الصحافة اليوم 26-6-2013: من معركة عبرا الى معركة التمديد للعماد جون قهوجي
تناولت الصحف اللبنانية الصادرة صباح اليوم الثلاثاء 26-6-2013 الشأن اللبناني الداخلي ولا سيما تطورات ملف الانتخابات والحكومة إضافة الى ملف جديد هو موضوع التمديد لقائد الجيش جان قهوجي الذي كان محل خلاف بين العماد ميشال عون وسعد الحريري، كما تناولت الصحف تطورات الازمة السورية.
السفير
معركة التمديد لقهوجي تحتدم بين عون والحريري
ما بعد صيدا: الانقسام السياسي «يلتهم» إنجاز الجيش
وكتبت صحيفة السفير تقول "أما وان ظاهرة الشيخ أحمد الاسير قد تلاشت، وسقطت بالسرعة القياسية ذاتها لصعودها، فإن لبنان كان امام فرصة ثمينة للبناء على الانجاز النوعي الذي حققه الجيش اللبناني في صيدا، وصولا الى فتح آفاق جديدة في الامن والسياسة، لكن الانقسام الداخلي الحاد التهم هذا الإنجاز، أو يكاد، على وقع صراع المصالح وتناقض الحسابات، من الازمة السورية الى الملف الحكومي وما بينهما.
إلا إن هذا الواقع المرير يجب ألا يحول دون استخلاص العبر من عبرا، وفي طليعتها انه لا بد من ان تشكل المعركة التي خاضها الجيش ضد الاسير وجماعته مناسبة لطي صفحة الامن بالتراضي وتبويس اللحى، خصوصا انه تبين بالعين المجردة ان المؤسسة العسكرية تملك القدرة على الحزم متى اقتضت الضرورة ذلك، وانها لا تنقصها الشجاعة والإرادة عندما يتوافر قرار المواجهة.
وعليه، فان الجيش معني قبل غيره بالحفاظ على الهيبة التي حررها من قبضة الاسير، وعدم التفريط بها عند أي اختبار آخر قد يواجهه، بعدما استعاد الثقة بنفسه وثقة الناس به.
ويمكن القول الآن ان المواطنين أصبحوا ينتظرون الكثير من مؤسستهم العسكرية بعد نجاحها في استئصال «الورم الخبيث» من جسم صيدا، وبالتالي فإن الآمال والرهانات المعلقة على هذه المؤسسة تضاعفت في اعقاب تجربة عبرا، ما يستوجب منها ان تكون على قدر التطلعات، وأن تثبت ان قرارها بالحسم ضد مجموعات الاسير ليس استثناء او انفعالا، بل هو تعبير عن استراتيجية طويلة المدى لا مكان فيها لمحاباة او مجاملة.
ولعل الجيش أعطى إشارة واضحة الى نيته التشدد في سلوكه على الارض، عندما انتشر أمس داخل حي الليلكي في عمق الضاحية الجنوبية، ونفذ مداهمات بحثا عن متورطين بإطلاق النار خلال اشتباك حصل بين عائلتين، مع ما يحمله ذلك من دلالات تتصل بكون «حزب الله» هو صاحب النفوذ القوي في الضاحية.
أما على المستوى السياسي، فان الأولوية الملحة في هذه اللحظة تتمثل في وجوب الإسراع في تشكيل الحكومة الجديدة، وبالتالي ملء الفراغ المؤسساتي الذي يشكل بيئة حاضنة للفوضى الامنية، الامر الذي من شأنه ان يخفف الضغط عن الجيش، في ظل وجود سلطة تنفيذية منتظمة ومكتملة.
وفي زمن التناقضات العميقة والاصطفافات الحادة، جاء التعاطف الوطني مع الجيش، ليشكل قاسما مشتركا نادرا في هذه المرحلة، كان يمكن تطويره واستثماره، لو صدقت النيات، لكن المؤشرات المتلاحقة خلال الساعات الماضية لا تشجع على التفاؤل، وأولها السجال المستجد حول التمديد لقائد الجيش بين العماد ميشال عون والرئيس سعد الحريري، وثانيها محاولة بعض الأطراف توظيف ما جرى في عبرا لفتح جبهة إضافية مع «حزب الله»، تحت شعار رفض المعايير المزدوجة في تطبيق القانون.
وكان لافتا للانتباه في هذا الإطار ان الاسير غاب وبقيت طروحاته من خلال قيادات «تيار المستقبل» التي اعتمدت خطابه واستخدمت أدبياته في ما يتعلق بالمربعات والشقق الامنية، على وقع اتهامات لـ«حزب الله» بالمشاركة في أحداث عبرا.
في المقابل، نفى الرئيس نبيه بري عبر «السفير» بشدة مشاركة عناصر من حركة «أمل» و«حزب الله» في معركة عبرا، موضحا انه طلب من عناصر الحركة وأهالي حارة صيدا ضبط النفس ووضع أنفسهم بتصرف الجيش.
وشدد على ان من حق الجيش وواجبه فرض الامن والاستقرار والضرب بيد من حديد، حيث تدعو الحاجة، وهو طليق اليدين في اتخاذ الاجراءات التي يراها مناسبة. وأكد انه «لا توجد خطوط حمر او مناطق مغلقة امام الجيش، ونحن ندعمه في منع أي مظاهر مخلة بالامن في كل مكان، وصولا الى الضاحية الجنوبية».
واعتبر ان موقف الرئيس سعد الحريري من استهداف الجيش كان جيدا، واشار الى ان علاقته بالرئيس ميشال سليمان على ما يرام.
ورأى عضو كتلة «الوفاء للمقاومة» النائب حسن فضل الله خلال مقابلة مع محطة «أو تي في» ان «الجيش قام بالعملية العسكرية بمفرده ، لكن الأسير هاجم مراكزنا والمناطق التي نتواجد فيها ولم نكن اطلاقا طرفا في ما حصل، وهذا الافتراء هو لضرب معنويات الجيش، ونحن دافعنا عن انفسنا بحدود الضرورة القصوى ولم نشارك في العملية».
وشدد على ان النائبة بهية الحريري «ليست مستهدفة منا ويهمنا ان نحافظ على العلاقات مع فعاليات المنطقة ونحن لم نطلق النار على منزل احد ولا نعتدي على احد». ورأى ان ما حصل في صيدا «ليس موضوع شقق ولا علاقة له بوجود معين»، لافتا الانتباه الى ان «المشروع الذي كان يحضر له أحمد الأسير ووجد حاضنة سياسية له من تيار المستقبل، يجر البلد في النهاية الى فتنة»، معتبرا ان «استهداف المقاومة بهذه الطريقة يوصلنا الى فتنة وتحقيق المشروع الأميركي ـ الاسرائيلي».
في هذه الأثناء، شدّد رئيس الجمهورية ميشال سليمان على أن «الدعوة إلى الجهاد ضد الجيش، ودعوة العسكريين إلى الانفصال عن مؤسستهم لتقسيمها، لم ولن تجديا نفعاً».
