الصحافة اليوم 1-5-2013: نصرالله: سوريا لن تسقط
تناولت الصحف اللبنانية الصادرة صباح اليوم الاربعاء 1-5-2013 مجموعة من العناوين ابرزها كلمة الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله ليل امس، كما تحدثت الصحف عن تطورات الازمة السورية.
السفير
لقاء سلام ـ «8 آذار»: الخلاف على الأحجام مستمر
نصرالله: سوريا لن تسقط .. ولن نترك لبنانيي القصير وأعزاز
وكتبت صحيفة السفير تقول "وجه الامين العام لـ«حزب الله» السيد حسن نصرالله رسائل حازمة وواضحة الى الاطراف المعنية بالازمة السورية، في الداخل والخارج، مشددا على ان أصدقاء سوريا الحقيقيين لن يسمحوا بسقوطها في ايدي أميركا واسرائيل والجماعات التكفيرية. وأكد كذلك ان «حزب الله» معني بمساعدة لبنانيي ريف القصير على الدفاع عن أنفسهم، وبحماية مقام السيدة زينب في دمشق، كما أشار الى انه «لا يمكن ان نستمر بمشاهدة مأساة أهالي مخطوفي اعزاز من دون ان نحرك ساكنا».
أما على خط تأليف الحكومة، فلم يتمكن الاجتماع المسائي الذي عقد أمس بين الرئيس المكلف تمام سلام ووفد قوى «8 آذار» من التوافق على كيفية بناء «أعمدة» التشكيلة، في ظل تمسك الاكثرية السابقة بالمشاركة الفعالة عبر 9 وزراء على الاقل، ورفض سلام منحها الثلث المعطل، معتبرا انه والرئيس ميشال سليمان يشكلان الضمانة المطلوبة.
رسائل نصرالله
وقال نصرالله في كلمة وجهها مساء أمس عبر شاشة «المنار» ان الهدف مما يجري في سوريا لم يعد فقط اخراج سوريا من محور المقاومة ومن معادلة الصراع العربي الاسرائيلي، وايضا لم يعد الهدف فقط اخذ السلطة بأي ثمن من النظام الحالي، بل يمكن القول ان هدف كل الذين يقفون خلف الحرب بسوريا هو تدميرها كدولة وشعب ومجتمع وجيش، كي تصبح دولة عاجزة، وكي تُشطب من المعادلة الاقليمية، منبها الى ان القضية الفلسطينة تواجه خطر تصفية جديا.
وأكد نصرالله ان لسوريا في المنطقة والعالم اصدقاء حقيقيين لن يسمحوا بأن تسقط في يد اميركا او اسرائيل او الجماعات التكفيرية، «وانا اقول هذا من موقع المعلومات والمتابعة التفصيلية».
وفي موضوع ريف القصير، قال الأمين العام لـ«حزب الله» ان «هناك ما يزيد على 30 الف لبناني في تلك المنطقة، تعرضوا للقتل والخطف واحراق بيوتهم وهم مهددون بأصل وجودهم، وقد زاد في الامر خطورة انه نتيجة الوقائع الميدانية اضطر الجيش السوري الى الانكفاء من بعض المناطق، وبات هؤلاء وجها لوجه امام الجماعات المسلحة، ونحن بوضوح لن نترك اللبنانيين في ريف القصير عرضة للاعتداءات من الجماعات المسلحة، وإن من يحتاج الى المساعدة لن نتردد في ذلك».
وتابع: بعض اللبنانيين متورط بتحضير مقاتلين للسيطرة على قرى القصير، لكننا لا نريد أي إشكال في لبنان على الرغم من معرفتنا باسماء اللبنانيين المعتدين ومن أرسلهم.
وأكد ان هناك جماعات مسلحة تكفيرية هددت بأنها ستدمر مقام السيدة زينب، «وأي تفجير او هدم للمقام ستكون له تداعيات خطيرة وستخرج الامور عن السيطرة»، وأضاف: هناك من يدافع عن هذه البقعة ويستشهد، وهؤلاء هم الذين يمنعون الفتنة المذهبية. ولفت الانتباه إلى أن «مشكلتنا هي مع الجماعات التكفيرية التي تدمر أضرحة السنة والشيعة، وانا الشيعي لا اتهم السنة».
وحول مخطوفي أعزاز، اعتبر نصرالله ان «استمرار هذه القضية الى اليوم مؤلم جدا ومشهد الاهالي ينتقلون من شارع الى آخر مؤلم جدا، فهل تظنون اننا سنشاهد هذه الامور والمأساة باستمرار من دون ان نحرك ساكنا؟».
وبالنسبة الى الطائرة من دون طيار التي أعلنت اسرائيل عن إسقاطها، أكد نصرالله أن «حزب الله لم يقم بإرسال الطائرة ولحساسية المنطقة أصدر بياناً دقيقاً»، مشدداً على أن الحزب خلال فترة صراعه مع العدو الاسرائيلي لا يقوم بعمل ثم ينفيه، «وليس هناك ما يؤكد أن حادثة الطائرة صحيحة».
وأكد انه اذا كان احد يتوهم ان المقاومة في لبنان هي الآن في حالة ضعف او ارتباك او ضبابية، نتيجة ما يجري في سوريا والعراق وفلسطين، فهو مشتبه جداً وخاطئ جداً، «وانا احذر العدو ومن يقف خلفه من ان يرتكب اي حماقة ضد لبنان، لان المقاومة يقظة وتملك الارادة والعزم والتصميم للدفاع عن لبنان وارضه، وسننتصر في اي مواجهة مقبلة ان شاء الله».
الحكومة مؤجلة
على صعيد آخر، لم ينجح الاجتماع بين الوفد الموحد لقوى «8 آذار» والرئيس المكلف تمام سلام في تحقيق اختراق حقيقي في جدار عقد التأليف، بعدما بقي كل طرف على موقفه، وإن يكن الجانبان قد حرصا بعد اللقاء على التأكيد ان مناخا إيجابيا ساد النقاش، وانه تم الاتفاق على استمرار التواصل.
وعلم ان الوفد طرح على الرئيس المكلف ضرورة ان يأتي التمثيل الوزاري وفق الأحجام النيابية، وبالتالي فان الوفد طلب ان تكون مشاركة فريق «8 آذار» في الحكومة فعالة.
وقالت مصادر مطلعة لـ«السفير» ان الوفد تجنب المطالبة المباشرة بالثلث الضامن، ولكنه أبلغ سلام إصراره على ان يكون حضوره الوزاري موازيا لحجمه النيابي، «من دون ان يعني ذلك اننا نريد ان ندخل الى الحكومة للتعطيل، بل لمساعدتها على النجاح في عملها، الامر الذي يستوجب ان نتمثل وفق حجمنا، لا أقل ولا أكثر».
وأشارت المصادر الى ان قوى «8 آذار» تعتبر ان من حقها المبدئي الحصول على 10 مقاعد وزارية، إلا انه انطلاقا من رغبتها في تسهيل مهمة الرئيس المكلف والتعامل بواقعية مع التوازنات السياسية، تقبل بـ9 مقاعد، كحد أدنى، ولا تستطيع ان تقبل بأقل من ذلك.
