الصحافة اليوم 18-07-2013: الازمة المصرية... وتطورات الساحة اللبنانية
لا يزال الحدث المصري يتصدر الصحف اللبنانية الصادرة صباح اليوم الخميس 18-7-2013 مع استمرار تفاعل الازمة على الساحتين السياسية والامنية، كما تناولت الصحف الحدث الامني الذي وقع فجر أمس في الجنوب اللبناني مع اغتيال السياسي السوري محمد ضرار جمو.
السفير
لقاء «حزب الله» ـ «التقدمي»: حكومة وحدة وحماية الجيش
الصرفند بعد المصنع والضاحية: الحرب السورية تتمدّد
وكتبت صحيفة السفير تقول "بعد متفجرة بئر العبد، وعبوة المصنع، ضرب العنف في عمق الجنوب هذه المرة، وتحديداً في الصرفند، حيث تم اغتيال الناشط السياسي السوري الموالي للنظام محمد ضرار جمو على أيدي مسلحين أمطروه بالرصاص، أمام أسرته.
وفيما كان الأمن الميداني يهتز، كان الأمن النفطي يتلقى جرعة أميركية، مع زيارة وفد من الخارجية الاميركية الى بيروت لمناقشة أفكار تتعلق بمعالجة النزاع القائم بين لبنان واسرائيل حول الحدود البحرية ـ النفطية.. وما تحتها.
وبدا من جريمة الصرفند أن «اغتيال المكان» لا يقل دلالة عن اغتيال جمو، إذ وبقدر ما شكل مقتل الأخير رسالة دموية الى النظام السوري ومؤيديه، فإن مكان ارتكاب الجريمة انطوى بدوره على رسالة الى «حزب الله» و«حركة أمل» مفادها أن مناطق نفوذهما مخترقة في العمق، لاسيما ان عملية الاغتيال تمت بعد وقت قصير على انفجار بئر العبد.
وكان لافتاً للانتباه في هذا السياق ان اغتيال جمو تم بواسطة مسلحين أخذوا وقتهم في المراقبة والرصد، كمرحلة أولى، ثم في قتل الضحية بدم بارد ومن دون استخدام كاتم للصوت، وبعد ذلك في الانسحاب عبر البساتين المحيطة بالمنزل.
ويعبر اغتيال جمو عن انتقال الصراع السوري ـ السوري بشكل مباشر الى لبنان الذي يبدو انه في طريقه نحو التحول الى إحدى الجبهات الأمنية المفتوحة بين معارضي النظام ومؤيديه، بشكل مباشر، بالتزامن مع تصاعد حضور «جبهة النصرة «وأخواتها في الداخل اللبناني.
ويعيد تفاعل العوارض اللبنانية للأزمة السورية طرح السؤال حول مدى السيطرة الرسمية على ملف النازحين السوريين الذين قارب عددهم الرسمي المليون و200 ألف، وهذا رقم كبير يحتمل وجود اختراقات أمنية في طياته، ما يستدعي التركيز على الامن الوقائي او الاستباقي، من خلال رصد الخلايا الارهابية الكامنة وضبطها.
وفي سياق متصل، أبلغت مصادر أمنية «السفير» أن «النازحين السوريين يتواجدون بكثافة في كل قرى الجنوب، ومن بينها الصرفند، وأن الجهات المتابعة لأوضاعهم لا تدقق بين نازح موالٍ وآخر معارض، وأن استقبالهم تم بدافع إنساني وواجب قومي وتضامناً مع مأساتهم، إلا ان جريمة أمس وضعت التعاطي مع ملف النازحين على مشرحة التمحيص والتدقيق والمراقبة».
ورأت المصادر أن اغتيال جمو بعد حوادث متنقلة يؤشر الى نشوب «حرب أمنية» فوق الساحة اللبنانية التي أصبحت مكشوفة كلياً.
وإذ رجحت المصادر ان يكون القتلة من السوريين، أشارت الى ان جمو خضع على ما يبدو الى المراقبة من لحظة مغادرته مدينة صور فجر أمس الأول حتى لحظة وصوله الى منزله، معتبرة أن العملية منظمة ومحترفة.
«حزب الله» ـ «التقدمي»
الى ذلك، وفي سياق محاولة تحصين الساحة الداخلية عقد ليل امس في منزل الوزير حسين الحاج حسن اجتماع ضمّ كلاً من الوزراء غازي العريضي ووائل ابو فاعور وعلاء الدين ترو والنائب أكرم شهيب وظافر ناصر عن «التقدمي»، والوزيرين محمد فنيش والحاج حسن والنائب حسن فضل الله ووفيق صفا عن «حزب الله».
وأبلغت مصادر المجتمعين «السفير» أن اللقاء تناول ضرورة الإسراع في تشكيل حكومة وحدة وطنية لا تستثني أحداً، ووجوب الحفاظ على الامن والاستقرار الداخلي وحماية الجيش اللبناني ودعمه كمؤسسة ضامنة للاستقرار.
وشدّد الحاضرون على أهمية عمل المؤسسات الدستورية بما فيها مؤسسة مجلس النواب، كما أعادوا تأكيد الاتفاق على تنظيم الخلاف حول الأزمة السورية باعتباره نموذجاً يمكن ان يعمم في لبنان لناحية تحييد لبنان عن الخلافات الداخلية حول كيفية مقاربة ما يجري في سوريا، على قاعدة أن لكل طرف الحق في أن يكون له موقفه، من دون ان ينعكس ذلك سلباً على الارض.
ملف النفط
على صعيد آخر، أعطت واشنطن أمس إشارة إضافية الى اهتمامها الخاص بالملف النفطي اللبناني عبر الزيارة التي قام بها مساعد وزير الخارجية الأميركية لشؤون الطاقة اموس هوشستاين الى بيروت على رأس وفد ضم القائم بالأعمال الأميركي ريتشارد ميلز، والمستشار السياسي الأول في السفارة دايفد جفري.
وقد التقى الوفد كلاً من الرؤساء ميشال سليمان ونبيه بري ونجيب ميقاتي ووزير الطاقة في حكومة تصريف الأعمال جبران باسيل.
ونوه هوشستاين بما تم إنجازه لغاية اليوم في موضوع ثروة الغاز والنفط، معرباً عن رغبة بلاده في المساعدة في هذا المجال من خلال الخبرة التي تمتلكها الشركات الأميركية على هذا الصعيد.
كما قدم عرضاً خلال لقائه ميقاتي يتعلق بإمكان المساعدة في تحديد المنطقة الاقتصادية الخالصة.