ودعا سليمان العسكريين إلى «عدم المبالاة بالمحاولات الانتهازية التي ترمي إلى التملق السياسي والشعبوي وكسب الصدقية على حساب دمائهم، وزرع الشكوك حول علاقة القيادتين العسكرية والسياسية. وأكد أن «القيادة العسكرية وعلى رأسها العماد جان قهوجي تحوز ثقة رئيس الجمهورية والحكومة في آن».
وقالت مصادر رئاسية لـ«السفير» ان البيان الذي اصدره سليمان، وضع حدا لدابر التأويلات والحملات غير المبررة حول حقيقة موقف رئيس الجمهورية من الاحداث الامنية المتنقلة، مؤكدة انه لم يتوان يوما عن وضع المظلة التامة السياسية فوق الجيش للقيام بمهماته كاملة، كما ان رئيس الجمهورية كان السباق في تأمين الغطاء السياسي الكامل للجيش ليضرب بيد من حديد كل من تسول له نفسه الاعتداء على المؤسسة العسكرية وتعريض الاستقرار للخطر.
وأكدت المصادر ان المحاولات التي برزت لدق اسفين بين القائد الاعلى للقوات المسلحة اي رئيس الجمهورية وقيادة الجيش هي بمثابة طحن للهواء لان ما بين القيادتين من تنسيق ومؤازرة لا تنفع معه محاولات البعض الذين لا يجيدون سوى الاستثمار على الدماء الطاهرة والاحداث المتنقلة بأسلوب رخيص ومنبوذ وطنيا.
معركة التمديد
وما كادت المعركة العسكرية في عبرا تنتهي، حتى فُتحت معركة التمديد للعماد جان قهوجي، في توقيت يسيء الى إنجاز الجيش وتضحياته.
وغداة دعوة الرئيس سعد الحريري الى التمديد لقائد الجيش، رد عليه العماد ميشال عون فاعتبر أنّ تضحيات الجيش لا تُقرّش بالتمديد، وتابع: عليهم أن يعلموا بأنّنا الأولى بإعطاء الرّأي في موضوع تعيين قائد للجيش. ونحن أولى من سعد الحريري وأيّ حزبٍ آخر وفقاً لتقاليد التعيينات، ولا يجوز أن يتجاوزنا أحد، لأنّنا نحن من نمثّل المسيحيين في الحكومة.
ولاحقا، رد الحريري على عون، مشيرا الى ان الجيش اللبناني هو لكل اللبنانيين، مسيحيين ومسلمين، وقيادة الجيش تختزل هذا المفهوم الوطني منذ تأسيس الجيش ولا يجوز لأي طرف سياسي او طائفي ان يدعي احتكار ذلك.
الملف الحكومي
وإذا كان من المفترض، نظريا، ان يعطي انتصار الجيش في موقعة عبرا زخما قويا لعملية تأليف الحكومة او ان يؤمن مناخا مؤاتيا لها، إلا ان معطيات اليومين الماضيين أظهرت ان التباينات حول النظرة الى تركيبة الحكومة لا تزال على حالها.
وبينما قال الرئيس بري لـ«السفير» انه اتفق مع الرئيس المكلف تمام سلام على الإسراع في تشكيل الحكومة، أبلغت مصادر سياسية رفيعة «السفير» ان سلام لا يزال مصرا على معادلة 8-8-8، مشيرة الى انه لم يُسجَّل جديد على صعيد تشكيل الحكومة الجديدة، وان الامور لا تزال تراوح مكانها في انتظار عودة كل من تيمور جنبلاط والوزير وائل ابو فاعور من السعودية وما سيحملانه من لقاءاتهما مع الرئيس سعد الحريري.
وحذرت الاوساط من المعادلة التي بدأ يروجها اقطاب في «تيار المستقبل» لجهة القول ان انهاء ظاهرة الاسير يجب ان تقابلها حكومة خارج شروط قوى 8 آذار لجهة الاصرار على الثلث الضامن، منبهة الى ان هذا الطرح من شأنه فرملة تشكيل الحكومة نهائيا وهو ايضا بمثابة احراج للرئيس المكلف تمام سلام تمهيدا لاخراجه.
شروط أميركية تعرقل التسوية في سوريا: لا «جنيف 2» قبل إعادة التوازن ميدانياً!
محمد بلوط
دمشق لا تستحق اجتماعاً ولا حتى قدّاساً في جنيف بنظر الأميركيين. لا مؤتمر جنيف للسلام في سوريا... لا موعد لأي لقاء بين المعارضة والنظام... ولا موعد للقاء تحضيري ثلاثي أميركي - روسي - أممي آخر لمتابعة البحث بين عرابي جنيف أنفسهم.
وأرسل الوفدان الروسي والأميركي في جنيف ما تبقى من التفاهم بينهما إلى وزيري الخارجية الروسي سيرغي لافروف والأميركي جون كيري، على هامش اجتماع روسيا ورابطة «آسيان» في بروناي في الاول والثاني من تموز المقبل، ليعكفا على محاولة إنعاشه أو دفنه موقتاً، ريثما ينتهي اختبار رهان التسلّح ميدانيا.
وأعلنت الأمم المتحدة، في بيان اثر محادثات عُقدت في جنيف بين ديبلوماسيين أميركيين وروس والمبعوث الدولي والعربي إلى سوريا الأخضر الإبراهيمي، أن «المحادثات كانت بنّاءة وتركزت على سبل ضمان عقد مؤتمر جنيف حول سوريا بأفضل فرص نجاح»، مشيرا إلى أن «مشاورات أخرى بين الأمم المتحدة وروسيا والولايات المتحدة ستجري (بعد لقاء لافروف وكيري) بشأن تاريخ المؤتمر ولاستكمال لائحة المشاركين».
ورفضت الخارجية الأميركية تحديد «جدول زمني» لعقد مؤتمر جنيف. واكتفى مساعد المتحدث باسمها باتريك فنتريل بالقول إن المؤتمر سيلتئم «ما إن يكون ذلك ممكنا وفي أسرع وقت».
وأضاف «من الواضح أن الوضع على الأرض واستمرار النظام (السوري) في تجنب أي مشاورات يشكلان عقبة حقيقية». وتابع «لسنا متفقين على كل شيء، لكن الولايات المتحدة وروسيا متوافقتان على أن المخرج الوحيد لإنهاء هذا النزاع يتمثل في حل سياسي».
هكذا، ومن دون مفاجآت، أعاد الأميركيون في جنيف التفاهمات مع الروس إلى النقطة الصفر، من فرض تشكيل الوفد المعارض تحت مظلة «الائتلاف الوطني السوري» دون غيره من قوى المعارضة مع تمثيل عسكري برئاسة اللواء سليم إدريس، وهو ما رفضه الروس في التفاهم الأول.
ورفض الأميركيون تحديد موعد للمؤتمر قبل البحث بإعادة ميزان القوى، بين النظام والمعارضة إلى ما قبل القصير، أو ربما قبل أن تفعل عمليات التسليح السعودية والقطرية الكثيفة الصاروخية والمدفعية فعلها في قلب معادلة الميدان لمصلحة المعارضة مرة ثانية، وإشعال الصيف السوري بلهيب المعارك.
