الصحافة اليوم 12-9-2013: لافروف وكيري .. من "الكيميائي" إلى جنيف
تناولت الصحف المحلية الصادرة صباح اليوم الخميس 12-9-2013 المشهد السوري الذي لا يزال يتصدر المسرح السياسي العالمي باحداثه المتسارعة حيث ان العالم يترقب اليوم الجلسة التي ستعقد بين الوزيران سيرغي لافروف وجون كيري في جينيف ليترجما التفاهم بين بلديهما في تسوية تكون بمثابة مخرجاً "لائقاً" لكل الأطراف، من دون ان تُعرَف أثمانها حتى الآن.
السفير
أوباما يذهب إلى التسوية .. ولقاءات مكثفة لصياغتها سياسياً وفنياً
لافروف وكيري .. من «الكيميائي» إلى جنيف
وتحت هذا العنوان كتبت صحيفة السفير تقول "يباشر الوزيران سيرغي لافروف وجون كيري اختبار تفاعلهما الكيميائي وجهاً لوجه اليوم. اللقاء بين الوزيرين الروسي والاميركي، يأتي بعد أيام على نجاح موسكو في وقف اندفاعة التهديدات الاميركية ضد سوريا، في تفاهم أرساه الرئيسان فلاديمير بوتين وباراك اوباما في سان بطرسبرغ، وراحت تفاصيله وتداعياته تظهر تباعاً، من واشنطن وموسكو وطهران والعواصم الاوروبية، والأهم من جانب دمشق.
سيجلس الرجلان في جنيف اليوم، وقد تمتد لقاءاتهما حتى يوم السبت، لترجمة «تفاهم بوتين ـــ اوباما» في تسوية مكتوبة خطياً، تمثل مخرجاً «لائقاً» لكل الأطراف، من دون ان تُعرَف أثمانها حتى الآن.
مبدئياً، يغادر اوباما خيار الحرب مثلما عبر عن ذلك في الخطاب الذي وجّهه الى الاميركيين فجر امس، حين دعا اعضاء الكونغرس الى تأجيل التصويت على التفويض بالحرب الذي ظل يطالب به على مدى أسبوعين، وذلك من أجل منح الوقت اللازم لدراسة المبادرة الروسية ومعرفة جوانبها التفصيلية، بما في ذلك جداولها الزمنية، مع الحرص على الإعلان أن خيار «الضربة» العسكرية، سيظل على الطاولة، في حال تعثرت «الصفقة الكيميائية» الاولية التي أبرمها مع بوتين.
وبعدما اوصدت موسكو الباب امام خيار «الفصل السابع» الذي لوح به الغربيون ما ان اعلن وزير الخارجية السوري وليد المعلم قبول دمشق الضمانات الروسية والتوقيع على معاهدة حظر الاسلحة الكيميائية، كان لا بد من موقف روسي اضافي للجم الشهية الغربية التي تصاعدت اعتقاداً أن اللحظة سانحة لانتزاع تنازلات كبيرة واضافية من جانب الحليفين الروسي والسوري، فكان تصريح بوتين المفاجئ قبل يومين عندما أعلن أنه يتحتم ان «يتخلى الجانب الاميركي وجميع من يدعمونه عن اللجوء الى القوة» ضد النظام السوري، حيث إنه «من الصعب إجبار سوريا او بلد آخر على ان ينزع سلاحه في شكل أحادي الجانب، اذا كان ثمة عمل عسكري قيد التحضير ضد هذا البلد».
لهذا سيجلس لافروف، المتباهي بنجاح ديبلوماسية بلاده في منع الحرب، وكيري المسوّق لفكرة نجاح بلاده في ضغوطها السياسية والعسكرية على دمشق، وجهاً لوجه، وبحضور خبراء عسكريين، لتحويل فرصتهما السانحة، الى لحظة التقاء سياسي قد لا يكون الالتقاء الكيميائي عنوانه الأوحد، وقد يتوسع حتماً ليشمل جوانب متداخلة ومتعددة للأزمة السورية التي باتت على ما يبدو، لحظة التقاء ايضاً، لهواجس متعددة مرتبطة بمصالح روسيا والولايات المتحدة في المنطقة بملفاتها المتشعبة.
ولهذا ايضاً، سيراقب كثيرون ما اذا كانت الاجتماعات المطولة لكل من لافروف وكيري، ستمهد الطريق امام العمل الديبلوماسي الذي توارى خلال الاسابيع الاخيرة امام الرهان الاميركي، المدعوم من بعض العرب وتركيا، والمتمثل بالسعي الى تغيير «الوضع الميداني» لمصلحة جماعات المعارضة المسلحة، قبل دعوة الاطراف السورية، الى مؤتمر «جنيف 2».
والى جانب الخبراء العسكريين الذين سيشاركون في لقاءات لافروف وكيري، وهي مشاركة تعني الدخول في تفاصيل تقنية دقيقة متعلقة بكيفية ترتيب المخرج للترسانة الكيميائية السورية، وضماناته الروسية التفصيلية، فإن المبعوث الدولي والعربي الأخضر الإبراهيمي، سينضمّ الى هذه اللقاءات، ما يشير الى ان جانباً من النقاشات على الاقل، سيتناول المخارج السياسية للأزمة السورية.
ونقلت وكالة «ايتار تاس» الروسية عن مصدر ديبلوماسي روسي قوله «لقد سلمنا الأميركيين خطة لوضع الأسلحة الكيميائية السورية تحت إشراف دولي، ونتوقع أن نناقشها في جنيف». لكن المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأميركية جين بيساكي قالت إن موسكو لم تسلم حتى الآن سوى «أفكار» وليس «ملفاً كبيراً»، مضيفة انه لا تزال هناك «نقاط للعمل عليها». وأوضحت ان الهدف من اللقاء بين كيري ولافروف، وكذلك من تبادل الآراء بين الخبراء العسكريين، هو دراسة تفصيلية للأفكار التي قدمها الروس و«تقييم ما إذا كانت تتوافق» مع المطالب الأميركية حول التخلص من الترسانة الكيميائية.