وقال باسيل لـ«السفير» إن المسؤول الاميركي حمل معه أفكاراً عملية وجدية تتصل ليس فقط بالخط الحدودي البحري المتنازع عليه مع اسرائيل، وإنما بما هو قائم تحت المياه أيضاً، مشيراً الى ان الطرح الاميركي جاء بناء على الموقف اللبناني الذي يعتبر أن المشكلة لا تنحصر في الخلاف على المنطقة الاقتصادية الخالصة، والدليل أن الحقل المسمى «كارديش» يقع داخل حدود الكيان الإسرائيلي، مع ذلك فهو يشكل خطراً على الثروة النفطية اللبنانية.
وشدد باسيل على ان المهم هو ان يستمر لبنان في سلوك المسار النفطي الذي وضعه، معتبراً أن ثباته في هذا المجال واستمراره بالمناقصة يلزمان الدول بأن تلحقه ويحفزان الشركات على الاستثمار في مواردنا النفطية.
واشنطن لم تحسم موقفها من الثورة
مصر: آشتون تزيد «الإخوان» إحباطاً
يوم هادئ آخر مر على مصر، أمس، لكنه كان يوماً سياسياً وقانونياً بامتياز، خطت به مصر بعيداً عن مواجهات الشارع، وقطع الطرق، والدماء، في اليوم الأول للحكومة الانتقالية.
ويبدو أن حضور وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي كاترين آشتون، كان له تأثير إيجابي على أجواء القاهرة، على عكس ما كانت الصورة خلال زيارة مساعد وزير الخارجية الأميركي وليم بيرنز، قبل ثلاثة أيام، حين رافقت الزيارة أحداث عنف بين مناصري جماعة «الإخوان المسلمين»، وأهالي بعض أحياء القاهرة والجيزة.
وفي العاصمة الاردنية عمان، اعتبر وزير الخارجية الأميركي جون كيري أنه ما زال من المبكر جداً معرفة اتجاه الامور في مصر بعد عزل الرئيس محمد مرسي وتشكيل الحكومة الانتقالية.
وقال كيري «من الواضح ان هناك ضرورة لعودة النظام والاستقرار وحماية الحقوق وفي ان يكون البلد قادراً على استعادة حياته الطبيعية». واضاف كيري «نشعر بالقلق حيال الاعتقالات السياسية»، مشدداً في الوقت نفسه على انه «من المبكر جداً إصدار تصريحات او احكام بشأن الاتجاه الذي ستسير فيه البلاد».
وأشار كيري إلى أن الولايات المتحدة لن تتسرع في قرارها بخصوص ما اذا كان عزل مرسي يمثل انقلاباً، موضحاً «بخصوص موضوع حدوث انقلاب، فمن الواضح ان هذا موقف صعب للغاية وبالغ التعقيد». واضاف إن «ما يعقد الوضع هو أنه كان هناك موقف غير عادي في مصر، مسألة حياة أو موت، ومسألة احتمال اندلاع حرب اهلية وعنف هائل»، وأن «ثمة عملية دستورية تتقدم الآن للامام بسرعة كبيرة».
تابع الوزير الأميركي «الحقيقة أننا ينبغي بسبب تعقيد هذا الوضع ان نأخذ الوقت اللازم لتقييم ما حدث ودراسة كل المتطلبات التي يوجبها علينا القانون وجعلها تتسق مع اهداف سياستنا».
وتزامن حضور آشتون مع بدء دوران دولاب الحكومة الجديدة، أمس، حيث التقت رئيسها حازم الببلاوي، ورئيس البلاد المؤقت عدلي منصور، ونائبه للعلاقات الدولية محمد البرادعي، والنائب الأول لمجلس الوزراء وزير الدفاع الفريق أول عبد الفتاح السيسي، لتبدو الزيارة تعضيداً للحكومة الانتقالية، وتلييناً لمواقف «الإخوان».
الهدوء المرافق لزيارة آشتون، وجد تعبيره المناسب في تظاهرة «الإخوان المسلمين» أمام مجلس الوزراء في شارع «القصر العيني»، فقد التزمت التظاهرة بـ«شروط» الأمن، من حيث المكان والزمان، وانتهت من دون مواجهات حادة، بالرغم مما أبداه سكان المنطقة من حنق على المتظاهرين، الذين استقبلوا كل اللوم الموجّه لهم بصمت بالغ.
والتقت آشتون أيضاً بوفد يحمل وجهة نظر «الإخوان المسلمين»، وقد بدا من تشكيله أن الجماعة تعوّل على اللقاء الكثير بعدما أبدى المسؤولون الأميركيون انصرافاً عن دعم مواقف الجماعة كاملة. وضم الوفد رئيس الوزراء السابق هشام قنديل والوزيرين السابقين محمد علي بشر وعمرو دراج.
وبينما رفض قنديل الإدلاء بأي تصريحات عقب اللقاء الذي استغرق ساعة، أكد دراج أن «الوفد لم يأت لطلب أي شيء من الاتحاد الأوروبي، ولكنه كان لقاءً بناءً على طلب من اشتون التي ارادت ان تستوضح موقف القوى الداعمة للشرعية».
وحول ما اذا كان «الإخوان» يشعرون بخيبة امل من تغيير الموقفين الاميركي والأوروبي قال دراج: «إننا لا نعول كثيراً على الموقف الاميركي أو الاوروبي، لكننا جئنا لنوضح موقفنا لأن الاتحاد الاوروبي كان يريد التعرف على الصورة كاملة».
من جهتها، كشفت آشتون عن أنها أبدت رغبتها في لقاء الرئيس المعزول محمد مرسي، لكنها حصلت على مجرد تأكيد على أنه «بخير». وقالت في تصريحات صحافية بث التلفزيون المصري الرسمي جانباً منها، «كنت أرغب بلقائه (مرسي)، واعتقد أنه ينبغي الإفراج عنه».
وكان المتحدث باسم القوات المسلحة العقيد أركان حرب أحمد محمد علي أكد أن مرسي ليس محتجزاً، وأن «القوات المسلحة اتخذت بعض الإجراءات لحمايته بسبب عدم استقرار الأوضاع في الشارع المصري».
لكن مصادر قضائية كانت قد أكدت أن «النيابة العامة أمرت بفتح تحقيقات موسعة في ما قدم لها من بلاغات تتهم الرئيس المعزول باستخدام سلطاته، حين كان رئيساً للجمهورية، للإفراج عن عدد كبير من المسجونين على ذمة قضايا جنائية، وجميعهم ينتمون إلى التيار الإسلامي».
