الصحافة اليوم 4/9/2013 حراك أمريكي على خط الكونغرس
تصدر الحدث السوري عناوين الصحف اللبنانية الصادرة في بيروت، ورصدت الصحف آخر التطورات السياسية في الولايات المتحدة على خط تنفيذ هجوم عسكري محتمل ضد سوريا. وكان للصحف متابعة لآخر التطورات على الساحة اللبنانية.
الاخبار
أوباما يستعجل بركة الكونغرس: الضربة لحماية أمننا الــقومي
يبدو أن باراك أوباما قد حسم خياره. الضربة العسكرية بكل تداعياتها اقل ضررا من التراجع عنها. في النهاية، هناك هيبة أميركا وصورتها العالمية على المحك. لم تعد المسألة حكاية أزمة سوريا فحسب. باتت مسألة موقع وقيادة، سواء في ما يتعلق بأوباما في الداخل، أو ببلاده على المستوى العالمي
بدأ الرئيس الأميركي بالـ«لوبيينغ». أطلق أمس حملة إقناع أعضاء الكونغرس بصوابية قراره توجيه ضربة عسكرية الى سوريا استباقاً لبدء الجلسات الرسمية الاسبوع المقبل. وبينما خرج معظم المشاركين في اجتماع البيت الأبيض بانطباعات «متحمّسة» لقرار الهجوم، كشف وزير الخارجية عن تقديم السعودية والامارات وتركيا قواعدها العسكرية تسهيلاً للعملية الأميركية.
عرض مبررات دخول أوباما مباشرة على الخط تولاه وزيرا الخارجية والدفاع جون كيري وتشاك هاغل وقائد الجيوش الأميركية الجنرال مارتن ديمبسي، في خلال شهادة لهما أمام لجنة العلاقات الخارجية والأمن في مجلس الشيوخ. قال الاول: مصالحنا قد تتأثر بشكل كامل إذا لم تُقر العملية العسكرية، مضيفاً أن «القوات الأميركية لن تشارك في حرب برية في سوريا، لكن عدم التدخل في سوريا قد يؤدي لزيادة خطر المتطرفين من دون أن يستبعد دخولا كهذا لتأمين السلاح الكيميائي السوري. وقال الثاني: إن استخدام الأسد للسلاح الكيميائي يهدد أمننا القومي وأمن حلفاء الولايات المتحدة في المنطقة، بما في ذلك اسرائيل وتركيا وغيرهما.... ولن نقبل بأن تهدد هذه المجموعات أمننا بأي شكل من الأشكال، مشيرا إلى أن العمل العسكري المقترح سيكون محدودا ووفقا لإطار زمني محدد، وهناك دول إقليمية وغربية أعربت عن دعم موقف الولايات المتحدة، ولا يمكن أن نسمح لحزب الله بأن يحصل على السلاح الكيميائي. وقال الثالث: إن هدف العمل العسكري في سوريا هو ردع الرئيس السوري بشار الأسد والتخفيف من قدرته على استخدام الأسلحة الكيميائية. وكان لافتاً أن كيري امتنع عن الإجابة على سؤال عما اذا كان يعتقد بأن حزب الله يمتلك سلاحاً كيميائياً، مشيراً إلى أنه سيحيل هذا الموضوع إلى الجلسة السرية. كما كان لافتاً رده على سؤال عما سيحصل في حال رد حزب الله على الضربة لسوريا بقصف صاروخي على إسرائيل بأن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين «نتنياهو أكد ثقته بالولايات المتحدة وبأنها ستحافظ على اسرائيل».
وهكذا تكون الحملة التي أطلقها أوباما من أجل إقناع الكونغرس بإعطائه الضوء الاخضر لتوجيه ضربات على سوريا قد دخلت مرحلة حاسمة أمس مع قيامه شخصياً بعدة اتصالات بنواب وشيوخ إضافة الى استقباله قادة الأحزاب ورؤساء اللجان من أجل إقناعهم بوجهة نظره. أوباما أراد أن يسرّع وتيرة حملة الاقناع تلك وأن يحرّك النواب والشيوخ المترددين بشأن التصويت قبل توجهه مساء أمس الى السويد تحضيراً للمشاركة في قمة العشرين في سان بطرسبرغ في اليومين المقبلين. وبينما خرج معظم المجتمعين بالرئيس بأجواء «إيجابية» حول إقرار الضربة، بقي تحديد شكل الضربة عالقاً بانتظار نسخة سيعمل النواب على بلورتها خلال جلساتهم المخصصة لهذا الشأن الاسبوع المقبل. وبالتزامن مع «حماسة» الرئيس، كشف كيري أمس بعض تفاصيل التحضيرات للضربة العسكرية على سوريا، مشيراً الى أن السعودية والامارات وتركيا قدمت قواعدها العسكرية دعماً للهجوم الاميركي.
ووجه الرئيس أوباما كلمة لقادة الكونغرس قال فيها إنه «يجب محاسبة الرئيس السوري على استخدام أسلحة كيميائية»، وأعرب عن «ثقته بالحصول على موافقة الكونغرس بمجلسيه على توجيه الضربة العسكرية»، متعهداً بـ«تحسين المساعدات الاميركية للمعارضة السورية». وقال أوباما لقيادة الحزبين الديموقراطي والجمهوري وقادة اللجان الامنية من الحزبين بأن الاسد «انتهك الأعراف الدولية المهمة باستخدام أسلحة كيميائية» وذلك «يمثل تهديداً خطيراً على الامن القومي في الولايات المتحدة والمنطقة». وأكد أوباما أن العملية التي يريد القيام بها في سوريا ستكون عملية «محدودة» وشرح أن «ذلك لا يتطلب نشر قوات على الارض، فهذه ليست العراق ولا أفغانستان».
وقال أوباما إن إمكان اعتماد «استراتيجية أوسع نطاقا يمكن أن تحقق مع مرور الوقت نوعاً من تعزيز المعارضة والضغوط الدبلوماسية والاقتصادية والسياسية المطلوبة ــ حتى انه في نهاية المطاف لدينا انتقال يمكن أن يحقق السلام والاستقرار، ليس فقط لسوريا ولكن للمنطقة». مقاربة هي الأولى من نوعها للإدارة الأميركية تستهدف بشكل خاص حشد الجمهوريين وراء قرار ضرب سوريا، ما يؤمن موافقة الكونغرس على خطوة كهذه.
