الصحافة اليوم 22-08-2013: مجلس الأمن يطالب بتحقيق في مجزرة الهجوم «الكيميائي»
ركزت الصحف اللبنانية الصادرة صباح اليوم الخميس 22-08-2013 في حديثها على تطورات الازمة السورية.
السفير
مجلس الأمن يطالب بتحقيق في مجزرة الهجوم «الكيميائي»
الحرب في سوريا وعليها تحرق الغوطتين
وكتبت صحيفة السفير تقول "صدم المشهد السوري، أمس، الملايين حول العالم... كل هذه الجثث الملقاة أمامنا، وبينها الكثير من الاطفال، غزت القلوب وأثارت مشاعر تراوحت بين الصدمة من هول الجريمة، وبين الخوف من الاتهامات التي أكدت ارتكاب هجوم كيميائي في منطقة الغوطة في ريف دمشق.
ولم يخفف الجدل بشأن الحجم الحقيقي لعدد الضحايا الذين تراوحت التقديرات حولهم من 1300 نزولاً الى نحو 130 ضحية، لا من هول الصدمة ولا الخوف، مما تعنيه الجريمة، سواء على الصعيد الإنساني او على الصعيد السياسي.
وبينما كانت تتوارد أنباء المجزرة الأخرى التي ارتكبت في منطقة ريف اللاذقية والتي اتهمت المعارضة المسلحة بارتكابها ويُعتقد أن 200 شخص راحوا ضحيتها، طغت الصور الواردة من منطقة الغوطة على المشهد السوري، بعد الاتهامات التي وجهتها المعارضة للنظام السوري بتنفيذ هجوم كيميائي، لم تعرف طبيعته المحددة ولا كيفية تنفيذه، بينما تعالت الأصوات الداعية الى تدخل دولي عاجل، فيما سارعت دمشق الى تكذيب الاتهام بتأكيد انه يندرج في اطار الحرب الاعلامية المضللة التي تمارس ضدها.
وفي حين كانت مشاهد الضحايا الممددة على الارض تهز كل من يشاهدها، كان الاستغلال السياسي للمجزرة ـــ وهي ليست الاولى خلال الحرب في سوريا وعليها ــ يتعاظم، فيما كان من اللافت للنظر أن الولايات المتحدة وفرنسا وهما تدينان المجزرة تجنبتا اتهام النظام السوري بارتكابها على الرغم من انهما حمّلتاه مسؤولية تسهيل التحقيق الدولي في الهجوم.
كما كان من اللافت وقوع «الهجوم الكيميائي» في الوقت الذي يتواجد فيه فريق التحقيق الكيميائي التابع للأمم المتحدة في دمشق التي وصلها قبل ثلاثة ايام، حيث كان يتواجد في فندق لا يبعد سوى كيلومترات قليلة عن منطقة الغوطة. وتجدر الاشارة ايضاً الى ان منطقة الغوطة الشرقية والغربية تشهد اشتباكات مسلحة بين المعارضة والجيش السوري منذ شهور ويتنازع الطرفان السيطرة عليها، فيما تصـــــاعدت حدة الاشتباكات بينهــــما فيها خلال الايام الماضية، حيث يعتقد ان الجيش حقق تقدماً ميدانياً كبيراً فيها.
وعقد مجلس الأمن الدولي مشاورات مغلقة حول اتهام المعارضة للقوات السورية بشن هجوم «كيميائي» على الغوطتين. وعقدت الجلسة بناء على طلب مشترك وجهته خمس من الدول الـ15 الأعضاء في المجلس هي فرنسا والولايات المتحدة وبريطانيا ولوكسمبورغ وكوريا الجنوبية.
وطالب مجلس الأمن بــ «كشف حقيقة» ما حصل في ريف دمشق.
وقالت مندوبة الأرجنتين لدى الأمم المتحدة ماريا كريستينا بارسيفال، التي تتولى بلادها الرئاسة الدورية للمجلس لشهر آب الحالي، إن «أعضاء مجلس الأمن أعربوا عن قلقهم إزاء الادعاءات، وإحساس عام بضرورة الوضوح في ما حدث. ينبغي كشف حقيقة ما حصل ومتابعة الوضع عن كثب». وأضافت ان «أعضاء المجلس اتفقوا على أن أي استخدام للسلاح الكيميائي من قبل أي طرف وتحت أي ظرف يمثل انتهاكاً للقانون الدولي».
وكرر أعضاء المجلس «دعوتهم إلى ضرورة وقف إطلاق النار والصراع الدائر في سوريا حالياً، ورحبوا بتصميم الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون على إجراء تحقيق معمق ومحايد في ادعاءات وقوع استخدام للأسلحة الكيميائية في سوريا».
وأعرب نائب الأمين العام للأمم المتحدة يان الياسون، في تصريح بعد الجلسة المغلقة، عن أمله في أن «تتمكن بعثة التحقيق الدولية من الحصول على موافقة السلطة السورية للدخول إلى الغوطة، وذلك من أجل التحقيق والتأكد من مزاعم وقوع هجوم كيميائي هناك» وقال «لقد رأينا التداعيات الإقليمية لهذا الصراع الذي ينبغي أن يتوقف، كما أن هناك تداعيات إنسانية هائلة له، لكن اليوم نحن نتحدث عن إمكانية استخدام أسلحة كيميائية».
وفي موازاة اجتماع المجلس، سلمت باريس ولندن وواشنطن وبرلين الأمانة العامة للأمم المتحدة طلباً رسمياً بالتحقيق في هذه الاتهامات. وقال ديبلوماسيون إن هذا الطلب المشترك يتحدث عن «معلومات ذات صدقية عن استخدام أسلحة كيميائية»، مشددة على وجوب «السماح في شكل عاجل» للمحققين الدوليين الموجودين في سوريا «بالوصول إلى كل المواقع» المشتبه فيها.
وأعلنت الأمم المتحدة أن فريقها الخاص بالتحقيق بالأسلحة الكيميائية يتشاور مع السلطات السورية في شأن المعلومات عن وقوع هجوم دامٍ استخدم فيه «سلاح كيميائي» في ريف دمشق.
وقال أكي سيلستروم، العالم السويدي الذي يقود فريق التحقيق الدولي، إن التقارير يجب أن تفحص، لكن هذا يستلزم طلباً من دولة عضو في الأمم المتحدة. ونقلت وكالة الأنباء السويدية عنه قوله إنه لم ير سوى لقطات تلفزيونية وإن ضخامة عدد القتلى «يثير الريبة». وأضاف، في اتصال هاتفي من دمشق، «يبدو أن هذا شيء يجب النظر فيه... سيتوقف الأمر على أن تذهب أي دولة عضو بالأمم المتحدة إلى مجلس الأمن وتقول إننا يجب أن ننظر في هذه الواقعة. نحن في الموقع».
