ابو ابراهيم الاحمد عميد
المزاج : غاضب من اجل فلسطين تاريخ التسجيل : 22/01/2009 الابراج : الأبراج الصينية : عدد الرسائل : 826 الموقع : https://fateh83.yoo7.com العمل/الترفيه : الرياضه
بطاقة الشخصية فتح: 50
| موضوع: حرب تهويد فلسطين: هل توقفها مزامير السلام الموهوم؟ الأحد أغسطس 02, 2009 5:29 pm | |
| حرب تهويد فلسطين: هل توقفها مزامير السلام الموهوم؟!.
|
| مأمون كيوان |
أعلنت وزارة النقل في الكيان الصهيوني، مؤخرا، أنها ستمحو الأسماء العربية لبلدات فلسطينية تقع داخل ما يسمى الخط الأخضر من لوحات اتجاهات السير للإبقاء على الاسم العبري وحده. وبموجب القرار، الذي صدّقه وزير النقل إسرائيل كاتز ، لن يكتب اسم القدس المحتلة بعد الآن بل سيستخدم بدلاً منه اسم
|
|
|
"يروشالايم"بالعبرية والانكليزية. ولقد كان وما زال التهويد في نظر الصهاينة هو مبرر استمرار الوجود الصهيوني في فلسطين. ومن أبرز أشكاله وآلياته تغيير أسماء معالم فلسطين كافة من مدن وقرى وسهول وجبال وأنهار. و يعود التفكير بتهويد أسماء المعالم الفلسطينية إلى "صندوق استكشاف فلسطين" الذي قام بعملية مسح للبلاد بين 1871-،1877 وجمع أسماء المواقع القديمة والخرائب والقرى، وأعدّ قوائم للأسماء تحوي أكثر من 10 آلاف اسم نقلت بحروف إنجليزية. ومن أهم النتائج التي أسفر عنها عمل الصندوق، تحديد أعداد كبيرة من الأماكن المذكورة في التوراة لم تكن مواقعها معروفة سابقاً (622 اسماً توراتياً في غرب الأردن كان قد تحدد منها 262 اسماً قبل العام 1870). وطبقاً لما نشر عن الصندوق، وضع الكولونيل كوندر منهجية للخرائط التي صمّمها، محاولا تعيين مواقع الأسماء التي ورد ذكرها في "العهد القديم" ورسم حدود أسباط بني إسرائيل الاثني عشر، وقام بما يسمى "اقتفاء آثار الجيوش الغازية والهجرة القديمة"، بالإضافة إلى قراءة النقوش الباقية وفك رموزها. وفي المنحى ذاته، تحدث بيسانت (السكرتير الفعلي للصندوق لمدة 25 عاماً) عن العمل الذي قاموا به، قائلا: “كنا نقوم بثورة كاملة في فهم التوراة ودراستها، كنا نستعيد مجد فلسطين في عهد هيرودس، كنا نستعيد بلاد داود، كنا نرد إلى الخارطة أسماء المدن التي دمرها القائد العظيم يوشع. لقد أعدنا البلاد (فلسطين) إلى العالم، بالخارطة والأسماء والأماكن المذكورة في التوراة”. وقد دأب الكيان الصهيوني على إصدار خرائط وأطالس عبرانية لفلسطين التاريخية، فأصدر على سبيل المثال، خريطة معدلة للخريطة التي وضعتها حكومة الانتداب البريطاني في سنة1944، وجعل التسميات العبرية للأماكن الفلسطينية محل التسميات القديمة المعروفة. وكذلك نشرت "إسرائيل"، في هذا السياق وعلى فترات متعاقبة "أطلس الطرق" و"كل البلاد" و"المعجم الجغرافي لأرض إسرائيل" و"الدليل السياحي" وغير ذلك من الموسوعات والخرائط والبلدانيات. يشار إلى أنه قبل الإعلان عن قيام الكيان الصهيوني كانت "الهوية اليهودية" لفلسطين إحدى المسلمات التي لا جدال فيها لدى التيارات الصهيونية المختلفة، فقد قدم شموئيل كاتس عضو الكنيست الأول وأحد مؤسسي حركة أرض "إسرائيل" الكاملة، ومستشار رئيس الحكومة مناحم بيغن