من فمك أدينك..فياض حين يتحول إلى ناطق صهيوني!!
رام الله .... لم يكن غريبا على رئيس الحكومة اللاشرعية في الضفة الغربية المدعو سلام فياض ذلك الشجب والاستنكار الذي صرح به -دونما أي خجل- لوسائل الإعلام في أعقاب مصرع جندي صهيوني جنوب مدينة نابلس بالضفة الغربية المحتلة.
ولم يكتف فياض بشجب العملية البطولية واستنكارها بل زاد على ذلك بتعهده لأسياده الصهاينة أن "السلطة الفلسطينية ستواصل وبحزم اتخاذ كافة الإجراءات الكفيلة بمنع تكرار هذا الحادث المدان من قبلنا".
ولا يخفى على عاقل أن فياض كان يقصد بقوله "اتخاذ الإجراءات الكفيلة" تلك التي تتضمن ملاحقة المقاومين في الضفة الغربية، واعتقالهم والزج بهم في السجون، وتعذيبهم وإهانتهم، وتقديمهم للمحاكمات، ليس لشيء إلا لأنهم رفضوا العيش بذل وخنوع وأصروا على مواصلة الدرب الذي سار عليه آلاف الشهداء والجرحى والأسرى خلف القضبان.
لكن الأدهى من ذلك حين يهذي فياض في معرض استنكاره للعملية ويقول: "هذا الحادث يتعارض مع المصالح الوطنية الفلسطينية، ومع الجهود التي تبذلها السلطة، والالتزامات التي أخذتها على عاتقها"، حيث أصبح فياض وفريقه الاستسلامي الذليل وكأنه هو من يقرر ما هي المصلحة الوطنية!!
المصلحة الوطنية الجديدة!!
فالمصلحة الوطنية والالتزامات التي أختها السلطة على عاتقها-هي في عُرف فياض وحكومته ورئيسه من قبله محمود عباس- تلك التي توفر الحماية الكاملة للصهاينة، ويسهر فيها أبناء حركة فتح وأجهزتها الأمنية على راحة المغتصبين، ويتفانون في ملاحقة المقاومين، وينفذون بنود الخطط الأمنية المهينة من خلال عنوان عريض يجملون به قبائح أعمالهم الشنيعة بقولهم "التنسيق الأمني" الذي هو في حقيقة الأمر ما هو إلا "تنسيق خياني".
ومما يثير الاشمئزاز أن يرى المواطن الفلسطيني من يدعي أنه "رئيس حكومة" يكذب علانية، حيث يدّعي فياض قائلاً: "شعبنا يتوحد خلف نهج المناهضة السلمية للاستيطان والجدار وممارسات المستوطنين، وان هذا النهج يجد المساندة الكاملة من السلطة ويحظى في نفس الوقت بالتأييد الدولي واسع النطاق".
فصحيح أن النهج السلمي العقيم يحظى بالدعم والتأييد الكاملين من السلطة الذليلة ومن المجتمع الدولي الظالم، إلا أن ما هو أكيد يا فياض أن الشعب الفلسطيني يدرك جيدا أن هذا النهج لم يجلب إلا له إلا الكوارث، وأن هذا النهج لا يعني إلا الاستسلام والتنازل عن الحقوق والثوابت، وأن ما أخذ بالقوة لا يسترد إلا بالقوة، وأن طريق التحرير معبد بالدماء والتضحيات..
الكذب والتنكر لدماء الشهداء وآهات الأسرى
ويحذر فياض في بيان شجبه الفلسطينيين مما أسماه "مخاطر الانجرار إلى أعمال العنف التي ثبت بالملموس مدى الضرر الذي تلحقه بالمصالح العليا لشعبنا"، إذ كيف للفلسطيني أن يصدق ما يزعم به فياض بعد أن رأى بعينه الانتصارات التي حققتها المقاومة في لبنان وغزة، وكيف أن هذه المقاومة رفعت رأس الأمة عاليا، وكيف أن الجماهير العربية والإسلامية التفت حول خيار المقاومة والجهاد في سبيل الله.
فهل فياض ومن هم على شاكلته يصدقون أنفسهم حين يكذبون ويقولون بأن المقاومة تلحق الضرر بالمصالح العليا للشعب الفلسطيني، وبماذا سيبرر فياض لعوائل الشهداء والأسرى والجرحى والمبعدين حين يرون أن من يدعي عن نفسه أنه "رئيس حكومة فلسطينية" يتنكر لدماء أبنائهم وآهات أبنائهم وعذاباتهم خلف القضبان وعلى أسرة الشفاء!!؟
ومن أعطى لفياض الحق ليطلق على المقاومة لفظ "أعمال العنف" أم أنه تحول إلى ناطق صهيوني يدافع عن الصهاينة ويتشارك معهم مصائبهم بل وحتى ألفاظهم!! ثم يختم فياض تصريحه بدعوته الفلسطينيين إلى "اليقظة من عواقب هذه الأعمال".!!