وفي التفاصيل، فقد انطلقت التقارير عن وقوع مجزرة ذهب ضحيتها مئات الأشخاص في الغوطة منذ فجر أمس، بعد ساعات من شنّ القوات السورية «أعنف هجوم» على المنطقة بحسب «المرصد السوري لحقوق الإنسان».
وسارع «الائتلاف الوطني السوري» إلى اتهام القوات السورية «بارتكاب مجزرة ذهب ضحيتها أكثر من 1300 قتيل نتيجة استخدام السلاح الكيميائي». وبث ناشطون أشرطة فيديو على موقع «يوتيوب» ظهر فيها أطفال يتم إسعافهم عبر وضع أقنعة أوكسجين على وجوههم وهم يتنفسون بصعوبة، بينما بدا أطفال آخرون في حالة إغماء من دون آثار دماء على أجسادهم، ويعمل مسعفون أو أطباء على رش الماء عليهم بعد نزع ملابسهم وتمسيد وجوههم وصدورهم، بالاضافة الى عدد كبير من الاشرطة التي تتكدّس فيها الجثث.
وقال المتحدث باسم البيت الأبيض جوش ارنست إن المسؤولين الأميركيين لم يتمكنوا بعد من التأكد بصورة مستقلة من التقارير عن استخدام مثل هذه الأسلحة من قبل القوات السورية، موضحاً أن واشنطن تتشاور مع شركائها في مجلس الأمن بشأن الموضوع.
وقال «لتكون عمليات الأمم المتحدة ذات صدقية، ينبغي السماح فوراً للفريق بمقابلة الشهود والأشخاص المتضررين وتمكينه من معاينة الموقع وجمع المؤشرات من دون تدخل أو تلاعب من جانب الحكومة السورية». واعتبر أنه «إذا لم يكن للحكومة السورية شيء لتخفيه وإذا كانت ترغب فعلاً في تحقيق محايد وموثوق به حول اللجوء إلى أسلحة كيميائية في سوريا، فستسهل وصول الأمم المتحدة فوراً ومن دون عوائق إلى موقع» الهجوم المفترض.
وطالبت فرنسا وبريطانيا والسعودية والسويد وجامعة الدول العربية و«الائتلاف» لجنة التحقيق بالتوجه إلى مكان وقوع المجزرة. وفي المقابل شككت موسكو في المعلومات التي تتهم السلطات السورية باستخدام السلاح الكيميائي، واعتبرت هذه الاتهامات «عملاً استفزازياً مخططاً له مسبقاً». وأضافت وزارة الخارجية الروسية «أطلق على الضواحي الشرقية لدمشق من مواقع المسلحين صاروخ يدوي الصنع مماثل للصاروخ الذي استخدمه الإرهابيون في 19 آذار (الماضي) في خان العسل، يحتوي على مواد كيميائية سامة لم يتم تحديدها بعد».
وتضاربت التقارير حول عدد القتلى، ففي حين أعلن معارضون في دمشق مقتل حوالى 500 شخص، أعلن «المرصد»، في بيان، أنه «تم توثيق استشهاد 136 مواطناً، بينهم نساء وأطفال ومقاتلون سقطوا نتيجة القصف العنيف من قبل القوات النظامية لمناطق في معضمية الشام بالغوطة الغربية ومدن وبلدات الغوطة الشرقية».
اما القيادي في «الائتلاف» جورج صبرا، فقد اعلن في مؤتمر صحافي عقده في اسطنبول، «مقتل 1300 شخص في هجوم بأسلحة كيميائية». وقال «من يقتلنا ويقتل أطفالنا ليس النظام وحده. التردد الأميركي يقتلنا، صمت أصدقائنا يقتلنا، خذلان المجتمع الدولي يقتلنا، لامبالاة العرب والمسلمين تقتلنا، نفاق العالم الذي كنا نسميه حراً يقتلنا ويقتلنا ويقتلنا». وأكد أن «ما يجري يطلق رصاصة الرحمة على كل الجهود السياسية السلمية ويجعل الحديث عنها نوعاً من العبث» في إشارة إلى مؤتمر «جنيف 2».
ونفى الجيش السوري أن يكون استخدم سلاحاً كيميائياً، معتبراً أن التقارير حول هذا الموضوع تندرج في إطار «الحملة الإعلامية القذرة ضد سوريا وتهدف إلى التغطية على هزائم الإرهابيين»."
النهار
مجزرة الفجر الكيميائي في دمشق تصدم العالم
1300 قتيل وجلسة عاجلة لمجلس الأمن
هشام ملحم، علي بردى
بعد يومين فقط من بدء خبراء الامم المتحدة التحقيق في ما اذا كانت اسلحة كيميائية قد استخدمت في الحرب السورية، استفاق السوريون على انباء مجزرة مروعة في بلدات الغوطة الشرقية بريف دمشق، قالت المعارضة السورية ان القوات النظامية قصفتها فجراً بصواريخ مزودة رؤوساً كيميائية مما اسفر عن مقتل اكثر من 1300 شخص بينهم عدد كبير من الاطفال والنساء والمسنين، الأمر الذي سبّب صدمة على مستوى العالم. وهذه اعلى حصيلة.
لضحايا في يوم واحد منذ بدء الازمة السورية في 15 آذار 2011. وعقد مجلس الامن جلسة مشاورات عاجلة غير رسمية بناء على طلب من المملكة العربية السعودية، فيما طالبت واشنطن ولندن وباريس، دمشق بالسماح لخبراء الامم المتحدة الموجودين في العاصمة السورية بالتحقيق في الهجوم. لكن النظام السوري نفى استخدام اي سلاح كيميائي، فيما قالت روسيا ان الصاروخ المحمل بمواد كيميائية اطلق من مواقع مسلحي المعارضة ورأت في الهجوم "عملاً استفزازياً مدبراً سابقاً" بالتزامن مع بدء مهمة خبراء الامم المتحدة.
وعلمت "النهار" من ديبلوماسيين في نيويورك ان ممثلي البعثات الديبلوماسية لكل من الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا واللوكسمبور وأوستراليا وكوريا الشمالية وجهوا رسالة الى الأمين العام للأمم المتحدة بان كي - مون طالبوا فيها بأن تتولى مهمة تقصي الحقائق عن الإدعاءات ذات الصلة باستخدام الأسلحة الكيميائية في سوريا برئاسة آكي سالستروم، والتي باشرت مهمتها في دمشق، فتح تحقيق فوري في ما يمكن أن يكون أكثر الحوادث دموية في الحرب السورية المستمرة بلا هوادة منذ نحو 30 شهراً.