وكان كيري قال، في نقاش عبر الانترنت نظمته «غوغل»، إن لدى لافروف «أفكاراً مهمة حول الوسائل التي يمكننا بموجبها التوصل إلى ذلك»، مضيفاً «إذا تمكّنا فعلاً من توفير أمن كل الأسلحة الكيميائية السورية عبر هذه الوسيلة، فإنها بوضوح الوسيلة المفضلة وسيشكل ذلك خطوة حقيقية».
وكشف مسؤول رفيع المستوى في الادارة الاميركية، لوكالة «فرانس برس»، أن مسألة ضمان أمن الأسلحة الكيميائية السورية كانت موضع بحث مع الروس منذ أشهر. وقال إن «الإعلان الذي اصدره الروس كان نتيجة اشهر من الاجتماعات والمحادثات بين الرئيسين اوباما و(فلاديمير) بوتين، وبين كيري ولافروف، حول الدور الذي يمكن ان تلعبه روسيا لضمان أمن هذه الاسلحة الكيميائية».
وقال مصدر ديبلوماسي في مجلس الأمن لـ«السفير»، بعد مشاورات بين اعضاء الدول الخمس الدائمة العضوية فيه، إن نص مشروع القرار الفرنسي «بقي على الطاولة لكنه قد يتطور مع المفاوضات التي ستستمر في الأيام المقبلة». وأضاف انه «لم يتم العمل على النص بل تم تداول أفكار حول طريقة التنفيذ»، لافتا إلى أن أعضاء المجلس ينتظرون ما ستؤول إليه المفاوضات بين كيري ولافروف.
وقال مصدر ديبلوماسي عربي في الأمم المتحدة، لمندوبة «السفير» في نيويورك رنا الفيل، إن مشروع القرار «يتجاهل التوازنات داخل مجلس الأمن وليس منطقياً التوقع أن تقبل به روسيا».
من جهته، يقول مصدر ديبلوماسي في مجلس الأمن إن المباحثات ستتواصل مع بعثة روسيا لمناقشة مشروع القرار الفرنسي. أما ما تمّ تداوله حول بيان رئاسي غير ملزم، تقترحه روسيا، قال المصدر إن بعثات الدول الدائمة العضوية في المجلس، لم تطلع عليه.
وفي مواجهة رفض موسكو مشروع قرار في مجلس الأمن يشمل احتمال اللجوء إلى القوة ضد دمشق، أبقى الرئيسان الأميركي باراك اوباما والفرنسي فرنسوا هولاند على تهديدهما بالعودة إلى استهداف سوريا إذا كان هناك نوع من المماطلة. وأعلنت الرئاسة الفرنسية، إثر اجتماع لمجلس الدفاع، أن فرنسا ستظل «معبأة لمعاقبة استخدام أسلحة كيميائية من جانب النظام السوري وردعه عن تكرار ذلك»، لكن هولاند أكد عزمه على «استطلاع كل السبل في مجلس الأمن الدولي للسماح في أسرع وقت بمراقبة فعلية يمكن التحقق منها للأسلحة الكيميائية الموجودة في سوريا».
وتدور هذه التصريحات في فلك ما أعلنه أوباما، في خطاب إلى الأميركيين، لجهة اعتباره أن الاقتراح الروسي بوضع الأسلحة الكيميائية السورية تحت رقابة دولية يشكل مؤشراً «مشجعاً». وقال إن «هذه المبادرة يمكنها أن تسمح بوضع حد لتهديد الأسلحة الكيميائية من دون اللجوء إلى القوة، خصوصاً لأن روسيا هي احد أقوى حلفاء الأسد»، مع إقراره بأن الوقت «لا يزال مبكراً جداً» لتحديد ما إذا كانت هذه الخطة ستنجح.
وأعلن أوباما انه «طلب من الكونغرس عدم التصويت فوراً على احتمال استخدام القوة في الوقت الذي تجري فيه متابعة هذه المساعي الديبلوماسية... لكنني أمرت قواتنا المسلحة بالحفاظ على وضعها الحالي لإبقاء الضغط على الأسد». وكرر أن «الضربة ستكون محدودة»."
النهار
لقاء كيري - لافروف يتجاوز الكيميائي إلى فتح طريق أمام جنيف - 2
علي بردى
وكتبت صحيفة النهار تقول "يلتقي وزيرا الخارجية الاميركي جون كيري والروسي سيرغي لافروف اليوم في جنيف لاجراء محادثات قد تستمر اياماً سعياً الى تجاوز المأزق بين الغربيين وروسيا حول سبل حض سوريا على التخلي عن ترسانتها الكيميائية. وتكثفت الجهود الديبلوماسية في الأمم المتحدة في محاولة لايجاد "أرضية مشتركة" تمكن أعضاء مجلس الأمن من التعامل مع الأزمة السورية.
وأعلنت وزارة الخارجية الاميركية ان خبراء اميركيين في التسلح سيحضرون لقاء كيري ولافروف في جنيف. وسيشارك فيه ايضاً الممثل الخاص المشترك للامم المتحدة وجامعة الدول العربية في سوريا الاخضر الابرهيمي، مع العلم ان الاجتماع في شأن الخطة الروسية لوضع الاسلحة الكيميائية السورية تحت رقابة دولية قد يستمر حتى السبت.
