الصحافة اليوم 28-8-2013: الغرب يحشد تمهيدا لـ "ضرب" سوريا عسكريا
تصدّر الحدث السوري عناوين الصحف اللبنانية ورصدت هذه الصحف آخر التطورات السياسية على خط تنفيذ ضربة عسكرية محتملة ضد دمشق. وكان هناك متابعة لآخر التطورات الامنية والسياسية على الساحة اللبنانية.
الاخبار
غبار المعركة يتصاعد ممهداً لـ... جنيف 2!
ما كان ينقص نشرات الأخبار يوم أمس إلا تحديد موعد إطلاق النار ومواقع الأهداف حتى تكتمل صورة المشهد الذي يحاول الغرب تعميمه على المنطقة، حيث تتصرف طهران وكأنها غير مقتنعة بتهور واشنطن إلى حد تنفيذ تهديداتها، وروسيا متمسكة بسياسة «عدم الوقوف مكتوفة الأيدي»، فيما صمت حزب الله يثير قلق المتابعين
أوركسترا الحرب تسارع قرع طبولها، حتى كاد دوي المدافع يسمع قبل أن تطلق القذائف. تصريحات وتهديدات «تبشّر» العالم بقرب تنفيذ القرار الغربي شنّ عدوان على بلاد الشام. حركة اتصالات لا تهدأ، اللافت فيها عودة الحديث عن «الحل السياسي» و«جنيف 2»، وإن كان من باب أن الضربة الوشيكة لن تحول دونهما، خاصة وأن هدفها ليس اسقاط نظام الرئيس بشار الأسد.
رئيس الوزراء البريطاني دايفيد كاميرون أكد على «محدودية الضربة»، على قاعدة «أننا لسنا على وشك التورط في حرب في الشرق الاوسط»، مع دعوته البرلمان البريطاني إلى «الاجتماع بشكل عاجل» غداً للتصويت على مقترح حكومي حول كيفية الرد على هجوم الغوطة، وبالتزامن مع تأكيد نائب رئيس الحكومة البريطانية نيك كليج أن بريطانيا «لا تسعى لقلب» نظام الرئيس السوري بشار الاسد، موضحاً أن «ما ننوي القيام به هو رد كبير على استعمال السلاح الكيميائي».
الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند، الذي يلتقي رئيس الائتلاف الوطني السوري المعارض احمد الجربا غداً، لا يزال عند موقفه من أن قرار الضربة سيتخذ خلال أيام، كاشفاً عن أنه «تقرر زيادة المعونة العسكرية للمعارضة السورية»، من دون أن يستبعد «إمكانية الوصول يوماً ما إلى حل سياسي في سوريا». كلام ردد صداه المتحدث باسم البيت الابيض جاي كارني الذي رأى ان «النظام السوري هو المسؤول عن استخدام الاسلحة الكيميائية في الغوطة في دمشق»، مضيفاً أن «علينا ان نحاسب الرئيس السوري بشار الاسد على ما اقترفه من أعمال. المستقبل يكمن في الحل السياسي عبر المفاوضات وسوف يكون من دون الاسد، والشعب السوري لم يعد يتقبل الاسد في سدة الحكم».
وزير الدفاع الأميركي تشاك هاغل أكد أن الجيش الأميركي مستعد للتحرك على الفور في سوريا إذا أصدر الرئيس الأميركي باراك أوباما أمراً، كاشفاً عن أن «وزارة الدفاع وضعت أمام الرئيس كافة السيناريوهات والخيارات والرئيس أوباما يقيّم تلك الخيارات»، فيما أمضى جون كيري الساعات الماضية في اتصالات مع بان كي مون ووزراء خارجية بريطانيا وفرنسا وكندا وتركيا والسعودية والامارات والاردن وقطر وروسيا ومع الأمين العام للحلف الاطلسي والجامعة العربية ووزيرة الخارجية الاوروبية كاثرين اشتون.
وزير الخارجية التركي أحمد داوود أوغلو دعا في تغريدات على موقع «تويتر»، مجلس الأمن الدولي إلى اتخاذ موقف موحد إزاء التدخل العسكري في سوريا وفرض عقوبات على ما سماه «الجريمة ضد الانسانية» التي ارتكبت في الغوطة الشرقية. عربياً، شدد وزير الخارجية السعودي سعود الفيصل على أن «رفض النظام السوري لكل المحاولات العربية» لحل الازمة بات يتطلب «موقفاً دولياً حازماً وجاداً لوقف المأساة الإنسانية للشعب السوري»، فيما أكد نظيره المصري نبيل فهمي «تمسك بلاده بعدم وجود حل عسكري في سوريا»، مشيراً إلى أن «الوضع في سوريا من أخطر الأمور التي تهدد الأمن القومي العربي». كذلك، دعا الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي إلى الإسراع بعقد مؤتمر «جنيف 2» وإطلاق مسار الحل السياسي للأزمة.
في المقابل، حذر المتحدث باسم وزارة الخارجية الروسية، الكسندر لوكاشيفيتش، من أن «المحاولات الرامية إلى الالتفاف على مجلس الامن وايجاد ذرائع واهية وعارية عن الاساس مرة جديدة من اجل تدخل عسكري في المنطقة ستولد معاناة جديدة في سوريا وستكون لها عواقب كارثية على الدول الاخرى في الشرق الاوسط وشمال افريقيا». وأعربت الخارجية عن «خيبتها البالغة» لقرار الولايات المتحدة ارجاء الاجتماع الثنائي الذي كان مقرراً عقده أمس في لاهاي حول الازمة السورية، مشيرة إلى أن الإرجاء يشجع المعارضة السورية على «التشدد ترقباً لتدخل خارجي قوي».
وفي السياق، كشف رئيس لجنة العلاقات الدولية لمجلس الدوما الروسي، اليكسي بوشكوف، عن أن «خطة عملية التدخل العسكري في سوريا معدة من فترة، وستقوم القوات الأميركية بقصف الأهداف العسكرية الحساسة في سوريا بصواريخ كروز، وذلك من السفن الحربية الأربع المتواجدة في البحر الأبيض المتوسط، وستقوم الغواصة الحربية البريطانية بقصف صواريخ توماهوك».
ايران، من ناحيتها، استبعدت على لسان وزير الدفاع العميد حسين دهقان تورط اميركا في المستنقع السوري، مشيرة إلى أن التجارب التي اكتسبتها اميركا في هجماتها على العراق وافغانستان ستحول دون ارتكابها خطأ آخر وتوريط نفسها في مستنقع آخر في المنطقة.
بدوره، استبعد وزير الخارجية الايراني محمد جواد ظريف أن تفتقد اميركا الحكمة لدرجة تدفعها إلى خوض حرب جديدة في المنطقة، فيما كشف المتحدث باسم الخارجية عباس عراقجي أن طهران أبلغت نائب المتحدث الرسمي باسم الامم المتحدة جيفري فيلتمان بأن استخدام الوسائل العسكرية ضد سوريا «سيعود بتداعيات وخيمة ليس على سوريا فقط بل على المنطقة كلها».
إسرائيلياً، أعلن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو أن «إسرائيل ليست فريقاً في الصراع السوري لكنها سترد بكل قوة على أي هجوم ستتعرض له أراضيها».