وسعت دول الى اصدار بيان من مجلس الأمن خلال الجلسة الطارئة التي استمرت ساعات حتى مساء أمس بتوقيت نيويورك (فجراً بتوقيت بيروت). واستمع أعضاء المجلس الى احاطة من نائب الأمين العام للأمم المتحدة يان ألياسون عن ملابسات ما حصل وفقاً للمعلومات الأولية المتوافرة. ولم يتضح فوراً ما إذا كانت موسكو ستسمح بإصدار البيان الذي يحتاج الى كل الأصوات الـ15 في مجلس الأمن. وأفاد ديبلوماسي شارك في الجلسة أن ألياسون أبلغ مجلس الأمن أن السلطات السورية رفضت التعجيل في ذهاب فريق التحقيق الى الأماكن التي قيل إنها استهدفت بأسلحة كيميائية.
وهو كان يتحدث بعيد اصدار الأمين العام للأمم المتحدة بياناً عبر فيه عن "صدمته" من التقارير عن استخدام الأسلحة الكيميائية في ضواحي دمشق، مؤكداً أن "أي استخدام للأسلحة الكيميائية من أي طرف تحت أي ظرف من الظروف من شأنه أن ينتهك القانون الإنساني الدولي". وإذ ذكر بأن سالستروم وأفراد فريقه موجودون في سوريا للتحقيق في ثلاثة ادعاءات عن استخدام الأسلحة المحرمة، شدد على أن الاتفاق مع دمشق ينص على أن الطرفين سيناقشان أيضاً، بشكل مواز، الادعاءات الأخرى والمواقع ذات الصلة بها. وقال إن "سالستروم يجري مناقشات مع الحكومة السورية في شأن جميع المسائل المتصلة باستخدام الأسلحة الكيميائية"، بما في ذلك في الغوطتين الشرقية والغربية.
الموقف الأميركي
وفي واشنطن، أبدت الادارة الأميركية "قلقها العميق" من التقارير التي تحدثت عن مقتل المئات من المدنيين السوريين في هجمات شنتها القوات الحكومية في منطقة الغوطة، بما في ذلك استخدام الاسلحة الكيميائية، وطالبت بالسماح لفريق الأمم المتحدة بمعاينة المنطقة التي تعرضت للهجمات الكيماوية لجمع الادلة الحسية.
ومع ان بيان البيت الأبيض استنكر عموماً باستخدام أي طرف الاسلحة الكيميائية، فانه لم يندد بالحكومة السورية ولم يتهمها مباشرة باستخدام الاسلحة الكيميائية في الغوطة، واكتفى بان واشنطن تعمل بشكل ملح لجمع المعلومات الاضافية. وأوضح ان الولايات المتحد طلبت رسميا من الامم المتحدة التحقيق في الاتهامات الجديدة "واذا لم يكن لدى الحكومة السورية شيء تخفيه واذا كانت ملتزمة فعلاً تحقيقاً مستقلاً وغير منحاز لاستخدام الاسلحة الكيميائية في سوريا، فعليها تسهيل عمل فريق التحقيق فورا ودون أي عوائق".
وعلى رغم ان استخدام الاسلحة الكيميائية قرب دمشق، اذا تأكد، سيكون خرقاً اضافيا ونافرا لـ"الخط الاحمر" الذي رسمه الرئيس الاميركي باراك اوباما قبل سنة تقريبا للرئيس بشار الاسد، الا انه لا يبدو ان واشنطن تعتزم تغيير موقفها الرافض للتدخل عسكرياً في النزاع السوري، لا بل ان رئيس هيئة الاركان الأميركية المشتركة الجنرال مارتن ديمبسي أكد مجدداً معارضته لمثل هذا التدخل، وشكك في نيات القوى المعارضة السورية، إذ قال في رسالة الى النائب الديموقراطي اليوت اينغل: "اعتقد ان الطرف الذي نختار الوقوف الى جانبه يجب ان يكون مستعدا لتعزيز مصالحه ومصالحنا عندما يتغير ميزان القوى لمصلحته. اليوم هذا الطرف غير مستعد لذلك".
ورأى ان "الازمة في سوريا مأسوية ومعقدة. ولها جذور عميقة لدى الفئات المختلفة ونزاعاتها العنيفة على السلطة، وهي نزاعات سوف تستمر حتى بعد انتهاء حكم الاسد. وعلينا تقويم فاعلية الخيارات العسكرية المحدودة في هذا السياق".
الموقف الروسي
في موسكو صرح الناطق باسم وزارة الخارجية الروسية الكسندر لوكاشيفيتش: "أطلق صباح اليوم 21 آب على الضواحي الشرقية لدمشق من مواقع المسلحين صاروخ يدوي الصنع مماثل للصاروخ الذي استخدمه الارهابيون في 19 آذار بخان العسل، يحتوي على مواد كيميائية سامة لم تحدد بعد". وقال إن "ما يسترعي الانتباه، أن وسائل الاعلام الاقليمية المنحازة بدأت فورا، وكأنها تلقت أمرا، بهجوم اعلامي شرس، وحملت الحكومة السورية كامل المسؤولية. ويبدو انه ليس من قبيل المصادفة، كما يبدو أن ادعاءات قد ظهرت في وقت سابق، بما في ذلك في الأيام الأخيرة، نقلت عن مصادر معارضة، عن استخدام السلطات السورية الأسلحة الكيميائية، لكنها لم تتأكد في ما بعد. وإن كل ذلك لا يمكن إلا أن يبعث على التفكير في أننا نرى عملا استفزازيا آخر، مخطط له سابقاً".
وتحدث عن "دلالة اخرى تؤكد هذه الفرضية وهي توقيت ظهور هذه الأنباء، حيث تزامن ذلك مع مباشرة فريق خبراء الأمم المتحدة عمله للتحقيق في المعلومات عن استخدام السلاح الكيميائي". وأضاف أن موسكو ترى أنه من المهم "إجراء تحقيق موضوعي ومحترف في ما حدث... نحن ندعو مجدداً كل من يستطيعون التأثير على المتطرفين المسلحين، إلى بذل قصارى الجهود من أجل وضع حد للاستفزازات باستخدام مواد كيميائية سامة". وأشار إلى أن الحملة الإعلامية تهدف إلى إحباط عقد مؤتمر جنيف - 2 حول تسوية الأزمة السورية. وقال إن "كل ذلك يشبه محاولات لايجاد ذريعة لمطالبة مجلس الأمن بالوقوف إلى جانب خصوم النظام، أياً كان الثمن، ولاحظ القضاء على فرص عقد مؤتمر جنيف الذي من المقرر أن يعقد اجتماع يوم 28 آب الجاري للخبراء الروس والاميركيين للتحضير له".
