الصحافة اليوم 21-10-2013: انجاز الدولة اللبنانية
رصدت الصحف اللبنانية آخر التطورات الامنية والسياسية في لبنان والدول العربية والاقليمية, وتناولت هذه الصحف وقائع الاتصالات التي جرت بين لبنان وسوريا وقطر وتركيا والتي افضت الى تحرير اللبنانيين في اعزاز.
السفير
وقائع الاتصالات بين بيروت ودمشق وأنقرة والدوحة ورام الله
تكاملت «الأدوار» .. فتحرر «الزوار»
طوي ملف المخطوفين اللبنانيين التسعة في أعزاز، مع الإفراج عنهم في صفقة مركّبة ومتعددة الطبقات والنكهات، لكن أسئلة كثيرة وكبيرة لا تزال تنتظر إطلاق سراح أجوبتها، حتى تتضح الصورة الكاملة للصفقة وخفاياها وتتماتها.
وبات واضحا من الأدوار الإقليمية التي أحاطت بمشهد النهاية السعيدة لمعاناة المخطوفين، أن «حوافز» أصحابها تتجاوز البعدين الامني والانساني الى حسابات سياسية تعبّر عن واقعية مستجدة ومحاولات استدراك وحصر خسائر وحصد أرباح من قبل أطراف تعيد انتشارها فوق رقعة الصراع السوري، ربطا بموازين القوى على الأرض والمناخ الدولي المتبدّل وتقدم خطر الإرهاب وهاجسه في أكثر من «أجندة» اقليمية ودولية.
وإذا كان المحررون العائدون من الأسر قد أمضوا اليوم الاول من الحرية في استقبال المهنئين وسرد تجربتهم، فإن مدير عام الأمن العام اللواء عباس ابراهيم اختار أن يتوجه أمس الى دمشق، في زيارة غير معلنة، حيث التقى اللواء علي مملوك وشكره على الدور الذي أدّته القيادة السورية في إنجاز عملية تحرير المخطوفين، كما بحث معه في ما يمكن فعله لاستعادة المطرانين بولس يازجي ويوحنا ابراهيم، علما أن اللواء ابراهيم كان قد أبلغ البطريرك يوحنا يازجي أنه بات مؤكدا أن شقيقه لا يزال على قيد الحياة.
ويبدو أن اللواء ابراهيم يستعد بالتنسيق والتعاون مع جهات إقليمية للمساهمة في دور تفاوضي أوسع في المرحلة المقبلة، يتصل ليس فقط بالمطرانين، وإنما بملف الأسرى لدى كل من النظام و«الجيش السوري الحر».
وبرغم الجهود المكثّفة والمتعددة الأضلع التي استمرت حتى اللحظة الاخيرة، لإتمام عملية تحرير المخطوفين اللبنانيين وضمان وصولها الى بر الأمان، إلا أن المعلومات تفيد بأن بعض التفاصيل الطارئة في ربع الساعة الأخير، كادت تعرقل المهمة، أو على الاقل تؤخرها، علما أن مدير المخابرات القطرية لم يغادر بيروت، فيما انتهت مهمة وزير الخارجية القطري بمجرد وصول اللبنانيين التسعة الى مطار بيروت، ليغادر بعد ذلك عائدا الى الدوحة.
ويمكن القول إن قلوب بعض المواكبين لهذا الملف كادت تُخطف ايضا في الوقت القاتل، بينما كان المطار بدأ يزدحم بالوفود الشعبية والسياسية التي جاءت لاستقبال المحررين. فقد تبلغ بعض كبار المسؤولين اللبنانيين فجأة أن الاتراك يشترطون للسماح بمغادرة الزوار التسعة الى الحرية، ان يتم أولا تسليم المخطوفين التركيين الاثنين وأن يغادرا مطار بيروت الى بلادهما.
فوجئ المسؤولون بهذا الطلب الذي لا يفيد صورة تركيا، باعتبار انه يُظهرها طرفا مباشرا في ملف الخطف وبالتالي في عملية التبادل، لكنهم قرروا عدم تفويت فرصة إنهاء هذه القضية والدخول في متاهات جديدة، خاصة في ظل الاعتبارات الانتخابية والسياسية والاقتصادية الضاغطة على رئيس وزراء تركيا رجب طيب أردوغان.
وعلى الفور، تبلغ كل من مسؤول وحدة الارتباط والتنسيق في «حزب الله» وفيق صفا والمسؤول الأمني في حركة «أمل» أحمد البعلبكي، من قيادتيهما، ضرورة ممارسة أقصى الضغوط للإسراع في تسلم وتسليم الطيارين التركيين اللذين كانا يتواجدان في المرحلة الاولى من اختطافهما في الجنوب ثم نقلا لاحقا الى البقاع.
في هذه الأثناء، كانت الطائرة التي تحمل العائدين اللبنانيين تتأخر في الإقلاع، بعدما كان متوقعا وصولها الى بيروت قرابة السادسة مساء. وبعد فترة من حبس الأنفاس وصل الطياران التركيان الى مطار رياق، ومنه نقلا عبر طوافة الى مطار بيروت، ليبدأ في تلك اللحظة الفصل الأخير من رحلة عودة مخطوفي أعزاز الى رحاب الوطن.
سبق ذلك، قبل ايام، اتصالان هاتفيان أجراهما وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو بكل من الرئيسين نبيه بري ونجيب ميقاتي، وطلب خلالهما تأمين تواصل ما مع المخطوفين التركيين، للتأكد من سلامتهما، فكان له ما اراد، وجرى بث شريط فيديو يتضمن تسجيلا لهما.
