ابو ابراهيم الاحمد عميد
المزاج : غاضب من اجل فلسطين تاريخ التسجيل : 22/01/2009 الابراج : الأبراج الصينية : عدد الرسائل : 826 الموقع : https://fateh83.yoo7.com العمل/الترفيه : الرياضه
بطاقة الشخصية فتح: 50
| موضوع: الصراع العربي-الصهيوني في السينما المصرية السبت مايو 30, 2009 11:53 pm | |
| الصراع العربي-الصهيوني في السينما المصرية أفلام فاسدة وأشياء أخرى!! | القاهرة – نهاد عبد الوهاب | | هل استخدمت السينما المصرية كسلاح في الصراع العربي الصهيوني، وماذا حققت، وهل عكست طبيعة الصراع ؟ هذه الأسئلة وربما أسئلة كثيرة تدور حول هذه المسألة. حاول الإجابة عليها الكاتب بلال فضل في دراسة، نقدم بعض ما جاء فيها. 48 ساعة في "إسرائيل"
|
| للتدليل على أن الدارس للأفلام التي عالجت قضية الصراع العربي الإسرائيلي يدرك أن هذه الأفلام كانت فى أغلب الأحيان سلاحًا فاسدًا حقيقيًا - وليس حتى كالأسلحة الفاسدة المشكوك فى حقيقتها فى حرب 48 – نسوق فيلم"48 ساعة في إسرائيل" للممثلة الشهيرة نادية الجندي، نموذجا. وهي الممثلة التي تطلق على نفسها لقب "نجمة الجماهير" ، التي كانت تحاول من خلال فيلم "48 ساعة في إسرائيل" استثمار نجاحها السابق في فيلم ( مهمة في تل أبيب ) حيث واصلت في الفيلمين السابقين أداء صورة المرأة قاهرة الرجال ، وبدلا من قهرها في الأفلام السابقة لتجار المخدرات ومعلمي وكالة البلح أخذت تقهر رجال الموساد والجيش "الإسرائيلي" ، وكان استقبال الناس لفيلمها الأول حافلاً فأغراها ذلك بتكرار التجربة - بل باقتحام مجال الأفلام التاريخية بعد ذلك حيث أعاد كتاب السيناريو كتابة تاريخ مصر خصيصي لها !!- ، ولكن استقبال الناس لمهمتها الثانية في "إسرائيل" خيب توقعاتها حيث فشل الفيلم فشلاً ذريعاً وتحول إلى مثار سخرية للنقاد وللجمهور على حد سواء ، ولازلت أذكر رد فعل الجمهور الذي حضرت معه أحد العروض الجماهيرية للفيلم ، كانت نادية الجندي تؤدى على الشاشة مشاهد المفترض فيها أن تثير حماس الناس وتلهب مشاعرهم وتجعلهم يتسمرون في كراسيهم خوفًا على البطلة التي تضحي بحياتها من أجلهم ، بينما كان جمهور السينما يكاد ينفجر من الضحك على التعليقات التي أخذ عدد من الشباب الحاضرين يطلقها سخرية من الفيلم وبطلته ، ولست أنسى هنا تعليقًا أطلقه شاب كان يجلس خلفي بينما كانت نادية الجندي ترقص رقصة وطنية الدافع من أجل الهاء الصهاينة والتأثير في قدرتهم على التركيز، قال هذا الشاب بصوت عالٍ:" والنبي احنا نستاهل اللي بتعمله "إسرائيل" فينا .. بقى إحنا هنغلب "إسرائيل" بالرقص ده ماكنش حد غلب". لتنفجر السينما بالضحك دون أن يدرك أحد مرارة الحقيقة التى تكمن فى ثنايا هذا التعليق . هل أبدو لك هنا كمن يهزل في موضوع الجد ؟ ، على الإطلاق لا أهزل حتى لو حتى بدا أنني أفعل ولو كنت مكاني لاستخدمت نفس اللغة التي أتحدث بها إن لم تشطح أكثر مني . فإذا كان أبو الطيب المتنبي قد قرر منذ مئات السنين أن في مصر كما من المضحكات المبكيات فإنني أستطع أن أقرر - لا عن مبالغة إنشائية بل عن دراية بأحوال السينما المصرية سواء بالاقتراب منها والعمل فيها خلال العقد الماضي من الزمن أو بدراسة تاريخها القريب والبعيد - بأن السينما المصرية ليس فيها سوى المضحكات المبكيات . دعني أذكر لك بعض الأمثلة المتعلقة بموضوع هذه الورقة ، و كنت أحاول عام 1999 إقناع أحد المنتجين بإنتاج أول فيلم كتبته كان يحمل عنوان "سيد العاطفي " وكان يتطرق ضمن أحداثه إلى قضية الوجود الصهيوني في مصر بعد اتفاقات السلام والتي تجعل من الممكن لأي مصري أن يفاجأ بأن "الخواجة" الذي يتعامل معه بحفاوة وبمودة هو "إسرائيلي" ، المفترض أنه كان عدوا وأصبح فجأة مسموحًا له بالدخول إلى عقر دارنا ، وكان المفروض طبقًا لأحداث الفيلم أن يتخذ بطل الفيلم موقفًا أمام منزل السفير الصهيوني بالقاهرة للتعبير عن احتجاجه على السماح للصهاينة بالدخول إلى مصر، خاصة وأن والده كان بطلاً من أبطال حرب أكتوبر، وبعد أن انتهيت من حكاية الفيلم للمنتج - بالمناسبة أغلب المنتجين في مصر وكذلك الممثلين خصوصاً الشباب منهم لا يقرأون بل يعتمدون على حكاية أحداث الفيلم لهم من قبل المؤلف والمخرج- قال لي بعد أن أمعن النظر: " مابلاش حكاية "إسرائيل" دي أصلها قدمت بعد مامحمد هنيدى حرق علم "إسرائيل" في صعيدي في الجامعة الأمريكية- كان ذلك في عام 98- الناس هتقول علينا بنقلده.. ماتيجي نخليه السفير الأمريكي هتبقى جديدة وهنبقى أول ناس بنعملها"". لن أرهقك بما قلته للمنتج لكن يكفى أن تعلم أن المناقشة انتهت بقوله لي: "باقول لك ايه ماتشوف لنا حاجة بعيدة عن "إسرائيل" دي الناس مش ناقصة قرف جوه وبره شوف لنا حاة لذيذة". وكانت النتيجة أننى شفت له حاجة لذيذة ولم ينفذ فيلمى حتى الآن، وبعد سنتين عندما اندلعت انتفاضة الأقصى وقتل الطفل الفلسطينى محمد الدرة ، شاهدت هذا المنتج مع حشد من الفنانين في دار الأوبرا في تظاهرة فنية ضد "إسرائيل" كان يضع شالاً فلسطينياً على كتفه ويغني بصوت جهوري أغنية "القدس هترجع لنا" قبل أن يصرح لعدد من القنوات التلفزيونية أنه يستعد لإنتاج فيلم ضخم ضد "إسرائيل" لكنه لازال يبحث عن السيناريو المناسب.!! إذا كانت هذه الواقعة تبدو لك شخصية وغير علمية لأنها غير موثقه فدعني أوكد على كلامي بواقعة أخرى موثقة وتخضع لكل قواعد البحث العلمي على الأقل من وجهة نظرى. "فتاة من إسرائيل" نشرت العديد من الصحف المصرية في بدايات عام 1997أخباراً عن سيناريو فيلم سينمائي مأخوذ عن قصة للكاتب المصري محمد المنسي قنديل عنوانها "الوداعة والرعب"، السيناريو تبنته فنياً عائلة راضي- إحدى العائلات الفنية الشهيرة في مصر- ليقوم بإخراج الفيلم المخرج الشاب ايهاب راضي آخر العنقود في العائلة وابن عميدها المخرج الكبير محمد راضي الذى اشتهر بعدد من الأفلام السياسية المهمة وعلى رأسها فيلم من أشهر الأفلام المصرية عن حرب أكتوبر وهو فيلم أبناء الصمت. وقالت الأخبار أن السيناريو