اسرائيل
في تل ابيب، قال وزير الدفاع الإسرائيلي موشي يعالون خلال لقاء مع صحافيين إن "الحرب الأهلية مستمرة في سوريا، وسقط نحو 100 ألف قتيل، والنظام يستخدم سلاحا كيميائيا، وهذه ليست المرة الأولى". وأضاف أن الصراع في سوريا هو "صراع حياة وموت، بين نظام يمثل الطائفة العلوية ومعارضة غير متبلورة، ونحن لا نرى نهايته، وحتى لو سقط الأسد فان هذا لن ينهي هذه المواجهة".
وعرض للواقع الأمني عند الحدود في هضبة الجولان السورية المحتلة، قائلاً إن جهات في المعارضة تسيطر على 80% من المناطق الحدودية في سوريا "وغالبيتها ليست مرتبطة بجبهة النصرة" في إشارة إلى التنظيم المرتبط بـ"القاعدة"."
الاخبار
يوم انقلب الهواء غازاً قاتلاً: الغوطة سـاحة موت
مرح ماشي
وكتبت صحيفة الاخبار تقول "ما عادت صباحات السوريين تتسع للمزيد من المجازر، فكيف بها تحصد مئات الضحايا في الغوطة الشرقية. المجزرة وقعت بعد يومين فقط على وصول بعثة المراقبين الدوليين للتحقيق في احتمال استخدام السلاح الكيميائي، ما قد يثير التساؤلات.
اتسعت رقعة ريف دمشق هذه المرة لحجم لا يُحتمل من الموت. كل المساحات اشتعلت حول العاصمة دمشق. وكما جرت العادة، لا جديد. أبطال المشهد هم بعض أطفال سوريا ونساؤها وأبرياؤها، ممن كانوا وقود الحرب القائمة في مجزرة من أبشع المجازر التي وقعت في البلاد منذ بداية الأحداث عام 2011. إحصائيات عديدة ظهرت، لكنّ الجميع يتفق على أن أكثر من 600 مدني، بينهم نساء وأطفال، كانوا ضحايا المجزرة المهولة التي وقعت في مناطق عدة من غوطتي دمشق الشرقية والغربية وأحياء دمشق الجنوبية. طفلٌ مسجّى في تلك الزاوية يحمل رقم 1، تتبعه بنفس الترتيب جثث أطفال آخرين تحمل أرقاماً متسلسلة. صور لن تمنحك السلام الروحي بعد الآن، وستجعلك تتساءل عن المعيار المختار لترتيب أرقام الأطفال الموتى وفقه. الطفل رقم 2 يحمل ملامح مختلفة، وتزداد الملامح المتفاجئة مع كل رقم جديد. طفل آخر يحمل الرقم 55 تولّد ملامح الصدمة على وجهه الكثير من الأفكار المتضاربة.
لعلّه شهد صراع من أسلم الروح قبله، فعاش موتين في آن واحد، ما جعل أسنانه الصغيرة تظهر معلنة خوف الطفولة من الموت القادم من كل مكان في سوريا. لا أطفال كأطفال سوريا، الوقود الدائم لأي إنجاز سياسي لاحق. والفاتورة التي يكلّفها طرف ما للآخر، عند كل عجزه عن انتزاع انتصار عسكري على مناطق بعينها. ومحاولات التضليل التي يبرزها كل طرف ضد الآخر بهدف كشف حقيقته أمام الرأي العام، لتظهر الصورة العامة على شكل مباراة في الوحشية.
عملية عسكرية واسعة صباحاً
خبر المجزرة الكيميائية طغى على العملية العسكرية الواسعة التي بدأها الجيش السوري صباحاً في جميع مناطق التمرد المسلح، والتي تتضمن مناطق المعضمية وزملكا وعربين وجوبر وبرزة والقابون. فالعملية تزامنت مع انتشار صور للمجازر الواقعة في هذه المناطق، والتي بثتها معظم وسائل الإعلام متّهمة دمشق بتنفيذها. ووفق الصور والفيديوات المنشورة، فقد سقط أكثر من 600 مدني نتيجة الاختناق، بعد اتهامات للسلطات باستخدام السلاح الكيميائي في هذه المناطق. القصف العنيف الذي أيقظ سكان دمشق منذ الخامسة صباحاً، ترافق مع أخبار عن إجلاء المدنيين في حي المعضمية جنوب دمشق، الملاصق لبلدة داريا المنكوبة. أهالي المعضمية خرجوا من حيهم على مشهد الدبابات الواقفة في أرتال على الطريق الجنوبي. لا أحد منهم يرغب في التكلم على من خلّفوهم وراءهم من جيران وأصدقاء، فمن استطاع الخروج بملابسه التي يرتديها فعل ذلك مضطراً، ومن ليس لديه من يلجأ إليه خارج الحي بقي في منزله ينتظر قدره المحتوم. خبر المجزرة في الحيّ يرعب من هجر بيته من السكان قبل أن تقع الواقعة، إذ لا تفارق فكرة منحهم عمراً جديداً أذهانهم المتعبة. إلا أن بعضهم يهزأ من مجرد التفكير في استخدام السلاح الكيميائي من قبل الجيش، إذ يروي أحد السكان أنّ الاشتباكات بين عناصر الجيش والمسلحين قد باتت قريبة إلى مرحلة يصعب معها استخدام الجيش لهذا السلاح دون أن يؤذي عناصره. ويتابع الرجل: «تركنا بيوتنا ونحنُ نعرف أن أمتاراً تفصل بين الجندي السوري والمسلح، ما ينفي إمكانية استخدام مثل هذا السلاح الفتاك». وبما أنّ الوصول إلى مصادر ميدانية من داخل المناطق المستهدفة يجعل من إمكانية إثبات ما يخالف إفادة الرجل أمراً صعباً، فإن إجراء بعض التقاطعات في المعلومات الواردة قد يفي بالغرض للوصول إلى محاولة فهم لحقيقة ما يجري على الأرض.