وافاد مصدر روسي ان مسؤولين روساً سلموا الولايات المتحدة خطة لوضع ترسانة سوريا من الاسلحة الكيميائية تحت رقابة دولية. بيد ان الناطقة باسم وزارة الخارجية الاميركية جينيفر بساكي صرحت بان موسكو لم تسلم واشنطن حتى الان سوى "افكار" وليس "ملفا كبيرا"، مضيفة انه لا تزال هناك "نقاط للعمل عليها". واوضحت ان هدف لقاء كيري ولافروف وكذلك تبادل الاراء بين خبراء هو دراسة تفصيلية للافكار التي قدمها الروس و"تقويم ما اذا كانت تتفق" مع المطالب الاميركية للتخلص من الترسانة الكيميائية السورية.
وصرح الناطق باسم البيت الابيض جاي كارني بان "هيبة" روسيا على المحك في العملية الديبلوماسية المتعلقة بالاسلحة الكيميائية في سوريا. واقر من جهة اخرى بان الولايات المتحدة تتعامل مع هذه المرحلة الجديدة وهي "متشككة" حيال صدق نظام الرئيس السوري بشار الاسد.
ورأى الرئيس الاميركي باراك اوباما في خطاب الى الامة في وقت متقدم الثلثاء، ان الاقتراح الروسي يشكل مؤشرا "مشجعا". وقال ان "هذه المبادرة يمكنها ان تسمح بوضع حد لتهديد الاسلحة الكيميائية من دون اللجوء الى القوة، خصوصا أن روسيا هي احد اقوى حلفاء (الرئيس السوري بشار) الاسد"، مع اقراره بان الوقت "لا يزال مبكرا جدا" لتحديد ما اذا كانت هذه الخطة ستنجح".
وفي باريس، اعلنت الرئاسة الفرنسية اثر اجتماع لمجلس الدفاع ان فرنسا ستظل "معبأة لمعاقبة النظام السوري على استخدامه اسلحة كيميائية وردعه عن تكرار ذلك". لكن الرئيس فرنسوا هولاند اكد عزمه على "استطلاع كل السبل في مجلس الامن للسماح في اسرع وقت بمراقبة فعلية يمكن التحقق منها للاسلحة الكيميائية الموجودة في سوريا".
مجلس الأمن
وفي نيويورك، عقد المندوبون الدائمون للدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن، الأميركية سامانتا باور والبريطاني السير مارك ليال غرانت والفرنسي جيرار آرو والروسي فيتالي تشوركين والصيني ليو جيي، اجتماعاً ناقشوا خلاله "امكانات تعامل مجلس الأمن مع الأزمة السورية بكليتها، بما في ذلك موضوع استخدام الأسلحة الكيميائية"، كما قال أحد الديبلوماسيين لـ"النهار". لكنه استبعد أن يتخذ أي موقف في الوقت الحاضر وقبل أن تظهر نتائج لقاء جنيف بين كيري ولافروف بدءأ من اليوم، متوقعاً أن تستمر المشاورات "بضعة أيام إذ أن المحادثات الأميركية – الروسية لا تقتصر على نزع الأسلحة الكيميائية السورية، بل أيضاً على ايجاد مخرج من المأزق الذي تعانيه العملية السياسية"، وخصوصاً من حيث عقد مؤتمر جنيف – 2 "إذا تمّ التفاهم والإتفاق على تفسير النقاط الواردة في بيان جنيف" لمجموعة العمل الخاصة بسوريا والذي صدر في 30 حزيران 2012.
ووضع الديبلوماسي المشاورات الجارية بين الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن "في اطار الإستعداد لإمكان اصدار مجلس الأمن منتجاً أو أكثر، على الأرجح بصيغة قرار، للتعامل مع كل عناصر الأزمة السورية، وليس فقط الأسلحة الكيميائية التي كانت هي السبب في الزخم الذي نشهده حالياً". ولاحظ أن الابرهيمي توجه من باريس الى جنيف للإجتماع مع كل من كيري ولافروف وللبقاء "في حال استعداد" إذا طلب منه المسؤولون الأميركيون أو الروس القيام بخطوات محددة تتعلق بمؤتمر جنيف - 2.
ويأتي اجتماع الدول الخمس غداة صدام ديبلوماسي بدأ بخطط فرنسية لتقديم مشروع قرار الى مجلس الأمن تمت الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة، يمهل السلطات السورية 15 يوماً فقط للتصريح عن كل جوانب برنامجها الكيميائي الحربي، وغيره من الأسلحة البيولوجية والجرثومية والسامة تحت طائلة "اتخاذ اجراءات إضافية"، عقابية الطابع. غير أن موسكو رفضت المقترحات الفرنسية وسارعت الى اعداد مشروع بيان رئاسي وطلبت عقد جلسة طارئة لمجلس الأمن، ما لبثت أن ألغيت بعد مساومة قضت بموافقة باريس على تعديل مشروعها.
وحتى ساعة متقدمة، أكد أعضاء في مجلس الأمن أنهم لم يروا بعد نص الإقتراح الروسي الخاص بتفكيك البرنامج الكيميائي السوري، علماً أن واشنطن تسلمت نسخة منه. غير أن هؤلاء يترقبون أيضاً تقرير مهمة تقصي الحقائق في الإدعاءات ذات الصلة باستخدام الأسلحة الكيميائية في سوريا برئاسة آكي سالستروم. وأكد مسؤول في المنظمة الدولية أن الأمين العام بان كي - مون "سيطلب أن يتحدث أمام مجلس الأمن خلال الأيام المقبلة"، بيد أنه رفض تحديد هذا الموعد الذي يعتقد أنه سيخصص لتسليم التقرير الى أعضاء المجلس.