هل نسلّم سوريا لعشّاق النبالم (والحريّة)؟
بيار أبي صعب
كل شيء يوحي بأن التحالف الغربي يستعدّ لضربة عسكريّة في سوريا. من اجتماع الأردن الذي ضمّ قبل يومين رؤساء هيئات الأركان في الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وتركيا والسعوديّة… مروراً بالحركة الديبلوماسيّة الكثيفة، وتعالي وتيرة التصريحات التي رفعت احتمال الحرب، خلال ٤٨ ساعة، من غير وارد إلى شديد الاحتمال… وصولاً إلى اجتماع اسطنبول الذي جمع ديبلوماسيين غربيين وممثلين عن «الإئتلاف الوطني».
تبلّغ هؤلاء النبأ السعيد الذي ما لبثوا أن زفّوه إلى الرأي العام. طمأننا أحمد رمضان، عضو الهيئة السياسية لـ «الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة»، عبر وكالة «فرانس برس»، إلى أنّها «مسألة أيّام لا أسابيع»! قبل أن يتباهى بأن المعارضة ناقشت مع «الدول الحليفة» لائحة بأهداف محتملة. كلّهم شمّوا رائحة الكيماوي، وكلّهم يعرفون تمام المعرفة ـــ بما في ذلك أعضاء «الجامعة العربيّة» ـــ أن نظام بشّار الأسد هو مطلقها. قبل تقارير الخبراء (ماذا نفعت التقارير في العراق؟)، وبغض النظر عن أي منطق! المنطق الوحيد مصلحة الأقوى، كما في حكاية الذئب والنعجة. صور أطفال الغوطة الشرقيّة الممددين في اغفاءة فظيعة، كانت كافية لتحديد هويّة القاتل، ولتخدير الرأي العام وتهيئته لتقبّل الجرائم الاستعماريّة الآتية.
المعارضة السوريّة المسلّحة تعيش حالة من الهياج، لا تضاهيها سوى حماسة الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند الذي يستقبل غداً رئيس «الإئتلاف» أحمد الجربا، واندفاع وزير خارجيّته لوران فابيوس. هذا الأخير يكاد يقتله شوقه إلى الساعة الصفر التي ستعيد الشرق العربي دهراً إلى الوراء. بعد أن إطمأن الاشتراكيون الفرنسيّون إلى انجازاتهم الاجتماعيّة والاقتصاديّة في الداخل، صار بوسعهم أن ينصرفوا لرسالتهم الانسانيّة. «نعرف أن الأميركيين يستعملون كل أنواع الذرائع لتبرير حروبهم الاستعماريّة»، يعلّق زعيم «جبهة اليسار» جان ـــ لوك ميلانشون الذي يعتبر أن «ضربة غربيّة لسوريا تشكل خطأ فظيعاً». ويضيف النائب الأوروبي على موقع «لو نوفيل أبسرفاتور»: «هل صار وضعنا أفضل منذ كسرنا كلّ شيء في ليبيا؟ (…) نحن الفرنسيين لسنا سوى تابعين، كي نبدو مقنعين لأنفسنا وللعالم، نعوي أعلى من سائر القطيع».
هيثم منّاع، صوت سوريا العذب، جدد رفضه لأي تدخل خارجي. وشكّك رئيس فرع الخارج في «هيئة التنسيق الوطنية لقوى التغيير الديمقراطي». في حديث لـ «يونايتد برس انترناشونال» بأن تكون الأسلحة الكيميائية «المحليّة الصنع» مصدرها النظام، رافضاً «تحويل الأنظار عن عمليات القتل اليومية». هذا الموقف يتقاطع مع رؤية فرنسوا ميغو، خبير النزاعات المسلّحة، ومدير الأبحاث في «معهد العلاقات الدوليّة والاستراتيجيّة» IRIS: «التدخّل العسكري الغربي سيكون كارثيّاً على كلّ الصعد (…) الذين يشجّعون عليه من دون أن يفقهوا شيئاً في أحوال هذه المنطقة، عليهم أن يفكّرون مرّتين قبل أن يعضّوا أصابعهم ندامة».
أما فرسان المعارضة السوريّة المسلّحة، فمتشوّقون لرائحة النابالم، يريدون «الحريّة» ولو على أنقاض بلدهم المحكومة بالغرق لعقود طويلة آتية في مستنقع الدم. هل هم «مقتنعون» بأنّ أميركا ومن وراءها من أتباع وحلفاء، ليس لديها سوى أن تؤدّي لشعوبنا خدمات سامية كالتي قدّمتها في العراق وليبيا؟ وأن هدف تدخّلها مساعدة السوريين على تشييد «البديل الديمقراطي» لنظام الأسد؟ هؤلاء يشبهون الأم المزيّفة في «دائرة الطباشير القوقازيّة» مسرحيّة بريخت الشهيرة، مستعدّون للتضحية بالولد إذا لم يتمكّنوا من الحصول عليه كاملاً. هل هناك من يصدّق للحظة أن ما ينتظرنا في سوريا والمنطقة، «بفضل» التدخّل العسكري الغربي، بعد عام، بعد عقد، بعد نصف قرن، سيكون أفضل من الوضع الحالي مهما بلغ من السوء؟
النهار
الهجوم على سوريا ينتظر قرار أوباما ضربات صاروخية يومين لـ 35 هدفاً محتملاً
برز اكثر من مؤشر أمس لاقتراب الضربة العسكرية الاميركية لسوريا رداً على التقارير التي تحدثت عن استخدام القوات السورية النظامية السلاح الكيميائي في الغوطتين الشرقية والغربية بريف دمشق في 21 آب الجاري. وفي ظل تكهنات بأن الضربة ستكون محدودة المدة والنطاق وبانها ستنفذ في الايام المقبلة، قال وزير الدفاع الاميركي تشاك هيغل ان الجيش الاميركي مستعد للتحرك فور صدور الامر من الرئيس الاميركي باراك اوباما الذي لا يزال، بحسب البيت الابيض، يدرس الخيارات التي سيرد بها على الهجوم الكيميائي، مستبعداً منها أي عمل لاطاحة الرئيس السوري بشار الاسد.
وفيما لم يتمكن مفتشو الامم المتحدة امس من زيارة احد المواقع التي أفادت التقارير انها كانت مسرحاً لهجوم بسلاح كيميائي، تحدى وزير الخارجية السوري وليد المعلم العالم ان يأتيه بدليل على استخدام القوات السورية هذا النوع من الاسلحة، واكد ان سوريا ستدافع عن نفسها اذا ما هوجمت وأن لديها من ادوات الدفاع ما تفاجئ به الاخرين. وطالب وزير الخارجية السعودي الامير سعود الفيصل المجتمع الدولي باتخاذ موقف "حازم وجاد" ضد النظام السوري الذي رأى انه "فقد هويته العربية"، فيما حذرت موسكو من "عواقب كارثية" في الشرق الاوسط وشمال افريقيا في حال شن الغرب عملية عسكرية ضد سوريا، ونبهت طهران الى ان أي عمل عسكري ضد سوريا سيهدد امن المنطقة واستقرارها. أما اسرائيل فاعلنت انها "سترد بقوة" اذا ما هاجمتها سوريا رداً على العملية العسكرية الغربية المحتملة. وأسفت صحيفة "لوسرفاتوري رومانو" الناطقة باسم الفاتيكان لاستعداد قوى عدة لعمل عسكري في سوريا من دون انتظار نتائج تحقيق الامم المتحدة في شأن استخدام محتمل للاسلحة الكيميائية.