لكن المحك الاصعب الذي تجاوزته «صفقة التبادل» لم يكن هنا بل في مكان آخر. ووفق المعلومات، كادت العملية برمتها تتعثر لولا حصول مداخلات على أعلى المستويات مع القيادة السورية في الساعات الحاسمة، افضت الى الخاتمة السعيدة. ويبدو ان دمشق كانت حذرة في التعامل المجاني الذي يفضي الى تقديم تنازلات لفصائل المعارضة المسلحة وإطلاق سراح معتقليها تباعا، في مقابل الإفراج تارة عن مخطوفين إيرانيين وطورا عن مخطوفين لبنانيين، فيما لا يزال عدد كبير من مناصري النظام معتقلين لدى المجموعات المسلحة.
صحيح أن الرئيس بشار الاسد يدرك أن حلفاءه قدموا الكثير لدعم صموده وأنهم بالتالي يستحقون رد بعض من الجميل لهم، لكنه يشعر في الوقت ذاته انه بات يحتاج الى كل موقوف لدى النظام لمبادلته بالمعتقلين من جنود وضباط الجيش السوري. أوصل الاسد الرسالة وسجل موقفه، ثم عاد وتجاوب مع الجهود التي بذلت من جهات عدة لتسهيل صفقة تحرير الزوار اللبنانيين، وهذا ما يفسر حرص عدد من المسؤولين اللبنانيين على توجيه شكر خاص لسوريا، وتحديدا للأسد الذي طلب من مدير مكتب الأمن القومي اللواء المملوك تقديم كل ما يلزم من تسهيلات لانجاز الصفقة.
...أما وأن الصفقة قد تمت، بعد مخاض عسير وطويل، فإن مصادر واسعة الاطلاع أبلغت «السفير» أن العوامل الحاسمة التي ساهمت في إنضاجها هي الآتية:
ـــ الموقف القطري الآخذ في التمايز عن السياسة السعودية التي لا تزال حتى الآن تحاول عدم الاعتراف بالتوازنات الجديدة في سوريا وبالمتغيرات الدولية والإقليمية، ومن الواضح أن الامير الجديد لقطر يريد مواكبة التحولات والتكيف معها، لاسيما أن الدوحة لا تستطيع أصلا القفز فوق مصالح واشنطن وتجاهل الانفتاح الاميركي ـ الايراني، وبالتالي فإن مساهمتها الفعّالة في إنهاء قضية المخطوفين تعطي إشارة الى رغبتها في إعادة التموضع في المنطقة كما في التعامل مع الملف اللبناني، ناهيك عن رسائل الغزل السياسي المتبادلة بينها وبين ايران.
ــــ هجوم «داعش» على «لواء عاصفة الشمال» الذي كان يحتجز الزوار اللبنانيين، وشعور من تبقى من عناصره بأن ملف المخطوفين أصبح يشكل عبئا عليهم وأنه من الافضل طيّه قبل فوات الأوان وفقدان السيطرة عليه، مع الاشارة الى أن «داعش» أعلنت خلال الساعات الماضية عن القضاء نهائيا على هذا «اللواء المعارض».
ــــ الحسابات التركية المستجدة، ورغبة أردوغان في استعادة الطيارين الاثنين، لتحسين صورته الداخلية تحسبا للانتخابات الرئاسية والمحلية المقبلة، وكان لافتا للانتباه أنه كان حاضرا شخصيا في المطار لاستقبالهما بعدما صارت قضيتهما محرجة له أمام الرأي العام التركي. وهناك من يتوقع أن يبذل أردوغان جهدا إضافيا لمعالجة ملف المطرانين المخطوفين، لإيصال رسالة طمأنة الى الأقليات في تركيا واستمالتها الى جانبه في الانتخابات، من دون اغفال ما يواجهه من تفسخات داخل حزبه وخاصة بعد قراره الترشح للرئاسة وافساح المجال أمام أوغلو لكي يتولى منصب رئاسة الحكومة من بعده.
ــــ البصمات الفلسطينية البارزة عبر تحرّك رئيس السلطة محمود عباس الذي كان قد تبلغ من الرئيس نبيه بري تمنيا بأن يساهم في معالجة قضية المخطوفين، لاسيما ان السفير الفلسطيني في انقرة معروف بحيويته وبعلاقاته الواسعة والعميقة مع المسؤولين الأتراك، والتي يمكن توظيفها والبناء عليها لتحقيق نتائج إيجابية، وهذا ما حصل بالفعل.
ــــ الحركة الدؤوبة لمدير عام الأمن العام اللواء عباس ابراهيم الذي شكلت ديناميته قوة دفع اساسية لمساعي تحرير اللبنانيين.
يذكر أن ابراهيم قال في تصريحات أدلى بها أمس إنه في بداية المهمة التي كلّفه بها رئيس الجمهورية، والتي جعلها هاجسا له، كان يحلم باللحظة التي شهدها مطار بيروت مساء السبت، وقد كان متأكدا من حصولها، فهو كان مؤمنا بأن «الزوار الذين تم تحريرهم كانوا يقصدون بيتا من بيوت الله، والذي يقصد بيت الله يسهل له الله كل شيء لينال حريته».
وعن مصير المطرانين أوضح أن « ماحصل ليس له علاقة بموضوع المطرانين، فموضوعهما، نعمل عليه على خط آخر وبعيد جداً عن هذا الخط، وهذا واجبنا كدولة».
