الصحافة اليوم 20-08-2013: اعترافات موقوفي الناعمة تستنفر القوى الامنية
تناولت الصحف اللبنانية الصادرة صباح اليوم الثلاثاء 20-08-2013 عدّة مواضيع ابرزها داخلياً الجمود السياسي الذي يصيب البلد بالتوازي مع الاستفاقة في أجهزة الدولة الامنية بعد تفجير الرويس وضبط بعض عناصر خلية الناعمة، كما تحدثت الصحف عن تطورات الازمة المصرية.
السفير
كل «الرؤساء» ينتظرون .. و«الأمن» يطارد الناس
جنبلاط لبندر: تفهّموني .. لا حكومة بلا «حزب الله»
وكتبت صحيفة السفير تقول "يتصاعد جبل الاضطراب الأمني، بينما تكاد تنعدم السياسة: المجلس النيابي يختبر قدرته على تعطيل نفسه، اليوم، للمرة الرابعة على التوالي. حكومة تصريف الأعمال مكبلة اليدين برغم الأوضاع الاستثنائية. الحكومة الجديدة لن تولد ولن تجد من يضعها على جدول أعماله، لا في الداخل ولا في الخارج، لكأن الفراغ الحكومي في لبنان صار مطلبا أمميا. رئاسة الجمهورية مقيمة في بيت الدين، لا تستطيع أن تجمع حكومة أو طاولة حوار، ولا تملك الا أحقية اطلاق مواقف، سرعان ما تجد من يقف معها أو ضدها.
أما القوى السياسية الأساسية، فلا حوار ولا قواسم مشتركة تجمعها، برغم خطورة الأوضاع واستثنائيتها. «حزب الله» يعول على المعركة السورية ولسان حاله أن مرحلة سقوط النظام صارت وراء ظهره، وهو يملك من المعطيات التي يشارك في صنعها، ما يجعله واثقا من أن الخط البياني لمشروعه، الى تصاعد تدريجي... وعليه، فإن الأهم هو تمرير هذه المرحلة الانتقالية، بأقل خسائر ممكنة سياسيا وأمنيا.
أما سعد الحريري، الذي عوّل في آذار 2011 على سقوط النظام السوري في حزيران من السنة نفسها ثم في أيلول، قبل أن تصبح مواعيده نصف سنوية، فها هو يمضي معظم لياليه في حضرة رئيس الاستخبارات السعودية العامة الأمير بندر بن سلطان، متأملا في أنواع الأسلحة والتشكيلات العسكرية الجديدة والمفاجآت الموعودة في حلب ودرعا بدءا من أيلول المقبل، ولسان حاله ان النظام السوري سيسقط، وان ما سيأخذه اليوم من «حزب الله» بثمن باهظ سيأخذه بعد أسابيع أو شهور قليلة، مجانا.
وها هو وليد جنبلاط يطلب من «مفوضية الإعلام» في حزبه أن تعمم، أمس، بيانا حول اللقاء الذي جرى منذ أربعة أيام بين موفديه وائل أبو فاعور وتيمور جنبلاط وبندر بن سلطان في جدة، وكان «مناسبة بناءة وغاية في الأهمية»، قاصدا من ذلك وضع حد لكل الشائعات التي تحدثت عن تعمد السعوديين إهانته وموفديه في الآونة الأخيرة، برغم ما قدمه لهم من تضحية بحكومة نجيب ميقاتي.
ووفق المعلومات التي توافرت لـ«السفير»، فإن الأمير بندر كان مستمعا في معظم اللقاء للرسالة الجنبلاطية التي تدعو السعوديين الى تفهم ظروفه وبالتالي ضرورة عدم حشره والضغط عليه أكثر من طاقته، والا فانه سيكون مضطرا الى اتخاذ خيارات تراعي موازين القوى اللبنانية، مشددا على أهمية قيام حكومة وحدة وطنية جامعة لا تستثني أحدا بما في ذلك «حزب الله».
وطالما أن لعبة الأكثرية والأقلية صارت بيد وليد جنبلاط، كما قصة الوزارة «الطائرة»، وتلك التي لن تأتي، وطالما أن جنبلاط لا يريد أن يفرط بعلاقته لا مع «حزب الله» ولا مع السعودية، فإن ثمة جولة جديدة موعودة بين بندر والموفدين الجنبلاطيين، للاستماع الى الأجوبة السعودية، يفترض أن يسبقها لقاء موعود بين «الاشتراكي» و«حزب الله»، بعدما تأخر موعد اللقاء الدوري بينهما لاعتبارات جنبلاطية، طالما أنه سيكون هذه المرة في منزل أحد أعضاء «جبهة النضال الوطني».
واعتبارا من اليوم، سيجد نبيه بري نفسه معنيا بانتظار دورة مجلسية عادية وتقبل عدم قدرته على تعديل موازين القوى المجلسية، في زمن الدورة الاستثنائية، ليس بسبب أوزان «14 آذار» الطافحة، بل بسبب «حليف الحليف»، أي ميشال عون، الذي باع رئيس المجلس قضية دستورية الدعوة والجلسة، لكنه حرمه من متعة النصاب، على خلفية جدول الأعمال «غير الاستثنائي» والخلاف المحتدم بينهما... فضلا عن الشهية العونية المفتوحة للتمايز عن «8 آذار» في الملفات الداخلية، طمعا بفتح أبواب أخرى، محلية وخارجية، يبدو أنها لن تفتح في المدى المنظور.
وعليه، سيكتفي بري بإرسال علي بزي الى الرابية غدا لدعوة «الجنرال»، كما معظم قيادات البلد، الى مهرجان النبطية في ذكرى تغييب الامام السيد موسى الصدر في الحادي والثلاثين من آب، على أن يطلق عبر منبر هذه المناسبة، أكثر من مبادرة، خاصة لتبريد المناخ الشيعي ـ السني داخليا وعربيا.
في ظل هذا المشهد، لن يجد نجيب ميقاتي أفضل من الانتظار والمراقبة عن بعد، في انتظار من يستطيع أن يحكم من بعده، لا من يكلف وحسب، ولسان حاله، أن ليس بإمكانه التصرف كرجل دولة من خلال مبادرته الى تفقد ساحة انفجار الرويس، فيصبح منبوذا من ملته، ولا من خلال القرار بأن يزايد سياسيا ومذهبيا، فعندها سيجد نفسه دائما في الصفوف الخلفية وراء سعد الحريري وفؤاد السنيورة وربما أحمد الأسير وعميد حمود وحسام الصباغ وسعد المصري.