ففيما تعلن تقارير المعارضة مقتل أكثر من 1300 شخص، في إحصائيات وصفها ناشطون مستقلون بـ«المبالغ بها»، يذكر أحد النشطاء لـ«الأخبار» أنّ ضحايا قصف هذه المناطق يقدّرون بالعشرات. تصريح تقاطع مع ما أعلنه رئيس الفريق الدولي للتفتيش عن الأسلحة الكيميائية، أكي سيلستروم، عن ضخامة عدد القتلى جراء المجزرة الحاصلة، الذي يثير الريبة، على حد تعبيره. سيلستروم الذي قال في تصريح لوكالة الأنباء السويدية إنّه لم يرَ سوى لقطات تلفزيونية عن المجزرة، أكّد ضرورة التحقيق في الأمر والنظر فيه. وفي المقابل نفت السلطات السورية عبر إعلامها الرسمي استخدام الجيش للسلاح الكيميائي، مؤكدةً أن التقارير المعدّة لهذا الغرض محاولة لإفشال عمل لجنة التحقيق الدولية الموجودة في دمشق منذ الاثنين الفائت. أحد العسكريين وصف لـ«الأخبار» التقارير المنقولة بالصور والفيديوات عن استخدام السلطات لهذا السلاح بـ«الشائعة». وهي ناتجة، بحسب تعبيره، من الخسارات التي حاصرت المسلحين في كل مكان من ريف دمشق، ما دعاهم للبحث عن مخرج لإحراز مكاسب سياسية بعد توريط السلطات في هذه الجريمة. كلام المصدر يأتي بالتزامن مع إعلان «لواء تحرير الشام» مقتل قائده أسعد سوسق خلال الاشتباكات في الغوطة الشرقية، بالإضافة إلى تحقيق ضربات مباشرة لتجمعات مسلحي المعارضة في الغوطتين جرّاء القصف المدفعي والجوي لمناطق تمركزهم. وزير الإعلام السوري عمران الزعبي، بدوره، رمى الاتهام على الطرف الآخر، مؤكداً في تصريح إعلامي أن لدى المسلحين أسلحة كيميائية، وتستطيع الحكومة السورية إثبات ذلك.
المجزرة التي سوّق لها إعلامياً على أنها وقعت على يد السلطات، تبدو غريبة للمراقب الحيادي، حيث تظهر الحكومة السورية بمظهر ساذج بحكم قبولها بوجود لجنة المراقبين الدوليين على أراضيها إثر اتفاق مع الأمم المتحدة.
وعلى صعيد آخر، اشتعلت سماء دمشق بالقذائف المنطلقة من مناطق سيطرة مسلحي المعارضة، الذين ردوا على قصف الجيش لأماكن تمركزهم باستهداف المناطق الآمنة وسط العاصمة وفي أزقتها القديمة، بالإضافة إلى منطقة جرمانا. وليس خافياً على أحد أن أحياء دمشق القديمة أصبحت هدفاً يومياً للقذائف، ولا سيما باب توما التي تنال حصتها الدائمة من قصف الهاون.
إغلاق بعض الشوارع القريبة من ساحة العباسيين كان الخبر الأبرز في منطقة باب توما، فقد أغلقت ساحة جورج خوري وخلت من المارة بسبب اقتراب الاشتباكات من ساحة العباسيين إلى محيط الكراجات ومبنى المعلمين، الذي انهارت أجزاء إضافية منه، بعد استهدافه مجدداً إثر عودة القناصين إليه.
أيام عصيبة تمر على دمشق. يتوقع البعض أن الأيام المقبلة ستكون الأصعب بسبب قرار قيادات الجيش السوري بمتابعة العمليات التي بدأت صباح أمس، ولم تخفف عنفها تقارير استخدام الأسلحة الكيميائية."
المستقبل
أكثر من 1300 قتيل و9000 مصاب في قصف بغاز السارين على غوطتي دمشق
مجلس الأمن يعرب عن قلقه ويعتبر استخدام السلاح الكيميائي انتهاكاً للقانون الدولي
وكتبت صحيفة المستقبل تقول "على رائحة جثث الأطفال الرضع والنساء والشيوخ والشباب والكهول وقد خنقهم كميائي الأسد استفاق ريف دمشق والعالم صباح أمس، في مجزرة مهولة أغرقت غوطتي العاصمة برائحة الموت حيث سقط أكثر من 1300 ضحية باختناق الأرواح بلا جراح ولا رصاص.
صحيح ان سوريا منذ ثارت ضد طاغية الشام تعيش مجازر يومية، الا ان مجزرة الأمس كانت الاشد هولاً وإيلاماً، فالسلاح المستخدم هذه المرة ليس تقليدياً، كما أن الهدف المتوخى هو إفهام العالم ان الاسد لن يتورع عن فعل أي شيء من أجل البقاء على كرسيه.
وعلى وقع هول الصور الكثيرة لضحايا المجزرة كان السؤال يكبر: هل سينجو الطاغية بفعلته الشنيعة هذه المرة كذلك؟ وإلى متى سيستمر العالم في غض النظر عن المجازر اليومية التي يرتكبها بشار الأسد بحق أطفال سوريا ونسائها وشيوخها وشبابها، مدعوماً من ايران و"حزب الله" وبتغطية من روسيا والصين؟
21 آب 2013 ليس تاريخاً عادياً. سنتذكره دائما يوماً خنق فيه بشار الكيماوي بغازاته السامة أرواحاً وأحلاماً بالآلاف فقط ليروي عطشه للسلطة.
فمع وصول اللجنة الدولية للتحقيق حول استخدام السلاح الكيميائي في سوريا، وفي تحدّ مريب للعالم أجمع ومع الساعات الأولى من فجر أمس، قامت قوات الأسد بقصف الغوطتين الشرقية والغربية من ريف دمشق وعلى نطاق واسع بغاز السارين، ما أدى إلى حدوث مجازر كبيرة بين المدنيين، وتجاوز العدد 1300 ضحية.
فقد تعرضت عدة بلدات وقرى في الغوطة الشرقية لهذه المواد القاتلة التي تعمد النظام استعمالها لقتل كل ما هو حي في سوريا، وشمل القصف بالمواد الكيميائية بصواريخ انطلقت من جبل قاسيون، بلدات جوبر وزملكا وعين ترما وحزة ودوما وحرستا وكفر بطنا وعربين وغيرها من البلدات في الريف الدمشقي.
وغصت المستشفيات الميدانية في أنحاء الغوطة الشرقية بأكثر من 9000 مصاب المئات منهم في حالة خطرة، ويجدر التنويه إلى أن أكثر الإصابات من النساء والأطفال وحتى الكادر الطبي المسعف تأثر بالغازات السامة لعدم وجود الأقنعة الواقية الكافية ولا تزال أعداد المصابين تتوافد برغم العجز الطبي.
وأعلن القيادي في الائتلاف الوطني السوري جورج صبرة في مؤتمر صحافي عقده في اسطنبول ان "اكثر من 1300" شخص قتلوا في "هجوم كيميائي" قامت به قوات النظام في مدن وبلدات عدة من ريف دمشق.
واتهم المجتمع الدولي بأنه شريك النظام في قتل السوريين.
وقال "من يقتلنا ويقتل اطفالنا ليس النظام وحده. التردد الاميركي يقتلنا، صمت اصدقائنا يقتلنا، خذلان المجتمع الدولي يقتلنا، لامبالاة العرب والمسلمين تقتلنا، نفاق العالم الذي كنا نسميه حرا يقتلنا ويقتلنا ويقتلنا".