وردا على سؤال قال: لا أحب القول إن ما جرى صفقة، والأفضل أن يقال إن ما تم كان إنجازا وطنيا ادى إلى تحرير المخطوفين. فأنا الآن اعمل كمديرعام للأمن العام بعيداً عن الطوائف وبعيداً عن كل شيء. الوطن هو ما نعمل لأجله وليس المذاهب والطوائف.
والى من ينــــــسب هذا الإنجاز قال ابراهيم: «هذا الإنجاز هو للدولة اللبنانية».
الاخبار
صفقة أعزاز: 10 أشهر من التــفاوض و9 ملايين دولار
حسن عليق
قبل نحو 10 أشهر، كان المدير العام للأمن العام اللواء عباس ابراهيم في تركيا. في لقاء مع رئيس الحكومة التركي رجب طيب أردوغان ومدير استخباراته حقان فيدان، شرح ابراهيم الأثر السلبي الذي تركه ملف المخطوفين اللبنانيين في أعزاز السورية على العلاقات اللبنانية ـــ التركية، كما أثره السلبي على الوضع اللبناني الداخلي.
أكّد أن كل المعطيات الموجودة في حوزة الجانب اللبناني تؤكد سطوة الأتراك على الخاطفين. «لم يكذّب أردوغان خبراً». كان لا يزال متأثراً بالجهد الذي بذله ابراهيم لإطلاق سراح مواطنَين تُركيين اختُطِفا في لبنان قبل أسابيع. مباشرة، نظر إلى فيدان قائلاً: «معك أسبوعان كحد أقصى لتأتي بالمخطوفين اللبنانيين وتسلمهم للجنرال ابراهيم». أكّد مدير الاستخبارات التركي أنه سينفذ أوامر رئيسه، لكن الأسبوعين مرّا، وتحولا إلى أسابيع ثم أشهر، من دون أي بارقة أمل تركية. عرف إبراهيم أن اللحظة الأردوغانية لم تحن بعد. كان جلياً لمتابعي قضية المخطوفين أن تركيا وقطر لا تزالان تراهنان على إمكان تحصيل ثمن سياسي من حزب الله، لقاء إطلاق سراح المخطوفين. لكن ابراهيم لم ييأس. استمر في جولاته التفاوضية: من باريس إلى الدوحة، وبينهما أنقرة ودمشق. اقترح على الأتراك عقد لقاءات مباشرة مع الخاطفين. بدأ جولات التفاوض المباشر، بوجود تركي وقطري. انتزع من الأتراك اعترافاً واضحاً بأنهم والخاطفين جهة واحدة. كانت هذه العبارة مسجّلة في محاضر اللقاءات التفاوضية. وفي الدوحة، حصل على تعهد أميري بالعمل على إطلاق سراح المخطوفين. أما في دمشق، فقرار رئاسي بالقيام بكل ما يمكن فعله من أجل تسهيل إطلاق الزوار. انتظر ابراهيم اللحظة المناسبة التي بانت بشائرها قبل أسابيع. قررت قطر الخروج من الميدان السوري شيئاً فشيئاً، ومحاولة فتح صفحة جديدة مع حزب الله وإيران و... النظام السوري. تركيا مرتبكة نتيجة تعاظم دور تنظيم «القاعدة» ومتفرعاته على طرفي حدودها الجنوبية. والمجموعات المسلحة التي تتفيأ لافتة «الجيش السوري الحر» تتراجع يوماً بعد آخر تحت ضربات «دولة الإسلام في العراق والشام» (داعش).
تقاطعت الخطوط السياسية والميدانية عند نقطة تعني أمراً واحداً: آن أوان إطلاق المخطوفين اللبنانيين من أعزاز. أعاد ابراهيم تشغيل ماكيناته. من الأمم المتحدة في نيويورك إلى الدوحة وما بينهما. طلب مساعدة وسيط سري على صلة جيدة بالأكراد المقاتلين في الشمال السوري. وهؤلاء، يدافعون عن قراهم ومدنهم في وجه الجماعات المتطرفة، وخاصة «داعش» التي تقترب من اجتثاث «لواء عاصفة الشمال» الذي يحتجز المخطوفين. صار مقاتلو «العاصفة» يفرون من هجمات «داعش» في أعزاز، نحو عفرين (غربي أعزاز) ذات الغالبية الكردية. وكان الأكراد يستقبلونهم شرط تسليم أسلحتهم لـ«وحدات حماية الشعب» الكردية. وفي بعض الأحيان، ساندت «الوحدات» مقاتلي «العاصفة». وبناءً على اقتراح من الوسيط السري، طلب مسؤولون أكراد من «عاصفة الشمال» الإفراج عن المخطوفين اللبنانيين. تقاطع ذلك مع تدخل قطري، إذ أبدت الدوحة استعدادها لدفع مبلغ 9 ملايين دولار لأربعة من قادة الخاطفين، مع تعهد بتأمين انتقالهم للعيش في أوروبا. كانت الدوحة تخشى وقوع المخطوفين بين أيدي «داعش» التي ربما ستقتلهم. وحينذاك، سيُحمّل حزب الله ومعه إيران مسؤولية ما جرى لقطر وتركيا. والأخيرة، التقطت اللحظة، بعدما بات صعباً على أردوغان تجاهل اختطاف اثنين من مواطنيه في لبنان، وهو على أبواب حملة انتخابية. في هذا الوقت، كان «لواء التوحيد»، قد حل محل «عاصفة الشمال» عند معبر السلامة الحدودي، وحمى من بقي من «العاصفة» في ريف أعزاز الشرقي. طلبت أنقرة من «التوحيد» إطلاق المخطوفين، مذكّرة بأن في إمكانها إقفال المعبر الذي يدرّ ذهباً على «اللواء» التابع للإخوان المسلمين. وفي دمشق، استعداد لتلبية ما يُطلب منها، شرط عدم تسجيل ما يجري تحت خانة تبادل المعتقلين.