وقالت المصادر أيضاً إن قضية سجن «وادي النطرون» المتهم فيها مرسي و33 قيادياً في تنظيم «الإخوان»، تقرر ضمها إلى التحقيقات التي يجريها منذ شهر أيار الماضي قاضي التحقيق المنتدب من وزارة العدل المستشار حسن سمير، للتحقيق في تلك البلاغات المتعلقة بعمليات اقتحام السجون واختطاف الضباط المصريين الثلاثة وأمين الشرطة في سيناء عقب «ثورة 25 يناير» في العام 2011.
من جهة أخرى، أفادت تقارير صحافية لم تؤكدها مصادر رسمية أن سلطات الأمن أفرجت، أمس الأول، عن عدد من مساعدي مرسي.
ونقلت «بوابة الأهرام» الإخبارية عن مصدر في «الجماعة»، أنه «تم إطلاق سراح المسؤول عن متابعة الملف الأمني أيمن هدهد، وعبد المجيد مشالي أحد رجال خيرت الشاطر»، لافتة إلى رفض مصادر «الإخوان» الإفصاح عن أسباب الإفراج عنهم، أو لماذا لم يتم الإعلان رسمياً عن الخبر.
وفي هذا السياق، أكد المتحدث باسم جماعة «الإخوان المسلمين» أحمد عارف نبأ الإفراج عن مساعدي مرسي باكينام الشرقاوي ورئيس «حزب الوطن» السلفي عماد عبد الغفور، الذي أعلن في تصريحات صحافية نشرها موقع صحيفة «المصري اليوم» أنه «ترك العمل السياسي وتفرغ للعبادة»، لافتاً إلى أن «الأوضاع السياسية الحالية لا تشجّع على العمل وبناء عملية سياسية ديموقراطية حقيقية، مثلما طالب الشعب في ثورة 25 يناير».
ونفى عبد الغفور أن يكون مهتماً، بمتابعة اعتصام «رابعة العدوية» وتحركات «الجماعة» من أجل «استرداد الشرعية» وإعادة مرسي إلى منصبه."
النهار
الاستباحة الأمنية من التفجيرات إلى الاغتيالات / بعبدا: الحوار لن يكون بديلاً من الحكومة
وكتبت صحيفة النهار تقول "بعد تفجير سيارة مفخخة في بئر العبد الأسبوع الماضي وتفجير عبوة ناسفة هي الرابعة تستهدف موكباً لـ"حزب الله" على الطريق الرئيسية في البقاع الأوسط أول من امس، اتخذت المخاوف من مسلسل التفجيرات المتنقلة بعداً اضافياً أمس مع الجريمة التي ارتكبت في الصرفند وأودت بوجه سياسي وإعلامي موالٍ للنظام السوري. واكتسب اغتيال محمد ضرار جمو، المحلل السياسي السوري ورئيس الدائرة السياسية والعلاقات الدولية في المنظمة العالمية للمغتربين العرب دلالة خطيرة من حيث ان الجريمة عدت الاولى في سياق استدراج الاغتيالات على خلفية الصراع السوري مثيرة مخاوف واسعة من اتساع حرب تصفية الحسابات الامنية والمخابراتية على الاراضي اللبنانية. ولم تكتم مصادر معنية بهذا الجانب من انعكاسات الأزمة السورية على لبنان قلقها من تحلل القدرة اللبنانية على مواجهة الاستباحة الأمنية في ظل الانكشاف السياسي والأمني الآخذ في الاتساع مع انسداد الأفق أمام الحلول الممكنة للأزمة السياسية في البلاد والتي بدأت تزحف نحو المواقع القيادية العسكرية والامنية وتهددها بخطر الفراغ اسوة بشلل المؤسسات الدستورية.
وقال مصدر امني لـ"النهار" ان تقارير وردت على أجهزة أمنية قبل اكثر من شهر أشارت الى إمكان حصول تفجيرات في منطقة الضاحية الجنوبية من بيروت وفي أماكن أخرى من مناطق سيطرة "حزب الله" وإمكان تنفيذ عمليات اغتيال احتاط لها الحزب كثيراً في حركة مسؤوليه. لكن المصدر اكد في المقابل ان لا معطيات عملانية وتفصيلية في الموضوع ولو توافرت معطيات كهذه "لقامت الاجهزة الامنية بواجبها في القبض على الجناة". واعتبر ان ما حصل وما يمكن ان يحصل تباعاً لا يزال محدوداً في المكان والزمان، موضحاً ان لا تخوف من حصول انهيار أمني كبير في الوقت الحاضر اذ ان الجيش وقوى الأمن حسمت قرارها في التصدي لأي محاولة لزعزعة الأمن، لكن الاحداث المتنقلة والفردية أحياناً لا يمكن السيطرة عليها. ولفت الى أن نقل اطنان من المتفجرات الى لبنان دفعة واحدة هو كلام مبالغ فيه إذ لا يمكن اي فريق داخلي او خارجي شحن أطنان من المتفجرات دفعة واحدة.
ومع ان أي جهة لم تعلن مسؤوليتها عن اغتيال جمو، فإن ملابساتها ضاعفت المخاوف من انزلاق لبنان الى متاهة جديدة من الاستباحة على وقع تمدد الازمة السورية اليه، علماً ان هذه الجريمة شكلت اختراقا لمنطقة الجنوب للمرة الأولى ولمنطقة محسوبة كاملة على "حزب الله" وحركة "امل". وقد كمن ثلاثة مسلحين على الأقل لجمو الذي يقيم في بلدة الصرفند مع زوجته اللبنانية سهام يونس وابنتهما وأمطروه قرابة الثانية فجر أمس لدى عودته الى المنزل من صور بوابل من الرصاص المتفجر فأصيب بنحو 28 رصاصة أدت الى مقتله فوراً. وأُفيد ان قوى الأمن أوقفت عدداً من العمال السوريين الموجودين في الجوار وفي البلدة، الى أحد اللبنانيين واستجوبتهم من غير أن تشتبه في أي منهم. ويبدو ان التحقيقات تتركز على السوريين المعارضين للنظام وخصوصا بعد معلومات عن ان سيارة او أكثر كانت ترتاد المكان الذي يقيم فيه جمو.
وصرح المنسق السياسي والاعلامي لـ"الجيش السوري الحر" لؤي المقداد لـ"النهار" بانه يعتبر "معاقبة جمو من دون محاكمة عادلة جريمة"، مشددا على انه ضد التصفية الجسدية من دون محاكمة عادلة. واضاف ان "النظام ودوائره مسؤولة عن هذه الحال من الاحتقان وردود الفعل ومن يقتل الشعب السوري بهذا الشكل منذ سنتين ونصف سنة يتحمّل مسؤولية كل التصرفات الشاذة التي تحصل". وأسف لأن جمو "كان يدافع عن القتلة والمجرمين".