وعكست هذا المناخ تصريحات وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل، خلال مؤتمر صحافي مع كيري في جدة، إذ قال الوزير السعودي إن الرياض لن تقف مكتوفة الأيدي حيال ما يجري في سوريا، معتبرا أن «سوريا محتلة»، وان «حزب الله وقوات الحرس الثوري الإيراني والدعم اللامحدود بالسلاح الروسي تتشارك في قتل السوريين»، مكررا مطالبته بتسليح المعارضة السورية لإعادة التوازن على الأرض، بينما اعتبر كيري أن مؤتمر «جنيف 2» أفضل فرصة لحل الأزمة السورية.
وحضرت معارك صيدا في نقاشات جنيف، عندما أعاد الأميركيون مسألة المشاركة الإيرانية إلى المساومة، بعدما كان التفاهم حولها قد قطع شوطاً بعيداً، لا سيما بعدما رحب الفرنسيون بمشاركة الرئيس الإيراني حسن روحاني فيها. وقال مصدر ديبلوماسي إن الاعتراض الأميركي المستجد لا يرتبط بالملف النووي، وإنما بالدعم الذي تقدمه إيران للعمليات التي يقوم بها «حزب الله» في سوريا ولبنان. ووضع الأميركيون في جنيف عملية صيدا في إطار مواصلة حليف إيران اللبناني ضرب ركائز التوازن العسكري والسياسي، والإخلال بموازين القوى لمصلحة النظام السوري.
وبشكل أدق، علل الأميركيون رفضهم تحديد أي موعد لعقد مؤتمر «جنيف 2»، بضرورة التقدم في التحقيق باستخدام الكيميائي وتدخل «حزب الله» في سوريا والعمليات التي قام بها في القصير، واتضاح موقف النظام السوري الذي يرفض أجندة جنيف القاضية، كما يرون، بنقل السلطة، ووقف تصعيد عملياته خصوصا في حلب التي ستحول جنيف إلى طاولة استسلام وهزيمة للمعارضة.
وبحسب ديبلوماسي غربي، فقد رد الروس على الاعتراضات الأميركية، بالتذكير بأن قضية الكيميائي واهية، ولا تقوم على أسس مادية. وقال الديبلوماسي الروسي للأميركيين إن «حزب الله» احترم قوانين الحرب في القصير، ولم يرتكب أي جرائم. أما تصعيد العمليات العسكرية للجيش السوري في حلب، فليس ما يشير لدى الروس إلى وجود مؤشرات على استعداده لشن هجوم واسع على المدينة، شبيه بعملية القصير.
وخرج الوفدان الأميركي والروسي من الجولة الأولى، التي استمرت من الواحدة من بعد الظهر حتى الخامسة عصرا، من دون تحديد موعد تدعو فيه الأمم المتحدة المتقاتلين السوريين إلى طاولة تنصب يوما ما في جنيف. والأرجح أن الجولة المسائية، التي تخللها عشاء عمل، لم تغير شيئا في مسار المفاوضات المعقد والصعب بين نائبي وزير الخارجية الروسي غينادي غاتيلوف وميخائيل بوغدانوف، والأميركيتين نائبة وزير الخارجية اليزابيت جونز ومساعدته لشؤون الشرق الأوسط ويندي شيرمان.
وبحسب مصادر ديبلوماسية، فإنه لم يُتح أصلا للمجتمعين الوصول إلى بند البحث بجدول أعمال المؤتمر المفترض في جنيف، أو النظر في تنظيم مبادئ جنيف من نقل الصلاحيات الرئاسية أو تشكيل الحكومة الانتقالية.
وكان السفير الأميركي لدى سوريا روبرت فورد قد بدأ الاجتماع بطرح قضية تشكيل الوفود، التي قال إن الولايات المتحدة تريد إعادة مناقشتها، وإنها لم تحسم في اللقاء الماضي (5 حزيران الحالي)، مجيبا بذلك على اعتراض بوغدانوف.
وقال فورد للروس: إننا لا نريد وفوداً متعددة للمعارضة، وإنما نريد وفداً من «الائتلاف» يضم عسكريين، وان «الائتلاف» يضمن وجود وفد منسجم وقوي بوجه وفد النظام. وأضاف إن المعارضة السورية غير جاهزة حتى الآن، لكنه تحدث باسمها، ووعد بأن يكون وفدها جاهزاً إذا وافق الروس على ذلك، بعد اجتماع يعقده «الائتلاف» في اسطنبول في الرابع والخامس من تموز المقبل.
ورفض الأميركيون حضور وفد كردي تعيّن أعضاءه الهيئة الكردية العليا، باعتبار أن «الائتلاف» يضم في صفوفه أكراداً قادرين على التحدث باسم الجناح الكردي من المعارضة السورية. وقال فورد إن الأميركيين لا يريدون أن يحضر المعارض السوري هيثم مناع المؤتمر، أو أن يشارك في وفد المعارضة، وإنها وجهة نظر «الائتلاف».
وقال هيثم مناع، لـ«السفير»، إن «الائتلاف ليس جاهزا لتسمية أي وفد، كما انه ليس من مصلحة الولايات المتحدة أو أي قوة أخرى أن تحدد من يمثل المعارضة السورية، وإذا كان الأميركيون يحرصون على إنجاح جنيف، فعليهم أن يتوقفوا عن خلق الذرائع لعرقلته». وأضاف «ينبغي التوقف عن تلفيق الأساطير الثلاث: تغيير موازين القوى، كسب الوقت، والسقوط الوشيك للنظام أو المعارضة». واستطرادا، قال مناع انه تلقى تحذيرا من دول صديقة كي يتخذ احتياطات أمنية لحماية نفسه، وان تهديدات جدية قد تطال حياته بسبب مواقفه الأخيرة.
ورد الروس، خلال النقاش، بأنه من حق المعارضة أن تشكل وفدا بالتوافق مع أجنحتها. ودعا بوغدانوف الأميركيين إلى الحذر من عسكرة وفد المعارضة، موضحا أن «المجلس العسكري» الذي يقوده إدريس يمثل اقل من ربع الثمانين ألف مقاتل وضابط الذين أوردهم روبرت فورد في النقاش، وقال أنهم يخضعون له، ويطيعون أوامر قيادته.
كما أعلن الروس تمسكهم بهيثم مناع، وان «الائتلاف» لا يمثل معارضة الداخل التي تمثلها «هيئة التنسيق»، وهي وحدها المخولة تعيين ممثليها، وليس «الائتلاف» أو الأميركيين، وقد اختاروا مناع من بين ممثليهم.
وقال الروس رداً على الأميركيين إن اقتراح عبد الباسط سيدا ممثلا للأكراد في وفد المعارضة، ليس واقعياً، وهو لا يمثل إلا نفسه، وان الأمر يعود إلى الهيئة الكردية العليا."
النهار
عون وحيداً في مواجهة التمديد لقهوجي - دعـم أممي لسلطة الدولة ومؤسساتها
وكتبت صحيفة النهار تقول "تنبه المواقف الدولية الصادرة عن غير جهة الى خطورة الوضع اللبناني وتعرضه المستمر للانزلاق الى النزاع السوري، داعية الى دعم مؤسساته الشرعية وخصوصا مؤسسة الجيش.
