ابو ابراهيم الاحمد عميد
المزاج : غاضب من اجل فلسطين تاريخ التسجيل : 22/01/2009 الابراج : الأبراج الصينية : عدد الرسائل : 826 الموقع : https://fateh83.yoo7.com العمل/الترفيه : الرياضه
بطاقة الشخصية فتح: 50
| موضوع: فتح الأوسلوية...فتح بيت لحم… و "صحواتها"! الجمعة سبتمبر 04, 2009 6:10 am | |
| فتح الأوسلوية...فتح بيت لحم… و "صحواتها"!
|
| عبد اللطيف مهنا |
ربما لم يسبق وأن حظي مؤتمر عام لتنظيم أو لحزب فلسطيني أو عربي بمثل هذا الاهتمام والمتابعة الرسمية والشعبية والإعلامية، اللذين حظي بهما مؤتمر فتح اللجنة المركزية السادس، الذي تم عقده في بيت لحم المحتلة. وقد يمر وقت ليس بالقصير على انفضاضه ليظل مبعث انشغال المنشغلين بالآثار والذيول المترتبة عليه، وما قد تستدعي نتائجه من تداعيات وانعكاسات، لعل فيها ما سوف يبرر مثل هذا الذي حظي به، على
|
|
|
الصعيدين الوطني والقومي، من الاهتمام والمتابعة. هذا المؤتمر العام لـ "فتح" السلطة الذي تأخر لما يقارب العقدين من الزمن، لم يحظ بهذا كله لما يعنيه فقط مسمى "فتح" في الذاكرة الفلسطينية والعربية، والمقترن دائماً بإطلاق الرصاصة الثورية المناضلة الأولى. تلك التي أذَّنت باندلاع الثورة الفلسطينية المعاصرة التي كانت قد فجرتها وقادتها لعقود، وقدمت على مذبحها، وخلال مسيرتها، القوافل من الشهداء من قادة وكوادر وفدائيين ، أو هذا ما يحاول واقعها الراهن وانعطافتها الأوسلوية إحالته إلى التاريخ، وإنما لكونه ينعقد في مرحلة مصيرية خطرة وصعبة وتصفوية تمر بها القضية الفلسطينية، وإن مجرد انعقاده، موعداً ومكاناً، وبتركيبته وتشكيلته التي كان عليها، قد حسم سلفاً الكثير من التكهنات التي غذاها اللغط الداخلي حول اصطدام التوجهات وتفاقم الخلافات الداخلية التي سبقته وكثر الكلام الإعلامي حولها، ويعد نقطة مفصلية بالنسبة لفتح الأوسلوية نفسها، بل والقضية عموماً، وسيكون له ما بعده. وعندما نقول التوجهات و الخلافات، فنعني بها ما كان يطفو أو يثار، ولا سيمّا بين مركز قرارها وقاعدتها، أو بين رموزها أحياناً. أما بعد انعقاد المؤتمر وما جرى خلاله، فالواقع يقول إن هذه التوجهات قد حسمها خطاب أبو مازن في افتتاح المؤتمر، أما ما تدعى الخلافات، وهي كانت وتظل في التقليد الفتحاوي طبيعية، فقد كانت هامشية وانتخابية، ولا سيما في غياب التقارير الحركية، والبرنامج السياسي، اللذين استعيض عنهما بهذا الخطاب، الذي لم يأتِ فيه صاحبه بما هو مختلف عن أفكار أبو مازن العامة المعروفة التي تعكس منطقه ونهجه وتوجهاته المعهودة. وعندما تم فوزه بالإجماع وبالتزكية رئيساً للجنة المركزية الجديدة، تم موضوعياً إقرار برنامجه المستعاض به هذا، هذا الذي يعني ببساطة إكمال مسيرة تسووية تنازلية بدأت قبل أوسلو، وتجديد الارتهان لخيارها الوحيد، وهو، فاوض، وفاوض، وفاوض إلى ما شاء الله، واقبل ما عساهم يعطونه لك… وعموماً، إنهاء شرعية ثورة لصالح شرعية سلطة بلا سلطة و تحت الاحتلال ورهن إملاءاته. لقد بدا وكأنما المؤتمر قد عقد فقط لينتخب من انتخبهم، حيث في ظل انعدام النقاشات السياسية، وواقع الابتعاد عن مقاربة كل ما هو استراتيجي، كان المطلوب أن تتماهى حركة كانت ثورية مع سلطة نظرية، مع تغيير في الوجوه بلا تغيير في الجوهر. وحيث تمت مبايعة رئيسها، أُزيح ما يدعى الحرس القديم لصالح الجديد الذي تعكس جدته إعادة ترتيب توازنات، أو إفرازاً حركياً للقوى صاحبة القرار في الحركة-السلطة، المتكيفة مع دورها في السياق الأوسلوي ومساراته التصفوية. أما ما بقي من قلة قديمة من الرموز فيظل هامشياً، أو هم ما كانوا دائماً كذلك، أو عندما يكون القرار فهم سيظلون كالعادة في منزلة صفر حافظ منزله! هنا، يجب الانتباه إلى زيف بعض التوصيفات الإعلامية التي تحدثت عن صراع أجيال؛ إذ إن الغالبية التي جاءت إلى اللجنة المركزية هم شيوخ لا شباب، وقد انقسموا ما بين مفاوض ومستشار للرئيس ومسؤول أمني، حيث فاز، كما هو معروف، أربعة من قادة الأمن