الوضع الميداني
ونقلت شبكة "سي ان ان" الاميركية للتلفزيون عن مسؤول رفيع المستوى في وزارة الدفاع الأميركية "البنتاغون" إن أربع مدمرات تابعة للبحرية الأميركية موجودة في البحر الأبيض المتوسط على أهبة الاستعداد لتنفيذ أية أوامر خاصة بسوريا توجه إليها خلال الساعات المقبلة.
وقال انه، ومن باب الحفاظ على الخيارات مفتوحة جدول زمنياً لعودة المدمرة "يو اس اس ماهان" الى الوطن، إلاّ ان أوامر قائد الأسطول السادس أبقتها في البحر الأبيض المتوسط الى ما بعد وصول المدمرة "يو اس اس راماغ"، التي من المفترض أن تحل محلها. كما ان في المتوسط المدمرتين "يو اس اسى غرايفلي" و"يو اس اس باري".
وصرح هيغل في مقابلة مع تلفزيون هيئة الاذاعة البريطانية "بي بي سي" خلال زيارة لبروناي: "حركنا قطعاً كي تتمكن من التنفيذ والامتثال لأي خيار يود الرئيس (اوباما) اتخاذه". وسئل هل الجيش الأميركي مستعد لرد كهذا، فأجاب: "نحن مستعدون للتحرك".
وأوردت صحيفة "الواشنطن بوست" ان اوباما يدرس سبل شن ضربة على سوريا تكون قصيرة ومحدودة. ونقلت عن مسؤولين كبار في ادارة اوباما ان هذا التحرك يرجح الا يستغرق سوى يومين وقد يشمل صواريخ بعيدة المدى تستهدف مواقع عسكرية لا تتعلق مباشرة بترسانة سوريا من الاسلحة الكيميائية.
ونسبت شبكة "أن بي سي" الأميركية للتلفزيون الى مسؤولين إن الضربة الصاروخية قد توجه إلى سوريا "بحلول الخميس كأقرب موعد" وانها ستكون محدودة وتستمر "ثلاثة أيام"، وهي تهدف إلى توجيه رسالة إلى الأسد وليس لتدمير قدراته العسكرية.
ونشرت مجلة "فورين بوليسي" خريطة لـ35 موقعاً يشتبه في أنها لمواقع أسلحة كيميائية حددتها مبادرة التهديد النووي، اضافة الى مواقع قواعد سلاح الجو، ورجحت أن تشملها الضربة الاميركية. ص10
واعلن الناطق باسم البيت الابيض جاي كارني ان الولايات المتحدة ستنشر قبل نهاية الاسبوع الجاري تقريرا صادرا عن اجهزة استخباراتها يثبت استخدام النظام السوري اسلحة كيميائية. وقال: "اعتقد انه في امكانكم توقع الحصول (على هذا التقرير) خلال الاسبوع الجاري"، مشيرا الى ان الرئيس اوباما لا يزال يفكر في الرد المناسب للهجوم الكيميائي. واوضح ان "الخيارات التي نبحثها لا تتعلق بتغيير النظام". انها تتعلق بالرد على انتهاك واضح للعرف الدولي الذي يحظر استخدام الاسلحة الكيميائية". واشار الى ان امام الولايات المتحدة مجموعة متنوعة من الخيارات لاستخدامها وليس الخيارات العسكرية وحدها. وأكد أن اوباما لم يتخذ بعد قرارا في شأن سبل الرد.
ومع مضي واشنطن في التحضيرات العسكرية، طلب النائب الجمهوري سكوت ريجيل من زملائه في مجلس النواب توقيع رسالة تطالب اوباما بعقد جلسة للكونغرس من اجل الحصول على موافقته على عمل عسكري ضد سوريا. وفي مجلس الشيوخ، انضم عدداً من مؤيدي معاقبة الحكومة السورية الى المطالبين بحصول الادارة الاميركية على موافقة الكونغرس قبل توجيه الضربة العسكرية.
اجتماع رؤساء الاركان
وفي عمان، لا يزال اجتماع رؤساء أركان عرب وأجانب ملتئماً وسط سرية تامة، لكن التقديرات تفيد أن الانهماك الرئيسي منصب على تقويم متجدد للأهداف التي ستقصف داخل الأراضي السورية.
وجاء في التقديرات أنه إلى جانب تقويم الأهداف، يجري تقويم معمق لطبيعة الرد السوري المحتمل، في حال الضربة المحدودة أو الواسعة، والاهداف التي يحتمل أن يختارها النظام السوري لقصفها للرد الانتقامي، وما إذا كان الرد سيكون كبيرا أم محدودا أم يتجنب الرد، فضلا عن تقويم الموقف الإيراني وموقف "حزب الله" في جنوب لبنان.
وتفيد التسريبات القليلة من مصادر قريبة من الاجتماعات أن المجتمعين من رؤساء الأركان يقتربون من قرار أن تكون الضربات فقط من البوارج والسفن الحربية الأميركية الراسية في ساحل شرق البحر المتوسط، وأن يتفادى استخدام الأراضي الأردنية لعمليات عسكرية في المرحلة الحالية لتجنيبه رداً سورياً انتقامياً محتملاً.
وعلمت "النهار" أن الأردن حرص في اجتماع رؤساء الأركان وعلى المستوى السياسي على ألا تستخدم أراضيه في المرحلة الحالية، على الأقل لعمليات عسكرية، لتجنب أزمة داخلية بعد تنامي ردود الفعل من قوى سياسية وشعبية معارضة لتورط المملكة في عمل عسكري في سوريا.
وتقول التقديرات ان عمليات التقويم المستمرة، عسكريا وسياسيا، أدت إلى إبقاء توقيت تنفيذ الضربات مفتوحا بما لا يتجاوز مطلع الأسبوع المقبل.
اتصالات
واعلنت وزارة الخارجية الاميركية ان الوزير جون كيري اتصل هاتفياً بوزراء خارجية بريطانيا والاردن وتركيا والسعودية والامارات العربية المتحدة وقطر. وتحدث ايضا من جديد مع الامناء العامين للامم المتحدة وحلف شمال الاطلسي وجامعة الدول العربية والممثلة العليا للاتحاد الاوروبي للشؤون الخارجية والسياسة الامنية كاثرين اشتون. واعلن الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند امام السفراء الفرنسيين في الخارج ان قرار التدخل العسكري في سوريا سيتخذ "خلال الايام المقبلة". وقال ان "النزاع يتسع الى كل المنطقة،الى لبنان عبر تفجيرات، والى الاردن وتركيا من خلال تدفق اللاجئين السوريين، والى العراق من خلال اعمال العنف الدامية".