الجامعة العربية
وفي القاهرة، أمل مجلس الجامعة العربية أن تؤدي المبادرة الروسية الخاصة بحل الازمة السورية الى نتائج تحقق ارادة الشعب السوري وتحافظ على وحدته وسيادته وفقاً لمسار مؤتمر جنيف.
وأكد المجلس في بيان عقب اجتماع طارئ على مستوى المندوبين الدائمين برئاسة ليبيا التي تتولى الرئاسة الدورية للمجلس "تعامله بايجابية مع كل المبادرات السابقة المتعلقة بالازمة السورية، وانه سوف يتعامل بايجابية مع اي مبادرة تهدف الى حل للأزمة السورية". وأمل ان "تؤدي المبادرة الروسية بعد معرفة تفاصيلها الى تنفيذ لاجراءات الضرورية لانجاحها حتى يتمكن المجتمع الدولي من تحقيق ارادة الشعب السوري والحفاظ على وحدته وسيادته وفقا لمسار مؤتمر جنيف".
وأعاد المجلس "تأكيده عدم اختزال الأزمة السورية في تداعيات جريمة استخدام الأسلحة الكيميائية في الغوطة الشرقية ، كما أكد موقفه الثابت منذ بدء تعامله مع الأزمة السورية والقاضي بالطلب من الامم المتحدة والمجتمع الدولي ضرورة اتخاذ قرار ملزم واجراءات فاعلة تكفل وقف القتال في سوريا فورا والبدء بعملية سياسية تفاوضية شاملة تحقق الانتقال السياسي الفوري نحو نظام ديموقراطي وتعددي يحترم حقوق الانسان وحرياته الاساسية، ويحافظ على وحدة سوريا الترابية وسيادتها واستقلالها السياسي، ويستعيد وئامها المجتمعي". وأكد "ضرورة معاقبة مرتكبي جريمة استخدام الاسلحة الكيميائية في الغوطة الشرقية وغيرها من الجرائم المرتكبة بحق الشعب السوري، وتقديمهم الى العدالة الجنائية الدولية باعتبارها من جرائم الحرب"."
الاخبار
لقاء جنيف اليوم: مواجهة أميركيّة روسيّة
وكتبت صحيفة الاخبار تقول "خرجت المبادرة الروسية الى العلن وحان وقت رسم تفاصيلها في محادثات ثنائية مغلقة. جون كيري سيلتقي سيرغي لافروف في جنيف اليوم لبحث خطة وضع الترسانة الكيميائية السورية تحت الرقابة الدولية، بينما جمّد الكونغرس تصويته لإعطاء فرصة للحلّ الدبلوماسي.
في ظل صدام دبلوماسي أميركي روسي نجحت في خلاله روسيا في التصدي لمحاولة استصدار قرار دولي بحق سوريا تحت الفصل السابع، بات واضحاً أن مسودته الفرنسية غير قابلة للحياة، يخوض وزير الخارجية الأميركية جون كيري، في جنيف وبدءاً من اليوم، جولة من المفاوضات الماراتونية مع نظيره الروسي سيرغي لافروف تستمر أياماً، على أمل التوصل إلى تفاهم ينهي ملف الاسلحة الكيميائية السوري ويجنب المنطقة والعالم حرباً مدمرة.
وقالت مصادر رسمية أميركية وروسية أمس إن فريقاً من الخبراء سيرافق كيري الى لقاء جنيف، ومن المرجّح أن يكون بينهم مختصّون في أسلحة الدمار الشامل والأسلحة الكيميائية من الجيش الأميركي. وأفادت المصادر بأن كيري ولافروف سيعقدان جولة مباحثات على مدى يومين أو أكثر، بدءاً من الخميس، وسيُضمَّن ما توصل إليه الطرفان في مسودة قرار تقدّم الى مجلس الأمن. وأعلنت الخارجية الأميركية أن كيري لن يلتقي غير لافروف والأخضر الإبراهيمي.
وكان الأميركيون على موعد مع خطاب رئاسي متلفز تناول فيه الرئيس باراك أوباما أغلب النقاط المتعلقة بالملف السوري، مشدداً على أهمية اعتماد الدبلوماسية مع الإبقاء على الضفط العسكري. وأعلن أوباما أن الوقت «ما زال مبكراً» لمعرفة ما إذا كانت الخطة الروسية يمكن أن تجنّب سوريا ضربة عسكرية أميركية، لكنه تعهّد بإعطاء الدبلوماسية فرصة مع إبقاء «الضغط» العسكري.
وتعهد أوباما، في خطاب وجّهه الى الاميركيين استغرق 16 دقيقة، «بإبقاء القوات الاميركية في مواقعها قبالة السواحل السورية» لإبقاء الضغط على دمشق، فيما تتواصل المساعي الدبلوماسية. وقال أوباما،الذي عدّل خطابه في اللحظة الاخيرة في ضوء الخطة الروسية المستجدة والقاضية بوضع ترسانة الاسلحة الكيميائية السورية تحت إشراف دولي لإتلافها، «لكن هذه المبادرة يمكن أن تؤدي الى إزالة خطر الاسلحة الكيميائية من دون اللجوء الى القوة، وخصوصاً أن روسيا هي من أقوى حلفاء الاسد»، وإن كان «هذا الاختراق الدبلوماسي ليس سوى نتيجة للتهديد باستخدام القوة» الذي مارسته واشنطن أخيراً.