واكد الامين العام للامم المتحدة بان كي - مون والممثل الخاص للامم المتحدة وجامعة الدول العربية في سوريا الاخضر الابرهيمي دعمهما للرئيس اللبناني ميشال سليمان ومؤسسات الدولة الرئيسية . وطالب بان "اللبنانيين جميعا بان يحترموا تماماً سلطة الدولة ومؤسساتها" ولا سيما منها الجيش اللبناني. وقال الابرهيمي في جنيف ان الاشتباكات بين الجيش اللبناني وانصار رجل الدين السني المتشدد احمد الاسير في مدينة صيدا الجنوبية "تذكر بقوة بمخاطر امتداد النزاع في سوريا الى ما وراء الحدود".
وفيما ارتدادات معارك عبرا لا تزال تسجل مواقف دولية وتوترات في مناطق لبنانية عدة، وان بوتيرة متراجعة لا تلغي امكان اشتعال جبهات اخرى، وفي ظل لغز اختفاء الشيخ احمد الاسير، ونفي مرجعيات علمائية وامنية لجوءه الى طرابلس او الى مخيم عين الحلوة، وتأكيد مصدر امني لـ النهار" استحالة انتقاله بهذه السرعة الى رعاية "الجيش السوري الحر" في سوريا، فان الطبقة السياسية تكاد لا تخرج من جدل الا لتدخل في آخر، بما يوحي بان الانتهاء من التمديد لمجلس النواب، فتح فعلا معركة رئاسة الجمهورية قبل نحو عشرة اشهر من تاريخ هذا الاستحقاق.
الحريري - عون
واولى طلائع الخلاف الجديد والذي يتوقع ان يواجهه النائب ميشال عون وحيدا، كما حصل في ملف التمديد لمجلس النواب، هو التمديد لقائد الجيش العماد جان قهوجي. وفي معلومات لـ "النهار" ان ثمة اجماعاً سياسياً تحقق على الامر، اعلنه صراحة اول من امس الرئيس سعد الحريري، ويؤيده الرئيس نبيه بري كما نقل عنه زواره امس، ومثله النائب وليد جنبلاط. اما الاعتراض عليه فسيكون ضمنا من اطراف مسيحيين طامحين الى الرئاسة او ممن لديهم مرشحون للقيادة. لكن الاجواء الدولية، استناداً الى مصدر وزاري لا تمانع في خطوة التمديد اذا كانت مسببا لحفظ الاستقرار في لبنان. وقال ان عددا من السفراء يطرح السؤال باستمرار عن ايجابيات التمديد ومساوئه، مع ميل واضح في احاديثهم الى الاستقرار الذي لا يوجب تغييرا مفاجئا او الدخول في فراغ ، او عدم استقرار كما حصل في مؤسسة قوى الامن الداخلي.
وفيما كان العماد عون يرفض التمديد، فقد اعتبر انه شأن مسيحي، وقال: "فليسمحوا لنا في قيادة الجيش نحن الاولى باعطاء الرأي بها. اولى من سعد الحريري واي حزب آخر وفقا لتقاليد التعيينات. ولا يحق لاحد التقدم علينا في هذا الموضوع فنحن من نمثل المسيحيين في الحكومة ونحن نمثل اكثر من قضاء بأعداد اكبر للمسيحيين من غيرنا ولسنا مرهونين بقرارنا لاحد ونأمل ان يحترم الجميع القواعد"
وسريعا رد عليه الرئيس الحريري قائلاً ان "الجيش اللبناني هو لكل اللبنانيين، مسيحيين ومسلمين، وقيادة الجيش تختزل هذا المفهوم الوطني منذ تأسيس الجيش ولا يجوز لأي طرف سياسي او طائفي ان يدعي احتكار ذلك. اما ادعاؤك معرفة الجيش والقيادة اكثر من سواك، فهو على ما اعتقد امر مشكوك فيه، اذا عدنا بالذاكرة الى القيادة التي وجدت الهروب من القصر تحت وطأة قصف النظام السوري، الحليف الحالي والعدو السابق للجنرال، افضل وسيلة للتعبير عن القيادة المثالية. ان شهداء الجيش هم شهداء لبنان سواء قدموا أرواحهم فداء للوطن في صيدا او نهر البارد او على متن طوافة عسكرية يا حضرة الجنرال".
مجلس النواب
ومن المتوقع ان يكون بند التمديد لقهوجي على جدول اعمال الجلسة العامة لمجلس النواب. وعلمت "النهار" ان هيئة مكتب مجلس النواب ستنعقد اليوم بدعوة من الرئيس بري، كما يعقد اجتماع لرؤساء ومقرري اللجان النيابية وذلك لتحضير جدول اعمال الهيئة العامة في المرحلة المقبلة. وينطلق بري في دعوته من اقتناع بأن المجلس منعقد حكما في غياب الحكومة.علما ان الرئيس ميشال سليمان صرّح قبل أيام بأنه عازم على فتح دورة استثنائية للمجلس للانطلاق مجددا في البحث في قانون جديد للانتخاب.
الحكومة
في المقابل، وفي مسار التأليف الحكومي، يبدو الامر متعثرا على رغم حركة الاتصالات المتصاعدة بين اطراف الداخل والخارج. وفيما كان الوزير وائل ابوفاعور يزور المملكة العربية السعودية موفدا من النائب وليد جنبلاط، استرعى الانتباه موقف وزير الخارجية السعودي الامير سعود الفيصل الذي قال: "ان "حزب الله" وقوات الحرس الثوري الايراني والدعم اللامحدود بالسلاح الروسي تتشارك في قتل السوريين، هذا امر خطير لا يمكن السكوت او التغاضي عنه". وابلغ مصدر وزاري "النهار" ان الموقف السعودي بعد موقف "حزب الله" الذي عبر عنه النائب محمد رعد لا يوحيان بأجواء مسهلة لولادة حكومية.
وفي معلومات لـ"النهار" ان الرئيس الحريري استقبل صباح امس في الرياض الوزير ابو فاعور الذي اجرى ايضا مشاورات مع عدد من المسؤولين السعوديين.
وقالت مصادر رئيس الوزراء المكلّف تمام سلام لـ"النهار" ان الاخير واصل امس مشاوراته فاستقبل الوزير السابق طوني كرم موفدا من رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع. واوضحت ان لقاء سلام اول من امس والرئيس بري كان "جيدا جرى فيه عرض للمواقف من الموضوع الحكومي ومتابعة للتطورات في البلاد والتي باتت تحتم ملء الفراغ على مستوى السلطة التنفيذية من دون تأخير". واضافت ان سلام لمس لدى بري "ايجابية ورغبة في المساعدة على تقريب وجهات النظر وتسهيل مهمة الرئيس المكلف". وشدد سلام على ان الاوضاع "لم تعد تسمح بترف التأخير في تشكيل الحكومة". ومن المنتظر ان يتم التواصل مجدداً خلال الايام القريبة بين بري وسلام.