وأوضح رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون ان هدف القيام بتدخل عسكري محتمل في سوريا هو "تقليص قدرات استخدام" الاسلحة الكيميائية، مشيراً الى ان "هذا لا يعني تدخلا في حرب بالشرق الاوسط... المقصود استخدام الاسلحة الكيميائية وضرورة منع استخدامها". وقال ان رئيس مجلس العموم وافق على استدعاء المجلس اليوم لاجراء تصويت على اقتراح حكومي حول سبل الرد على الهجوم الكيميائي.
وأكد نائب رئيس الوزراء البريطاني نيك كليغ ان بريطانيا التي يستعد جيشها لاحتمال القيام بتدخل في سوريا، "لا تسعى الى قلب" نظام الاسد.
المعلم
وفي دمشق، صرح وزير الخارجية السوري وليد المعلم خلال مؤتمر صحافي بان أمام سوريا خيارين في حال مواجهتها ضربة "اما ان نستسلم، واما ان ندافع عن انفسنا بالوسائل المتاحة، وهذا هو الخيار الافضل". و اضاف: "سندافع عن انفسنا بالوسائل المتاحة... سوريا ليست لقمة سائغة، لدينا ادوات الدفاع عن النفس. سنفاجئ الآخرين بها". وقال: "اؤكد انه ليس هناك تخل روسي عن سوريا. علاقتنا مستمرة في مختلف المجالات ونحن نشكر لروسيا وقوفها الى جانب سوريا ليس دفاعا عن سوريا بل دفاعا ايضا عن روسيا". ونفى استخدام بلاده الأسلحة الكيميائية، متحديا من لديه أدلة على استخدام النظام الكيميائي ان يظهره .
في غضون ذلك، اعلنت الامم المتحدة ان الزيارة التي كان من مقرراً ان يقوم بها افراد فريقها للتفتيش على الاسلحة لموقع قرب دمشق تأجلت من امس الى اليوم بسبب مخاوف "على امنهم".
ايران
* في طهران، رأى وزير الدفاع الايراني حسين دهقان انه "في حال حصول هجوم عسكري على سوريا، فإن امن المنطقة واستقرارها سيكونان مهددين". وقال ان اي تدخل عسكري "لن يكون البتة لمصلحة اولئك الذين يحرضون على العنف"، لافتاً الى ان "تجربة الهجمات والوجود العسكري في العراق وافغانستان تمنع الولايات المتحدة من ارتكاب خطأ آخر والوقوع في مستنقع جديد".
اللبنانيون خائفون... و 8 آذار القلقة تزداد تصلّباً
مخطّط سوري لتفجيري طرابلس أعدّ في طرطوس؟
على رغم أجواء ترقب وحذر يعيشها اللبنانيون على كل المستويات الداخلية والخارجية، علم ليل أمس ان مخابرات الجيش اللبناني أوقفت المجموعة التي أطلقت صواريخ في 20 حزيران الماضي من بلونة في اتجاه الجمهور وبسوس، في خطوة يؤمل منها القبض على مزيد من منفذي الاعمال الارهابية.
وقد طغى الهمّ السوري وتداعياته اللبنانية المحتملة على المخاوف الداخلية أمس، في ظل خوف حقيقي من رد محلي أدواته "حزب الله" او فصائل فلسطينية موالية للنظام السوري، يدخل لبنان في مزيد من التورط في الحرب الدائرة في سوريا وفي حروب أخرى محتملة مع اسرائيل.
وعلمت "النهار" ان المراجع الرسمية تعيش حال ترقب لما سيتطور اليه الوضع السوري في ضوء التهديدات الغربية بتوجيه ضربة عسكرية الى النظام. وأفادت مصادر "النهار" ان ثمة خوفا من تدفق مزيد من النازحين نحو لبنان ومن توترات أمنية في ظل جمود على مستويات عدة. لذا فان الجهد ينصب على العمل بالامكانات المتاحة في حال حصول انعكاسات لما سيجري في سوريا، علما انه لا بد من التريث في اطلاق مواقف كما يدعو الى ذلك بعض الاطراف باعتبار ان كل الاحتمالات واردة ومنها احتمال عدم توجيه الضربة العسكرية التي يجري الحديث عنها.
وقالت أوساط في قوى 14 آذار لـ"النهار" انها مثل سائر القوى السياسية تدرس كل الخيارات في حال توجيه الضربة العسكرية الغربية الى النظام السوري ولجوء النظام وحليفه الايراني الى الرد مما يضع لبنان في دائرة التأثر بهذا الرد انطلاقا مما للنظامين السوري والايراني من امتدادات في لبنان. وأشارت الى ان الاتصالات التي جرت مع بعض الديبلوماسيين الذين لهم علاقة بالنظام السوري لم تؤد الى الحصول الى تصور واضح لما ستتطور اليه الامور.
في المقابل، علمت "النهار" ان السياسيين في 8 آذار وقواعدهم تلقوا بقلق كلام وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الذي فهم منه ان بلاده لن تتدخل في حال شن حلف شمال الاطلسي غارات او اطلاقه صواريخ على المطارات والمواقع العسكرية لنظام الرئيس السوري بشار الاسد. وقد طلب احد قياديي 8 آذار من مساعديه العودة الى النص الروسي واعادة ترجمته. الى ذلك نقل متابعون ان فريق 8 آذار القلق من التطورات سيزيد مواقفه تصلبا في مجمل الملفات الداخلية، منعا لتحويل الضربة الاميركية انتصارا لفريق 14 آذار. ومن المتوقع ان يسمع الوزير غازي العريضي موفدا من جنبلاط الى رئيس مجلس النواب نبيه بري كلاما مفاده ان لا تراجع في أي من المواقف وخصوصا في عملية تأليف الحكومة.
ونقل متابعون عن قيادي في "حزب الله" انه لم يكن يتوقع مشاهدة الجنود الروس في الاراضي السورية يقاتلون الى جانب النظام، وان موسكو على رغم الكلام الاخير لوزير خارجيتها لن تقصر كما فعلت منذ بداية الازمة.
منصور
رسميا، أجرى وزير الخارجية والمغتربين عدنان منصور مساء امس اتصالا هاتفيا مع نظيره السوري وليد المعلم، واطلع منه على آخر التطورات وما تتعرض له سوريا من تهديدات، واتفقا على استمرار التواصل.
ورأى منصور "ان هذا الوضع الخطير يستدعي اجتماعا عاجلا لمجلس الوزراء، او في حده الادنى الدعوة الى اجتماع وزاري مصغر من اجل النظر في ما تتعرض له سوريا من تهديدات وما سيترك ذلك من تداعيات مباشرة على لبنان". وأضاف: "ان مثل هذا الاجتماع العاجل يجعل لبنان يواجه هذه التداعيات او يحد من انعكاساتها".
الحدود
من جهة أخرى، أبلغ مصدر أمني "النهار" ان المجلس الاعلى للدفاع في اجتماعه الاخير درس موضوع اللاجئين السوريين واحتمال ان يفد المزيد منهم في الايام التي تسبق الضربة او خلالها، وأوعز الى الامن العام باتخاذ الاجراءات المناسبة عبر الحدود مع سوريا وهو ما تم فعلا في الايام الاخيرة بتعزيز عديد العناصر الامنية لزيادة القدرة الاستيعابية، الى خطوات احتياط غير معلنة تضمن الحد من دخول عناصر ارهابية.