وقبل اجتماع البيت الابيض كان وزير الخارجية الأميركي جون كيري قد كشف لشبكة «سي إن إن» الإخبارية أن «ثلاث دول في منطقة الشرق الأوسط عرضت على الولايات المتحدة استخدام قواعدها العسكرية في أي عمل عسكري محتمل ضد سوريا». وأبلغ كيري الأعضاء الديموقراطيين في الكونغرس، بأن «كلّاً من السعودية، والإمارات وتركيا، كانت من أوائل الدول التي أعلنت دعمها للعملية العسكرية ضد الحكومة السورية». وأكد كيري أن «هناك دولا أخرى من المتوقع أن تتخذ نفس النهج»، لدعم أي عمل عسكري تقوم به القوات الأميركية ضد سوريا.
وبعد فضّ اجتماع البيت الابيض بين أعضاء في الكونغرس وأوباما، أعلن رئيس مجلس النواب الاميركي الجمهوري جون بونر الذي كان مشاركاً فيه، أنه «سيدعم مشروع القرار الذي قدمه الرئيس والذي يتضمن توجيه ضربات عسكرية الى سوريا». بدورها، أيدت زعيمة الاقلية الديموقراطية في مجلس النواب نانسي بيلوسي توجيه ضربة عسكرية على سوريا.
أما عضو مجلس الشيوخ الجمهوري جون ماكين الذي اجتمع مع أوباما يرافقه السيناتور ليندسي غراهام، فرأى أن تصويت الكونغرس برفض طلب الرئيس باراك أوباما سيكون «كارثيا». وقال ماكين، بعد اجتماع البيت الأبيض، إن «تصويت الكونغرس ضد القرار سيكون من شأنه المساس بمصداقية الولايات المتحدة والرئيس الأميركي. ولا أحد يتمنى ذلك».
وأضاف ماكين، الذي يدعو إلى عملية عسكرية واسعة النطاق في سوريا، «نريد العمل على قرار يحصد دعم الغالبية في مجلسي النواب والشيوخ». ووصف ماكين الاجتماع مع أوباما بـالـ«مشجع»، لكنه أضاف أنه «ما زال أمام الإدارة طريق طويل حتى نصل إلى اعتماد القرار». وأوضح أنه والسناتور غراهام «يحبّذان تعديل القرار لتوسيعه حتى لا يكون مجرد رد على استخدام أسلحة كيميائية على أيدي حكومة الرئيس السوري». وتابع «نريد وضع هدف يؤدي تحقيقه مع الوقت إلى الحد من قدرات الأسد وزيادة وتطوير قدرات الجيش السوري الحر والحكومة السورية الحرة حتى يتمكنا من زيادة القوة الدافعة في ساحات القتال».
من جهته، قال غراهام «ثمة تفاهم يتبلور حول ضرورة تقليص قدرات الأسد وتعزيز قدرات المعارضة السورية ويبدو أن الإدارة بصدد إعداد خطة صلبة لتعزيز المعارضة».
المستقبل
الرئيس الجمهوري لمجلس النواب يؤيّد ضربة عسكرية ومسؤول في "حزب الله" يؤكد استخدام الأسد للكيميائي
أوباما يكشف هدفه الاستراتيجي: تحرير سوريا
يقترب الرئيس الأميركي باراك أوباما جداً من الحصول على موافقة الكونغرس لشن ضربة عسكرية ضد سوريا بعد تصريح الرئيس الجمهوري لمجلس النواب جون بونر بتأييد خطط أوباما، الذي أكد أمس أن "هدفه الاستراتيجي تحرير سوريا ورفع قدرات الثوار"، وصولاً إلى رحيل بشار الأسد بحسب ما أوضح وزير الخارجية الأميركي جون كيري أمام لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الشيوخ أمس.
وكشفت الاستخبارات الألمانية أمس أن مسؤولاً كبيراً في "حزب الله" أكد في حديث هاتفي مع مسؤول في السفارة الإيرانية في برلين، أن الأسد "فقد أعصابه" واستخدم السلاح الكيميائي ضد شعبه، معتبراً ذلك "خطأ كبيراً".
ففي واشنطن، تلقى الرئيس الأميركي باراك أوباما أمس دعماً أساسياً من العديد من خصومه الجمهوريين في الكونغرس للعملية العسكرية التي ينوي شنها ضد نظام الاسد بهدف إضعاف قدراته العسكرية ورفع قدرات الثوار.
وبينما كانت الشكوك سائدة قبل أيام في نتيجة أي تصويت داخل الكونغرس حول هذه العملية العسكرية الأميركية في سوريا، تلقى اوباما دعماً اساسياً من الرئيس الجمهوري لمجلس النواب جون بونر الذي ايد القيام بضربات عسكرية على سوريا رداً على استخدام النظام للسلاح الكيميائي.
واعرب اوباما قبيل سفره الى السويد عن ثقته بنتيجة التصويت، وشدد على ان اي تدخل في سوريا سيكون "محدوداً ومتناسباً" و"لن يتضمن اي نشر لقوات على الارض"، مشدداً على ان ما سيحصل لن يكون على غرار ما حصل قبلاً في العراق وافغانستان.
وقال اوباما ان استخدام السلاح الكيميائي في سوريا "يمثل خطراً جدياً على الامن القومي للولايات المتحدة ولبلدان اخرى في المنطقة. وبناء عليه، ينبغي محاسبة الاسد". لكنه كرر ان اي عملية ستكون "محدودة" و"متناسبة" من دون نشر قوات على الارض.
وأكد أوباما أن الضربة سوف تضعف قدرات الأسد وتساعد في إنهاء الحرب الأهلية الدائرة منذ قرابة الثلاث سنوات. وتابع أوباما أن هذا الهجوم سوف يكون "جزءا من استراتيجية أوسع لزيادة دعم المعارضة والسماح لسوريا في النهاية بتحرير نفسها من هذه الحرب الأهلية الرهيبة والقتل وغير ذلك مما يشاهد على الأرض".