نسخة تقليدية للتوصيف الصهيوني الخاص بموقع فلسطين في الصراع الدائر حول هويتها. فذهب في أحد مقالاته إلى أنه ليس هناك شعب فلسطيني تاريخي، وليس هناك في التاريخ العربي شيء اسمه فلسطين. وأورد قول بن غوريون (رئيس الوكالة اليهودية) أمام اللجنة الانجلو أمريكية للتحقيق عام 1945 بأن "هذا البلد صنع منا شعباً، وشعبنا صنع هذا البلد. لم يصنع أي شعب آخر غيرنا هذا البلد، كما أن هذا البلد لم ينجب أي شعب آخر". تهويد الأسماء لم تحدث عملية تهويد أسماء المعالم الفلسطينية دفعة واحدة، حتى إنه في السنوات الأولى لقيام الكيان الصهيوني كانت بعض المؤسسات والوزارات “الإسرائيلية” تستخدم التسميات الفلسطينية - العربية. فمثلاً، تضمن الكتاب السنوي الهيدرولوجي الصادر عن وزارة الزراعة أسماء غير مهوّدة لأنهار ووديان مثل: الزرقاء - العوجا - الحاصباني - بانياس - القرن -الحلزون – اسكندرونة.. وينابيع. لكن هذه المرحلة لم تدم طويلاً، إذ سرعان ما شنت "إسرائيل" حملة تهويد استهدفت طمس الأسماء الفلسطينية للمناطق والمواقع والمعالم الجغرافية. وقد مرّت عملية تهويد الأسماء بمحطات كثيرة، وتوزّعت التسميات الصهيونية للمعالم الفلسطينية وفق الأنماط التالية التي تنتمي إلى كل منها مئات الأسماء الموضوعة: أسماء تناخية: قسمت المؤلفات اليهودية الدينية والتاريخية أرض فلسطين إلى مناطق جغرافية/ إدارية، بالطريقة التي تحدث عنها التناخ ( العهد القديم) في سفر يشوع، أي بين أسباط بني "إسرائيل". وبهذا أقدمت تلك المؤلفات على إجراء مطابقة قسرية ومصطنعة بين الرواية التناخية وبين الأرض الفلسطينية، في وقت لم تُحسم فيه بعد مسألة "الجغرافية التاريخية للتناخ"، بل تزداد باطّراد المسافة بين هذه الجغرافية المتصورة ومعطيات علم الآثار والتنقيبات العلمية المحايدة. وحسب ذلك التقسيم جرت تسمية المناطق الفلسطينية على النحو التالي: منطقتا حيفا وعكا، حتى الليطاني. سميتا أشير، الجليل الشرقي. سمي نفتالي، منطقتا طبرية وبيسان سميتا أفرايم، منطقة اللد والرملة ويافا سميتا شمعون. وفي الخرائط والأطالس وشتى الكتب "الإسرائيلية"، أعطي العديد من أسماء الأماكن والمعالم الجغرافية الفلسطينية أسماء تناخية، إما بسبب ورود هذه الأسماء في "العهد القديم" أو بفعل التقدير أن الأماكن المسماة كانت مسرحاً لحدث معيّن حسب الرواية التناخية، وفيما يلي بعض النماذج: سهل حيفا/ عكا سمي عيمق زبولون. مرج ابن عامر سمي عيمق يزرعيل، البحر الميت سمي يم هميلح (يم لوط). تجدر الإشارة هنا إلى أن الغالبية العظمى لأسماء الأماكن التي تزعم المصادر اليهودية أنها عبرية، هي أسماء كنعانية انتحلتها "إسرائيل"، كما في الأسماء السابقة، وغيرها مثل: يردن = الأردن، عكو = عكا، يافو = يافا، نصريت أونتسريت = الناصرة. تسميات تلمودية أطلقت هذه التسميات على أماكن ورد ذكرها في المشناه (و التلمود عموماً) وكانت مستعملة في العهدين البيزنطي والروماني، ومنها مثلاً: خربة نبرتين (في الجليل الأعلى) سميت خربة نبورياه - خربة المنارة (في الجليل الأسفل) سميت خربة منوريم. وفي حالات أخرى أطلقت تسميات يهودية على