في المصيطبة، ثمة انتظار من نوع آخر. تمام سلام مقتنع بوجود قرار كبير باستمرار الفراغ. من جهة، لا يستطيع الاستمرار بتكليف معلق على حبل حسابات أكبر منه، ومن جهة ثانية، لا يستطيع الإقدام على خطوة قد يتخذها فريق لبناني ذريعة لقلب موازين القوى وخلق مشكلة تفوق بتداعياتها كل ما يترتب على الفراغ من تداعيات.
يخاطب سلام الجميع بأن ما جرى في الرويس «يستدعي تسهيل تشكيل الحكومة وتبادل التنازلات، لان الفراغ القائم يساهم في تفاقم المخاطر وإضعاف المناعة الضرورية لمواجهتها»، كاشفا لـ«السفير» ان قائد الجيش العماد جان قهوجي أبلغه «ان المؤسسة العسكرية متماسكة ولديها الجهوزية المطلوبة للقيام بواجباتها، إلا انها تشعر بانها تفتقر الى الغطاء السياسي الكافي في ظل الاستمرار في غياب حكومة أصيلة».
عود على بدء: رئيس الجمهورية ينتظر تمام سلام ويدرك أهمية التغطية السياسية لدور الأجهزة الأمنية من موقع «أهل الكار»، ولكن ليس في اليد حيلة. كلما أضاء جهاز أمني على قضية، يصبح المطلوب، بطلا عند ملته، وتصبح بلدته شهيدة وعائلته في مرتبة القداسة، فكيف يمكن كسر المحرمات ووضع الكل على سكة الدولة، بحيث لا تتساهل كل الأجهزة مع الارهاب سواء أتى من اسرائيل أو من أي مصدر «غربي» أو داخلي آخر.
لسان حال رئيس الجمهورية أن عودوا الى الحوار «ولا تنتظروا لا معركة حلب ولا معركة درعا، ودعونا لا نربط أمورنا بأحوال الاقليم والعالم. أنا لا اتآمر على أية جهة لبنانية. موقفي الطبيعي والبديهي والمبدئي أن أدافع عن اعلان بعبدا سواء اعتبره البعض ميتا أو حيا... ولو كنت طامحا للتمديد لكان من الأسهل عليّ أن أُدَوِّرَ الزوايا ولا أجعل أحدا يزعل مني. لكن الحقيقة أنني لا أملك سوى صلاحية التنبيه من موقع الحرص على مصلحة لبنان وكل اللبنانيين من دون استثناء».
جبل الأمن يرتفع، والشائعات تزنر لبنان من أقصاه الى أقصاه، وليس هناك من يطمئن اللبنانيين، لا الى حاضرهم ولا الى غدهم. محلة الرويس أضاءت ليل أمس شموعا، بينما كان «حزب الله»، بالتنسيق مع القوى الأمنية، ينفذ سلسلة اجراءات امنية مشددة على مختلف مداخل الضاحية الجنوبية، قد تكون أزعجت الكثيرين من سكانها، ولكن لم يكن منها بد، وكذلك هو الأمر في اكثر من منطقة جنوبية وتحديدا في النبطية وبنت جبيل، تحسبا لإدخال اية سيارات مفخخة الى تلك المناطق.
وفي سياق التحقيقات، كشفت المديرية العامة للامن العام المتورطين في خلية الناعمة وعممت، أمس، صورتين لاثنين من افرادها المتوارين عن الأنظار.
وقال مصدر امني واسع الاطلاع لـ«السفير» ان جهازا امنيا توصل الى معطيات مهمة جدا حول التفجيرات الاخيرة، رافضا الدخول في تفاصيلها، واكد ان الاجهزة الامنية تتعقب بعض السيارات المشبوهة، بالاضافة الى بعض المشتبه بهم. وكشف ان جهازا امنيا رسميا اوقف في احدى مناطق العاصمة في الايام الاخيرة شخصا متشددا يدعى (غ. ص.) سبق ان ارتبط اسمه بالمجموعة التي خططت لاغتيال السيد حسن نصرالله قبل سنوات. وفي أثناء التحقيق معه، لم يعترف بأي صلة له بتفجير الرويس، الا انه اعترف، من جهة ثانية، بالنيّة في استهداف «حزب الله»، إذا ما قدر له ذلك، ردا على تدخل الحزب في سوريا."
النهار
"حزب الله" يوسّع انتشاره في الضاحية والجنوب بري لـ"النهار": تفجير الرويس أكثر من رسالة
وكتبت صحيفة النهار تقول "مع ان لا صوت يعلو صوت الاستنفار غير المسبوق لتعقب الخلايا والشبكات المتهمة بالتفجيرات مما اضفى على مجمل الوضع الداخلي مناخاً امنياً شديد الوطأة وخصوصاً مع "التطبيع" اللافت للأمن الذاتي الذي يتسع باطراد بين مناطق الضاحية الجنوبية والجنوب وبعض البقاع الشمالي، سيشكّل موعد الجلسة النيابية العامة التي لن تعقد اليوم والتي سترجأ للمرة الرابعة مناسبة للتذكير بجمود الازمات السياسية وانقطاع كل مسالك المشاورات سواء تلك المتصلة بالأزمة الحكومية أم بالأزمة النيابية
وبات في حكم المؤكد ان تعود القوى الرافضة لانعقاد الجلسة النيابية أصلاً اليوم الى مقاطعة الجلسة وهي قوى 14 آذار ونواب "التيار الوطني الحر" الى رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي. وأوضحت اوساط كتلة "المستقبل" ان لا شيء تغير من شأنه ان يبدل موقف المقاطعة للجلسة في ظل بقاء جدول اعمال الجلسة كما هو في ظل حكومة تصريف أعمال، مما يكرّس سابقة دستورية لا يمكن التغاضي عنها. كما ان مصادر التكتل العوني اكدت ان نوابه لن يحضروا الجلسة.
في غضون ذلك، عاد رئيس مجلس النواب نبيه بري أمس بعد اجازة أمضاها في ايطاليا. وصرّح رداً على سؤال لـ"النهار" عن جلسة اليوم: "انا نازل الى المجلس واذا توافر النصاب تعقد الجلسة واذا لم يتوافر سأدعو الى تأجيلها".
وفي موضوع الملف الحكومي، قال بري إن "مولداته لا تزال مفرملة". ونفى ما تردّد في غيابه عن انه توافق مع رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب وليد جنبلاط على فرملة الجهود لتأليف الحكومة الجديدة. وقال: "هذا الامر لم يحصل ولم يجر اتصال بيني وبين الاستاذ وليد في هذا الموضوع وبحسب معلوماتي فان كل شيء على حاله". وتخوف في الوقت عينه "من ان يكون التفجير الثاني في الضاحية اكثر من رسالة". وأضاف: "المطلوب من كل القوى الامنية والسياسية فتح الأعين لمواجهة المشروع الارهابي لانه يضرب الجميع ولا يضرب جهة واحدة".