وأكد أوباما أنّ من «غير المطروح ألا تردّ أميركا على الهجوم بالاسلحة الكيميائية الذي وقع في 21 آب الماضي بالقرب من دمشق»، مشيراً إلى أنه «يدرك ان الاميركيين سئموا كلفة النزاعات في الخارج... وأنه مهتم أكثر بإنهاء حروب منه بفتح حروب جديدة». لكنه لفت الى انه «اذا لم تتحرك اميركا، فان الاسلحة الكيميائية قد تستخدم مجدداً».
ووسط الغموض الذي يحيط بحجم أي تدخل عسكري أميركي، حذّر من ان النظام السوري «سيدفع الثمن غالياً إن استخدمت القوة العسكرية الاميركية ضده». وقال اوباما «إن القوات الاميركية لا تقوم بعمليات صغرى. حتى ضربة محدودة ستوجه رسالة الى الاسد لا يمكن أي بلد آخر توجيهها». وأردف: «لا أعتقد أن علينا إطاحة ديكتاتور جديد بالقوة»، لكنه أضاف: «إن ضربة محدودة يمكن أن تجعل الاسد او أي ديكتاتور آخر يفكّر ملياً قبل استخدام أسلحة كيميائية».
كذلك أوضح الرئيس أنه طلب من الكونغرس إرجاء التصويت على طلبه للسماح باستخدام القوة العسكرية في سوريا، بغية إعطاء فرصة للدبلوماسية. وأكد أوباما أنّ القوة لن تُستَخدَم «إلى ان يصدر مفتشو الامم المتحدة تقريرهم عن وقائع هجوم 21 آب».
وردّ الكونغرس على أوباما بقبول طلبه، فيما ظل الانقسام في الآراء واضحاً بين معظم النواب والشيوخ، لكنهم اجمعوا على تأييد قراره بتقصّي السبل الدبلوماسية قبل أي عملية عسكرية. وأرجأ مجلس الشيوخ الى الاسبوع المقبل على أقرب تقدير عملية تصويت على قرار يجيز استخدام القوة لاعطاء الرئيس امكانية التثبت من جدية الطرح الروسي.
ومن جانب اليمين، كرّر الجمهوريون الانعزاليون من حزب «حركة الشاي» وعددهم كبير في مجلس النواب معارضتهم للتدخل، وأعلنوا أنهم «غير مقتنعين كثيراً» بدعوة الرئيس.
وكتب النائب جايسون شافيتز على «تويتر»: «لقد تلقيت اتصالاً من الأمين العام للبيت الابيض بعد دقائق من الخطاب، لكني أجبته بأن تصويتي لا يزال سلبياً».
من جهته قال السيناتور راند بول رأس حربة المعارضة في مجلس الشيوخ إنه «إذا قمنا بزعزعة النظام السوري، فإن الفوضى ستتفاقم وسنصبح في نهاية المطاف حلفاء القاعدة»، معبّراً عن أمله في ان تكلل المبادرة الروسية بالنجاح.
ومن جهة اليسار، رأى الديموقراطيون المناهضون للحرب السبيل الدبلوماسي بمثابة «مخرج مشرّف»، فيما يتزايد يومياً عدد معارضي التدخل. وقال السيناتور جيف ميركلي الذي لا يزال متردداً بعد خطاب اوباما: «أنا سعيد لأن الولايات المتحدة ودولا اخرى تبحث عن استراتيجية دبلوماسية دولية». وقال تشارلز رانغيل النائب المعارض للضربات: «أشيد بالرئيس لانه اختار الانتظار وطلب موافقة الكونغرس».
ويسعى الديموقراطي روبرت منينديز رئيس «لجنة الشؤون الخارجية» في مجلس الشيوخ مع أعضاء آخرين في المجلس لوضع صيغة جديدة للنص الذي سيعرض على النواب تربط أي عملية عسكرية على سوريا بعدم احترام الرئيس السوري بشار الاسد لقرار محتمل من الامم المتحدة.
وفي مجلس الشيوخ ينشقّ يومياً عدد متزايد من الأعضاء الديموقراطيين الرافضين للتدخل العسكري. وفيما كان الرئيس يلقي خطابه، أعلن 24 فقط من أعضاء مجلس الشيوخ تأييدهم للضربة و29 معارضتهم لها، فيما لا يزال 47 مترددين. وفي مجلس النواب يعارض 181 نائباً بحسب صحيفة «ذي نيويورك تايمز» التدخل."
المستقبل
الجيش الحر يرفض مبادرة موسكو
واشنطن تضع "هيبة" روسيا على محك الكيميائي السوري
وكتبت صحيفة المستقبل تقول "كرّرت الولايات المتحدة وفرنسا أمس التزامهما التدخل عسكرياً ضد النظام السوري إذا أخفقت الجهود الديبلوماسية الحالية على صعيد فرض رقابة دولية على الترسانة الكيميائية السورية، مع إعلان البيت الأبيض عشية اجتماع روسي - أميركي في جنيف، أن "هيبة" موسكو على المحك في تلك العملية التي حضرت على طاولة الدول الكبرى في مجلس الأمن أمس.
وأعلن رئيس قيادة الأركان في الجيش السوري الحر اللواء سليم ادريس رفضه المبادرة الروسية، وطالب المجتمع الدولي أمس "بمحاكمة المجرم بشار الأسد أمام محكمة الجنايات الدولية بعد أن اعترف بجريمته".
وحمّل تقرير للأمم المتحدة نشر أمس، القوات السورية ومقاتلي "حزب الله" مسؤولية مقتل 450 شخصاً في هجوم لاستعادة السيطرة على مدينة القصير الاستراتيجية غرب سوريا.
ففي واشنطن أعلن البيت الابيض ان "هيبة" روسيا على المحك في العملية الديبلوماسية المتعلقة بالاسلحة الكيميائية في سوريا.
