الصحافة الاثنين 22/7/2013 عجلة تأليف الحكومة اللبنانية شبه معطلة
رصدت الصحف اللبنانية آخر التطورات الميدانية والسياسية على الساحة السورية، كما كان هناك متابعة لآخر التطورات في لبنان على مستوى المشاورات السياسية.
الاخبار
انتفاضة كردية... على «النصرة»
توجهت «الكتائب الإسلامية» إلى محيط مدينة القامشلي بهدف السيطرة عليها. غير أنّ النار انقلبت، ووصلت إلى معقل «الجهاديين» في محافظة الرقة. المعارك مستمرة بين الجانبين واحتمالات توسعها واردة
يوسف شيخو
القامشلي | لم يكن خافياً على زائر ريف القامشلي الجنوبي سيطرة الكتائب الإسلامية المتشددة خلال الأشهر الأخيرة على مساحة واسعة من منطقتي تل حميس وتل كوجر، على الحدود العراقية. معظم الكتائب، كانت تدير آباراً نفطية في القرى الواقعة خارج سيطرة وحدات الحماية الكردية (YPG)، وتمرّ عبر بعض حواجز الأكراد دون مانع. الجديد كان إغلاق الأكراد حواجزهم في وجه «الكتائب»، التي، من جانبها، أجابت بإرسال رتل عسكري مؤلف من أربع سيارات وحاصرت منزل مقاتل في الـ(YPG)، واعتقلته مع شقيقه.
في الرابع عشر من الجاري، حرّكت وحدات الحماية الكردية قوات كبيرة في جنوب مدينة «رميلان» النفطية، وسيطرت على نقاط عسكرية تابعة لـ«جبهة النصرة» المتشددة في ريفي تل حميس وتل كوجر من دون إطلاق رصاصة واحدة. وخلال وجود «الأخبار» في خيمة قياديي (YPG) ظهيرة السادس عشر من الجاري، تلقى قائد العملية اتصالين هاتفيين خلال ساعة، تبين لاحقاً، أن الأول من مدينة رأس العين (سري كانيه)، يفيد بتعرض تنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام» لدورية كردية وتمكنها من أسر مقاتل كردي. والثاني من جل آغا (الجوادية) يفيد بمهاجمة «النصرة» حاجزاً، وإصابتها 4 من عناصر YPG.
في اليوم التالي، أعلن الأكراد سيطرتهم على كامل رأس العين. تزامن ذلك مع فتح جبهة ساخنة في الريف الجنوبي لمدينة القامشلي، تمكّن خلالها الأكراد من ليّ ذراع «جبهة النصرة» التي ساندتها كتائب إسلامية عدة. ومنذ 5 أيام، يشهد محيط بلدة «تل كوجر» على الحدود مع العراق معارك عنيفة، قتل خلالها أكثر من 50 عنصراً من «النصرة»، بينهم «أميران»، وكلاهما أجانب، وفق قياديين ميدانيين، أكدوا، أيضاً، مقتل 12 مقاتلاً كردياً، بينهم قائد وحدة عسكرية. كما أحرقت وحدات (YPG) أكثر من 7 آليات عسكرية، بينها عربات «دوشكا»، واستولت على مدافع «هاون» في قرى تل علو والجندية وسويدية.
ونشرت وحدات (YPG) أكثر من 25 نقطة عسكرية في منطقة المواجهات. وللمرة الأولى، استخدم المقاتلون الأكراد أسلحة متوسطة، محلية الصنع، لم يَختبرها سوى جنود الجيش التركي خلال مواجهاتهم مع حزب العمال الكردستاني. ونفذت (YPG) عمليتين نوعيتين ليلي الخميس والجمعة الفائتين، بعد قطعها التيار الكهربائي عن كامل المنطقة، وبحسب القيادي الكردي «قُتل خلالهما نحو 30 إسلامياً»، بينهم مقاتلون أجانب.
ولفت القيادي في تصريح لـ«الأخبار»، الى أنهم سيطروا على مساحة واسعة، وقطعوا معظم طرق الإمداد عن الكتائب الإسلامية. وبعد سيطرة الأكراد على حاجز مطحنة «الحوارات» ومحيط قرية تل علو وكرهوك وعلي آغا، لجأ عناصر «النصرة» إلى محطة صوامع «تل علو» التي تبعد نحو 6 كلم عن تل علو. وتعد المحطة مركزاً مهماً بالنسبة إلى التنظيم المتشدد، حيث يتحصّن فيه عدد كبير من عناصر الجبهة.
ولا يبعد الأكراد سوى بضعة كيلومترات عن مدينة تل كوجر (اليعربية) المحاذية لمعبر «ربيعة» العراقي. وفي سؤال لـ«الأخبار» عن نية الأكراد السيطرة على المعبر الحدودي، أفاد قيادي عسكري كردي، يعرف باسم «شرفان»، بأنهم «سينفذون الأوامر فقط». وأضاف: «إذا أمرتنا القيادة العليا بالسيطرة على المعبر فسنحصل عليه». وكانت وسائل إعلام قد نقلت عن مصدر مقرب من «النصرة» إعلان مسؤولها في المنطقة الشرقية النفير العام. تزامن الإعلان مع تفجير انتحاري على بعد 200 متر من مقر (YPG) في مدينة «جل آغا»، من دون وقوع خسائر. كما أسرت الجبهة مدنيين أكراداً بهدف عقد صفقة تبادل مع عناصرها. واعتقلت الخميس الفائت 16 طالباً كردياً، بعدما أوقفت حافلة الطلبة على طريق حلب _ تل تمر. وبحسب المعلومات التي حصلت عليها «الأخبار»، أسرت الوحدات الكردية في رأس العين وتل كوجر حتى اللحظة نحو50 عنصراً من «النصرة» و«الدولة الإسلامية في العراق والشام».
وفيما يشهد مقرّا جبهة النصرة في «تل حلف» و«أصفر نجار»، نحو 3 كلم غربي رأس العين، مواجهات عنيفة، انتقلت النار إلى مدينة تل أبيض الحدودية مع تركيا، والتي تسيطر عليها الكتائب الإسلامية المتشددة. وأعلنت الكتائب حالة استنفار بعد وضعها حواجز عسكرية واعتقالها مدنيين أكراد. فأجابت وحدات YPG بأسر 4 عناصر من «الدولة الإسلامية في العراق والشام» قرب تل أبيض، بينهم أميرهم المعروف باسم «أبو مصعب». ما أدى إلى تفجر الوضع، وبدء المواجهات العنيفة بين الكتائب الإسلامية ولواء جبهة الأكراد (مقرب من الـ YPG ويقاتل تحت لواء الجيش الحر).
وأفاد مصدر طبي من تل أبيض «الأخبار» بمقتل 8 من الإسلاميين المتشددين وجرح 5 آخرين، فيما سجلت 4 إصابات في صفوف الأكراد. ونفذت الكتائب حملة اعتقالات طالت عشرات المدنيين الأكراد خلال فرارهم من المدينة. في المقابل، وصلت قوة من الـ(YPG) إلى قرى قريبة من تل أبيض.