وبينما قالت أوساط سلام لـ«السفير» ان أجواء اللقاء مع ممثلي «8 آذار» كانت صريحة وجيدة، ويبنى عليها، أفادت المعلومات ان سلام كان منفتحا على الحوار حول الافكار التي حملها الوفد معه، واستفاض في شرح موقفه، لكنه خلص الى رفض مطلب» 8 آذار»، مؤكدا للوفد انه مصر على عدم إعطاء الثلث المعطل لاي من فريقي «8 أو 14 آذار».
وفي حين لم يشارك أي ممثل عن «تيار المردة» في لقاء المصيطبة، قال الوزير السابق يوسف سعادة لـ«السفير» ان التيار كان ممثلا بالوفد مجتمعا، «ونحن كنا قد توافقنا مسبقا على الافكار التي حملها معه الى الاجتماع».
سلام: أنا وسليمان الضمانة
وقبيل اللقاء مع ممثلي «8 آذار»، كرر سلام امام زواره رفضه منح الثلث الضامن او المعطل لأي طرف. وقال ان «المحاصصة مرفوضة ولا تبني وحدة وطنية، بينما نحن نريد المصلحة الوطنية التي تقتضي الآن اجراء الانتخابات النيابية، وهذه هي مهمة الحكومة التي نسعى الى تشكيلها»، مكررا انه ورئيس الجمهورية يمثلان الضمانة لكل الاطراف.
وفي السياق، اوضحت اوساط سلام، انه بسبب التضارب في المواقف سيعمد «الى تحقيق التوازن السياسي داخل الحكومة، وسيراعي قدر الامكان مطالب كل الاطراف بما يؤمن المصلحة الوطنية». وأكدت ان «مهمة سلام ليست سهلة، واذا لم يحصل توافق على قانون الانتخاب وتأجلت الانتخابات فنكون قد دخلنا مسارا سياسيا جديدا يفترض منا موقفا جديدا وقتها».
عشرات الضحايا في تفجير المرجة
أوباما لديه «دليل» كيميائي .. ولا يريد التسرّع
اقتحم الرئيس الأميركي باراك أوباما يوم أمس مجددا خط السجال «الكيميائي» في سوريا، بإعلانه أن لدى الولايات المتحدة دليلا على استخدام أسلحة كيميائية في الصراع، لكنه بدا أكثر حذراً في مقاربته عندما قال انه لا يريد التسرع في اتخاذ قرار في هذا الشأن قبل الحصول على اجوبة حول «كيف ومتى ومن» استخدم هذا السلاح، وهي أجوبة ربما تنتظر اللقاء المرتقب في موسكو الأسبوع المقبل بين وزير خارجيته جون كيري ونظيره الروسي سيرغي لافروف، في وقت ردت دمشق على الاتهامات الغربية المتصاعدة باتهام المسلحين بـ«بفبركة» هجوم بمادة كيميائية في سراقب في ريف إدلب، بهدف استغلالها سياسيا، مطالبة الامم المتحدة بالحصول على ادلة عن استخدام «الكيميائي» في حمص قبل السماح لها باجراء تحقيق على الارض.
وبينما يرجّح استمرار السجال بشأن «الكيميائي» خلال الأيام المقبلة، وسط حديث عن مخططات خارجية لعمل عسكري ما ضد سوريا، هز تفجير إرهابي جديد حي المرجة وسط دمشق، فأدى إلى مقتل 13 شخصا، وإصابة حوالي 70، وذلك بعد يوم من نجاة رئيس الحكومة وائل الحلقي من محاولة اغتيال في المزة أمس الأول.
وقال معارضون عند الحدود مع تركيا ان الطيران السوري استهدف مقر مسلحين سلفيين عند معبر باب الهوى الحدودي بين سوريا وتركيا، ما أسفر عن مقتل خمسة أشخاص وإصابة العشرات. وأوضحوا أن «الهجوم استهدف مباني تابعة لكتيبة أحرار الشام» إحدى أقوى المجموعات المسلحة. وقال موظف مساعدات تركي إن الهجوم أصاب أيضا مستودعا لتخزين مواد لجماعات المعاونة العاملة في المنطقة.
وقال المعارض محمد «يبدو أن الهدف كتيبة أحرار الشام لكن معظم الكتائب المقاتلة لها وجود عند المعبر وحوله، ويستحيل الوصول إليها من دون إيذاء المدنيين». وأضاف «هذه أقرب غارة جوية إلى الحدود. كان ينظر إلى المعبر في السابق كملاذ آمن».
وذكر «المرصد السوري لحقوق الإنسان»، في بيانات، «قتل 15 مسلحا في غارة شنتها طائرة حربية سورية على محيط مطار منغ» في ريف حلب الشمالي الذي تحاول المعارضة السيطرة عليه منذ أشهر. واحتدمت خلال الأيام الأخيرة المعركة في محيط المطارات العسكرية في الشمال، لا سيما منغ وكويرس في حلب ومطار أبو الضهور في محافظة ادلب.
أوباما
وأعلن أوباما، في مؤتمر صحافي لمناسبة 100 يوم على ولايته الثانية، انه يوجد دليل على استخدام أسلحة كيميائية في سوريا «لكن الأسئلة ما زالت قائمة بشأن من استخدمها. يجب أن أكون متأكدا من وجود كل العناصر. وهو ما ينتظره الشعب الأميركي حاليا»، موضحا «لا اعرف كيف استخدمت هذه الأسلحة ولا متى أو من الذي استخدمها، ليس لدينا سجل للحيازة يحدد لنا ما حدث بالضبط».
وأعلن أن «التسرع في الحكم والقفز إلى الاستنتاجات بشأن استخدام الأسلحة الكيميائية في سوريا قد يجعل من الصعوبة علينا حشد المجتمع الدولي للتحرك لدعم ما نقوم به». وأضاف «إذا أمكنني التحقق من انه ليس الولايات المتحدة فقط وإنما المجتمع الدولي أيضا على ثقة بأنه تم استخدام أسلحة كيميائية من قبل نظام (الرئيس بشار) الأسد، فان ذلك سيغير قواعد اللعبة». وأوضح «عندما أقول إن ذلك سيغير قواعد اللعبة فأنا اعني انه سيكون علينا بحث الخيارات المتاحة».
وأشار إلى انه «منذ العام الماضي طلبت من البنتاغون ومن مسؤولينا العسكريين والاستخباراتيين دراسة الخيارات المتاحة في هذه الحالة لكنني لن أخوض في تفاصيل ما ستكون عليه» هذه الخيارات «لكن ذلك سيشكل بوضوح تصعيدا في رؤيتنا للمخاطر التي ستواجه المجتمع الدولي وحلفاءنا والولايات المتحدة. هذا يعني أن هناك بعض الخيارات التي لا ننوي استخدامها حاليا والتي ندرسها بجدية».