وبعد جلسة مغلقة لمجلس الأمن أمس، اعلنت رئيسة مجلس الامن الدولي أمس ان اعضاء المجلس يريدون "كشف الحقيقة" حول اتهام النظام السوري باستخدام اسلحة كيميائية في ريف دمشق و"يرحبون بعزم" الامم المتحدة على التحقيق في هذا الامر.
وقالت سفيرة الارجنتين ماريا كريستينا برسيفال اثر جلسة مشاورات للمجلس "ينبغي كشف حقيقة ما حصل ومتابعة الوضع من كثب"، مضيفة ان "اعضاء المجلس يرحبون بعزم الامين العام على اجراء تحقيق معمق ومحايد".
وقالت برسيفال التي تتولى بلادها الرئاسة الدورية لأعمال المجلس لشهر آب الجاري، إن أعضاء مجلس الأمن أعربوا عن قلقهم ازاء الأدعاءات وحقيقة ما حدث اليوم في دمشق، واتفقوا على أهمية أن تتم متابعة ما حدث بعناية.
وأضافت في تصريحات مقتضبة للصحافيين عقب انتهاء جلسة المشاورات المغلقة التي عقدها المجلس بشأن سوريا أمس، أن "أعضاء المجلس اتفقوا على أن أي استخدام للسلاح الكيماوي من قبل اي طرف وتحت أي ظرف يمثل انتهاكاً للقانون الدولي".
وكرر أعضاء المجلس دعوتهم الى ضرورة وقف اطلاق النار والصراع الدائر في سوريا حاليا.
وقالت برسيفال للصحفيين "يسود بين أعضاء المجلس شعور قوي بالقلق من هذه المزاعم واحساس عام بضرورة الوضوح في ما حدث وانه يجب متابعة الوضع عن كثب."
وكانت الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا بين نحو 35 بلدا طالبت ان يقوم كبير محققي الأمم المتحدة آكي سيلستروم الذي يوجد فريقه في سوريا حالياً بالتحقيق في الحادث في أقرب وقت ممكن، غير ان دبلوماسيين للأمم المتحدة قالوا ان روسيا والصين عارضتا اي تعبيرات تطالب بإجراء تحقيق للأمم المتحدة.
وكان نائب الأمين العام للأمم المتحدة يان الياسون أعرب عن أمله في أن تتمكن بعثة التحقيق الأممية في مزاعم استخدام أسلحة كيماوية في سوريا من الحصول على موافقات السلطات المعنية هناك بالدخول الى منطقة غوطة دمشق وذلك من أجل التحقيق والتأكد من مزاعم وقوع هجوم كيماوي هناك.
وقال المسؤول الدولي عقب انتهاء جلسة المشاورات المغلقة التي عقدها مجلس الأمن الدولي حول سوريا مساء، إن الأمين العام بان كي مون يشعر بالانزعاج الشديد والصدمة ازاء التقارير التي أفادت بوقوع هجوم كيماوي في ضاحية دمشق اليوم.
وأضاف في تصريحاته للصحافيين قائلا "نحن نأمل الحصول على موافقة السلطات السورية على دخول بعثة التحقيق الدولية بقيادة سلستروم الى المنطقة التي أفادت تقارير بوقوع هجوم كيماوي بها وحتى هذه اللحظة لم تحصل الأمم المتحدة على مثل هذا التصريح من قبل السلطات المختصة في سوريا".
وتابع الياسون قائلا "لقد رأينا التداعيات الإقليمية لهذا الصراع الذي ينبغي أن يتوقف، كما أن هناك تداعيات انسانية هائلة له، لكن اليوم نحن نتحدث عن امكانية استخدام أسلحة كيماوية".
وكان سفراء كل من الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا قد بعثوا برسالة مشتركة الى الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون بشأن مزاعم وقوع هجوم كيماوي من قبل القوات الحكومية في غوطة دمشق اليوم. وذكر سفراء هذه الدول في رسالتهم أنه نظرا لخطورة التقارير ذات المصداقية والمتعلقة باستخدام الأسلحة الكيميائية في 21 أغسطس 2013 في ريف دمشق، فإنه أصبح من الضروري ان يتم التحقيق فيها على وجه السرعة.
وطلب مندوبو الدول الثلاث في رسالتهم الى الأمين العام "فتح تحقيق عاجل في هذه الادعاءات بأسرع وقت ممكن تحت رعاية الأمين العام للتحقيق في الاستخدام المزعوم للأسلحة الكيميائية والبيولوجية على النحو المستمد من الولاية التي وضعتها الجمعية العامة للأمم المتحدة في قرارها الصادر في نوفمبر من عام 1987، و تقديم تقرير إلى الدول الأعضاء في أقرب وقت ممكن".
وحث مندوبو الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا الأمين العام للأمم المتحدة على "بذل كل ما في وسعه لضمان تمتع البعثة بحق الوصول عاجلاً إلى جميع المواقع ومصادر المعلومات ذات الصلة".
وأثار مشهد مئات القتلى والمصابين في الغوطة في سوريا موجة عارمة من ردود الفعل الدولية.
وكانت المملكة العربية السعودية أول من طالب مجلس الامن الدولي بعقد اجتماع فوري أمس حول سوريا للخروج بقرار "واضح رادع يضع حدا للمأساة الانسانية" في هذا البلد.
وقال وزير الخارجية الامير سعود الفيصل ردا على سؤال لوكالة فرانس برس حول الهجمات قرب دمشق "لقد آن لمجلس الامن الدولي أن يضطلع بمسؤولياته وان يتجاوز الخلافات بين اعضائه، ويستعيد ثقة المجتمع الدولي به، وذلك بعقد اجتماع فوري للخروج بقرار واضح ورادع يضع حدا لهذه المأساة الانسانية".
واضاف "نطالب كذلك وزراء خارجية الاتحاد الاوروبي الذين يعقدون اجتماعاً طارئا في بروكسل بأن تشكل هذه الفاجعة الانسانية المحور الاساسي في مباحثاتهم".
وصرح الفيصل "اننا والعالم فجعنا بمشاهدة هذه المجزرة الانسانية البشعة والمروعة لعدد من المدن السورية وباستخدام السلاح الكيماوي المحرم دولياً وما نجم عنها من مئات الضحايا من المدنيين الابرياء معظمهم من النساء والاطفال وبدم بارد على مرأى ومسمع الضمير العالمي".
وختم قائلا ان السعودية "سبق ان حذرت مراراً وتكراراً المجتمع الدولي من حجم المآسي والمجازر الشنيعة التي يرتكبها نظام سوريا ضد شعبه وأبناء جلدته، وتحذر من أن استمرار التخاذل من شأنه ان يؤدي إلى المزيد من هذه المآسي".