وبحسب «المرصد السوري لحقوق الإنسان» المعارض، أفرج «لواء جبهة الأكراد» عن أمير «الدولة الإسلامية». وقال مصدر في «لواء الأكراد»، إنّ الإفراج جاء بعد وساطة من الكتائب المقاتلة، على أن يتم الإفراج عن مئات المدنيين الأكراد، الذين اعتقلتهم «الدولة الإسلامية»، وهم أهالي مقاتلي لواء جبهة الأكراد. وأضاف: «الكتائب المقاتلة الأخرى في المدينة قاتلت يوم أمس وفجر اليوم مع الدولة الإسلامية ضدهم». وتزعم وسائل إعلام مقربة من الاتحاد الديموقراطي الكردي في سوريا (PYD) نقلاً عما وصفته بمصدر موثوق من داخل البوابة الحدودية في تل أبيض، أنه منذ يومين أرسلت «الدولة التركية شحنة من مختلف أنواع الأسلحة بأربع سيارات» إلى تل أبيض «وتم توزيعها على المجموعات المسلحة التابعة لتنظيم القاعدة داخل المدينة». واللافت أن الكتائب وجدت صعوبة في إرسال الدعم إلى رأس العين خشية فتح الأكراد جبهة منطقة كوباني، المحاذية لمدن يسيطر عليها المتشددون كالرقة وتل أبيض وجرابلس، علماً بأن وحدات (YPG) في كوباني لم تطلق رصاصة واحدة منذ بداية الاحتجاجات في سوريا.
وفي الأثناء، بدأ الجيش السوري منذ يومين بقصف أحياء الغويران والزهور «حوش الباعر» والنشوة الغربية، بعد دخول كتائب إسلامية إليها. كما تحاصر كتائب قادمة من منطقة الشدادي، التي تبعد60 كيلومتراً جنوبي الحسكة، جبل كوكب (حوالى 10 كلم شرق المدينة) وهو مقر استراتيجي لقوات الجيش السوري. كما تحاصر كتيبة المدفعية في قرية الميلبية، التي تبعد 15 كيلومتراً جنوب الحسكة.
بري: ليأتِ الحريري ويترشح لرئاسة الحكومة
في موقف يحمل دلالات سياسية مهمة، لمّح رئيس المجلس النيابي نبيه بري الى أنه لا يمانع ترشيح الرئيس سعد الحريري إلى رئاسة الحكومة خلفاً للرئيس المكلف تمام سلام، داعياً الحريري إلى العودةإلى بيروت والترشح «وندرس هذا الأمر»
ناصر شرارة
استبعد رئيس المجلس النيابي نبيه بري، في ظل التمترس السياسي القائم، تشكيل حكومة «في المدى المنظور». ومع وصول الأمور الى هذه المرحلة، تساءل: «لماذا لا يأتي الرئيس سعد الحريري الى بيروت، وإذا ترشح إلى رئاسة الحكومة ندرس هذا الأمر؟».
وقال بري في حديث إلى «الأخبار»: «إذا كان عدم عودة الحريري بحجة أن الوضع غير آمن، فنحن نشاهد أن كل اجتماعات 14 آذار تعقد في بيت الوسط. وعليه يمكن أن يأتي الى دارته في بيت الوسط. وإذا ترشح إلى رئاسة الحكومة، أكرر أننا سندرس هذا الامر». وأكّد بري أنه لا يقلل من الاخطار الامنية التي تتربص بلبنان، مشيراً الى أن «البلد يعج بالأخبار عن الوضع الامني الخطر». وقال: «بصراحة، أنا خائف على الامن في البلد. وهناك معلومات تبرر خوفي، وتجعلني أطالب بكل قوة بإنجاز الامور التي تحصّن البلد أمنياً وسياسياً». وعن الدعوة إلى الحوار الوطني، قال بري: «الحوار مطلبي الدائم. ونحن رأينا، بالأمس، ونرى، اليوم وغداً، أن الحوار أمر بديهي، وهو أسلوب متبع لحل المشاكل والأزمات في كل بلدان العالم. ولكن عندما توضع شروط على الحوار يصبح حواراً خارج الطاولة. فالشروط يتم وضعها بين الأعداء وليس بين الشعب. نحن بيننا خصومة لا عداوة. أنا أضع شرطاً على الإسرائيليين وليس على الخصم اللبناني».
وعن مستجدات الاتصالات من أجل تسهيل تأليف الحكومة، قال بري: «اقترحت ما لديّ، ولكن الناس لا تريد أن تسمع. لو أخذوا بمبادرتي لكان تم تأليف حكومة تتمثل فيها كل الأطراف وليس فيها لأحد ثلث لا معطل ولا مبطل. ولكن تبين أنهم يريدون حكومة إخضاع، وأن هناك استهدافاً واضحاً». وأكد في هذا السياق أن «لا أحد في لبنان له قدرة على استهداف فريق آخر»، مذكراً بـ«أننا نحن الوحيدون الذين رفضنا أن يُعزل غيرنا، فحري بنا ألا نقبل بأن يعزلونا».
وكشف أن الاتصالات مع رئيس الحكومة المكلف تمام سلام لم تؤدّ حتى الآن إلى نتيجة. وأضاف: «يبدو أن حالة التمترس السياسي هي المسؤولة عن حال التردي التي نحن فيها الآن والتعثر في كل شيء». ورأى أنه «كان يمكن مبادرتي أن تؤدي الى اختراق في هذا الوضع الراكد، لكن للأسف لم يؤخذ بها».
واستغرب «انهم كانوا يقولون لا نريد الثلث المعطل، وبعد موقفي بأنه لم يعد هذا الامر موجوداً ، يريدونني أن أعود اليه». وشدد على أنه لن يتراجع عن مواقفه التي أعلنها أخيراً والمتعلقة بالتفاوض حول تشكيل الحكومة.
وأعرب بري عن تقديره لما ورد في الخطاب الأخير للأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله الجمعة الماضي، معتبراً أن التعليقات عليه لم تستجب لروحيته وتعاملت معه وفق منطق «عنزة ولو طارت».
السفير
أوروبا لا تصنِّف «حزب الله» إرهابياً برغم تحريض بعض الداخل
بري للحريري: عودتك لرئاسة الحكومة قابلة للدرس
بدل أن يتحرك قطار التأليف الحكومي الى الأمام بعد مراوحة طويلة، بدا أن هذا القطار أصيب بأعطال إضافية وأن جهود التشكيل أصيبت بانتكاسة خلال الساعات الماضية، جعلت مهمة الرئيس المكلف تزداد صعوبة.
وبينما كان يُعتقد أن الخطوط المفتوحة بين عين التينة والمصيطبة ستساهم في حلحلة العقد، لا سيما بعد مبادرة الرئيس نبيه بري الى تجميد العمل بـ«رخصة التحالف» مع العماد ميشال عون، إذ بالاجتماع الأخير الذي عقد بين المعاون السياسي لبري الوزير علي حسن خليل والرئيس المكلف تمام سلام ينتهي الى نتيجة سلبية، من شأنها أن تمدد أزمة التأليف فترة إضافية.