وأعلنت وزارة الخارجية الأميركية، في بيان أن وزير الخارجية جون كيري سيلتقي الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ووزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف في موسكو الأسبوع المقبل، وذلك بعد يوم من اتفاق أوباما وبوتين على تكليف كيري ولافروف العمل لإيجاد حل للازمة السورية.
وقال مصدر سوري مسؤول لوكالة الأنباء السورية (سانا) «استهدفت وحدة من قواتنا المسلحة المجموعات الإرهابية في بلدة سراقب بريف إدلب، ما أسفر عن مقتل وإصابة أعداد من الإرهابيين بينهم جنسيات غير سورية».
وأضاف ان «الإرهابيين قاموا على إثر ذلك بإحضار مادة بودرة غير معروفة مغلفة بأكياس، وجمعوا مواطنين في حي شابور ومدخل مدينة سراقب الجنوبي وأقدموا على فتح الأكياس ما أدى إلى إصابة عدد من المواطنين بحالات اختناق ورجفان وأعراض تنفسية». وتابع أن «الإرهابيين نقلوا المصابين بعد ذلك إلى المستشفيات التركية بهدف استغلال الحالة لاتهام القوات المسلحة السورية باستخدام أسلحة كيميائية».
وكانت مصادر تركية أعلنت أنها عزلت مجموعة من المصابين السوريين بعد دخولهم البلاد، بعد تحجج بعضهم بأنهم أصيبوا بمواد كيميائية، لكن مسؤولا تركيا عاد وأكد انه لم يتم العثور على أي استخدام للأسلحة الكيميائية.
وفي نيويورك، قال المندوب السوري لدى الأمم المتحدة بشار الجعفري، في مؤتمر صحافي، إن استخدام الأسلحة الكيميائية ليس «خطا احمر فقط بل دم احمر» لا يمكن التساهل معه، مكررا مطالبة السلطات السورية للأمم المتحدة بإجراء تحقيق باتهامها المعارضة باستخدام «الكيميائي» في بلدة ريف العسل في حلب. وأعلن ان لدى السلطات السورية جثثا وإثباتات على انه تم استخدام أسلحة كيميائية في خان العسل. وأوضح أن دمشق تطالب بالحصول على أدلة بانه تم استخدام أسلحة كيميائية ضد المعارضة في حمص قبل السماح للأمم المتحدة بإجراء تحقيق فيها.
وأعلن وزير الخارجية الإيراني علي اكبر صالحي أن طهران تعتبر الاستخدام المزعوم لأسلحة كيميائية في الصراع السوري «خطا أحمر»، لكنه أضاف ان مقاتلي المعارضة هم المتهم الرئيسي وليس الحكومة السورية.
وفي طهران، أكد مؤتمر «الصحوة الإسلامية»، في بيانه الختامي، أن «الأزمة السورية ناتجة من مخطط مرسوم»، مشددا على «رفض أي تدخل أجنبي في سوريا وضرورة الحفاظ على وحدة الأراضي والسيادة السورية». وإذ حذّر المؤتمر في بيانه الختامي، من أن «الأزمة السورية تعرّض مصالح المنطقة والأمة الإسلامية للخطر»، دعا «الأطراف السورية والدولية والإقليمية لدعم الحوار السوري ـ السوري ووقف العنف»، مؤكدا أن «قتل الأبرياء وتخريب دور العبادة مخالفان لتعاليم القرآن والسنة»."
النهار
رئيس الجمهورية لـ"النهار": سأطعن بكل تمديد
نصرالله يؤكد سقوط مقاتليه في سوريا لكن الاعداد مضخمة
وكتبت صحيفة النهار تقول "تعطلت لغة الكلام، ولم تنفع ديبلوماسية رئيس الوزراء المكلّف تمام سلام في تخطي الحواجز والعقبات لتأليف حكومة جديدة يصر سلام، مدعوما من رئيس الجمهورية ميشال سليمان، على عدم الرضوخ فيها لمطالب الافرقاء السياسيين، وخصوصا الثلث المعطل، أو الضامن وفق تعبير قوى 8 آذار التي زار وفد منها أمس دارة المصيطبة وأبلغ الرئيس المكلف "ان لا جدوى من البحث".
لكن الموقف الابرز اعلنه بوضوح الرئيس سليمان في حديث الى "النهار" اذ رفض مطلب الحصول على الثلث المعطل. وتحفظ عن رفض المداورة في الحقائب الوزارية، خصوصا ان الوزارات كانت كلها من نصيب قوى 8 آذار لكونها الوحيدة في الحكومة الى جانب الوسطيين.
ويعول سليمان على الوسطيين كما يرى دورا لا يستهان به للنائب وليد جنبلاط في دعم هذا التوجه من دون الاستهانة بدور بيضة القبان الذي بات يضطلع به جنبلاط وكتلته.
وجزم الرئيس سليمان بان الافرقاء السياسيين سيذهبون الى الانتخابات ويجب ان يذهبوا اليها باي قانون انتخاب "يخترعون" أكان قانوناً جديداً يتفق عليه أم قانون الستين، لكنه أصر على ان "تمشي دولة القانون". وحذر بقوة من التساهل مع عدم اجرائها ويدق ناقوس الخطر. وقال لـ"النهار": "هناك خطر على الاقتصاد وعلى الليرة اذا لم تجر الانتخابات اذ ان كل نية يستشف منها عدم اجراء الانتخابات تكلف البلاد غاليا"، مبرزاً أهمية العامل الاقتصادي والثقة بالوضع اللبناني ومستقبله اللذين هما ثروة لبنان ومن هنا اهمية اجراء الاستحقاقات في مواعيدها. وينطلق الرئيس في موقفه من موقع قوة مبني على نيته الطعن في أي قانون للتمديد لمجلس النواب ما لم يكن قانون التمديد مشفوعا ببند يحدد القانون الذي ستجرى بموجبه الانتخابات وتاريخ اجرائها.
الحكومة
في المقابل، بدت المحاولات المستمرة للمضي في عملية تأليف الحكومة في تعثر واضح يكشف عن النيات الحقيقية لضرب كل الاستحقاقات وربط المسار اللبناني بملف الازمة السورية. واذ استقبل رئيس الوزراء المكلف وفداً من قوى 8 آذار ضم الوزراء علي قانصو وعلي حسن خليل، جبران باسيل ومروان خير الدين والنائب اغوب بقرادونيان ومستشار الامين العام لـ"حزب الله" حسين الخليل، علمت "النهار" من مصادر المجتمعين أن النقاش تركز على شكل الحكومة واستأثر بالجانب الأكبر من اللقاء. وقالت المصادر إن الوفد اكد أهمية الاتفاق على شكل الحكومة والتمثيل فيها قبل الانتقال إلى الأمور الأخرى التي تصير تفاصيل إذا تم الاتفاق على المبدأ. وطالب الوفد سلام بأن تعكس الحكومة تمثيل الكتل السياسية وفق تمثيلها النيابي مما يعني أن ٨ آذار لن ترضى بأقل من ٤٨ في المئة من المقاعد.
