سوريا.. ليست مصر اسلام تايمز - الأخ أبو موسى أمين سر حركة التحرير الوطني الفلسطيني ـ فتح الانتفاضة القائد الفلسطيني الذي عرفناه على مواقفه المبدئية والذي يرفض كل أشكال الحوار مع العدو أو المنسقين معه يتحدث لموقع "إسلام تايمز" بصراحته المعهودة وبطريقته المستقيمة في مقاربة الأحداث، حيث التقينا به في مكتبه الكائن بدمشق وأجرينا معه حواراً حول تفاصيل الأحداث التي تجري الآن على الساحة العربية والفلسطينية. اسلام تایمز |
سوريا.. ليست مصر
فكان الحوار التالي:
س1 ـ كونكم متواجدين على الأراضي السورية، كيف ترون الأحداث التي وقعت خلال الفترة الماضية، وما هو تقييمكم لنتائجها؟
بسم الله الرحمن الرحيم
بداية أفضل ما قيل ويؤكد أو يقيِّم ما جرى على الأراضي السورية في المرحلة الأخيرة ما قاله السيد الرئيس بشار الأسد عندما تكلم وخطب في مجلس الشعب عندما قال: (ليس كل من تحرك هو من ضمن المتآمرين) وهذا فعلاً، وأثبت التحريات والتحقيقات التي جرت أن هناك أطرافاً خارجية أو حتى داخلية عميلة تعمل لغير صالح الوطن، من هنا بتقييمنا باسم تنظيم حركة فتح ـ الانتفاضة ـ نرى أن الذي جرى حرَّكته قوى خارجية عبارة عن رد أمريكي ضد هذا البلد بالنسبة لما حصل من تحركات شعبية شبابية في المنطقة العربية.
بمعنى؛ هم يخشوا فيما لو تقدمت مصر وتحركت باتجاه إعادة دورها الوطني والقومي إذا ما تلاقت مستقبلاً مع سورية التي تأخذ هذا الدور الوطني والقومي والممانع وعدم الرضوخ لإرادة أمريكا سينعكس هذا على الواقع العربي على الأمة العربية كلها، من هنا استبقت أمريكا وأعداء سورية الكثر، سورية محاطة بأعداء من كل الجهات مع الأسف، محاطة من طرف لبناني و هو 14 اذار وإسرائيل اضافة الى جهات في الأردن و العراق، حركوا كل هذه القوى لتكون عامل تفجير للإساءة إلى سورية وليس الحركة بكاملها من أجل الإصلاح.
هناك فئة تطالب بالإصلاح وهي صادقة، والإصلاح حقيقة هو لتقوية وتمتين الموقف السياسي السوري، الإصلاح ليس ضد النظام، الإصلاح من أجل مصلحة النظام، وأنا سمعت بعض قيادات المعارضة لا تطالب بتغيير نظام بقدر ما تطالب ببعض الإصلاحات التي تحدث عنها النظام منذ سنة 2005 من تصحيح أو إصلاح النظام، ومصلحة سورية في تقوية هذا النظام وتثبيته في مواجهة المؤامرة الأمريكية المستمرة، وكلنا عشنا منذ 2005 لليوم ضغوط سياسية واقتصادية ومحاولات عزل سورية عن عالمها العربي وعن محيطها الإقليمي والتي سقطت أمام صمود الموقف السياسي السوري، من هنا نرى أن هناك مندسين وقوى خارجية دخلوا ليسيئوا إلى سورية ولتحول التحركات السلمية من مصلحة سورية إلى معاداتها ونحن على ثقة أن بعض الإصلاحات التي بدأ النظام يطبقها ويحققها على أرض الواقع سيعزز من الموقف القومي الممانع والمواجه للعدوان الصهيوني الإمبريالي الأمريكي.