الى ذلك، علمت "النهار" ان الأزمة الأمنية أرخت بثقلها على الحركة السياسية المتصلة بتأليف الحكومة لكنها لم تلغ حركة المشاورات التي تردد انها ستشهد لقاء خلال الساعات الـ 48 المقبلة لرئيس الجمهورية ميشال سليمان والرئيس المكلف تمام سلام للتشاور في التطورات والتصورات المطروحة لاخراج البلاد من نفق الازمة المفتوحة على أكثر من صعيد.
وعلى صعيد متصل، تحدثت امس مفوضية الاعلام في الحزب التقدمي الاشتراكي عن نتائج زيارة وزير الشؤون الاجتماعية وائل ابو فاعور وتيمور جنبلاط للرياض ولقائهما الامير بندر بن سلطان. ووصف بيان المفوضية اللقاء بأنه في "غاية الاهمية". وعلمت "النهار" ان اللقاء كان طويلاً الجمعة الماضي ووصفته مصادر الرياض بأنه كان "بناء وجيدا" وقد تناول عدداً من المواضيع الاساسية التي تهم لبنان والمملكة العربية السعودية.
كذلك علمت "النهار" ان محطات سياسية ستسجل هذا الاسبوع لدى قوى 14 آذار ردا على المواقف التي صدرت اخيراً عن الامين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله والاجراءات التي نفذها الحزب في مناطق نفوذه، وهذا الموضوع سيكون امام الاجتماع الاسبوعي لكتلة "المستقبل" اليوم. وقد اشار مصدر في الكتلة الى ان اجراءات الحزب لن تحلّ المشكلة الامنية بل ان ما يحلّها هو انسحاب مقاتلي "حزب الله" من سوريا وفتح صفحة جديدة مع القوى السياسية في لبنان.
استنفار وانتشار حزبي
أما على الصعيد الامني، فحافظ الاستنفار المعلن لدى جميع القوى العسكرية والامنية والاجهزة على وتيرته العالية في عمليات تعقب الشبكات والخلايا المكتشفة في عمليات تفجير او إعداد لتفجيرات، والتي كان، آخرها كشف سيارة الناعمة التي يجري الامن العام تحقيقات مع موقوفين فيها، فيما عمم صورتين لمطلوبين آخرين. كما برز امس استدعاء ثلاثة مشايخ من اتباع الشيخ احمد الاسير الى التحقيق لدى مديرية المخابرات في الجيش اليوم.
وتزامناً مع اجراءات الاجهزة الامنية، برز امس توسيع "حزب الله" رقعة الاجراءات التي يتّخذها علنا في مناطق نفوذه والتي تشمل اقامة حواجز تفتيش كثيفة على مداخل الضاحية وداخل الاحياء تتولى التدقيق في هويات المارة والسيارات وتعميم اللجان المحلية على نطاق واسع والطلب من المواطنين الابلاغ عن اي مشتبه فيهم او سيارات مشبوهة. ولم تقتصر هذه التدابير على الضاحية بل اتسعت الى الجنوب وخصوصا مدينة النبطية التي شهدت امس انتشارا كثيفا لحواجز حزبية وعمليات تفتيش مشددة ووضع عوائق حديد. وتداخل بعض هذه التدابير مع اجراءات اتخذتها قوى الأمن لتشديد المراقبة في النبطية في سوق الاثنين كما في منطقة بنت جبيل.
الى ذلك، انجز تسليم جثث ضحايا تفجير الرويس والاشلاء امس الى ذويها بأمر من مفوض الحكومة المعاون لدى المحكمة العسكرية القاضي سامي صادر باستثناء جثة واحدة لسوري في انتظار ان يحضر ذووه لتسلمها. وهو طلب تسليمها بعد تسلمه نتائج فحوص الحمض الريبي النووي "دي ان آي" وعددها 13. وبذلك يكون عدد ضحايا متفجرة الرويس 26 قتيلا عرفت هويات كل اصحابها بينهم خمسة سوريين.
وانطلاقاً من اتضاح هويات جميع الضحايا، أبلغت مصادر مطلعة مواكبة للتحقيق لـ"النهار" ان نظرية تنفيذ عملية التفجير بواسطة انتحاري سقطت بنسبة 90 في المئة، فيما يجري التدقيق في نقاط قليلة اخرى لحسم هذه المسألة نهائياً.
ويستمر تعقب ملكية السيارة الجانية وهي "بي ام دبليو 700" سوداء تاريخ صنعها عام 2002 ولم يتوصل التحقيق الى نتيجة نهائية بعد في صددها.
مصر: ضربة قوية لقوى الأمن في سيناء السعودية مستعدّة لتعويض المساعدات الغربية
في غياب أي حل سياسي في أفق الازمة المصرية، سقط 25 شرطياً في هجوم لمسلحين يعتقد انهم متطرفون اسلاميون في شمال سيناء المضطربة، من الأكثر دموية يستهدف قوى الامن منذ سنوات، وذلك بعد ساعات من مقتل 36 سجيناً ينتمون الى جماعة "الاخوان المسلمين" خلال محاولة لتهريبهم لدى نقلهم الى سجن أبو زعبل بشمال القاهرة.
وتبدو أعمال العنف هذه غير المسبوقة في تاريخ مصر مرشحة للتفاقم، مع اصرار طرفي الازمة على مواقفهما، إذ خرج مناصرو جماعة "الاخوان المسلمين" في مسيرات جديدة أمس متحدين السلطات الموقتة ووزير الدفاع القائد العام للقوات المسلحة الفريق أول عبدالفتاح السيسي الذي توعد برد "حازم" على الاسلاميين الذين اختاروا طريق "العنف".
وعلى رغم الدعم الشعبي والاعلامي الواسع الذي حظي به الجيش، تثير طريقة تعامله مع "الاخوان" انتقادات غربية وصلت الى حد التلويح بوقف بعض المساعدات.
وأمس، صرحت مساعدة الناطقة باسم وزارة الخارجية الاميركية ماري هارف بان واشنطن لم تقرر حتى الان وقف مساعداتها العسكرية والاقتصادية لمصر، لكنها قد تتخذ قرارا في هذا الشأن في الاسابيع المقبلة.
ويجتمع وزراء الخارجية لدول الاتحاد الاوروبي غدا في بروكسيل للبحث في الوضع في مصر والاتفاق على موقف مشترك. وقد بحث ديبلوماسيون أوروبيون أمس في الخيارات المطروحة، وفي مقدمها وقف او تعليق جزء من المساعدات المالية او الاتفاقات في المجال الامني.