وقال الوفد إنه لا يجوز التعامل مع قوى ٨ آذار كفريق واحد بل على أساس كل مكون بذاته. وفهم أن أي توافق مستقبلي يجب أن ينطلق من هذا المبدأ وإلا فلا جدوى من البحث.
والنقطة الثانية تتعلق بطلب ٨ آذار الثلث المعطل لانه بالتقسيم الذي اقترحه سلام سيكون الثلث المعطل في يد فريق 14 آذار. وعلم أن سلام رفض هذا الطلب مشيرا إلى انه بموقعه الوسطي يشكل الضمانة.
كما طالب الوفد بتوسيع الحكومة لتكون ثلاثينية بحيث تؤمن أوسع تمثيل، لكن سلام ظل متمسكا بحكومة من ٢٤.
واتفق على استكمال البحث بعد أن يعود اعضاء الوفد إلى مرجعياتهم.
واكتفت اوساط الرئيس سلام بالقول "ان الاجواء جيدة وصريحة وللبحث صلة ومن المتوقع ان يعقد اجتماع آخر في وقت قريب جدا".
وسألت "النهار" الرئيس سلام عن الشروط التي تطرح عليه، فأجاب: "هذه امور تأتي وتذهب".وعن انطباعه العام قال:"المعنويات عالية والحمد لله".
نصرالله
على صعيد آخر، لم ينف الامين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله في اطلالته المسائية المتلفزة امس سقوط عناصر من الحزب في القتال في سوريا سواء في دمشق قرب مقام السيدة زينب أم في قرى ريف القصير، ووصف تضخيم الاعداد بالكذب، وخلص الى ان "حزب الله لن يترك اهالي ريف القصير عرضة لاعتداءات المسلحين".
واتهم لبنانيين "قاتلوا وشاركوا في الاعتداء على اللبنانيين في القصير". وتساءل: "ماذا فعلت الدولة اللبنانية حيال هؤلاء، أصلاً ماذا تستطيع ان تفعل؟ هل تستطيع ارسال جيش لبناني الى القرى السورية التي يسكنها لبنانيون؟ الدولة اللبنانية لا تستطيع فعل ذلك وأقصى ما يمكن ان تفعله الدولة ان ترسل احتجاجا الى الجامعة العربية التي هي اصلا تدير المعركة على سوريا". ولم يتطرق الى المواضيع الداخلية الاخرى، في انتظار اطلالته المقبلة في 9 ايار الجاري.
أوباما يريد"حقائق مؤكدة" عن سوريا
14 قتيلاً في تفجير بساحة المرجة وسط دمشق
كرر الرئيس الاميركي باراك أوباما امس انه اذا تأكدت الولايات المتحدة بشكل قاطع ان النظام السوري قد استخدم الاسلحة الكيميائية، فإن ذلك سيغير "قواعد اللعبة" ويدفع واشنطن الى "اعادة التفكير في طيف من الخيارات المتوافرة لدينا". وصدر التحذير الاميركي على وقع تطورات ميدانية متسارعة في سوريا، إذ قتل 14 شخصا على الاقل في تفجير امام المبنى القديم لوزارة الداخلية السورية في ساحة المرجة بوسط دمشق.
وأوضح أوباما انه يريد الحصول على "الحقائق المؤكدة" لتفادي التسرع في اتخاذ قرارات تجعل من الصعب عليه تعبئة المجتمع الدولي، مشيرا الى ان بعض الدول المتعاطفة مع الثورة السورية قد يعترض على التدخل السريع، ومن هنا ضرورة اعتماد التأني. ورأى ان ما يحدث في سوريا يشكل "لطخة على المجتمع الدولي عموماً".
واضاف: "من الطبيعي ان هناك خيارات متوافرة لدي موجودة على الرف الان، لم نستخدمها حتى الان وهي تشمل طيفاً من الخيارات، وكما تعلمون طلبت العام الماضي من وزارة الدفاع وقواتنا المسلحة والمسؤولين عن اجهزة الاستخبارات ان يحضروا لي الخيارات المتوافرة. انا لن أناقش تفاصيل هذه الخيارات...".
ووجد أوباما نفسه في موقع دفاعي حين طرح عليه السؤال الاول في مؤتمر صحافي عن سوريا وما عناه بالخط الاحمر المتعلق باستخدام الاسلحة الكيميائية في سوريا، إذ أجاب بأن اجتياز هذا الخط غير مقبول لدى اميركا ولدى المجتمع الدولي لانه انتهاك للقانون الدولي والاعراف الدولية وسيؤدي الى قتل جماعي للناس، اضافة الى خطر انتشار هذه الاسلحة، "ولذلك لا نريد خروج هذا الجيني من الزجاجة. لذلك عندما قلت ان استخدام الاسلحة الكيميائية سيغير قواعد اللعبة، فان ذلك لم يكن موقفا فريداً للولايات المتحدة ويجب ألا يفاجيء احداً". وكان الرئيس الأميركي وجه هذا التحذير للمرة الاولى في آب 2012.
ولجأ أوباما مجددا الى الصيغة التي استخدمها الاسبوع الماضي حين قال: " لدينا أدلة على ان الاسلحة الكيميائية قد استخدمت داخل سوريا، لكننا لا نعلم كيف استخدمت، وفي أي وقت، ومن استخدمها، وليس لدينا تسلسل قيادي يبين من كان يملكها حين استخدامها كي نتحقق بالفعل مما حدث، وعندما اتخذ قراراتي المتعلقة بالامن القومي الاميركي واتخذ قرارات اضافية للرد على استخدام الاسلحة الكيميائية عندها أحتاج الى التأكد من صحة الحقائق".
ويرى بعض المراقبين ان أوباما يحاول كسب الوقت وتفادي اتخاذ قرارات صعبة من خلال اعادة تفسير مفهوم اجتياز الخط الاحمر، خصوصاً أن صيغته الاولى تظهر فعلاً ان هذا الخط قد اجتيز فعلا، لانه اذا استخدم النظام السلاح الكيميائي فانه يكون قد اجتاز الخط الاحمر، واذا افترضنا وقوع اسلحة كيميائية في أيدي الثوار واستخدمت فان ذلك يعني ان النظام أخفق في السيطرة عليها وبذلك سهل استخدامها، لانه يفترض ان يكون مسؤولا عنها.
الجعفري
وفي نيويورك، طالب المندوب السوري الدائم لدى المنظمة الدولية السفير بشار الجعفري في مؤتمر صحافي، الامين العام للامم المتحدة بان كي - مون بألا يكون "جزءاً من الحملة" التحريضية على بلاده.
وأكد الجعفري أن حكومته لا تزال مستعدة لاستقبال مهمة تقصي الحقائق في شأن الإدعاءات عن استخدام الأسلحة الكيميائية في سوريا خلال أقل من 24 ساعة بناء على اتفاق تم التوصل اليه في 4 نيسان الماضي مع الممثلة السامية لشؤون نزع السلاح أنجيلا كاين. ولفت الى أن تفاصيل الادعاءات المقدمة من بريطانيا وفرنسا وقطر عن استخدام أسلحة كيميائية في سوريا لم تقدم بعد الى أي دولة في مجلس الأمن.
