الصحافة اليوم 02-08-2013: صواريخ في عيد الجيش
تناولت الصحف اللبنانية الصادرة صباح اليوم الجمعة 02-08-2013 عدة مواضيع كان ابرزها خطاب الرئيس ميشال سليمان أمس في عيد الجيش والتطور الامني اللافت بعد سقوط ثلاثة صواريخ منتصف ليل أمس على مناطق الفياضية واليرزة وبعبدا . كما تحدثت الصحف عن تطورات الازمة السورية.
السفير
سوريا تأخذ بندر إلى موسكو وروحاني إلى الرياض
نحو إعادة بناء الثقة بين نصرالله والحريري
وكتبت صحيفة السفير تقول "إذا صحت المعلومات المتداولة، فإن سعد الحريري عائد الى بيروت قبل نهاية ايلول المقبل.
هذه العودة، تبعا للظروف التي رافقت الغياب القسري لزعيم «تيار المستقبل» لأكثر من سنتين ونصف السنة، تعتبر عودة سياسية بامتياز، واذا حصلت بقوة دفع أميركية، ثم بمباركة سعودية، لن تكون منفصلة عن المناخ الاقليمي واللبناني المتحرك بسرعة على ايقاع الحدث السوري.
هل يمكن استثمار تلك العودة أبعد من حدود «البيت الأزرق» وفريق «14 آذار» اللذين يتخبطان.. ويفتقدان المرجعية؟
لعل الجواب البديهي أن تعالوا نعيد بناء الثقة المفقودة منذ سنوات بين السيد حسن نصرالله والرئيس سعد الحريري، لعل في تكريسها مجددا، تفتح صفحة جديدة في العلاقة بين القوتين الأكثر تأثيرا في المعادلة اللبنانية. ولعل الف باء استعادة الثقة، أن يخوض الطرفان غمار مراجعة نقدية شاملة لكل التجربة الممتدة من العام 2005 حتى يومنا هذا.
من الواضح أن استشهاد الرئيس رفيق الحريري شكل ضربة كبيرة للشراكة التي كانت قائمة بين «مشروع هانوي ـ هونغ كونغ» (المقاومة لـ«حزب الله» والاقتصاد والاعمار للحريري)، وشكل الخروج السوري من لبنان فاتحة مرحلة جديدة، سمتها الأبرز غياب الناظم الاقليمي للعلاقات والتوازنات الداخلية اللبنانية منذ ولادة الطائف، وهي سمة، بيّنت وما تزال تبين، أن اللبنانيين، ومن أسف كبير، لم يبلغوا بعد سن الرشد السياسي، بدليل تكرار اثبات عجزهم عن حد أدنى من الصياغات والتفاهمات الداخلية، لا بل اتخاذ أصغر القرارات وأتفهها.
تبدت المعادلة بعد استشهاد الحريري كالآتي: «خذوا الأكثرية ومعها السلطة ورئاسة الحكومة، وفي المقابل، أعطوا المقاومة المشروعية والأمان». هذا هو جوهر «التحالف الرباعي» في انتخابات 2005. انتهت اول انتخابات من دون وصاية سورية، وأمسك الحريري الابن بناصية الزعامة وقرر جعل «الوكيل» رئيسا للحكومة، لتتقدم عوامل خارجية، فتملأ الفراغ السوري وتكبل الحاكم بشروط ومعادلات جعلت المقاومة أسيرة الشكوك والثقة المهتزة وصولا إلى إحراجها فإخراجها من السلطة من دون أن يرف جفن الحاكم ـ الوكيل، فكان أن انهارت الثقة وتراكمت الخلافات لتنفجر في السابع من أيار 2008.
قبيل مؤتمر الدوحة، توجه رئيس الوزراء القطري السابق حمد بن جاسم من بيروت بسؤال محدد للمعاون السياسي للأمين العام لـ«حزب الله» الحاج حسين خليل: «ما هي مطالبكم»؟ أجابه خليل: «لتتراجع الحكومة عن قرار فك شبكة الاتصالات وقرار إقالة وفيق شقير، فتعود الأمور إلى ما كانت عليه قبل الخامس من أيار».
بيّنت نظرة حمد بن جاسم دهشته الكبيرة من الجواب، فأعاد تكرار السؤال: أنا أسألك عن مطالبكم السياسية؟ فرد حسين خليل مجددا: «ليتراجعوا عن القرارين».
لاحقا همس أحد المقربين جدا من حمد بن جاسم في آذان مسؤول لبناني كبير ينتمي الى فريق «14 آذار» سائلا: «لو أن أي حزب لبناني يملك الترسانة العسكرية التي يملكها «حزب الله» والقدرة على السيطرة الميدانية على العاصمة في أقل من ثلاث ساعات وامساك كل مفاصل البلد، هل كان ليقبل بأقل من طائف جديد. تصوروا لو أن وليد جنبلاط أو سمير جعجع أو ميشال عون هم من فعلوا 7 أيار، هل كان ليقبل أحدهم بأقل من حصة وازنة في السلطة»؟
هذا السؤال لو كرره أي مسؤول عربي أو دولي، على «حزب الله»، قبل معركة القصير أو بعدها، لكان لقي الجواب نفسه.
لا يستطيع أحد أن يجزم بأن «حزب الله» هو مشروع سلطة. نعم هو مشروع مقاومة وله تحالفاته الاقليمية. يستطيع الحزب أن يبرر لنفسه الولاء بالمعنى العقائدي والسياسي للولي الفقيه في طهران، مثلما يستطيع زعيم «تيار المستقبل» أن يبرر ولاءه لولي الأمر في «المملكة»، ولو أن ثمة فارقا بين هذا الولاء وذاك.
يقود ذلك موضوعيا الى الاستنتاج أن لبنان، بارادة القوتين الوازنتين فيه، جزء لا يتجزأ من الاصطفافات الاقليمية، فاذا اتفق أهل الاقليم، وخاصة أهل الرياض وطهران ودمشق، أصاب وفاقهم أهل لبنان بالخير، واذا اختلفوا، شاركهم اللبنانيون في أثمان خصومتهم. هذه هي الحال في المنطقة ولبنان منذ ثماني سنوات. ربما شكلت ظاهرة «السين سين» علامة فارقة لم يدم مفعولها أكثر من سنة، غير أن احتدام الساحات والمحاور يطرح سؤالا كبيرا عما اذا كان بالامكان الحديث عن صياغة أي علاقة لـ«حزب الله» بتيار «المستقبل» بمعزل عما يجري في الاقليم المحتدم؟
ليس خافيا على أحد أن دعوة السيد نصرالله للحوار ومد يده الى سعد الحريري لم تأت من الفراغ. صحيح أنه لدى كل طرف من الطرفين أسبابه للخصومة والقطيعة، لكن الجرأة والشجاعة، في النموذج اللبناني، تتمثل في المبادرات، فهل أقدم «حزب الله» لو لم يكن مستعدا للمضي في مبادرته؟
للحزب اسبابه. من معركة القصير الى طي ملف اسقاط النظام السوري، مرورا بكل الحراك الدولي والاقليمي الباحث عن تسوية سياسية في سوريا وليس عن حسم عسكري من هنا أو هناك.