ودافع وزير الخارجية الاميركي جون كيري امام لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الشيوخ أمس، عن رغبة الادارة الاميركية بتوجيه ضربة عسكرية لنظام الاسد، بهدف "حماية القيم والامن القومي" للولايات المتحدة، معتبراً ان عدم القيام بها سيعني الوقوف موقف "المتفرج على مجزرة".
وقال كيري بحسب مقتطفات من كلمته وزعت قبل القائها "ليس الان وقت الانزواء في مقعد ولا وقت اتخاذ موقف المتفرج على مجزرة".
ولكنه أضاف انه لا يريد طرح قرار على الكونغرس بشأن استخدام القوة في سوريا بطريقة تستبعد خيار نشر قوات اميركية على الارض. وتابع رداً على سؤال اثناء جلسة للجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ "لا اريد ان استبعد خياراً ربما يكون او لا يكون متاحاً لرئيس الولايات المتحدة لتأمين بلدنا".
لكن كيري اكد ايضا ان "الرئيس ليست لديه النية" لنشر قوات اميركية على الارض للمشاركة في القتال في الحرب الاهلية في سوريا.
واضاف "لا بلادنا ولا ضميرنا يسمحان لنا بأن ندفع ثمن السكوت"، كما وجه كيري رسالة الى ايران الداعمة الاساسية لنظام دمشق في كلمته الموجهة الى اعضاء الكونغرس لاقناعهم بصوابية الضربة العسكرية في سوريا.
وقال "ايران تأمل بأن تشيحوا النظر عما يحدث. ان عدم تحركنا سيعطيها بالتأكيد امكان ان تخطئ في نوايانا في احسن الاحوال، او حتى أن تختبر هذه النوايا".
وقال كيري إن هدف الضربة الوصول إلى رحيل بشار الأسد بحسب ما قال أمس أمام لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الشيوخ أمس.
وشرح وزير الدفاع تشاك هيغل اهداف العملية العسكرية التي ستكون "خفض قدرات" النظام السوري على القيام بهجمات كيميائية اخرى و"ردعه" عن استخدام ترسانته هذه مرة ثانية.
وقال "نعتقد ان بإمكاننا تحقيق هذه الاهداف بعمل عسكري محدود بالزمن والمدى"، مشددا على ان المقصود "ليس حل النزاع في سوريا بالقوة العسكرية المباشرة".
وقال هيغل للكونغرس أمس ان عدم التحرك تصدياً لاستخدام سوريا لاسلحة كيميائية سيضر بصدقية تعهد اميركا بمنع ايران من الحصول على سلاح نووي.
وأضاف امام لجنة بمجلس الشيوخ بحسب تصريحات معدة "رفض التحرك سيقوض صدقية التعهدات الامنية الاخرى لاميركا بما في ذلك تعهد الرئيس بمنع ايران من الحصول على سلاح نووي".
وقال "كلمة الولايات المتحدة يجب ان تعني شيئاً ما".
وأعادت البحرية الاميركية توزيع قطعها تحسباً لضربات عسكرية محتملة ضد سوريا، فخفضت الى اربع عدد المدمرات في شرق المتوسط وارسلت مجموعة جوية بحرية الى البحر الاحمر، بحسب ما اعلنت مسؤولة في البنتاغون أمس.
وقالت المسؤولة التي طلبت عدم كشف اسمها ان المدمرة يو اس اس ماهان غادرت شرق المتوسط و"هي في طريقها الى ميناء نورفولك" حيث ترابط على الساحل الشرقي الاميركي الذي ابحرت منه في نهاية كانون الاول 2012.
وتبقى في المنطقة اربع مدمرات هي "يو اس اس ستاوت" و"غرايفلي" و"رمادج" و"باري" القادرة على اطلاق صواريخ توماهوك العابرة على اهداف في سوريا بأمر من الرئيس الاميركي.
ووصف رئيس المفوضية العليا للاجئين التابعة للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس ما يجري في سوريا بـ"مأساة العصر"، بعد أن أعلنت المفوضية أن عدد اللاجئين في سوريا تجاوز مليوني شخص، نصفهم فروا من بلادهم خلال الأشهر الستة الأخيرة.
وفي مؤتمر صحافي عقده في جنيف أمس، قال غوتيريس "عندما ننظر الى التصعيد الاخير للنزاع، فان ما يصعقنا هو ان المليون الاول (من اللاجئين) قد فر خلال سنتين، والمليون الثاني خلال ستة اشهر".
وتؤكد المفوضية العليا للاجئين ان هذه الارقام التي تتخطى بصورة اجمالية ستة ملايين مهجر، لا مثيل لها في اي بلد آخر.
وقال غوتيريس ان "سوريا اصبحت المأساة الكبرى في عصرنا هذا، كارثة انسانية صادمة مع ما يواكبها من معاناة وعمليات تهجير لم يشهدها التاريخ الحديث".
وحذر الامين العام للامم المتحدة بان كي مون أمس من مخاطر "عمل تأديبي" ضد سوريا، متخوفاً من تأثيره على "الجهود لمنع مزيد من اهراق الدماء ولتسهيل تسوية سياسية للنزاع".
وشدد على ان اي عمل عسكري يجب ان يمر عبر مجلس الامن الذي حضه "على تجاوز التعطيل" الحالي القائم بين الدول الغربية وروسيا.
وقال بان كي مون "اطلب من اعضاء مجلس الامن الاتحاد وتحديد الرد المناسب في حال تبين ان الاتهامات (باستخدام الاسلحة الكيميائية) صحيحة"، معتبرا ان "المشكلة تتجاوز النزاع في سوريا، انها مسؤوليتنا الجماعية تجاه البشرية".
ودعا الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند اوروبا أمس الى اتخاذ موقف موحد من الملف السوري، معرباً عن ثقته بأنها "ستفعل ذلك".
وصرح في مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره الالماني يواكيم غوك "نجد نفسينا، كرئيس الماني ورئيس فرنسي، أننا نشعر بالاستياء نفسه ونندد بالمقدار نفسه" بالهجوم الكيميائي في سوريا في 21 اب.