وتعليقاً على ما قاله الجعفري، صرح الناطق بإسم الأمم المتحدة مارتن نيسيركي بأن الأمين العام "ملزم واجباً أن يأخذ على محمل الجد كل الإدعاءات من الدول الأعضاء"، في إشارة الى طلبي بريطانيا وفرنسا خصوصاً. وأكد أن قطر لم تقدم أي طلب رسمي في هذا الشأن.
تفجير دمشق
وعلى الارض، أفاد "المرصد السوري لحقوق الانسان" الذي يتخذ لندن مقراً له، ان تفجير ساحة المرجة في دمشق نجم عن سيارة مفخخة قرب الباب الخلفي لمبنى وزارة الداخلية القديم، وأدى الى مقتل 14 شخصا بينهم خمسة من أفراد قوات النظام.
ونقلت الوكالة العربية السورية للأنباء "سانا" عن وزير الداخلية محمد الشعار خلال تفقده مكان التفجير، ان "هذا العمل الارهابي هو قتل من أجل القتل والتخريب"، ودليل "افلاس هؤلاء الارهابيين وأسيادهم" في مقابل "انتصارات" القوات النظامية. ونددت موسكو وطهران بالتفجير.
وشهدت دمشق سلسلة من التفجيرات بسيارات مفخخة بعضها انتحاري خلال النزاع، استهدف آخرها الاثنين في حي المزة موكب رئيس الوزراء وائل الحلقي الذي نجا، في حين قتل ستة اشخاص بينهم حارسه الشخصي.
وأمس، طالبت وزارة الخارجية السورية مجلس الامن بادانة صريحة لتفجيرات اليومين الماضيين، و"بموقف حازم" على صعيد "مكافحة الارهاب" ووقف التمويل "الذي تقدمه مجموعة من دول اقليمية وعربية ودولية" الى مقاتلي المعارضة السورية.
وقال ناشطون في المعارضة السورية عند الحدود مع تركيا إن غارة جوية سورية استهدفت مقر "كتيبة أحرار الشام" السلفية عند معبر باب الهوى الحدودي الرئيسي مع تركيا أسفر عن مقتل خمسة اشخاص على الأقل وإصابة العشرات.
وفي تطور آخر، أعلنت هيئة الطيران الفيديرالية الروسية روزافياتسيا ان الطائرات المدنية الروسية باتت ممنوعة من التحليق في المجال الجوي السوري، وذلك لفترة غير محددة. واتخذت هذه الخطوة غداة تعرض طائرة روسية على متنها 159 راكبا لدى تحليقها فوق الاراضي السورية لاطلاق صاروخين ارض - جو انفجرا على مقربة منها قبل ان يعدل الطاقم مسار الطائرة وينقذ المسافرين."
الاخبار
نصرالله: أصدقاء سوريا لن يسمحوا بسقوطها
وكتبت صحيفة الاخبار تقول "منذ بداية الازمة السورية، لم يكن خطاب الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله بالوضوح الذي كان عليه امس. فنصر الله أعلن، باسم حلفائه الإقليميين والدوليين، الاستعداد للتدخل لمنع إسقاط النظام السوري، ومنع سقوط سوريا بيد «أميركا وإسرائيل والتكفيريين».
في إطلالته المتلفزة امس، لم يكن الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله يتحدّث بصفته قائداً للحزب وحسب. بدا كمن يتكلّم باسم حلفائه جميعاً، الإقليميين والدوليين، وهو الذي التقى نهاية الأسبوع الماضي مبعوث الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى الشرق الأوسط، ميخائيل بوغدانوف، وتعمّد قبل أسبوعين نشر صورة له تظهره إلى جانب مرشد الجمهورية الإسلامية في الإيرانية السيد علي خامنئي.
وجّه الأمين العام لحزب الله عدة رسائل واضحة. للمعارضة السورية قال إنها عاجزة عن إسقاط النظام عسكرياً. وفي وجه الغرب الذي يهدد بالتدخل المباشر في سوريا، رفع نصر الله وتيرة تحذيره جازماً بأن «أصدقاء سوريا، الإقليميين والدوليين، لن يسمحوا بسقوطها بيد أميركا او اسرائيل أو الجماعات التكفيرية». وفي كلام بالغ الدلالة، قال إن من يقاتل حالياً الجماعات المسلحة هو الجيش السوري والقوى الشعبية المؤيدة له، وأن إيران لم ترسل «حتى الآن» قوات قتالية، ملمحاً إلى إمكان تدخلها عسكرياً، مع قوى المقاومة، في حال تطلّب الوضع ذلك. أما للداخل اللبناني، فقد أكّد أن المقاومة لن تترك «لبنانيي ريف القصير» عرضة للخطر. وبالتأكيد، لم يستثن إسرائيل من رسائله. حذّر من الحسابات الخاطئة التي تُبنى على أساس نظرية تقول بأن حزب الله منشغل في سوريا، مؤكداً أن المقاومة جاهزة ويدها على الزناد لصد أي عدوان إسرائيلي.
كلام نصرالله جاء في كلمة بثتها قناة «المنار» مساء أمس واستهلها بالحديث عن طائرة الاستطلاع مؤكداً أن «حزب الله لم يقم فعلا بارسال طائرة من هذا النوع ولحساسية الوضع في المنطقة اصدر بيانا دقيقا نفى فيه ان يكون ارسل طائرة من دون طيار إلى اسرائيل».
ولفت إلى انه حتى هذه اللحظة لم يقدم الاسرائيليون فيلما أو مشاهد مسجلة لديهم حول اسقاط الطائرة، مشيرا إلى أن «الكل يعرف أن حزب الله يملك شجاعة ان يتبنى اي عمل يقوم به خصوصا اذا كان يطال اسرائيل ولا يقلقنا الكثير من الاتهامات». ولفت إلى ان «ما قيل عن هذه الطائرة ليس أهم من ان يتبنى حزب الله طائرة ايوب التي اقتربت من مفاعل ديمونا». وقال: «ليس هناك ما يؤكد الحادثة أساسا، وانا لا انفي حصولها ولكن ليس هناك ما يؤكد ان هناك طائرة دخلت اسرائيل».
وعدد جملة فرضيات حول الطائرة «الاولى ذكرها محللون اسرائيليون وهي ان يكون الحرس الثوري الايراني اطلق الطائرة»، مشددا على انها «فرضية غير واقعية وغير ممكنة». أما «الفرضية الثانية فهي ان هناك جهة صديقة في لبنان فلسطينية او لبنانية امتلكت قدرة ان ترسل طائرة صغيرة الى اجواء فلسطين المحتلة، ونحن ليس لنا معلومات ونبحث عن هذه الجهة، وهذه فرضية ولكن ليس لها اي مؤشر». وقال: «أما الفرضية الثالثة فهي ان تكون هناك جهة غير صديقة وغير اسرائيلية وبدون علم اسرائيل وحزب الله قامت باطلاق هذه الطائرة اما من لبنان او غير الاراضي اللبنانية وادخلتها بخلفية ان اسرائيل ستقوم برد دفاعي مباشر بعد ان تتهم حزب الله ويكونون دفعوا حزب الله الى مواجهة مع اسرائيل، أما الفرضية الرابعة فهي ان تكون اسرائيل ادخلت الطائرة الى الاجواء اللبنانية وادخلتها الى الاجواء الفلسطينية وقامت باسقاطها لتحقق مجموعة من الاهداف النفسية والسياسية».