يواجه مشاكل عنيفة مع الرقابة على المصنفات الفنية وأنه سيعرض على المجلس الأعلى للرقابة ،المكون من عدد من كبار المثقفين ليبت في أمر السيناريو، وقالت الأخبار بعد أسابيع أن المجلس الأعلى للرقابة وافق جهاز الرقابة في اعتراضه على السيناريو وطلب إجراء تعديلات جذرية فيه دون أن تنشر طبقاً للأعراف السينمائية أي تفاصيل عن التعديلات المطلوب عملها على السيناريو. وهدأت الضجة ثم لفت الأيام ودارت وفي عام 1999 امتلأت الصحف والمجلات الفنية بأخبار بدء تصوير فيلم مصري ضخم الإنتاج اسمه "ظل الشهيد" قيل في جميع الصحف على ألسنة صناعة المنتج محمد راضي والمخرج ايهاب راضي- الذي اشترك في كتابة السيناريو أيضاً- أنه فيلم جرئ وطبقاً لما قاله لي المخرج إيهاب راضي فإنه يعتبر فيلمه هو الأول في تاريخ السينما المصرية الذي يتعرض لقضية الصراع المصري الصهيوني . وبعد أسابيع وعند الانتهاء من تصوير الفيلم والاستعداد لنزوله إلى دور العرض أعلن فريق عمل الفيلم فجأة عن تغيير اسمه إلى "فتاة من "إسرائيل"" لأن اسم "ظل الشهيد" غير جماهيري وأدبي نوعاً ما، ولم يحقق ما كان يأمله صانعوه بأن ينجح النجاح الذي حققه محمد هنيدي في فيلم "صعيدي في الجامعة الأمريكية" عندما قام بإحراق العلم "الإسرائيلي" على الشاشة لأول مرة في عهد ما بعد كامب ديفيد، وهو المشهد الذي كانت دور العرض تضج بالتصفيق فيه وكان سبباً إضافياً في تدعيم جماهيرية الفيلم الذي حقق أعلى إيرادات في تاريخ السينما المصرية حتى الآن "27 مليون جنيه"، بينما تجاوزت إيرادات فيلم "فتاة من إسرائيل" المليون جينه بصعوبة رغم أنه قدم معركة حامية الوطيس بين الأب المصري محمود ياسين والأب الصهيوني فاروق الفيشاوي استخدمت فيها البونيات والبوكسات والكلمات النارية للصراع على الابن خالد النبوي الذي تجذبه فتاة صهيونية شبه عارية في لبسها ليترك أسرته التي سافر معها في رحلة إلى سيناء ويذهب معها إلى الكيان الصهيوني ،وينسى ثأر أخيه الشهيد في حرب أكتوبر وينسى أمه الصالحة –الفنانة رغدة- وكذلك خطيبته المحتشمة في لبسها –الفنانة حنان ترك- وبينما يتبادل الأبوان الضربات تارة بتارة فى إشارة إلى سجالية الصراع بين مصر و"إسرائيل" يتذكر الابن وهو على متن المركب المتجه إلى "إسرائيل" كلمات أمه له ووجه أخيه الشهيد فيقفز من على المركب تاركا إغراء البنت "الإسرائيلية" التي نسى كل شيء من أجلها عائدًا إلى مصر التي كان قد قرر تركها منذ دقائق من أجل خاطر البنت "الإسرائيلية" شبه العارية - والتي لعبت دورها فتاة مصرية ثارت مشاكل بنها وبين أسرتها بسبب ظهورها بالمايوه طوال الوقت ثم قيل أنها اعتزلت وارتدت الحجاب ثم قيل أنها عادت للتمثيل . واقع الحال إن السينما المصرية عالجت القضية الفلسطينية في أفلامها لكنها لم تفها حقها، ولم تساهم في تكريس الوعي القومي والنضالي ولم تبرز صورة المناضل الفلسطيني بالشكل السليم، وربما لا تزال الفرصة قائمة، لان الصراع دخل مرحلة حاسمة. |
|
| |
|