وبمعزل عن حسابات هذه العاصمة أو الجهة أو تلك في ما يخص نتائج الانتخابات الايرانية، فان فوز الشيخ حسن روحاني، فتح بحد ذاته، نافذة اقليمية جديدة يعول عليها الجانبان الايراني والسعودي، وقد زاد منسوب التفاؤل مع اعلان السعوديين مشاركتهم في حفل تنصيب «الرئيس الاصلاحي»، وكذلك مع اعلان روحاني تدشين زياراته الاقليمية والدولية من البوابة السعودية، واضعا نصب عينيه مهمة تبديد المخاوف الخليجية وتحديدا السعودية من «الدور الايراني».
في موازاة ذلك، ستبدأ مجموعة «5+1» محادثاتها الجديدة مع إيران في أيلول المقبل قبل التئام الجمعية العامة للأمم المتحدة بمشاركة روحاني. يقول تقرير أميركي أن المجموعة «تأمل أن يقدم ذلك لروحاني فرصة اظهار وجه إيران الآخر، لتبدأ بعد ذلك خطوات بناء الثقة. ولكن الخوف يبقى في أن يصرح روحاني بما هو مطلوب، ولكن من دون أن يغير شيئاً في السياسة. وبالتالي، فإن المسؤولين الأميركيين (وليس فقط الإسرائيليين) يعتقدون أن ذلك سيؤدي إلى الحد من العقوبات الدولية».
من يقرأ زيارة رئيس الاستخبارات السعودية الأمير بندر بن سلطان الى موسكو، أمس الأول، يمكنه الاستنتاج تلقائيا، ان هكذا زيارة تحصل من دون أوهام سعودية بامكان تراجع روسيا عن خياراتها الاستراتيجية في سوريا، غير أن السؤال التلقائي، ماذا يمكن أن يحصّل السعوديون مقابل ما تسمى «التنازلات المؤلمة» في سوريا؟
قبل أن تطأ أقدام بندر أرض مطار موسكو، كان رئيس «الائتلاف السوري» أحمد الجربا يبدي استعداده للجلوس الى طاولة تفاوضية مع النظام من دون أي شروط مسبقة. كلام «الرجل السعودي» في المعارضة السورية، يتقاطع مع ابداء الكونغرس الأميركي مقاومة لقرار تسليح المعارضة السورية في ضوء «الموجز الخطير» الذي قدمته وكالة الاستخبارات الأميركية التي باتت حرة أكثر من أي وقت مضى في التعبير عن رفضها لأي تدخل في «الوحل السوري».
«لا بد من ضوء أخضر سعودي ايراني ربما تكون إحدى أبرز اشاراته رؤية بندر في طهران او من يوازيه ايرانيا في الرياض». عندها تصبح عودة سعد الحريري بمثابة تحصيل حاصل «مهما طال سفره» على حد تعبير مسؤول لبناني مواكب للاتصالات بين الحريري و«فريق 8 آذار». الصمت الحريري حتى الآن، ازاء مبادرة «حزب الله» الحوارية، فُســر ايجابيا. الإضافة التي أطلقها الرئيس نبيه بري بدعوة الحريري لترؤس حكومة انقاذية جديدة لم تأت من الفراغ.
كانت مهمة سلام تشكيل حكومة انتخابات لثلاثة أشهر. طارت الانتخابات، فتبدلت المعطيات. السعوديون يمسكون بالمعادلة طالما أن المكلف لن يؤلف، أما إذا اعتذر فلا أحد يضمن ما سيكون عليه موقف وليد جنبلاط الذي حسم أمر توريث تيمور نهائيا في مطلع العام 2014، ناهيك عن الكلفة غير المضمونة لحكومة أمر واقع قد تطيح بما يمسك به السعوديون بيدهم، وهي الحقيقة التي يدركها هؤلاء أكثر من حلفائهم اللبنانيين.. ومن هنا دعوتهم للتريث أولا وأخيرا.
يستطيع «حزب الله» أن يتباهى بتحالفه مع ميشال عون (بالمناسبة سألت مورا كونيلي «الجنرال» قبل يومين، كم خسرت من علاقتك بالسيد نصرالله، فأجابها «حوالي 80 في المئة»، وتابعت سؤالها له «وماذا عن الـ20 في المئة المتبقية»، فكان جوابه «هي نسبة ايماني الراسخة بمقاومتهم ضد اسرائيل»). نعم هو تحالف استراتيجي، غير أن طرفيه يدركان أن لا قيامة للبلد من دون «شريك سني». المعضلة نفسها يواجهها سعد الحريري وبعض حلفائه في رحلة بحثهم عن شريك شيعي وازن.
من أين يبدأ اللقاء وكيف يرمم الطرفان جسور الثقة؟
ثمة أوهام وحقائق. الأوهام من هنا أو هناك حول السلطة والسلاح لا يبددها الا الحوار.. أما الحقائق فتتحدث عن نفسها، برغم الحقيقة اللبنانية الجارحة التي تجعل أكبر زعيم أو حزب، غير قادر على اختزال البلد أو اقصاء أي من مكوناته، لا بل يمكن لأي أقلية أن تهزمه مهما امتلك وكبر.
من حق رئيس الجمهورية أن ينادي بالتمسك باعلان بعبدا ومن حق «حزب الله» أن يحمي نفسه ووجوده بقتاله في سوريا، بدل ترك اللاهثين لقطع عنقه يواجهونه في ساحته اللبنانية.. ومن حق سعد الحريري أن يشعر جمهوره أنه برغم البحر السني المحيط ببلده وبرغم كل «الثورات»، لا يستطيع أن يسمي رئيس حكومة.
لسعد الحريري أن يعود ويطمئن.. وللمقاومة أن تعيد صياغة منظومة علاقاتها الداخلية.. بما يحمي جمهورها وسلاحها ووظيفته الحقيقية في قتال العدو الاسرائيلي. هل من يسمع؟"
النهار
سليمان المتشدّد يفاجئ 14 ويصدم 8 3 صواريخ ليلاً تستهدف الفياضية واليرزة
وكتبت صحيفة النهار تقول "صحيح ان مواقف عدة لرئيس الجمهورية ميشال سليمان صدرت سابقا تبعا لتطورات متدرجة في الازمة الداخلية وارتباطاتها بالخارج واتخذت وهجاً سياسيا وأثارت ما أثارته من ردود فعل متباينة، غير ان مجمل هذه السوابق لم ترق الى مستوى الدويّ الذي أحدثه خطاب الفياضية امس والذي "يفترض" ان يكون الخطاب الأخير للرئيس سليمان في تخريج دورة الضباط الجدد في عيد الجيش.
ويمكن القول ان الرئيس سليمان فاجأ قوى 14 آذار نفسها بسقف متشدد لم تكن تتوقعه بهذا الوضوح، فيما صدم في المقابل قوى 8 آذار ولا سيما منها "حزب الله" الذي بدا جوهر المواقف والرسائل الاكثر دلالة التي اطلقها سليمان بتعبيراتها القوية موجها اليه.