وفي المقابل، نددت وزارة الاعلام السورية "بشدة بهذا الاغتيال" وحمّلت "القوى الظلامية المسؤولية الكاملة عن الجريمة"، وطالبت السلطات اللبنانية بالتحقيق "لمعرفة مرتكبي الجريمة وتقديمهم الى القضاء".
الحوار
على الصعيد السياسي الداخلي، غاب أمس أي تحرك بارز، فيما بدا أن الاوساط السياسية ترصد ترجمة عملية لاعلان رئيس الجمهورية ميشال سليمان اعتزامه تحريك ملف الحوار في الكلمة التي القاها مساء الثلثاء في افطار قصر بعبدا. واوضحت اوساط قريبة من القصر لـ"النهار" ان الرئيس سليمان يرى ان الحوار يجب ان يعاود بعد تأليف الحكومة لئلا يكون بديلاً من الحكومة الجديدة، ولذا فهو ينصح القوى السياسية بمساعدة الرئيس المكلف تمام سلام على تشكيلها والتزام عدم رفع السقوف السياسية في عملية التشكيل لأن الحكومة يجب أن تتشكل لحاجات الناس وأن هذه الحاجات تتقدّم مطالب القوى السياسية. أما في موضوع التفسيرات الدستورية التي تحدث عنها سليمان، فقالت الأوساط ان الأمر يتصل بانتظام عمل المؤسسات وثمة مشروع انجز لهذه الغاية، وينتظر تأليف الحكومة الجديدة لطرحه.
وأبلغت مصادر في كتلة "المستقبل" "النهار" في هذا السياق انها تنتظر المشاورات التي سيجريها الرئيس سليمان تمهيدا لاطلاق طاولة الحوار التي تحدث عنها في كلمته الاخيرة. وقالت ان الكتلة ترى ان الرئيس سليمان "يلعب دوراً ايجابياً باستمرار وهذا ما يحيط بتحرّكه باستمرار على الصعيد الوطني". في المقابل، استغربت مواقف رئيس مجلس النواب نبيه بري في لقاء الاربعاء النيابي حيث ربط محاولة استهداف الجيش بتمسكه باطار الدعوة التي وجهها الى انعقاد مجلس النواب، فوصفت هذه الدعوة بأنها "الطريقة الغلط التي تريد اخضاع لبنان للسلطة المجلسية وهذا ما يدخل البلاد في مشاكل هي في غنى عنها". وأكدت أن معظم الكتل النيابية مع "التمديد لقائد الجيش وسائر القيادات الأمنية وضد الفراغ في المؤسسات الأمنية لكن استغلال هذا الامر بفرض جدول أعمال فضفاض هو الذي يعرقل خطوة التمديد".
في غضون ذلك، عقد مساء امس لقاء موسع بين وفدين من الحزب التقدمي الاشتراكي و"حزب الله" ضم وزراء ونواباً وقياديين من الطرفين. وأدرج اللقاء في إطار الاجتماعات الدورية التي يعقدها الفريقان للبحث في قضايا مشتركة.
أميركا والنفط
وسط هذه الأجواء، قام نائب مساعد وزير الخارجية الاميركي لشؤون الطاقة آموس هوكستاين بزيارة لبيروت جال خلالها على عدد من المسؤولين وأثنى، استناداً الى بيان رسمي للسفارة الاميركية، على "جهود الحكومة اللبنانية حتى تاريخه لاطلاق قطاع البترول"، كما رحب بعمل الحكومة "المتواصل من أجل وضع اطار لقطاع النفط والغاز"، وكذلك "بالبداية الناجحة لدورة التراخيص البحرية المقبلة والتي اجتذبت اهتماماً واسعاً من قطاع الطاقة الدولي"."
الاخبار
الأزمة السورية ــ فرع لبنان: اغتيال جمّو فـي الصرفند
آمال خليل
وكتبت صحيفة النهار تقول " 19 رصاصة مزقت جسد الصحافي السوري محمد ضرار جمّو فجر أمس داخل منزله في الصرفند. لكنها أصابت أيضاً ما بقي من طمأنينة، وأثبتت أنه لم يعد من منطقة لبنانية لا تزال بمنأى عن النار السورية. الأزمة السورية ــ فرع لبنان التي ظهرت سابقاً على شكل توترات وتفجيرات، فتحت أمس في جريمة الصرفند عهد الاغتيالات.
ظنت منطقة الزهراني أن احتضانها للآلاف من النازحين السوريين واندماجهم بين سكانها، سيشفع لها ويحميها من الموت في الجحيم السوري الذي هرب منه أولئك إلى الساحل الجنوبي الآمن. إلا أن ثلاثين رصاصة أطلقت ليل الثلاثاء ــ الأربعاء باتجاه الصحافي السوري محمد ضرار جمّو (مواليد 1969)، بددت المشهد وأربكت، لا سكان المنطقة فحسب، بل ضيوفها السوريين أيضاً. إرباك ضاعف منه أن الكثير من أبناء الصرفند لا يعلم أن جمّو، صهر البلدة المتزوج بابنتها سهام يونس منذ 22 عاماً، يقيم فيها على نحو شبه دائم منذ 15 عاماً.