واضاف "على اوروبا كذلك ان تسعى الى الوحدة بخصوص هذا الملف. وستفعل ذلك، مع تحمل كل طرف مسؤوليته"، فيما تبدو فرنسا وحيدة في اوروبا متحمسة للمشاركة في ضربة عسكرية ضد سوريا.
وقال هولاند "عندما تحصل مجزرة بالكيميائي، وعندما يعلم العالم بالامر وعندما تقدم الادلة والجهة المسؤولة عنه معروفة، عندها يجب ان يكون هناك رد. هذا الرد متوقع من الاسرة الدولية".
ولا يستبعد الرئيس الفرنسي تلبية طلب المعارضة الملح بطرح المشاركة الفرنسية في توجيه ضربة لسوريا على التصويت في البرلمان، على ما صرح وزير أمس ملمحا الى ان ذلك لن يحدث الا بعد تصويت الكونغرس الاميركي.
وصرح وزير العلاقات مع البرلمان الان فيدالييس في مقابلة مع اذاعة "ار تي ال" ان "فرنسوا هولاند لا يستبعد" تصويت البرلمانيين الفرنسيين.
اما رئيس الحكومة البريطانية ديفيد كاميرون الذي خذله مجلس العموم ولم يؤيده في عزمه على المشاركة في الضربة العسكرية ضد سوريا، فقال المتحدث باسمه انه برغم ان المشاركة البريطانية في ضربة عسكرية لم تعد واردة، فإن كاميرون لا يزال يسعى من اجل رد "قوي" على النظام السوري المتهم بشن هجوم كيميائي في 21 اب الفائت.
واضاف المتحدث ان "موقف البرلمان يعني انه لن يكون هناك تدخل عسكري بريطاني (في سوريا)، لكن جانباً اخر من الرد يكمن في الديبلوماسية والسياسة، عبر منظمات دولية مثل الامم المتحدة".
وفوّض البرلمان التركي الحكومة التركية بإمكان شن عمليات عسكرية على نظام الأسد حيث قال بولنت ارينتش المتحدث باسم الحكومة التركية: "إن أي تدخل دولي عسكري في سوريا يجب أن يهدف إلى إنهاء حكم الأسد". وأعرب خلال حديثه للصحافيين أن بلاده مستعدة للمشاركة في أي عمل دولي ضد النظام حتى وإن كان خارج إطار الأمم المتحدة.
وأبدى ائتلاف المعارضة السورية أمس تخوفه من هجوم جديد بالغازات السامة تشنه قوات نظام دمشق، مشيرا الى تحرك ثلاث قوافل عسكرية تحمل اسلحة كيميائية في اليومين الماضيين.
وقال المتحدث باسم الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية خالد صالح في مؤتمر صحافي في اسطنبول "لدينا معلومات حديثة تشير الى تحرك ثلاث قوافل عسكرية تحمل اسلحة كيميائية، ويمكننا ان نؤكد الان ان اثنتين منها وصلتا الى جهتهما".
ووسط تزايد التوقعات بتدخل تقوده الولايات المتحدة في سوريا، وازدياد التوتر، ذكرت وزارة الدفاع الروسية ان نظامها للانذار المبكر رصد اطلاق صاروخين في مياه المتوسط باتجاه الساحل الشرقي.
وعلى الاثر، اعلنت وزارة الدفاع الاسرائيلية ان عملية الاطلاق هي عبارة عن تجربة اطلق خلالها صاروخ واحد من طراز "انكور" في اطار تدريبات عسكرية اسرائيلية اميركية.
وقالت الوزارة في بيان "اطلقت وزارة الدفاع الاسرائيلية ووكالة الدفاع الصاروخية الاميركية بنجاح صباح الثلاثاء في الساعة التاسعة والربع صاروخ رادار من طراز انكور".
وكشفت مجلة "دير شبيغل" الألمانية أن استخبارات ألمانيا الخارجية عرضت على قياديين أمنيين دليلا على استخدام النظام السوري الأسلحة الكيميائية في غوطة دمشق قبل أسبوعين.
وجاء في التفاصيل "قدم رئيس الاستخبارات الألمانية الخارجية غيرهارد شيندلر خلال ندوة سرية لمدة 30 دقيقة عقدها لبعض القياديين الأمنيين دليلا على استخدام الأسد الكيميائي بعد ان شعر الأسد انه يخوض معركة مفصلية في ريف دمشق، فالاستخبارات تنصتت على أحد المسؤولين الرفيعي المستوى في "حزب الله" خلال حديث هاتفي مع أحد المسؤولين في السفارة الإيرانية في برلين".
وتابع الخبر أن "المسؤول في "حزب الله" استعمل عبارة تؤكد أن الأسد استخدم الأسلحة الكيميائية بغوطة دمشق في 21 آب الماضي، وقال المسؤول في حديثه أن الأسد فقد السيطرة على أعصابه، وأنه ارتكب خطأ كبيراً باستخدامه الغازات السامة".
وأوضح الخبر أن التسجيل بين المسؤولين الإيراني واللبناني ربما يمثل دليلا للمجتمع الدولي على أن الأسد استخدم الكيميائي.
النهار
أوباما يُعلن عن "استراتيجية أوسع" لسوريا رسالة إسرائيلية - أميركية ضبطتها روسيا
أعرب الرئيس الاميركي باراك أوباما امس عن ثقته بالحصول على تفويض من الكونغرس لتوجيه ضربة عسكرية الى سوريا، وقت كانت البحرية الاميركية تعيد انتشار قطعها تحسبا لمثل هذه الضربة. وتزامن ذلك مع اجراء اسرائيل اختبارا صاروخيا بدعم أميركي في البحر المتوسط في عملية لم يعلن عنها سلفا، لكن كشف موسكو إياها تسبب بتوتر في عواصم العالم على رغم ان وزارة الدفاع الاميركية "البنتاغون" أكدت ان لا علاقة للتجربة الصاروخية بسوريا.
ومع الحملة التي أطلقتها الادارة الاميركية لحشد تأييد الكونغرس للضربة العسكرية المحتملة لسوريا، حذر الامين العام للأمم المتحدة بان كي – مون من أخطار القيام بعمل "تأديبي" عسكري في سوريا، بينما أفادت المنظمة الدولية ان ربع السوريين باتوا لاجئين في الخارج أو نازحين في الداخل.