صيدا
امنيا استمرت توترات ردات الفعل بوتيرة متراجعة، ومنها في الطريق الجديدة، وفي محور التبانة - جبل محسن، اما التحقيقات في احداث عبرا فلا تزال في بدايتها . وعلمت "النهار" ان قسما من الموقوفين موجودون لدى مخابرات الجيش وقسما آخر يجري التحقيق معه في الجنوب والعمل جار لفرز الموقوفين بين متورط في الاعتداء على الجيش وغيره. وبلغ عدد الجثث التي أخليت 19 ومن هؤلاء شخص يدعى احمد الحريري ويجري التأكد مما اذا كان صاحب الجثة هو مدير مكتب الشيخ الاسير والملقب "ابو بكر" أم آخر يحمل الاسم نفسه. أما بالنسبة الى مصير الاسير، فلا يزال مجهولا وتبين انه منذ ليل الاحد الماضي لم يعد احد يسمع عنه شيئا. وقد بدأ اهالي قرى شرق صيدا، وكذلك اهالي المدينة، يستعيدون حياتهم شبه الطبيعية امس.
وفي عبرا خرج مواطنون امس يعبّرون عن غضبهم من ارتفاع رايات "حزب الله" على الشقتين اللتين تعودان اليه قبالة مجمع الاسير واللتين تسببتا بالنزاع في الفترة السابقة. وتحدث اعضاء في "تجمع العلماء المسلمين" عن مشاركة الحزب في القتال وهم شاهدوا امس عناصر تحمل شارات الحزب تتجول في المكان .وسيعقد التجمع مؤتمرا صحافيا اليوم بعد اجتماع يعقده في مسجد حمزة قرب مسجد بلال بن رباح. وافادت وكالة الصحافة الفرنسية" في وقت لاحق ان الاعلام ازيلت بطلب من الجيش.
الإبرهيمي استبعد انعقاد جنيف - 2 في تموز وكيري ولافروف يلتقيان الأسبوع المقبل
على رغم استبعاد الممثل الخاص للامم المتحدة وجامعة الدول العربية في سوريا الأخضر الابرهيمي انعقاد المؤتمر الدولي حول سوريا الشهر المقبل، اعلنت المنظمة الدولية ان وزير الخارجية الاميركي جون كيري ونظيره الروسي سيرغي لافروف سيلتقيان الاسبوع المقبل لمناقشة تطورات النزاع السوري.
اجتمع الابرهيمي أمس مع مساعدة وزير الخارجية الاميركي للشؤون السياسية ويندي شيرمان ونائبي وزير الخارجية الروسي غينادي غاتيلوف وميخائيل بوغدانوف في المقر الاوروبي للامم المتحدة في جنيف مدة خمس ساعات.
وصرح غاتيلوف بأن المحادثات انتهت من دون اتفاق بين المسؤولين الاميركيين والروس على كثير من المسائل ومنها المواعيد وقائمة المشاركين في المؤتمر. واضاف أن الجانبين سيعودان إلى حكومتيهما للبحث في سبل المضي قدماً، ولكن لم يتم الاتفاق أيضا على من سيمثل المعارضة السورية وعلى مشاركة إيران.
وجاء في بيان للأمم المتحدة ان كيري ولافروف سيلتقيان الاسبوع المقبل ومن المتوقع إجراء مزيد من المحادثات في ما يتعلق بالمؤتمر بعد ذلك.
وصرح الابرهيمي قبيل الاجتماع: "بصراحة اشك في انعقاد هذا المؤتمر في تموز". وتجنب مناقشة نتائج الاجتماع واكتفى بالقول: "انا واثق من ان مناقشاتنا ستكون بناءة وواثق أيضاً من احراز تقدم".
وشدد على اهمية عقد الاجتماع الذي سمي "جنيف-2" في رعاية الامين العام للامم المتحدة بان كي - مون على ان يكون متابعة لمؤتمر جنيف العام الماضي الذي وضعت فيه خطة لم تطبق لانتقال السلطة في سوريا. وقال: "اعتقد ان ما يحصل في المنطقة خطير جداً جداً، وآمل بشدة في ان تتحرك الحكومات في المنطقة والدول الشريكة، وخصوصاً الولايات المتحدة وروسيا... الوضع يخرج عن السيطرة، ليس فقط في سوريا بل في المنطقة".
وأبدى الابرهيمي تفاؤلا بتلميح نظام الرئيس السوري بشار الاسد الى مشاركته في المؤتمر، فيما تستعد مجموعات المعارضة لعقد اجتماع في 4 تموز و5 منه لمناقشة تنظيم صفوفها للحضور. وقال: "اعتقد انهم سيؤكدون حضورهم... لا احد يتوقع ان تكون اللقاءات بين الطرفين سهلة، لكني اعتقد انها ستكون خطوة الى الامام اذا التقوا، اذا وافقوا على التحدث".
وحذر من أن "ما يجري في المنطقة خطير جداً وآمل بشدة أن تتحرك حكومات المنطقة والقوى الكبرى ولا سيما روسيا والولايات المتحدة، وأنا أعتقد أنها مدركة أن عليها أن تتحرك لاحتواء هذا الوضع الذي يخرج عن السيطرة ليس في سوريا فحسب بل في المنطقة أيضاً".
واعتبر أن "الأحداث في صيدا بلبنان أمس حيث قتل 50 شخصاً هو تذكير قاس بخطر امتداد النزاع في سوريا عبر الحدود إلى الدول المجاورة".
وقال إن "الأمين العام للأمم المتحدة وأنا وكثيرين غيري يقولون طوال الوقت إن تسليح الطرفين(في سوريا) من حكومة ومعارضة، ليس بالأمر الصائب، ولا أعتقد أن موقفنا تغيّر".
وهذا ثاني اجتماع من نوعه في الشهر الجاري في المدينة السويسرية سعياً الى تنظيم المؤتمر الذي بذلت مساع اساساً لعقده في حزيران ثم في تموز.
القتال
ميدانياً، قال ناشطون سوريون معارضون إن القوات الموالية للرئيس الأسد قصفت مناطق في شرق دمشق يسيطر عليها مقاتلو المعارضة بقذائف الهاون والمدفعية الثقيلة وبغارات جوية.
وقال "المرصد السوري لحقوق الإنسان" الذي يتخذ لندن مقراً له إن الهجوم تركز على زملكا وعربين على مشارف وسط العاصمة الذي تسيطر عليه القوات الحكومية.
ونقلت قناة "الجزيرة" الفضائية القطرية عن ناشطين "أن مقاتلين من لواء الإسلام دمروا مبنى يتحصن فيه شبيحة النظام في زملكا، يتزامن ذلك مع اشتباكات عنيفة بين الجيش السوري الحر وقوات النظام دارت على الجبهة الغربية في معضمية الشام وداريا بريف دمشق". وتحدث ناشطون عن سقوط طائرة حربية في ريف حمص.
وبثت قناة "الميادين" التي تتخذ بيروت مقراً لها ان الجيش السوري النظامي بسط سيطرته على تلكلخ بريف حمص.
وفي القدس، اعلنت ناطقة باسم الجيش الاسرائيلي انه تم نقل جريحين سوريين الى اسرائيل لتلقي العلاج ليل الاثنين - الثلثاء.
وفي جنيف، قال برنامج الغذاء العالمي ان السوريين الذين يعانون آثار النزاع الدائر في بلادهم، يضطرون الى خفض كمية الأغذية الاساسية التي يتناولونها لتوفير المال او انهم يلجأون الى التسول.