ومع استمرار الانسداد في الأفق السياسي، وجه بري عبر «السفير» دعوة الى الرئيس سعد الحريري للعودة الى لبنان «وإذا أراد ان يترشح لرئاسة الحكومة، ندرس الأمر»، فيما استمرت المبادرة الحوارية التي اطلقها الأمين العام لـ«حزب الله» السيد حسن نصرالله بالتفاعل وسط ردود فعل متباينة، علماً أن الرئيس سعد الحريري لم يعلق رسمياً بعد على هذه المبادرة.
وفي الأثناء، يُرجح ان يتفادى الاتحاد الاوروبي خلال اجتماعه اليوم في بروكسل إدراج «حزب الله» على اللائحة الاوروبية للإرهاب، برغم تحريض بعض الاطراف اللبنانية على الحزب، وذلك بسبب اعتراض عدد من دول الاتحاد على هذا الخيار، علماً أن قراراته تحتاج الى إجماع.
بري
وغداة اللقاء الذي جمع الرئيس المكلف تمام سلام مع الوزير علي حسن خليل، قال الرئيس بري لـ«السفير» إن «إصرار الرئيس سلام على صيغة 8-8-8، لا يفيد عملية تشكيل الحكومة»، مستغرباً تمسكه بالتعاطي مع فريق «8 آذار» خلال المفاوضات ككتلة واحدة، «برغم انني أبلغته بوضوح أننا وحزب الله سنفاوضه لوحدنا، وأن العماد ميشال عون سيفاوض باسمه، لأننا لم نعد فريقاً واحداً على مستوى القضايا الداخلية بسبب وجود تباينات موضوعية، وهذا أمر كان يفترض به ان يسهل التأليف، لأنه أنهى نظرية الثلث الضامن، لكن الرئيس المكلف لم يتلقفه كما يجب».
وأضاف: لماذا يحق للرئيس سلام أن يعلن عند تكليفه عن أنه أصبح خارج «14 آذار» ويطلب منا أن نتعامل معه على هذا الأساس، ويرفض في المقابل الإقرار بحقيقة أن كلا من «التيار الوطني الحر» وتحالف «أمل - حزب الله» أصبح يفاوض لوحده حول حصته في الحكومة بعد تجميد العمل بإطار «8 آذار» على مستوى الملفات الداخلية؟
وأعرب بري عن اعتقاده أنه «لولا ثبات النائب وليد جنبلاط على موقفه الداعي الى تشكيل حكومة وحدة وطنية، لكانوا قد شكلوا حكومة أمر واقع منذ زمن».
ورداً على بعض الطروحات التي تتسرب من دارة الرئيس المكلف في المصيطبة، قال بري: حصة «أمل» و«حزب الله» الصافية هي خمسة وزراء، ولا يمكن أن نقبل بأقل من ذلك.
وإذ أثنى على خطاب الأمين العام لـ«حزب الله» السيد حسن نصرالله لناحية دعم الجيش والدعوة الى الحوار غير المشروط، قال: إذا كان الحوار مطلوباً بشكل دائم، فإنه أكثر إلحاحاً في هذه الظروف الخطيرة التي تواجه لبنان والمنطقة.
وأضاف: يكفينا من الحوار انه يتيح لنا ان نمرر المرحلة الحالية بأقل الخسائر الممكنة، ومن يضع الشروط المسبقة، عليه ان يعلم ان الشروط توضع عند التفاوض بين أعداء، أما حين يتعلق الامر بأبناء وطن واحد فلا يجوز وضع الشروط، مهما بلغ حجم الخصومة او التباين.
وحث بري الرئيس سعد الحريري على العودة الى لبنان «من أجل تسهيل الحوار وتفعيله حتى نتعاون على مواجهة التحديات الراهنة، وإذا كانت المخاوف الأمنية تمنعه، فأنا أعتقد ان الإقامة في بيت الوسط آمنة، وإلا ما كانت قوى 14 آذار لتعقد اجتماعاتها فيه».
ورداً على سؤال، أجاب: إذا أراد الرئيس الحريري ان يترشح الى رئاسة الحكومة فنحن على استعداد لدرس الأمر.
سلام
في هذه الأثناء، أكدت أوساط سلام لـ«السفير» أنه لا يزال متمسكاً بصيغة 8 ــ 8 ـــ 8 لتشكيل الحكومة، علماً أنه سبق واقترح ان يتنازل تحالف «أمل ـــ حزب الله» عن وزير شيعي من الوزراء الخمسة الشيعة، على أن يتم اختيار وزير مسيحي بدلا منه يُعطى لـ«التيار الوطني»، فيتم تجاوز مشكلة تمثيل العماد عون والمسيحيين الآخرين في هذا الفريق.
وأشارت الاوساط الى ان سلام ينتظر ايضاً ما سيخرج به اجتماع قيادات «تيار المستقبل» مع الرئيس سعد الحريري في السعودية. وأبدت ترحيبها بأجواء الهدوء والدعوات الى الحوار التي صدرت مؤخراً عن رئيس الجمهورية وسواه من قيادات سياسية، لكنها املت في ان تتم ترجمة هذه الدعوات بتسهيل تشكيل الحكومة والتنازل عن الشروط التعجيزية التي يطرحها هذا الفريق او ذاك.
«المستقبل»
وبينما يواصل وفد من «تيار المستقبل» برئاسة الرئيس فؤاد السنيورة زيارته الى جدة، قال مصدر بارز في التيار لـ«السفير» إن هذه اللقاءات دورية، وتعقد بعيداً عن الأضواء مرة كل 15يوماً تقريباً، لكن هذا الاجتماع تحديداً حُمّل أكثر مما يحتمل نتيجة تسربه الى الإعلام مسبقاً. وإذ أوضح ان الحريري والوفد الزائر سيجريان جولة أفق عامة، لفت الانتباه الى ان مسألة تشكيل الحكومة هي واحدة من بنود النقاش بطبيعة الحال.
وفي ما خص دعوة السيد نصرالله الى استئناف الحوار، أكد المصدر ان « تيار المستقبل كان باستمرار من دعاة الحوار، لكننا نريده بنّاء وليس حواراً للحوار»، متسائلا عن مصير المقررات التي تم الاتفاق عليها خلال جولات الحوار السابقة والمتعلقة بإعلان بعبدا والمحكمة الدولية وترسيم الحدود والسلاح الفلسطيني.
واعتبر المصدر أن «الأفضل من وجهة نظرنا تشكيل الحكومة واستئناف الحوار معاً، بحيث تتولى حكومة من شخصيات غير نافرة معالجة شؤون الناس فيما تناقش طاولة الحوار المسائل المعقدة».
لائحة الإرهاب
على صعيد آخر، من المتوقع ان يحسم وزراء خارجية الاتحاد الاوروبي خلال اجتماعهم اليوم مسألة إدراج «حزب الله» على اللائحة الاوروبية للإرهاب من عدمه.
وفي هذا الإطار، قال وزير الخارجية في حكومة تصريف الاعمال عدنان منصور لـ«السفير» انه يميل شخصيا الى توقع تعثر إدراج «حزب الله» على اللائحة الأوروبية للإرهاب برغم الضغوط الكبرى التي تُمارس من قبل الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا واللوبي اليهودي، مشيراً الى ان هناك اربع دول تتوزع بين متحفظة ومعترضة هي قبرص ومالطا وتشيكيا وإيرلندا، وربما ايضا بلجيكا والسويد، ولافتا الانتباه الى ان الدول المشاركة في «اليونيفيل» معنية أكثر من غيرها بمراجعة حساباتها.