واجتمع الأمير الفيصل في باريس أمس بوزير الخارجية البريطاني وليام هيغ الذي يزور فرنسا حالياً والمستشار كريستوفر هسكين مستشار المستشارة الألمانية انغيلا ميركل كلاً على حدة.
وقال متحدث باسم البيت الابيض أمس ان الولايات المتحدة ستتشاور مع شركائها في مجلس الامن الدولي بشأن التقارير عن استخدام اسلحة كيماوية في سوريا.
وقال المتحدث جوش ايرنست للصحفيين ان المسؤولين الاميركيين لم يتمكنوا بعد من التأكد بصورة مستقلة من التقارير عن استخدام مثل هذه الاسلحة في سوريا من قبل القوات الحكومية. وعبر البيت الابيض في بيان سابق عن القلق من التقارير ودعا الامم المتحدة الى اجراء تحقيق عاجل.
وقالت المتحدثة باسم الخارجية الاميركية جينيفر بساكي "لا اتحدث عن خطوط حمراء. لم اناقش او اتحدث عن خطوط حمراء، لا احدد خطوطا حمراء ولا نتحدث عن خطوط حمراء اليوم".
وكان مساعد المتحدث باسم البيت الابيض جوش ارنست طالب في وقت سابق بتحقيق "عاجل" تجريه الامم المتحدة وبتمكين المنظمة الدولية من "الدخول فورا" الى هذه المنطقة للقاء الشهود ومعاينة الضحايا.
واضافت بساكي "اعتقد اننا تحدثنا قبل اشهر عدة عن الخط الاحمر وعن كيفية تجاوزه"، في اشارة الى تصريحات البيت الابيض في حزيران التي اتهمت دمشق باستخدام سلاح كيميائي ضد معارضيها.
وتابعت المتحدثة بنبرة ساخرة "لكنني لست مخولة منذ وقت طويل برسم خطوط حمراء جديدة وبالتأكيد انني لن اقوم بذلك اليوم".
وقالت فرنسا وبريطانيا أمس، انه يجب السماح لمفتشي الامم المتحدة الموجودين حاليا في سوريا بصورة فورية بالوصول الى موقع هجوم مزعوم بالاسلحة الكيماوية.
وقال وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ للصحفيين في باريس "نأمل في منح فريق الامم المتحدة في دمشق دخولا فوريا وغير مقيد الى هذه المنطقة للبحث والتثبت من الحقيقة. لا يوجد سبب لعدم إتاحة دخولهم للموقع إذ انه لا يبعد اميالا كثيرة عن المكان الذي يعملون فيه حاليا."
واضاف هيغ قبل التوجه الى عشاء عمل مع نظيره الفرنسي لوران فابيوس "اتمنى ان يوقظ ذلك بعض من يدعمون نظام الاسد لادراك طبيعته الاجرامية والهمجية."
ووصف فابيوس الذي تحدث في وقت سابق هاتفيا مع رئيس الائتلاف الوطني السوري المعارض أحمد الجربا، الهجوم المزعوم بأنه "مأساة مروعة" لم يشاهد مثلها منذ مقتل الاف الاكراد العراقيين بالغاز على يد قوات صدام حسين في حلبجة في 1988 .
وأعلنت المستشارة الالمانية انغيلا ميركل أمس، انه في حال ثبتت الاتهامات باستعمال اسلحة كيميائية في سوريا فان الامر سيشكل "جريمة مرعبة".
ونقلت صحيفة "شتوتغارت تسايتونغ" الاقليمية عن ميركل قولها "في حال تم التحقق من هذه المعطيات فان الامر يتعلق بجريمة مرعبة". وطالبت ايضا بتوسيع مهمة خبراء الامم المتحدة وبتعاون النظام السوري.
وفي سياق آخر أعلن قائد الجيوش الاميركية الجنرال مارتن دمبسي في رسالة حصلت وكالة فرانس برس على نسخة منها أمس، ان اي تدخل عسكري اميركي في سوريا لن يكون في مصلحة الولايات المتحدة لان مقاتلي المعارضة السورية لا يدعمون المصالح الاميركية.
وفي رسالة الكترونية وجهها الاثنين الى النائب الديموقراطي اليوت انغل، شدد الجنرال دمبسي في مجال معارضته اي تدخل عسكري في سوريا ولو حتى محدودا، على تشتت المعارضة السورية وعلى ثقل المجموعات المسلحة المتطرفة داخل هذه المعارضة.
واضاف "اعتبر ان المعسكر الذي نختار دعمه يجب ان يكون مستعدا لتعزيز مصالحه ومصالحنا عندما تميل الدفة لمصلحته. الوضح حاليا ليس كذلك".
وتابع "بإمكاننا ان ندمر الطيران السوري" المسؤول عن العديد من عمليات قصف المدنيين، لكنه تدارك "لن يكون الامر حاسماً على صعيد عسكري، بل سيدخلنا حتماً في النزاع"، مضيفاً انه في حال "تمكنت القوة الاميركية من تغيير التوازن العسكري (في سوريا) فهي لن تكون قادرة على حل المشاكل الاتنية والدينية والقبلية التاريخية التي تغذي النزاع".
واشار الى ان الاضطرابات في سوريا "ذات جذور عميقة". وقال ايضا انه "نزاع طويل الامد بين فصائل متعددة والصراع العنيف لتولي الحكم سيستمر بعد نهاية حكم الاسد"
اللواء
مجزرة كيماوية مروعة يرتكبها النظام السوري تحت أعين المراقبين
أكثر من ١٣٠٠ قتيل معظمهم من الأطفال والنساء .... وروسيا تعطل تحركاً لمجلس الأمن
وكتبت صحيفة اللواء تقول "في تطور ميداني من شأنه ان يشكل منعطفاً بارزاً في مسار الازمة السورية وصدمة توقظ الضمير الدولي للتحرك بشكل عاجل وفوري لوضع حد للمأساة الانسانية ارتكبت قوات النظام السوري مجزرة مروعة وغير مسبوقة في الغوطة الشرقية بريف دمشق، مستخدمة الغازات السامة تحت أعين المراقبين الدوليين وخلال وجودهم في سوريا للتحقيق في استخدام الكيماوي، ووصل عدد الضحايا إلى نحو ١٣٠٠ بحسب ما قاله الناطق باسم الجيش الحر، غالبيتهم أطفال ونساء لم تتسع المستشفيات لهم. وأكدت سانا الثورة أن العدد قد يصل إلى 1400.
وفي حين عقد مجلس الامن الدولي جلسة عاجلة سارعت دمشق للتنصل من جريمتها وكالعادة بغطاء روسي دائم أحبط امكانية تحرك جدي لمجلس الامن وكل ذلك وسط ذهول دولي وتنديد لم يتجاوز التصريحات والبيانات التي رفضتها المعارضة السورية معتبرة المجتمع الدولي شريكا في المذبحة الجديدة من خلال تراخيه ولامبالاته وعجزه عن التحرك لمواجهة النظام ومجازره المتكررة بحق الشعب على سنوات الازمة.