في غضون ذلك، أصدر الاسد مرسوما يقضي بسجن كل من يدخل سوريا بطريقة غير مشروعة من سنة إلى خمس سنوات، وبدفع غرامة من خمسة ملايين الى عشرة ملايين ليرة سورية أو بإحدى هاتين العقوبتين.
المالكي
في بغداد، عبر رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي عن خوفه على وحدة بلاده من الأحداث الجارية في سوريا، مشيراً إلى أن السلاح النوعي الذي تتسلح به المعارضة السورية بدأ يتسرب إلى العراق.
ونفى في مقابلة خاصة مع قناة "العربية" الفضائية السعودية التي تبث من دبي أن يكون نشر الجيش العراقي على الحدود مع سوريا مرتبطاً بنتيجة المعركة في القصير في سوريا، موضحاً أن نشر الجيش العراقي جاء بعد تعرض وحداته لهجمات من "جبهة النصرة". وأمل في التوصل إلى حل سياسي للأزمة في سوريا، متخوفاً من تداعيات الأزمة السورية ومخاطرها على بلاده. وكشف عن طلب قدمه وزير الخارجية السوري وليد المعلم إلى الحكومة العراقية لإيداع أموال لدى العراقي، موضحاً أن المصرف المركزي العراق رفض ذلك."
الاخبار
عبرا تتحرّر من حكم الإمارة
آمال خليل
وكتبت صحيفة الاخبار تقول "لم تتمكن عبرا من لملمة جراحها بعد. أهلها المنكوبون لن يتمكنوا قريباً من مسح آثار الاشتباكات. لكن الأخطر من ذلك أن القوى السياسية لم تتّعظ من درس القضاء على «المربع الأمني» للشيخ أحمد الأسير. بعض الجهات تريد استثمار ما جرى كما لو أنه فوز لها، وكما لو أن جريمة اغتيال أفراد الجيش وضباطه لم تقع. فالخطاب السياسي لم يتبدل، والتحريض مستمر. عبرا ليست أمثولة للبعض، هي مجرد ورقة يمكن استخدام مثيلات لها كل يوم.
أمام الدشم الرملية المتهاوية عند أحد التقاطعات في عبرا الجديدة، التقى رجلان أخذا يتبادلان العناق بحرارة ويهنّئ كلّ منهما الآخر بـ«التحرير». وبرغم أنهما من أصحاب الشقق التي طاولها الخراب في معركة المربع الأمني، إلا أن حديثهما كان مليئاً بالفرح. والسبب أنهما سيستعيدان عهد الحرية الذي بدآ بافتقاده على نحو تدريجي منذ عام 1997، أي منذ تحويل إحدى طبقات مبنى مجاور لهما إلى مصلى بإمامة أحمد الأسير. يتبادل الرجلان الوعود باستعادة زمن الزيارات المتبادلة والسهرات الترفيهية الطويلة و«الكزدرات» في الأحياء، إذ إن الإجراءات الأمنية التي استحدثها الأسير منذ أشهر، منعت أحدهما من زيارة الثاني الذي تقع شقته داخل المربع الأمني.
فهو معروف بانتمائه إلى القوى الوطنية في صيدا وبانتقاده للأسير. منذ انتشار الحراس المسلحين ونصب الحواجز، بدأ يتعرض للمضايقة منهم. تارة تعرضوا له بالضرب وأخرى كسروا سيارته. فيما صديقه القابع تحت حكم الأسير لم يسلم أيضاً، إذ تعرض للتهديد في حال لم يلتزم الصلاة في المسجد ولم يجبر زوجته على ارتداء الحجاب ويمنعها من الخروج بمفردها من البيت أو حتى إلى الشرفة.
حتى مساء أمس، كان الجيش لا يزال يمنع المدنيين من التقدم نحو المربع الأمني والأحياء المحيطة به. أعطى خلال النهار مهلة قصيرة للسكان لتفقد بيوتهم وإحضار أغراضهم، ظهرت الصدمة على الوجوه بسبب الدمار الكبير. فالمشهد دخيل على أحياء الأغنياء والميسورين من أبناء صيدا والجنوب، إذ إن عبرا الجديدة صنعت في الأساس في الستينيات كبديل مرفه وآمن عن مدينة صيدا. عنصر الأمان الذي لازمها خلال الاجتياح الإسرائيلي ومعارك شرقي صيدا، زاد في عدد الراغبين في الاستقرار فيها. في ذروة الحرب والاحتلال اللذين هجّرا سكان صيدا ومحيطها وعبرا الضيعة ودمّرا بيوتها، بقيت عبرا الجديدة «خفيفة نظيفة». في اليومين الماضيين، قصدها الدمار وحده. المباني التي حلم الكثيرون بالسكن فيها بسبب غلاء ثمنها، تحولت إلى صناديق محروقة يحلم أصحابها بتعويض الهيئة العليا للإغاثة. مع ذلك، فضل كثيرون مشاهدة النصف الممتلئ من الكأس. فاعتبروا أن الانقلاب على إمبراطورية الأسير الديكتاتورية يستأهل دفع أثمان، وإن كانت باهظة. لم يعتبر هؤلاء الأسير يوماً جاراً لهم. في السنوات السابقة، كان تشدده وتحريضه المذهبي «ينقز» السكان المتنوعين مذهبياً ومناطقياً. فكان الكثير من أهل السنة فيهم لا يجذبهم أداء الصلاة في مسجد بلال والاستماع إلى خطبه. إلى أن زاد الشرخ مع الشيخ بعد اغتيال الرئيس رفيق الحريري ثم أحداث 7 أيار، عندما انحاز بشكل حاد ضد حزب الله وأطلق مواقف عالية النبرة. حتى ذلك الحين، كانت عبرا الجديدة تستطيع النأي بنفسها عن أسيرها. لكنها تحولت أسيرته منذ عامين. نشر حراساً مسلحين على المداخل المؤدية إلى المسجد، قبل أن يقفلها بالحواجز الاسمنتية ويستحدث عليها نقاط تفتيش. ثم فرض جدول مواعيد للدخول والخروج والعودة إلى المنازل قبل الليل، وثبّت كاميرات مراقبة عند التقاطعات المحيطة والأحياء التي لا تقابل المسجد على نحو مباشر. وعندما أنشأ الخيمة فوق باحة المسجد الخارجية ووصل بها جانبي الطريق بين بيته ومكتبه، رفع الدشم الرملية وضاعف من الحواجز الاسمنتية ومنع السكان من الدخول بسياراتهم إلى المنطقة وفرض عليهم التفتيش عند الدخول والخروج ومنع التصوير. وأخيراً، ثبت مكبرات الصوت على أسطح المباني البعيدة عن المسجد لإجبار الجميع على الاستماع الى خطبه. حال الطوارئ تلك انعكست على الحياة اليومية للسكان، الذين فضل الكثير منهم تغيير سكنه وعرض شقته للإيجار أو البيع. فيما أحجم من ليس مضطراً إلى الدخول إلى محيط المسجد عن زيارة أقربائه وأصدقائه تحاشياً للتعرض لمضايقات. وفي هذا الإطار، تقلص الإقبال على السكن والاستثمار في عبرا الجديدة وانخفضت أسعار المحال التجارية والشقق. أجواء الحرب عززها تثبيت نقاط وحواجز للجيش قبالة المداخل نحو المسجد والمربع الأمني.