متفجرتا طرابلس
وفي ملف أمني آخر، وفي ظل الشائعات عن وجود سيارات مفخخة في اكثر من منطقة، تباطأت الحركة الاقتصادية في البلاد، واستمرت الاجراءات الامنية والمخابراتية لملاحقة سيارات مشبوهة واشخاص مشبوهين. كما استمر التحقيق في متفجرتي طرابلس، وقالت مصادر قضائية لـ "النهار" ان التحقيق مع الشيخ احمد الغريب ورفيقه لم يتوصل الى نتائج تؤكد التورط في حادث التفجير قرب مسجد التقوى.
وكشفت مصادر مواكبة للتحقيقات ان الموقوف الغريب اعترف بعلمه بالتفجيرين وان السوريين طلبوا تنفيذهما لكنه أكد انه لم يلب الطلب. واضافت انه في سياق التحقيقات ثمة معطيات جديدة في طريقها الى الظهور.
"أم تي في"
وبثت قناة "أم تي في" مساء امس تقريرا مفاده ان المخبر مصطفى حوري حضر قبل نحو شهر الى المدير العام السابق لقوى الامن الداخلي اللواء اشرف ريفي واخبره ان اللواء السوري علي المملوك في صدد تنفيذ انفجارات في طرابلس بالتعاون مع الشيخ احمد الغريب، فأحاله ريفي على شعبة المعلومات لمتابعة التحقيقات. وكلّفت الشعبة حوري استدراج الغريب الى محادثة لتسجيلها. لكن الغريب لم يتصل به وحصل الانفجاران بعد ذلك. وعندما جرت مواجهة الموقوف الغريب بتسجيل صوتي لحوري انكر الاول علاقته بالانفجارين، لكنه اعترف بعلمه بالمخطط الذي أعد في فرع المخابرات السورية في طرطوس، وقالت القناة ان اربعة اشخاص نفذوا التفجيرين وقد سبقهما استطلاع من شخصين حضرا على متن دراجة نارية الى امام منزل ريفي لكنهما اصطدما بحراس المنزل فابتعدا لتحضر بعد ذلك السيارة الحاملة للعبوة لتتوقف في الجانب الآخر من الطريق قبالة منزل ريفي وقرب مسجد السلام. ثم نزل منها السائق وأسرع الى شارع جانبي ليركب خلف سائق دراجة نارية حملته بعيدا قبل ان تنفجر العبوة. وقد سجلت الكاميرات امام منزل ريفي والمسجد الوقائع.
المستقبل
تعميم رسم للمشتبه به في أحد تفجيرَي طرابلس .. ومكاري يطالب بحكومة متوازنة
لبنان في "ثلاجة انتظار" الضربة المحتملة لنظام الأسد
على الرغم من استمرار الهاجس الأمني الذي كان سبباً في قطع رئيسي الجمهورية العماد ميشال سليمان والمكلّف تمام سلام إجازتيهما في الخارج ليعودا على وجه السرعة بعد التفجيرين الإرهابيين في طرابلس لمتابعة الأوضاع من كثب، غابت الحركة السياسية بشكل شبه تام أمس ودخلت في ثلاجة الانتظار ترقباً لاحتمالات وتداعيات الضربة الأميركية المتوقعة ضد النظام السوري وانعكاساتها المحتملة على لبنان.
وفيما استبعدت أوساط الرئيس سلام لـ "المستقبل" أن يحمل الرئيس المكلّف إلى رئيس الجمهورية مسودة تشكيلته الحكومية خلال الاسبوع الحالي"، أشار مقربون من الرئيس سليمان لـ "المستقبل" إلى أن رئيس الجمهورية هو من اختار بنفسه تعبير "الحكومة الجامعة وهو على تشاور دائم مع كل الأطراف المعنية بهدف الوصول إلى هذه الحكومة".
وقال نائب رئيس مجلس النواب فريد مكاري بعد زيارته الرئيس سليمان في قصر بعبدا بعد ظهر أمس لـ "المستقبل" إن "لقاءه مع رئيس الجمهورية تطرّق إلى ضرورة تأليف حكومة متوازنة بأسرع وقت ممكن، لأن الوضع الأمني بلغ حداً كبيراً من الخطورة، مما يستدعي الجدية وعدم التسويف في معالجة الأمر".
غير أن اللافت أمس، كان نشر المديرية العامة لقوى الأمن الداخلي رسماً تشبيهياً للشخص الذي وضع السيارة المفخخة أمام مسجد التقوى في طرابلس، وطلبت ممن تتوافر لديه معلومات عن هذه الشخص توقيفه أو إبلاغها عن مكان وجوده.
وفي هذا الإطار، أكّدت مصادر رسمية لـ "المستقبل" أن "الشيخ أحمد الغريب اعترف أول من أمس بأنه كان على علم مسبق بتفجيرَي طرابلس، لكنه اكتفى بالقول إن المخابرات السورية عرضت عليه تنفيذ الجريمة لكنه لم يفعل".
أضافت المصادر أن الغريب قال إنه "لم يعرف من هي الجهة التي نفّذت الجريمة لكنه سمّى أشخاصاً لهم علاقة بالموضوع" مشيرة إلى أن "التحقيقات معه لم تنته بعد".
كما تردد ليلاً أن مخابرات الجيش اعتقلت مشتبهاً بهم بإطلاق الصواريخ من بلدة بلونة الكسروانية على محيط قصر بعبدا في 21 حزيران الماضي.
وفيما يعيش قصر بعبدا حال ترقب لما سيحدث على الساحة السورية لجهة توجيه ضربة أميركية الى النظام السوري، لما لذلك من إنعكاس على الساحة الداخلية اللبنانية، ومنها تشكيل الحكومة "الجامعة" التي دعا إليها الرئيس سليمان، يشير المقرّبون منه لـ "المستقبل" إلى انه "هو نفسه من اختار تعبير الحكومة الجامعة، وليس أياً من مستشاريه، ويعني بها حكومة يتوافق عليها الجميع في ظل توتر الأوضاع في المنطقة".
ويضيف المقربون أنه على الرغم من كل التطورات فإن الرئيس سليمان "على تشاور دائم مع كل الاطراف للوصول الى هذه الحكومة، علماً أنه لم يتم الى الآن التوصل الى الصيغة التي تترجم معنى "الحكومة الجامعة"، لافتين الى أن "المهمة الاساسية في هذا الملف تقع على عاتق الرئيس المكلف".
سلام
وعلى خط المصيطبة، نقل مقرّبون من الرئيس المكلف لـ "المستقبل" أن "الاتصالات جارية على نار حامية للتوصل الى التشكيلة الحكومية المرجوة"، وإن كانوا يستبعدون أن "يحمل سلام الى رئيس الجمهورية مسودة تشكيلته خلال هذا الاسبوع، علماً ان صيغة الثلث الضامن مستبعدة من التداول".