تقاطعت مصلحة الجميع، ونضجت الطبخة. وضع ابراهيم اللمسات الأخيرة على العملية، فنُقِل المخطوفون الأربعاء الماضي إلى الأراضي التركية، قبل أن تقلهم طائرة قطرية إلى بيروت.
جعجع في قصر بعبدا سراً: قلق على الجمهورية والدستور
يستمر رئيس حزب القوات اللبنانية الدكتور سمير جعجع في سعيه الى تأليف الحكومة في أسرع وقت، ولهذه الغاية، زار قبل أيام قصر بعبدا في لقاء طويل وبعيد عن الإعلام
هيام القصيفي
قبل أيام، زار رئيس حزب القوات اللبنانية الدكتور سمير جعجع قصر بعبدا، برفقة النائب إيلي كيروز، للقاء رئيس الجمهورية ميشال سليمان. الزيارة التي تمت بناء على طلب جعجع بقيت بعيدة عن الإعلام.
«الأخبار» سألت جعجع عن الزيارة غير المعلنة، فأشار الى أنه طلب موعداً من رئيس الجمهورية للحديث في الوضع الداخلي وحسب، وأنه بسبب قلة تنقلاته ومحدوديتها استغل المناسبة لعرض كل المواضيع المطروحة داخلياً للبحث، وفي مقدمها بطبيعة الحال تأليف الحكومة. كما أن كيروز الذي يشارك في الاجتماعات المسيحية التي تعقد في بكركي وضع رئيس الجمهورية في أجوائها.
يقول جعجع «كانت الجلسة طويلة. قمنا بجولة أفق موسعة، وتطرقنا الى عدد من المواضيع، وطرحت وجهة نظرنا بضرورة تسريع تأليف الحكومة، لأن تأخير الحكومة بدأ يأكل من الدستور ومن الصلاحيات الدستورية. وهذا ما يجعل البلد اليوم يعيش حالاً من اللادستور واللاموجبات الدستورية. وإذا استمرت الحالة على ما هي عليه فسننتهي من دون دستور ومن دون جمهورية».
بالنسبة الى جعجع، كانت أجواء الزيارة «جيدة جداً والجو كان ودياً، رغم الفروقات في وجهات النظر حول بعض النقاط، لكن نقاط الالتقاء كانت كثيرة أيضاً في توصيف الوضع والنية في تأليف الحكومة». لكن، في المقابل، ثمة أجواء تحدثت عن أن رئيس الجمهورية يشعر بضغط يمارس عليه لجهة تحميله مسؤولية تأليف الحكومة بتوقيع مرسومها، في حين أن المسؤولية تقع على عاتق الرئيس المكلف أيضاً. ينفي جعجع هذا الأمر، ويقول: «المجالس بالأمانات، وأنا لا يحق لي أن أتحدث عن موقف رئيس الجمهورية وما قاله في الاجتماع، ولكن أستطيع أن أقول إن سليمان متمسك بالدستور وبالجمهورية معاً».
ولكن، ما هو موقف سليمان من تأخير تأليف الحكومة ومطالبتكم بالتسريع فيها، يجيب: «رئيس الجمهورية متحسس لحالة الفراغ، وما فهمته أنه يتواصل مع الرئيس المكلف دائماً، وهما يشعران بأنه حان الوقت لكي يفعلا شيئاً لتأليف الحكومة، وصارت لديهما قناعة بذلك. لكن متى وكيف، فهذا ما لا أعرفه. ونحن لا نتدخل لأن أمر تأليف الحكومة متروك لرئيس الجمهورية والرئيس المكلف تمام سلام. أما من جهتنا، فسنستمر بالضغط السياسي لتأليف الحكومة في أسرع وقت لأن الأمر لم يعد يحتمل بقاء الوضع الداخلي على ما هو عليه».
وعن انطباعه الشخصي بعد اجتماع بعبدا حول إمكان تأليف الحكومة قريباً أو تأجيلها الى السنة المقبلة، يجيب جعجع: «لا أحد يمكن أن يحدد أي مواعيد، التأليف بأيدي سليمان وسلام، ولا مبرر للتأجيل في رأينا، الانتظار لم يعد يفيد شيئاً. وانطباعي بعد زيارتي رئيس الجمهورية هو أن الإمكانات صارت مقبولة لنخرج بحكومة ما في وقت غير بعيد».
وعن الانطباع السائد بأن قوى 14 آذار لا تتواصل مع بعضها البعض وأنها غير قادرة اليوم على فرض أجندتها الداخلية، يجيب: «الانطباع ليس في محله، نحن نتواصل دوماً ونعقد اجتماعات بعيدة عن الإعلام، في شأن تأليف الحكومة وسنتابع ضغطنا السياسي من أجل التأليف».
وعن موقف رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد ودعوة الفريق الآخر إلى تشكيل الحكومة و«الدعوة المفتوحة حتى وقت محدد»، يجيب جعجع: «لسنا نحن الذين نشكل الحكومة، موقفنا من التأليف معروف، وبالتالي فإن كلام رعد ليس موجهاً لنا، لأن البعض ينسى الصلاحيات الدستورية، فمن يشكل الحكومة هما رئيس الجمهورية والرئيس المكلف، لذا أنا أعتبر أن كلام رعد موجه لسليمان وسلام».