واعتبر ان مثل هذا القرار سيحرج الدولة اللبنانية، كاشفاً عن ان سياسيين لبنانيين عمدوا الى التواطؤ مع الاوروبيين وبعض السفراء الأجانب للدفع في اتجاه إدراج «حزب الله» على لائحة الإرهاب، منبهاً الى ان اتخاذ قرار في هذا الاتجاه سيعرض استقرار لبنان للخطر باعتبار ان الحزب هو مكوّن اساسي من مكونات المجتمع اللبناني.
أكراد سوريا بين نارين:مواجهة مسلحي المعارضة وإدارة مناطقهم ذاتيا
طارق العبد
من جديد، تتجه الأنظار إلى شمال سوريا، وتحديداً إلى المناطق الكردية، حيث يتزايد الحديث بشكل جدي عن مشروع للإدارة الذاتية لهذه المناطق. ولكن هل تشبه الحالة الكردية في سوريا نظيرتها العراقية؟ وما هو موقف المعارضة المسلحة و"جبهة النصرة" في ظل اعتبار جزء من الشارع المعارض أن الأمر بداية لتقسيم سوريا، بين دولة كردية وأخرى تابعة إلى "الدولة الإسلامية في العراق والشام"، وهو ما يسعى أصحاب مشروع الإدارة الذاتية إلى طمأنة الجميع، بان الانفصال لن يحدث مهما كانت الظروف.
"الاتحاد الديموقراطي":
لا للانفصال عن سوريا
يؤكد أصحاب المشروع، أي "حزب الاتحاد الديموقراطي" الكردي، أن الأمر جاء لتلبية احتياجات الناس المقيمين في هذه المناطق، بعد معاناة كبيرة السنة الماضية لجهة توفير الخدمات وإدارة المدن والبلدات التي لم يتردد "الجيش الحر" في التقدم نحوها، وخاصة "الدولة الإسلامية في العراق والشام".
وفي هذا السياق، يؤكد مصدر في الحزب الكردي لـ"السفير" ان الأمر ليس وليد اللحظة. ويقول إن "الحديث عن الإدارة الذاتية ليس بالأمر الجديد، فهذا المشروع دخل حيز التنفيذ منذ حوالى السنة، وطبق على أرض الواقع في العديد من المناطق الكردية. فمشروع الإدارة الذاتية يأخذ من مبدأ أخوة الشعوب أساساً له، بهدف "دمقرطة" المجتمع والوصول به إلى الاصطفاف السياسي والأخلاقي لأساليب الإدارة".
ويضيف المصدر: "نحن نعتقد أن الشرعية السياسية والجماهيرية ليست بالأمر الكافي لبناء العلاقة الصحيحة بين مؤسسات الإدارة والمجتمع، وعليه يجري الاتحاد الديموقراطي العديد من المباحثات والمشاورات مع الأحزاب الكردية والتنظيمات والقوى الوطنية الأخرى لإيجاد الهيكل القانوني الديموقراطي لنظام العلاقة من خلال تشكيل إدارة منتخبة من صلب المجتمع تتمثل فيها كل مكونات المنطقة من أكراد وعرب وسريان وأشور وتركمان وأرمن".
وأضاف: "أما ما يشاع عبر بعض وسائل الإعلام عن نية كردية في الانفصال، فمثل هذه الادعاءات لا أساس لها من الصحة، فنحن جزأ لا يتجزأ من الوطن والشعب السوري وثورته، ونطمح إلى أن تكون سوريا دولة حقوق الشعوب والمواطنة، سوريا الديموقراطية التعددية، لتأخذ دورها التاريخي الريادي والمساهم في بناء الحضارة الإنسانية، سوريا ذات الإرادة الحرة في مناهضة كل مشاريع الهيمنة والاستغلال".
وعن الخطوات المقبلة، يشير المصدر إلى "أنه وبسبب الأوضاع المعيشية المأساوية والحرب والفوضى المدمرة، يجهد حزب الاتحاد الديموقراطي الآن لعرض مشروع الإدارة الموقتة على سائر القوى السياسية والاجتماعية والمنظمات الأهلية، والمدنية لتشكيل جسم إداري ديموقراطي قادر على إدارة شؤون المواطنين وحفظ السلم والأمان الأهليين في المناطق الكردية، حيث يتم البحث في المشروع والنقاش حوله من قبل العديد من الأطراف السياسية. وفي حال تمت الموافقة، وتم التوقيع عليه من قبل جميع الأطراف، سيعلن عن الاتفاق في مؤتمر صحافي، وسيتم تشكيل لجنة ممثلة لكل القوى السياسية والمجتمعية، بجميع أطيافها. وستكون مهمة هذه اللجنة صياغة دستور لإدارة محلية، ينظم قانونا لانتخابات تشريعية ديموقراطية، تجري خلال ستة أشهر من تاريخ الإعلان، ليتشكل بعدها مجلس يقاد من قبل الغالبية المنتخبة أو بالتوافق، ريثما يتم التوصل إلى حل سياسي سلمي يضمن الانتقال الديموقراطي للسلطة في سوريا".
"العقد الاجتماعي الكردي": سوريا موحدة
وتنص مسودة "العقد الاجتماعي"، التي أعدتها مجموعة خبراء مقربة من "مجلس شعب غرب كردستان"، على أن "سوريا دولة موحدة ذات سيادة، عاصمتها دمشق، بنظام برلماني تعددي واتحادي. أما غرب كردستان فهو جزء لا يتجزأ من سوريا جغرافيا وإداريا، عاصمته مدينة القامشلي، لتكون اللغة العربية والكردية لغتين رسميتين في المناطق ذات الإدارة الذاتية، وتشكل وحدات باسم وحدات حماية الشعب لحماية الحدود الدولية السورية ومكافحة (الإرهاب) ضمن مناطقها، وتخضع بدورها لإدارة مدنية، حيث يعتبر البرلمان أعلى سلطة في هذه المناطق، ومهمته منح الثقة للحكومة التي تمثل السلطة التنفيذية، ومهمتها تنسيق العمل بين الإدارات الذاتية، حيث تضم 20 وزارة للداخلية والدفاع والمالية... الخ".
وبدا لافتا غياب وزارة الخارجية، وذلك وفقاً لمسودة أنجزها خبراء مقربون من "مجلس غرب كردستان" (المناطق الكردية في سوريا).
"الجيش الحر":
"بركان الشرق" آت
لا تنظر المعارضة المسلحة، بمختلف فصائلها المعتدلة والمتشددة، بعين الرضا إلى ما يجري في المناطق الكردية، حيث تتحدث الأنباء الواردة من هناك عن تقدم مقاتلي وحدات "الحماية الشعبية الكردية" وطرد مسلحي "جبهة النصرة" وتوقيف أمير "الدولة الإسلامية في العراق والشام" على يد "لواء جبهة الأكراد" الذي رفض مبايعة أمير "الدولة الإسلامية"، وهو ما نفته مصادر المسلحين التي تقول إن مقاتلي "حزب الاتحاد الديموقراطي" انسحبوا من السويدية والرميلان ذات المواقع النفطية، ويتمركزون حالياً في رأس العين.