والواقع ان خطاب سليمان تضمن مجموعة رسائل مباشرة الى مختلف القوى، لكن اقواها تناول مسائل التورط في القتال في سوريا وازدواجية السلاح الشرعي وغير الشرعي والاستراتيجية الدفاعية. وبدا واضحا انه بمواقفه اراد احداث صدمة نظراً الى عدم امكان مضيه في ما تبقى من ولايته في حال انتظار وخصوصا وسط التعقيدات التي تعترض تأليف الحكومة الجديدة، علما ان الاحتفال بتخريج الضباط تميز بحضور اربعة رؤساء هذه السنة مع انضمام الرئيس المكلف تمام سلام الى الرؤساء ميشال سليمان ونبيه بري ونجيب ميقاتي. ودافع سليمان بشدة عن الجيش في مواجهة الحملات التي استهدفته، قائلاً انه "لا يجوز نقل الجيش من موقع الدفاع عن المواطن الى الدفاع عن نفسه وخصوصا في حالات الاعتداء عليه والغدر بضباطه". وأضاف: "ليس بالاضاءة على الاخطاء نمحو خطايا الارتهان للمصالح والارتباطات على انواعها". ودعا الى تأليف حكومة "فاعلة تتمثل فيها كل القوى الحية واذا تعذر فلا بد من حكومة حيادية". واذ تعهد المثابرة على التزام قسم المحافظة على لبنان "حتى حلول موعد الاستحقاق الرئاسي المقبل"، اعتبر أنه "اصبح ملحا درس الاستراتيجية الوطنية للدفاع في ضوء تطورات المنطقة والتعديل الطارئ على الوظيفة الاساسية لسلاح المقاومة الذي تخطى الحدود اللبنانية"، مشددا على ان مهمة الجيش "تصعب اذا تورط فريق او اكثر من اللبنانيين في صراعات خارج الحدود... كما تصعب مهمته لا بل تستحيل اذا استمرت ازدواجية السلاح الشرعي وغير الشرعي". وخلص الى ان "ما يريده الشعب اللبناني هو التضحية من اجل لبنان وما لا يريده هو ان لا تروي دماء ابنائه غير تراب الوطن المقدس".
"منهجية للمرحلة المقبلة"
واوضحت اوساط رئيس الجمهورية لـ"النهار" ان ما تضمنه خطابه امس اذا ما قُرئ بهدوء، سيتبين انه ليس فيه أي جديد لأن كل المواقف التي أعلنها في الخطاب، وردت في محطات عدة وبالمفرق من حيث انتقاد القوى السياسية وارتهان بعض الاطراف للخارج والذهاب الى القتال في سوريا سواء من "حزب الله" او سواه وعدم اجراء الانتخابات واللجوء الى التمديد وتعويق الامور الادارية وعدم التزام اعلان بعبدا. لكن الجديد في الخطاب هو ان رئيس الجمهورية قدمه بمنهجية معيّنة مما ترك انطباعا انه يواجه كل القوى السياسية وهذا غير صحيح. أما في الموضوع الحكومي، فدعا الجميع الى دخول التشكيلة الجديدة وميّز بين المقاومة والارهاب، وتالياً لا ينقّز هذا الكلام هذا الفريق او ذاك. وشددت هذه الاوساط على ان خطاب الرئيس سليمان يمثل منهجية متكاملة وكأنه اصبح دستورا سياسيا للمرحلة المقبلة.
وتلقى الرئيس سليمان دعما فوريا لمواقفه من البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي الذي قال ان الكلمة التي ألقاها رئيس الجمهورية "نحن في امسّ الحاجة اليها ليتضامن الشعب ويحترم الجيش وكل القوى المسلحة الشرعية لانه اذا بقينا في شريعة الغاب فان لبنان لن يقوم وهذه ليست دولة".
كذلك أشاد مستشار الرئيس سعد الحريري الوزير السابق محمد شطح بخطاب سليمان، قائلاً "ان الرئيس سليمان كان يتحدث فعلا كرئيس للجمهورية اللبنانية وخطابه كان لافتاً وتحدث في صميم الدستور اللبناني"، واصفا كلامه بأنه "ميثاقي وغير فئوي ولا يخص فريقا من الافرقاء".
8 آذار
وفي المقابل، برزت طلائع اصداء سلبية لدى فريق 8 آذار حيال الخطاب فيما سادت تساؤلات عما اذا كان الامين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله سيتطرق الى هذا الخطاب او يرد عليه في الكلمة التي سيلقيها اليوم في مناسبة احياء يوم القدس العالمي. وعددت اوساط بارزة في 8 آذار لـ"النهار" جملة مآخذ على كلمة سليمان منها انه تجاهل الدعم الذي وفرته المقاومة لقائد الجيش العماد جان قهوجي عدا عن تجنبه ذكر المقاومة في سياق الحديث عن عدوان تموز 2006 وشهداء الجيش والوطن الامر الذي عدته هذه الاوساط اسقاطا لمعادلة الجيش والشعب والمقاومة واستبدالها باعلان بعبدا على رغم تحفظ اطراف وازنين عن البند الذي ينص على تحييد لبنان عن الصراعات الاقليمية. كما لاحظت أوساط 8 آذار ان الكلمة تضمنت فرزاً واضحاً بين سلاح الجيش وسلاح المقاومة لا بل دعوة ضمنية الى مصادرة الثاني وليس استيعابه ولمحت الى ادخال تعديلات على عقيدة الجيش.
الحريري ونصرالله
في أي حال، يرجح ان تكتمل صورة الاتجاهات التي سيسلكها المشهد الداخلي في الساعات المقبلة اذ ترصد الاوساط السياسية ما سيعلنه نصرالله اولا ثم ما ستحمله الكلمة التي سيلقيها غروب اليوم الرئيس سعد الحريري. وسيقيم "تيار المستقبل" مجموعة افطارات في عدد من المناطق يرجح المنظمون لها ان يربو عدد المشاركين فيها على 15 الف شخص. وسيلقي الحريري بعيد الثامنة مساء كلمة عبر شاشة كبيرة من مجمع البيال وأمكنة الافطارات الاخرى يحدد خلالها مواقف وصفت بأنها على جانب من الاهمية سواء على الصعيد الوطني العام او على مستوى مسيرة "تيار المستقبل" في المرحلة المقبلة.
الصواريخ الليلية
غير أن المفاجأة الأمنية الخطيرة التي سجلت وفق هذا المناخ السياسي فحصلت قرابة الثانية عشرة إلا ربعاً من ليل أمس، مع سقوط ثلاثة صواريخ في مناطق الفياضية واليرزة وبعبدا، مستعيدة ظاهرة إطلاق الصواريخ المجهولة المصدر التي تكررت ثلاث مرات في الأشهر الأخيرة. وسقط الصاروخ الأول في مسبح منزل عائد للسيدة إلهام سعيد فريحة القريب من دارة الرئيس الياس الهراوي في بعبدا والذي لا يبعد سوى مسافة قصيرة عن القصر الجمهوري، ولم يتسبب انفجاره بأي ضحايا لأن المنزل كان خالياً. وسقط الصاروخ الثاني قرب مقر القيادة والأركان في الريحانية، كما لم يتسبب بضحايا. وذكر أن الصاروخ الثالث سقط بين بعبدا وبشامون، وإذ شهدت المناطق التي استهدفت بالصواريخ انتشاراً عسكرياً وأمنياً واسعاً تردد أن مصدر إطلاقها كان من منطقة جردية في سوق الغرب، من دون التأكد تماماً من هذه المعلومات. وأفادت "الوكالة الوطنية للاعلام" أن المصدر هو منطقة المونسة في ضهور عرمون.