ويؤكد جعجع في مجال آخر أن القوات مع حلفائها مستمرة في مقاطعة جلسات المجلس النيابي التي دعا إليها الرئيس نبيه بري الأربعاء والخميس المقبلين «لأنها غير دستورية، ولم يتغير أي شيء في جدول أعمالها حتى نبدّل موقفنا». أما عن جلسة انتخاب هيئة المجلس «فالقوات ستشارك فيها حتماً لأنها جلسة دستورية».
وحول التواصل مع المملكة العربية السعودية، وعما إذا كان التوتر الأميركي السعودي قد ينعكس على لبنان، يقول جعجع: «التواصل مع السعودية مستمر من دون انقطاع، ونعرف أن العلاقة بين السعوديين والأميركيين تمر بمرحلة عدم ارتياح للأسباب المعروفة، لكن موقف الطرفين لم يتغير تجاه لبنان، بل هو يتقاطع حول نقطة أساسية وهي استقرار لبنان وضرورة عدم تأثره بما يحصل بينهما».
وأخيراً، يبدي جعجع ارتياحه وسروره لإطلاق مخطوفي أعزاز، لكنه يضيف: «هناك غصة لأن من تبقى من الدولة موجود فقط لخدمة فريق دون آخر. فالمسؤولون الذين عملوا أشهراً من أجل تسعة مخطوفين، يجب أن يعملوا أيضاً لإطلاق المفقودين بالمئات في السجون السورية منذ أعوام، ويقوموا بالجهد نفسه، واللجان الوزارية والزيارات نفسها التي قاموا بها لإطلاق مخطوفي أعزاز، كما أن هناك مصوراً لبنانياً مع سكاي نيوز هو سمير كساب. أليست الدولة معنية به أيضاً لإطلاقه؟».
النهار
مجلس النواب ينعقد الثلثاء ويتعثّر الأربعاء روسيا تسعى إلى إطلاق المطرانين المخطوفين
طوي ملف وبقيت ملفات. أطلق تسعة محتجزين لبنانيين في اعزاز، وبقي العشرات أسرى السجون السورية لا مسعى حقيقيا لاطلاقهم سوى موقف مبدئي من رئيس الجمهورية ميشال سليمان وعهد ببذل الجهود لاطلاق كل المخطوفين اللبنانيين. هذا الامر كان محل اعتراض ضمني من جهات مسيحية عدة رأت فيه صيفا وشتاء تحت سقف الدولة اللبنانية، وتشجيعاً ضمنياً على ضرب مفهوم الدولة والمؤسسات باعتماد منطق القوة وممارسة الخطف في مقابل الاسر للقيام بمبادلات ترعاها الجهات الرسمية.
انجز ملف مخطوفي اعزاز بصفقة دخلت على خطها قطر وتركيا وفلسطين وسوريا، وربما ايران في الجانب الخفي في اشارة الى بدايات الانفتاح الاميركي - الايراني، وما يمكن ان يعكسه على ملفات عدة في المنطقة، باستثناء الوضع الميداني السوري الذي قد يشهد تصعيداً يسبق المفاوضات في "جنيف - 2".
واذا كان ملف المطرانين المخطوفين بولس اليازجي ويوحنا ابرهيم لا يدخل في صلب المسؤوليات اللبنانية لكونهما سوريين، فانه يحفر في عمق الوجدان اللبناني، والمسيحي تحديداً، وسلك طريقه الى سلم الاهتمامات اللبنانية وخصوصاً بعدما اكد المدير العام للامن العام اللبناني اللواء عباس ابرهيم متابعته هذا الملف.
وقال الوزير سليم جريصاتي المكلف رسميا ملف كل المخطوفين اللبنانيين لـ "النهار" إن "روسيا الاتحادية اصبحت معنية بموضوع خطف المطرانين وانها تسعى بوسائلها المتاحة الى جمع المعطيات والمعلومات عنهما، وخصوصاً في ظل ما تردد عن ان الجهة الخاطفة قد تكون من الاسلاميين المتشددين الذين تعامل معهم الروس في اكثر من موقعة عسكرية بعد تفكك الاتحاد السوفياتي السابق". وشدد على "اننا لن نترك مصير المطرانين الى القدر، واننا سنثابر في هذا السياق، وسيتم التواصل مع اللواء ابرهيم، ليس فقط من أجل تقويم المرحلة السابقة للافراج عن المخطوفين التسعة، بل أيضاً لمباشرة ملف المطرانين الجليلين".
وفي الملف الامني أيضاً، وبعد تسرب وثيقة غير مؤكدة من جهاز أمن المطار عن دخول اربع سيارات مفخخة من سوريا الى لبنان، علمت "النهار" ان الرئيس ميشال سليمان سيلتقي اليوم في قصر بعبدا قادة الاجهزة الامنية للتشاور في التطورات في ضوء ما يشاع عن احداث مرتقبة ذات صلة بما يجري في سوريا وانعكاسها على لبنان.
مجلس النواب
وفيما يأمل متابعون ان تنعكس الاجواء الايجابية لملف الافراج عن مخطوفي اعزاز على السياسة، علمت "النهار" ان حكومة تصريف الاعمال ستشارك في جلسة مجلس النواب غداً فيحضر رئيسها نجيب ميقاتي بصفته النيابية لانتخاب اميني سر وثلاثة مفوضين وأعضاء للجان النيابية، لكنه لن يشارك في جلسة الاربعاء المخصصة للتشريع للاسباب التي أملت عليه سابقا عدم حضور جلسات مماثلة دعا اليها الرئيس نبيه بري.