الجرة لم يكسرها كل أهالي عبرا بعد الأسير. حتى الآن، يعبّر البعض بصوت خافت عن حزنهم على النهاية المأسوية لشيخهم الذي يصفونهم بأنه «أسد السنّة، دافع عنهم وتكلم باسمهم ضد الظلم والتهميش الذي يعانونه». هؤلاء يجدون أن الجيش لا يمثلهم ويرددون شعارات الأسير بأن قراره مرهون لحزب الله. كأن خطب الأسير وشتائمه للدولة والجيش والحزب و«أمل» لا تزال تتردد في الأنحاء التي ستفتقد وعيده وتهديده وتحريضه في صلاة الجمعة المقبلة. لا بل إن معركة عبرا أثبتت برأيهم، نظريات الأسير بأن الجيش منحاز ضد أهل السنة، متسائلين عن عدم إقفال الشقق. تماماً كشيخهم، يرفضون التصديق بأن المتضررين متنوعون بين أسيريين وخصومه وبين سنة وشيعة ومسيحيين.
اعتقاد البعض بأن القذائف ورصاص القنص الذي استهدف الجيش لم يكن مقاتلو الأسير مصدره، بل مقاتلو سرايا المقاومة، عززته مواقف بعض الأطراف في المدينة. الجماعة الإسلامية طالبت بـ«إنهاء كل مظاهر السلاح وما يسمى سرايا المقاومة»، رافضة «ممارسات حزب الله في مداهمة بعض الشقق السكنية، ومحاولة استثمار ما جرى». كتلة المستقبل توجهت إلى دارة أحد أعضائها النائبة بهية الحريري في مجدليون، حيث عقدت اجتماعها الأسبوعي لتطالب بإزالة «المربعات الأمنية والشقق الأمنية والمراكز والمظاهر المسلحة للحزب وأعوانه أو أي طرف آخر تحت أي اسم أو مبرر كان». وتمنت أن يستخدم الجيش معياراً واحداً في التعاطي مع جميع الأطراف وألا يكون القانون مقتصراً على فئة دون أخرى. الرئيس فؤاد السنيورة، خلال تفقده أرض المعركة في عبرا، حيّا تضحيات الجيش، لكنه اعتبر أنه «لا يمكن إنهاء حالة الأسير من جهة والسكوت عن مخالفات كبرى للقانون بوجود شقق أمنية مخالفة هنا وهناك». أما الحريري، فقد قالت في مجالسها الداخلية إنها تعرضت لمحاولة اغتيال من قبل عناصر سرايا المقاومة الذين انتشروا في مجدليون وردوا على إطلاق النار الذي خرج من دارتها. وفي العلن، طالبت عقب لقائها اللواء أشرف ريفي، بتوقيف هؤلاء العناصر.
من جهته، عقد النائب السابق أسامة سعد مؤتمراً صحافياً للتهنئة بالسلامة «بعد زوال الغيمة السوداء من أجواء صيدا والانتهاء من الحالة الشاذة التي نغّصت حياتها، وألحقت بها الأضرار الفادحة، وكادت أن تتسبب بتفجير الأوضاع ليس في صيدا فحسب، بل في لبنان كله».
وبين هذا وذاك، زار وزير الداخلية مروان شربل صيدا أمس وترأس اجتماعاً لمجلس الأمن الفرعي وتفقد عبرا. بعد سماع تصريحه لوسائل الإعلام ولوحدات الجيش المنتشرة ميدانياً، يكاد المرء ينسى بأن شربل الآتي للاحتفال بزوال الأسير وضبط الأمن، كان من أبرز المساهمين في تطوره ووصول المنطقة إلى هذه المرحلة. بدءاً من مفاوضته لإنهاء اعتصامه المفتوح، مروراً بتسامحه مع اعتدائه على حاجز للقوى الأمنية، وصولاً إلى التغاضي عن إجراءاته الأمنية والسماح له باستحداث الخيمة التي أخفى تحتها مخازن السلاح وشتم من على منبرها الدولة بمن فيها. وفي مؤتمر صحافي، كشف شربل أن الأسير «غادر صيدا قبل وصول الجيش إلى المنطقة بعدما شعر بأن الموس وصل للحيته»، واعداً بإصدار مذكرات توقيف بحق كل المتورطين والمحرضين على الجيش وسيقوم القضاء اللبناني بكامل واجباته."
المستقبل
الحريري لعون: شهداء الجيش لكل لبنان سواء سقطوا في صيدا أو نهر البارد أو على متن طوافة
"المستقبل" تطالب الجيش من صيدا بإزالة مربعات "حزب الله"
وكتبت صحيفة المستقبل تقول "فيما لا تزال العملية العسكرية التي نفّذها الجيش اللبناني في صيدا محور المتابعات السياسية والأمنية، تتجه الانظار الى الخطوات المقبلة للجيش لا سيما لناحية بت مصير "الشقق الأمنية" التي كانت ولا تزال السبب الرئيسي للتطورات الأمنية التي شهدتها عاصمة الجنوب، في وقت عجّت فيه صيدا أمس بزيارات قام بها كبار المسؤولين السياسيين والعسكريين، ورئيس كتلة "المستقبل" الرئيس فؤاد السنيورة الذي اعتبر بعد تفقّده عبرا وزيارته المربع الأمني السابق للشيخ أحمد الأسير أنه "لا يمكن ان يصار الى انهاء الحالة التي تميزت بالمربع الامني هذا، وما قامت به مجموعة احمد الاسير من اعمال اجرامية في هذا الخصوص، ونسكت ايضا عن مخالفات كبرى للقانون بوجود شقق امنية هنا وهناك، وبالتالي يتوقع المواطنون اللبنانيون اينما كانوا، من الجيش اللبناني ان يعامل بالسواسية والمثل، وأن يطبق القانون على الجميع دون تفرقة لجهة اي فريق او اي مجموعة".
في غضون ذلك، اجتمعت كتلة "المستقبل" أمس استثنائياً في دارة الرئيس الشهيد رفيق الحريري في مجدليون، ورأت "ضرورة المسارعة الى تنفيذ خطة أمنية شاملة في مدينة صيدا ومحيطها يُمنعُ بموجبها حَمْلُ السلاح من أية جهةٍ كان"، مؤكّدة على ضرورة "ازالة المربَّعات الأمنية والشِقق الأمنية والمراكز والمظاهر المسلَّحة لحزب الله وأعوانه أو اي طرف آخر تحت اي اسم أو مبررٍ كان".
