين 3600 حالة وصلت إلى المستشفيات تعاني من اعراض التعرض لغاز الاعصاب.
وكان الجيش السوري الحر والائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية ذكرا أن النظام نفذ الهجوم بالأسلحة الكيمياوية على المدنيين بغوطة دمشق ردا على استهداف موكب الأسد في الثامن من آب الحالي.
وأكدت المعارضة أن لديها أدلة تفصيلية عن اجتماع ضم الأسد وقادة عسكريين تقرر فيه ضرب الغوطة بالسلاح الكيمياوي.
في غضون ذلك،قالت مصادر المعارضة إنها تلقت 400 طن من الأسلحة في واحدة من أكبر الشحنات منذ بدء الانتفاضة .