وأنا أرى أن سورية قوية، وأن الرئيس بشار الأسد أقوى من أي نظام أو رئيس في العالم العربي لأنه يعتمد على إرادة شعبية، يعبِّر عن ضمير الشعب العربي وضمير أمة عربية يعبر عن القضية المركزية للأمة العربية، ولا غبار عليها لأنها في طليعة الدول العربية التي تعالج مثل هذه القضية الوطنية وإن أي إصلاح سيكون لصالح سورية وصالح النظام لتقويته وتثبيته وتأكيد الموقف القومي الذي يعبر عن إرادة وضمير الأمة العربية لأنه في خدمة الموقف السياسي التاريخي الذي بدأ منذ عهد المرحوم القائد الخالد حافظ الأسد لما كنا نسمعه منه من تأكيده على الموقف القومي وتقديمه على الموقف الوطني، والنظام القائم الآن هو استمرارية لمثل هذه الرؤية وهذا الموقف ولقد خرجت بموقف صلب ومتين، ونحن كفلسطينيين سنكون أكثر سعادة من خلال هذه الإصلاحات التي ستتم، وتنتهي هذه الموجة الغابرة التي دخلت فيها قوى معادية ستندحر وتبقى سورية هي رائدة القومية العربية.
س2 ـ المستشارة السياسية والإعلامية للرئاسة السورية إضافة إلى بعض الصحف أشارت إلى ضلوع بعض الفلسطينيين في الأحداث الأخيرة التي جرت على أرضها، ما ردكم على ذلك؟
حقيقةً فوجئنا من هذا الموقف الذي أتى على لسان الأخت السيدة بثينة أن فلسطينيين يمكن أن يكون لهم مشاركة أو دور تحريضي أو ما شابه ذلك، وكانت البداية في منطقة درعا، وعندما سمعنا بهذا الخبر، مباشرة أكثر القيادات الفلسطينية انطلقت فوراً إلى (مخيم درعا) لتستكشف مدى صحة هذه المعلومة، وثبت لنا ولكل الأجهزة المعنية بهذا الموضوع أن لا أساس لمثل هذا الخبر. كان الخبر مستهجن ومستغرب حقيقة التأكيد على وردها مثل هكذا معلومات، وثبت أيضاً أن الموقف من خلال تجمعات جماهيرنا، ليس في درعا فقط، في كل المخيمات الفلسطينية على الأراضي السورية، نحن كفلسطينيين نعتبر أن أي إساءة لنظام البلد في سورية سنكون أول من يدفع ثمن الخسارة، ونحن مصلحتنا في هذا الموقف السياسي الداعم والحاضن للقضية الفلسطينية للقيادة الفلسطينية كونه السند الأخير لنا في الأمة العربية للشعب الفلسطيني كمنظمات فلسطينية، للأسف لا إمكانية لنا للتحرك للبقاء للإقامة للعمل في كثير من الدول العربية ومطاردين فيها، إنما هذا البلد هو الحاضن القومي، هذا القلب العطوف على الشعب الفلسطيني لا يمكن أن ننساه، وقد وثبت بالتأكيد والتدقيق أنه لا دور لأي فلسطيني لا سمح الله بكل هذه الأحداث.
ولا أريد أن أقول سوى أن الأخت بثينة شعبان استعجلت بهذا القرار ولم تدقق فيه، والمفروض أن تقدم اعتذاراً للشعب الفلسطيني عن هذا الخطأ الذي حصل منها.