في براد مستشفى علاء الدين في الصرفند ظهر أمس، كانت جثة جمّو لا تزال تنزف دماً. مستديرة الشهيد محمد سليم في ضهور الصرفند، تقود إلى منزل الشهيد. في عام 1985، اغتالت 14 رصاصة سليم، عميد الدفاع في الحزب السوري القومي الاجتماعي في منزله في جديتا البقاعية. البلدة السورية الهوى، التي تضيء الشموع سنوياً لأجل دماء سليم، أحرجها سقوط جمّو المدافع عن النظام السوري، على أرضها. زاروب ضيق تتوزع المباني السكنية على جانبيه، يوصل إلى المبنى حيث يقع المنزل. عند الثانية وعشر دقائق بعد منتصف ليل الأربعاء، وصل جمّو عائداً من سهرة مع أصدقائه في صور. زوجته سهام التي كانت تنتظر على النافذة وابنته الوحيدة فاطمة (18 عاماً) وخالها بديع يخلدان للنوم في الداخل. لاقت زوجها لتحمل معه الفاكهة والخضر التي اشتراها من صور. حمل بعضاً منها ودخل إلى المنزل الواقع في الطبقة الأولى. من خلفه، كانت سهام تحمل ما بقي من الأغراض وتقفل باب السيارة. وما إن همّت بالصعود إلى مدخل المنزل، حتى سمعت صوتاً قوياً. ظنت أن السيارة قد انفجرت. ركضت باتجاه المنزل فوجدت جمّو جثة ممزقة بالرصاص وغارقة بدمائها على أرض الرواق المقابل للباب الرئيسي. خلال حديثها لـ«الأخبار» استذكرت سهام أنها لمحت لبرهة ظل شخص واحد خلفها. لكن صدمتها وصدمة شقيقها وابنتها لهول صوت الرصاص القوي والجثة المدماة، أفقدتهم التركيز. اللافت أن الجيران لم يتنبهوا سريعاً لما حصل. لكن شهادات القلة ممن كانوا مستيقظين حينها، تحدثت عن أن سيارة سوداء من نوع مرسيدس ركنت بعيداً عن المنزل وأطفأت محركها وأضواءها ما إن وصل جمّو. فيما أكد آخرون رؤيتهم لثلاثة أشخاص يركضون من المكان بعد دقائق قليلة من إطلاق الرصاص. المعلومات الأمنية الأولية رجحت أن «يكون أكثر من ثلاثة أشخاص قد نفذوا الجريمة، أحدهم كان ينتظر جمّو على الدرج ولحق به إلى داخل المنزل وأطلق النار عليه. وشخص آخر أو اثنان كانا ينتظرانه تحت درج المنزل. فيما تولى أشخاص آخرون مراقبة مسرح الجريمة من بعيد وانتظار المجرمين بالسيارة لمغادرة المكان فور انتهاء المهمة». المعلومات لفتت إلى أن القاتل استخدم في الجريمة سلاح كلاشنيكوف وأفرغ بالضحية مشطاً من ثلاثين رصاصة متفجرة، 19 منها مزقت جسده وأحدثت تشوهات في يديه ورجليه وصدره، والباقي تتطاير في الأنحاء وأصاب الجدران والنوافذ.
رائحة الموت سكنت المنزل طوال اليوم. طيف الجثة التي تحولت إلى صور انتشرت على الهواتف والشاشات، استقبل الجيران وفعاليات المنطقة والإعلاميين والأجهزة الأمنية. الصالة التي قتل على بابها، قد تفسر سبب اغتياله. الجدران طليت بعشرات الصور لجمّو مع مسؤولين لبنانيين وسوريين. هنا صورته مع الرئيس بشار الأسد والنائب الراحل مصطفى سعد والسيد محمد حسين فضل الله والرئيس ميشال سليمان والرئيس إميل لحود والعماد ميشال عون والرئيس نبيه بري... وهناك صورتان ضخمتان للرئيسين حافظ وبشار الأسد ارتفع أمامها العلمان اللبناني والسوري. أما على طاولات الزوايا، فعدد من الدروع التقديرية من حزب البعث ووزارتي الإعلام اللبنانية والسورية... وفوق كل هذا، رفع مخطوطة تقول: كن على حذر من الكريم والعاقل واللئيم والأحمق والفاجر... لكنه لم يحسب حساب القاتل.
الصدمة كانت واضحة على وجوه أقارب زوجته وجيرانه وبعض كوادر حزب الله وحركة أمل والبعث والقومي الذين لهم حضور كبير في المنطقة. كيف حصل هذا الخرق في هذه المنطقة؟ يلفت أحدهم إلى أن العملية التي نفذت بحرفية عالية «ذكرتنا بعمليات الكوماندوس الإسرائيلية أيام الاحتلال الإسرائيلي للمنطقة عندما كان العدو يغتال مقاومين في عقر دارهم». ويقول مسؤول أمني رسمي إن منفذي الجريمة «اختاروا هدفاً يمكن الوصول إليه، لقتله، وليقولوا لمؤيدي النظام السوري في لبنان إنهم لن يكونوا بمأمن في أي مكان».
تشير زوجته إلى أن جمّو مكث في سوريا لمدة ستة أشهر متواصلة في الفترة الأخيرة قبل أن يعود منذ خمسة أيام. حضر ليتفقد العائلة ويجري مقابلات إعلامية، وكان مقرراً أن يغادر الاثنين الفائت. لكنه مدد إقامته إلى مساء يوم أمس لارتباطه صباحاً بلقاء على إذاعة النور. بين الحين والآخر، تلمع في ذهنها مشاهد لافتة وقعت في الفترة الأخيرة. تتحدث عن بائع متجول على دراجة نارية يتحدث باللهجة السورية كان يجول مراراً قبالة المنزل وطرق بابها أكثر من مرة ليبيعها الكعك قبل أن ينقطع عن الحيّ قبل أسبوعين. الجيران يتحدثون عن سيارات كانت تجول في الحيّ قبل أن تغادر. كل ذلك يضاف إلى محاولة اغتيال شقيقه في سوريا قبل 3 أشهر ورسائل التهديد التي وصلته عبر الهاتف والسيارة التي لاحقته قبل أشهر في طريق عودته من صور. لكن كل هذا لم يكن كافياً لجمّو لأن يعيد تشغيل كاميرات المراقبة في محيط منزله التي أوقفها منذ مطلع العام الجاري ولم يستعن بعناصر حماية. كان يقول إن الموت سيدركه أينما كان، وخصوصاً أنه نجا منه قبل أربع سنوات بشفائه من مرض السرطان الذي عولج منه في سوريا على نفقة الرئيس الأسد الخاصة.
مسؤول حزب البعث في المنطقة أشار ظهر أمس إلى أن قيادة البعث في سوريا سترسل في وقت لاحق من اليوم طائرة خاصة لنقل الجثمان ودفنه بمراسم خاصة. إلا أن النهار مرّ وبقيت الجثة في براد المستشفى. مصادر مواكبة كشفت لـ«الأخبار» أن زوجته رفضت طلب السفارة السورية بتسليمها الجثة ونقلها إلى سوريا لتدفن هناك، وأصرت على أن تدفن زوجها في الصرفند. ولأن القضاء اللبناني يعطي الزوجة حق تسلّم الجثة، أوقف المدعي العام في الجنوب القاضي سميح الحاج أمر تسليم الجثة مؤقتاً إلى حين أن توافق الزوجة والسفارة. وقبيل منتصف الليل، وصل شقيق جمّو إلى لبنان ليجتمع بزوجته ويقنعها بالأمر.