وإزاء هذه المواقف، أبدى وزيرالخارجية السعودي الامير سعود الفيصل استعداد الدول العربية لتعويض أية فجوات مالية تنتج من سحب دول غربية مساعداتها لمصر. ونقلت عنه وكالة الانباء السعودية "واس": "لمن أعلنوا أنهم سيوقفون المساعدات لمصر او لوحوا بمثل هذا التهديد، ان الامتين العربية والاسلامية ثريتان بشعوبهما ومواردهما ولن تحجما عن مد يد العون لمصر".
في واشنطن، أعلن سلاح البحرية الاميركي ان حاملة طائرات أميركية عبرت الاحد قناة السويس في اتجاه منطقة الخليج وقت تمر العلاقات الاميركية - المصرية بفترة توتر.
وجاء في بيان صادر عن سلاح البحرية الاميركية ان حاملة الطائرات "يو اس اس هاري ترومان" مع القطع المواكبة لها وهي مدمرتان وطرادان وغواصة او اكثر ستقوم خلال الاشهر المقبلة بـ"عمليات أمن بحري" كما ستشارك في عمليات جوية في أفغانستان.
بان كي - مون
وفي نيويورك (علي بردى) دعا الأمين العام للأمم المتحدة بان كي - مون الى "مقاربات بقيادة مصرية لحل الأزمة الراهنة" بطريقة سلمية، مطالباً بتوسيع "المساحة السياسية" لجماعة "الأخوان المسلمين" واطلاق الرئيس المعزول محمد مرسي أو القيام بـ"عملية قضائية شفافة" في حقه.
ودعا "جميع المصريين الى ممارسة أقصى درجات ضبط النفس وحل خلافاتهم سلمياً"، ورأى أن "على السلطات والزعماء السياسيين مسؤولية وقف العنف الراهن". وقال إن "الأمم المتحدة على أتم الاستعداد لدعم مقاربات بقيادة مصرية لحل الأزمة الحالية"، مضيفاً أنه طلب من وكيل الأمين العام للشؤون السياسية جيفري فيلتمان أن يجري بدءاً من اليوم "مناقشات واسعة النطاق" في القاهرة، مع "التركيز على كيف يمكن الأمم المتحدة أن تدعم على أحسن وجه مبادرات لاستعادة السلام واعداد المصالحة في مصر".
وأجاب عن سؤال بأن "ثمة كثيرين قتلوا في احتجاج عنيف وباستخدام مفرط للقوة من السلطات الحالية"، وأنه ندد بهذا "الوضع غير المقبول". وخاطب الزعماء المصريين بأن "الوقت الآن ليس للثأر، بل هو وقت للمصالحة... ينبغي توسيع المساحة السياسية للأخوان المسلمين، لأن مساحتهم السياسية كانت محدودة جداً، من خلال تحرير مرسي، واطلاقه، وإذا لم يكن كذلك ينبغي اتخاذ عملية قضائية شفافة"."
الاخبار
الفيصل يشنّ هجوماً على المجتمع الدولي: سنعوّض أي مساعدات تُقــطع
اجتماع أوروبي طارئ حول مصر غداً
وكتبت صحيفة الاخبار تقول "تتوجه الأنظار الى بروكسل غداً، حيث تقرّر أن يُعقد اجتماع طارئ لوزراء خارجية الاتحاد الأوروبي للضغط على النظام المصري بعد قمعه لاعتصامات «الإخوان»، وسط دعوات الحوار والمصالحة وهرولة خليجية، وسعودية خصوصاً، لدرء أي محاولة دولية لتأنيب الحليف الجديد لها في القاهرة.
استبقت الماكينة الدبلوماسية السعودية الجهود الأوروبية للضغط على الادارة المؤقتة في القاهرة، التي يدعمها الجيش، من أجل وقف الحملة الأمنية ضدّ جماعة «الإخوان المسلمين»، وأرسلت وزير خارجيتها سعود الفيصل الى باريس في محاولةً لثني دول الاتحاد عن اتخاذ أي قرار غداً في بروكسل، حيث يعقد اجتماع طارئ لبحث الأزمة المصرية، من شأنه المسّ بحليفها الجديد، ويتوقع أن يبحث في مسألة حظر الأسلحة.
ولما فشلت، وهو ما تُرجم من خلال إعلان لندن وقف المساعدات التسليحية لمصر، انهال الفيصل تهديداً ووعيداً، معلناً أن الدول العربية، وهو يعني بذلك الخليجية ومن يدور في فلكها باستثناء قطر، مستعدة لأن تعوض أي مساعدات تهدد الدول الغربية بقطعها. وفور عودته من باريس، قال الفيصل «من أعلن وقف مساعدته لمصر أو يلوح بوقفها فإن الأمة العربية والإسلامية غنية بأبنائها وإمكاناتها ولن تتأخر عن تقديم يد العون لمصر»، في إشارة إلى تهديد الاتحاد الأوروبي بذلك.
ورأى، وفق ما نقلت عنه وكالة الأنباء السعودية «واس»، أن «ما تشهده مصر اليوم يعبّر عن إرادة 30 مليون مصري في «30 يونيو» معربين عن رغبتهم في إجراء انتخابات رئاسية مبكرة كنتيجة حتمية لتدهور الأوضاع الاقتصادية والسياسية والاجتماعية، وهو الأمر الذي أدى إلى اجتماع كافة القيادات والقوى السياسية والاجتماعية للإعلان عن خارطة طريق جديدة تقود مصر إلى بر الأمان». وأكد أن «انتفاضة 30 مليون مصري لا يمكن بأي حال من الأحوال أن توصف بالانقلاب العسكري».
وشنّ هجوماً لاذعاً على «الإخوان»، مستنكراً «حرب الشوارع وتدمير الممتلكات العامة والخاصة وترويع أمن المواطنين وإزهاق الأرواح البريئة وحرق محافظات مصر بأكملها من قبل تيار يرفض الاستجابة للإرادة الشعبية المصرية، بل ورفض كافة مبادرات الصلح، وبادروا إلى الاعتصام في ميادين مصر وروّعوا سكانها وكدّسوا الأسلحة والذخائر واستخدموا النساء والأطفال كدروع بشرية».
كذلك هاجم المجتمع الدولي قائلاً «للأسف الشديد نرى أن الموقف الدولي تجاه الأحداث الجارية في مصر يتعارض مع مواقفه تجاه الأحداث في سوريا. فأين الحرص على حقوق الإنسان وحرمة دمه والمذابح التي تجري كل يوم في سوريا والتي أدت إلى قتل أكثر من مئة ألف سوري ودمرت سوريا بأكملها دون أن نسمع همسة واحدة من المجتمع الدولي».