س3 ـ على ضوء ما يجري في المنطقة العربية، واستغلال إسرائيل لهذه الأحداث، كيف ترون السبيل لتجاوز هذه المرحلة بأقل الخسائر؟
الذي يجري في عالمنا العربي يجب أن يجري ويجب أن لا نتجاوزه، وعلى شعوبنا العربية وعلى أمتنا العربية أن تأخذ مداها، هذه الحركة الشبابية الوطنية الشعبية، الأخ والأخت حتى الأطفال يشاركون اليوم في هذه المسيرات وفي هذه المواقف، هذه الحالة الرديئة التي أوصلت هذه الشعوب العربية لهذا الحال من الهزال ومن عدم الاعتبار، والمثال على ذلك مصر التاريخ، مصر الأمة، مصر المرجع للأمة العربية تاريخياً، أين أوصلها حسني مبارك، أوصلها وكأنها دولة صغيرة هامشية لا معنى ولا دور معنوي ولا قومي ولا وطني، لا بل هذا النظام في مصر جعلها أداة من الأدوات للأمريكان، يجب أن تستمر هذه الحركة الثورية العربية لتعيد لهذه الأمة تاريخها وحقها في الوجود، ومكانتها بين دول العالم من احترام وتقدير، يجب أن يكون النظام في سورية والرئيس بشار الأسد الذي كان دائماً في كل المؤتمرات والقمم العربية هو الصوت العالي الواضح والموقف الذي لا غبار عليه يحرِّض ويندِّد بهذه المواقف المتخاذلة من كثير من قادة هذه الأمة الذين وصلوا إلى قيادة الأمة في غفلة من الزمن.
كفى، على شعوبنا أن تنهض وتكون سورية باستمرار هي العنوان والمرجع وصاحبة الخطوات السبَّاقة من خلال موقفها ودعمها لما حصل من انتصارات فلولا الموقف السوري الداعم لهذه القوى الوطنية الثورية المجاهدة في لبنان كحزب الله ما كان ليتم هذا الانتصار العظيم، كذلك الموقف الذي دعَّم الموقف الفلسطيني في حرب 2008 في غزة، يجب أن يكون هذا هو العنوان لكل الأنظمة العربية وموقفهم من القضايا الوطنية، وأن تعود الأمة لتأخذ دورها الريادي وحقها في الوجود في هذا العالم.
س4 ـ سورية بلدنا الثاني، والآن تمر بمرحلة حرجة، ما هي كلمتكم للقيادة والشعب السوري الشقيق؟
باعتقادي بدأت الأمور تتضح بأبعادها السياسية وأبعادها التي كانت تحاصر هذا البلد بالسياسة والاقتصاد وما شابه ذلك، الآن مع أخذ بعض الخطوات التي بدأت من خلال اللجان التي شُكِّلت لمعالجة بعض القضايا التي من الضروري الإصلاح فيها. والإصلاح ليس عيباً أو تهمة، الإصلاح ضروري أي مجتمع أي حالة أي منظمة أي حتى شركة عندما يمر عليها 10 ـ 15 سنة تعيد النظر بقوانينها، تعيد النظر بسلوكها، تعيد النظر بممارستها، تعيد النظر بكل الحياة الداخلية فيها، هذا الإصلاح بالتأكيد سيكون لمصلحة النظام ومصلحة ترشيد العمل وترشيد الإدارة في داخل هذه المؤسسة على أي مستوى في المؤسسات من الدولة إلى الشركة وما بينهما، المراجعة والتقييم لفترة زمنية ضرورية جداً، وليس هذا إشارة على أنه يوجد فيه قصور أو أنه في مؤامرة على الشعب، الإصلاح مصلحة للشعب وبالنهاية مصلحة الدولة والنظام الذي يوجد فيه.
س5 ـ العلاقات السورية ـ الفلسطينية ذات بُعد استراتيجي، وهي مهمة للأمن القومي العربي. كيف ترون السبيل لتعزيز هذه العلاقات في مواجهة التهديدات الأمريكية ـ الصهيونية؟
نحن غير راضين عن الواقع الفلسطيني الحالي بعلاقاته مع سورية كنظرة استراتيجية والتي يجب أن تكون لمواجهة العدوان على هذه الأمة، إن كان على فلسطين أو سورية، أو أي بلد عربي آخر. لذلك عندما نرى أن ما يسمى سلطة الحكم الذاتي الإداري في رام الله ومواقفها وعلاقاتها السياسية المرتبطة كلياً، إن كان سابقاً مع نظام حسني مع مبارك الوكيل العميل لصالح أمريكا، ثم ارتباطها وعلاقاتها منذ عام 93 من خلال اتفاق أوسلو وإفرازاتها المشينة مع الكيان الصهيوني ضد قوى المقاومة والممانعة الفلسطينية، وعدم التنسيق أو التفاهم مع سورية حول مستقبل القضية الفلسطينية كقضية مركزية للأمة العربية، هذا سيؤثر بطريقة أو أخرى على العلاقة كقوى فلسطينية، إنما هناك الخط الوطني، النهج الوطني المقاوم في الساحة الفلسطينية بما تمثله فصائل المقاومة الموجودة الآن على الأراضي السورية، هي على تماس مستمر وتنسيق مستمر إن كان باللقاءات أو حتى بالإشارة ندرك أين التوجه الحقيقي الصحيح نحو خدمة القضية الفلسطينية.