الأسد تفقّد جنوداً في داريا 40 قتيلاً بانفجار ذخيرة للنظام في حمص
أعرب الرئيس السوري بشار الاسد، الذي تفقد القوات السورية النظامية في بلدة داريا بريف دمشق، عن "ثقته بالنصر" في النزاع الدامي المستمر في البلاد منذ اكثر من سنتين، بينما قتل 40 شخصا وجرح 100 آخرون في انفجار في مخزن للذخيرة في حي موال للنظام السوري بمدينة حمص التي كانت القوات النظامية استعادت السيطرة فيها على حي الخالدية الرئيسي.
وظهر الاسد في شريط وهو يخاطب عدداً من الجنود في مناسبة العيد الثامن والستين للجيش السوري في داريا على مسافة بضعة كيلومترات جنوب دمشق، قائلاً ان "الانجازات على الارض تتحدث عن نفسها ...من دونكم لكنا جميعاً عبيداً لمن يريدون اخضاعنا. لكن الشعب السوري لن يكون ابداً عبداً. ليس في الماضي ولا في الحاضر ولا في المستقبل".
وردّ احد مسؤولي المعارضة السورية برهان غليون معرباً عن "اشمئزازه وقرفه" من تأكيد الاسد انه "واثق من الانتصار" في الحرب الدائرة في بلاده منذ 2011.
وأرجأ "الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية" اجتماعا كان مقررا في الثالث والرابع من آب في اسطنبول للعمل على تأليف حكومة انتقالية.
في غضون ذلك، نفى مصدر عسكري سوري سقوط قتلى في انفجار مستودع الذخيرة في حي وادي الذهب بحمص. ونقلت عنه قناة سورية رسمية ان 16 شخصاً اصيبوا بجروح.
لكن "المرصد السوري لحقوق الانسان" الذي يتخذ لندن مقراً له قال ان 40 شخصاً قتلوا وان اكثر من مئة اصيبوا بجروح في انفجار المستودع. واوضح ان الانفجار حصل "بعد سقوط قذائف على احياء النزهة ووادي الذهب وعكرمة"، يعتقد ان مصدرها المقاتلون المعارضون".
ورأى مدير المرصد رامي عبد الرحمن ان "النظام يتستر على اعداد القتلى في صفوف قوات الدفاع الوطني كي يرفع معنويات عناصرها في حمص وغيرها".
وسجل انفجار المستودع بعد ثلاثة ايام من سيطرة القوات النظامية على حي الخالدية المحوري في شمال حمص، المدينة التي يعدها الناشطون المعارضون "عاصمة الثورة" على النظام، في اشارة الى الاحتجاجات المستمرة منذ منتصف آذار 2011.
وتحدث المرصد عن تعرض حي الوعر المجاور لقصف من القوات النظامية التي تشتبك، تدعمها قوات الدفاع الوطني الموالية لها، مع مقاتلي المعارضة الذين يسيطرون على الحي.
وبث ناشطون شريطا مصوراً يظهر أعمال القصف وتصاعد الدخان من جراء سقوط القذائف على اجزاء عدة من الحي. كما أشار المرصد الى تعرض مناطق سيطرة المقاتلين في ريف حمص للقصف، وخصوصاً الرستن وتلبيسة والدار الكبيرة والحولة.
كذلك واصلت القوات النظامية حملاتها العسكرية في محيط دمشق ومحافظة إدلب في شمال غرب البلاد، حيث قال المرصد إن مناطق عدة تعرضت للقصف بالبراميل المتفجرة التي تلقيها طائرات هليكوبتر.
وفي محافظة حلب، تحاول القوات النظامية استعادة مناطق من مقاتلي المعارضة. وأوضح المرصد ان هذه القوات "سيطرت على بلدة الرشادية"شرق حلب، بعد "اقتحامها بعدد من السيارات والآليات العسكرية واحراق بعض المنازل".
وأتى ذلك بعد نحو عشرة ايام من سيطرة المقاتلين على بلدة خان العسل، أبرز المعاقل المتبقية للنظام في ريف حلب الغربي."
الاخبار
صواريخ على الجيش في عيده
وكتبت صحيفة الاخبار تقول "استهدف صاروخان مربعاً عسكرياً تابعاً للجيش في اليرزة ليل أمس، بعد ساعات على احتفال الجيش بعيده، والذي أطلق رئيس الجمهورية خلاله رسائل سياسية في شأن المقاومة وسلاحها معتبراً أنه طرأ تعديل على وظيفته الأساسيّة بعد تجاوزه الحدود وأنه حان الوقت لتصبح الدولة ناظمة له.
الإجماع (اللفظي على الأقل) الذي حظي به الجيش في عيده امس، لم ينته على خير. فقبل منتصف ليل أمس، انطلق صاروخان من منطقة يُرجّح انها قريبة من ضهور عرمون، ليسقطا في مربع عسكري وامني عائد للجيش اللبناني، يضم مبنى قيادته وأهم قطعاته. أحد الصاروخين سقط قرب نادي الضباط في اليرزة (في حديقة منزل الإعلامية إلهام فريحة)، على مقربة من مبنى وزارة الدفاع. اما الثاني، فسقط في الريحانية ـــ بعبدا، غير بعيد عن مبنى قيادة أركان الجيش. وقال شهود عيان من محيط منطقة إطلاق الصواريخ انهم سمعوا أصوات إطلاق 3 صواريخ لا اثنين، ما دفع الجيش إلى تكثيف عمليات البحث في محيط وزارة الدفاع بحثاً عن صاروخ ثالث ربما لم ينفجر.
المنطقة المستهدفة تشكل واحداً من أكثر المربعات الأمنية والعسكرية تحصيناً. فهي تضم مباني وزارة الدفاع وقيادة الجيش وقيادة الأركان وأهم الثكن العسكرية في لبنان، إضافة إلى عدد من السفارات ومنازل سفراء عرب وأجانب. كما أن موقع سقوط أحد الصاروخين قريب من طريق يؤدي إلى القصر الجمهوري في بعبدا.
وفيما لم يصدر أي تعليق رسمي عسكري او سياسي على ما جرى، ربطت مصادر أمنية بين صاروخي الليلة الماضية، وسقوط صاروخ في منطقة الجمهور في حزيران الماضي بعد اصطدامه بكابل كهرباء، علماً بأنه أطلِق من خراج بلدة بلونة الكسروانية. وفيما قيل حينذاك إن الصاروخ كان موجهاً صوب الضاحية الجنوبية وأنه ضل طريقه وسقط في منطقة الجمهور، دفع صاروخا امس أمنيين كثراً إلى الاقتناع بأن صاروخ بلّونة كان أيضاً يستهدف الجيش، وتحديداً محيط وزارة الدفاع. وبحسب الأمنيين أنفسهم، فإن الجيش يقع في دائرة استهداف جهات تعمل بين لبنان وسوريا. وذكّرت المصادر بالتحقيقات التي أجريت مع مشتبه فيه جرى توقيفه في عرسال قبل أيام (يُدعى حسن ر.)، وأظهرت تورطه في جرائم قتل على خلفية طائفية في منطقة البقاع الشمالي، فضلاّ عن استهداف الجيش بعبوتين ناسفتين في الهرمل الشهر الماضي، إضافة إلى تفجير عبوات لاستهداف مواكب يُعتَقد انها عائدة لحزب الله في البقاع. وهذا الموقوف، مع غيره ممن جرى القبض عليهم وآخرين لا يزالون فارين، مرتبطون بمجموعات مسلحة تابعة للمعارضة السورية تنشط على طرفي الحدود في البقاع الشمالي. وفيما تؤكد مصادر أمنية من أكثر من جهاز أمني ضرورة انتظار التحقيقات لتحديد مطلقي الصواريخ، فإنها ترجّح أن يكونوا مرتطبين بمجموعات سورية معارضة ترى في لبنان مسرحاً لعملها، وفي الجيش اللبناني عدواً لها.