بعد أطروحة الوزير السعودي، جاء رئيس الوزراء الأردني عبدالله النسور ليتابع المسير على الخطى نفسها، قائلاً إن «القرار الأردني تم اتخاذه في اللحظات المناسبة؛ نحن مع الدولة المصرية الصامدة الواثقة التي تحل هي مشاكلها بنفسها». وأضاف «نحن لا نقول ماذا يجب عليهم أن يفعلوا، نحن نقول إن جيش مصر يجب أن يبقى ويثبت، لأنه إن راح جيش مصر راحت مصر».
وقال جودة إن «الأردن بقيادة الملك عبدالله الثاني يقف إلى جانب مصر الشقيقة في سعيها الجاد نحو فرض سيادة القانون واستعادة عافيتها وإعادة الأمن والأمان والاستقرار لشعبها العريق وتحقيق إرادته في نبذ الإرهاب وكل محاولات التدخل في شؤونه الداخلية».
الموقف السعودي يعكس رفضاً مسبقاً لما يتوقع أن يصدر عن اجتماع وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي غداً في بروكسل، حيث أعلن المتحدث باسم المفوضية الأوروبية أن وزراء خارجية دول الاتحاد الأوروبي سيجتمعون بنحو طارئ غداً لبحث الأزمة المصرية والتفاهم على موقف مشترك. واتخذ القرار خلال اجتماع عقده أمس سفراء دول الاتحاد المكلفين المسائل الأمنية.
وكان الاتحاد الأوروبي قد أكد في بيان أنه سيراجع علاقاته مع مصر في الأيام المقبلة، وقال «من أجل هذا الغرض وبالتعاون مع الدول الأعضاء سيراجع الاتحاد الأوروبي على وجه السرعة خلال الأيام القليلة القادمة العلاقات مع مصر، ويتخذ الإجراءات التي تحقق هذه الأهداف». كذلك أعلن مبعوث الاتحاد الأوروبي إلى مصر، برناندينو ليون، أنه لم يتم استبعاد أي قرار حول مصر، ووضعت كل الاحتمالات لحل الأزمة، موضحاً أن فرض حظر سلاح على مصر أحد الخيارات التي سيبحثها وزراء خارجية الاتحاد غداً المقبل. غير أنه أوضح أن من الصعب توقع القرار الذي سيتوصل إليه اجتماع وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي. وشدد على ضرورة إطلاق مسار ديموقراطي في مصر، معتبراً أن «هذا ممكن والاتحاد الأوروبي سيعمل بشكل بنّاء مع مصر».
ومن واشنطن، دعا وزير الدفاع الاميركي تشاك هاغل، خلال مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره الصيني الجنرال شانغ وانكوان، السلطات المصرية الى «اعتماد النهج الجامع لتحقيق المصالحة في مصر»، فيما ذكرت مساعدة المتحدثة باسم الخارجية الاميركية، ماري هارف، أن الولايات المتحدة لم تقرر حتى الآن وقف مساعداتها العسكرية والاقتصادية لمصر، لكنها قد تتخذ قراراً في هذا الشأن خلال الاسابيع المقبلة. ورأت أن حظر الإخوان المسلمين في مصر سيكون فكرة سيئة.
في غضون ذلك، أمرت النيابة العامة بحبس الرئيس المعزول محمد مرسي 15 يوماً على ذمة التحقيقات، لاتهامه بالاشتراك في أحداث العنف التي جرت بالقرب من قصر الاتحادية في 5 كانون الأول الماضي بحق المتظاهرين المناهضين للإعلان الدستوري المكمل. واتهمت النيابة العامة مرسي بالاشتراك في احتجاز مواطنين وتعذيبهم، والاشتراك في قتل والشروع في قتل المواطنين، وإذاعة أخبار كاذبة للتأثير على سلطات التحقيق القضائية، والاشتراك في تداخل في وظيفة عمومية، والاشتراك في البلطجة واستعراض القوة وترويع المواطنين. وفي سياق وضع الدستور، أعلن مقرر لجنة تعديل الدستور المستشار علي عوض أن اللجنة انتهت من صياغة 130 مادة من مواد الدستور المعطل، بعد تعديلها، مشيراً إلى أن اللجنة لا تزال تمارس مهمات عملها. وأوضح أن المواد «الأولى والثانية والثالثة» ستبقى كما هي من دون تعديل.
الى ذلك، أعلنت منظمة «هيومان رايتس ووتش» أن قوات الأمن المصرية أفرطت في استخدام قوة القتل خلال فضّها لاعتصامي «رابعة العدوية» و«النهضة»، واصفة ما حدث بأنه «أسوأ حادثة قتل جماعي في التاريخ الحديث للبلاد»."
المستقبل
السيسي يتصل بولي العهد السعودي معرباً عن الامتنان لخادم الحرمين على مواقفه الداعمة
الفيصل: لن نرضى بأن يتلاعب المجتمع الدولي بمصير مصر
وكتبت صحيفة المستقبل تقول "حذر وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل المجتمع الدولي أمس، من التلاعب بمصير مصر أو أن يعبث بأمنها واستقرارها، مع تلقي ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع السعودي الأمير سلمان بن عبدالعزيز، اتصالاً هاتفياً من وزير الدفاع القائد العام للقوات المسلحة المصرية الفريق أول عبدالفتاح السيسي، للإعراب عن شكر مصر لخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز على مواقفه الداعمة.
واستيقظت مصر أمس على أنباء مجزرة بشعة في سيناء حيث سقط 25 من مجندي قوات الأمن المركزي على يد متطرفين، إضافة إلى ضابط قتل في هجوم على نقطة تفتيش في العريش.
ففي السياسة، شن وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل هجوماً حاداً على المجتمع الدولي اثر عودته أمس من باريس حيث التقى الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند، منتقداً سكوت المجتمع الدولي عما يحصل في سوريا التي دمرت بالكامل وتقع فيها مذابح كل يوم، "من دون ان نسمع همسة واحدة من المجتمع الدولي الذي يتشدق بحقوق الإنسان بحسب ما تقضي به مصالحه واهواؤه".
وقال الأمير الفيصل "وحقيقة الأمر أن ما تشهده مصر يعبر عن إرادة ثلاثين مليون مصري (خرجوا) في 30 يونيو (حزيران) معربين عن رغبتهم في إجراء انتخابات رئاسية مبكرة كنتيجة حتمية لتدهور الأوضاع الاقتصادية والسياسية والاجتماعية"، معتبراً أن انتفاضة ثلاثين مليون مصري لا يمكن بأي حال من الأحوال أن توصف بالانقلاب العسكري".
وانتقد الوزير السعودي أتباع تيار "بادروا إلى الاعتصام بميادين مصر وشلوا حركة الحياة في المناطق المحيطة بها وروعوا سكانها وكدسوا الأسلحة والذخائر واستخدموا النساء والأطفال كدروع بشرية".