وفي تصريحه اليومي أمس، أقر المتحدث باسم الرئيس الاميركي باراك اوباما بأن الولايات المتحدة تتعامل مع هذه المرحلة الجديدة وهي "متشككة" حيال صدق نظام الاسد.
وقال المتحدث جاي كارني إن روسيا الحليف الرئيسي للنظام السوري "وبعد ان جمدت طيلة سنتين محاولات الامم المتحدة لمحاسبة الاسد(..)، تمارس أو يبدو انها تظهر انها تريد ان تمارس دوراً بناء".
وكان كارني يتحدث غداة خطاب للرئيس الأميركي باراك اوباما وافق فيه على منح فرصة للاقتراح الروسي بوضع الترسانة الكيميائية السورية تحت اشراف دولي لتفكيكها لاحقا، مستبعدا احتمال توجيه ضربات اميركية فورية ضد نظام الاسد.
واقتراح موسكو الذي وافقت عليه الحكومة السورية "يدل على ان روسيا تضع هيبتها على المحك"، كما رأى كارني. ويمثل الاقتراح "فرصة حقيقية اذا تكلل بالنجاح" وفقاً للمتحدث باسم اوباما الذي قال ايضا "نبقى متشككين بالتأكيد حيال التعهدات التي تقطعها سوريا. نظام الأسد ليس موضع ثقة كبيرة عندما يتعلق الامر باحترام تعهداته. لكن يتعين علينا دراسة هذه الامكانية" التي تتعلق بحل ديبلوماسي.
ومساء الثلاثاء، اكد اوباما ان وزير خارجيته جون كيري سيتوجه اليوم الى جنيف حيث يلتقي نظيره الروسي سيرغي لافروف لبحث التطبيق المحتمل لخطة موسكو في شأن سوريا.
وأعلنت وزارة الخارجية الاميركية أمس ان خبراء اميركيين في التسلح سيحضرون اللقاء المخصص في جنيف لملف الاسلحة الكيميائية السورية بين وزيري الخارجية الاميركي والروسي.
وسيشارك في اللقاء الموفد الخاص للجامعة العربية والامم المتحدة الاخضر الابراهيمي، علما بأن الاجتماع بشأن الخطة الروسية لوضع الاسلحة الكيميائية السورية تحت اشراف دولي قد يستمر حتى السبت.
وذكر مصدر روسي أمس ان مسؤولين روساً سلموا الولايات المتحدة خطة لوضع ترسانة سوريا من الاسلحة الكيميائية تحت اشراف دولي، فيما يعكف دبلوماسيون من موسكو وواشنطن على التحضير لاجتماع جنيف.
في الاطار نفسه، اجتمع الاعضاء الخمسة الدائمون في مجلس الامن بعد ظهر أمس لمتابعة مشاوراتهم حول سبل تفكيك الترسانة الكيميائية السورية، وفق ما افاد ديبلوماسيون.
وكان الاعضاء الدائمون (الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا وروسيا والصين) بدأوا الثلاثاء مناقشة مشروع قرار فرنسي يلحظ هذا التفكيك مع التهديد بضربة عسكرية في حال لم يتم ذلك. لكن اجتماعا للمجلس كان مقررا بعد ظهر الثلاثاء الغي في اللحظة الاخيرة بناء على طلب موسكو التي رفضت المشروع الفرنسي.
وصرح السفير الروسي في فرنسا الكسندر اورلوف لاذاعة فرنسا الدولية أمس، ان "مشروع القرار الذي قدمته فرنسا اعد على عجل".
وفي مواجهة رفض موسكو مشروع قرار في الامم المتحدة يشمل احتمال اللجوء الى القوة ضد دمشق، يخشى الرئيسان الاميركي باراك اوباما والفرنسي فرنسوا هولاند اي نوع من المماطلة.
واعلنت الرئاسة الفرنسية أمس اثر اجتماع لمجلس الدفاع ان فرنسا ستظل "معبأة لمعاقبة استخدام اسلحة كيميائية من جانب النظام السوري وردعه عن تكرار ذلك". لكن هولاند اكد عزمه على "استطلاع كل السبل في مجلس الامن الدولي للسماح في اسرع وقت بمراقبة فعلية يمكن التحقق منها للاسلحة الكيميائية الموجودة في سوريا".
وتدور هذه التصريحات في فلك ما اعلنه اوباما مساء الثلاثاء لجهة اعتباره ان الاقتراح الروسي بوضع الاسلحة الكيميائية السورية تحت رقابة دولية يشكل مؤشرا "مشجعا".
وقال الرئيس الاميركي ان "هذه المبادرة يمكنها ان تسمح بوضع حد لتهديد الاسلحة الكيميائية من دون اللجوء الى القوة، وخصوصا لان روسيا هي احد اقوى حلفاء الاسد"، مع اقراره بان الوقت "لا يزال مبكرا جدا" لتحديد ما اذا كانت هذه الخطة ستنجح. وطلب من الكونغرس عدم التصويت فورا على احتمال استخدام القوة.
وعقد مندوبو الدول دائمي العضوية بمجلس الأمن الدولي (الولايات المتحدة وروسيا والصين وبريطانيا وفرنسا) أمس اجتماعا تشاوريا بشأن ملف ازمة الأسلحة الكيميائية في سوريا.
وناقش سفراء الدول الأعضاء في مقر البعثة الفرنسية بنيويورك مسودة القرار الفرنسي المقترح تحت البند السابع من الميثاق بشأن الأزمة.
ويطالب القرار دمشق بالامتثال الدقيق والعاجل ومراقبة التزاماتها بموجب القانون الدولي في ما يتعلق بالأسلحة الكيميائية والبيولوجية ولا سيما القرار 1540 (2004).
