ين مطرقة الممارسات الاحتلالية ضد الفلسطينيين وسندان سوء الحالة الاقتصادية والتعليمية والصحية والنفسية، يواجه اللاجئون وسكان المخيمات كارثة إنسانية تتفاقم يومًا بعد يوم، خاصة في ظل الضائقة المالية التي يعاني منها الشعب الفلسطيني عامة، نتيجة للحصار المفروض على الحكومة التي شكلتها حركة حماس، وما نجم عن ذلك من توقف للمساعدات الدولية.
وتشير نتائج دراسة أجرتها مؤسسة الشرق الأدنى للاستشارات (نير إيست كونسلتينج ) أن 71% من اللاجئين الفلسطينيين يعيشون تحت خط الفقر منذ شهر أكتوبر، غالبيتهم يعيشون في فقر مدقع، مقابل 29% من اللاجئين يعيشون فوق خط الفقر.
وأكد المنسق العام لمركز اللاجئين والشتات الفلسطيني (شمل)، أحمد حنون، أن الشعب الفلسطيني في مرحلة نكبة جديدة إذا لم يتم التدخل عربيًا ودوليًا, مطالبًا بفك الحصار ومواصلة المساعدات التي تقدم للفلسطينيين.
ومن جهته، أكد المدير التنفيذي لمؤسسة الشرق الأدنى للاستشارات، جميل رباح، أن معدلات الفقر تزداد بشكل مطرد ومروع، حيث يعيش 68% من الفلسطينيين تحت خط الفقر، منهم 37% يعيشون في فقر شديد.
وكشف رباح عن نتائج دراسة قام بها حول الفقر واللاجئين، وتظهر الدراسة الارتفاع الملحوظ الذي طرأ على معدلات الفقر بين اللاجئين، فبعد أن كانت نسبة اللاجئين الذين يعيشون تحت خط الفقر في شهر آذار الماضي 53%، ارتفعت النسبة لتصل في الشهر الحالي إلى 71%، بزيادة مقدارها 18% في غضون سبعة أشهر فقط.
كما تكشف الدراسة أن 79% من سكان المخيمات يعيشون تحت خط الفقر مقابل 21% يعيشون فوق خط الفقر. وبالمقارنة مع شهر آذار، فقد ارتفعت نسبة الذين يعيشون تحت خط الفقر بواقع 15%، حيث كانت 64%، لتصل إلى 79% حاليًا.
وتبعًا للزيادة المطردة في معدلات الفقر بين الفلسطينيين عامة، واللاجئين منهم خاصة، فقد ساهم ذلك في تدهور الأوضاع المعيشية والصحية والنفسية، وفي تفشي ظاهرة البطالة، وتشير الدراسة إلى أن 22% من الأسر الفلسطينية انخفض دخلها خلال الثلاثة أشهر الماضية، و77% بقي دخلها كما هو دون زيادة أو نقصان، في حين ارتفع دخل 1% من الأسر فقط.
ويعتبر 84% من الفلسطينيين، أن توفير احتياجات أسرهم بات أصعب عما كان عليه قبل ثلاثة أشهر، و14% اعتبروا أنه لم يطرأ أي تغيير عليهم، و2% اعتبروا أنهم يوفرون احتياجاتهم بصورة أسهل.
كما أكد 45% من الفلسطينيين أنهم يعتمدون على رواتبهم كمصدر دخل أساسي، و28% اعتبروا أن مصدر دخلهم الرئيس يأتي من مصلحة تجارية خاصة، و6% يعتمدون على دعم الأقارب والأصدقاء، و5% اعتبروا أنه لا يوجد لديهم دخل. و توزعت النسب الأخرى على عوائد الإيجار وبيع الممتلكات والتوفير والوسائل الأخرى.
وتبين الدراسة أن 43% من معيلي الأسر الفلسطينية ما زالوا يعملون، و 33% يعملون ولا يتلقون راتبًا، و 13% لم يعملوا منذ ثلاثة أشهر، و 7% فقدوا عملهم، و 4% من معيلي الأسر إما متوفين أو معتقلين أو يعانون من المرض، و 1% فقط وجدوا عملاً جديدًا.
وفي تعليقه على نتائج الدراسة، أكد الدكتور سمير عبد الله، مدير معهد الأبحاث السياسية والاقتصادية (ماس)، أن نتائج الاستطلاع متوقعة؛ لأن المخيمات أكثر التجمعات السكانية تأثرًا، وأن عوامل انهيار الاقتصاد الفلسطيني تتراكم يومًا بعد يوم.
وأضاف عبد الله أن: "هناك عملية إفقار يخضع لها الفلسطينيون من قبل الاحتلال، الهدف من ورائها التهجير والتدمير، ولا بد أن تستصرخ هذه الهجمة دول العالم لتقديم العون، حتى لا يتحول الشعب الفلسطيني بأكمله إلى متسول".
وخلصت الدراسة إلى أن الظروف الاقتصادية السيئة التي يمر فيها الفلسطينيون، جعلتهم جميعًا لاجئين حتى في مكان سكنهم الأصلي، حيث إن 66% من الفلسطينيين غير اللاجئين يعيشون تحت خط الفقر، مقابل 71% من اللاجئين يعيشون تحت خط الفقر، أي بفارق ضئيل لا يتجاوز نسبة 5% فقط.