وأوضح "أن ما نشهده اليوم وللأسف الشديد من مبادرة المناوئين إلى حرق المساجد والكنائس والمنشآت العسكرية وأقسام الشرطة وترويع الآمنين ومحاولة تحويل الأزمة إلى حرب شوارع. وتزامن هذا النشاط الغوغائي مع العمل الإرهابي في سيناء يؤكد أن المنبع واحد".
وتابع حديثه "إننا نرى اليوم للأسف الشديد مواقف دولية أخذت مساراً غريباً في تجاهل هذه الحقائق الدامغة وركزت على مبادئ عامة، وكأنها تريد التغطية على ما يقوم به هؤلاء المناوئون من جرائم وحرق لمصر وقتل لشعبها الآمن، بل ويشجع هذه الأطراف على التمادي في هذه الممارسات. وللأسف الشديد اننا نرى أن الموقف الدولي تجاه الأحداث الجارية في مصر يتعارض مع مواقفها تجاه الأحداث في سوريا، فأين الحرص على حقوق الإنسان وحرمة دمه والمذابح التي تجري كل يوم في سوريا والتي أدت إلى قتل أكثر من مئة ألف سوري ودمرت سوريا بأكملها من دون أن نسمع همسة واحدة من المجتمع الدولي الذي يتشدق بحقوق الإنسان بحسب ما تقضي به مصالحه وأهواؤه".
وختم الأمير سعود الفيصل "أؤكد للجميع أن المملكة العربية السعودية قيادة وحكومة وشعباً وقفت وستقف دائماً مع مصر، وأن الدول العربية لن ترضى مهما كان بأن يتلاعب المجتمع الدولي بمصيرها أو أن يعبث بأمنها واستقرارها، وأتمنى من المجتمع الدولي أن يعي مضامين رسالة خادم الحرمين الشريفين بأن المملكة جادة ولن تتهاون في مساندة الشعب المصري لتحقيق أمنه واستقراره. أما من أعلن وقف مساعدته لمصر أو يلوح بوقفها، فإن الأمة العربية والإسلامية غنية بأبنائها وإمكاناتها ولن تتأخر عن تقديم يد العون لمصر".
وتلقى ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع السعودي الأمير سلمان بن عبدالعزيز اتصالا هاتفيا أمس من النائب الأول لرئيس الوزراء القائد العام للقوات المسلحة وزير الدفاع المصري الفريق أول عبدالفتاح السيسي.
وذكرت وكالة الأنباء السعودية (واس) أن السيسي أعرب خلال الاتصال عن بالغ الشكر وعظيم الامتنان لخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز على مواقفه المساندة والداعمة لمصر وشعبها خاصة ما ورد في تصريحه الأخير من حرص على استقرار مصر وأمنها وسلامتها.
وفي سيناء سقط 26 شرطيا صباح الاثنين بينهم 25 قضوا في هجوم واحد لمسلحين يعتقد انهم متطرفون اسلاميون في شمال شبه الجزيرة المضطربة.
وفي تفاصيل الهجوم الأكثر دموية ضد قوات الامن منذ سنوات، قالت وزارة الداخلية في بيان انه في "استمرار للجرائم الارهابية في سيناء والنيل من رجال الشرطة الذين يؤدون واجبهم فقد تعرض عدد من المجندين التابعين لقطاع الامن المركزي الى هجوم مسلح". وأوضح البيان ان الهجوم وقع "عقب عودتهم من اجازة حيث اطلقوا عليهم النيران مما اسفر عن استشهاد 25 مجندا واصابة اثنين اخرين فى حالة خطرة".
واكدت مصادر امنية ان المسلحين الذين يعتقد انهم متطرفون اسلاميون هاجموا عناصر الشرطة "بقذائف صاروخية ار بي جي" واسلحة رشاشة حيث استهدفوا "حافلتين تقلان عناصر الشرطة قرب مدينة الشيخ زويد في شمال سيناء".
وذكر شهود عيان ان "الهجوم استهدف عناصر في الامن المركزي يستقلون باصين صغيرين في طريقهم الى مدينة رفح على الحدود بين مصر وقطاع غزة"، حيث معسكران كبيران للامن المركزي المصري.
وبعيد الهجوم، اعادت السلطات المصرية اغلاق معبر رفح البري مع غزة بعد يومين على فتحه جزئيا.
ودان مفتي الجمهورية شوقي علام "بشدة الاعتداء الإرهابي الغاشم الذي تعرض له جنود الأمن المركزي في مدينة رفح بسيناء". وقال المفتي "إننا اذ نعبر عن إدانتنا الكاملة للعنف والإرهاب في كل أشكاله التي حرمها الإسلام تحريمًا قاطعًا فإننا نحذر المصريين عامة والشباب خاصة من التورط في اقتتال واحتراب لا شرعية دينية له ولا مصلحة فيها إلا لأعداء الوطن في الداخل والخارج".
في هجوم منفصل، قالت مصادر امنية ان "ضابطا واحدا في الشرطة على الاقل قتل في هجوم مسلح على نقطة تفتيش قرب البنك الاهلي في العريش".
وقال شاهد العيان اسلام فاروز من العريش ان "مسلحون اعلى مبنى اطلقوا النيران على قوة تأمين البنك الاهلي ما اسفر عن سقوط ضابط قتيلا"، وتابع "اندلع تبادل لاطلاق النار بين المسلحين والشرطة لنحو نصف ساعة".
وقررت محكمة مصرية أمس اخلاء سبيل الرئيس المصري الاسبق حسني مبارك في قضية الفساد المعروفة اعلاميا بقضية "القصور الرئاسية" مع استمرار حبسه في اطار قضية فساد اخرى هي قضية "هدايا الاهرام والاخبار".
وقالت مصادر قضائية ان "المحكمة قررت اخلاء سبيل مبارك في قضية القصور الرئاسية وانه محبوس الان فقط على ذمة قضية هدايا الاهرام والاخبار"، واضافت المصادر ان "محامي مبارك سيقدم طعنا للافراج عن موكله في القضية المتبقية". وسبق ان حصل مبارك على اخلاء سبيل في قضيتين سابقتين.
وفي ما يخص قضية هدايا الاهرام، سبق ان وافقت النيابة العامة في مصر في كانون الثاني الفائت على ان تسدد اسرة مبارك قيمة الهدايا التي تلقتها مقابل التصالح.
ووجهت النيابة العامة المصرية أمس اتهامات الى الرئيس المعزول محمد مرسي بالاشتراك في "قتل والشروع في قتل" متظاهرين امام القصر الرئاسي نهاية العام الماضي، بحسب ما افادت مصادر قضائية.