وأعلنت كتائب "الجيش الحر"، التي أطلقت النفير العام لمقاتليها، "معركة بركان الشرق" لتحرير محافظة الحسكة من سيطرة القوات السورية والقوى الكردية، ووضع حد لتجاوزات "الاتحاد الديموقراطي"، حيث يسيطر النظام على قلب مدينة الحسكة والقامشلي ومطارها، بالإضافة للفوج 154 والفوج 121 مدفعية، فيما يسيطر الأكراد على باقي المواقع.
وتحدثت مصادر في تل ابيض عند الحدود التركية عن اتفاق تم بين "الدولة الإسلامية" والمسلحين الأكراد، أطلق بموجبه سراح "أمير الدولة الإسلامية" أبي مصعب مقابل الإفراج عن مئات المدنيين المعتقلين لدى التنظيم الإسلامي، من دون أن يعني هذا الأمر موافقة باقي "الكتائب المسلحة" على الاتفاق، فهي تعتبر أن الأمر لن ينتهي من دون إنهاء المشروع الانفصالي للحزب، على حد تعبير "الكتائب المسلحة"، التي تواصل إرسال تعزيزات إلى الحسكة، فيما تصل بدورها تعزيزات من المقاتلين الأكراد، لمنع تمدد "الجيش الحر" إلى مواقعهم، ما يعني فتح جبهة جديدة، ربما تكون الأعنف هذه المرة.
النهار
قلق رسمي في ترقّب القرار الأوروبي اليوم التمديد للقيادة العسكرية قبل الأوّل من آب؟
يعود المشهد الداخلي إلى دوامة المراوحة والانتظار بعدما اقتصرت جولة الحديث المتجدد عن الحوار على اعلان نيات من هنا وهناك من غير ان يقترن بأي مؤشر فعلي لإمكان الاتفاق على معاودة اعمال هيئة الحوار الوطني في قصر بعبدا. واذا كانت الأيام الأخيرة قد شكلت ما يشبه جسّ النبض حيال الدعوة التي أطلقها رئيس الجمهورية ميشال سليمان لمعاودة الحوار في الافطار الذي اقامه في بعبدا الأسبوع الماضي، فان النتائج الواضحة لم تأتِ لمصلحة توقّع برمجة قريبة لهذا الحوار، وخصوصا بعدما اختلطت المواقف من هذا الملف بردود الفعل على الكلمة التي ألقاها الأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله الجمعة الماضي والتي غلبت عليها الشكوك من قوى 14 آذار في المرونة التي ابداها نصرالله حيال الحوار وجدواه.
وأوضحت مصادر سياسية مطلعة لـ"النهار" أمس ان الاسبوع الطالع قد يشهد تطورات على جانب من الأهمية من حيث توظيف مناخ التهدئة السياسية الذي يجمع عليه الأفرقاء السياسيون، في موازاة التخوف الذي يعتري الجميع من مسلسل الاختراقات الأمنية التي برزت في الآونة الاخيرة. وأشارت إلى أن موضوع الحوار، وإن يكن تقدم الى واجهة التداول السياسي والاعلامي، لن تبدأ الاتصالات الجدية لدفعه الى مرتبة تتقدم الملف الحكومي الذي ينتظر ان تتواصل المشاورات في شأنه، ولو ضمن تقديرات تستبعد التوصل الى اختراق في جدار التعقيدات على الاقل في الفترة الفاصلة عن نهاية شهر رمضان. وأبرزت في هذا السياق أهمية ما يمكن أن تفضي إليه اللقاءات التي بدأت امس في جدة بين الرئيس سعد الحريري ووفد من أركان كتلة "المستقبل" النيابية على رأسه الرئيس فؤاد السنيورة، ان على الصعيد الحكومي، أم على صعيد ملف الحوار ومجموعة قضايا اخرى بينها موضوع التمديد لقائد الجيش العماد جان قهوجي. وكان الرئيس السنيورة والنائبان احمد فتفت ونهاد المشنوق وصلوا بعد ظهر امس الى جدة.
وعلمت "النهار" ان اجتماعاً موسعاً بدأ في منزل الرئيس الحريري بعد الافطار في حضور مستشاري الحريري نادر الحريري ومحمد شطح وهاني حمود والنائب السابق باسم السبع.
وأفادت معلومات ان موضوع التمديد للقادة العسكريين والامنيين وضع على نار قوية وكان ثمة اتجاه الى بته قبل عيد الجيش في الاول من آب، لكن الامر لا يزال رهناً ببلورة بعض المواقف ومنها موقف كتلة "المستقبل"، علما ان الترتيبات القانونية للتمديد لقائد الجيش ورئيس الاركان باتت شبه منجزة على اساس الاستناد الى قانون الدفاع الوطني بعد تعذر التمديد بقانون يصدر عن مجلس النواب.
الاستحقاق الاوروبي
اما الاستحقاق الآخر الذي شغل الاهتمامات الرسمية والذي يسود حياله قلق رسمي واضح، فيتمثل في انتظار ما سيصدر عن وزراء الخارجية للدول الاوروبية في اجتماعهم اليوم في بروكسيل من حيث مشروع ادراج الجناح العسكري لـ"حزب الله" على لائحة المنظمات الارهابية. وكانت وزارة الخارجية والمغتربين وجهت رسائل الى دول الاتحاد الاوروبي طالبت فيها بعدم اتخاذ هذه الخطوة، وذلك بناء على توجيهات رئيس الجمهورية بالاتفاق مع رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي. ولم تخف مصادر رسمية معنية بهذا الموضوع لـ"النهار" قلق المراجع الرسمية من المؤشرات التي برزت في الايام الاخيرة لامكان تذليل تحفظات عدد قليل من الدول الاوروبية عن قرار ادراج الحزب ضمن المنظمات الارهابية، متخوفة من ان يؤدي القرار في حال اتخاذه الى التسبب بمزيد من الارباكات وخصوصا في عملية تأليف الحكومة، فضلاً عن مضاعفات على صعد مختلفة اخرى. وعلى رغم الاصداء الايجابية التي اثارها التحرك الرسمي في اتجاه الدول الاوروبية لدى "حزب الله"، أبدت المصادر نفسها شكوكها في امكان ان تكون الجهود اللبنانية قد تركت الأثر الفاعل لدى الدول الاوروبية، بدليل ان المعطيات التي وردت الى بيروت في الايام الأخيرة لم تكن مشجعة لهذه الناحية. لكن المصادر قالت ان امكانات عدم التوصل الى قرار اوروبي حاسم اليوم كانت لا تزال قائمة وهي تعود الى استمرار تردد بعض الدول في الخطوة قبل اكتمال الأدلة في قضية تفجير بورغاس ناهيك بتخوفها من تداعيات هذا القرار على الوضع الداخلي في لبنان وتعقيداته.