وابلغت مصادر نيابية تشارك في الاتصالات "النهار" ان جلسة الثلثاء مرشحة لابقاء القديم على قدمه بعدما أدى تمديد ولاية المجلس الى تمديد تلقائي لرئيس المجلس ونائبه. ولفتت الى ان الدخول في محاولة تغيير في تركيبة هيئة مكتب المجلس واللجان من شأنه ان يثير انقساما حادا قد يفضي الى افقاد الجلسة النصاب. وأوضحت ان نصاب جلسة الاربعاء معرّض للتطيير انطلاقا من الخلاف على دستوريتها، لكنها تحدثت عن اتصالات ستجرى بعد جلسة الثلثاء وخصوصا بين الرئيسين بري والسنيورة للبحث في امكان دعوة هيئة مكتب المجلس الى الانعقاد للبحث في جدول الاعمال الذي يثير الانقسام في صيغته الحالية.
وأكد الرئيس السنيورة لـ"النهار" ان كتلة "المستقبل" ستشارك حتما في جلسة الثلثاء كونها من صلب العمل المجلسي وليست عملا تشريعيا كما هي الحال بالنسبة الى جلسة الأربعاء، كاشفاً ان الكتلة لا تزال على موقفها من مقاطعة الجلسة التشريعية، لافتا الى انه سيلتقي الرئيس بري الثلثاء على هامش جلسة اللجان لاستكمال البحث في المواضيع التي طرحت في اجتماعهما الاخير.
برّي
ولم يكن موقف الرئيس بري بعيداً من موقف السنيورة في تقويمه لنتائج اللقاء الثاني الذي جمعهما، فكشف لـ"النهار" ان موضوعي الحوار والحكومة لا يزالان قيد البحث ولم يسجل بعد أي تطور في شأنهما. لكنه اعرب عن إيجابية حيال الجلسات النيابية.
وقال الرئيس بري لـ"النهار" إن "اللقاء مع الرئيس السنيورة كان جيداً وايجابياً واتفقنا على متابعة هذه الاجتماعات ولو اسبوعيا. وهذا ما يصر عليه السنيورة وانا لا امانع وأبادله الامر نفسه". واضاف: "ثمة نقطة رئيسية يجمع عليها سائر الاطراف هي الحفاظ على الامن في البلد وعدم التلاعب بهذا الملف وترك الاجهزة الامنية تمارس الدور المطلوب منها في مختلف المناطق".
وعلى خط تأليف الحكومة وطاولة الحوار لم يطرأ جديد.
أما بالنسبة الى جلسة انتخاب رؤساء اللجان والمقررين غدا الثلثاء فان جميع الكتل ستحضر، ويقول بري في هذا الصدد إن النصاب متوافر وانه تلقى اشارات ايجابية عن مشاركة نواب "التيار الوطني الحر" والكتائب.
لكن رئيس المجلس أبلغ أيضاً السنيورة انه ليس في وارد عقد الجلسة ما لم تكن كل المكونات السياسية والطائفية حاضرة، انطلاقا من اقتناعه بعدم ميثاقية أي جلسة يغيب عنها مكون أساسي في البلاد. ويستشهد بري عند ذكر ذلك بموقفه من عدم ميثاقية حكومة السنيورة بعد خروج المكوّن الشيعي منها.
هل هذا يعني ان مصير جلسة الأربعاء كسابقاتها؟
لا يؤكد الرئيس بري او ينفي إمكان انعقاد الجلسة او عدمه . ويرهن ذلك بالجواب الذي ينتظره من الرئيس السنيورة وعليه يبني رئيس المجلس قراره. فإذا جاء الجواب سلبيا فهو يستبعد عقد الجلسة حتى في ظل توافر النصاب.
حكومة
الى ذلك، علمت "النهار" ان المعنيين بتأليف الحكومة الجديدة في صدد جولة من الاتصالات لاستكشاف المواقف بعد عطلة الاضحى، على أمل ان يكون المشهد الجامع الذي رافق اطلاق مخطوفي اعزاز مؤشراً لامكان احداث اختراق في جدار أزمة التأليف. واذا كانت الوعكة التي ألمت بالرئيس تمّام سلام أمس، حيث من المقرر ان يعود اليوم الى منزله لمعاودة نشاطه، لن تحول دون العمل مجدداً على خط التأليف، تتحدث أوساط رئيس الجمهورية عن اهمية البناء على الخاتمة السعيدة لمخطوفي اعزاز. ويشار في هذا الصدد الى ان اللقاء الذي عقده الرئيس سليمان مع نظيره التركي عبدالله غول في نيويورك واتصالاته مع أمير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني تكللت بالنجاح في ملف المخطوفين. وفهم ان السقف الزمني الموضوع لتأليف الحكومة لا يزال قبل عيد الاستقلال في 22 تشرين الثاني المقبل، ومن خيارات التأليف حكومة أمر واقع تذهب الى مجلس النواب لنيل الثقة أياً تكن الاعتراضات عليها.