وكانت كلمة الرئيس ميشال سليمان في عيد الجيش في الفياضية حملت رسائل في اتجاهات مختلفة. إذ رأى أن «المطلوب في هذه الظروف الدقيقة حملة مع الجيش لا حملة عليه»، مشيراً الى انه «لا يجوز نقل الجيش من موقع الدفاع عن المواطن إلى موقع الدفاع عن نفسه خصوصا في حالات الغدر بضباطه وجنوده». وأكد أن مهمة الجيش «تستحيل إذا استمرت ازدواجية السلاح الشرعي وغير الشرعي».
وتطرق إلى قرار تمديد خدمة قائد الجيش العماد جان قهوجي ورئيس الأركان اللواء وليد سلمان سائلاً: «كيف يمكن تأدية الجيش مهامه إذا حصل تردد او تأخير في تحديد القيادة والأمرة ومحضها الثقة اللازمة، أو إذا استمرّ الفراغ الحكومي بعرقلة التأليف، والفراغ التشريعي بالمقاطعة والتعطيل؟ لذلك عمدنا الى تأمين استمرارية القيادة وفقا للمادة 55 من قانون الدفاع في انتظار قيام المجلس النيابي ومجلس الوزراء بدورهما». واعتبر أن «انخراط بعض اللبنانيين في القتال الخارجي يشكل تناقضا مع العقد الاجتماعي الذي تجلى بإعلان بعبدا»، وأنه «أصبح ملحّاً درس الاستراتيجيّة الوطنيّة للدفاع وإقرارها في ضوء تطوّرات المنطقة، والتعديل الطارئ على الوظيفة الأساسيّة لسلاح المقاومة الذي تخطّى الحدود اللبنانيّة. واستناداً إلى التصوّر الذي وضعته في هذا الصدد (...) وانطلاقا من تمييزنا الواضح والدقيق والمستمر بين المقاومة والإرهاب، ولتحصين مقدراتنا على المقاومة والدفاع حصرا عن لبنان فقد حان الوقت لتكون الدولة بجيشها وقيادته السياسية العليا الناظمة الأساسية والمقررة لاستعمال هذه المقدرات».
من جهته، أكد العماد قهوجي خلال زيارته قصر بعبدا على رأس وفد من القيادة لتهنئة سليمان بعيد الجيش «ان المؤسسة العسكرية لن تدّخر جهداً أو تضحية لدرء الأخطار المحدقة بالوطن».
وفي حين لم تصدر تعليقات من قوى 8 آذار على كلمة سليمان، أثنت قوى 14 آذار على مواقف الرئيس ووصفتها بـ«التاريخية». كما رحب البطريرك الماروني الكاردينال بشارة الراعي بالكلمة وأعلن «اننا في امسّ الحاجة اليها ليتضامن الشعب ويحترم الجيش وكل القوى المسلحة الشرعية».
وفيما لوحظ غياب رئيس تكتل التغيير والاصلاح العماد ميشال عون الذي كان وصف قرار التمديد لقهوجي بأنه غير شرعي، تابع وزير الطاقة والمياه جبران باسيل الهجوم الذي بدأه عون على التمديد والممددين، واعلن في مؤتمر صحافي «اننا نعيش في زمن الرداءة التي يحاول البعض فرضها علينا والمسيحيون يقبلون بها، منهم عن دراية ومنهم عن غير دراية». وانتقد «فرض صفة الحكم على رئيس الجمهورية للقول انه يجب الا يكون قويا شعبيا ليتمكن من ان يحكم بين اللبنانيين»، داعيا الى تعديل دستوري ليكون انتخاب الرئيس بنصاب عادي.
بدوره، نوه قائد قوات «اليونيفيل» العاملة في لبنان الجنرال باولو سييرا بكلمة سليمان، مقدّراً «ما حملته من رسائل». وعن الخشية من أي اعتداء على «اليونيفيل» بعد القرار الأوروبي بإدراج حزب الله على لائحة الإرهاب، قال: «لا نخشى أي اعتداء، والقرار الأوروبي لا علاقة له باليونيفيل، إذ صحيح أن هناك جنوداً أوروبيين في قوات الطوارئ لكنهم لا يمثلون الاتحاد الأوروبي».
ويتوجه سليمان الاحد المقبل الى ايران للمشاركة في تسلم الرئيس حسن روحاني السلطة. ويتوقع ان يجري على هامشها اتصالات مع كبار المسؤولين الدوليين المشاركين في الحفل.
على خط آخر، يطل كل من الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله والرئيس سعد الحريري اليوم عبر الشاشة، الأول لمناسبة يوم القدس. والثاني خلال افطار مركزي لتيار المستقبل في البيال وسلسلة افطارات في المناطق.
الأسد: بفضلكم... واثقون من النصر
أيُّ عيدٍ للجيش في أزمة سوريا؟
أحمد حسان
قد ينقسم السوريون اليوم في انتماءاتهم السياسية، لكن لكلٍ منهم أخاً أو قريباً أو حتى صديقاً على الأقل لم يزل يخدم في صفوف الجيش السوري. ما يجعل المؤسسة العسكرية قادرة على تحقيق ما لم تستطع قوى المجتمع إنجازه.
ما قامت لدولة أو لبلد قائمة إلا وكان لجيشها الدور الأساسي في ذلك. أما حين نتحدث عن سوريا، فهويتها الجيوسياسية المفصلية في الصراع الدولي، جعلت منها عرضةً للتربص الخارجي الطامع بشلِّ قدراتها، ما جعل من مهمة تفكيك جيشها وإضعافه مهمة ملحة وضرورية أمام القوى الخارجية. الجيش السوري، الذي شكَّله يوسف العظمة، القائد التاريخي الحاضر في ذاكرة السوريين عموماً، سنة 1918، بأمرٍ من أول حكومة وطنية في سوريا، بقيادة الملك فيصل، هذا الجيش الذي بدأت مسيرته إبان مقاومته للغزو الفرنسي، عام 1920، في ساحة القتال بميسلون، ليخوض بعدها حروب (1948، 1967 ،1973)، ها هو اليوم تجبره ظروف المعركة على أن يوجه سلاحه نحو مسلحي الداخل، والقادمين من خارج البلاد تحت عنوان الجهاد. بيد أنّ المؤسسة العسكرية أثبتت أنها قادرة على التماسك والصمود حتى في أوج الانقسام السياسي في المجتمع السوري.«أكبر جريمة ارتكبها البعض بحق الجيش، هي في تصويره على أنه جيش نظام أو كتائب (الرئيس السوري بشار) الأسد، كما يسميه المتشددون، بينما واقع الحال أن جنود الجيش العربي السوري، هم أبناء سوريا من موالاة ومعارضة، هم الذين تركوا كل الانتماءات السابقة، ووضعوا نصب أعينهم معركة الحفاظ على أمان السوريين»، يقول أحمد، أحد المجندين السوريين، خلال حديثه مع «الأخبار». ويضيف: «العيد الحقيقي لنا نحن الجنود، هو حين نرى البلاد خارجة من بحر الدم الذي حصد أرواح الكثيرين من أبناء شعبنا. أجمل الأعياد عندنا هو عندما يدرك العدو الصهيوني أنه فاشلٌ في إجبارنا على تغيير مسار بوصلتنا». أحمد يرفض كل الادعاءات التي تضخّم من تأثير الانشقاقات على المؤسسة العسكرية، فهي بنظره «مجرد فبركات ترمي إلى التغطية على القدرة الفائقة التي أظهرها الجيش في الحفاظ على وحدته وتماسكه. فالبعض غُرِّر بهم، والبعض الآخر أجبرته ظروفه الخاصة على ذلك، لكنهم في النهاية لا يشكِّلون سوى قلة قليلة من أبناء المؤسسة».