وأكد وزير الخارجية عدنان منصور في هذا السياق مواصلة الاتصالات الديبلوماسية الاستباقية لتلافي ادراج "حزب الله" على لائحة الارهاب، قائلاً إن "الامر سيعد سابقة اذا حصل وستكون له تداعيات خطيرة على لبنان". ولفت الى انه "لا يمكن الفصل بين الجناحين السياسي والعسكري للحزب"، معربا عن الامل في ان يعيد الاتحاد الاوروبي النظر في القرار. كما نبه الى "تداعيات خطيرة للخطوة على الساحة السياسية الداخلية لان "حزب الله" هو احد مكونات الحياة السياسية اللبنانية وجزء لا يتجزأ منها وهو ممثل في مجلس النواب وله اعضاء في الحكومة". واضاف ان الخطوة ستترك تأثيرات على العلاقات اللبنانية - الاوروبية.
الراعي
في غضون ذلك، دعا البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي الى تأليف "حكومة حيادية مكونة من شخصيات معروفة بماضيها وحاضرها وغير مرتبطة بالافرقاء والاحزاب المتنازعين وملتزمة الحياد الذي توافق عليه اللبنانيون في اعلان بعبدا". وشن الراعي حملة لاذعة جديدة على الافرقاء السياسيين في عظة القاها امس في قداس احتفالي في مناسبة عيد القديس شربل في دير مار مارون عنايا حضره الرئيس سليمان وقال: "لا يمكن بعد الآن ان تطاق الحالة التي وصلنا اليها في لبنان"، لافتا الى "ان الحدود مستباحة لتمرير السلاح غير الشرعي دخولا وخروجا والطوائف والمذاهب والاحزاب تتسلح وتتصارع لمصالحها على حساب الدولة والشعب والمؤسسات". كما اتهم "الفريقين الكبيرين بأنهما يمعنان في الانقسام ويعطّلان قيام المؤسسات الدستورية ويشلاّن عملها".
استمرار تدفق اللاجئين السوريين حوّل عكار مخيماً كبيراً - أعدادهم تمثّل 50% من السكان وتوازي عدد أبناء وادي خالد
تحولت محافظة عكار بمجملها مخيماً كبيراً للاجئين السوريين الذين ارتفعت اعدادهم فيها الى اكثر من 200 الف لاجئ يمثلون 50 في المئة من مجموع عدد سكانها، ويتوزعون على 170 بلدة وقرية ويشغلون مئات الشقق والمستودعات، ومئات المنازل حيث إن أعداداً كبيرة منهم تربطها اواصر النسب والقربى بعائلات لبنانية، خصوصاً في منطقة وادي خالد التي بات عدد اللاجئين فيها يوازي تقريبا عدد السكان في قراها وبلداتها الـ23 (35 الف شخص)، إضافة الى عشرات المخيمات والتجمعات العشوائية في وادي خالد وسهل عكار ومنطقة الدريب الاوسط. ولعل اكبرها هو مخيم الكواشرة الذي تتزايد فيه الخيم بشكل عشوائي ومتسارع، نظرا الى قربه من مركز توزيع المساعدات التابع للمفوضية العليا للامم المتحدة لشؤون اللاجئين.
وأصدرت المفوضية تقريرها الاسبوعي الذي يتضمن ابرز المستجدات على صعيد اللاجئين، واشارت فيه الى ان مجموع عدد اللاجئين السوريين الذين يتلقون المساعدة من المفوضية وشركائها في لبنان بلغ أكثر من 625 ألفاً (منهم 530 ألفاً مسجّلون و95 ألفاً في انتظار التسجيل). ويتوزع هؤلاء كالآتي: شمال لبنان: 185018 أي 35 في المئة، البقاع: 179575 أي 34 في المئة، بيروت وجبل لبنان: 98502 أي 18 في المئة، جنوب لبنان: 67321 أي 13 في المئة.
واشار التقرير الى "ان البلديات المحلية افادت خلال هذا الأسبوع عن انخفاض بسيط في أعداد الوافدين الجدد مقارنةً بمرحلة الصراع في القصير، حيث جرى تسجيل وصول 546 أسرة إلى البقاع مقارنة بـ606 خلال الأسبوع السابق".
يذكر ان واقع اللاجئين السوريين في محافظة عكار كما في بقية المناطق اللبنانية، هو واقع مأسوي على كل الصعد المعيشية والصحية والانسانية والامنية تحديداً، ذلك ان هذا العدد الكبير من اللاجئين الذين يفدون يوميا الى عكار قد أدى الى ارباكات كبيرة من شأنها ان تتطور في شكل دراماتيكي، خصوصاً أن امكانات السلطات الرسمية المحلية والمركزية محدودة لمواجهة هذا التحدي، وفي غياب أي خطة عملية حتى الآن ترسم مسار تطور هذا الوضع وتسعى الى تأمين كل مستلزماته، علماً أن انعكاس الازمة السورية على لبنان امر مرشح لمزيد من التأزم، مع تصاعد التوترات الامنية على الحدود الشمالية وتسجيل خروق امنية متكررة، كان آخرها ما حصل عند الحدود وفي بلدة الكواشرة قبل ثلاثة أيام، حيث باشرت وحدة من الجيش مسح الاضرار التي خلفتها احدى القذائف السورية، والتي تسببت أيضاً بإصابة امراة وطفل بجروح طفيفة وتضرر سيارة ومنازل.
وكان المنسق العام لـ"تيار المستقبل" في عكار خالد طه تفقد الوضع يرافقه وفد العائلات المتضررة، في حضور رئيس بلدية الكواشرة الشيخ مصطفى الخضر والمختار خضر خضر. وقال اثر الزيارة: "ليست المرة الاولى تتعرض القرى والبلدات الحدودية العكارية لنيران النظام السوري وقذائفه، وهذا الامر اصبح حملا ثقيلا على الاهالي، وبات من واجب الحكومة التصدي له لحماية السيادة اللبنانية، والحد من هذه الانتهاكات التي تطول المواطنين الابرياء وتعرضهم وتعرض ممتلكاتهم وارزاقهم لمخاطر كبيرة".
المستقبل
"حزب الله" يتحرّش بـ"اليونيفيل" عشيّة القرار الأوروبي
الراعي لحكومة حيادية تلتزم "إعلان بعبدا"
بعد تأكيد رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان ضرورة الالتزام قولاً وفعلاً بإعلان بعبدا وتكثيف عملية التشاور لتشكيل حكومة جديدة، وبعد مواقف البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي المتكررة ضد السلاح، اختار الراعي قداس عيد مار شربل في دير مار مارون عنايا في حضور سليمان ليدعو إلى تشكيل حكومة جديدة، غير مقيّدة بشروط، تعيد الحياة السياسية والاقتصادية والإدارية والقضائية إلى مجراها الطبيعي البنّاء، مؤكداً عند تعثّر الأمور "أن تكون حكومة حيادية مكوّنة من شخصيات معروفة بماضيها وحاضرها، غير مرتبطة بهذا أو ذاك من الأفرقاء والأحزاب المتنازعين، وملتزمة بالحياد الذي توافق عليه اللبنانيون في "إعلان بعبدا"، طالما أنه يوجد أفرقاء سياسيون غير ملتزمين بهذا الحياد، وطالما أن الانقسام الذي يشطر البلاد إلى اثنين ما زال مستفحلاً".
في غضون ذلك، يلتقي الرئيس سعد الحريري في جدّة في المملكة العربية السعودية كلاً من الرئيس فؤاد السنيورة والنائبين أحمد فتفت ونهاد المشنوق للبحث في المستجدات.
