ابو ابراهيم الاحمد عميد
المزاج : غاضب من اجل فلسطين تاريخ التسجيل : 22/01/2009 الابراج : الأبراج الصينية : عدد الرسائل : 826 الموقع : https://fateh83.yoo7.com العمل/الترفيه : الرياضه
بطاقة الشخصية فتح: 50
| موضوع: نائل البرغوثي و31 عاماً من الأسر الإثنين مايو 11, 2009 3:09 am | |
| نائل البرغوثي و31 عاماً من الأسر
|
| فؤاد الخفش | |
نفحه ... في ساحته العامة من الجهة الغربية جلس الرجال من حوله .. شيخ جليل اسمه نائل البرغوثي اعتقل عام1977 ، سرقت أيام السجن السوداء من وجهه شبابه وطغت على جبينه تخاليد شقائه ... شاب الرأس لهول مصابه ، وانحنى الظهر لثقل عقابه ... غاب الصديق في غياهب النسيان وظلت أمنيات الثورة حبيسة . زرع البطولة في تربة النضال .. نمت ترعرعت وجاء موعد الحصاد حصدها الحاصدون وباعها البائعون في
|
|
دكاكين المزايدات... وبقي البائع يجتر الخذلان ... آه منك أيها الزمان كم مرة طحنت له عظاما وفتت له عضدا ثم أي ... أهلا يا بني .. من أين أنت؟؟؟ قطعت ترحيبته أفكاري ووقفت سدا أمام شلالها المتدفق ... بادلته الترحاب وعرفته بنفسي، وعرفني بنفسه... انه عظيم كعظم قضيته التي انتمى إليها وكبير ككبر المهمة التي انبرى لها ... بعد طول استغراق قال لي ربما تسأل لماذا أنا هنا شيخ وهن عظمة وشاب شعره ، التهمت سنون السجن لذيذ عمره .. وتركه جسداً معلولاً .. لا تمعن النظر في هذا الكيس ... كل ما فيه دواء ، وشرع بالتوضيح " هذا للمعدة وهذا للروماتزم وهذا لتنظيم دقات القلب وهذا لنوبات الرمل ،هذا كله في كفة وبقائي هذه المدة في كفة أخرى ...وهذا وهذا وهذا ، وكالمعتاد بدل جلسته غير مرة من الم البواسير . اسمع يا بني لقد خضنا حربا ضد يهود عنوانها اقتلاعهم من ديارنا المقدسة فهي طاهرة لا تقبل نجساً، لكن طهارة قضيتنا لم تلق منا طهارة الوسيلة، حتى إن نفوس العديد منا لوثت بهوى المصلحة ،هذه النفوس قادتنا من منزلق لآخر حتى استقر بنا السكن بالقاع ... ثلاثون عاما ومن يدري ربما تصبح أربعين أو خمسين. ونحن في رحى قيود الاحتلال تطحن من تطحن، لكن لماذا حتى هذه اللحظة أنت هنا !!! أنت وكما أعلمتني تدرس في الجامعة ، كم مرة سمعت بي مرة أو مرتين؟ كم مرة فكرت في عمل شيء لي لتخفيف معاناتي؟ انتم طلبة الجامعة في مقدوركم فعل الكثير... أطرقت رأسي خجلا فبادرني بالجواب ... سأعفيك من الإجابة ... فالخجل الذي على جبينك عنوان جيد لها .. إذا كنتم انتم طلبة الجامعات الطبقة المثقفة الواعية التي تعرف واجباتها الوطنية لا يخطر واجبنا النفسي والاجتماعي لكم على بال . قاطعته،، أين رفقائكم في النضال؟؟ قهقه من أعماق قلبه غير جلسته وأمعن قليلاً ونظر في الأرجاء وعاد محدقاً بي إلى أن قال : آه لقد فتحت جرحا كنت آمل بقاءه مندملا ، قد سئمت الكلام وملت أناملي الكتابة وبح صوتي من كثرة الصراخ ،سأذكر لك مثالا واحدا لتعلم عمق ما نحن فيه من جهل في معالجة قضايانا الوطنية وبالذات قضية الأسرى ، بعيدا عن التفاوض والعمل السياسي الرسمي والجعجعة دون طحن وكما يقول المثل " آخر طحنهم جعجعة" ، زئيفي وزير السياحة الصهيوني وصلت إليه أيدي الجناح العسكري للجبهة الشعبية ،قتلوه ثم عادوا إلى قواعدهم سالمين عمل رائع بطولي ،لكن من وجهة نظري قاصر لا يرقى إلى قمة التطلعات التي ننظر إليها نحن ولا يناوش هرم الأمة وجراحة . غير جلسته مرة أخرى وتابع كلامه بحرقة متناهية تخللتها أنفاس تحترق" تصور معي لو أن المنفذين الأبطال لمعت في بالهم فكرة الأسرى ومعاناتهم وقرروا فيما بينهم إنهاء هذه المعاناة أو حتى لفت أنظار الأصدقاء قبل الأعداء إليها ، أو حتى إرسال جرعات طمأنينة لهم وهم يكابدون الموت البطيء على أسرة الاعتقال أكان ذلك بمقدورهم أم لا!!! عجزت عن الإجابة فحرارة كلامه أذهبت من ذهني كل إجابة ، نعم يمكنهم ذلك ببساطه لو احتجزوه واتصلوا بكل وسائل الإعلام وأعلنوا عن احتجازه كرهينة وطالبوا بالإفراج عن جميع الأسرى مقابل حياته لنجحوا أيما نجاح ، هذا وزير له حزب في الكنيست وله أنصار وكان متقدماً في السن وفي مكان عام يرتاده كبار الشخصيات الأجنبية والمحلية .. كلامك صحيح يا عم ولكن لماذا لم يفعلوا ذلك . إنها ثقافة الثأر والانتقام لمن استشهد فقط ، هذه العقلية صبغت عمل جميع الفصائل الوطنية والإسلامية وكأن الذين رحلوا يحتاجون الثأر أكثر من حاجتنا للحرية،غير جلسته للمرة الرابعة تصور معي أن جميع عمليات الثأر للشهداء من جميع الفصائل وجهت للإفراج عن أسرى هذه الفصائل هل تعتقد أنني وغير سنكون في هذا المكان لمدة زادت عن الثلاثون عاما . ارتفع صوت المؤذن يدوي في جنبات السجن " الله اكبر الله اكبر ، الله اكبر الله اكبر " بينما كان صاحبي يردد بصوت واضح" حي على الكفاح حي على الكفاح" وفرك أصابعه مع صوت اصطكاك أسنانه وختم" نحن منكم أيها الصامتون يكفينا خذلاناً"
|
|
| |
|