ويطالب مشروع القرار الفرنسي الذي يجيز استخدام القوة في حالة عدم الإمتثال الكامل لأي من بنود القرار يطالب السلطات السورية بتدمير وازالة الأسلحة الكيماوية دون قيد أو شرط ووضعها تحت إشراف دولي واتخاذ جميع التدابير اللازمة والوسائل المناسبة في هذا الصدد على أن تقدم دمشق اعلانا في غضون خمسة عشر يوما من اتخاذ هذا القرار يتضمن بشكل كامل ونهائي مواقع هذه الأسلحة وكمياتها وأنواعها وجميع المواد المتعلقة.
ويلزم مشروع القرار الفرنسي سوريا بأن تسمح "بالوصول الفوري وغير المشروط وغير المقيد إلى جميع المناطق والمرافق والمعدات والسجلات ووسائل النقل التي تود بعثة التحقيق تفتيشها وفقا للولاية الممنوحة بموجب هذا القرار وكذلك إلى جميع المسؤولين والأشخاص الآخرين المرتبطين ببرنامج الأسلحة البيولوجية والكيميائية السورية ووسائل إيصالها ويشدد على أهمية ضمان أن البعثة لديها جميع الموارد الضرورية والسلطة لإنجاز عملها في سوريا.
وينص مشروع القرار الفرنسي على "حظر السفر فورا وتجميد الأصول للمسؤولين السوريين عن أي انتهاكات لهذا القرار وفقا لما تقرره لجنة مجلس الأمن وإحالة الوضع في سوريا منذ آذار 2011 إلى المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية".
ويعرب مشروع القرار عن الحزن الشديد تجاه استخدام الأسلحة الكيميائية في غوطة دمشق في 21 آب2013 وتجاه الوفيات التي نجمت عن ذلك، كما يعرب مشروع القرار عن قلق مجلس الأمن العميق ازاء احتمال حدوث مزيد من استخدام الأسلحة الكيميائية من قبل السلطات السورية، مؤكدا أن استخدام الأسلحة الكيميائية يشكل انتهاكا خطيرا للقانون الدولي.
ويطالب مشروع القرار بمحاكمة المسؤولين السوريين عن استخدام هذه الأسلحة ضد المدنيين في سوريا.
وأعلن اللواء سليم ادريس رئيس قيادة الأركان في الجيش الحر في تصريح خاص لـ"ايلاف" رفضه للمبادرة الروسية، وأكد على طلبه من المجتمع الدولي "محاكمة المجرم بشار الأسد أمام محكمة الجنايات الدولية بعد أن اعترف بجريمته"، وأشار الى أن تسليم أداة الجريمة هو اعتراف بالجريمة .
ولفت الى أن قيادة الاركان "طلبت من كل اعضاء الجيش الحر متابعة تحرير البلاد من العصابة المجرمة."
وأضاف "نحن في رئاسة الاركان لا نثق نهائيا بالنظام السوري وروسيا ايضا فالقيادة الروسية شريك في ذبح الشعب السوري". ورأى ادريس" انه من الضروري توجيه ضربات عسكرية للنظام المجرم لوضع حد لتجاوزاته لكل القيم والقوانين والأعراف وحقوق الانسان".
وقال" ان مايجري الان هو عبارة عن صفقة للتخلص من السلاح الكيميائي على حساب دم الشعب السوري".
ودعت وزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي كاثرين اشتون اعضاء مجلس الامن الدولي أمس، الى "تحمل مسؤولياتهم" في حل النزاع السوري، فيما وصف الامين العام للامم المتحدة بان كي مون الفظائع في سوريا بانها "فشل جماعي" لكل القوى الدولية.
وفي القاهرة، اكد مجلس الجامعة العربية في ختام اجتماع على مستوى المندوبين الدائمين للدول الاعضاء الاربعاء انه يأمل في "تنفيذ الاجراءات اللازمة لنجاح المبادرة الروسية" في شان الترسانة الكيميائية للنظام السوري.
ودعا العاهل الاردني الملك عبد الله الثاني الاردنيين الى عدم القلق والخوف من تداعيات النزاع المسلح في الجارة الشمالية سوريا، مجددا موقف بلاده الداعي لايجاد "حل سياسي شامل" للازمة السورية.
في المقابل، اعربت تركيا التي تؤيد عملا عسكريا ضد النظام السوري عن "شكوكها" في التزام دمشق باتفاق حول السلاح الكيميائي، مع ترحيبها بالاقتراح الروسي. والمفاوضات التي بدأت في الامم المتحدة تبدو صعبة."
اللواء
خلوة كيري - لافروف تفتح ملف الحلول للأزمة السورية
الكيماوي ومصير الأسد وصيغة النظام الجديد على قائمة المباحثات الماراتونية
وكتبت صحيفة اللواء تقول "يلتقي وزيرا الخارجية الاميركي جون كيري والروسي سيرغي لافروف اليوم في سويسرا في محاولة لتجاوز المازق بين الغربيين وروسيا حول كيفية حض سوريا على التخلي عن ترسانتها الكيميائية فيما يتوقع أن تفتح هذه الخلوة بين الرجلين ملف الحلول للازمة السورية حيث من المفترض أن تتضمن قائمة المباحثات «الماراتونية» بينهما مسألة الكيماوي ومصير الاسد اضافة الى صيغة النظام الجديد في سوريا.