بعد ساعات قليلة، أوقف فرع المعلومات ثلاثة مشتبه فيهم، سوريان ولبناني من ضيعة العرب المجاورة. لكنه سرعان ما أفرج عنهم بعد التحقيق معهم. وبرغم أن الحادثة التي يشتبه في وقوف معارضين سوريين وراءها استهدفت مواطناً سورياً، إلا أنها كانت كافية لتزيد من خوف بعض السوريين النازحين إلى المنطقة من اعتداءات عليهم أو تضييق ورصد أمنيين لتحركاتهم ومنع تجوالهم في الليل. رفض هؤلاء الإجابة عن الأسئلة بشأن الجريمة. يشيرون إلى أنها «طالعة برأسنا كيفما كان»."
المستقبل
الحكومة الجديدة تبدأ العمل بلقاء آشتون وواشنطن ترى أن العملية الدستورية تتقدم بسرعة
الرئاسة المصرية: طائراتنا فوق غزة لحماية سيادتنا
وكتبت صحيفة المستقبل تقول "اعتبرت الرئاسة المصرية أمس، أن تحليق طائرات الجيش المصري فوق قطاع غزة تأتي ضمن إطار العمليات التي تقوم بها القوات المسلحة لحماية السيادة المصرية، في ظل هجمات متسارعة في سيناء يقوم بها إرهابيون ضد مراكز للجيش المصري الذي يتهيأ لعملية عسكرية كبيرة في شبه الجزيرة.
وفي القاهرة بدأت الحكومة المصرية الجديدة برئاسة حازم الببلاوي نشاطها أمس باستقبال وزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي كاثرين اشتون التي دعت أمس إلى الإفراج عن الرئيس المخلوع محمد مرسي، فيما كانت واشنطن ترى تقدماً سريعاً للعملية الانتقالية وإن كان "من المبكر جدا" معرفة مستقبل مصر بعد مرسي حسب وزير الخارجية الأميركي جون كيري.
واعتبر كيري انه "من الواضح ان هناك ضرورة لعودة النظام والاستقرار وحماية الحقوق ولأن يكون البلد قادرا على استعادة حياته الطبيعية". واضاف "نشعر بالقلق حيال الاعتقالات السياسية"، مشددا في الوقت نفسه على انه "من المبكر جدا اصدار تصريحات او احكام بشأن الاتجاه الذي ستسير فيه البلاد".
واحجم كيري عن قول ما اذا كانت الولايات المتحدة تعتبر ان عزل مرسي من قبل الجيش في 3 تموز الجاري بعد تظاهرات حاشدة طالبت برحيله، انقلاباً عسكرياً.
وقال الوزير الأميركي "من الواضح ان الوضع بالغ التعقيد والصعوبة. يجب ان نأخذ الوقت اللازم بسبب تعقد الموقف حتى نقيم ما حدث وندرس كل الظروف وفقا لما ينص عليه القانون، ونجعل ذلك منسجما مع اهدافنا السياسية".
وقال "لن اصدر حكما متسرعا بشأن هذه المسألة. سأنتظر الى ان ينهي مستشارونا القانونيون العمل" على هذا الملف، لكنه شدد على ان الوضع السائد في مصر قبل عزل مرسي "كان وضعا غير عادي، حياة وموت، مع احتمال حرب اهلية وعنف مهول"، مضيفا "لدينا عملية دستورية تتقدم بسرعة كبيرة".
وقال كيري انه من الضروري بحث كل هذه الوقائع "وفقا للقانون".
وبشأن اعضاء الحكومة الجديدة اعتبر الوزير الاميركي "انهم جميعا من الاشخاص المؤهلين الى اقصى حد".
ومن القاهرة التي غادرتها أمس، دعت وزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي كاثرين اشتون أمس، الى الافراج عن الرئيس المصري المعزول محمد مرسي، وكشفت انها كانت ترغب خلال زيارتها هذه الى الالتقاء به، الا انها لم تتمكن من ذلك.
وقالت اشتون "اعتقد انه ينبغي الافراج عنه، لكني حصلت على تأكيد بأنه بخير". واضافت لبعض الصحافيين في ختام زيارتها للقاهرة "كنت ارغب في رؤيته". وشددت اشتون على "اهمية عملية (انتقالية) منفتحة جدا".
وقالت "نريد رؤية مصر تتقدم نحو مستقبل ديموقراطي"، مؤكدة من جديد "قلقها" حيال الوضع في مصر حيث اوقعت اعمال العنف التي اعقبت عزل مرسي اكثر من مئة قتيل.
واكدت اشتون انها التقت الرئيس المؤقت عدلي منصور ورئيس الوزراء حازم الببلاوي وايضا وزير الدفاع نائب رئيس الوزراء الفريق اول عبدالفتاح السيسي، كما التقت المسؤولة الاوروبية مسؤولين في حركة تمرد التي كانت وراء التظاهرات الحاشدة التي سبقت اقالة مرسي، وايضا مسؤولين في حزب الحرية والعدالة الذراع السياسية لجماعة الاخوان المسلمين التي ينتمي اليها الرئيس المخلوع.
ونقل مايكل مان المتحدث باسم اشتون عنها وصفها لقاءها للرئيس المؤقت عدلي منصور بـ"الجيد والمفيد".
وكانت اشتون اعربت في وقت سابق عن رغبة الاتحاد الاوروبي في "عودة سريعة للمسيرة الديموقراطية" واشارت الى "ضرورة النهوض بالاقتصاد لان التطورات الاقتصادية والسياسية شديدة الارتباط" كما صرح المتحدث باسمها مايكل مان.
وخرجت مسيرات مؤيدة للرئيس المعزول ليلا بعد الافطار وذلك بعدما دعت جماعة الاخوان لتظاهرات حاشدة (مليونية) لدعم شرعية مرسي تحت شعار "الاصرار".
وخرجت مسيرات احتجاجية صوب مقر مجلس الوزراء بدعوة من جماعة الإخوان للتنديد بالحكومة الجديدة والمطالبة بعودة الرئيس المعزول، ولكن حال طوق أمني حول مقر الحكومة دون وصول المحتجين إليه.
وواصلت النيابة العامة تحقيقاتها مع الاسلاميين الموقوفين وقررت تمديد حبس الرجل القوي في جماعة الاخوان خيرت الشاطر وثلاثة قياديين اخرين هم سعد الكتاتني ومهدي عاكف ورشاد بيومي 15 يوما على ذمة التحقيقات.
ميدانياً، مازال التوتر يخيم على شبه جزيرة سيناء التي تشهد اعمال عنف شبه يومية منذ اطاحة مرسي في الثالث من تموز الماضي.
وجرح ثمانية اشخاص هم مدنيان و6 عسكريين في هجوم شنه مسلحون مجهولون بقذائف ار بي جي والاسلحة الالية على نقطة تمركز للجيش في مدينة رفح على الحدود مع قطاع غزة.