واشار نصرالله في هذا السياق إلى ان «هناك مساعي أميركية عربية خليجية لتسوية ما في الموضوع الفلسطيني وفرض شروط جديدة على الفلسطينيين وهذا مجال خشية، لأنه عادة عندما يتم اللجوء الى فرض شروط يسبقها عدوان ما لهز شجاعة الفلسطينيين وصلابتهم»، داعيا القيادات في غزة إلى التنبه.
وحذر إسرائيل ومن يقف خلفها «من ارتكاب اي حماقة في لبنان لأن المقاومة رغم كل ما يقال عن انشغالات هي يقظة ويدها على الزناد وتملك الارادة للدفاع عن لبنان وارضه وشعبه وستنتصر».
وفي العنوان السوري، نفى السيد نصرالله كل ما يذاع عن قوافل الشهداء واعداد الشهداء الذين سقطوا لحزب الله في سوريا. وأكد أن «أهداف ما يجري في سوريا لم تعد فقط اخراجها من محور المقاومة ومن معادلة الصراع العربي الاسرائيلي، وايضا لم يعد الهدف فقط اخذ السلطة بأي ثمن من النظام الحالي بل يمكن القول ان هدف كل الذين يقفون خلف الحرب في سوريا هو تدميرها كدولة وشعب ومجتمع وجيش كي لا تقوم لاحقا دولة قوية وتصبح دولة عاجزة». ولفت إلى ان «الجماعات المسلحة كل واحدة منها مرتبطة باستخبارات اجنبية وبدول خارجية»، وقال: «احب ان يسمع السوريون ان المطلوب ان لا تقوم لهم دولة قوية في المستقبل بمعزل عن القيادة ويريدون ايضا تدمير سوريا لتُشطب من المعادلة الاقليمية،ومن التأثير الاقليمي وهي كانت شريكة برسم خطوط وتوجهات بما يجري في المنطقة يراد لها ان تتحول الى سوريا المتقاتلة والهشة والجائعة».
وأشار إلى «أن ما يجري الآن في سوريا يحمل الكثير من الأخطار والتحديات والأذى لسوريا والقضية الفلسطينية»، معتبرا ان «القضية الفلسطينية تواجه خطر تصفية جدية وينعكس على لبنان والمنطقة فيما تستنفر اسرائيل لتأخذ زمام المبادرة».
ولفت نصرالله إلى ان «البعض يريد دفع الامور الى اسوأ الامور الميدانية قبل قمة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والاميركي باراك اوباما»، مؤكداً: «لن تستطيعوا ان تسقطوا دمشق وغير قادرين على اسقاط النظام عسكريا، المعركة طويلة، ولم نكن في يوم من الايام ندعو حتى النظام الى حسم عسكري، ولكن نقول لكم انتم بالقدرة العسكرية غير قادرين على اسقاط النظام».
وشدد على انه «حتى هذه اللحظة لا توجد قوات ايرانية في سوريا والكل يعرف ذلك ولو كانت هناك معطيات لدى الاميركيين والانكليز فكانوا قاموا بمشكلة حولها». وأوضح أن هناك خبراء ايرانيين منذ عشرات السنوات. وسأل «كيف إذا تدحرجت الأمور مستقبلا واستدعت تدخل قوى مقاومة بالصراع؟»، لافتا إلى انه «لسوريا في المنطقة والعالم اصدقاء حقيقيين لن يسمحوا ان تسقط بيد اميركا او اسرائيل او يد الجماعات التكفيرية».
وقال: «إن من لا يريد ان تضيع القضية الفلسطينية ومن يريد مصلحة لبنان والاردن وتركيا والعراق وكل شعوب المنطقة يجب ان يعمل لايجاد حل سياسي في سوريا». ولفت إلى ان «من يريد حل مشكلة النازحين، فالحل الوحيد هو ان يعودوا الى بلادهم وهذا طريق الحل السياسي، اما استمرار الرهان العسكري فلن يوصل الى مكان»، مشيرا إلى ان «الفريق الآخر ما زال يرفض الحوار والتسوية السياسية ويدفع الامور باتجاه الخيار العسكري».
وعن موضوع ريف القصير، قال السيد نصرالله إنه: «خلال الفترة الماضية تصاعدت وتيرة الاعتداءات على هذه القرى وهناك معلومات اكيدة وبعض اللبنانيين متورط في هذا الامر، وهو ان هناك تحضيرا لاعداد كبيرة من المقاتلين للسيطرة على هذه القرى، وكان من الطبيعي ان يقوم الجيش السوري واللجان الشعبية وتقدم له المساعدة المناسبة بمواجهة المسلحين فحصل ما حصل وانقلب السحر على الساحر». وكشف ان «هناك لبنانيين قاتلوا وشاركوا في الاعتداء على اللبنانيين في القصير»، وسأل «ماذا فعلت الدولة اللبنانية، اصلا ماذا تستطيع ان تفعل؟ هل تستطيع ارسال جيش لبناني الى القرى السورية التي يسكنها لبنانيون؟»، مؤكدا ان «الدولة اللبنانية لا تستطيع فعل ذلك واقصى ما يمكن فعله من الدولة ان ترسل احتجاجا الى الجامعة العربية التي هي اصلا تدير المعركة على سوريا». وأكد أننا «لن نترك اللبنانيين في ريف القصير عرضة للهجمات والاعتداءات من الجماعات المسلحة».
وعن مقام السيدة زينب، لفت إلى ان «هناك جماعات مسلحة في مواقع تبتعد فقط مئات الامتار عن المقام في دمشق، وهناك حساسية بالغة جدا لهذا الامر لان هذه الجماعات هددت انه اذا سيطرت على هذه البلدة فستدمر هذا المقام، ورأينا ان هؤلاء لن يتراجعوا عن فعل ذلك، وهذا الامر قد يؤدي الى تداعيات خطيرة وستخرج الامور عن السيطرة». وأكد أن «هناك من يدافع عن هذه البقعة ويستشهد بالدفاع عنها وهؤلاء يمنعون الفتنة، ومن الواجب الوقوف لمنع سقوط مقام السيدة زينب ومنع التكفيريين من هدم هذا المقام».
ومن جهة أخرى، رأى نصرالله ان استمرار قضية المخطوفين السوريين في أعزاز الى اليوم مؤلم جدا. وشدد على ان «لا احد يستطيع ان يضغط علينا وعلى موقفنا من خلال هذا الامر غير الانساني».