وفيما عاد الحراك الى اروقة الامم المتحدة عبر اجتماع للدول الدائمة العضوية في مجلس الامن؛ كررت الولايات المتحدة وفرنسا التزامهما التدخل عسكريا ضد النظام السوري اذا اخفقت الجهود الدبلوماسية الحالية على صعيد فرض رقابة دولية على الترسانة الكيميائية السورية،
واعلنت الخارجية الاميركية ان خبراء اميركيين في التسلح سيحضرون اللقاء بين كيري ولافروف، على ان يشارك فيه الموفد الخاص للجامعة العربية والامم المتحدة الاخضر الابراهيمي، علما بان الاجتماع بشان الخطة الروسية قد يستمر حتى السبت.
وذكر مصدر روسي ان مسؤولين روسا سلموا الولايات المتحدة خطة لوضع ترسانة سوريا من الاسلحة الكيميائية تحت اشراف دولي فيما يعكف دبلوماسيون من موسكو وواشنطن على التحضير لاجتماع جنيف.
ولاحقا، قالت المتحدثة باسم الخارجية الاميركية جينيفر بساكي ان موسكو لم تسلم حتى الان سوى «افكار» وليس «ملفا كبيرا»، مضيفة انه لا تزال هناك «نقاط للعمل عليها».
واوضحت بساكي ان الهدف من اللقاء بين كيري ولافروف وكذلك من تبادل الاراء بين خبراء هو دراسة تفصيلية للافكار التي قدمها الروس و»تقييم ما اذا كانت تتوافق» مع المطالب الاميركية حول التخلص من الترسانة الكيميائية السورية.
في الاطار نفسه، اجتمع الاعضاء الخمسة الدائمون في مجلس الامن بعد ظهرامس لمتابعة مشاوراتهم حول سبل تفكيك الترسانة الكيميائية السورية، وفق ما افاد دبلوماسيون.
وكان الاعضاء الدائمون بداوا الثلاثاء مناقشة مشروع قرار فرنسي يلحظ هذا التفكيك مع التهديد بضربة عسكرية في حال لم يتم ذلك.
لكن اجتماعا للمجلس كان مقررا الثلاثاء الغي في اللحظة الاخيرة بناء على طلب موسكو التي رفضت المشروع الفرنسي.
وفي مواجهة رفض موسكو مشروع القرار الفرنسي، يخشى الرئيسان الاميركي باراك اوباما والفرنسي فرنسوا هولاند اي نوع من المماطلة.
ولكن في ظل تنامي الاعتراض على ضربات عسكرية ضد النظام السوري، لا يمكنهما الا مد اليد لموسكو.
واعلن البيت الابيض ان «هيبة» روسيا على المحك في العملية الدبلوماسية المتعلقة بالاسلحة الكيميائية في سوريا.
واقر المتحدث باسم اوباما من جهة اخرى بان الولايات المتحدة تتعامل مع هذه المرحلة الجديدة وهي «متشككة» حيال صدق نظام الرئيس بشار الاسد.
وكانت الرئاسة الفرنسية اعلنت في وقت سابق امس اثر اجتماع لمجلس الدفاع ان فرنسا ستظل «معبأة لمعاقبة استخدام اسلحة كيميائية من جانب النظام السوري وردعه عن تكرار ذلك».
لكن هولاند اكد عزمه على «استطلاع كل السبل في مجلس الامن للسماح في اسرع وقت بمراقبة فعلية يمكن التحقق منها للاسلحة الكيميائية الموجودة في سوريا».
وتدور هذه التصريحات في فلك ما اعلنه اوباما الثلاثاء لجهة اعتباره ان الاقتراح الروسي يشكل مؤشرا «مشجعا».
وقال الرئيس الاميركي ان «هذه المبادرة يمكنها ان تسمح بوضع حد لتهديد الاسلحة الكيميائية من دون اللجوء الى القوة، وخصوصا لان روسيا هي احد اقوى حلفاء الاسد»، مع اقراره بان الوقت «لا يزال مبكرا جدا» لتحديد ما اذا كانت هذه الخطة ستنجح.
ودعت وزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي كاثرين اشتون اعضاء مجلس الامن الى «تحمل مسؤولياتهم» في حل النزاع السوري، فيما وصف الامين العام للامم المتحدة بان كي مون الفظائع في سوريا بانها «فشل جماعي» لكل القوى الدولية.
وامل المرشد الايراني الاعلى اية الله علي خامنئي ان يكون قرار واشنطن بانتظار نتائج المبادرة الروسية «جديا».
وقال رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو «الان يجب التاكد من ان النظام السوري سيفكك ترسانته الكيميائية وعلى العالم ان يضمن ان اولئك الذين يستخدمون اسلحة الدمار الشامل سيدفعون ثمن ذلك».
في القاهرة، اكد مجلس الجامعة العربية انه يأمل في»تنفيذ الاجراءات اللازمة لنجاح المبادرة الروسية».
وكانت اللجنة التي فوضتها الامم المتحدة التحقيق حول الجرائم ضد حقوق الانسان في سوريا نددت في وقت سابق ب»جرائم ضد الانسانية» ارتكبتها القوات السورية النظامية و»جرائم حرب» ارتكبها مقاتلو المعارضة.
واوضحت منظمة الامم المتحدة للطفولة (يونيسيف) انها لم تتمكن من الوصول الى المناطق ولا الى ضحايا الهجمات الكيميائية.
ميدانيا، سقط ١١قتيلاً في غارة للطيران الحربي على مشفى ميداني في مدينة الباب في محافظة حلب. وارتفع الى عشرين عدد القتلى برصاص جبهة النصرة في قرية مكسر الحصان بمحافظة حمص.
وتضاربت الانباء عن مصير بلدة معلولا في ريف دمشق وفيما افادت وكالة الانباء الرسمية (سانا) ان القوات النظامية احرزت امس «تقدما كبيرا» في البلدة، اعترف مصدر امني بان المعارضين مازالوا يسيطرون على معظم البلدة."