ومنذ اندلاع الأزمة، يعاني المجندون السوريون من حرمانهم من التسريح، ففترة الخدمة الإلزامية، المحددة قانونياً بسنة وستة أشهر، لم تعد تشكِّل سقفاً زمنياً لمن التحق بالخدمة العسكرية. إذ إنه، وبعد قضاء الفترة القانونية، يدخل المجند السوري في «لوائح الاحتفاظ» تلقائياً، ليتم الإبقاء عليه في الخدمة، التي وصلت عند البعض حدَّ الثلاث سنوات. سياسة يبررها بعض أصحاب القرار في ضرورة أن يكون الجيش متأهباً لمواجهة جلافة الظرف الذي تقاسيه البلاد. في هذا السياق، تحصي هناء محمد الأيام التي قضاها ابنها في الخدمة بدقةٍ متناهية، وتروي لـ«الأخبار»: «بعد تخرجه من كلية الاقتصاد، التحق ولدي بالخدمة الإلزامية. أمضى سنتين وشهراً وسبعة أيام هناك، ليس هناك نظام محدد للإجازات. أحياناً تمضي خمسة أشهر لا أراه فيها أبداً. أصبح عمره 28 سنة، كيف سيؤمِّن مستقبله ويتزوج، وهو لم يتسرح حتى اليوم؟».
في المقابل، يقف هشام جزماتي، الطالب في كلية الآداب بدمشق، حائراً: «ماذا استطيع القول لجنود الجيش في عيدهم؟ عندما نريد أن نرفع من معنوياتهم، نفاجأ بأنهم هم من يرفعون من عزيمتنا. أعتقد أن علينا الصمت إزاء البطولات التي يسطّرونها». بينما ترى م. دعبول (22 عاماً) أنّ «الجيش، هو أول من يدفع فاتورة غباء بعض المسؤولين، وخيانة بعضهم الآخر، في بلدنا»، وبرأيها فإن «أفضل ما يمكن أن يقدَّم للجنود في عيد الجيش، هو أن يرتقي سياسيو البلد في فكرهم، ليفتحوا الباب للحوار، فهو الحل الوحيد الذي من شأنه أن يعيد الجندي إلى أحضان عائلته آمناً». وتتساءل بعتب: «كيف للجيش أن يحتفل قبل أن يتأكد بأن حادثة خان العسل (جنوب حلب)، التي راح ضحيتها أبناؤنا من أبطال الجيش والمدنيين، وبغض الطرف من قبل إعلامنا، الوطني جداً!، سوف لن تتكرر؟». ويؤكد محمد الأحمد (38 عاماً)، في حديثه لـ«الأخبار»: «إذا كان هناك ما يمكن قوله لبواسل الجيش في هذه المناسبة، فإننا نعاهد جنوده الأبطال بأننا سنكون السند القوي له، ضد كل محاولات ربطه وترويضه باتفاقيات الذل، كما هي الحال في العديد من بلدان المنطقة».
الأسد: العدو وجد جيشاً لا يعرف الهزيمة
وفي سياق الاحتفال بالذكرى 68 لتأسيس الجيش، زار الرئيس السوري بشار الأسد، ظهر أمس، الوحدات المقاتلة في مدينة داريا بريف العاصمة دمشق.
قال لهم: «إن ما تقومون به اليوم يسجله التاريخ وبات العالم كله يتحدث عن الجيش العربي السوري». وأكّد أنّ «العدو لم يستطع قتل عزة وشجاعة السوريين رغم كل محاولاته ومحاولات كل من يقف وراءه، لأنه وجد جيشاً لا يعرف الهزيمة والخوف. جيشاً دب الرعب في قلوب الإرهابيين وحمى الوطن منهم ولا يزال».
وكان قد وجه الرئيس السوري كلمة للجيش، عبر مجلة «جيش الشعب»، وقد أكد فيها أنّه: «نحن اليوم بفضل شعبنا وجيشنا أقوى من أي وقت مضى، وأكثر قدرة وتصميماً على التشبث بثوابتنا الوطنية والقومية، بغض النظر عن سيطرة هذا الطرف أو ذاك على القرار الدولي، فحقوق الشعوب لا تلغيها القوة، ولا يسقطها التقادم». واعتبر أنّه «لو لم نكن في سوريا واثقين بالنصر لما امتلكنا القدرة على الصمود ولما كانت لدينا القدرة على الاستمرار بعد عامين على العدوان».بدوره، جدّد نائب القائد العام للجيش والقوات المسلحة ووزير الدفاع، فهد جاسم الفريج، التأكيد على «قدرة الجيش العربي السوري على تحقيق النصر»، موضحاً أن «سوريا تقود الحرب ليس فقط بمواجهة المجموعات الإرهابية المسلحة بل تواجه أنظمة حكم عربية وإقليمية وتحارب الإرهاب نيابة عن العالم أجمع».
وقامت مجموعات من شباب «الحملة الوطنية لدعم جرحى الجيش» في مدينة طرطوس بالتبرع بالدم، تعبيراً عن الوقوف إلى جانب الجيش في عيده. إلى ذلك، لم يحمل النفس العام في الشارع السوري، سوى التمنيات بصمود وصلابة أكبر للمؤسسة العسكرية، إلا أن ما يجمع أغلبية هؤلاء، هو الإدراك التام بأن المحافظة على هذا الصمود باتت تستدعي من جميع السوريين، دون استثناء، العمل على تسريع الحل السياسي، الذي من شأنه أن يؤمن الاستقرار، ويعيد المؤسسة العسكرية إلى لعب دورها الحقيقي، في حماية حدود سوريا ممن كان المستفيد الوحيد جراء آلام السوريين."