واعتبر ان «التظاهر قد لا يحل المشكلة، وتفاوض الدولة مع السعودية وتركيا وغيرها لم يصل لنتيحة»، سائلا: «هل تظنون اننا سنشاهد هذه الامور والمأساة باستمرار دون ان نحرك ساكنا؟».
وتوجه إلى الخاطفين قائلا: «اخرجوا المخطوفين بأعزاز من الصراع السياسي»، مؤكدا اننا «لا نريد مشكلة في لبنان ولا نريد ان ينتقل الصراع في لبنان». وختم السيد نصرالله: إن «ما يجري في سوريا يعنينا جميعا وانتهى الوقت الذي يكتفي فيه اللبنانيون بالتمنيات وإبراء الذمة من خلال اصدار بيان، كل من له علاقات خارج لبنان من دول وحكومات يجب ان يسمعوا جميعا صوتا واحدا وهو: يجب ان تقف الحرب في سوريا»."
المستقبل
سلام و"8 آذار" على مواقفهما .. ولقاء قريب للمتابعة
نصرالله يلوّح بتدخل إيراني: لبنان فداء للأسد
وكتبت صحيفة المستقبل تقول "لم يخيّب الأمين العام لـ "حزب الله" السيد حسن نصرالله آمال من كانوا ينتظرون إطلالته الإعلامية مساء أمس، فجدّد في خطابه مضامين مواقفه المعروفة من النزاع في سوريا ودفاعه المستميت عن نظام بشار الأسد، متجنّباً الإشارة إلى أي ملف داخلي في لبنان مثل قانون الانتخابات او الحكومة العتيدة، مفضّلاً الإشادة بالدور الذي يقوم به في سوريا وملوّحاً بتدخل عسكري إيراني لدعم النظام.
إذن، تحدّث نصرالله عن سوريا فقط كما فعل من قبله نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف خلال زيارته الأخيرة إلى لبنان. ولم يستخدم نصرالله الحجج التي كان يستعملها سابقاً مثل الدفاع عن لبنانيين مقيمين في سوريا أو وجود قرى شيعية في الداخل السوري تخلّت الدولة اللبنانية عنها، ربما لأنها أصبحت ممجوجة ولم تعد تنطلي على أحد، فقال بصريح العبارة انه إذا كان البعض "يحلم بإسقاط النظام عسكرياً، فلسوريا في المنطقة اصدقاء حقيقيين لن يسمحوا لسوريا ان تسقط في يد اميركا او اسرائيل او يد الجماعات التكفيرية"، متجاهلاً مشاعر شريحة كبيرة من السوريين واللبنانيين، وموحياً باستعداده للتضحية بلبنان فداء لنظام الأسد. ولم يكتف بذلك بل ذهب إلى حد التلويح بتدخّل إيراني عسكري في سوريا عندما أشار إلى أنه "حتى هذه اللحظة لا توجد قوات ايرانية في سوريا، هناك خبراء ايرانيون منذ عشرات السنوات قبل هذه الاحداث، كيف اذا تدحرجت الامور مستقبلاً واستدعت تدخل فعلي لقوى مقاومة بالصراع".
سلام
في غضون ذلك، زار وفد يمثّل قوى "8 آذار" ضم الوزراء علي قانصو، جبران باسيل، علي حسن خليل ومروان خير الدين، والحاج حسين الخليل والنائب أغوب بقرادونيان دارة المصيطبة، واجتمع إلى الرئيس المكلّف تمام سلام لاستكمال المباحثات حول تشكيل الحكومة. وقد أوضحت أوساط الرئيس سلام لـ "المستقبل" أن الاجتماع كان "إيجابياً، جرى خلاله تبادل صريح للأفكار وأن اللقاء يبنى عليه وسوف يستكمل البحث في جلسة تعقد قريباً جداً".
إلا أن مصادر في قوى "8 آذار" قالت لـ "المستقبل" إن "الرئيس سلام كرّر موقفه من مواصفات الحكومة، أي المداورة في الحقائب وعلى أن تضم أسماء غير استفزازية، وطرح صيغة 8-8-8 أي أن تكون حصة كل فريق في الحكومة ثمانية وزراء، غير أن الوفد شدّد على ضرورة أن تكون الحكومة سياسية وأن يتمثّل فيها الفرقاء حسب أحجامهم في مجلس النواب".
أضافت المصادر أن "الوفد لم يبلّغ سلام صراحة أنه يريد الثلث المعطّل في الحكومة لكن تشديده على ضرورة أن تكون التشكيلة متناسقة مع تمثيل الكتل النيابية يعني أنه يجب أن يحصل فريق 8 آذار على الثلث المعطّل". وقالت مصادر وسطية لـ "المستقبل" ان المراوغة والتشدّد الذي يبديه فريق "8 آذار" في ما خصّ مطالبه الحكومية "يعني أن لا تقدّم بعد على طريق تسهيل التأليف وأن الأمور لا تزال في المربع الأول".
وكان الرئيس سلام وجّه بمناسبة "عيد العمال" الذي يحلّ اليوم رسالة قال فيها "إذا كانت مؤسساتنا السياسية أثبتت مرة تلو المرة، ورغم كل الصعوبات، أنها ما زالت قادرة على العمل، فهي مطالبة في الآتي من الأيام ليس فقط إنجاز الاستحقاقات الوطنية والدستورية على أفضل وجه، وإنما أيضاً بالتصدي للتحديات الاقتصادية والاجتماعية التي تعني في الدرجة الأولى الطبقة العاملة وجميع قوى الانتاج في لبنان التي تشكّل عائلة وطنية واحدة".
عين التينة
إلى ذلك، وفي إطار متابعة جهوده للتوصل إلى اتفاق حول صيغة جديدة لقانون الانتخاب، تابع رئيس مجلس النواب نبيه بري لقاءاته واتصالاته بالمعنيين وهو استقبل أمس لهذه الغاية عضو كتلة "المستقبل" النائب أحمد فتفت ثم عضو كتلة "الكتائب" النائب سامي الجميل.
وقال النائب فتفت لـ "المستقبل" إن الرئيس بري "عرض اقتراحاً جديداً وهو غير الاقتراح الذي كان قد عرضه على رئيس جبهة النضال الوطني النائب وليد جنبلاط"، موضحاً أن "الاقتراح الجديد يقوم على أساس مشروع كان قد تقدّم به جنبلاط ويقضي باعتماد لبنان 13 دائرة انتخابية توزّع بين النظامين الأكثري والنسبي، وهو مشروع الحكومة السابق من ناحية التقسيمات الإدارية غير أنه يختلف عنه من ناحية اعتماد المزاوجة بين النظامين في حين أن مشروع الحكومة مبني على النسبية فقط". أضاف "أبلغت الرئيس بري أننا سندرس الاقتراح وسنرّد عليه قريباً"."
اللواء
مشاركة الحزب في المعركة مستمرة .. والأسير يزور «القصير» مع مقاتليه
نصر الله: «أصدقاء سوريا» لن يسمحوا بسقوط النظام!