المستقبل
صبرة يؤكد لـ "المستقبل" اشتراط حكومة انتقالية من دون الأسد وأركان نظامه
"أصدقاء سوريا" في لندن غداً لإقناع المعارضة بحضور "جنيف2"
يسعى أصدقاء سوريا في لندن غداً لإقناع المعارضة بحضور مؤتمر جنيف2، فيما أكد رئيس المجلس الوطني السوري جورج صبرة في تصريح لـ"المستقبل" أن لا مشاركة للائتلاف الوطني السوري من دون ضمانات بحكومة انتقالية من دون بشار الأسد وأركان نظامه، وهو موقف يتلاقى مع استبعاد المبعوث الدولي الاخضر الابراهيمي لانعقاد المؤتمر الدولي ما لم تشارك فيه "معارضة مقنعة تمثل الشعب السوري".
وكان مؤتمر جنيف2 مدار بحث أمس في القاهرة بين الابراهيمي والامين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي، وأكد المبعوث الدولي أن هذا المؤتمر "لن ينعقد من دون معارضة مقنعة تمثل جزءاً مهماً من الشعب السوري المعارض"، لكنه أشار إلى أن "المعارضة السورية تواجه مشاكل كثيرة".
وقال العربي ان الدول العربية والغربية تستعد للقاء المعارضة السورية غداً في لندن لإقناعها بالمشاركة في المؤتمر الذي قال إنه سينعقد في 23 تشرين الثاني المقبل. ولفت العربي الى وجود "صعوبات كثيرة لا بد من تخطيها لعقد المؤتمر".
الا ان الابراهيمي تحفظ عن تحديد موعد لعقد هذا المؤتمر، مؤكداً انه سيتم اعلان ذلك بعد انتهاء جولته الاقليمية التي بدأها في القاهرة أول من امس. وقال "هناك اتفاق على ان تتم محاولة لعقد مؤتمر جنيف2 في شهر تشرين الثاني. الموعد لم يحدد رسمياً بعد"، وتابع "سيعلن في وقت لاحق موعد نهائي للمؤتمر. نأمل ان يكون في شهر تشرين الثاني".
وبشأن اجتماع لندن غداً، أوضح مصدر ديبلوماسي غربي ان الاجتماع "يرمي الى توضيح الهدف من مؤتمر جنيف2"، مشدداً على أنه "ينبغي وضع اطار واضح كي ينضم الائتلاف اليه".
وكشف رئيس المجلس الوطني السوري جورج صبرة لـ"المستقبل" أن الائتلاف سيعقد اجتماعاً حاسماً في اسطنبول في 1 و2 تشرين الثاني المقبل لاتخاذ موقف نهائي من المشاركة أو عدمها في مؤتمر جنيف2، كما سيكون أمام اجتماع اسطنبول وقت كاف لدراسة نتائج اجتماع أصدقاء سوريا الذي ينعقد في لندن غداً.
وشدد صبرة على أن تشكيل حكومة انتقالية في ظل وجود الأسد وأركان نظامه "سيعني قدرته على تعطيل عمل هذه الحكومة بل السيطرة كلياً عليها، وهذا مرفوض تماماً".
وندد بعدم وجود "توازن" في تعامل الغرب مع ما يجري في سوريا، وقال إنه أبلغ السفير الأميركي لدى سوريا روبرت فورد خلال لقاء جمعهما أخيراً، بأنه "لا يجوز للولايات المتحدة عقد صفقة مع نظام الأسد بشأن ترسانة السلاح الكيميائي، ثم عقد صفقة مع إيران بشأن ملفها النووي، فيما غيبت مصلحة الشعب السوري في الصفقتين"، وسأل صبرة السفير فورد عمّا إذا كان "المطلوب أن يقتل 100 ألف سوري آخر كي يُلفت النظر إلى المأساة التي تجري في سوريا". وأشار إلى أن فورد شدد على ضرورة حضور الائتلاف الوطني مؤتمر جنيف "اجلبوا معكم من شئتم حتى من المتطرفين، لكن يجب أن تشاركوا".
وأشاد صبرة بقرار المملكة العربية السعودية التخلي عن مقعدها في مجلس الأمن بسبب عجز المجلس، وهو "موقف اعتراضي على السلوك الدولي يعبر عن موقف الشعب السوري كله".
ميدانياً، قتل 43 شخصاً على الاقل بينهم عناصر من قوات النظام السوري، وجرح عشرات في تفجير انتحاري عند اطراف مدينة حماة في وسط سوريا أمس، بحسب ما ذكر المرصد السوري.
وأفاد المرصد في بريد الكتروني عن "مصرع 43 شخصا بينهم 32 مدنيا اضافة الى عناصر من القوات النظامية، اثر تفجير رجل شاحنة مفخخة عند حاجز المكننة الزراعية للقوات النظامية على طريق السلمية - حماة"، مشيرا الى ان "العدد مرشح للارتفاع بسبب وجود عشرات الجرحى بعضهم في حالة خطرة".
واوضح مدير المرصد رامي عبد الرحمن ان الانتحاري ينتمي الى جبهة النصرة، وقد فجر نفسه قبل وصوله الى الحاجز، ما تسبب بوقوع عدد كبير من الضحايا بين المدنيين، بالاضافة الى جنود نظاميين.
وبثت قناة "الاخبارية" السورية التابعة للدولة صورا لمكان الانفجار، ظهر فيه دمار هائل امتد على مساحة واسعة.
وسيطر الثوار أمس على مجمع تاميكو لصناعة الادوية في ريف دمشق بشكل شبه كامل، عقب اشتباكات عنيفة مع قوات النظام، كما اشتبكوا مع تلك القوات في محيط حاجز النور بجوار المعمل بعدما بسطوا سيطرتهم على النقاط الخمس لقوات النظام في الحاجز.