لذلك نحن نرى أن علاقتنا إستراتيجية كمقاومة، لأن هذا النظام هو الذي أسس لجبهة مقاومة عندما التقى في مرحلة ما في مؤتمر صحفي السيد الرئيس بشار الأسد مع الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد مع السيد حسن نصر الله وأعلنوا على رؤوس الأشهاد وبوساطة كل الفضائيات أن دعم المقاومة واجب وطني وواجب قومي وشرعي، عندها نحن نكون في طليعة هذه القوى، وفي خدمة ومن خلال هذه القوى نقوم بدورنا الجهادي الاستمراري مع هذا العدو الذي ينكر علينا أي حق من حقوقنا التاريخية، والصراع بيننا وبين العدو الصهيوني يرتكز على مسألتين المسألة الأولى أن هذا العدو احتل أرضنا في عام 48 وشرَّد شعبنا، لذلك دون حل لتلك المسألتين عودة الشعب وعودة الأرض بأي وسيلة كانت ونحن ندرك أن الوسيلة الوحيدة مع هذا الكيان الغاصب هو الكفاح والنضال والجهاد حتى يتم تحرير فلسطين، هذه الرؤية مؤمن بها هذا النظام في هذا البلد، هذه الرؤية وإن لم يعلَن بالوضوح، لأن كل الدول لها مبررات كيف تطرح قضاياها السياسية، لكن نحن لا نرى أو لا نحاكم الموقف السياسي المعلَن كنظام، ولكن نقرأ برنامج الحزب الذي يقود هذا النظام برنامجه تحرير فلسطين من كل شبر تطأ فيه أقدام هذا العدو، لذلك نحن في موقف واحد وفي خندق واحد وفي رؤية واحدة، صحيح الظروف الآن غير مواتية، هذا لا يعني أن نقرّ ونعترف بالكيان الصهيوني وبشرعية وجوده على أي جزء من أرضنا الفلسطينية، لأن الأيام قادمة والحياة دواليك يوم لك ويوم عليك، لا بد أن يأتي يوم تعود فيه الدورة دائرتها على هذا العدو ونكون إن شاء الله جميعاً محرِرين لهذه الأرض المحتلة لأنها أرض عربية قبل أن تكون أرض للفلسطينيين.
س6 ـ هناك عدة عناوين في الشأن الفلسطيني المتعلقة بالوضع الفلسطيني عامة، من هذه العناوين:
ـ قضية الوحدة الوطنية.
ـ قضية الأسرى والمعتقلين.
ـ قضية منظمة التحرير والمرجعية الوطنية.