واوضحت المصادر "اتهمت النيابة اليوم(..) مرسي بالاشتراك في احتجاز وتعذيب مواطنين، والاشتراك في قتل والشروع في قتل المواطنين، وإذاعة اخبار كاذبة للتأثير في سلطات التحقيق القضائية".
كما اتهمت مرسي، المحتجز في مكان سري منذ عزله من قبل الجيش في تموز بالاشتراك "في تداخل في وظيفة عمومية، والاشتراك في البلطجة واستعراض القوة وترويع المواطنين".
وذكرت المصادر القضائية ان مرسي "سيسجن لمدة 15 يوما احتياطيا على ذمة التحقيقات التي تجرى معه بمعرفة النيابة".
دولياً، دعا وزير الدفاع الاميركي تشاك هيغل السلطات المصرية أمس الى تبني "نهج جامع" في الحكم. وجدد دعوة واشنطن الى الحوار في مصر، الا انه اقر بان تأثير الولايات المتحدة على الاحداث "محدود".
وقال هيغل خلال مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره الصيني الجنرال شانغ وانكوان في مقر البنتاغون "يجب على الحكومة المصرية الموقتة اعتماد النهج الجامع لتحقيق المصالحة في مصر".
واضاف "يجب وقف العنف ورفع اعلان حالة الطوارئ".
وقال "لدينا مصالح في الشرق الاوسط، مصالح نأمل ان تشمل (احراز) بعض التقدم نحو تسوية اسرائيلية - فلسطينية. نواصل اذن العمل مع الحكومة الموقتة والجيش المصري".
وذكر مساعد المتحدث باسم البيت الابيض جوش ارنست أمس ان "الرئيس (الأميركي باراك أوباما) كان طلب من كل الوزارات والوكالات الحكومية المعنية تقييم المساعدة المقدمة الى الحكومة المصرية".
وأضاف ارنست ان "هذا التقييم مستمر ويجري في ضوء التدابير التي تتخذها الحكومة الموقتة. اذاً، هناك تداعيات بالتأكيد".
وتعليقاً على قرار محكمة مصرية أمس اخلاء سبيل الرئيس المصري السابق حسني مبارك في قضية فساد، قال ارنست انها "قضية مصرية داخلية". وكرر "وجوب انهاء الاعتقالات في مصر لدواع سياسية، على ان يشمل ذلك اعتقال الرئيس السابق مرسي لاسباب سياسية"."
اللواء
لبنان مكشوف أمنياً وتنتظره أيام صعبة
الأجهزة الأمنية تبحث عن ٧ سيارات مفخخة وانتشار كثيف لـ«حزب الله» في الضاحية والجنوب
وكتبت صحيفة اللواء تقول "ظل الوضع الامني طاغياً على ما عداه من ملفات سياسية، وان كانت التطورات الامنية الاخيرة، ولا سيما التفجير الارهابي في الضاحية الجنوبية، ضغطت على كل الاطراف من اجل تسهيل الاسراع في تشكيل الحكومة العتيدة، من دون ان يتلمس المعنيون لعملية التأليف اية بوادر ايجابية على هذا الصعيد.
واتخذت الاجهزة الامنية المختلفة من قوى امن داخلي وامن عام ومخابرات الجيش اللبناني تدابير استثنائية هي اشبه بحالة استنفار على مختلف المناطق اللبنانية بهدف البحث عن سبع سيارات مفخخة يتحين اصحابها الفرص المناسبة لايصالها الى اهدافها المرسومة.
وعلمت «اللواء» ان ثمة تنسيقاً بين الامن العام ومخابرات الجيش وامن «حزب الله» في عمليات البحث عن السيارات الملغومة ملاحقة الشبكات و«الخلايا النائمة» التي تجهزها، بعدما توافرت معلومات «ثمينة» على خلفية التحقيقات التي جرت مع افراد «خلية الناعمة».
وكشفت المعلومات ان توقيف الفلسطيني احمد السعيد «ابو يوسف» لم يكن وليدة مداهمة خاطفة، على اثر اكتشاف سيارة الـ«اودي» المفخخة، والتي كانت تنتظر دورها للتفجير في مكان ما في الضاحية الجنوبية، او ربما في مكان آخر حيث لحزب الله نفوذ، بل ان توقيفه احتاج لشهور من التتبع والتعقب من قبل الاجهزة التي كانت تشك بسلوكياته، مثلما كان الشك يساور جيرانه الذي حاول جاهداً التقرب منهم لتجنيد شبابهم، ونجح في تجنيد المطلوب محمد قاسم الاحمد وآخرين وضمهم الى مجموعته.
وكشف بيان للامن العام امس، افراد هذه المجموعة والتي يبدو انها تضم خمسة افراد، من بينهم ثلاثة موقوفين هم الى جانب أبو يوسف كل من شقيقه خ.س. واللبناني ط.ب.ط. بينما تتم ملاحقة باقي افراد الشبكة المتوارين والذين عرف منهم كل من الاحمد وهو مقيم في حارة الناعمة، وسعيد محمد بحري مقيم في دوحة عرمون، وعمم البيان صوراً للاثنين.
وذكرت المعلومات الخاصة بـ«اللواء» ان احد الموقوفين في مجموعة الناعمة اعترف بمعلومات في غاية الاهمية أدت الى التعرف الى المزيد من افراد شبكة «ابو يوسف» ومنهم فؤاد اكرم غياض الذي اوقف قبل يومين، بالاضافة الى المكان الذي كان يفترض ان تنفجر فيه سيارة «الاودي»، فضلاً عن صلة المجموعة بالمجموعات الاخرى، ومنها على سبيل المثال «مجموعة داريا»، بالاضافة الى المطلوب الاخطر احمد طه المتهم باطلاق الصواريخ على الضاحية، والذي تمكن «حزب الله» من توقيفه في منطقة دورس البقاعية حيث كان ينوي الهرب مع زوجته واولاده، رغم نفي الحزب لذلك.
اجراءات «حزب الله»
وفي موازاة الانجازات التي حققتها الاجهزة الامنية، والتي تعتقد مصادر رسمية، بانها احدى ثمار تعاون هذه الاجهزة والتنسيق في ما بينها، بفعل توجيهات المجلس الاعلى للدفاع الذي انعقد قبل ايام في بعبدا، ظهرت الى العيان امس، الاجراءات الامنية المشددة التي بدأت عناصر من «حزب الله» بتنفيذها منذ امس الاول، عند مداخل الضاحية الجنوبية كافة، الى جانب مناطق عدة في الجنوب، ولا سيما في النبطية وبنت جبيل، حيث قامت هذه العناصر بالتدقيق في هويات الداخلين الى الضاحية، والى البلدات الجنوبية، واخضعت السيارات للتفتيش الدقيق، في حين عمدت العناصر الى مقارنة الهويات والاوراق الثبوتية بلوائح اسمية موجودة في حوزتها، وتحدثت المعلومات عن تنفيذ الحزب مداهمات لبعض المنازل.