في هذا الوقت، وعشية قرار أوروبي متوقع إزاء "حزب الله" ووضع جناحه العسكري، على لائحة الإرهاب على خلفية تفجيرات بورغاس في بلغاريا واتهام الحزب بالضلوع فيها، برز أمس مؤشر لافت في منطقة عمليات "اليونيفيل" حيث اعترض عناصر "حزب الله" دورية تابعة للوحدة الإسبانية العاملة في إطار القوات الدولية في بلدة بليدا الحدودية بحجة "التقاط صور لمنزل أحد قتلى حزب الله في سوريا"، الأمر الذي رأت فيه مصادر أمنية مواكبة لما يجري في الجنوب، بداية لمسلسل من "التحرّشات" ضد القوات الدولية وتحديداً الأوروبية ورسالة واضحة الأهداف للاتحاد الأوروبي.
الحوار
تزامناً، ومع تجدد الدعوات من غير جهة للعودة إلى الحوار، ومع إعلان الأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصر الله استعداده للحوار، استغربت "كتلة نواب زحلة" دعوة نصر الله "فيما الآلاف من مقاتليه الذين ضرب بهم سياسة النأي بالنفس التي اتفق عليها في بعبدا، يستمرون بالقتال في الداخل السوري". ودعا النواب نصر الله إلى "خطوات فعلية تحدث صدمة إيجابية لدى الرأي العام اللبناني يكون بعدها الحوار والتلاقي خريطة طريق دائمة وليست مرحلة تكتيكية عندما ينحشر الحزب برفع شعارها ليرمي الكرة عند الطرف الآخر".
وعلى خطٍ موازٍ، رأى رئيس المكتب السياسي للجماعة الإسلامية في لبنان عزام الأيوبي "أننا نحن حقيقة بحاجة إلى الحوار ولكن لا يمكن أن يكون هناك حوار وعلى طاولة الحوار من يملك أفكاراً وعلى نفس الطاولة من يملك سلاحاً يوجّهه إلى المتحاورين، يفرض من خلاله رؤيته لمستقبل هذا الحوار".
مشاورات التأليف
من جهة أخرى أوضحت أوساط الرئيس المكلّف تشكيل الحكومة تمّام سلام لـ"المستقبل" أن "الأمور جامدة على صعيد التشكيل مع الأسف، مع العلم أن حالة البلد تُظهر أن الحاجة ماسّة إلى حكومة وسريعاً".
ولفتت إلى أن "البحث في التشكيل لا يزال في المربع الأول، وأن الرئيس سلام عند ثوابته، وهو يقترح على الآخرين اقتراحات لكن الأجوبة عليها ليست سريعة، مضيفةً أن الاتصالات مستمرة ولا شيء سريعاً ومفاجئاً. وفريق 8 آذار أبلغ الرئيس سلام أن الثنائي الشيعي "حزب الله" و"أمل" يفاوض وحده، و"التيار الوطني الحر" وحده أيضاً، والخطوط مع كل الناس مفتوحة، وفريق 8 آذار كان يريد الثلث المعطّل بالجملة والآن يريده بالمفرّق".
لقاء عون نصر الله
إلى ذلك، ذكر تلفزيون "المنار" أمس، أن اللقاء بين الأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصر الله ورئيس تكتل "التغيير والإصلاح" العماد ميشال عون عُقد ليل الاثنين الماضي ودام أربع ساعات بُحثت فيه مواضيع شائكة، وحضره كل من المعاون السياسي لنصر الله الحاج حسين الخليل ومسؤول وحدة الارتباط والتنسيق في الحزب وفيق صفا مسؤول العلاقات السياسية في التيار الوزير جبران باسيل، مؤكداً أن "أجواء اللقاء وُصفت بالإيجابية جداً".
من جهته، أكد باسيل في حديث إلى "المنار" أنه "بمجرد لقاء السيد حسن نصر الله والجنرال ميشال عون فإن الأجواء إيجابية".
نتانياهو: المفاوضات
مصلحة استراتيجية إسرائيلية
رأى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو أن المفاوضات مصلحة إستراتيجية لإسرائيل، لكنه ربط أي اتفاقية سلام سيتم التوصل إليها مع الفلسطينيين بعرضها على الاستفتاء الشعبي.
وأكد نتانياهو أمس في بداية الاجتماع الأسبوعي للحكومة الاسرائيلية الذي عقد في مركز تراث رئيس الوزراء الاسرائيلي الراحل مناحيم بيغن بمناسبة مرور 100 عام على ولادته، أن اسرائيل ملتزمة نفس القدر بالسلام والأمن، واصفاً العودة إلى طاولة المفاوضات بأنها تصب في المصلحة الإستراتيجية الإسرائيلية، مضيفاً "أنا ملتزم الهدفين الأمن والسلام". وقال: "إن نتائج هذه المفاوضات إذا توصلت إلى نتائج يجب ألا يقررها الائتلاف الحكومي لهذه الحكومة أو أي حكومة، لأن هذه النتائج في حاجة إلى موقف كل الإسرائيليين لهذا يجب عرض أي اتفاق على استفتاء شعبي".
وأشار نتانياهو إلى أن "أي اتفاق سيتم التوصل إليه بين الجانبين سيتطلب تنازلات من الطرفين، والأهداف التي وضعت لهذه العملية أحدها منع قيام دولة ثنائية القومية بين البحر والنهر، والهدف الثاني منع قيام دولة إرهابية أخرى تحت رعاية إيرانية، ويجب علينا إيجاد التوازن بين الهدفين، لذلك علينا العودة إلى المفاوضات والعملية السلمية وشركاؤها في هذه العملية سيقدمون خلالها تنازلات مقابلة تسمح لنا بالحفاظ على أمننا ومصالحنا الوطنية الحيوية، وعلى الاحتياجات الأمنية الإسرائيلية ومصالح حيوية أخرى".
وكشفت الموقع الإلكتروني لصحيفة "هآرتس" أن أحد أسباب موافقة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو هو الطريقة الحادة التي تحدّث بها وزير الخارجية الأميركي جون كيري معه. ونقلت عن مسؤولين أميركيين وإسرائيليين شاركوا في المحادثات أن كيري أبلغ نتانياهو بشكل حاد خلال لقائه الأخير أن اسرائيل ستواجه حملة دولية لنزع الشرعية عنها إذا استمر الجمود والتعنت بشأن موضوع الاستيطان، موضحة أن القرار الأوروبي ساعد كيري في إقناع نتانياهو بضرورة العودة إلى المفاوضات وعدم الاستمرار بالتعنت والتصلب وفرض الشروط.
وأوضحت الصحيفة أن كيري أبلغ نتانياهو أنه يعارض القرار الأوروبي، لكن لا بد من اتخاذ خطوات من أجل إقناع الأوروبيين بالعدول عن مثل هذه القرارات, وأن الأمل الوحيد للتخفيف من الموقف الأوروبي هو الموافقة على إطلاق المفاوضات وإحداث حالة من الحوار من أجل التوصل إلى تقدم في العملية السلمية وإنهاء حالة الجمود التي وصلت إليها.