أوباما
وكشف أوباما خلال اجتماع مع زعماء مجلس النواب وقد أحاط به رئيس مجلس النواب الجمهوري جون بوينر وزعيمة الاقلية الديموقراطية في المجلس نانسي بيلوسي، ان الولايات المتحدة تملك خطة أوسع تهدف الى اضعاف قدرات النظام السوري، وتعزيز قدرات المعارضة المسلحة.
وتعزز موقف أوباما حين عبّر بوينر عن تأييده لقرار أوباما توجيه الضربة.
وقال الرئيس الاميركي: "لقد قررت ان تتخذ اميركا اجراء عسكريا. وبعدما ذكر أن حكومته واثقة من ان نظام (الرئيس السوري بشار) الاسد قد استخدم الاسلحة الكيميائية، رأى ان موافقة الكونغرس على الضربة "يعطينا القدرة على اضعاف قدرات الاسد من حيث الاسلحة الكيميائية، وهذا ينسجم مع استراتيجية أوسع يجب ان نضمن ان تحقق مع مرور الوقت تعزيز المعارضة الى ممارسة الضغوط الديبلوماسية والاقتصادية والسياسية المطلوبة، كي نحقق في نهاية المطاف العملية الانتقالية التي تجلب السلام والاستقرار ليس فقط الى سوريا بل الى المنطقة".
وكرر أنه لا يعتزم شن حرب طويلة قائلا: "أريد أن أشدد مرة اخرى على ان ما نتوقعه هو شيء محدود، شيء متناسب، وسوف يؤدي الى اضعاف قدرات الاسد، وفي الوقت عينه لدينا استراتيجية أوسع تسمح لنا بتعزيز قدرات المعارضة، وتسمح لسوريا في النهاية بتحرير نفسها من أنواع الحروب الاهلية التي تشهدها وأعمال القتل وغيرها من الممارسات التي رأيناها". ولاحظ أن استخدام الاسلحة الكيميائية يشكل خطرا على أصدقاء اميركا في المنطقة مثل اسرائيل والاردن وتركيا.
واسترعى الانتباه حديث أوباما عن "استراتيجية أوسع" لسوريا، وهي اشارة تهدف الى طمأنة الاطراف الذين يريدون ضربة موجعة للنظام السوري مثل السناتور الجمهوري جون ماكين وغيره. وكان ماكين استخدم أول من أمس صيغة مماثلة.
ويأتي حديث أوباما عن دعم المعارضة السورية، يوم نشرت صحيفة "الوول ستريت جورنال" مقالا نقلت فيه عن مسؤولين في المعارضة السورية ومصادر اميركية ان تعهدات ادارة الرئيس أوباما الربيع الماضي بعد تأكيد أجهزة الاستخبارات الاميركية ان نظام الاسد استخدم الاسلحة الكيميائية تقديم أسلحة خفيفة الى المعارضة، لم تنفذ حتى هذه اللحظة.
كيري
وفي وقت لاحق، مثل وزيرا الخارجية والدفاع جون كيري وتشاك هيغل أمام لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ لشرح الضربة العسكرية لسوريا وطبيعتها وأسبابها. وأوضح كيري ان هذه الضربة ستكون محدودة ولن تشمل نشر قوات برية. وقال انه اذا كان الاسد "أحمق ومتغطرسا ما فيه الكفاية" وقرر الرد على الضربة "فان للولايات المتحدة وحلفائها القدرة الكافية للرد عليه". واضاف انه صدرت أوامر الى القوات السورية النظامية بالتحضير للهجوم وباستخدام الاقنعة الواقية. وأكد انه لا شك على الاطلاق في انه لم يسقط ولا صاروخ واحد في الاراضي التي تسيطر عليها القوات الحكومية واعتبر ان استخدام الاسلحة الكيميائية ينتهك الخط الاحمر الذي وضعه العالم لا بل الانسانية، وليس فقط الخط الاحمر الذي وضعه الرئيس باراك أوباما وحده. وحذر من انه اذا لم تفعل الولايات المتحدة أي شيء للرد على الهجوم الكيميائي، فان ذلك سيبعث برسالة لـ "كل طغاة المنطقة" بأن لديهم مناعة ضد الرد.
وخلص الى ان "حزب الله وكوريا الشمالية يأملان في ان نفشل اليوم، لهذا يجب الرد على الاسد". وأعلن انه لا يريد طرح قرار على الكونغرس في شان استخدام القوة في سوريا بطريقة تستبعد خيار نشر قوات أميركية على الارض.
هيغل
وقال هيغل ان استخدام الاسد الاسلحة الكيميائية "يشكل تهديدا خطيرا لاصدقائنا وشركائنا على حدود سوريا وبينهم اسرائيل والاردن وتركيا ولبنان والعراق... واذا كان الاسد مستعدا لاستخدام الاسلحة الكيميائية ضد شعبه، فان ذلك يحدونا الى القلق من حصول تنظيمات ارهابية مثل حزب الله الذي له قوات في سوريا تدعم الاسد على هذه الاسلحة". وأضاف ان هدف الضربة هو "محاسبة نظام الاسد واضعاف قدراته على شن مثل هذه الهجمات في المستقبل وردعه عن استعمال السلاح الكيميائي في المستقبل".
وأشار الى ان الولايات المتحدة تنسق مع حلفائها من أجل الضربة ويبنهم فرنسا وتركيا والسعودية ودولة الامارات العربية المتحدة وغيرهم من الاصدقاء في المنطقة.
وتحسبا للضربة العسكرية المحتملة لسوريا، قالت مسؤولة في "البنتاغون" ان البحرية الاميركية أعادت توزيع قطعها، فخفضت الى أربع عدد المدمرات في شرق المتوسط. وارسلت مجموعة جوية بحرية الى البحر الاحمر. أما حاملة الطائرات "يو اس اس نيميتز" الموجودة حاليا في غرب المحيط الهندي، فتتوجه الى البحر الاحمر حيث يتوقع ان تصل في غضون أيام".