ونفذ الطيران الحربي التابع للنظام خمس غارات على مناطق في بلدة طفس في محافظة درعا.
اللواء
«مؤتمر جنيف» يبحث عن معارضة ممثِّلة للشعب السوري
الإبراهيمي إلى دمشق وطهران.. ومقتل 43 بتفجير إنتحاري في حماه
اعلنت جامعة الدول العربية امس ان المؤتمر الدولي حول السلام في سوريا سيعقد في 23 تشرين الثاني، في حين تحفظ الموفد الاممي الاخضر الابراهيمي عن تحديد موعد للمؤتمر منذ الان مشترطا توافر «معارضة مقنعة» لالتئامه.
في هذا الوقت، حصد تفجير دموي جديد 43 قتيلا على الاقل على أطراف مدينة حماه.
كما سقط عشرات آخرون بتفجير مماثل استهدف حاجزا للنظام في بلدة المليحة بريف دمشق الجنوبي.
فقد اعلن الامين العام للجامعة العربية نبيل العربي اثر لقائه الابراهيمي امس في القاهرة ان مؤتمر جنيف 2 الذي سيجمع المعارضة والنظام السوريين سيعقد في 23 من الشهر المقبل.
واوضح العربي ان البلدان العربية والغربية تتحضر للقاء المعارضة السورية غداً لاقناعها بالمشاركة في جنيف 2. ولفت الى وجود «صعوبات كثيرة لا بد من تخطيها لعقد المؤتمر».
الا ان الابراهيمي تحفظ عن تحديد موعد عقد هذا المؤتمر مؤكدا انه سيتم الاعلان عنه بعد انتهاء جولته الاقليمية التي بدأها في القاهرة السبت وتشمل كذلك دمشق وطهران والدوحة.
وقال الابراهيمي: «هناك اتفاق على ان تتم محاولة لعقد مؤتمر جنيف 2 في شهر تشرين الثاني. الموعد لم يحدد بعد رسمياً».
وتابع: «سيعلن في وقت لاحق ان شاء الله موعد نهائي للمؤتمر. نأمل ان يكون في شهر نوفمبر(تشرين الثاني)».
وعن وجود شروط لدى الائتلاف السوري المعارض للمشاركة في جنيف-2 ،قال الابراهيمي: «ان المعارضة السورية تواجه مشاكل كثيرة (...) ولن يعقد المؤتمر بدون معارضة مقنعة تمثل جزءا مهما من الشعب السوري المعارض».
ويبدأ الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية اجتماعات في اسطنبول غداً ايضا بهدف اتخاذ قرار نهائي حول المشاركة في مؤتمر جنيف ام عدمها. والآراء منقسمة داخل الائتلاف بين من وافق -ولو على مضض- على حضور المؤتمر الذي سيشارك فيه ممثلون عن النظام السوري، ومن يرفض المشاركة بتاتا ما لم يكن محور التفاوض تغيير النظام وبدء مرحلة انتقالية ديموقراطية.
واوضح الابراهيمي للصحافيين انه سيتوجه الى قطر وتركيا الداعمتين للمعارضة، والى ايران الحليف الاقليمي لنظام الرئيس السوري بشار الاسد، قبل ان ينتقل الى جنيف للقاء ممثلين عن الجانبين الروسي والاميركي اللذين كانا وراء فكرة عقد هذا المؤتمر الذي ارجىء تنظيمه مرارا بسبب عدم الاتفاق على هوية المشاركين والاهداف.
في طهران، نقلت وكالة الانباء الرسمية الايرانية ان الابراهيمي سيزور ايران السبت فيما نقلت وكالة مهر للانباء عن نائب وزير الخارجية الايراني حسين امير عبدالله هيان ان الابراهيمي سيكون «في طهران في بداية الاسبوع (الايراني الذي يبدأ السبت) لاجراء مشاورات مع المسؤولين الايرانيين».
وكانت صحيفة «الوطن» السورية المقربة من النظام السوري كتبت السبت «من المرجح أن يصل الإبراهيمي دمشق الأسبوع القادم عن طريق بيروت، بعد أن فتحت دمشق أبوابها لاستقباله شرط أن يلتزم الحيادية والمهنية والموضوعية ويمارس دوره كوسيط نزيه وليس كطرف في النزاع الدولي القائم على سورية».
وكانت دمشق بمسؤوليها واعلامها حملت على الابراهيمي بعد زيارته الاخيرة الى دمشق في كانون الاول 2012 متهمة اياه بتبني المواقف الاميركية والتخلي عن دور الوسيط الحيادي.
وذكرت الوطن في كانون الثاني الذي تلى الزيارة ان الرئيس السوري بشار الاسد أنهى اجتماعا بينه وبين الابراهيمي بعد ان «تجرأ» موفد جامعة الدول العربية والامم المتحدة على سؤاله عن مسألة ترشحه الى الانتخابات الرئاسية العام 2014.
ميدانيا، قتل 43 شخصا على الاقل، بينهم عناصر من قوات النظام السوري، وجرح عشرات امس في تفجير انتحاري عند اطراف مدينة حماه، بحسب ما ذكر المرصد السوري لحقوق الانسان.
وافاد المرصد عن «مصرع 43 شخصا بينهم 32 مدنيا اضافة الى عناصر من القوات النظامية، اثر تفجير رجل شاحنة مفخخة عند حاجز المكننة الزراعية للقوات النظامية على طريق السلمية - حماه»، مشيرا الى ان «العدد مرشح للارتفاع بسبب وجود عشرات الجرحى بعضهم في حالة خطرة».