وأشارت الصحيفة إلى أن نتانياهو وكيري أجريا محادثات معمّقة حول القرار الأوروبي وأثره على العملية السلمية إذ أبلغ نتانياهو كيري أنه يؤثر سلباً على العملية السلمية, فيما رد كيري بأنه يشكل رسالة له عليه تفهّمها.
وأشار الموقع الإلكتروني لصحيفة "يديعوت أحرونوت" إلى أن المفاوضات كانت على شفا الانفجار عندما وصلت رسالة الضمانات التي قدّمها كيري والتي جاءت بمثابة حبل نجاة.
وقال مسؤول إسرائيلي إن إسرائيل تخطط لإطلاق سراح 80 أسيراً فلسطينياً ممن اعتقلوا قبل توقيع اتفاق أوسلو وأمضوا ما يزيد على عشرين عاماً على الأقل في السجون.
ووفقاً لموقع "والا" الاستخباري الإسرائيلي، فإن الرئيس الفلسطيني محمود عباس طالب بإطلاق سراح أكثر من 100 أسير بمن فيهم 24 أسيراً من داخل الخط الخضر والذين حكم على غالبيتهم بالسجن مدى الحياة، غير أن الموقع أشار إلى أن التفاهمات التي تم التوصل إليها تقضي بإطلاق سراح الأسرى الفلسطينيين من سكان الضفة الغربية وقطاع غزة فقط مع استثناء أسرى الداخل.
وأوضح أن الإفراج عن هؤلاء سيكون بشكل تدريجي وليس قبل بدء المحادثات، مشيراً إلى أن عدد الأسرى الذين سيتم الإفراج عنهم لا يزيد على 80 أسيراً فقط.
وفي تعليقه على تصريحات بعض المسؤولين الفلسطينيين بشأن الاتفاق على تجميد البناء في المستوطنات وأن تجرى المفاوضات على أساس حدود67، قال المسؤول الإسرائيلي: "لا يوجد أي التزام بشأن الحدود ولا تجميد البناء في المستوطنات ولا الإفراج عن السجناء قبل بدء المفاوضات. أبو مازن يريد التأثير على الجمهور الفلسطيني وهذه طريقته في القيام بذلك".
في القاهرة، أكدت جامعة الدول العربية أمس تأييدها الموقف الفلسطيني في ما يخص إعلان وزير الخارجية الأميركي جون كيري عن اتفاق لاستئناف مفاوضات السلام، في حين أبدت شكوكها في النيات الإسرائيلية تجاه هذه المفاوضات. وقال الأمين العام المساعد لشؤون فلسطين والأراضي العربية المحتلة محمد صبيح في تصريح "أن الجامعة العربية تشكل شبكة أمان سياسية للجانب الفلسطيني في حال قبوله الذهاب إلى المفاوضات مع الجانب الإسرائيلي".
اللواء
مدينة «تحت جسر الكولا» تتجاوز حدود الفقر.. فمَنْ يحمي سكّان الشوارع في بيروت؟
ظاهرة التشرُّد تضغط بثقلها على الواقع الإجتماعي والإقتصادي اللبناني
بقلم بلقيس عبد الرضا
من تحت جسر الكولا، ووصولا الى نفق سليم سلام، مدينة جديدة افتُتِحَتْ خلال الاشهر السابقة، بعيداً عن الضجيج الإعلامي، وغياب الرؤساء الذين اعتدنا على وجودهم في الصفوف الامامية عند اي مناسبة، افترشت ارضها اجساد بعض المشردين، المتسولين، بعضهم لبناني، والبعض الاخر من الجنسية السورية وآخرون ممَّن لا جنسية لهم يدخلون في إطار ما يُسمّى «البدو».
ظاهرة التسول هذه او التشرد ليست بجديدة على جسر الكولا، فقد اعتاد هذا الجسر على استضافة من لا مأوى لهم لسنوات، لكن ما هو جديد هو انتشار قاطنيه وازدياد أعدادهم، حتى بات ظل اي جسر، أو حديقة عامة مقصدا لهؤلاء، من المسؤول وأين تقع المسؤولية؟ الدولة، الحكومة، وزارة بعينها، مجموع وزارات أم نحن المواطنون، المسؤولون عن غياب دستور انساني لحالات كهذه؟!
تحت الجسر
مدينة تتكلّم
تحت ظل هذا الجسر، مدينة تتكلم، مدينة لا تشبه المدن الموجودة في كتب التاريخ، ولا تمتُّ بصلة الى واقعنا المُعاش، تختلف بشكلها ومضمونها عن غيرها، قاعدة الجسر شكّلت سماؤها، أعمدة إسمنتية رفعت قواعدها، مشرّعة في الاتجاهيين، الغربي والشرقي، ليلها موحش ونهارها مظلم ومخيف.
سوداء حالكة حال تلك المدينة، باستثناء بعض الانوار الخافتة، سيارات تمر مسرعة، ترمي بقعة ضوء على وجوه سكّانها، وتمضي، وهكذا يقضي أبناؤها ليلتهم، نباح كلب هنا أو هناك أمرٌ اعتادت أذان الرُضَّع على سماعه.
سكّانها مختلفون، اغلبهم اطفال فيما يشكّل الرُضّع النسبة الاكبر منهم، يفترش أرضها نساء في النهار وبعض الرجال ليلا.
ما يميّزها عن غيرها أنّ لا قانون ولا مؤسّسات تحكمها، ولا وجود لـ 128 نائباً ممدّداً لهم، أو حكومة تصريف أعمال منتهية الصلاحية منذ أشهر، ولا وجود لجُباة كهرباء، ولا حاجة لاشتراك في مولّدات، سكّانها غير مجبورين على دفع فواتير المياه، أو دفع متوجّبات ضرائبية، مَنْ يدخلها يعي قساوة وجودها في بلد كلبنان، بلد اعتاد تهميش أبناءه فكيف به يتصرّف مع بعض الافراد المنتمين الى حدود أخرى، أو إلى مَنْ لا حدود لهم.
أعداد اللاجئين
ظاهرة التشرّد انتشرت في بيروت منذ مدّة، لكنّها في ازدياد كبير في الآونة الاخيرة نتيجة توافد الهاربين من نيران الاقتتال في سوريا، إذ تشير أرقام مفوضية اللاجئين إلى أنّ عدد النازجين السوريين الى لبنان وصل الى 625 ألف لاجئ، وقال تقرير للمفوضية بأنّه تم تسجيل أكثر من 13000 لاجىء سوري الى لبنان في خلال الأسبوع الماضي، حيث بلغ مجموع عدد النازحين السوريين الذين يتلقون المساعدة من المفوضية وشركائها أكثر من 625000 لاجىء (530000 لاجىء مسجلين و95000 آخرين في انتظار التسجيل).
ويتوزّع 53% منهم (185018) على شمال لبنان، و34% على البقاع شرق لبنان (179575)، و18% منهم على بيروت وجبل لبنان (98502)، و13% على جنوب لبنان (67321).
وأشار التقرير الى انخفاض بسيط في أعداد الوافدين الجدد مقارنةً بفترة الصراع في القصير، حيث أفيد عن وصول ما مجموعه 546 أسرة إلى البقاع مقارنة بـ606 خلال الأسبوع السابق.
وعلى صعيد الأمن، لفت التقرير الى انه لا يزال الوضع الأمني في شمال لبنان وم