باختصار؛ ماذا يمكن أن تقول في هذه العناوين؟
ـ بداية قضية الوحدة الوطنية:
منذ 2005 والحديث دائر عن الوحدة الوطنية، نحن في حركة فتح ـ الانتفاضة ـ لنا رؤية منذ ذلك الزمن وإلى هذه اللحظة نقول أن مقولة الوحدة الوطنية الفلسطينية غير قابلة للتطبيق ضمن الشروط والرؤى، الواقع الآن على الأرض الفلسطينية، ما دام هناك جهاز مؤسسة نظام سلطة -سموها ما شئتم- يقرّ ويعترف ويتبنى اتفاق اسمه "اتفاقية أوسلو وإفرازات أوسلو" لا يمكن أن يتم اللقاء مع هذا الطرف الذي يقرّ بشرعية الوجود الصهيوني ويقر بعدم حقنا الكامل بالعودة لكل إنسان فلسطيني خرج من فلسطين عام 48، هذا خلاف جذري، هذين نهجين متصادمين ليس خلافياً وإنما متناقضين، لذلك مقولة الوحدة الوطنية ليس لها دور في هذه المرحلة كما نراها، إلا إذا كان الطرف الآخر الحاكم الآن المسمى سلطة في رام الله أن يتراجع ويتخلى وينقض ويخرج من كل العقود والاتفاقات التي تمت من أوسلو وما تبعها، مسألة دعوة للمصالحة، الوحدة شيء والمصالحة شيء، اليوم في دعوات للمصالحة ما بين الطرفين، عنوانها حركة فتح والسلطة من جهة، وحماس من جهة أخرى، ولكن الرؤى التي تتبناها حماس تتبناها فصائل المقاومة، وأيضاً من هم في رام الله، السلطة وفتح المركزية معهم بعض الفصائل الهامشية والغير مقاتلة عسكرياً لهم رؤية أخرى لديهم رؤى أخرى، أنا أقول أنها بدأت مثل هذه المشاورات، وستكون مركزها وموقعها في مصر للتشاور أو اللقاء، أنا من اليوم؛ ليست مسألة تشاؤمية ولكن أنا إنسان واقعي أحاور وأحدد، أقول أنها فرصة ضائعة، وقت ضائع، ليس في مصلحة القضية الفلسطينية، يكفي من سنة 2005 إلى 2011 والوفود تذهب وتعود إلى القاهرة، والأيام ليست في صالحنا، حوالي ست سنوات العدو ينهب الأرض، يصادر الأرض، يقيم المستعمرات، ونحن في خلافات على قضايا جانبية، إذا لم يكن الحوار من أجل المصالحة على الأساس الحقيقي للمصالحة وهي كيف نعيد بناء منظمة التحرير الفلسطينية التي يشارك فيها جميع القوى الفلسطينية، ليست الفصائل فقط، إنما كل القوى من مؤسسات من اتحادات من نقابات من شخصيات وطنية لتعيد النظر عندما تخلت هذه السلطة عن الميثاق الوطني وهو الميثاق الذي عقد بين الشعب والقيادة على أن يكون هذا هو البرنامج السياسي لنضالنا في المستقبل، وهذا الذي تخلت عنه السلطة في عام 96 في غزة، نحن نريد أن يُعاد بناء منظمة تحرير فلسطينية تشارك فيها كل القوى ويكون برنامجها الميثاق وإن كان لا بد من تعزيزه لوجود فصائل فلسطينية لم تكن موجودة في تلك المرحلة عندما وضع هذا البرنامج أو هذا الميثاق، بمعنى التيارات الإسلامية، نحن مع إدخال أي مادة أي شيء أي موقف أي رؤية تعزز هذا الميثاق وتعطيه القوة وصلابة واستمرارية أكثر.
أما هذه الحوارات أنا بلَّغت من يراد تبليغه أنكم ستضيعون وقتاً لا مبرر له، ستذهبوا وتعودوا وتكونوا قد ضيعتم زمناً ليس في صالح القضية الفلسطينية، وكان من المفروض في هذه المرحلة، في ظل هذا الثوران هذا التحرك النضالي القومي العربي أن تأخذوا دوراً في إعادة بناء مؤسساتنا على أسس واضحة سليمة مقاومة، وغير ذلك لن يكون له فائدة من هذا الحوار القادم.