وتوقفت الكتلة أمام مجموعةٍ من الملاحظات التي رافقت الأحداثَ الأمنيةَ في منطقة عبرا والعملية العسكرية التي نفذها الجيش، مطالبة الجيش بالحصول على إجابات واضحة عن هوية "العناصر المسلحة التي أطلقت النار على منزل الرئيس الشهيد رفيق الحريري في مجدليون" وعن سبب "انتشار سرايا المقاومة منذ اندلاع الأحداث الامنية في عبرا وفي منطقة مجدليون وأقامة حواجز عسكرية علنية، وقيامها بالتدقيق بالهويات وتفتيش سيارات المواطنين في المنطقة؟" ولماذا "تواجدت عناصر مسلحة من حزب الله في المنطقةُ المعروفةُ بتلة مار الياس المشرفة على صيدا، وكيف تولّت تلك العناصر إطلاق النار منها باتجاه بعض أحياء المدينة وشاركت في المعارك؟" لافتة إلى المعلومات المتوافرة حول قيام عناصر من حزب الله إثر انتهاء العملية العسكرية بـ "تسيير دوريات مسلحة وتفتيش شقق وأبنية وقامت باعتقال أفراد في منطقة عبرا؟ وهل تعرف قيادة الجيش بالأمر الخطير هذا؟! وكيف تعاملت معه".
الحريري
في غضون ذلك، ردّ النائب ميشال عون بعد الاجتماع الدوري لكتلته في الرابية أمس، على مطالبة الرئيس سعد الحريري بالتمديد لقائد الجيش العماد جان قهوجي، فأعلن رفضه التمديد معتبراً أن "تضحيات الجيش لا تُقرش بتمديد"، ما استدعى رداً بالمقابل من الرئيس الحريري الذي اعتبر في بيان أمس أن "الجيش اللبناني هو لكل اللبنانيين، مسيحيين ومسلمين، وقيادة الجيش تختزل هذا المفهوم الوطني منذ تأسيس الجيش ولا يجوز لأي طرف سياسي او طائفي ان يدعي احتكار ذلك".
وأكّد الحريري أن ادعاء عون "بمعرفة الجيش والقيادة اكثر من سواك، فهو على ما اعتقد امر مشكوك فيه، اذا عدنا بالذاكرة الى القيادة التي وجدت الهروب من القصر تحت وطأة قصف النظام السوري، الحليف الحالي والعدو السابق للجنرال، افضل وسيلة للتعبير عن القيادة المثالية. ان شهداء الجيش هم شهداء لبنان سواء قدموا أرواحهم فداء للوطن في صيدا او نهر البارد او على متن طوافة عسكرية".
أضاف "لقد أعلنا وقوفنا مع الجيش قولاً وعملاً، وأعطيناه الغطاء الكامل للضرب بيد من حديد لكل من تسول له نفسه الاعتداء على الدولة وتهديد السلم الوطني. فحبذا لو فعلت نفس الشيء يا جنرال عندما تعرض الجيش للاعتداء على يد حليفك حزب الله في مارمخايل او بعد حادثة الطوافة واستشهاد الضابط سامر حنا".
سليمان
إلى ذلك، لفت أمس البيان الذي صدر عن رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان الذي ثمّن "الجهود والتضحيات التي بذلها الجيش اللبناني من اجل ضبط الامن وبسط سلطة الدولة في صيدا وفرض هيبة المؤسسة العسكرية". وأكد "ان القيادة العسكرية للجيش تحوز ثقة رئيس الجمهورية والحكومة في آن"، داعيا العسكرييّن "الى عدم المبالاة بالتمّلق السياسي والشعبوي على حساب دماء العسكريين، وزرع الشكوك حول علاقة القيادتين العسكرية والسياسية وبين القائد الاعلى للقوى المسلحة، الذي يشجع القوى العسكرية دائماً على الحزم والحسم"، مشدداً على انّ "الدعوة الى الجهاد ضدّ الجيش ودعوة العسكريين الى الانفصال عن مؤسستهم لتقسيمها، لم ولن تجدي نفعاً او تلقى تجاوباً او آذاناً صاغية".
"14 آذار"
بالموازاة، جدّدت قوى 14 آذار بعد احتماعها استثنائياً في بيت الوسط برئاسة الرئيس السنيورة "تمسكها بالدولة ومؤسساتها السياسية والعسكرية، لا سيما منها مؤسسة الجيش اللبناني، لما تقوم به في الدفاع عن لبنان وعن امن وامان اللبنانيين إزاء المخاطر المحدقة بهم"، وكررت دعوتها "لإنجاز تأليف الحكومة العتيدة، القادرة على الالتزام بمذكرة قوى "14 آذار" وبإعلان بعبدا، وان تنجح في استعادة الثقة بالاقتصاد اللبناني بما يؤدي إلى تحسين الظروف المعيشية والحياتية للبنانيين".
وأكّد الرئيس السنيورة أن "اجتماع اليوم (أمس) يؤكد على الإيمان العميق والمشترك الذي يجتمع من حوله اعضاء تكتل الرابع عشر من آذار بما يمثلون في لبنان، وبما تمثله حركة 14 آذار من مساحة وطنية يجتمعون من حولها وإزاء جميع القضايا المطروحة على الساحة الآن، والتي تتمحور حول اهمية التمسك بالدولة ومؤسساتها، وهو الأمر الذي دافعت عنه قوى 14 آذار خلال كل السنوات الماضية وما زالت متمسكة به، وهي اليوم اكثر تمسكا، اكثر من اي وقت مضى بالدولة ومؤسساتها السياسية والعسكرية، ولا سيما منها مؤسسة الجيش اللبناني، لما تقوم به في الدفاع عن لبنان وعن امن وامان اللبنانيين إزاء المخاطر المحدقة بهم".
أضاف "كما تركز الحديث حول المذكرة التي تقدمت بها قوى "14 آذار" لرئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان ببنودها الثلاثة، وتناول البحث اليوم المخاطر التي تمرّ بلبنان وتلك التي يتعرض لها المجتمع اللبناني والدولة اللبنانية من تفتيت واختراقات نعاني منها، وبالتالي الضرورة القصوى لإنجاز تأليف الحكومة العتيدة، والتي نعتقد انها قادرة على الالتزام بمذكرة قوى "14 آذار" وبإعلان بعبدا، وان تنجح في استعادة الثقة بالاقتصاد اللبناني بما يؤدي إلى تحسين الظروف المعيشية والحياتية للبنانيين".
مجلس النواب
بالمقابل، علمت "المستقبل" من مصادر معنية، ان اجتماعاً سيعقد اليوم عند الثانية من بعد الظهر دعا إليه رئيس مجلس النواب نبيه بري ويضم هيئة مكتب المجلس ورؤساء ومقرري اللجان النيابية، سيصار خلاله إلى البحث في تفعيل عمل اللجان النيابية، ومعاودة لجنة التواصل النيابية البحث في قانون جديد للانتخابات وموضوع التمديد لقائد الجيش، إلى جانب موضوع طلب رئيس الجمهورية فتح دورة استثنائية للمجلس.
جعجع
وسط هذه الاجواء، دعا رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع الدولة الى "المضي في مواجهة كل السلاح غير الشرعي والممارسات الخارجة على القانون"، مؤكدا ان الدولة بعد حوادث عبرا "باتت على المحك ولم يعد في استطاعتها العودة الى الوراء". وشدد على "وقوف قوى 14 اذار صفاً واحداً خلف الرئيس سليمان صاحب المواقف السيادية"، مؤكداً، رداً على كلام وزير خارجية سوريا وليد المعلم، ان "الرئيس سليمان سيدخل التاريخ لانه اول رئيس لبناني تجرأ وقدم شكوى ضد سوريا على خر