وطالب مجلس الامن في بيان في ختام اجتماعه بضرورة وقف العنف ووقف اطلاق النار في سوريا مشيرا إلى أن «أعضاء المجلس متفقون على ضرورة التأكد مما حدث في غوطة دمشق». ولكن البيان الختامي لم يشر بصراحة الى طلب اجراء تحقيق دولي بشأن المجزرة. ما يعني تعرضه للضغوط الروسية.
واكد نائب الامين العام للأمم المتحدة يان الياسون، بعد الاجتماع ان «هناك حاجة ملحة للتحقيق بالمزاعم حول استخدام الأسلحة الكيماوية في الغوطة الشرقية بدمشق باسرع ما يمكن، وذلك بصرف النظر عن الخلاصة التي سنتوصل اليها لان هذه الحادثة تنم عن انتهاكات انسانية خطيرة»، مشيرا الى ان «لا تأكيدات بعد بأنه جرى استخدام السلاح الكيماوي في سوريا».
واعلن ان «الفريق العامل بات في دمشق ونتمنى لهم امكان الوصول الى الغوطة»، مشيرا الى انه «يجب النظر الى المسألة بمنظور واسع اي وقف العمليات القتالية».
وشدد على ان «هناك حاجة ايضا لانهاء العنف واراقة الدماء ويجب احتواء هذه الازمة لاننا رأينا تداعياتها على دول الجوار»، مشيرا الى ان الامين العام للأمم المتحدة كان قد عبّر عن قلقه واوعز باجراء التحقيقات بما جرى بالغوطة «ونحن نتواصل مع الحكومة السورية ونأمل ان يتعاون الجميع معنا».
وكان مئات القتلى والجرحى سقطوا امس في قصف جوي وصاروخي مكثف من قوات النظام السوري على مناطق عدة في ريف دمشق، بحسب ما ذكر المرصد السوري لحقوق الانسان، فيما اكد ناشطون استخدام غازات سامة كغاز الاعصاب المعروف بغاز السارين في القصف.
وتحدثت لجان التنسيق المحلية من جهتها عن «مئات القتلى»كما أعلن المعارض السوري البارز جورج صبرا ان 1300 شخص قتلوا في هجمات استخدمت فيها قوات الاسد اسلحة كيماوية حول دمشق.
واتهم صبرا المجتمع الدولي بانه شريك النظام في قتل السوريين.
وأكد طبيب ميداني أن أعراض الإصابة بالكيماوي كانت واضحة على الضحايا، مشيراً إلى أن الحصيلة في ازدياد وقد تبلغ الألف قتيل، وذلك بسبب قلة الأدوية الطبية لعلاج المصابين.
وبحسب ناشطون فأن النظام ضرب الغوطة الشرقية بالكيماوي تحضيراً لاقتحامها. وقد عمد النظام إثر ارتكاب المجزرة إلى قصف المناطق ذاتها بالطيران في الغوطة الشرقية والمعضمية وجوبر، إضافة إلى امتداد الغازات إلى زملكا بعد سقوط صاروخ آخر هناك يحمل الغازات السامة.
وأظهرت فيديوهات نشرها ناشطون من زملكا وجوبر وعين ترما أطفالاً في حالات اختناق وإغماء إلى جانب الرجال والنساء الذين تنشقوا من تلك الغازات السامة.
وفي أول تعليق طالب رئيس الائتلاف الوطني لقوى المعارضة والثورة السورية مجلس الامن الدولي بعقد «اجتماع عاجل» للبحث في «المجزرة» .
وقال احمد الجربا «اطلب من مجلس الامن الانعقاد بشكل عاجل لتحمل المسؤولية ازاء هذه الجريمة». كما طلب من لجنة التحقيق الدولية حول الاسلحة الكيميائية الموجودة في سوريا التوجه الى «مكان المجزرة المروعة».
بالمقابل نفى الجيش السوري ان يكون استخدم سلاحا كيميائيا، معتبرا ان التقارير حول هذا الموضوع تندرج في اطار «الحملة الاعلامية القذرة» ضد سوريا وتهدف الى التغطية على «هزائم» المجموعات المسلحة على الارض.
في هذا الوقت، قال رئيس الفريق الدولي للتفتيش عن الأسلحة الكيماوية العالم السويدي أكي سيلستروم إنه يجب التحقيق في أنباء وقوع هجوم بغاز الأعصاب قرب دمشق.
واعلن مساعد المتحدث باسم الامم المتحدة ادواردو ديل بوي ان سيلستروم «يتشاور» مع السلطات السورية في شان المعلومات عن وقوع هجوم دام استخدم فيه سلاح كيميائي في سوريا.
هذا وتسارعت ردود الفعل العربية والدولية المنددة بالمجزرة. وفي وقت بادر البيت الأبيض الى دعوة الأمم المتحدة الى التحقيق طالبت السعودية مجلس الامن الدولي (الذي عقد جلسة خاصة لاحقاً) بعقد اجتماع فوري حول سوريا للخروج بقرار «واضح رادع يضع حدا للمأساة الانسانية» في هذا البلد. في حين ان روسيا وكعادتها في كل موقعة، سارعت الى التغطية على جريمة النظام السوري متهمة المعارضة.
وأصدر نائب الناطق باسم البيت الأبيض جوش إيرنيست بياناً قال فيه إن الولايات المتحدة «قلقة جداً من التقارير حول مقتل مئات المدنيين السوريين في هجوم شنته القوات الحكومية السورية، بما فيه استخدام الأسلحة الكيميائية قرب دمشق في وقت سابق اليوم».
واكد إيرنيست ضرورة محاسبة المسؤولين، مضيفاً «اليوم، نحن نطلب رسمياً من الامم المتحدة أن تحقق بصورة عاجلة من المزاعم الجديدة».
ورفضت الولايات المتحدة الحديث عن «خط احمر» تجاوزه النظام السوري في حال ثبت استخدامه للسلاح الكيميائي، وذلك بعد عام من قيام الرئيس باراك اوباما برسم هذه الحدود التي ينبغي عدم تجاوزها.
وفي المواقف أيضاً،طالبت فرنسا وبريطانيا بعقد اجتماع طارئ لمجلس الامن.
بالمقابل اعتبرت روسيا ان الادعاءات باستخدام السلطات السورية اسلحة كيميائية في ريف دمشق تمثل «عملا استفزازيا مخططا له مسبقا». وذهبت الخارجية الروسية الىالزعم بان الصاروخ بالمواد الكيميائية اطلق على الضواحي الشرقية لدمشق من مواقع المسلحين."