وفي نيويورك صرح الأمين العام للأمم المتحدة بأن كي - مون أمس أن "كل العينات والمواد" التي جمعها مفتشو مهمة تقصي الحقائق في الإدعاءات ذات الصلة باستخدام الأسلحة الكيميائية في سوريا ستصل اليوم الى المختبرات. وأبلغ ديبلوماسي رفيع في مجلس الأمن"النهار" أن نتائج التحاليل في حادثة الغوطتين الشرقية والغربية في تاريخ 21 آب الماضي ستظهر في غضون أسبوع واحد على الأقل وأسبوعين على أبعد تقدير.
وفي إشارة الى التهديد الأميركي باستخدام القوة العسكرية، قال: "أخذت علماً بالجدل حول القيام بعمل لمنع الإستخدامات المستقبلية للأسلحة الكيميائية. ولكن في الوقت عينه، علينا أن ندرس أثر أي اجراء عقابي على الجهود لوقف مزيد من سفك الدماء وتسهيل الحل السياسي للحرب".
وذكر ردا على سؤال بأن ميثاق الامم المتحدة ينص على موافقة مجلس الأمن على أي عمل عسكري.
وكشف ديبلوماسي عن اتصالات يجريها رئيس جهاز الإستخبارات الألمانية غيرهارد شندلر مع مسؤولين ايرانيين كباراً وقادة "حزب الله" من جهة، ومع مسؤولين اسرائيليين من جهة أخرى، "من أجل تحييد حزب الله كي لا يكون طرفاً في أي ضربة عسكرية لسوريا، وكي يتجنب التورط في حرب جديدة مع اسرائيل".
اللواء
تجربة صاروخية أميركية - إسرائيلية بشرق المتوسط تُثير قلقاً ببدء الضربة ضد سوريا
أوباما يحصد دعماً واسعاً من الكونغرس ويتعهّد بمحاسبة الأسد لإستخدام الكيماوي
واشنطن تُعيد نشر وحداتها البحرية وهولاند ما زال يأمل بموقف أوروبي موحّد
فيما كانت أنظار العالم مركزة باتجاه البيت الابيض والكونغرس الاميركيين حيث يسعى كبار المسؤولين في إدارة الرئيس باراك أوباما للحصول على تأييد الكونغرس لشن ضربة عسكرية ضد دمشق.
ووسط تزايد التوقعات بتدخل عسكري تقوده الولايات المتحدة في سوريا وازدياد التوتر، حبس العالم انفاسه أمس مع الاعلان عن اطلاق صاروخين باليستيين من البحر الابيض المتوسط باتجاه شرق المتوسط ليتبين لاحقا انها تجربة صاروخية أميركية - إسرائيلية مشتركة أثارت قلقا ورعباً في المنطقة وانطباعا ببدء الضربة العسكرية الاميركية للنظام السوري.
وفي حدث أثار الرعب والقلق، ذكرت وزارة الدفاع الروسية ان نظامها للانذار المبكر رصد اطلاق صاروخين في مياه المتوسط باتجه الساحل الشرقي.
وعلى الاثر، اعلنت وزارة الدفاع الاسرائيلية عن ان عملية الاطلاق هي عبارة عن تجربة اطلق خلالها صاروخ واحد من طراز «انكور» في اطار تدريبات عسكرية اسرائيلية اميركية.
وقالت الوزارة في بيان: «اطلقت وزارة الدفاع الاسرائيلية ووكالة الدفاع الصاروخية الاميركية بنجاح صباح الثلاثاء في الساعة التاسعة والربع صاروخ رادار من طراز انكور».
وتابع البيان: «انها اول تجربة لإطلاق هذه النسخة من الصاروخ وجرت (...) فوق المتوسط. جميع عناصر النظام عملت بحسب الصيغة التشغيلية المقررة».
وأضافت: «اطلق (صاروخ) الاختبار من البحر المتوسط وتم توجيهه من قاعدة عسكرية في وسط اسرائيل».
وذكر البيان اطلاق صاروخ واحد فقط.
من جهته، اكد وزير الدفاع الاسرائيلي موشي يعالون خلال زيارة لقاعدة عسكرية ان «هذه العملية كانت مقررة منذ زمن وكللت بالنجاح، والجيش سيستمر في التزود بمثل هذه الانظمة».
وبالرغم من ارجاء تدخل اميركي في سوريا تبقى اسرائيل متاهبة في حال حصول تجاوزات على اراضيها وسبق ان نشرت بطاريات مضادة للصواريخ على حدودها الشمالية.
وكانت وزارة الدفاع الروسية اعلنت في وقت سابق عن رصد اطلاق صاروخين «من وسط المتوسط الى ساحله الشرقي» من دون تحديد ان كانت سوريا مستهدفة.
وافادت وكالة «انترفاكس» نقلا عن مصدر عسكري روسي ان الصاروخين اللذين رصدتهما روسيا في وقت سابق في المتوسط سقطا في مياه البحر ورجحت اطلاقهما من سفينة اميركية بهدف استطلاع الاحوال الجوية.
وقال المصدر للوكالة: «إنّ الصاروخين أُطلقا على ما يبدو من سفينة اميركية في البحر المتوسط»، مرجّحا ان يكون اطلاقهما يهدف الى «رصد الاحوال الجوية بدقة».
وأكد مصدر امني سوري لوكالة ريا نوفوستي اطلاق صاروخين، مشيرا بدوره الى انهما سقطا في البحر.
من جانبه، اعلن البنتاغون عن أن التجربة الصاروخية التي أجرتها اسرائيل والولايات المتحدة في البحر المتوسط لا علاقة لها بالضربة العسكرية الاميركية المحتملة ضد سوريا.
وقال المتحدث بإسم البنتاغون جورج ليتل في بيان: «هذه التجربة لا علاقة لها بنية الولايات المتحدة شن عمل عسكري ردا على الهجوم السوري بأسلحة كيماوية» على ريف دمشق في 21 اب الماضي.
انتشار بحري أميركي
في هذا الوقت، اعلنت وزارة الدفاع الاميركية (البتاغون) عن ان البحرية الاميركية اعادت توزيع قطعها تحسّبا لضربات عسكرية محتملة ضد سوريا، فخفّضت الى اربع عدد المدمرات في شرقي المتوسط وارسلت مجموعة جوية بحرية الى البحر الاحمر.