المستقبل
بعد تأكيده أن مهمة الجيش مستحيلة في ظل ازدواجية السلاح وأن "المقاومة" تخطّت الحدود
صواريخ "السلاح غير الشرعي" تردّ على سليمان
وكتبت صحيفة المستقبل تقول "لم تمض ساعات قليلة على كلمة رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان التي انتقد فيها "ازدواجية السلاح الشرعي والسلاح غير الشرعي" الأمر الذي يجعل من مهمة الجيش مستحيلة في السهر على الأمن، حتى كانت صواريخ "السلاح غير الشرعي" ترد على كلمته، حيث سقط قرابة منتصف ليلة أمس صاروخ من طراز "كاتيوشا" 107 ملم في حديقة منزل المدير العام لدار الصيّاد إلهام فريحة في منطقة الفياضية بالقرب من كلية الأركان، والتي نجت بأعجوبة بسبب تواجدها في أبو ظبي، فيما سقط صاروخ ثانٍ من النوع نفسه خلف مدرسة "سيدة الجمهور" على بُعد 500 متر من منزل السفير السعودي في لبنان علي عواض العسيري.
وأفادت المعلومات الأولية أن مصدر الصاروخين هو منطقة المونسة في ضهور عرمون، علماً أن هذه هي المرة الثانية التي تسقط فيها صواريخ في المنطقة الأمنية المحيطة بوزارة الدفاع والقصر الجمهوري، بعدما كان الجيش اللبناني عثر على منصتي إطلاق صواريخ من عيار 122 ملم في منطقة بلونة في كسروان، سقط أحدهما بعد ارتطامه بخطوط التوتر العالي في منطقة الجمهور- بسوس، فيما أدّى تعطّل جهاز التحكّم إلى عدم انطلاق الصاورخ الثاني.
وكان الرئيس سليمان أعاد التأكيد على مواقفه الوطنية الثابتة وشدّد خلال الاحتفال بعيد الجيش على ضرورة إنهاء ازدواجية السلاح الشرعي وغير الشرعي لكي يستقيم عمل المؤسسة العسكرية، لكنه في المقابل، ولعلها للمرة الأولى، التي يوجه فيها بوضوح رسالة شديدة اللهجة إلى "حزب الله" من خلال الإشارة إلى الضرورة الملحّة لدرس الاستراتيجية الوطنية للدفاع وإقرارها "في ضوء تطورات المنطقة والتعديل الطارئ على الوظيفة الأساسية لسلاح المقاومة الذي تخطّى الحدود اللبنانية"، وتشديده على أن "مهمة الجيش تصعب، لا بل تستحيل إذا استمرت ازدواجية السلاح الشرعي وغير الشرعي"، الأمر الذي لم يرق على ما يبدو لقوى "8 آذار" التي يديرها "حزب الله" واعتبارها هذا الموقف "سلبياً وتصعيدياً" وفقاً لما نقلته وكالة الأنباء "المركزية" عن مصادر نيابية بارزة في هذه القوى.
إلى ذلك، أكّد البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي "أننا في أمس الحاجة الى كلمة رئيس الجمهورية ليتضامن الشعب ويحترم الجيش وكل القوى المسلحة الشرعية، لأنه اذا بقينا في شريعة الغاب فإن لبنان لن يقوم".
ولقيت كلمة الرئيس سليمان ترحيباً من مستشار الرئيس سعد الحريري للشؤون الخارجية الوزير السابق محمد شطح، الذي اعتبر أن الرئيس سليمان "كان يتحدث فعلاً كرئيس للجمهورية اللبنانية، فخطابه كان ملفتاً، ليس لأنه تطرق الى نقاط استثنائية، بل لأنه تحدث في صميم الدستور اللبناني والأزمة التي نعيشُها، وكلامه ميثاقي باعتبار ان البلد والتماسك الوطني لا يستقيمان الا من خلال تطبيق الدستور".
سليمان
وكان سليمان أكد في كلمة ألقاها خلال مشاركته قيادة الجيش اللبناني بالذكرى 68 لتأسيسه وحفل تسليم السيوف لضباط المدرسة الحربية المتخرجين في دورة "الشهيد النقيب حسام أبو عرم" في الكلية الحربية، أن "ليس بالأمن وحده يحيا الوطن، لكن لا وطن من دون أمن ولا أمن وسيادة وكرامة من دون الجيش، الذي يحتاج إلى دولة حاضنة راعية يحميها الجيش، تحفظ الحقوق والكرامات، وتحمي وتدير التنوّع بعيداً عن صراع الهويات والعقائد والمذاهب والمحاور".
وأشار إلى أنه "لا يجوز نقل الجيش من موقع الدفاع عن المواطن إلى موقع الدفاع عن نفسه، خصوصاً في حالات الاعتداء عليه والغدر بضبّاطه وجنوده، ولا يجوز تحميل الجيش خطايا غيره الجسيمة ثمّ محاسبته على أخطائه القليلة المتلازمة في غالبية الأحيان مع دقة الأوضاع وحساسيتها".
وحول الوضع الحكومي، شدّد سليمان على أنه "لن نقبع في دوامة الانتظار طويلاً قبل الشروع في تشكيل حكومة الوزن الوطني والمصلحة الوطنية، لا حكومة الحصص والتوازنات السياسية، وإذا تعذّر فلا بد من حكومة حيادية ترعى جميع الفئات وكافة الشؤون وذلك وفق الأصول والمسؤوليات الدستورية الملقاة على عاتق رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة".
وعن "المقاومة"، لفت إلى أنه "أصبح ملحاً درس الاستراتيجية الوطنية للدفاع وإقرارها في ضوء تطورات المنطقة، والتعديل الطارئ على الوظيفة الأساسية لسلاح المقاومة الذي تخطّى الحدود اللبنانية... ولتحصين مقدرتنا على المقاومة والدفاع حصراً عن لبنان، فقد حان الوقت لتكون الدولة بجيشها وقيادته السياسية العليا الناظمة الأساسية والمقررة لاستعمال هذه المقدرات".
قهوجي
وفي قصر بعبدا حيث زاره على رأس وفد كبير من قيادة الجيش لتهنئته، ألقى قهوجي كلمة أمام الرئيس سليمان أشار فيها إلى أن "عيد الجيش هذا العام يأتي وسط ظروف استثنائية تمر بها البلاد ومصاعب كثيرة تتعرّض لها المؤسسات الدستورية بفعل الانقسام الداخلي من القضايا الوطنية وعلى الموقف من الأزمات الإقليمية المتفاقمة، وهذا ما انعكس بشكل واضح على انتظام عمل إدارات الدولة وحياة المواطنين على الصعد كافة".
وشكر سليمان على الدعم اللامحدود للجيش سواء من خلال إقرار الخطة الخمسية لتسليحه والسعي مع الدول الصديقة إلى تطوير مساعداتها وهباتها له، أو من خلال المواقف الداعية إلى النأي به عن التجاذبات السياسية والفئوية".
الراعي
ومن مقره الصيفي في الديمان، حيا البطريرك الراعي "الجيش في عيده وأحيي القائد الأعلى للجيش الذي هو رئيس الجمهورية، الذي ألقى كلمة نحن في أمس الحاجة اليها ليتضامن الشعب ويحترم الجيش وكل القوى المسلحة الشرعية لأنه اذا بقينا في شريعة الغاب فإن لبنان لن يقوم، وعلينا احترام المواطن والوطن والمؤسسات. ونأمل ان يدرك رجال السياسة في لبنان ان البلد لا يمكن ان يستمر في شريعة الغاب ولا يمكن ان يستمر مقسماً، وهذه ليست دولة".