ـ قضية الأسرى والمعتقلين:
ندعو لهم بالصبر وإمكانية الإفراج عنهم، ولكن دون أن يكون لدى الثورة الفلسطينية ما يُجبِر العدو على الاعتراف بهؤلاء الأسرى أنهم أسرى حرب وليسوا معتقلين وليسوا مجرمين كما يعاملهم، لن يكون هناك على الأسف في هذه المرحلة بين أيدي الثورة الفلسطينية ما يخفف من آلامهم، ولذلك نقول هذه مسؤولية من لديه الإمكانية العمل من أجل مزيد من أسر جنود أو غير جنود لأن هذا الكيان كله عسكر، ليس هناك شيء مدني في هذا الكيان، عندما يبدأ النفير ويكون هناك الاستنفار في داخل الكيان الكل في خدمة العسكر، الكل عسكريين، لذلك لا بد من أخذ أسرى واعتقالهم والتبادل على مثل هذا، ونحن نرى كم هذا العدو لا يحترم لا أسرى ولا كما يحزنون، لذلك نرى أن (شاليط) مضى عليه كل هذه السنوات ولا يريدون الإفراج عن أي مناضل أو أي مجموعة من المناضلين، ولكن هذا دورنا يجب أن يكون لدى الثورة الفلسطينية أسرى للمبادلة وغير ذلك لا إمكانية لمساعدة أسرانا داخل فلسطين إلا إنسانياً لا أكثر ولا أقل.
ـ قضية منظمة التحرير والمرجعية الوطنية:
كان من المفروض في ظل الحراك العربي الشعبي الذي شمل المغرب العربي إلى منطقتنا في المشرق العربي أن يكون لنا أيضاً خطوة في مواجهة نهج الانحراف والاستسلام والخيانة الذي يتم من قبل سلطة رام الله، خاصة بعد أن نشِرت وثائق الحوارات التي نشرتها الجزيرة، كنا نعلم سابقاً، كنا نتلمس أن هناك تفريط في حق العودة وهو أساس الصراع بيننا وبين هذا العدو، كنا نتلمس أن هناك شيء ما خطير، جاءت الأيام بالوثائق لتعلن أن هناك مساومة رخيصة بدون أي ثمن، وبدون أي مقابل يفاوضوا ويطرحوا أعداد بالمئات وبالآلاف وشعبنا المشرد بالملايين في خارج الوطن.
لذلك بعد هذا الموقف وبعد هذه الرؤية وبعد هذه الوثائق التي نشرت لا أعتقد أن هناك شيء يجمعنا مع هؤلاء الذي أخذوا هذا النهج واستمروا فيه، لذلك كان علينا أن نغتنم هذه الفرصة، وبالتاريخ هناك شيء اسمه اللحظة التاريخية، بمعنى إذا أردت أن تأخذ قراراً سياسياً أو عسكرياً أو ما شابه ذلك. باعتقادي في هذه اللحظة التاريخية يجب أن نأخذ موقفاً كقوى مقاومة مختلفين ومتناقضين مع الطرف الآخر أتباع أوسلو، المرجعية الوطنية الفلسطينية التي تمثل حق الشعب الفلسطيني ودوره في المقاومة من أجل الاسترجاع، مع الأسف حتى الآن نحن في داخل التحالف لسنا مجمعين على مثل هذه الرؤية، نحن في حركة فتح ـ الانتفاضة ـ طرحناها منذ حوالي سنة ونصف، وطرحناها مرة أخرى خلال العشرة أيام بمذكرات رسمية لفصائل المقاومة المتواجدة على الأراضي السورية، ولكن لا نزال نعمل بكل جهدنا على إقناع إخواننا في الفصائل على أن نخطو هذه الخطوة.
ولكن نعتقد أنه ما دام الآن قرار عند حماس بالتحديد بالذهاب إلى الحوار لا أعتقد أنهم سيأخذوا بما نراه أن هناك الآن ضرورة لبناء المرجعية الوطنية التي تعبر عن ضمير هذا الشعب وحقوقه وأمانيه وتاريخ نضاله، كانت الانطلاقة الأولى والرصاصة الأولى والبيان الأول والقسم كل من انتمى إلى حركة فتح في ذلك التاريخ هي تحرير فلسطين التي احتلت عام 48، نحن على هذا الموقف، وسنبقى على هذه الرؤية وسنحاول أن نُجمِّع كل القوى في الساحة الفلسطينية وهم كثر، الخيرين الذين يروا ما نرى، ولكن علينا أن نرتقي بموقفنا بوضعنا من تحالف إلى مرجعية، وغير ذلك نكون قد ضيعنا فرص كان يجب أن نستغلها ونعطيها حقها.