وقالت مسؤولة في البنتاغون طلبت عدم كشف اسمها عن ان المدمرة يو اس اس ماهان غادرت شرقي المتوسط و«هي في طريقها الى ميناء نورفولك» حيث ترابط على الساحل الشرقي الاميركي الذي ابحرت منه في نهاية كانون الاول 2012.
وتبقى في المنطقة اربع مدمرات هي «يو اس اس ستاوت» و«غرايفلي» و«رمادج» و«باري» القادرة على اطلاق صواريخ توماهوك العابرة على اهداف في سوريا بامر من الرئيس الاميركي.
ولم تكشف البحرية الاميركية عدد صواريخ توماهوك التي تنقلها كل سفينة لكن معظم المحللين في شؤون البحرية يقدرون بانها تحمل حوالى 45 صاروخا.
وعادة تنتشر في المتوسط ثلاث مدمرات تحت اشراف الاسطول الاميركي السادس في مهمة دفاعية مضادة للصواريخ.
ونشرت واشنطن في المنطقة سفينة «يو اس اس سان انطونيو» للنقل البرمائي، وهذه السفينة المجهزة فقط بما يكفي للدفاع عن نفسها قادرة على القيام بعمليات اجلاء بواسطة مروحياتها وجنودها.
ونشرت هذه السفينة مع اقتراب ذكرى هجمات 11 ايلول والهجوم الذي استهدف في 11 ايلول 2012 القنصلية الاميركية في بنغازي (ليبيا) الذي تعرضت ادارة اوباما بسببه لانتقادات شديدة.
اما حاملة الطائرات نيميتز الموجودة حاليا في غرب المحيط الهندي فتتوجه الى البحر الاحمر حيث يتوقع ان تصل «خلال ايام» بحسب المسؤولة.
وأوضح مسؤول آخر ان حاملة الطائرات «لم تتلق اوامر محددة سوى ان تكون موجودة في المنطقة»، وإضافة الى الطائرات الثمانين على متن نيميتز قد تضاعف السفن المواكبة لها قدرات صواريخ توماهوك الموضوعة في تصرف القادة العسكريين الاميركيين.
تحرّكات أوباما
وفي موازاة التحرّكات العسكرية الميدانية، كثفت عن إدارة أواباما حملتها باتجاه الكونغرس لحشد أكبر قدر من التأييد لقرر أوباما شن ضربة عسكرية ضد النظام السوري.والتقى الرئيس الاميركي للغاية زعماء الكونغرس وأبرز الشيوخ.
وقال اوباما لقادة الكونغرس انه يجب محاسبة الرئيس السوري بشار الاسد على استخدام اسلحة كيماوية.
واعرب عن ثقته من الحصول على موافقة الكونغرس بمجلسيه على توجيه الضربة العسكرية متعهدا بـ«تحسين» المساعدات الاميركية للمعارضة السورية.
وقال أوباما لقيادة الحزبين الديموقراطي والجمهوري في الكونغرس وقادة اللجان الامنية من الحزبين بأن الاسد انتهك الاعراف الدولية المهمة باستخدام اسلحة كيماوية.
وأضاف بأنّ «ذلك يمثل تهديدا خطيرا على الامن القومي في الولايات المتحدة والمنطقة»، مشيراً الى أنه «نتيجة لذلك يجب محاسبة الاسد وسوريا».
وأكد أن العملية التي يريد القيام بها في سوريا «محدودة»، لافتاً الى ان «ذلك لا يتطلب نشر قوات على الارض، فهذه ليست العراق وهذه ليست افغانستان».
وردّاً على سؤال حول ما اذا كان واثقا من انه سيحصل على الموافقة في التصويت الذي سيجري في الكونغرس الاسبوع المقبل، قال اوباما في اجتماع البيت الابيض «نعم انا واثق».
وقال الرئيس الأميركي انه واثق من ان الكونغرس سيوافق على تحرك عسكري أميركي في سوريا وان الولايات المتحدة لديها خطة أوسع لمساعدة مقاتلي المعارضة على الانتصار على قوات الأسد.
وأثناء اجتماع مع زعماء بالكونغرس في البيت الابيض دعا أوباما الى تصويت برلماني عاجل، وأكد ان خطة الولايات المتحدة ستكون محدودة النطاق ولن تكرر حروب أميركا الطويلة في العراق وأفغانستان.
وقال: «ما نتصوره شيء محدود. انه شيء متناسب. سيحد من قدرات الاسد، في نفس الوقت لدينا استراتيجية اوسع ستسمح لنا برفع قدرات المعارضة».
وأبدى اوباما استعداده لمعالجة بواعث قلق المشرعين بخصوص التصريح باستخدام القوة الذي طلبه البيت الابيض من الكونغرس.
وقال: «أتطلع للاستماع لبواعث القلق المختلفة لدى الأعضاء الحاضرين هنا اليوم، وأنا على ثقة بإمكانية معالجة أوجه القلق هذه».
ومضى قائلا: «لم أكن لأذهب إلى الكونغرس لو لم أكن جادا إزاء المشاورات وأؤمن بأن إعطاء التصريح على نحو يضمن إنجاز المهمة سيكسبنا قدرا أكبر من الفعالية».
وحضر الاجتماع الجمهوري جون بينر رئيس مجلس النواب ونانسي بيلوسي زعيمة الديمقراطيين في المجلس وميتش مكونيل زعيم الجمهوريين في مجلس الشيوخ ورؤساء لجان الكونغرس المعنية بالأمن القومي والقوات المسلحة.
وسُئل أوباما إن كان واثقا أن الكونغرس سيؤيد توجيه ضربة لسوريا، فأجاب «نعم».
وتحدّث أوباما مجددا عن «يقينه الشديد» بأن الحكومة السورية استخدمت أسلحة كيماوية في مهاجمة شعبها، وقال بأنّ ذلك يشكل تهديدا خطيرا للأمن القومي بالنسبة للولايات المتحدة والمنطقة.
وفي تكرار لما ردّده مسؤولون بالإدارة الأميركية للترويج لفكرة توجيه ضربة قال أوباما بأنّ عدم محاسبة الأسد سيبعث برسالة لخصوم واشنطن مفادها أن المعايير الدولية الخاصة بمسائل مثل عدم الانتشار النووي ليس لها معنى.