أماكن فلسطينية (تخليداً) لأسماء شخصيات ورد ذكرها في الرواية اليهودية لتاريخ البلاد. فمثلاً سمي جبل الشيخ مرزوق (جنوب غرب القدس) هار غيورا على اسم شمعون بارغيورا، أحد قادة التمرد اليهودي ضد الرومان. وسمي جبل العريمة (في منطقة الخليل) باسم هار هكنائيم (تخليدا لذكرى المتعصبين اليهود الذين تمردوا ضد الرومان وتحصنوا في قلعة متسادا = مساده). تسميات نسبة إلى حاخامات وأدباء: من أمثلة ذلك: تسمية جبل حيدر (في الجليل الأعلى) باسم هار هآري تخليدا لذكرى رئيس حاخامات الكابالاه في صفد. وتسمية عين الحمرة (جنوب صفد) عين همبيط تخليدا لذكرى الحاخام موشي مطراني الذي قيل إنه عاش في صفد في القرن السادس عشر - تسمية عين التينة (في الجليل الأعلى) باسم عين يكيم/ تخليدا لذكرى حارس الكهنة الذي كان مقيماً في صفد. تسميات لرموز صهيونية: مثالها: جبل شرفة (غرب القدس) سمي هار هرتسل،لدى نقل عظام مؤسس الصهيونية الأول إليه عام 1949، تل عين الصابون (منطقة الحولة) سمي تل روعيم، تخليدا لذكرى مجموعة الرعاة الصهاينة الذين أسسوا مستعمرة تل حاي. تسميات منسوبة لمستعمرات صهيونية: أطلقت "إسرائيل" على المستعمرات التي أنشأتها أسماء خاصة بنفس الطريقة التي انتهجتها في تسمية المعالم الفلسطينية، ومحت من الخرائط غالبية أسماء القرى العربية التي أقيمت تلك المستعمرات على أراضيها. وعمدت إلى نسب معالم أو مواقع فلسطينية إلى المستعمرات الصهيونية، وهنا بعض الأمثلة: تل رخمة (النقب) سميت: جفعات يروحام، نسبة إلى مستعمرة في المنطقة. تسميات محرّفة عن العربية: حسب هذا النمط، جرى تحريف الأسماء العربية لمعالم، واستخدمت عوضاً عنها ألفاظ عبرية، مع إبقاء بعض الحروف الأصلية في هذه الألفاظ.. أمثلة: جبل أباريك سمي هار برك، جبل الرحمة - سمي هار رحاماه. تسميات حسب طبيعة المكان: أخذت التسميات المنتمية إلى هذا النمط من واقع الأماكن وأبرز سماتها الخاصة. ويتمثل عنصر التهويد في هذه الحالة بإطلاق ألفاظ عبرية على موجودات الأماكن أمثلة: عين العنكليت (الجليل الغربي): عين يراك (على اسم نبات حول النبع). عين أم عامر (منطقة الحولة): عين أجمون (على اسم نبات موجود في المنطقة). عموماً، أوشكت أسماء المواقع أن تضيع تماماً في فلسطين بالتهويد المتواصل والمتزامن مع الاستيطان والترانسفيرز وهذا الثالوث يستهدف الذاكرة والتاريخ والجغرافيا، أي تغيير هوية فلسطين أرضا وشعبا وسوقا في سبيل ضمان نجاح المشروع الصهيوني في فلسطين الذي ما زال حتى الآن مشروعا قيد التنفيذ ولن يستكمل نفسه إلا في حال تغييب الشعب الفلسطيني سياسيا وحضاريا وتحويله إلى مجرد وجود لمجموعات بشرية بلا هوية وتاريخ وذاكرة. وهذا ما يعمل لأجله قادة الكيان الصهيوني جهارا وعلانية. وأمام هذا الإصرار الصهيوني على تهويد فلسطين يتضح أن عملية التسوية العتيدة المنشودة من أطراف فلسطينية وعربية، والمأمول منها إقامة الدولة الفلسطينية في ما تبقى من الضفة الغربية أو أرخبيل الكانتونات الفلسطينية، سواء سميت جمهورية أو مملكة أو امبراطورية، ليست سوى عملية تضليلية ومقامرة سياسية تنذر بكوارث قادمة. |
|
| |
|