س7 ـ أين وصلت جهود حركتكم في مسيرة العمل الوطني الفلسطيني، خاصة ما يتعلق بموضوع الوحدة الوطنية؟
نحن لسنا مشاركين بهذه الحوارات، ولن نكون مشاركين لأننا مقتنعين أنها مضيعة للوقت وإعطاء أمل في غير موقعه لشعبنا، يجب نحن كثوار وكقادة للشعب الفلسطيني أن نقول الحقيقة لشعبنا، أن لا نحاول إعطائه صورة وردية على غير حالتها الحقيقية، هذه الحوارات لن تؤدي إلى نتيجة مهما طالت ومهما كان الذي يرعاها، صحيح في المرحلة الماضية كان حسني مبارك وأبو الغيط وعمر سليمان (سيء الصيت والذكر) كانوا يرعوها وهم متآمرين، ولكن حتى الآن وإن رعتها مصر، مصر في ظروف غير مهيأة أن تأخذ دوراً، ولكن ظروفهم صعبة، هم بحاجة إلى إعادة بناء ما تهدم وما خُرِّب طيلة مدة حكم حسني مبارك هناك أشياء كثيرة بحاجة إلى إصلاحات، وإعادة مصر إلى دورها الريادي، ليس لديهم فرصة أو عندهم وقت زائد ليعطوا القضية الفلسطينية أكثر من أن لا يتآمروا عليها ولن يتآمروا ولن يكونوا متآمرين عليها.
ولذلك نحن كتنظيم في الساحة الفلسطينية من خلال التحالف القائم الآن بيننا كـ 8 فصائل فلسطينية لن نشارك بهذا الحوار لأننا لن نكون صادقين أمام شعبنا، أي حوار مع هؤلاء هي محاولة لإعطائهم صفة الوطنية، هؤلاء فقدوا دورهم الوطني بعد هذه الوثائق التي أعلنت، وبعد هذا التنسيق الكامل مع الكيان الصهيوني أمنياً وسياسياً وتجارياً واقتصادياً وتأخذ القوى الثورية والوطنية دورها في قيادة الشعب الفلسطيني.
س8 ـ كلمة أخيرة تود توجيهها عبر موقع إسلام تايمز؟
نحن سعداء أن يكون لنا لقاء مع هذه المؤسسات (المواقع) لأننا متأكدين أنها لا بد أن تكون في خدمة الوطن والقضايا الوطنية القومية للأمة العربية، هذا الموقف الإعلامي الواضح والصريح المقاوم، الذي يعطي الصورة الحقيقية لكل حدث على الأرض العربية.
هذا عمل نضالي جهادي كبير، اليوم الكلمة لها دور فاعل في تحريك ورؤية وتوجيه الشعوب، خاصة شعوبنا العربية، أنا أرى أن الكلمة تصبح رصاصة عندما تكون في موقعها وفي الاتجاه الصحيح، تؤثر في صدر العدو ولو من بعيد، إنما لها دور في توعية نضالية من أجل حشد قدرات الأمة على الموقف الصحيح، وحمايته من كل التدخلات الإعلامية المبثوثة في كل أرجاء العالم العربي، تبث لنا من السموم ما لا حدود له، نحن بحاجة إلى مثل هذه المواقع الإعلامية التي تنشر هذا الوعي السياسي الوطني والقومي.
فبارك الله بكل خطـوة تخطوها هذه المواقع في سبيل توحيد وتوجيه وتجميع الرؤى على الموقف الصحيح لخدمة هذه الأمة.
وشكراً