منصور
إلا أن وزير الخارجية "المفترض" في الحكومة المستقيلة عدنان منصور، لا يزال يغرّد بعيداً عن سياسة النأي بالنفس التي تعتمدها رسميا الدولة اللبنانية، فلا يعتبر أن الهاجس الأمني الداخلي والتفجيرات المتنقلة تستدعي اجتماعاً طارئاً لمجلس الوزراء بل إن ما "تتعرّض له سوريا من تهديدات غربية" هو الذي يستدعي ذلك، فاتصل بنظيره السوري وليد المعلّم ليطلّع منه على آخر التطورات ويعلّق عليها بالقول "إن هذا الوضع الخطير يستدعي اجتماعا عاجلا لمجلس الوزراء، أو بحده الأدنى الدعوة إلى اجتماع وزاري مصغر من أجل النظر في ما تتعرّض له سوريا من تهديدات واحتمال توجيه ضربة عسكرية لها، وما سيترك ذلك من تداعيات مباشرة على لبنان".
وأكد منصور أن "لبنان لن يقف مكتوف الأيدي في حال استغلّت إسرائيل العدوان على سوريا وفتحت جبهة ضد حزب الله في الجنوب"، مشدّداً على أن "المقاومة جاهزة في أيّ وقت لأي عدوان رغم مشاركتها في القتال في سوريا، وهي وُجدت من أجل الدفاع عن لبنان وعن أرضه مع الجيش اللبناني".
وفي هذا الإطار، علمت "المستقبل" أن لبنان الرسمي بدأ يستعد لاحتمال وقوع هذه الضربة. ولهذه الغاية، سيعقد قبل ظهر اليوم في قصر بعبدا، اجتماع يرأسه الرئيس سليمان، ويحضره رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي، ووزيرا الداخلية والشؤون الاجتماعية مروان شربل ووائل أبو فاعور، والمدير العام للأمن العام اللواء عباس إبراهيم، يخصص لبحث الخطوات الواجب اتخاذها في حال حصول هذه الضربة.
شربل
بالمقابل، أعلن وزير الداخلية والبلديات العميد مروان شربل أن "القوى الأمنية اللبنانية كادت منذ فترة أن تحرر الطيارين التركيين المخطوفين في بيروت، ولكن الخاطفين عمدوا إلى تغيير مكانهما"، مؤكداً أن "القوى الأمنية اللبنانية لن تألو جهداً للعمل على تحديد مكان تواجد الطيارين وتحريرهما، ولو بالقوة، مع الحرص الشديد على الحفاظ على سلامتهما".
ولفت إلى أن "المعلومات التي وصلته من بعض المصادر تؤكد أن الطيارين بصحة جيدة"، موضحاً أن المفاوضات بشأن ملف المخطوفين اللبنانيين التسعة في منطقة أعزاز "ما زالت مستمرة مع الخاطفين لانهاء هذا الملف بأسرع وقت ممكن"، مشدّداً على أن "ملف المخطوفين اللبنانيين غير مرتبط على الإطلاق بملف الطيارين التركيين المخطوفين في لبنان".
طرابلس
وفيما تتابع طرابلس لملمة جراجها ومحاولة العودة إلى الحياة الطبيعية، استمرت لليوم الخامس على التوالي أعمال إعادة التأهيل ورفع الأضرار والردميات التي خلفها الإنفجاران اللذان ضربا المدينة يوم الجمعة الفائت. وتابع ناشطو "تجمع الحملات المدنية ضد العنف في طرابلس" أعمالهم برفع الأنقاض من الشارع ومن داخل الشقق المتضررة، الى جانب توزيع الأعلام اللبنانية لوضعها على كافة الشرفات المتضررة.
وفي ساحة تفجير مسجد التقوى انتشر المتطوعون في كل مكان ليشاركوا أصحاب المحلات التجارية المتضررة في رفع الأنقاض من داخل المحلات والتي احترقت بالكامل، بعدما كانت قد انهت الهيئة العليا للإغاثة عملية الكشف اللازم لتحديد الأضرار بهدف دفع التعويضات.
إلى ذلك، غادر عدد كبير من الجرحى الذين أصيبوا في التفجيرين مستشفيات طرابلس، والذين فاق عددهم ألـ 500 جريح، في حين أبقي على 61 حالة تحتاج لمتابعة دقيقة بسبب إصابات في الرأس وكسور ونزيف.
وقال منسق عام تيار "المستقبل" في طرابلس النائب السابق مصطفى علوش لـ "المستقبل" إن "حجم الاصابات وعدد الشهداء والمعاقين فاق كل تصور"، مؤكداً أن "بعض الجرحى المصابين اصابات خطرة لا يزالون في المستشفيات بسبب حراجة وضعهم، كما أن العشرات بحاجة لعلاج طويل الأمد بسبب اصاباتهم، ومن الضروري التأكيد على وزراة الصحة بأن تتم متابعة معالجة هؤلاء بنفس الطريقة وتنبيه المستشفيات الى التعاون بهذا الخصوص".
اللواء
دمشق تتعهّد بالمواجهة.. وروسيا تُجلي أسطولها ورعاياها.. وإيران تجدِّد «الوعيد»
إتجاه متسارع للضربة العسكرية الصاروخية لسوريا «خلال أيام» وربما غداً
الغرب وضع «بنك الأهداف» والإستعدادات الأميركية - البريطانية - الفرنسية استُكمِلَتْ
أكدت واشنطن جاهزيتها لتوجيه ضربة لسوريا عقب اتهام نظام بشار الأسد بقصف منطقة الغوطة بالأسلحة الكيميائية، وسط إجراءات غربية للضربة ومعارضة من جانب حلفاء دمشق، التي أكد وزير خارجيتها أن لا دليل على اتهامات الغرب لنظامه.
وفي هذه الأثناء، أبلغت قوى غربية المعارضة السورية أن الضربة ستكون خلال أيام، ونقلت قناة «NBC» الأميركية عن مسؤولين أميركيين قولهم إن الضربة الصاروخية قد توجه إلى سوريا «بحلول الخميس كأقرب موعد».
وأشاروا الى أن الضربات ستكون محدودة وتستمر «ثلاثة أيام»، وهي تهدف إلى توجيه رسالة إلى الرئيس السوري وليس لتدمير قدراته العسكرية.
وقال المسؤولون بأنّ الضربة لا تهدف قتل الأسد، وستكون محدودة لأن الهدف هو الرد على استخدام السلاح الكيميائي.
وأكد وزير الدفاع الأميركي تشاك هيغل أنّ الجيش الأميركي جاهز لتوجيه ضربة لسوريا فور تلقيه أمرا بذلك من الرئيس باراك أوباما، غير أن مسؤولا كبيرا بالادارة الاميركية قال بأنّ اوباما لم يتخذ قرارا بتوجيه ضربات عسكرية ضد سوريا.
وجاءت تصريحات هيغل بعدما كان البيت الأبيض ووزير الخارجية الأميركي جون كيري قد أكدا أن أسلحة كيميائية استخدمت بالفعل ووجها اتهامات مباشرة لنظام دمشق بالوقوف وراءها.
وقال المتحدث بإسم البيت الابيض جاي كارني إنّ الرئاسة الاميركية تتوقّع نشر تقرير رسمي من المخابرات الاميركية عن الهجوم بأسلحة كيميائية في سوريا.