وتسببت هذه الاجراءات بزحمة سير خانقة في المناطق المحيطة بالضاحية، وصولاً الى الكرنتينا، ما اثار استياء المواطنين الذين احتجزوا في سياراتهم لاكثر من ثلاث ساعات، متسائلين عمن يتسلم زمام الامن، وهل ان البلد عادت الى ما يعرف بالامن الذاتي لكل منطقة على حدة، علماً ان هذه الحواجز وضعت بطريقة مكشوفة، من دون ان تقف هذه العناصر مثلاً خلف الحواجز الامنية الشرعية.
وازاء هذه الضجة التي طاولت ايضاً طريق المطار واوضحت مصادر في «حزب الله» لـ«اللواء» ان اجراءات التفتيش على مداخل الضاحية ستستمر، وانما بطريقة مختلفة عن تلك المتخذة حالياً بشكل تخفف من زحمة السير، وفي الوقت نفسه تؤدي الغرض نفسه.
ولم تستبعد المصادر أن يؤتى بأجهزة كشف متطورة يمكن استخدامها بدلاً من إجراءات التفتيش المعتادة، من دون أن تكون مزعجة للمواطنين.
وفي المقابل، وصفت مصادر قيادية في قوى 14 آذار الانتشار الأمني الواسع لـ «حزب الله» بـ7 أيار جديد، وبنسخة منقحة، هدفه توسيع المربع الأمني للحزب تحت ستار منع استهداف الضاحية بالسيارات المفخخة، معتبرة أن الحزب استعاد مشهد 7 أيار رداً على المعلومات التي تسربت عن إمكان تشكيل حكومة حيادية في وقت قريب، فيما نقلت مصادر دبلوماسية عن مساعد الأمين العام للأمم المتحدة السفير جيفري فيلتمان قوله بأن الامن اللبناني بات مكشوفاً، محذراً جليسه اللبناني بأن الايام المقبلة ستكون صعبة على لبنان.
موقف سليمان
وفي السياق الأمني أيضاً، كان لافتاً للانتباه موقف الرئيس ميشال سليمان الذي طلب من القيادة العسكرية اتخاذ الإجراءات اللازمة للرد على مصدر الصواريخ من الجانب السوري في حال تكرار القصف الصاروخي على المناطق اللبنانية، على نحو ما حصل أمس الأوّل، بالنسبة للصواريخ التي استهدفت بلدة الهرمل، مشيراً إلى أن اطلاق الصواريخ بات محاولة مكشوفة لتوتير الوضع ونقل الصراع إلى الداخل اللبناني، وهو ما سيتم التصدّي له واتخاذ كل الاجراءات الكفيلة بحماية الاستقرار والسلم الأهلي، على حد تعبير سليمان الذي لم يكشف عن تفاصيل.
تجدر الإشارة إلى أن الرئيس سليمان تعرض عبر قناة «المنار» إلى حملة تشهير واتهام له بالتقصير بعد انفجار الرويس، على خلفية عدم نزوله إلى الضاحية، الأمر الذي ردّت عليه مصادر رئاسية مؤكدة بأن الرئيس سليمان استنفر الدولة برمتها في أعقاب الانفجار، وأرجأ زيارته التي كانت مقررة إلى الخارج ليرأس اجتماع مجلس الدفاع الأعلى، متسائلة: أليس الأجدى بأهل البيت تفقد رعيتهم قبل الغمز من قناة رئيس الجمهورية، ولماذا لم تزر قيادات الحزب والحركة المنطقة، علماً أن الرئيس نبيه برّي لم يقطع زيارته إلى اليونان على رغم ما حصل وهو لم يعد سوى يوم أمس، بسبب الجلسة النيابية والتي لن تنعقد اليوم كسابقاتها.
وأردفت هذه المصادر أن أياً من المسؤولين في الدولة لم يعد مستعداً لزيارة المنطقة بعد ما تعرض له وزير الداخلية مروان شربل خلال تفقده انفجار بئر العبد الشهر الماضي.
سقوط فرضية الانتحاري
وكان الطب الشرعي قد انتهى أمس من فحوصات الحمض النووي D.N.A للجثث المشوهة والاشلاء التي عثر عليها في موقع جريمة تفجير الرويس، ولم تظهر هذه الفحوصات وجود أي بقايا لجسم غريب، إذ تمّ التعرف على الأشلاء كلها، وهي تعود لأسماء محددة عددها ثلاث عشرة جثة، وهذا يعني ان فرضية وجود انتحاري وراء تفجير السيّارة المفخخة، والتي هي من نوع بي.أم دبليو 2002 سوداء اللون، لم يتبين حتى الآن انها مسروقة، هي فرضية غير صحيحة، مما يفرض الاستنتاج بأن السيّارة إما انها كانت تحتوي على عبوات موقوتة، أو انه تم تفجيرها عن بعد.
الحكومة المنتظرة
سياسياً، أكدت مصادر مقربة من الرئيس المكلّف تمام سلام ان الحكومة «المنتظرة» سوف تبصر النور أواخر شهر آب، مشيرة إلى أن «القرار «بإعلان الحكومة «السلامية» قد اتخذ، ولن يتأخر إلى ما بعد نهاية الشهر الجاري».
واوضحت المصادر أن طبيعية الحكومة الجديدة وما إذا كانت حكومة «أمر واقع» أم عكس ذلك، لم تتحدد بشكل نهائي، وهي تنتظر إنهاء الرئيس سليمان لإجازته الخاصة، وعودة الرئيس بري بغية معاودة الإتصالات الهادفة إلى الإتفاق على الشكل النهائي للحكومة العتيدة.
وتوقعت المصادر أن ينقل وفد من «الحزب التقدمي الإشتراكي» إلى الرئيس المكلف «الأجواء» التي سادت زيارة تيمور وليد جنبلاط، ووزير الشؤون الإجتماعية في حكومة تصريف الأعمال وائل أبو فاعور إلى المملكة العربية السعودية حيث التقيا رئيس الإستخبارات السعودية الامير بندر بن سلطان.
وطمأنت المصادر عينها إلى أن لا نية لدى الرئيس سلام للاعتذار عن تشكيل الحكومة، في حال إنقضاء الفترة المتبقية حتى نهاية آب، ولم يتوصل خلالها إلى تحديد شكلها، وسوف يواصل سعيه «بزخم أكبر» لكي تبصر النور."