وكتبت صحيفة اللواء تقول "«الكلام له ما بعده». هذا هو التعليق الأبرز لقيادي بارز في قوى 14 آذار، وذلك في معرض متابعة وتحليل أبرز المحطات في إطلالة الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله، عبر قناة «المنار» مساء أمس.
وإذا كان السيد نصر الله خصص كلامه بصورة رئيسية لتداعيات الحرب في سوريا وانعكاساتها الاقليمية واللبنانية، وجاء كلامه سورياً بامتياز، مع تكذيب الرواية الاسرائيلية عن طائرة بدون طيار قالت اسرائيل أنها أسقطتها قبل أيام قرب حيفا، فإن تجنب التطرق إلى مسألة الحكومة والوضع السياسي اللبناني، يدل على أحد احتمالين: إما أن وضع الحكومة والانتخابات في «البراد»، وإما أنها متروكة على همّة الاتصالات التي تحصل من وقت لآخر، بين الرئيس المكلف تمام سلام ومكونات 8 آذار، وآخرها كان، أمس، عندما زاره وفد خماسي ضم الوزراء في الحكومة المستقيلة: علي حسن خليل وعلي قانصو وجبران باسيل ومروان خير الدين والنائب آغوب بقرادونيان، والمعاون السياسي للأمين العام لحزب الله الحاج حسين الخليل.
وعكست المخاوف التي أعقبت تشخيص السيد نصر الله لما يجري في سوريا، ورؤية ما يمكن أن تذهب إليه التطورات، ارتفاع منسوب الحذر، مع تزامن كلامه مع انفضاض الاجتماع الثاني في المصيطبة بين سلام و8 آذار، عن تكرار معزوفة الأجواء الإيجابية وللبحث صلة في الأيام المقبلة.
وفيما تغرق 8 آذار في أحلام فرض أجندتها الخاصة على الرئيس المكلف، سجل أول موقف من نوعه لتيار «المستقبل» على لسان أمينه العام أحمد الحريري عندما أكد «أننا لن نقبل أن يتم الإتيان بحكومة تغطي حزب الله الذي انكشف بعد تدخله في سوريا والعراق، بأنه مجرد «دمية إيرانية»، مشيراً إلى أن ما يقوم به الحزب داخل سوريا سيرتد عليه ضمن شارعه».
ومع أن الحريري لم يتخوف من تأخير تشكيل الحكومة، لأن تشكيل الحكومة في لبنان يأخذ وقته، فإن قراءته للوضع في سوريا أتت مغايرة تماماً لقراءة السيد نصر الله، إذ أكد الحريري «أن بشار الأسد لن يبقى في الرئاسة، معتبراً أن كلامه مبني على معلومات وعلى قراءة في التاريخ، وأنه مهما أعطى خامنئي من أوامر، فإن الأسد لن يبقى وأن الثورة السورية ستنتصر».
نصر الله
أما نصر الله، فقد رأى أن أحداً لا يستطيع أن يُسقط دمشق، أو النظام عسكرياً، مشيراً إلى أن لسوريا في المنطقة أصدقاء حقيقيين لن يسمحوا لسوريا بأن تسقط في يد أميركا أو اسرائيل أو الجماعات التكفيرية، مستنداً بدوره الى أن تأكيده هو من موقع المعلومات وليس من موقع التكهن أو التحليل، معتبراً أن ما يجري في سوريا ليس هدفه فقط إخراجها من محور المقاومة ومن معادلة الصراع العربي - الاسرائيلي، أو أخذ السلطة بأي ثمن من النظام الحالي، بل هو تدمير سوريا الشعب والدولة، ومنع قيام دولة مركزية.
وكان نصر الله ركز كلامه في إطلالته التلفزيونية أمس على عناوين ثلاثة، من دون أن يتطرق الى الشأن المحلي، سواء في ما يرتبط بالوضع الحكومي أو قانون الانتخابات، وإن كان وعد بأن يتحدث في هذا الأمر، خلال إطلالته المقبلة في التاسع من أيار أثناء الاحتفال باليوبيل الفضي لإذاعة «النور».
في العنوان الاسرائيلي، كرر الأمين العام للحزب نفيه أن يكون الحزب قد أرسل طائرة بدون طيار، مثلما ادعت اسرائيل، مشككاً بالرواية الاسرائيلية، متحدثاً عن 4 فرضيات في هذا السياق، من دون أن يستبعد أن تكون اسرائيل أرسلت الطائرة إلى الأجواء اللبنانية ثم أعادتها وأسقطتها، ملاحظاً أن الإسرائيليين لم يقدموا مشاهد مسجلة لحطام الطائرة، محذراً إسرائيل من ارتكاب أي حماقة جديدة.
وفي العنوان السوري الذي كان له الحيز الأكبر من الكلام، فقد اعتبر نصرالله أن الحديث المكرر عن قوافل شهداء الحزب الذين سقطوا في سوريا، سواء في معارك القصير أو في غوطة دمشق، هو كلام سخيف وهو جزء من الحرب النفسية، مؤكداً ان الحزب لا يخجل من شهدائه، متوجهاً إلى عائلات الشهداء بالشكر على صبرهم ووعيهم التاريخي، إلا انه لم يحدد عدد هؤلاء الشهداء الذي قيل في الإعلام انه عدد كبير.
ولاحظ في حديثه عن فتاوى الجهاد التي صدرت في أعقاب معركة القصير انها ليست جديدة، وانه ليس لها علاقة باتهام الحزب بالتدخل في سوريا، لافتاً الى أن هناك من يضغط في الأشهر المقبلة إلى دفع الأمور إلى الأسوأ من أجل فرض وقائع سياسية، محذراً من الرهانات الخاطئة في الوقائع الميدانية أو الخيارات العسكرية، مشيراً إلى ان من يقاتل في سوريا هو الجيش السوري والقوات الشعبية الموالية للنظام، وانه حتى هذه اللحظة لا توجد قوات إيرانية، وإن كان يوجد بعض الخبراء، مشدداً على ان الحل السياسي هو الطريق الوحيد لخلاص سوريا.
وأكّد نصر الله انه لن يترك اللبنانيين في ريف القصير عُرضة للهجمات من الجماعات المسلحة، وأن من يحتاج إلى مساعدة فلن نتردد، في حين رأى أن الدفاع عن مقام السيدة زينب في غوطة دمشق هو لمنع هدم هذا المقام الذي هددت جماعات تكفيرية بتدميره على غرار ما حصل في مالي وتونس والصومال ومصر، معتبراً أن هدم هذا المقام ستكون له تداعيات خطيرة، محملاً المسؤولية للدول التي تقف خلف هذه الجماعات، وقال بوضوح: «ان من يدافع عن هذه البقعة ومن يستشهد دفاعاً انما يمنعون الفتنة المذهبية».
وشدّد نصر الله أخيراً في عنوان مخطوفي اعزاز على ضرورة وضع حدّ وخاتمة لهذا الملف."