وقال: «سنطلب عقد جلسات وإجراء تصويت عاجل... أقدر بشدة أن كل الموجودين هنا بدأوا بالفعل وضع جداول لعقد جلسات ويعتزمون إجراء تصويت بمجرد عودة الكونغرس بكامل أعضائه للانعقاد أوائل الأسبوع المقبل».
من جانبهم، اعلن مسؤولون جمهوريون كبار في الكونغرس دعمهم السياسي الحاسم لاوباما عبر تاييدهم توجيه ضربة عسكرية الى سوريا، ما يسهل امام الرئيس الحصول على ضوء اخضر برلماني في هذا الصدد.
وإثر الاجتماع، اعلن رئيس مجلس النواب الاميركي الجمهوري جون بونر عن دعمه لقرار اوباما، ومثله نائبه اريك كانتور.
وقال بونر، الخصم السياسي الكبير للرئيس: «سأدعم نداء الرئيس لصالح القيام بتحرك»، ردا على استخدام السلاح الكيماوي في ريف دمشق.
وأضاف: «على خصومنا في العالم ان يفهموا اننا لن نقبل بمثل هذا السلوك (...) لدينا ايضا حلفاء في العالم والمنطقة هم بحاجة لان يعلموا بأنّ اميركا حاضرة عندما يستلزم الامر».
بدورها، أيّدت زعيمة الاقلية الديموقراطية في مجلس النواب نانسي بيلوسي توجيه ضربة عسكرية.
ومن شأن تأييد بونر ان يزيد الدينامية الداعمة لضربة عسكرية، رغم ان المحك يكمن في قدرته على اقناع كتلة النواب القريبة من «حزب الشاي» (تي بارتي).
هولاند
وعلى الضفة الاخرى من الاطلسي، دعا الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند اوروبا الى اتخاذ موقف موحد من الملف السوري، معربا عن ثقته بأنّها «ستفعل ذلك».
وصرّح هولاند في مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره الالماني يواكيم غوك: «نجد نفسينا، كرئيس الماني ورئيس فرنسي، بأنّنا نشعر بنفس الاستياء ونندد بالمقدار نفسه» بالهجوم الكيماوي في سوريا في 21 آب.
وأضاف: «على اوروبا كذلك ان تسعى الى الوحدة بخصوص هذا الملف، وستفعل ذلك، مع تحمل كل طرف مسؤوليته»، فيما تبدو فرنسا اليوم الوحيدة في اوروبا المتحمسة للمشاركة في ضربة عسكرية ضد سوريا.
وقال هولاند: «عندما تحصل مجزرة بالكيماوي، وعندما يعلم العالم بالامر وعندما تقدم الادلة والجهة المسؤولة عنه معروفة، عندها يجب ان يكون هناك رد. هذا الرد متوقع من الاسرة الدولية».
لكن اقرب حلفاء فرنسا مثل بلجيكا نأوا بأنفسهم حتى الان من الموقف الفرنسي المؤيد لرد قوي ضد سوريا.
ويتوقّع ان يعقد اجتماع لوزراء الخارجية الاوروبيين السبت في فيلنيوس ما سيعطيهم فرصة لتقريب وجهات النظر.
وأعرب الرئيسان ايضا عن تأييدهما لرد قوي من الاسرة الدولية ضد سوريا، وقال هولاند: «لا بد من ان يكون هناك رد» على الهجوم.
أما غوك فقال: «هذا الامر يستلزم ردا مناسبا، ومن غير المحتمل ان يتصرف دكتاتورمن دون عقاب وان يكسر هذه المحرمات من دون عواقب».
كما أعلن هولاند عن انه لا ينوي «حتى الان» الطلب من البرلمان الفرنسي التصويت على تدخل عسكري محتمل ضد النظام السوري.
وقال الرئيس الفرنسي: «لم نصل الى هذه النقطة حتى الان».
ومن المقرر ان يُجرى اليوم نقاش بين مختلف المسؤولين البرلمانيين في مقر الجمعية الوطنية الفرنسية حول الازمة السورية، بعد كلمة يلقيها رئيس الحكومة جان مارك ايرولت.
واعلن حزب الاتحاد من اجل حركة شعبية اليميني عن انه سيطالب باجراء تصويت برلماني على اي تدخل عسكري فرنسي محتمل في سوريا خارج اطار الامم المتحدة.
وكان وزير العلاقات مع البرلمان الان فيداليس اعلن ان تصويت النواب الفرنسيين «ليس موضوعا محرما بالنسبة الى فرنسوا هولاند».
كاميرون وميركل
في غضون ذلك، اعلن المتحدث بإسم رئيس الوزراء البريطاني عن ان ديفيد كاميرون الذي رفض البرلمان الخميس مشروعه للتدخل عسكريا في سوريا، يريد العمل على حل دبلوماسي خلال قمة مجموعة العشرين الخميس والجمعة في سان بطرسبورغ.
واوضح المتحدث انه رغم ان المشاركة في ضربة عسكرية لم تعد واردة، فإن كاميرون لا يزال يسعى من اجل رد «قوي» على النظام السوري المتهم بشن هجوم كيماوي في 21 آب الفائت.
وفي برلين، قالت المستشارة الالمانية انغيلا ميركل انها تامل في التوصل خلال قمة مجموعة العشرين التي تبدأ غدا في سان بطرسبورغ، الى توافق دولي بشأن الرد على الهجوم بأسلحة كيماوية في سوريا.
ودعت ميركل، التي استبعدت مرارا اية مشاركة المانية في اية ضربة تقودها الولايات المتحدة ضد نظام الاسد، الى القيام بمحاولة جديدة لاقناع القمة التي تستضيفها روسيا لدعم الرد غير المقرر بعد على سوريا.
وقالت ميركل في نقاش امام البرلمان قبل الانتخابات العامة التي ستجري في 22 ايلول الجاري: «نحن نقول بوضوح ان المانيا لن تشارك في اي عمل عسكري (في سوريا) ولكننا نضيف اننا نريد ان نفعل كل ما هو ممكن في الايام المتبقية للتوصل الى رد موحد من المجتمع الدولي».