وإذ أكد كارني ان اوباما لم يتخذ قرارا بشأن كيفية رد الولايات المتحدة على ما تعتقد بأنّه كان هجوما من الحكومة السورية على مدنيين، أضاف: «حين يكون لدى الرئيس اعلان فسوف يعلنه».
وفي هذا السياق، أعلن متحدث بإسم رئيس وزراء بريطانيا ديفد كاميرون عن أن القوات المسلحة تضع خططا لعمل عسكري محتمل ردا على الهجوم الكيميائي.
وقال المتحدث نقلا على لسان كاميرون إنّ شن هجمات بالأسلحة الكيميائية في سوريا «شيء مقيت تماما»، ويتطلّب تحرّكا من جانب المجتمع الدولي، مؤكدا أن بريطانيا تدرس اتخاذ «رد مناسب».
وطبقا للمصدر نفسه فإن كاميرون شدّد على أن أي قرار سيتخذ سيكون في إطار عمل دولي صارم، وكان كاميرون قطع عطلته أمس ليعود إلى لندن، لمتابعة الموضوع السوري، كما دعا البرلمان إلى قطع عطلته الصيفية لبحث الرد في سوريا.
وأعلن نيك كليغ نائب رئيس الحكومة البريطانية عن أنّ بريطانيا «لا تسعى لقلب» نظام الاسد.
وقال المسؤول البريطاني في تصريح الى شبكتي «BBC» و«Sky News» التلفزيونيتين: «إذا وقفنا مكتوفي الايدي سيتكون لدى ديكتاتوريين ورؤساء دول فظيعين الشعور بأنهم يمكن ان يفلتوا من العقاب في المستقبل حتى ولو استخدموا الاسلحة الكيميائية بشكل اوسع. ما ننوي القيام به هو رد كبير على هذا الامر. نحن لا ننوي تغيير النظام، ولا ننوي السعي لقلب نظام الاسد».
كما أعلن رئيس الوزراء الأسترالي كيفن رود عقب اجتماعه في البيت الأبيض مع الرئيس الأميركي عن أن أوباما يدرس «مجموعة كاملة» من الخيارات ضد سوريا.
فرنسا جاهزة
من ناحيتها، أعلنت فرنسا عن انها «جاهزة» للتدخل عسكريا في سوريا الى جانب الاميركيين «لمعاقبة» نظام الاسد «على استخدام الاسلحة الكيميائية ضد الابرياء».
واعلن الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند في خطاب عن السياسة الخارجية امام سفراء فرنسا المجتمعين في باريس عن ان فرنسا «مستعدة لمعاقبة الذين اتخذوا القرار الدنيء باستخدام الغاز ضد الابرياء» في سوريا.
واضاف: «مسؤوليتنا اليوم هي البحث عن الرد الانسب على تجاوزات النظام السوري»، مشددا على ان «لا يمكن البقاء مكتوفي الايدي بعد مجزرة دمشق التي استخدمت فيها الاسلحة الكيميائية».
وتابع: «هذه الحرب الاهلية تهدد اليوم السلام في العالم»، مشيرا الى ان «النزاع يتوسع الى كل المنطقة، الى لبنان عبر تفجيرات، والى الاردن وتركيا من خلال تدفق اللاجئين السوريين، والى العراق من خلال اعمال العنف الدامية».
وقال ايضا: «قرّرت زيادة دعمنا العسكري للائتلاف الوطني السوري».
وكان مصدر في الرئاسة الفرنسية اعلن قبل قبل خطاب هولاند ان فرنسا «لن تتهرب من مسؤولياتها» في سوريا.
وبعدما شدّد المصدر نفسه على ان «الاستخدام الكثيف للاسلحة الكيميائية غير مقبول»، اعتبر انه «من المؤكد ان هجوما كيميائيا قد حصل» الاسبوع الماضي في ضواحي دمشق وان «النظام مسؤول عنه».
وكان الرئيس الفرنسي قال قبل ذلك في حديث الى صحيفة «لوباريزيان» ان القرار بشأن سوريا «سيتخذ هذا الاسبوع».
وفي أنقرة وصف وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو شن هجوم بالغاز السام قرب دمشق الأسبوع الماضي بأنه يمثل «جريمة ضد الإنسانية» واختبارا للمجتمع الدولي.
«خلال أيام»
وفي خضم التصعيد باتجاه التدخّل المسلّح، كشفت وكالة رويترز عن أن الدول الغربية أبلغت المعارضة السورية في اجتماع عقد في اسطنبول بأنّ الضربة العسكرية ستكون خلال أيام.
وقالت المعارضة بأنّ الضربة العسكرية التي يحتمل ان يشنها الغرب ضد نظام الاسد هي مسألة «أيام وليس اسابيع»، مشيرة الى انها ناقشت مع «الدول الحليفة» لائحة باهداف محتملة.
وقال احمد رمضان، عضو الهيئة السياسية للائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة: «ليس هناك كلام عن توقيت محدد لان هذا الامر عسكري، ولكن هناك حديث عن تحرك دولي وشيك الآن ضد النظام، ونحن نتحدث عن ايام وليس عن اسابيع».
وأضاف: «هناك لقاءات تُجرى بين الائتلاف وقيادة الجيش الحر مع الدول الحليفة ويتم النقاش في تلك اللقاءات حول الاهداف المحتملة»، مشيرا الى انها تشمل مطارات عسكرية ومقرات قيادة ومخازن صواريخ.
وأوضح رمضان ان «ثمة قائمة بالمطارات التي تنطلق منها الطائرات المزودة بالصواريخ والبراميل المتفجرة، ومقرات القيادة التي تستخدم في ادارة العمليات وتضم ضباطا من النظام والحرس الثوري (الايراني) وحزب الله».
وأشار الى ان من بين الاهداف المحتملة «معسكرات تستخدم في اطلاق الصواريخ ومنها صواريخ سكود، لا سيما اللواء 155 قرب دمشق، اضافة الى اماكن لتخزين الاسلحة التي يستخدمها النظام في عمليات الامداد لقواته».
وكان محللون عسكريون قالوا بأنّ الضربة المتوقعة ستكون لمعاقبة نظام دمشق وليس لإسقاطه، مرجحة التركيز على استخدام الطائرات والصواريخ، لضرب أهداف عسكرية سورية انطلاقا من حاملات طائرات في البحر المتوسط.
في هذا الوقت، قرّرت الولايات المتحدة إلغاء اجتماع كان مقررا مع مسؤولين روس في لاهاي اليوم للبحث عن حل سياسي للأزمة السورية، مبررة ذلك بالبحث عن سبل الرد المناسبة بعد استخدام الكيميائي.
وفي سياق متصل، اجتمعت مستشارة الأمن القومي الأميركي سوزان رايس مع وفد برئاسة رئيس مجلس الأمن القومي الإسرائيلي يعقوب أميدرور.
روسيا وإيران
وفي خطوة تؤكد الاتجاه نحو خيارعسكري، أعلنت روسيا عن أنها ستسحب أسطولها من ميناء طرطوس السوري فور حدوث تصعيد بالمنطقة.