وأوضح المستشار السياسي لرئيس الجمهورية مصطفى حجازي، ان تحليق الطائرات المصرية فوق القطاع يأتي في اطار امني لحماية السيادة المصرية. واضاف في مؤتمر صحافي في رئاسة الجمهورية عصر أمس، ان هناك عمليات عسكرية في سيناء لتطهيرها من الارهابيين ونحن وطن يدافع عن سيادته."
اللواء
الإنكشاف الأمني يضرب جنوباً: إغتيال جمّو الموالي للأسد
تقارير غربية عن إستهداف الإستقرار .. ومحاولات للتمديد لقهوجي من خارج المجلس
وكتبت صحيفة اللواء تقول "نام لبنان على متفجرة المصنع التي استهدفت موكباً سيّاراً لحزب الله، وصحا على اغتيال هزّ منذ ساعات الصباح الأولى. مختلف الأوساط الحريصة على الاستقرار، والتي تسعى لوقف تداعيات تورّط حزب الله وأطراف لبنانية أخرى بالحرب السورية.
وما عزز من مخاوف هذه التداعيات أن الاغتيال الذي وقع عند الثانية من فجر أمس في بلدة الصرفند البحرية، استهدف الموالي السوري لنظام الرئيس بشار الأسد محمد ضرار جمو، والمكلف بالدفاع عن خيارات النظام إعلامياً وديبلوماسياً، لا سيما وأنه يشغل منصف رئيس الدائرة السياسية والعلاقات الدولية في المنظمة العالمية للمغتربين العرب.
ومع اتساع رقعة الانكشاف الأمني، في ما يمكن وصفه بجغرافيا سيطرة حزب الله، من متفجرة بئر العبد في الضاحية، الى تكرار العمليات التي تستهدف حركة الحزب بقاعاً، إلى اغتيال جمو، في منطقة لا تبعد سوى 15 كيلومتراً عن مدينة صور، اتخذت تداعيات اشتراك الحزب ميدانياً في سوريا، حسابات جديدة ليس أقلها تحوّل لبنان، من البقاع إلى الجنوب، ومن الشمال باتجاه العاصمة، إلى ساحة عمليات أمنية تستخدم فيها كل الأساليب التي تنطوي تحت العنف الذي يسمى بالاصطلاح السياسي «الإرهاب»، الذي يعني استهداف المدنيين لأهداف سياسية.
وإذا كان «حزب الله» حمّل مسؤولية الاغتيال إلى ما وصفه «بالجماعات الإرهابية»، داعياً للبحث عن الطريقة الأمثل لمواجهتها، فإن مصادر ديبلوماسية غربية، نقلت إلى المسؤولين اللبنانيين معلومات خطيرة عن تقارير تتحدث عن ربط استقرار لبنان بما يجري في المنطقة، داعية السلطات اللبنانية إلى الخروج من دائرة الانتظار قبل أن يخرج الوضع عن السيطرة.
وما يفاقم من المخاوف، استغراق الطبقة السياسية في «اختراع» المبررات للمضي في شل كل ما من شأنه أن يعيد الاعتبار لما يمكن وصفه «بالدولة في لبنان»، فلا تسهيلات فعلية لتأليف حكومة جديدة، حتى أن أحد الوزراء لا يخفي اعتقاده أن الحكومة لن ترى النور خلال ما تبقى من ولاية الرئيس ميشال سليمان، فيما أوساط قصر بعبدا، تبحث عن الآلية المناسبة لإطلاق محاولة جديدة لإعادة طاولة الحوار، علّها تخفف الاحتقان السياسي وتمهد لولادة حكومة جديدة، لا تستبعد مصادر التقت الرئيس المكلف من الاقدام على تشكيلها من زاوية أن المسؤولية تقضي بملء الفراغ الحكومي، وأن تشكيل حكومة ممثلة وخالية من المتاريس أفضل بكثير من إبقاء البلد رهينة الخلافات المؤسسة لكل الانفجارات والانتهاكات، بما فيها تنامي الجريمة، ما لم تتشكل حكومة مسؤولة تكون قادرة على حماية الاستقرار وإعادة الثقة الدولية بالبلاد، ووقف القلق الذي يضرب كل المؤسسات بما فيها المؤسسات الأمنية والعسكرية.
محطة واستهداف
وفي ظل التكتم الشديد المتعمد «لحزب الله» على موجة استهدافاته وهوية المستهدفين، توقعت مصادر مطلعة أن تشكل إطلالة الأمين العام للحزب السيّد حسن نصر الله خلال حفل الإفطار الذي تقيمه هيئة دعم المقاومة الاسلامية غروب غد الجمعة من مدينة فرح في النبطية، محطة مهمة تضيء على الجانب المستور من استهداف الحزب، وتحدد التوجهات للمرحلة المقبلة على المستويين المتصل بالاستحقاقات الحكومية والمجلسية والتمديد لقائد الجيش، والإقليمي المتعلق بالتطورات في سوريا.
وأضاف اغتيال ضرار جمو في منطقة الصرفند رمياً بالرصاص فور دخوله إلى منزله على يد ثلاثة مهاجمين ملثمين أطلقوا في اتجاهه 27رصاصة وطعنوه بسكين، مزيداً من القلق من إمكان استخدام لبنان ساحة بديلة عن الملعب السوري لتصفية الحسابات بين النظام والمعارضة، بعدما كان لبنان شهد في مرحلة سابقة عمليات أمنية من هذا النوع بدأت مع خطف المعارض السوري شبلي العيسمي، الذي ما يزال مصيره مجهولاً، واستهداف عسكريين سوريين من المعارضين والموالين.
وفي تقدير مصادر مطلعة، أن اغتيال جمو معطوفة على تفجيرات العبوات الناسفة التي استهدفت عناصر تابعة لحزب الله، وكان آخرها عبوة شتورة - المصنع، تعني أن مناطق نفوذ الحزب، باتت مكشوفة أمنياً، رغم الإجراءات التي اتخذها جهاز أمن الحزب ومضاعفته في الأسابيع الأخيرة من شعاع تحركاته على الأرض وخصوصاً في مناطق انتشاره، فضلاً عن الطرق التي يسلكها قادته ونوابه في الجنوب والبقاع والضاحية الجنوبية.