والمنسقين مع الاحتلال، وإجمالاً كان تنافساً بين من هم في خندق واحد وتحت خيمة واحدة، ويتصارعون على مناصب وليس على ترجيح برامج أو رؤى أو حتى صلاحيات. واقتصر هذا الميدان على جماعة الداخل، أما الخارج، الذي لم يعد في الحسبان الأوسلوي، فلم يكن منه فائز إلا واحداً هو من داخل السرب وليس من خارجه، وربما لما سيوكل إليه من مهام تقتضيها أهمية الساحة التي قدم منها، ونعني اللبنانية، أو دوره المنشود في سياق ما قد تخبئه المرحلة التسووية القادمة… سوف تتكشف في الأيام القادمة الكثير من الملابسات التي أحاطت بالمؤتمر، إعداداً، ووقائعَ، وإخراجاً، وبدأ من الآن تكفُّل جزءٍ من الخاسرين بنشر غسيله، وهم يعدون بعضهم ويتوعدون بالمزيد في قادم الأيام، وقد لا يكون مهماً الكلام عن تركيبة المؤتمر، وكيف جرى الإعداد له، أو من دُعي ومن استُبعد، وكيف جرى التصويت، أو ما يقال عن استبدال فائز بخاسر، وهكذا، وكل هذا الجدل والاتهامات أو التراشق الذي تعالى حتى قبل انفضاض المؤتمر؛ لأن هذه الأمور إنما هي لا تفاجئ عارفاً بواقع هذه الحركة راهناً، ثم إنما هي تحصيل حاصل بالنسبة للظروف الوطنية والقومية والدولية التي أحاطت بعقده، أو سهلت له، بل التي قضت أو ساعدت بأن يكون على مثل هذه الصورة البائسة وهذا المآل السيئ وليس عداهما. ثم علينا أن لا ننسى أنه إنما مؤتمر تقرر أن يعقد في ظل احتلال وبموافقته، يمنع من يمنع من القادمين من الخارج ويوافق على من يوافق على قدومه، وبتمويل من قبل ما تسمى "الدول المانحة"، وتحت عين ما يدعونها "الشرعية الدولية" وهاجس الانسجام معها والاستقواء بها، إلى جانب اتخاذ ما يلزم لتغييب أصوات الوطنيين في القاعدة الفتحاوية وشل فعاليتهم، واستنكاف عدد غير قليل من الأعضاء عن هذا الحضور، ثم ما أحيط بعدم حضور 400 عضوٍ من غزة له و طريقة تصويت من صوت ومن لم يصوت منهم، فتضخمه عدداً بالرغم من عدم حضور من لم يحضر، حيث إن مؤتمراً عاماً للحزب الشيوعي الصيني سوف يبدو متواضعاً إزاء عديد من حضره، وعليه، كان ليس غريباً أن يسفر عما أسفر عنه، أي أنه، وباختصار، كان انعكاساً طبيعياً لواقع "فتح الداخل"، أو "فتح السلطة"، أو فتح الأوسلوية… إن المفارقة الخطرة هنا، هي أن مثل هذا المؤتمر، الذي لم تكن من نقاشات سياسية جوهرية فيه، سوف تكون له نتائج سياسية كبيرة مفصلية وخطرة سيكون لها أثرها على جوهر القضية ومسارات الصراع في فلسطين، حيث سمعنا من أحد الرموز الأوسلوية الكبيرة الخاسرة فيه، كلاماً ما كنا سنسمعه منه لو فاز، إنه شيخ المفاوضين و أحد رمزيّ أوسلو، أبو علاء أحمد قريع، الذي دفعته الخسارة إلى هجاء المؤتمر والمؤتمرين والتشكيك في شرعيته، متحدثاً عن "ترتيبات خلف الستار" أعدت لاستبعاد من استبعد من الفوز، في سياق ما وصفه بـ "البحث عن بصّيمة"… سمعناه يقول: إن "هناك عروضاً لدولة مؤقتة وحل بلا لاجئين وقدس، وتقطيع أوصال، وكتل استيطانية باقية، ويبدو أن بعض الناس يضعون ذلك في الحسبان"! على أية حال، وحتى قبل إنجاز فرز أصوات انتخاب الهيئة الثانية المطلوب انتخابها الذي طال وبدأ التشكيك في نتائجه وما سيؤول إليه، المجلس الثوري، بدأ العديدون مع أبو علاء في نشر الغسيل… والأيام القادمة قد تأتي بالمفاجآت، في بقايا حركة تنوء تحت ثقل موروثها النضالي وكبواتها… فجرت الثورة الفلسطينية المعاصرة وقادتها، عندما كانت تقدم قوافل شهدائها فدائيين ومناضلين و كوادر وقادة لتحرير كامل فلسطين… وآن كان شعارها هويتي بندقيتي… وعندما جنحت قيادتها النافذة عن هذا الذي انتهجته في بداياتها وانطلقت من أجله أضحت بالضرورة فتوحاً، وانتهى الجانحون منها اليوم بها إلى فتح بيت لحم… حيث بدأنا من الآن، وقبل انفضاض مؤتمرها، نسمع عن استقالات فردية وبالجملة، واتصالات منذرة بدأت تدور بين من ابتعدوا أو استبعدوا أو خسروا تتحدث عمّا أطلق عليه "فتح الصحوة"، ومسارعة رئيسها المتوّج ومعه اللجنة المركزية الجديدة إلى نفي أي بداية انشقاقات أو"صحوات" محتملة! |
|
| |
|