كما بدأت روسيا بإجلاء رعاياها ورعايا منظمة الدول المستقلة من سوريا، لكن روسيا إلى جانب حليفي نظام دمشق الصين وإيران واصلوا التحذير من أي تصعيد عسكري، وقالت موسكو بأنّ له «عواقب كارثية» داعية واشنطن للتحرك ضمن القانون الدولي.
وذكر مصدر عسكري دبلوماسي روسي ان اي تدخل عسكري غربي في سوريا لن يحقق «نصرا سهلا» لان الحكومة السورية لديها ما يكفي من انظمة الدفاع الجوي لصد الهجمات،.
وأضاف المصدر: «اذا شن الجيش الاميركي وقوات الحلف الاطلسي عملية ضد سوريا، فلن يتحقق نصر سهل».
وأضاف: «إن نظام بوك أم 2 اي لصواريخ ارض جو المتعدد الوظائف وغيره من وسائل الدفاع الجوي التي تملكها القوات السورية سترد بالشكل المناسب على المعتدين».
وقال المصدر بأنّ سوريا تملك حاليا ما يصل الى 10 بطاريات من انظمة الدفاع الجوي هذه.
وصواريخ بوك أم2 اي السوفياتية - الروسية الصنع هي صواريخ ارض جو متوسطة المدى مصممة لاعتراض صواريخ كروز والقنابل والطائرات بدون طيار.
وصرّح نائب لرئيس الوزراء الروسي بأنّ الدول الغربية تتصرف في العالم الاسلامي «كقرد يحمل قنبلة»، فيما تتجه الولايات المتحدة وحلفاؤها الى خيار استخدام القوة ضد سوريا.
وكتب ديمتري روغوزين المعروف بتصريحاته اللاذعة على حسابه على «تويتر» ان «ان الغرب يتصرف تجاه العالم الاسلامي كقرد يحمل قنبلة».
وفي الوقت نفسه، هبطت طائرة نقل روسية تحمل مساعدات غذائية في مدينة اللاذقية امس على ان تقوم بإجلاء رعايا روس يرغبون في مغادرة البلد المضطرب، بحسب ما افادت وزارة الطوارئ الروسية.
من جانبها، إيران الحليفة الاخرى لدمشق فقد حذرت الغرب من أن أي هجوم عسكري على سوريا، ستكون له بالقطع عواقب خطيرة على المنطقة، وأن التعقيدات والعواقب المترتبة على الهجوم المحتمل لن تقتصر على سوريا بل ستشمل المنطقة كلها.
وقالت الصين بأنّ أي هجوم على سوريا سيكون خطيراً وغير مسؤول، وإنه ينبغي على العالم تذكر كيف بدأت حرب العراق بادعاءات أميركية «زائفة» حول وجود أسلحة دمار شامل فيه.
المعلم
وفي الجانب السوري، أكد وزير الخارجية وليد المعلم ان دمشق «ستدافع عن نفسها» في حال شن الغرب ضربة عسكرية ضدها، مؤكدا امتلاك بلاده وسائل دفاع عن النفس «ستفاجىء الآخرين».
وقال المعلم خلال مؤتمر صحفي عقده بدمشق: «في حال صارت الضربة، فأمامنا خياران: إما أن نستسلم، أو أنْ ندافع عن أنفسنا بالوسائل المتاحة، وهذا هو الخيار الافضل».
وأضاف: «سندافع عن انفسنا بالوسائل المتاحة»، مؤكدا ان «سوريا ليست لقمة سائغة، لدينا أدوات للدفاع عن النفس سنفاجىء الآخرين بها».
وتحدّى المعلم الدول التي تتهم نظام الاسد بالوقوف خلف الهجوم، بتقديم أدلة على استخدام دمشق السلاح الكيميائي.
وقال: «كلنا نسمع قرع طبول الحرب من حولنا. إذا كانوا يريدون العدوان على سوريا اعتقد ان استخدام ذريعة السلاح الكيميائي باهتة وغير دقيقة. ذريعة غير دقيقة على الاطلاق».
وردّاً على اتهام وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ للقوات السورية بتدمير آثار الهجوم المفترض في الغوطة الشرقية جراء مواصلتها القصف، قال المعلم: «هذه الآثار لا تستطيع القوات السورية إزالتها لانها تقع في المناطق التي تقع تحت سيطرة الجماعات المسلحة»، في اشارة الى مقاتلي المعارضة.
وأوضح المعلم ان القوات النظامية شنت الاربعاء «ضربة استباقية» على هذه المناطق، و«بسبب هذه الضربة الوقائية ظهرت هذه الامور على الانترنت»، في اشارة الى الصور والتسجيلات التي بثنها الناشطون على المواقع الاجتماعية، وقالوا انها لمئات من ضحايا «الهجوم الكيميائي».
وتابع: «اذا كانوا يعتقدون ان هذه الضربة العسكرية التي يخططون لها سوف تؤثر على الجهد العسكري الجاري حاليا في الغوطة، اؤكد لكم انها لن تؤثر اطلاقا».
وإذ شدّد على ان روسيا لن تتخلى عن حليفتها دمشق، قال: «اؤكد انه ليس هناك تخل روسي عن سوريا. علاقتنا مستمرة في مختلف المجالات ونحن نشكر لروسيا وقوفها الى جانب سوريا ليس دفاعا عن سوريا بل دفاعا ايضا عن روسيا».
وأضاف: «عماد قواتنا المسلحة يعتمد على العقود التي نبرمها معهم (الروس)، وهناك التزام من الطرفين بتنفيذ هذه العقود. روسيا جزء من صمودنا».
واعتبر المعلم ان اي ضربة عسكرية ستخدم مصالح اسرائيل وتنظيم «القاعدة» الذي ترتبط به بعض الجماعات الجهادية التي تقاتل ضد النظام السوري.
مهمة الخبراء
في هذه الأثناء، قالت الأمم المتحدة بأنّها أرجأت زيارة كان من المزمع أن يقوم بها خبراء الأسلحة الكيميائية إلى موقع قريب من دمشق لأسباب أمنية.
وأوضح المتحدث بإسم المنظمة الدولية فرحان حق أنّه «بعد هجوم قناصة على الخبراء يوم الاثنين فقد انتهى تقييم شامل (للموقف) إلى أن الزيارة يجب أن تؤجل ليوم واحد حتى يتحسن استعداد الفريق ودواعي سلامته».
وتبادل النظام والمعارضة الاتهامات بالمسؤولية عن إرجاء الزيارة وقال المعلم «ابلغونا (المفتشون) مساء امس انهم يريدون التوجه الى المنطقة الثانية. قلنا لا مشكلة ونتخذ الترتيبات ذاتها في المناطق التي نسيطر عليها وامنكم مضمون».
وأضاف: «فوجئنا بأنّهم لم يتمكنوا من الذهاب الى المنطقة الثانية لان المسلحين هناك لم يتفقوا في ما بينهم على ضمان امن هذه البعثة وتأجل سفرهم الى الغد».
من جهته، نفى «المجلس العسكري الثوري في الغوطة الشرقية» الاتهامات، مشيرا الى ان «النظام حاول إقناع اللجنة بأن حياتها ستكون في خطر في حال زيارة الغوطة الشرقية».
وأضاف بأنه «ت