شطح
إلى ذلك، اعتبر شطح أنه حين تناول الرئيس سليمان "أهمية دور المؤسسة الأمنية وضرورة أن تكون هي الناظمة الوحيدة للقوة واستعمال القوة والسلاح، فإن كلامه غير فئوي أو غريب أو يخص فريقاً من الأفرقاء"، معتبراً موقف الرئيس من وجوب تشكيل حكومة، أنه "يُحاول التوصُل الى تماسك في السلطة التنفيذية، مع العلم ان التوافق بالنسبة الينا مفقود بين الفئات اللبنانية، وانطلاقاً من هذا الواقع قصد الرئيس بكلامه تشكيل حكومة حيادية للقيام بمهماتها وواجباتها في ظل غياب هذا التوافق السياسي".
وأكّد أنه "لا يمكن حصول توافق وطني كبير طالما هناك منظومة عسكرية لبنانية في سوريا ووجود ازدواجية في استعمال القوة، من هنا إن غياب التوافقات المطلوبة سيمنعنا من التوصُل الى حكومة ائتلافية، فالكلام عن حكومة محاصصة ووحدة وطنية هو حديث غير واقعي، وبالتالي لن نشهد حكومة من هذا النوع لأنها ستكون حكومة كذب على الناس وفي حال وُلدت فلن تعيش".
"8 آذار"
وعلقت مصادر نيابية بارزة في قوى "8 آذار" لوكالة الأنباء "المركزية" على مضمون خطاب الرئيس سليمان فاعتبرت أنه "سلبي تصعيدي صدر في توقيت غير مناسب", مبدية أسفها لهذا الخطاب "الذي لا يعبر عن توجهات من يفترض أن يكون حاضناً لكل اللبنانيين على اختلاف طوائفهم وتنوعاتهم وأحزابهم ومناطقهم".
وختمت المصادر أن "أبعاد كلام الرئيس سليمان ستكون محور بحث ومتباعة عبر القنوات الصحيحة وتحت الدرس والتدقيق ضمن قوى 8 آذار للبناء على الرسائل التي وجهها من خلاله للمرحلة المقبلة".
احتفال وإشادة
إلى ذلك، نُظم عصر أمس احتفال شعبي وفاء لدماء شهداء الجيش وتضحياته في "ساحة الشهداء" تحت شعار "الشعب يريد الجيش"، توافدت اليه حشود من مختلف المناطق اللبنانية تحمل العلم اللبناني وعلم الجيش والرايات المؤيدة له، كتب عليها: "إذا بتحب الجيش ما ترفع بوجهه سلاحك", و"لن نسامح المجرمين"، وسط تدابير أمنية وفرتها وحدات الجيش المعززة بالآليات وقوى الأمن، بحيث قطعت كل الطرق المؤدية الى ساحة الشهداء أمام السيارات.
غير أن الاحتفال الذي تخللّه إطلاق مفرقعات نارية شهد حادثاً مؤسفاً إذ إن أشخاصاً، أصيبوا خلال تحضيرهم لاشعال المفرقعات بمبادرة فردية منهم، حيث انفجرت الاسهم قبل إطلاقها، في إحدى الساحات مقابل جريدة النهار، مما أدى إلى مقتل شخص، وإصابات ثلاثة بحروق مختلفة. وعملت القوى الأمنية على معاينة المنطقة، في حين قامت عناصر الدفاع المدني بنقل قتيل وجريح إلى مستشفى الجامعة الاميركية."
اللواء
«صواريخ مجهولة» ليلاً بين الفياضية واليرزة.. وقتيل و6 جرحى بمفرقعات ساحة الشهداء
سليمان يرفض تدخل «حزب الله» في سوريا: آن الأوان لحكومة وازنة أو حيادية
وكتبت صحيفة اللواء تقول "دق الرئيس ميشال سليمان ناقوس التحوّل من حالة الانتـظار إلى حالة القرار، ورسم في خطابه في عيد الجيش الـ 68، ما يمكن وصفه «بخارطة طريق» للخروج من حالة المراوحة إلى انجاز استحقاقات لا بد منها، لتستقيم الأوضاع العامة، في مرحلة تحولات بالغة الانعكاسات في منطقة الشرق الأوسط.
ولاقى خطاب الرئيس سليمان، وهو الأول من نوعه، لجهة المصارحة والمكاشفة، إزاء التطورات الداخلية والسورية والإقليمية، ترحيباً في الأوساط الاقتصادية والسياسية والشعبية، لما انطوى عليه من تبصّر في ما يمكن القيام به لمنع الانهيار وتداعيات الأحداث الخارجية، بما يضمن الأمن والاستقرار، ويُعيد الاعتبار لعمل المؤسسات ضمن الآليات التي ينص عليها الدستور.
ووصف نائب بارز في قوى 14 آذار، بأن خطاب الرئيس سليمان في عيد الجيش، جاء بنبرته العالية، ومواقفه اللارمادية، يحاكي تحديات المرحلة وحاجة لبنان لإبعاد التداعيات الخارجية عن مجتمعه واستقراره.
وبعيداً عن المجاملة، أو الوقوف على خاطر هذا الفريق أو ذاك، أعلن الرئيس سليمان:
1- إننا على وشك الانتهاء من مهل الاستشارات وتحليل المعطيات، والمبادرة إلى تأليف حكومة فاعلة أو حكومة حيادية وصفها رئيس الجمهورية بحكومة «الوزن الوطني والمصلحة الوطنية»، لا حكومة الحصص والتوازنات السياسية قادرة على نيل ثقة الرأي العام والمجلس النيابي.
وبما لا يقبل الجدل، جاهر الرئيس سليمان بأن تأليف الحكومة من ضمن مسؤولياته الدستورية هو والرئيس المكلّف.
وبقدر ما التقى الرئيس سليمان مع الرئيس المكلّف في وجهة السير الحكومية وعلى مسمع من الرئيس نبيه بري، بقدر ما كان يبتعد عن طروحات النائب ميشال عون وحزب الله، معتمداً على تطلع اللبنانيين إلى حكومة تعمل لا إلى حكومة ترفع المتاريس.
ومن المؤكد أن مسألة الحكومة ستكون بنداً تدور حوله سلسلة من اللقاءات والاتصالات من أجل إنجازه، قبل انطلاق اجتماعات هيئة الأمم المتحدة في نيويورك في أيلول المقبل، بمشاركة لبنان فيها، لطرح أكثر من قضية، أبرزها قضية النازحين السوريين، وإطلاق مشاريع التنقيب عن النفط في المياه الإقليمية اللبنانية.
2- ربط الرئيس سليمان تأليف الحكومة بالاستحقاق الرئاسي المقبل، وتكريس ثوابت منطلقات بما يتعلق بالسيادة والدستور والقانون.
3- لم يجامل الرئيس سليمان «حزب الله» عندما لاحظ أن تعديلاً طرأ على الوظيفة الأساسية لسلاح المقاومة، والذي تخطى الحدود اللبنانية، في إشارة إلى تورط حزب الله في الحرب السورية.
أما بالنسبة للاستراتيجية الدفاعية، فقد أكد الرئيس سليمان أن الوقت حان لأن تكون الدولة بجيشها وقيادته الناظمة