وبحسب الأوساط المتابعة، فانه تبين انه وعلى رغم كل الاحتياطات، فان الساحة الأمنية التي يغطيها الحزب أصبحت أكبر، خصوصاً بعد مشاركة وحدات من عناصره في القتال الدائر في سوريا، مشيرة إلى أن الحزب قرّر في الأيام الأخيرة اجراء تغييرات في طرق تنقل قياداته خصوصاً في البقاع، لأن ثمة بيئات في هذه المنطقة غير متعاطفة مع الحزب وترفض حضوره في سوريا.
وتشمل هذه الإجراءات تنفيذ المزيد من عمليات الحراسة والمراقبة، مثل بعلبك على سبيل المثال، كما لوحظ استخدام الحزب مجموعة من الكلاب البوليسية المدربة بغية الكشف على المتفجرات، وعدم الاكتفاء بالقدرات البشرية فقط، وتخضع هذه الكلاب لعناية خاصة ويديرها شبان تدربوا على توجيهها والتعامل معها.
واللافت أن الحزب الذي دان جريمة اغتيال جمو تجاهل احتمالات ربطها بتفجير بئر العبد والتفجيرات الأخرى التي استهدفته، واكتفى بدعوة السلطات اللبنانية لاعتقال الارهابيين المنفذين وسوقهم إلى العدالة، وهو تعبير يعتمده خلال الإشارة إلى المعارضين للنظام السوري، وفيما اعتبر وزير الداخلية مروان شربل ان الجريمة سياسية، دانها الرئيس فؤاد السنيورة، مؤكداً رفضه لكل جرائم الاغتيال نتيجة الاختلاف بالرأي السياسي.
ويسود أوساط التحقيق الذي يشرف عليه النائب العام الاستئنافي في الجنوب القاضي سميح الحاج، أن الفاعلين أكثر من ثلاثة أشخاص كمنوا له فوق سطح المنزل المؤلف من ثلاث طبقات، فيما كان آخرون يكمنون له أو يراقبون تحركات جمو الذي كان يتناول الإفطار في صور، وذلك وسط البساتين.
وتحدثت زوجة جمو اللبنانية سهام يونس، عن تلقي زوجها تحذيرات من مسؤولين في حزب البعث في سوريا من محاولات لاغتياله، وطلبوا منه الحذر والحيطة في تحركاته، بعدما وردت إليهم معلومات عن أن الارهابيين يخططون لاغتياله.
يُشار إلى أن جمو كان موجوداً في الصرفند منذ خمسة أيام، وهو دائم التردد إلى المنطقة منذ أكثر من 15 سنة وتربطه صداقات مع قيادات في «حزب الله» وحركة «امل» في الجنوب.
وسط ذلك، كشف موقع 14 آذار الالكتروني عن معلومات بلغته من مصادر خاصة، بأن «حزب الله» والنظام السوري اتخذا قراراً بالإسراع في حسم المعركة وضرب المعارضة السورية في المنطقة الفاصلة بين الحدود اللبنانية - السورية والداخل السوري، أي من المنطقة الممتدة من الغوطة الشرقية حتى جنوب القصير، لقطع طريق الدخول والخروج من وإلى الاراضي اللبنانية، مشيرة الى أن هذا القرار جاء بعد الانكشاف الأمني الذي تعرض له الحزب في الآونة الأخيرة في منطقتي البقاع والضاحية الجنوبية، كما في معاركه داخل الأراضي السورية.
وفي هذا السياق، شدّد مُنسّق الأمانة العامة لقوى 14 آذار النائب السابق فارس سعيد، بعد الاجتماع الدوري للأمانة، ضرورة فصل الوضع اللبناني عما يجري في سوريا، مشيراً إلى أن تورط «حزب الله» في سوريا سيجر الويل إلى الداخل اللبناني، وسيربط الساحة اللبنانية بالساحة السورية.
ورأى أن الحوادث التي وقعت في بئر العبد والمصنع وتلك المتنقلة في المناطق اللبنانية وضعت لبنان في حالة انكشاف وهذا يتطلب الإسراع في تشكيل الحكومة، لأنه لا يمكن أن يبقى لبنان أيضاً امام انكشاف سياسي كبير، مشيراً إلى أن رئيس الجمهورية والرئيس المكلف مدعوان إلى ان يبادرا ويسارعا ويتجاوزا الجميع من دون ان يعني ذلك عزل أحد، مجدداً القول أن 14 آذار لا تريد المشاركة في الحكومة، ولا تريد ان يُشارك «حزب الله» أيضاً فيها، لافتاً الى ان «من ساواك بنفسه ما ظلمك» ولو بقيت الحالة على ما هي عليه لا نعرف في الأسبوع المقبل إلى اين ستؤول الأمور.
الحوار
في غضون ذلك، شكلت دعوة رئيس الجمهورية ميشال سليمان للعودة إلى طاولة الحوار محطة أساسية في القراءات السياسية، نظراً للظروف الخطيرة المحيطة بالوضع اللبناني من كل جوانبه، ولقيت هذه الدعوة ترحيباً من نواب في تيار «المستقبل» و«القوات اللبنانية» وحزب الكتائب، وكذلك من مصادر قيادية في قوى 8 آذار التي رأت ان التلاقي والحوار مفيدان وإيجابيان يمنعان انتقال أي انقسام إلى الشارع وترجمته لأي حوادث أمنية، الا انها اشارت، في موقف بارز، إلى ان «اعلان بعبدا» الذي شدد سليمان على ضرورة الالتزام به، يسيء في بعض بنوده إلى المقاومة ويلغي دورها، وكشفت عن أن وفداً موسعاً من أحزاب 8 آذار ابلغ سليمان، منذ نحو شهر، تحفظه الكامل على الحد من حرية حركة المقاومة وتقييد دورها، موضحة بأن توقيع «اعلان بعبدا» جاء درءاً للمشاكل وتخفيفاً للاحتقان.
أما عضو كتلة «لمستقبل» النائب عمار حوري، الذي نوه بخطاب الرئيس سليمان في الافطار الرئاسي، فقد لاحظ لــ«اللــواء» ان رئيس الجمهورية أطلق الدعوة الى الحوار كفكرة، ولم يطلق دعوة رسمية تحتاج إلى مشاورات وآلية، مؤكداً ان الكتلة تفضل الحوار من حيث المبدأ، بعد تشكيل الحكومة، وهو ما شرحه في بيان الكتلة أمس الأول، نافياً أن يكون البيان يتضمن مبادرة، بل كان لوضع النقاط على الحروف، تجاه القنابل الدخانية التي أطلقها «حزب الله» والتي اتهم فيها «المستقبل» بأنه يريد عزله عن الحكومة، وهو أمر غير صحيح، بل ان كل ما قلناه هو اننا نريد حكومة غير حزبية، حكومة مسالمين لا حكومة مقاتلين."